رواية طفلة حطمت كبريائي للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الأول
تضرب امواج البحر بعض الصخور لتدل على غضب البحر وامواجه العالى تصطدم بالصخور لتنثر بعضها فالهواء فصوت البحر وامواجه من اجمل ما يميز اسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط وشوارعها الجميل تحديدا دخل قصر اقل ما يقال عليه قصر ملكى لأحد ملوك العصر الحديث يمتاز بمساحته الواسعه التي تجذب نظر اى شخص وتسحر قلبه بجمالها و تحت اشعة الشمس الذهبية والأرض الخضراء الواسعة وهدوء الصباح.
مع بعض نسمات برودة هواء الصباح تقف فتاة فأقل ما يقال عليها حورية من الجنه وهي ترتدى جيبة واسعه بيضاء اللون طويلة وتيشرت ابيض جميل من القماش الشفاف الناعم وطبقه اخر أسفله تخفى جسدها وشعرها البنى الناعم يتطاير مع نسمات الهواء الطلق وتسقى الورود بمختلف أنواعها وألوانها
لتاتى لها فتاة أخرى.
ملك: انتى ياست وتين.
وتين بغضب مكتوم: نعم ياملك
ملك: تعالى عشان تفطرى جدو صحي
وتين وهي تشير الخادمة بأن تقترب: حاضر
وتعطيها خرطوم المياه وتذهب مع ملك للداخل لتجد الجميع على السفرة
وتين بمرح: صباح الخيرات على الجميع. ده ايه الفطار العسل ده
ناصر بابتسامة: تعالى يابت اقعدى وبطل بكش من اولها
وتين وهي تقترب وتقبل يديه: انا بكاشة ياجدو اخس عليك.
ليضربوا ادم وهو يجلس: انتى امى البكش كله انتى مصنع البكش فالبلد
وتين بغضب: والله انت رخم
زينب: بطلوا مناقرة بقا على الصبح
وتين: شايف يابابا ابنك وست تيتا
صالح بابتسامة: خلاص ياحبيبتى انتى الكبيرة. وانت ياسي زفت مالكش دعوة بيها
ويجلسوا يفطروا معا
ملك: انتى هتروحى ياوتين انتى تعملى شوبنج عشان اجى معاكى
وتين بغضب مكتوم: لا انا مش هروح
شريف: مش كنتى بتقولى هتروحي تجيبى النهاردة
وتين: غيرت راي فيها حاجه دى.
شريف: خلاص ياحبيبتى روحى انتى مع السواق
ملك بدلع وهي تنظر لوتين: ميرسى ياحبيبى
لتنظر وتين الجهه الاخرى بقرف وغضب
في مكان أخرى بعيد عن أرض مصر الحبيبة أمريكا
وفشوارعها التي تمتاز بطبعها المزدحم والاغاني فكل مكان
ففيلا راقية تدخل سامية لغرفة نور وتفتح الستائر لها
سامية: نونو، نونو حبيبتى اصحى بقا
نور بصوت نائم: بلييييز واااات
سامية: يلا بلاش كسل بقا بابا عايزك ومستنيكى تحت.
لتقوم نور من سريرها بتذمر طفولى وهي تضرب الأرض بقدمها: حاضر يادادة حاضر
وتذهب الحمام لتاخذ دوشها وتقف سامية تحضر لها ملابسها لتخرج نور بعد قليل لتجد سامية تجهز لها ملابسها وتكويها وتجد خادمة أخرى تنظف غرفتها لتصرخ بها
نور بعصبية: انتى بتعملى ايه هنا
ساميه: اهدى يانور محصلش حاجه
نور: انا قولت مليون مرة محدش يدخل هنا غير بأذنى، امشى اطلعى برا انتى مطرودة.
لتخرج الفتاة تبكى فهى بحثت كثيرا عن العمل هنا ولم يدوم لاسبوع وكان سالم حريص ان يحضر كل الخدم عرب لتبقى ابنته تتحدث بلغة بلدها ولا تنسنى ابدا
سامية: يانور محصلش حاجه لكل ده كل يوم تطردى 3 أو 4 حرام ياحبيبتى
نور ببرود وكأنها لم تفعل شئ فهى لا تفهم معنى المسئولية ابدا فهى مدللة لاقصى درجات الدلال والرفاهية: عشان تسمع الكلام بعد كده.
تغير ملابسها وترتدى شورت قصير يصل لاعلى ركبتها بكثير ليظهر نحافة اقدامها القصيرة وتيشرت واسع يظهر كتفها الايسر ليظهر عضمتين رقبتها البارزين ليعطوها جمال من نوع أخرى ويظهر خصرها لتبقى ملابسها تفضح من جسدها اكثر ما تستر لتجلس أمام التسريحة لتمسك الدادة المشط وتصفف لها شعرها الحرير وانتهى لتحضر لها سامية الحذاء لترتديه وتنزل لوالدها لتجده يتحدث فالهاتف
نور: جود مورننج دادى.
لم يجيب عليها ويكمل حديثه مع احمد
سالم: اتصرف يااحمد، مفيش مشكلة بس بسرعة. لالا اسبوعين كتير اخرك اسبوع، اوك، سلام
ويغلق معه
سالم: صباح الخير يا نور
نور بأبتسامة: صباح النور يادادى
سالم: كل ده عشان تصحى
نور: حضرتك عارف انى نائمة متاخر
سالم: عشان تبطلى سهر لوش الصبح والنوادى والديسكوهات
نور بتذمر وهروب من جداله: حضرتك طلبتنى.
سالم: اه ياست نور هتعبك شوية ولو تتكرمى وتتنازلى وتتغدى معايا بما أن وقت الفطار خلاص بح
نور: اوك بس بسرعه عشان عندى تدريب فالنادى
سالم: حاضر ياست المشغولة انا عارف انى تاعبك كتر خيرك
نور: اوكي
يصل ناصر لمقر المجموعة وتستقبله جميلة لتاخذ شنطته منه وتدخل لمكتبه
ناصر: ابعتلى قهوة ياجميلة
جميلة: تحت امرك يافندم. استاذ احمد المحامى اتصل وعايز يقابل حضرتك
ناصر باستغراب: اشمعنا. ماشى اديله معاد.
وتخرج لتتركه فعمله
تجلس. ملك فسيارة بيضاء اللون مع شاب آخر وهو يمسك يديها وتضحك بسعادة
ماجد وهو يقبل يديها بحنان: واحشتينى
ملك بدلع: واحشتك يابكاش ولا دول اللى وحشوك
وتخرج له أموال كثيرة من شنطتها
ماجد بابتسامة وهو ينظر للأموال: لا بجد واحشتينى
ملك: ههههههههه ماشى خد بقا
وتلف لتنزل ليمسك يديها
ماجد وهو ينظر بملابسها: على فين بدرى كده.
ملك وهو تمسك يديه وتبعدها عنه: مينفعش النهاردة شريف راجع بدرى عشان السفر خليها بكرة. باى يابيبى
وتضع قبلة على اناملها وتضعه على شفتيه وتنزل
تجلس وتين على الاريكة وهي تمدد قدمها على الاريكة بجانبها وتمسك التابلت الخاص بها وتبحث فعالم الموضة عن ماهو جديد
زينب: هتفضل باصة فالبتاع ده كده لحد عيناك ما توجعك
وتين بمرح: ياتيتا ياحبيبتى انا فاجازة اعمل ايه طيب اجدعنى انتى وجدو كده وهاتولى نونو صغير العب بيه.
زينب: ههههه ده بدل متقولى اتجوز انا. ولا تشوفى حاجه تشغلى نفسك فيها
وتين: اتجوز ايه بس بعد الشر عليا
زينب: هو الجواز شر
وتين: ده شر ونكد وقرف لا وعلى ايه مانا قاعدة هانم اهو
زينب: يارب صبرنى
يجلس صالح مع ناصر فمكتبه ومعه المحامى
صالح بصدمة: يعنى بعد كل السنين دى راجع ويقول أنا خلفت
ناصر: اهدى ياصالح خلينى افهم بس. يعنى هو عنده بنت
احمد: اه اسمها نور وعندها 18 سنة خلصت ثانوى.
صالح: طبعا بنته من الخادمة اللى طردناه معها
احمد: لا بنته من واحدة امريكيه اتجوزها عشان الجنسية وخلف منها نور وماتت وهي بتولدها
ناصر: وهو باعتك عشان تعرفنا عليها
احمد: لا عشان هو عنده سرطان من خمس سنين ودلوقتى كان محجوز فالمستشفى بس خرج عشان نور
صالح بقلق على اخه الأصغر: سرطان.
احمد: دلوقتى هو منتظر رحمة ربنا فاى وقت لان المرض كل معظم خلايا الجسم. وبعاتنى عشان اقولك ياناصر بيه أن ليك حفيدة متهورة مينفعش تسبها هناك لوحدها
ناصر بحيرة: طيب
احمد: فكر بسرعه لان لازم حد يسافر يجبها لأنها عنيدة ورافضة تنزل هنا والدكتور قال إنه مش هيكمل اسبوع
ناصر: حاضر خلاص.
ليذهب احمد ويتركه يفكر بأمر تلك الطفلة العنيدة والمتمردة وعن تهورها وغضبها وماذا سيفعل بها فهى بكل الاحوال سوء قبل أو رفض هي تحمل اسمه وحفيدته الصغيرة..