قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية صفقة زواج للكاتبة سهام صادق الفصل الثامن والعشرون

رواية صفقة زواج للكاتبة سهام صادق الفصل الثامن والعشرون

رواية صفقة زواج للكاتبة سهام صادق الفصل الثامن والعشرون

اصبحت حياته بلا امل وهدف، كان يجلس في مكتبه يتابع عمله وعلامات الحزن والاسي على وجهه، وكيف لا يشعر بذلك وقد فقد حبيبته وزوجته واضاعها، كل محاولاته للبحث عنها قد ابت بالفشل، اصبح يبحث عنها في وجهه كل من يقابلهم، لايفكر في اي شئ سوا ان يجدها حتى لو عاقبته بما فعله بهاا.

دخل عليه صديقه وهو يشعر بالاسي اتجاهه، فهذه هي حالته منذ ان علم الحقيقه واكتشف مؤامره خالته ورندا، حمد ربه انه لم يخبر صديقه بأمر حملها فكيف ستكون حالته عندما يعرف انه عندما طردهاا وتركها كانت تحمل في احشائها طفل منه
عمر: مافيش اي اخبار ياكريم
كريم وهو يترك ماكان يتطلع اليه، ثم بدء يسترخي: للاسف ياعمر كل المحاولا ت فشلت ومافيش نتيجه، انا خايف عليها اووي 5 شهور معرفش عنها حاجه، قربت اتجنن ياعمر.

عمر بأسف على حال صديقه: طيب مروحتش لمرات باباها تاني يمكن تكون راحت ليهاا
كريم: للاسف متعرفش حاجه عنها، صح ياعمر في بنت هتيجي تقدم في شغل ابقي تابع الموضوع عشان خاطري واهتم بيه
عمر: تمام
كريم: انا ماشي دلوقتي، سلام
ظل ينظر على صديقه بحزن بعد ان رحل، وهو يتمني له ان يجمعه القدر بزوجته مره ثانيه
ممممم، الجميل سرحان في ايه، واخبار الواد الشقي ايه
فرح وهي تضع يدها على بطنهاا المتكوره الصغيره: الحمدلله.

ادهم: ماما قالتلي انك كنتي تعبانه امبارح
فرح بأرهاق: دكتوره زهره قالتلي انه ده شئ طبيعي عشان بقيت في الشهور الاخيره
ادهم بتردد: مش ناويه يافرح، تقولي لباباه، بلاش تحرميه من اجمل حاجه اي راجل بيتمناها.

فرح بحزن: بس باباه مش عايزني في حياته، ثم تذكرت بأسي كلماته (عارفه يافرح نفسي اجيب طفل منك ويكون شبهك، وكمان مش واحد بس انا عايز نص دسته ) ثم تذكرت وهي يدفعها من امامها ويطردهاا ويقول لها كلمته الجارحه (الشارع مابيجبش غير الزباله)
نظر لها ادهم بأسي: للاسف مهما جرحونا إلى بنحبهم، بنفضل متعلقين بيهم ومش بننساهم
نظرت له فرح بألم وحزن يملئ عينيها، وابعدت وجهها عنه لكي تترك لدموعها العنان.

ادهم بحنان: قولنا بلاش عياط، انا مبحبش النكد
فرح بحب: انت طيب اووي يا ادهم بجد، انا لو كان عندي اخ مكنتش هحبه زي ما بحبك كده ولا كان هيبقي حنين عليك كده
ادهم بتفاخر: احم احم، دعونا نعمل في صمت لا داعي للتصفيق
فرح بأبتسامه باهته: هههههههههههههه
ادهم: ايوه كده اضحكي، يلا سلام بقي عشان عندي شغل في العياده.
كانت تقف في شرفتها تتأملهم وتتابع حركاتهم واندماجهم مع بعض.

صفيه (الخادمه): سي ادهم بقي متعلق بست فرح اوي
هدي بقلق: خايفه اوي ياصفيه ليحبها، مهما كان ادهم شاب وممكن يفكر فيها بطريقه تانيه
صفيه وقد تذكرت موقف ما: فكرتيني بأخويا ياست هدي، حب يساعد واحده ومكناش نعرف ليهاا اصل ولا فصل وعايشها معاه ومراته وفقت على كدا وبعدين حصل إلى حصل وحبهاا، لما مراته عرفت طلبت الطلاق وياا مواويل بس المشاكل متحلتش الا بعد مع البنت ديه مشيت، اصل قلوبنا مش بأيدنا ياست هدي.

هدي بخوف: عندك حق، انا لازم ادور لأدهم على عروسه بسرعه او، بس مش عايزه اعمل التصرف التاني واجي عليهاا وديه بنت مسكينه كفايه إلى شفته
مش معقول ادهم باشا جيه من المانيا، اخيرا ده انا كنت قربت افقد الامل في انك ترجع تاني يا ابني
ادهم: ازيك يا احمد وحشني جداااا، سمعت انك اتجوزت
احمد: اه اتجوزت ساره بنت عمي، وبقيت اب لبنوته من اسبوع كمان شوفت بقي
ادهم: مبروك يا احمد، الف مبروك تتربي في عزك.

احمد: الله يبارك فيك، عقبال ما افرح بيك ان شاء الله
ادهم بأبتسامه: اقعد احكيلي بقي عامل ايه في حياتك، ولسا مستقر هنا ولاا بعدت
احمد: باجي هنا البلد ديماا عشان امي مرضتش تسيب البلد بعد وفاة ابويا الله يرحمه، بس شغلي في القاهره
ادهم بأسف: الله يرحمه
احمد: شكلي معطلك عن شغلك، امشي انا بقي ونتقابل وقت تاني
ادهم: لاء انا خلاص خلصت شغلي، تعالا نقعد في مكان وندردش سوا احسن انت وحشني اوووي.

انتي بتقولي ايه ياهدي، ايه إلى جرالك انتي عمرك ماكان تفكيرك كده
هدي: انا ام ياعلي وخايفه على ابني، متنساش ان ابنك شاب وممكن يعجب بيها ويحبها ويقولنا اتجوزها، صحيح والله انا بحبهاا بس برضوه خايفه على ابني انت مبتشوفش بيعاملها ازاي
علي بضيق: ياهدي ابنك عاقل وبيخاف ربنا وعمره ماهيفكر في حاجه زي كده.

هدي: ابني عاقل اه، بش الشيطان ممكن يأثر فيه، انا خايفه بجد بس انا قررت ان اعيشها في شقة ماما الله يرحمها هخلي صفيه تروح بكره تنضفها وتعيش فيها لغايت لما تولد وبعدين لازم بقي نشوف جوزهاا ولا ايه
علي بأسف: استغفر الله العظيم، اعملي إلى يريحك ياهدي
كانت ذاهبه اليهم لكي تخبرهم بشئ ما، وسمعت حديثهما
وقفت خلف الباب بأنكسار، ثم سحبت نفسهاا وذهبت إلى غرفتها.

فرح بدموع على حالهاا، ظلت تتذكر كل كلمه سمعتهاا وتعلم بأن هدي لم تقل سوا الشئ الصحيح فهي مهما كان ليست ابنتهم، ويكفي انهم راعوها إلى الان، جلست تبكي على كل مايحدث لهاا ثم وضعت يدهاا الصغيره وبدأت تمررها على بطنها بأعين دامعه.

فرح: متخفش ياحبيبي، هنمشي من هنا ارض الله واسعه، شوفت لو بابا كان صدقني مكنش هيحصل كل ده، مش عارفه هروح لمين بس انا وانت شكلنا حياتنا هتبقي زي بعض بس متخافش انا هعوضك وهشتغل مش هخليك تحس انك عبئ على حد أحساس صعب اووي ياحبيبي مش هخليك تحسه، وهعوضك ونعمل بيت لينا حلو وصغير اوعي لما تكبر تبعد عني وتسبني وتروح لبابا عشان هيبقي معاه فلوس كتير، اوعي تسبني ماشي ان هستحمل والله كل حاجه وهصبر عشان ربنا يعوضني فيك خير، بدأت تحس بحركه بداخلهاا، كأنه يقول لها انا اشعر بيكي يا امي.

في تلك اللحظه اطرق عليها على الباب
علي: ايه يافرح مالك ياحببتي، عمال انادي عليكي من بدري يلا تعالي نتعشا سواا
فرح: ماليش نفس، هصلي العشا وهنام
علي: ماشي يابنتي إلى يريحك
ادهم: ها فين فرح يابابا، مش هتيجي تتعشا معانا ولا ايه
علي: لاء يابني قالت ملهاش نفس
كانت هدي تتابع نظرات ابنهاا وتشعر بالضيق الشديد
هدي بغضب: في ايه يا ادهم، مش ملاحظ اهتمامك بفرح بيزيد كل يوم
علي: هدي، في ايه ابنك مش قصده حاجه.

ادهم بأستغراب: مالك ياماما، الايام ديه بقيتي متغيره حتى في معاملتك مع فرح
هدي وقد تركت الطعام وذهبت: مافيش
علي: كل يابني، متشغلش بالك امك اعصابها بقيت تعبانه اليومين دول ربنا يهديهاا
كانت في منتصف الليل، تمشي بين الاشجار تائهه خائفه، لا تعلم إلى اين ستذهب، ظلت تسير إلى انا جلست في مكان لترتاح قليلا، بدأت تشعر بالتعب الشديد، سمعت صوت من خلفها قوي
انت بتعملي ايه هنا، في نصاص الليلي اتكلمي.

فرح بخوف وهي تنظر إلى تلك البندقيه (فيبدو من مظهره انه غفير يعمل في تلك المكان: ابدا بستريح شويه وهمشي
الغفير وبدء يشفق عليها فعلامات التعب تبدوا على وجهها: طب اقعدي يابنتي استريحي، معلشي خضتك
نظرت له فرح بأمتنان: لاء شكرا خلاص، انا ماشيه
الغفير: شكلك غريبه من البلد، اصل تقريبا اعرف معظم بنات البلد عشان شغلهم هنا في المزرعه
فرح: هو في هنا شغل للبنات
الغفيرونظر اليها: اه في، بس انتي...

فرح: متقلقش انا لسا فاضلي شهرين، على ماولد الله يخليك ساعدني اني اشتغل انا بجد محتاجه الشغل هناا
الغفير بتردد: مش عارف اقولك ايه يابنتي، هقول لاستاذ حسن
فرح: هو استاذ حسن هو صاحب المزرعه
الغفير: لاء المزرعه بتاعت بيه كبير بس مش عايش هناا، بيجي كل كام شهر، عشان اشغاله كلها في القاهره
فرح: طيب هتساعدني.

الغفيروبدأ يتعاطف معها: طب بصي لو سألوكي عن الحمل قولي انك لسا في الشهر ال4 انتي كده كده بطنك مش كبيره اوي، لانك لوقولتي في 7 ديه صعبه يابنتي انهم يشغلوكي لانك ممكن في اي وقت تولدي
فرح بأمتنان: مش عارفه اقولك ايه بجد، انت راجل طيب
الغفير: طيب تعالي جوا من السقعه ديه لحد الصبح ولا هتفضلي قاعده كده بره
فرح: لاء هنا كويس هستني للصبح
الغفيروذهب للداخل، ثم عاد ومعه بطانيه: خدي يابنتي عشان السقعه.

نظرت له فرح بأمتنان شديد وغطت نفسها بتلك البطانيه، ثم وضعت يدها على بطنهاا وبدأت تتحدث مع طفلها: شوفت ياحبيبي اه الحمدلله لقيت شغل، اوعي بقي لما تكبر تزعل عشان ماما بتشتغل في مزرعه تجمع المحاصيل، معلش ياحبيبي كان نفسي اخلص جامعتي بس ان شاء الله هعلمك وتكون ثم تذكرت زوجها وقالت بدموع (مهندس شاطر زي بابا )
لا حولا ولا قوه الا بالله، كان قلبي حاسس انها سمعتناا، راحت فين دلوقتي.

ادهم: هو في ايه يابابا وفرح سمعت ايه عشان تمشي
علي وكان ينظر إلى زوجته، ثم بدء يقص عليه حديث امه
ادهم: طب كنتي طلبتي مني انا اروح اعيش في بيت جدي، او في اي مكان لحد بس ماتولد، ليه كده بس ياماما
هدي: في ايه انتوا مالكم عمالين تجيبوا اللوم عليا، ما انا كنت هعيشها في بيت امي اعمل ايه اكتر من كده متحسسونيش بالذنب
علي: خلاص يا ادهم إلى حصل حصل، ياريت بس متكونش بعدت عن البلد ونعرف نلاقيها.

ادهم: انا رايح ادور عليهاا
وبعد ان تركهم ادهم وذهب
هدي: اه شوفت خايف عليها ازاي، بكره كان جيه قالك جوزهاني يابابا
علي: انتي اتسرعتي ياهدي، واحنا اكتر اتنين عارفين ان البنت متستهلش كده واهي مشيت وريحتك
هدي بخنقه: خلاص بقي ياعلي انا مش ناقصه
حالك مبقاش عجبني ياصاحبي انت بقالك شهر، مموت نفس في الشغل، ده انا كنت ماصدقت شوفت نفسك وحياتك.

كريم وهومنهمك في عمله الذي اصبح يشغل معظم وقته منذ رحيل فرح ووفاة امينه والدته: حالي كده كويس ياعمر، ها فرحك انت ومي امتا
عمر: لاء طبعا مش دلوقتي خالص احنا اجلناه
كريم: ومي ذنبها ايه
عمر: مي هي كمان مصممه على كده
كريم وجلس امام صديقه: افرح ياعمر وفرحني معاك، ومتقلقش عليا صاحبك قووي اوووي وبيستحمل وراضي (الحمدلله)
نظر له عمر بحنان، واحتضن صديقه.

عمر: اناحاسس انك قريب اووي هتلاقي فرح، وتذكر موضوع حملها ثم قال بهمس لا يسمعه احد وكأنه يحدث نفسه وهتفرح اووي ان شاء الله
ممممم، قولتيلي حامل في الشهر الكام
فرح وهي تنظر للغفير ولكن قد سارع هو بالرد عليه: ما انا قولتلك ياعم حسن في الرابع
حسن بتردد: طب ليه عايزه تشتغلي وانتي حامل كده
الغفير: ظروف ياعم حسن، وهي محتاجه مساعده وانت ابو الكرم.

حسن: ياصالح استني، ما انت عارف انها مسئوليه وكمان الواحد خايف يحصلها حاجه وهي حامل ونروح في داهيه
فرح بخجل: متقلقش مش هيحصل حاجه، ولو حصلي حاجه مش هفرق مع حد ومش هوديكم في داهيه
حسن بأشفاق: تمام يابنتي
الغفير: ربنا يخليك لينا ياعم حسن، وياريت تسكن مع البنات في السكن
حسن: تمام خلاص، هتشتغلي من 6 الصبح لحد 4 العصر مفهوم هتجمعي المحاصيل مع البنات وتحطيهم في الكراتين بتاعتهم عشان الرجاله يحملوهاا.

هزت له رأسها برضي
حسن: خدها ياصالح وديهاا، السكن
صالح: تمام ياعم حسن، ومتقلقش على ضمنتي
حسن بقلق: اما نشوف
بعد ان انصرفواا، ظل حسن ينظر عليهم، ثم ذهب هو الاخر ليتابع عمله
تعبت يا احمد، من كتر اللف عليها، مش عارف راحت فين بس ازاي لحقت تخرج من المنصوره كلها
احمد: مخلاص يا ادهم بقي، انت عاملت إلى عليك وراعيتوها بما يرضي الله وهي إلى مشيت من نفسها.

ادهم باسف: مشيت من كلام امي، وانا يعلم الله عمري مافكرت فيها بطريقه مش كويسه، يمكن ساعات بحس بشويه احاسيس غريبه نحيتها بس انا عارف انها بتحب جوزها اووي
احمد: هو صحيح اسمه ايه، عشان نكلمه ونعرف نوصله
ادهم: كريم
احمد: كريم بس، مافي مليون واحد اسمه كريم ما انا صاحب الشركه بتاعتي اسمه كريم يعني مثلا هتكون مراته، اسمه بالكامل ياعم.

ادهم: للاسف مقالتش غير اسمه بس، مرضتش تقول اي حاجه تانيه، يمكن كانت خايفه لنعرف نوصله ونقوله وبابا وماما مرضوش يضغطوا عليها
احمد وهو يربط على كتف صديقه: ان شاء الله خير ياصاحبي، مش تيجي تشوف فرح الصغيره
ادهم بشبه ابتسامه فقد تذكرها: اسمها فرح
احمد: اه
ادهم: ربنا يخليهالك
يلا يابنات قوموا كفايه كسل، عشان نلحق نبتدي شغلنا، ثم اتجهت إلى الفتاه الجديده، يلاا ميعاد الشغل
فرح: حاضر، انا جاهزه.

السيده وتدعي صباح: طيب يلا عشان اعرفك هتعمل ايه، وقبل ان ترحل
انتي في الشهر الكام صحيح
فرح بتردد: انااا بصراحه في السابع بس اضطريت اقول في الرابع لأحسن عمي حسن ميوفقش اني اشتغل
صباح: مممم، طيب هتعملي ايه لما تيجي تولدي
فرح: مش عارفه
صباح بأشفاق: صحيح هو فين ابوه، ازاي يسيبك كده تشتغلي
نظرت له فرح ولم تتحدث.

صباح وقد فهمت خطأ: اه فهمت، ربنا يستر على بنتنا وبنات المسلمين، يلا ياحببتي قومي افطري الاول مع البنات عشان نشوف حالنا بقي
اه نسيت اعرفك بنفسي، انا اعتبر المشرفه هنا واسمي صباح
فرح بأبتسامه: اهلا بحضرتك
صباح بهمس: شكلهاا بنت ناس، ايه إلى رماها على كده، وانتي ياحببتي اسمك ايه
فرح: اسمي فرح
صباح: ماشي يافروحه ياحببتي، يلا تعالي افطري واعرفك على البنات.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة