قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شيطان العشق الفصل الحادي والثلاثون (الأخير الجزء الأول)

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري

الفصل الحادي والثلاثون (الأخير - الجزء الأول)

طائف بذهول: آسر
ظل آسر على صمته و صدمته من سماع ما تفوه به طائف منذ لحظات ليتمالك الاخر نفسه و يعود لتماسكه قائلاً
طائف: آسر .. انت هنا من امتى .. ودخلت ازاي ؟
ابتلعت آيات ريقها بقلق و خوف و تحركت نحو طائف تتمسك بذراعه فى توتر لينظر لها بثبات ثم سرعان ما يعيد انظاره الى آسر والذي اخيراً تدارك نفسه ليقول
آسر: الخدامة فتحتلى و قالتلى انكم هنا
طائف بهمس غير مسموع: غبية

آسر: مش عايز تقول حاجة ؟
تحرك طائف برتابة حتى جلس بهدوء على احدى المقاعد فى حين ظلت آيات بمكانها تراقب الوضع بحذر
طائف: اقول ايه ؟
تحرك آسر مقترباً منه
آسر: مثلاً بخصوص اللي سمعته من شوية
اسودت عينا الاخر ليهتف بلامبالاة مصطنعة
طائف: مش فاهم
آسر بحدة: بلاش لف و دوران انا سمعت انت قولت ايه كويس ... شغلك مع البوليس؟
همت آيات بالحديث
آيات بتوتر: آسر ... طائف كان يقصد انه آ...
طائف مقاطعاً بحدة انتفضت على اثرها
طائف: آياااااات ... ثم اردف بهدوء مفاجئ ... ممكن تقوليلهم يعملولنا حاجة نشربها ... وجه حديثه لآسر يسأله ... قهوة مظبوط زي ما انت صح ؟
نظر له آسر بغيظ من بروده ليومأ بنفاذ صبر و يتحرك ليجلس هو الاخر على مقعد مواجه له

اومأت هى بتوتر لتهرول للخارج هرباً من هذا الجو المشحون
ظل الصمت رفيقاً لهم بعد خروج آيات ليحيطهم جو من التوتر و الشد العصبي يقطعه آسر بنفاذ صبر
آسر: ممكن تفهمني بقى يعني ايه اللى سمعته ده ؟
اشعل طائف احدى سجائره بهدوء لينفخ الدخان بلا مبالاة قائلاً
طائف: يهمك ؟
انفجر آسر غيظاً من بروده
آسر: طائف بلاش اسلوب البرود ده معايا انا عارفك كويس و عارف انك لما تتوتر او تبقى قلقان بتخفيه ورا برودك و سيجارك
اطفأ سيجاره لينحنى للامام قائلاً بتركيز بعد فترة

طائف: مش عايز تنضف ؟
ارتسمت ابتسامة على محياه لتتسع شيئاً فشيئاً لتصبح ضحكات عالية ... نظر نحوه طائف بدهشة ليتوقف الاخر عن الضحك قائلاً بتهكم
آسر: عااايز انضف ؟ ثم حدق بطائف بسخرية ليكمل ... انا مش عايز فى حياتى كلها غير ده
كانت تقف بالشرفة المخصصة لجناحهم بالفندق تنظر للامام بشرود و حزن .. لا تدري متى يمكنها التحرر من هذا الاسر .. ملت و استاءت من وضعها فلم تعد تحتمل نفيها بعيداً عن احبتها طوال هذه السنوات ... اكتفت من اشتياقها لهم و حرمانها من حنانهم.

شعرت بمن يقطع خلوتها و يقف بجانبها يطالعها ببسمة حانية اغرمت بها منذ خمس سنوات ... تتذكر اتيانه مع طائف و مقابلتها له ... حينها كانت بصدمة موت والدها و بعدها كان ضرورة ايهام الجميع بموتها و اخفاؤها بعيداً عن الاعين ... تذكرت حديثه الجدي معها لكن رغم جديته شعرت بإنجذاب خفي نحوه ... كان يشرح لها حقيقة وضعها الجديد و ضرورة الالتزام بالاوامر حينها ظنت الامر بسيط و سيستمر لفترة قصيرة لكن خاب ظنها عندما كانت تمر السنة تلو الاخرى و هى بمنفاها وحيدة ... فقط هو من كان يأتيها كل فترة للاطمئنان عليها و طمأنة طائف على حالها ... لم تدرك من هو او ما عمله .. كل ما كانت على علم به هو انه يدعى طوني و يعمل برفقة طائف فتتدمر احلامها و تنهار ... لتتضح الحقيقة مع قربهم و كثرة حديثهم ويفاجئها هذا بإعتراف بحبه لها ... صدمت و انهارت و نبذته بعنف فهو طوني وهي علا محمد الرفاعي ... رفضته مرة تلي الاخرى و هو مازال على جهله لسبب رفضها له رغم عشقه و الذي يراه بعينيها طوال الوقت ... حتى نفذ صبره ليهتف بها.

طوني بصراخ: بلاش جنان و فهميني ليه لأ انا بحبك ... وانتى... انتي بتعشقيني ... يبقى ليه لا
علا بصراخ: ليه لا ؟ اقولك انا ليه لا ... انت اسمك ايه ... طوني ... وانا انا اسمي ايه ... علا محمد الرفاعي ... طوني و محمد ... فهمت
ظل يحدق بها بذهول بأعين متسعة و فم مفتوح ليدخل بعدها بنوبة من الضحك طالعته هي بدهشة على اثرها ليتوقف عن الضحك و يضطر اخيراً لشرح الامر بأكمله لها بعد تردد عدة مرات لكن اليوم لن يدع سره هذا يقف بطريق حبهم ... و هكذا بدأت حكايتهم و التي ينتظران بفارغ الصبر لبدئها بطريقة صحيحة بالعلن
استيقظت من شرودها على يده تربت على كتفها بقلق
طوني: علا مالك ... بكلمك من فنرة و مش بتردي ؟

نظرت نحوه بحب لتردف
علا: مفيش بس سرحت شوية
طوني بغموض: طب ممكن تدخلى تغيري هدومك فى ضيف مستنيه و لازم تقابليه
عقدت ما بين حاجبيها بقلق و دهشة
علا: ضيف واقابله ... انا ؟
اومأ مكملاً
طوني: ده هو جاي مخصوص عشانك
علا: مخصوص عشاني؟
نظر نحوها بمكر لتتسع عينيها فور ادراكها لهوية هذا الضيف لتهتف بتوجس
علا: قصدك انه ... ثم اردفت بصراخ و بكاء ... آسر ؟

اومأ لها بفرح لتتحرك نحوه و بدون وعي احتضنته بسعادة مقبلة احدة وجنتيه فى حين تصلب جسده من المفاجأة و قبل ان يهم بلف ذراعيه حولها انطلقت هى نحو غرفتها مبتعدة عنه بسرعة ليهتف
طوني بوعيد و غيظ مضحك: بقى كده ... مااااشي يا بنت الرفاعى ان مطلعتش كل ده على جتتك مبقاش ادهم التوهامي ... صبرك عليا بس
تم اللقاء وسط فرح و بكاء و حنين لتظل داخل احضانه لفترة لم يعلمها احدهما ربما دقائق و ربما ساعات ... انسحب ادهم بهدوء فور حضور آسر ليترك لهم المساحة الكافية
ظل آسر بأحضان اخته الكبرى علا لتسمعه يهتف
آسر بحنين: مش قادر اصدق بعد كل ده انتى معايا و فى حضنك ... متتخيليش ايه حصلي فى بعدك

مسدت شعره بحنان لتردف
علا بندم: عارفة يا آسر ... اخبارك كانت بتوصلي اول بأول ... كنت بتقطع من اللى بيحصلك بس اللى كان مطمني ان طائف كان دايماً فى ضهرك
ابتعد بهدوء عن احضانها لينظر امامه بشرود
آسر بتنهيدة: طائف
علا: ايوة طائف يا آسر
آسر بوهن: طلعت غبي اوي ... صدقت انه حرمني منك و نسيت انك روحه من قبل ماانا اوعى على الدنيا
علا: انسى يا آسر انسى و اعرف كويس مين عدوك ومين صديقك ... انا متأكدة ان طائف مستحيل يكون شايل منك

ابتسم بسخرية
آسر: شايل مني ... طائف وسخ نفسه عشانا يا علا ... رضا بوضعه ده عشان يحمينا ... عمي ابو طائف سلم نفسه و اعترف بكل حاجة وكان شغال مع البوليس قبل ما يموت ... بس الاستاذ ابونا رفض ينضف زيه ... وبعد ما ماتو ... بعد ما ماتو طائف كان برة الدايرة دي ... واحنا كنا وسط النار انا فى نار البوليس و انتى فى نار المافيا ... قِبل يدخل الدايرة عشان عارف ثقة الكبار فيه و فى نفس الوقت كان مع البوليس مقابل خروجنا بأقل الخساير ... ثم اردف بعيون دامعة ... تفتكري انا استحق اخ ذي طائف يا علا ... ندل زيي يستحق ؟

اعادته بقوة الى احضانها لتردف بثقة
علا: تستحق يا آسر ... تستحق ... انت نضيف من جوة و طائف عارف ده ... طائف عارف انك اخوه الصغير الطايش المتهور اللي دايماً كان يعمل المصيبة و يستخبي ورا ضهره ... ولا نسيت
زاد من عناقه لها ليردف
آسر: منستش يا علا بس فوقت متأخر اوي
علا بحنان: لسة فيه وقت يا آسر ... لسة فيه وقت تقف فى ضهره و تبقو سند لبعض ... لو عايز تردله حاجة من اللي عاملها معانا
اومأ بهدوء ليشرد بأنظاره مردداً بإصرار
آسر: هيحصل ... هيحصل يا علا ... ولو كان التمن عمري .. هيحصل
آيات: انت كويس ؟
هتفت بها علا بعد مغادرة آسر لمنزلهم ... فمن حينها جلس طائف شارداً بأمر ما و احتل الصمت المكان لتقطعه هى بسؤالها عن حاله
تنهد بتعب ليفاجئها فجأة واضعاً رأسه على قدميها و انحنى بباقى جسده على الاريكة ... حركته اجفلتها لكن سرعان ما اعتادت الوضع ممررة يدها على شعره بهدوء ليتنهد بعمق

طائف: قلقان
آيات: ان آسر عرف ؟
حرك رأسه بنفى ليردف مغمضاً عيناه
طائف: بالعكس حاسس كأنه حمل و انزاح او على الاقل حد ساعدني فى شيله ... بس الهدوء ده مش طبيعي
آيات: قصدك ايه ؟ ... ثم تساءلت بحذر ... ميشيل؟
فتح عيناه فجأة يطالع السقف و يردف بغموض
طائف: سكوته مش طبيعي ... اللي اعرفه عنه انه مش بيستسلم بسهولة
آيات: يعني هيعمل ايه ؟ انت مش قولت ميقدرش يعملنا حاجة بما ان فى ناس اكبر منه ممكن يقفو له
طائف: اللى اكبر منه ميعرفوش اي حاجة عن المشاكل اللى بتحصل ... هما ميعرفوش غير بشغلنا معاهم

هتفت بعد صمت
آيات: طائف حبيبي ؟
نظر نحوها من الاسفل ليردف بحب
طائف بإبتسامة: عيونه ؟
بادلته ابتسامة قلقة لتردف
آيات بخجل: تسلم يا رب ...ثم اردفت بحذر ... هو انت بعد ما كل ده ما ينتهي ... ناوي على ايه ؟
نهض جالساً ليطالعا بتساؤل فتكمل هى موضحة
آيات: اقصد شغلك و حياتك
تنهد بتفهم قائلاً
طائف: زي مانا
آيات: يعنى ايه ؟ ... طائف انا يمكن متكلمتش معاك فى ده قبل كده لكن انا مش هبدأ حياتى بفلوس و املاك كلها حرام فى حرام
طائف: حرام ؟
آيات بقوة: ايوة طبعاً حرام ... حتى لو شغلك كان مع البوليس متقدرش تنكر ان فى فلوس حرام دخلتلك و بطرق غير شرعية

طائف: انا مش مستغرب من كلمتك قد ما مستغرب من تفكيرك ... يعنى اقصد موضوع الحرام و الحلال
آيات بدهشة: ليه شايفنى ايه قدامك ... ممكن اه مكونش ملتزمة و متزمتة بس الحمد لله بعرف ربنا و مداومة على الصلاة ... عارفة انه مش كفاية بس بإذن الله هحاول اغير من نفسي
راقبها بصمت و هدوء لتردف بقلق
آيات: طائف انا عارفة اني ممكن اكون ضايقتك بكلامي بس انا مش هتنازل عن رأيي ... مينفعش تكمل حياتك زي زمان ... لازم وقفة ببداية جديدة
تحرك من جلسته متجهاً نحو غرفته الخاصة وسط مراقبتها له و غيظها من تجاهله و همت بالتذمر و البدء بالصراخ لكن قاطعها خروجه من الغرفة حاملاً صندوق فضي متجهاً نحوها
عاد لجلسته امامها و بيده الصندوق لتهتف بتساؤل

آيات: ايه الصندوق ده ؟
طائف بإبتسامة غامضة: صندوق الدنيا ... هيكون صندوق ايه يعنى ... افتحيه
مد لها الصندوق لتلتقطه فى وجل و تهم بفتحه لتطالعها عدة اوراق و مجلدات نظرت نحوه بتساؤل عن ماهية تلك الاوراق ليستمر فى صمته ... تنهدت بقلة حيره والتقطت احدى الاوراق تقرأها بتركيز لتجدها اوراق بحسابات بنكية تحوى الملايين ... التقطت اخرى تلو الاخرى لتجدها كذلك ... اخذت تتنقل بين الاوراق بجنون و صدمة لتلتقط اخيراً الملفات الاخري فتجدها تخص صفقات للاستيراد و التصدير مسجلة بإسم شركات العمري ... طالعته بدهشة
آيات: ايه دول ؟
طائف بإبتسامة: الحلال
آيات: نعم ؟
طائف موضحاً: دي حياتى و جهدي ... دي بداية حياتنا الجديدة ... ثم اردف بسخرية و غرور ... رغم اني مظنش انه ينفع تتقال عليها بداية
آيات: يعنى ايه ؟
طائف: دي كل الصفقات و الاملاك اللي كسبتها بشغلى النضيف ... اكيد مكنش كل شغلى تبع المافيا و كان ليا شغل خاص بيا ... رغم ان شركات العمري كانت ستار لحجات تانية بغض النظر عن شغلى مع البوليس بس برضو كانت ليها شغلها الخاص الطبيعي و الشغل الخاص ده فلوسه هي اللي بتعامل بيها.

آيات بعيون باكية: يعنى مفيش فلوس حرام
ادخلها بأحضانه ليهتف بمرح و سخرية
طائف: يااااااه يا آيات بتفكيرك القديم ده انا شكلى اتخميت ... مفيش فلوس حرام ... او على الاقل الفلوس ده كانت بتروح للبوليس على دفعات ... يعنى دخلت خزاين الدولة ... واللى يدخل جيب الحكومة
صمت لتكمل هى ببكاء و مرح بنفس الوقت
آيات: ميخرجش حتى بالطبل البلدي
طائف: بالظبط كده يا يويو
آيات هامسة: فى داهية ... مش عايزين منه مليم واحد
اومأ بهدوء لترتفع بإنظارها نحوه هامسة بحب
آيات: بحبك يا طائف ... بحبك يا ابويا و يا امي ... بحبك يا سندي ... بحبك يا اوسم و احلى و انضف راجل فى العالم
شد عليها بأحضانه ينظر نحوها بحب و لهفة ليقرب وجهها من وجهه شيئاً فشيئاً لتختلط انفاسهم معاً ... حتى اتت اللحظة و التى فيها لم يعد بإستطاعته تمالك نفسه ليزيد من اقترابه منها ملتقطاً شفتيها بشوق و جوع ... فى حين تفاجئت هي فى باديء الامر من انتهاك احدهم لعذرية شفتيها ثم سرعان ما تجاوبت معه تبادله قبلته على استحياء ... ظلا هكذا لفترة ليست بالقصيرة لتشعر به يحملها فجأة متجهاً نحو غرفته استفاقت من غيبوبتها اللذيذة عليه يضعها بحنو فوق الفراش منحنياً نحوها محدقاً بها برغبة ... حاولت الاعتراض.

آيات بهمس: طائف... احنا اتفقنا على ايه ؟
طائف بلهفة: سيبك من الاتفاقات دلوقتى و اقفلى بوقك ده
آيات بتذمر: لا مينفعش يا طائف ... بعد الفرح
طائف بغياب عقل: هعملك احلى فرح بس بطلى كلام دلوقتى
انحنى نحوها ليلتقط قبلة قاطعتها هى بتذمرها
آيات: بس لازم اشهار
هتف بنفاذ صبر مكبلاً يدها التى استمرت بإبعاده
طائف: مازن و علا و آسر و ادهم ... اشهار ده و لا مش اشهار ... اتهدي بقى دوختيني معاكي
همت بإعتراض آخر لكن اماته هو بقبلة اخذتها لعالم اخر بعيداً عن اى اعتراضات او حواجز ... ليسبحا معاً منعزلين عن واقعهم ذاك ... محلقان بسماء العشق و الغرام ... ليصبحا اخيراً زوجان قولاً و فعلاً
و بمكان اخر بعيداً قليلا عن بطلانا
آسر: تفتكر الموضوع ده هيخيل عليهم ... ميشيل مش سهل
طوني: مقدمناش حل غيره ... لازم البضاعة تتمسك بالجرم المشهود ... يعنى لازم طائف وانت تكونو موجودين فى المكان و يتقبض عليكم و بكده تقدرو توصلونا لاندريه و ميشيل
علا بقلق: يتقبض عليهم ؟ امال شغلهم معاكم لازمته ايه
نظر طوني نحوها بإبتسامة مطمئنة

طوني: ده جر رِجل بس ... احنا هنفضل متحفظين عليهم فترة لغاية ما نقدر نوصل لميشيل و اللى تحته و بعد كده هما بيقومو بالباقي
آسر بتفهم: قصدك يعترفو على بعض
طوني بتفكير: مش كلهم ... فى اللى بيعرف انه كده كده ميت و فى اللى بيخرج عن شعوره و دماغه بتقف ... فأول حاجة بيتجهلها هو الاعتراف و تلبيس كل بلاويه لغيره
آسر: اندريه مش هيستحمل و هيجيب رِجل ميشيل
طوني بإيماءة: و ميشيل هو العاقل اللى هيكتفى بالصمت و للاسف مش هنعرف نوصل للى فوقيه
اومأ آسر و عم الصمت لفترة لتهتف علا بتساؤل
علا: بس بخصوص القبض عليهم ... هيحصل ازاى و هما هنا و فى روما ... يعنى برة حدود مصر
طوني بتوضيح: ده فعلاً فكرنا فيه و حاولنا ننزلهم مصر لأي سبب و للاسف اي تصرف مش مقنع من ناحيتنا ممكن يخليهم يشكو ... بس الحمد لله عرفنا نتواصل مع الانتربول و هيساعدنا فى عملية تحويلهم هنا

اومأوا جميعاً بصمت ينتابهم القلق و التوتر من القادم لكن قطع صمتهم صوت طوني قائلاً بتردد
طوني: آسر معلش كنت عايزك فى موضوع كده
آسر بقلق: خير
طوني: لوحدنا
اتجهت الانظار نحو علا لتتنحنح بحرج متجهة الى الخارج متمتمة
علا: عن اذنكم
خرجت ليلتفت آسر نحو طوني بقلق
آسر: خير يا طوني
طوني: ادهم ... العقيد ادهم التوهامي
آسر بحرج: اعذرني لسة متعودتش... خير يا ادهم
طوني بتوتر: الحقيقة يعنى و بدون اي مقدمات او لف و دوران ... انا طالب القرب منك فى علا
صمت حل بالمكان تبعه خوف و قلق بداخل ادهم ليردف بعد لحظات

طوني: ساكت ليه ... بص يا آسر انا عارف انك مش بالع وجودى الكتير معاها و دماغك ممكن تروح لبعيد بس صدقنى انا بحب اختك و انا طبعى انى بحافظ على الحاجة اللي بحبها لغاية ما تبقى ملكى و تخصني ... واقسملك انى حافظت على الامانة ... ثم اردف بحرج ... رغم يعنى صعوبة ده عليا
طالعه آسر بصمت ليهم ادهم بالحديث لكن سرعان ما قاطعه الاخر قائلاً بسخرية
آسر: اخيراً نطقت
طوني بدهشة: يعنى ايه ؟ كنت عارف
آسر: اكيد يعنى هعرف بعد الهمزات و اللمزات دي ... وبعدين طائف كان حاسس و لمحلي ... عارف لو كنت مشيت النهاردة من غير ما تنطق كنت علقتك و ذليتك عليها
طوني بتوجس: يعنى افهم من كده ايه ... موافق ولا لا ؟
آسر بتنهيدة: لو هى موافقة فأنا معنديش اي مانع ... بس نخلص من الموضوع ده و كل حاجة هتبقى تمام
طوني بسعادة: هيخلص متقلقش ... هيخلص و كل حاجة هتبقى تمام
انتهى اليوم بسلام ليأتي صباح جديد بأحداث جديدة
استيقظ على صوت هاتفه يرن بإلحاح ليلتقطه بعد تأفف و يجيب دون النظر لهوية المتصل
آسر بنعاس: الو
وصلها صوته الباكي تصرخ به و تسبه بمختلف الشتائم لينهض فجأة يجلس على فراشه و يبعد هاتفه لينظر الى هوية المتصل ثم يعيد الهاتف لاذنه هامساً بجدية
آسر: ممكن تهدي و تفهميني في ايه
لينا ببكاء: فى انك معندكش دم و لا بتحس بحد غير نفسك
آسر بغضب: الله ما تقولى فى ايه بقى بدل مانتى داخلة بزعابيبك كده و نازلة تهزيق فيا
لينا: كنت فين من امبارح يا استاذ ... تليفونك مقفول و لما فتحته كلمتك كتير و مردتش عليا
آسر ببرود مفتعل: كنت نايم
لينا بصراخ: بطل برود و استفزاز
آسر بحدة: ليناااا
لينا بجمود: انت فين دلوقتى ؟
آسر: فى اوضتى و لسة صاح...
قاطعته بإغلاقها الهاتف ليبعده عن اذنه ينظر اليه بصدمة ... و سرعان ما استيقظ من صدمته تلك على طرقات على باب غرفته ليتحرك بتكاسل لفتحه فيجدها تقف امامه بأعين حمراء منتفخة يحيطها السواد و الارهاق

نظر لها بصدمة و سحبها من كفها الى الداخل ... اجلسها على احدى المقاعد قائلا ومازال كفها اسير يديه
آسر: ممكن افهم ايه حصل لكل ده
طالعته بعيون غاضبة متقدة ليردف بتحذير
آسر: و بهدوء عشان مش هسمحلك بأي تجاوز
نظرت نحوه بدهشة يتبعها بكاء حار ازعجه بل جعله يستشيط غضباً و اوجعه بداخله ليردف بحنو
آسر: اهدي عشان خاطري و بلاش عياط .. انا آسف
لينا ببكاء: قلقت عليك ... خفت يعملو فيك حاجة ... افتكرتك سلمت نفسك بجد
آسر بمكر: و فيها ايه لما اسلم نفسي ... يا حضرة المقدم نهي السيوفي

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة