قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الأفاعي (سنابل الحب ج3) للكاتبة منال سالم الفصل الخامس عشر

رواية شهد الأفاعي (سنابل الحب ج3) للكاتبة منال سالم الفصل الخامس عشر

رواية شهد الأفاعي (سنابل الحب ج3) للكاتبة منال سالم الفصل الخامس عشر

أرشدت الوصيفة داليدا الأميرة آنيا إلى الرواق المؤدي إلى الجناح الخاص بالزائرين، واختفت هي عن الأنظار حتى لا يراها أي أحد برفقتها فيشك في أمرها، وتقع في مأزق كبير.

استجمعت آنيا شجاعتها، وسارت بخطى خفيفة وحذرة عبر الرواق.
حبست أنفاسها حينما لمحت طيف بعض الأشخاص يقترب منها، فانحنت لتختفي خلف مزهرية فخارية ضخمة موضوعة بجوار الحائط، وألصقت ظهرها بها، فلم يرها أحد.

تنفست بإرتياح، ثم تحركت بخفة، وواصلت سيرها.
ولجت إلى داخل الجناح وهي تمني نفسها برؤية أبيها الذي اشتاقته.
أطلت برأسها أولا بحرص لترمق الجناح بنظرات سريعة شاملة، ولكن على عكس توقعاتها لم يكن متواجدا به.

تسللت للداخل، وأغلقت الباب خلفها. ثم جابت بنظرات متأنية أركانه.
تملكها شعورا بالإستياء حينما لم تجده. وتهدل كتفيها بحزن كبير...
شهقت مصدومة حينما سمعت أصوات همهمات خارجية، فقفز قلبها في صدرها، وبحثت بعينيها الزائغتين عن مكان لتختبيء به.

فلم تجد سوى أسفل الفراش.
زحفت بحذر تحته، ولملمت أطراف فستانها حتى لا يراه أحد فيكتشف وجودها بالمكان، ثم كتمت صوت أنفاسها بكفي يدها...

ولج رجلين إلى الداخل، فلمحت بعينيها أقدامهما، وحبست أنفاسها مترقبة
استطرد أحدهما حديثه قائلا بجدية: -السلطان أمر بوضعه هنا
رد عليه الأخر بصوت شبه آمر: -حسنا، دعه في مكان مكشوف كي يراه!
سأله الأول بمكر: -هل تأكدت من وجود ال ( شهد ) به؟
أجابه الأخير بشراسة تحمل التهكم: -نعم. فليتذوقه وينعم بالجحيم!
ثم تعالت قهقهاتهما الشامتة قبل أن يتحركا للخارج.

جحظت آنيا بعينيها في هلع، وشعرت بدقات قلبها تصم آذانها من فرط الخوف.
همست لنفسها بإرتعاد: -س. سينفذ تهديده لأبي!
تغلبت هي على خوفها، واستجمعت شجاعتها الهاربة من أجل انقاذ والدها، وكزت على أسنانها لتقول بقوة عجيبة:
- لن. لن أدعه يفعل هذا
ثم زحفت على الأرضية وهي عاقدة العزم على انقاذ والدها الملك من براثن ذلك الشيطان القاسي حتى لو كلفها الأمر حياتها.

وبالفعل أمسكت بصحون الطعام الشهية، وأفرغت محتوياتها في شرشف صغير، ثم لفته جيدا، وتخلصت منه.

تفحصت الجناح مجددا لتتأكد من خلوه من أي شيء مريب قد يستخدم في إيذاء والدها...

ثم ركضت نحو الباب، وفتحته بحذر.
بدى صوت صريره كأنه مسموع للعامة. فعضت على شفتها السفلى بخوف. ثم تسللت للخارج وهي تختلس النظرات من حولها.

حملت بيد واحدة صينية الصحون الفارغة، وباليد الأخرى أغلقت الباب الثقيل.
فكرة العودة لمخدعها لم تكن الحل المتاح حاليا، فقد انتوت الذهاب إلى عرين السلطان أسيد دون اللجوء لمساعدة داليدا لأنها حتما سترفض فعل هذا. ولكن الأكيد أن والدها سيكون متواجدا معه. وهناك ستتمكن من رؤيته.

لذا بخطى رشيقة ركضت للأمام وهي تتوخى الحذر.
واستعانت بحدسها وقلبها للوصول إليه.

-هيا، جهزوا الركب، سينطلق الأمير بعد لحظات
صاح بتلك العبارة أحد المقاتلين لينتبه الجميع إليه، ويكملوا عدتهم قبل إنطلاقهم...

مسح عقاب بكفه على ظهر جواده الأبجر بحركات ثابتة. وظل يمسد على شعره الأسود الكثيف وهو محدق أمامه بنظرات شبه فارغة.

هو بالفعل قد استعد للرحيل والقتال من جديد، ولكن هناك شيء ما بداخله يحثه على البقاء. على الانتظار قليلا.

شعورا بالضيق والآلم النفسي يربك مشاعره بشدة.
التفت برأسه للخلف، ورفع بصره للأعلى لينظر ناحية مخدعها.
ظلت أنظاره معلقة في الهواء لبرهة.
فقلبه يأمره بالذهاب إليها والتمتع برؤيتها ولو للحظات، وعقله يحاول إجباره على الإنصياع لأوامر سلطانه والرحيل فورا دون توديعها، فهي في النهاية تظل أسيرته وابنة ألد أعدائه وأكثرهم خصومة.

( ما أصعب الفراق ). هذا ما دار في خلده.
لماذا لم يعد الأمر مختلفا عن ذي قبل.
هي ليست أولى الجميلات اللاتي قابلهن. ولن تكون أخرهن.
ولكنها مختلفة عنهن، هي مميزة، غامضة، بها هالة آسرة تسلب العقول، و تلهب الحواس وتؤجج المشاعر. نعم هي بها شرارة خفية وجدت السبيل إلى أحاسيسه المدفونة في أعماق نفسه وأشعلتها بالكامل،.

نعم لقد استحوذت على تفكيره كليا، وأحدثت فارقا بوجودها معه.
هي أعطت لحياته الرتيبة بريقا مختلفا
لم يستطع كبح جماحه، فحسم رأيه بفعل الشيء الأخير وإن كان لن يعجب والده.
أخذ نفسا عميقا، وزفره على مهل، ثم أردف قائلا بجمود وهو يدير رأسه في إتجاه قائده:
-سأعود سريعا
ثم تحرك عائدا بخطوات ثابتة إلى داخل القلعة...

-تفضل عزيزي شيروان!
هدر بتلك العبارة السلطان أسيد وهو يشير بيده لداخل قاعة الإجتماعات ووجهه يوحي بنوايا خبيثة.

رمقه الملك شيروان بنظرات جامدة وهو يلج للداخل.
ثم عقد كفيه معا خلف ظهره، و تشدق بجدية: -أريد أن أرى ابنتي!
أجابه ببرود: -ستراها، ولكن دعني أرحب بك أولا
احتج الملك شيروان قائلا بإصرار: -لا أريد أي ترحيب، فقط احضر لي ابنتي!
وقف السلطان أسيد قبالته، وسلط نظراته الشرسة عليه، ثم تابع قائلا بنبرة غير مريحة:
-سأفعل، ولكن ألا تريد أن أصطحبك في جولة في مملكتي العظيمة!

ثم وضع يده على كتفه وحثه على التحرك معه...
لم ينتبه أحدهما لوجود القائد جاد نيجرفان، والذي كان مختبئا في إحدى الزوايا.

استغل هو ضعف الإضاءة في تلك الزاوية ليتخذها مخبئه المؤقت.
ضغط على شفتيه بعنف وهو يرى بأم عينيه عدوه اللدود يتحرك بحرية وينعم بحياته وكأنه لم يرتكب أفدح الجرائم وأفظعها.

حاول أن يستنبط الحديث الدائر مع ذلك الرجل الأخر الذي لم يتبين ملامحه بوضوح.

ولكنه لم يعر له أي أهمية، فشاغله الأكبر هو القصاص من أسيد. وذبح عنقه.
لف جاد نيجرفان وشاحا حول وجهه حتى لا يراه أحد. وببطء حذر تحرك في إثرهما...

تمكنت آنيا من الوصول إلى البهو الواسع للقلعة.
كانت تحاول التحرك بثقة وثبات وكأنها إحدى الخادمات حتى لا تثير ريبة أي أحد.
حمدت الله في نفسها أنها لم تتخل عن الصينية الفارغة، فقد لعبت دورا كبيرا في إيهام من يعترضها بأنها الخادمة المختصة بجمع وتنظيف الصحون المتسخة من الغرف.

خفق قلبها بقوة حينما رأت والدها من على بعد وهي تدير رأسها مصادفة للجانب.
تسارعت أنفاسها، ونهج صدرها بقوة، ولمعت عينيها بعبرات الفرحة.
همست من بين أسنانها بشغف كبير: -آآ. أبي!
جاهدت لتحافظ على هدوئها رغم المشاعر المتأججة بداخلها.
ولكن سريعا ما تحولت نظراتها السعيدة إلى نظرات هلع حينما رأت ذلك الملثم يتحرك خلفهما.

تسارعت أنفاسها بصورة أكبر. وهزت رأسها مستنكرة.
وقعت عينيها على ذلك الخنجر اللامع. ودار في رأسها عشرات الهواجس.

في نفس التوقيت، وصل الأمير عقاب إلى مخدع شقراءه آنيا.
تنهدت الوصيفة داليدا بإرتياح، فقد ظنت أن تلك الجارية الشقراء قد عادت أخيرا، لذا هتفت بنزق:
-هذه أنت حلوتي!
ولكنها
هبت مصعوقة من مكانها حينما رأت الأمير أمامها.
ارتجف جسدها بشدة، وبدت متوترة للغاية فهي لم تتوقع مجيئه على الإطلاق.
أدار عقاب رأسه في كافة الاتجاهات باحثا بعينيه عن تلك التي سلبت عقله، ثم تساءل بجمود:
-أين هي؟

ازدردت ريقها بصعوبة، وتلعثمت وهي تجيبه: -إنها. آآ. إنها هنا في. في مكان ما
صرخ بها بصوت عنيف أخافها: -انطقي يا امرأة، أين آنيا؟
بدت مشتتة في تفكيرها، وجاهدت للبحث عن إجابة مقنعة للرد عليه.
ثم استعانت بما أخبرتها به الأميرة في حال السؤال عنها، وبلا أدنى تأخير أجابته بصوت متقطع وهي ترمش بعينيها:
-ل. لقد. لقد آآ، هربت.

نزلت كلماتها كالصاعقة على رأسه، فتحول وجهه للوجوم، وتبدلت نظراته للشراسة، واضطربت ضربات قلبه وتلاحقت كأنها كانت تعدو في سباق طويل، وشعر بوخز قوي في صدره.

لم يترك الفرصة لتلك المشاعر المخيفة أن تسيطر عليه، وحاول التعامل مع الوضع سريعا.

تحرك في اتجاه الوصيفة، وقبض على ذراعها بشراسة، وهزها بعنف وهو يصيح بها بصوت غاضب:
-ماذا تقولين؟
زادت رعشتها من قسوته الشرسة، وأجابته بخوف: -أنا. أنا لم أجدها هنا، فأظن أنها هربت كالعادة
دفعها بقوة للخلف، وأشار لها بإبهامه مهددا بنبرة عدائية صريحة: -ستدفعين الثمن غاليا لتفريطك فيها
اعترضت قائلة بنبرة مرتجفة: -ولكن مولاي أنا آآآ...
صرخ بها بصوت مخيف: -اصمتي يا غبية!

إهتز جسدها رعبا من صوته ومن نظراته التي توعدتها بشدة.
ولامت نفسها بشدة على الإستسلام لتوسلات آنيا، فلم تنل في الأخير سوى غضب أميرها.

انطلق عقاب كالمجنون للخارج ليبحث عن أميرته الهاربة قبل أن تفلت منه للأبد.

اتسعت حدقتي الأميرة آنيا بنظرات فزعة للغاية حينما رأت ذلك الخنجر يرتفع في الهواء.

وانفرجت شفتيها برعب جلي.
كانت أنظارها المرتعدة معلقة بنصله الحاد.
لم تدر بنفسها إلا وهي تركض في اتجاه ذلك الملثم بعد أن ألقت بصينية الصحون الفارغة على الأرضية اللامعة.

كان القائد جاد نيجرفان ( قاب قوسين أو أدنى ) من غرز خنجره في ظهر غريمه الشرس.

تلونت نظراته بحمرة رهيبة، فاليوم سيريح الجميع من شروره. وسينتقم لكل أحبائه من جرائمه.

تحرك بثبات لينفذ فعلته بكل عزيمة ودون ذرة ندم واحدة.
ولكن اعترض طريق خنجره صدر الأميرة آنيا، والتي ألقت بجسدها أمامه لتحول بينه وبين السلطان أسيد وهي تصرخ بهلع:
-أبي!
استدار كلا من السلطان أسيد والملك شيروان في اتجاه ذلك الصوت الأنثوي. وارتسمت علامات الذعر الممزوجة بالصدمة على وجهيهما.

فالأول لم يتوقع أن يطعن على حين غرة. والأخير لم يظن أنه سيرى ابنته.
هتف الملك شيروان بنبرة مذهولة وقد ارتخت قسمات وجهه: -ابنتي، أميرتي الصغيرة!
-أبي
قالتها آنيا بصوت شبه خافت وهي معلقة أنظارها عليه.
لقد ظنت هي بفعلتها الهوجاء تلك أنها تحمي أبيها من القتل.
لم يهمها أن تضحي بحياتها من أجله.
فيكفيها أن تراه بخير لتطمئن روحها المضطربة.

شهق جاد نيجرفان مصدوما حينما رأى وجه حبيبته التي عشقها بجوارحه أمامه.

هتف بإسمها غير مصدقا: -حبيبتي، آ. آنيا!
ثم احتضنها بذراعه، وضمها إلى صدره بشغف حقيقي.
تعلقت هي بعنقه بذراعيها لتمنع سقوطها، وأدارت رأسها لنظر إلى وجهه الملثم.
لقد استطاعت أن تتعرف عليه من عينيه المليئتين بالعواطف الصادقة.
فتشكل على ثغرها ابتسامة إرتياح وهي تراه أمامها. وإنسابت من عينيها عبرات لا تعرف مصدرها. ولكنها كانت ممتنة لبقائه على قيد الحياة.

شهق أبيها الملك شيروان مذعورا حينما دقق النظر فيما حدث لها.
صرخ السلطان أسيد بصوت هادر: -يا حراس، أين أنتم؟
أفاق القائد جاد نيجرفان من شروده المؤقت على فعلته النكراء معها.
نهج صدره برعب كبير حينما رأى تلك الدماء تنهمر منها وتلطخ فستانها.
وبنظرات مرتجفة تحركت عينيه للأسفل ليرى خنجره مخترقا صدرها.
شهق بهلع، وهمس بصعوبة: -حبيبتي، ماذا فعلت؟

نزع عن وجهه ذلك الوشاح، وتابع بخوف كبير: -أي حماقة ارتبكتها في حقك، أنا مجرم!
انقض الحراس وبعض المقاتلين على القائد جاد نيجرفان، وأمسكوا به، وانتزعوه من أحضان آنيا التي تمددت على الأرضية.

قاومهم الأخير بشراسة وهو يصرخ بجنون: -اتركوني، حبيبتي، اغفري لي، لم تكون أنت المقصودة!
-أخرجوه من هنا
صاح بها السلطان أسيد بصوت آمر وهو يشير بيده
جثى الملك شيروان على ركبتيه أمام ابنته، ومد كفيه ليحملها من كتفيها نحو صدره، وهتف بصوت باكي:
-ابنتي، ماذا فعلت؟
رفعت رأسها للأعلى لتنظر إلى وجهه، ثم مدت يدها لتتلمس بأناملها الرقيقة وجهه، وهمست متساءلة:
-أبي. آآ. أنت بخير؟

نظر لها مستنكرا، وأومأ برأسه وهو يجيبها بنبرته الحزينة: -نعم، ولكن أنت؟!
تنهدت ببطء وهي ترد بخفوت: -لا يهم أي شيء سوى سلامتك!
عاتبها قائلا بنبرة حزينة: -كيف تفعلين هذا؟
في تلك اللحظة وصل الأمير عقاب إليهم، وتسمر في مكانه مصدوما حينما رأى شقراءه تنزف الدماء.

صاح بصوت منفعل وهو يتحرك صوبها: -ماذا حدث؟
أجابه أبيه السلطان أسيد بجمود: -لقد حاول أحدهم قتلي وهي تلقت الطعنة عني!
وكأن كلماته كانت كالسهام المسمومة التي أصابته في مقتل. هو يتحدث عن تضحيتها وكأنه أمر عادي. فرمق والده بنظرات نارية، وهدر فيه بصوت غاضب:
-أبي، لقد ضحت بنفسها لأجلك وهي. وهي آآ...
قطب حديثه فجأة، فقد هربت الكلمات من على شفتيه، لم يستطع البوح بما في صدره وإخبارها بأنه يهتم حقا لأمرها.

رأى وجهها الشاحب. فخفق قلبه بقوة.
وجثى مسرعا على الجانب الأخر المقابل لها، وحدق فيها بنظرات عميقة تعكس مشاعره ولهفته عليها.

أصابته صدمة رؤيتها على تلك الحالة بالشلل المؤقت في التفكير.
لكن أفزعه حقا تلك الدماء المراقة من جسدها النحيل. وشعر أنه على وشك خسارتها للأبد.

حولت هي أنظارها نحوه، ورمقته بنظرات راجية من عينيها الخضراوتين، وهمست له متوسلة:
-أرجوك، لا. لا تقتلوا أبي أو. أو قائده جاد!
صدم عقاب مما تقوله، وهتف بعدم تصديق: -ماذا تقولين؟!
ردت عليه مبررة بصعوبة واضحة في نبرتها: -لقد أفنيت عمري فداءا لأبيك، فعدني آآ...
أصدرت هي شهقة متآلمة، وأغمضت عينيها قليلا، وضغطت على شفتيها بقوة.
توسل لها والدها برجاء وهو يحاول كتم نزيفها: -لا تتحدثي غاليتي.

تابعت هي قائلة بنبرة متآلمة وهي محدقة في عقاب: -حياة مقابل حياة!
عنفها قائلا بخوف: -اصمتي قليلا، أنت آآ.
قاطعته برجاء: -أتوسل إليك، لا تجعله يتذوق شهدكم، اتركوه يرحل!
أمسك بكف يدها وقربه إلى فمه، وهتف بقوة: -لن يؤذيهما أحد، ولك عهدي بهذا
شعرت بالإرتياح من صدق كلماته، واستسلمت لذلك الظلام الذي بدأ يغلف عقلها...
ذهل السلطان أسيد مما تفوه به ابنه توا. ونظر له بصدمة واضحة.

استعطف الملك شيروان ابنته قائلا: -ابنتي، لا تجهدي نفسك بالحديث!
مد الأمير عقاب ذراعيه أسفل جسد آنيا ليتمكن من حملها، وأراح رأسها على صدره، وضمها بقوة إليه، ثم نهض بحذر ليقف على قدميه، وتابع قائلا بجدية مفرطة وقد سلط أنظاره على والده:
-فلن يمنعني أحد عن تنفيذه، فأنت ستكونين زوجتي،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة