قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سيدة القصر الجزء الأول للكاتبة ريهام ماجد الفصل السادس عشر النهاية

رواية سيدة القصر الجزء الأول للكاتبة ريهام ماجد

رواية سيدة القصر الجزء الأول للكاتبة ريهام ماجد الفصل السادس عشر النهاية

طلقتان ناريتان اطلقتا في القصر ... 
تنبه الجميع لمصدر الاطلاق حينما سقطت سارة ارضا مخضبة بدمائها ليفزع الجميع عندما رؤوا ان ماجي هي من اصابت امها في مقتل ...
فزع الجميع من المشهد جورج لم يتحمل قلبه الضعيف المتعب ما سمعه من سارة .. سقط ارضا ولفظ انفاسه الاخيرة وهو يوصي جون ولوك علي ايلي ... 

مات جورج قبل ان تصل اليه طلقة الغدر 
من سارة ... 
التي اصابت طلقتها كتف لوك ... واخترقت قلبها رصاصة ماجي في نفس الوقت .. معلنة انتهاء لعنة سارة وطمعها وجشعها الذي حطم حياتهم وحولها لجحيم ..
القت المسدس بعد ان اصابت امها التي سقطت صريعة وانكمشت علي نفسها واخذت تضحك وتبكي في ذات الوقت وهي تقول ..

ماجي: الان علمت سبب وجودي في الحياة امي .. 
كي اخلص العالم من شرورك وجشعك .. زحفت الي ان وصلت لأمها وأمسكتها 
من ذراعيها وظلت تهزها بعنف وهي تصيح علي مرآي ومسمع من الجميع ...
هل انتي سعيدة الان .. 
هل اصبحتي راضية .. ها قد مات عمي .. 
ها قد دمرتي ايلي .. 
ها قد تحقق طمعك وحلمك وجشعك انهار القصر واكتسا سوادا .. 

 

هل انت فخورة بإبنتك أمي ..
 أجيبي أمي أجيبي ..
بين صراخ ايلي وعويلها علي صدر ابيها قتيل سارة .. 
قتلته كلماتها الحادة المؤذية .. 
وصراخ ماجي ومحاسبتها لأمها التي قتلتها بيديها .. نهض جون وابعد ابنته عن سارة .. واخذ مفرشا ابيض اللون وفرده عليها 
وعاد لأخيه ليبعد ايلي التي كانت متشبثة برقبة ابيها ولا تريد الابتعاد عنه .. 
واشار لانطوان ان يحمله بمساعدة طباخ القصر ويصعدوا به لأعلي ..


أما لوك احاط جرحه السطحي نتيجة اصابه امه له بيده واسند ظهره للحائط واخذ يراقب ما يحدث بصمت ...
ابعدت صوفيا ماجي وايلي عن الردهة الرئيسية ودخلت معهما المكتب 
واغلقت الباب بالمفتاح .. 
وفي هذه الاثناء .. 
استعدي جون الطبيب مارك كي يأتي ويبدأ في اعداد جورج للدفن ..
 قبل ان تشيع اخبار ما حدث في البلدة وتكثر الاقاويل .. 


واستعدي ظابط البلدة المسؤول سرا
 واخبره بما حدث والذي اصر بدوره علي اخذ ماجي معه كي تتم معاقبتها 
علي ما فعلته بأمها .. ولكن استوقفه مارك . .
مارك: عذرا منك حضرة الظابط 
ولكن الانسة ماجي لم تكن في حالتها الطبيعية وهي تفعل هذا ونحن لدينا شهود عيان هنا علي هذا الشئ ..
قاطعه الظابط مشككا في كلامه: كيف هذا ايها الطبيب .. 


الرصاصة اخترقت قلب السيدة سارة 
وهذا معناه ان من اصابها اما لديه خبرة باستخدام السلاح ..
 واما قصد قتلها متعمدا .
مارك بهدوء: صدقني حضرة الظابط انا طبيب واعرف ما اقوله لك وسوف نقوم بعرضها علي لجنة طبية كي تقوم بتشخيص وتقييم حالتها النفسية 
والتاكد من كلامي ..
الظابط بنفاذ حيلة: حسنا اذا الي ان نعرف اراء المتخصصين .. ليس لدي عمل هنا .. 


اتمني لكم الصبر علي هذا المصاب العظيم ..
نظر جون لمارك متعجبا من صنيعه 
واراد مارك ان يطمئنه: اقترب منها مارك واخذ بيدها وسار باتجاه جون الذى كان مصدوما من ما حدث حوله . وبدأ مارك بالتحدث ..
قبل ان ابدأ باي شئ ولانكم جميعا تعلمون ان الوقت امامنا ضيق فاريد توضيح بعض الامور لكم .. انا احببت ايلى .. 

تحفز لوك بعدما سمعه من مارك 
ولكن انتظر كى يسمع بقية الحديث.
مارك: عذرا انسه ايلى لم احبك
 بالمعنى المعروف للحب اى كما يحبك السيد لوك .. احببتك لانك ظهرتى فجاة امامى بسبب مرض والدك كنتى 
انتى طوق نجاتى .. انا لم اختلف عنكم كثيرا سيطر على حب التسلق والتملق والشهرة والمال وطبعا عزائى لجشعى هو اننى فقير من اسرة عادية فالبرغم من ذكائى وتقدمى فى الدراسة واحترام

 اساتذتى فى الجامعه لى كل هذا 
لم يشفع لى فى الحصول على منحه سفر دراسية فى الخارج او حتى العمال هناك لخبرتى وتفوقى ولولا وجود دعم دكتور ادوارد لى لم كنت اصبحت طبيبا من الاصل .. كنت اريد خداعك ومن خلال ارتباطى بك ستيسر لى كل الامور الصعبة ولكن .. 
لم تقوى ماجى على سماع المزيد نفضت يدها بعيدا عنه وصاحت فى غضب: يبدو ان امى لم تكن الشيطانة الوحيدة فى هذا العالم او المحتالة التى تريد السيطرة 


على العالم والحصول على كل شئ عبر سيطرتها على احدى افراد هذه العائلة 
ولم تكن وحدها من ترى ان ارث العائلة تميمة حظها .. ولكن من الواضح ان هذا الارث ملعون وكل من يرد تملكه تتحطم حياته ويفقد اعز الاشخاص اليه ..
 انت حقا مخادع سيد مارك ولا يشرفنى 
ان تكون انت طبيبى او حتى مخلصى من العقاب لقتلى امى وانا تحت تاثير الغضب وكرهى لها .. 

وقف مارك امامها متناسيا الجميع واحاط وجهها بين كفيه اسمعينى للنهاية 
واصدرى حكمك كما تشائين ..
قاطعته ماجى بسخرية: حقا مارك ماذا ستقول الان .. انك احببتنى انا واننى اسرت قلبك وانك تريدنى رفيقة دربك هيا هيا اكمل خداعك . فانا امضيت عمرا كاملا مع ام عديمة الشفقة او الحب حتى لاولادها .


صدقا ماجى ان ما تقولينه فيه شئ من الصحة انا اريدك زوجة وسافعل
 المستحيل كل انقذك من ما فعلتى 
انا اؤمن انكى برئية .. اما عن اتهامك 
لى بالخداع صدقينى عزيزتى جميعنا 
نحلم بالثراء وامتلاك العالم دون ان ننظر لعواقب او كيف سنفعل هذا .. 
منذ ان رايت امك تصفعك شعرت انك مخلصتى من ما انا فيه .. تاكدت ان وجود ايلى فى حياتى مقدر وانها ستصبح خطوة فى طريق امتلاكى لما اريد 


وهو انتى ماجى صدقينى فيما اقوله الان .. 
انا وانتى مناسبان لبعضنا تماما كلا منا يحتاج الاخر بشكل ما .. انتى تحتاجى للحب والاحتواء وانا احتاج لكى ولقلبك الطاهر هذا كى يخلصنى من اثامى .
بعد ما رايت فظاظة والدتك معك تذكرت طفولتى مع ام لا اعلم للان لم كانت تسعى لتحطيمى .. لم تعانى وحدك مع ام سيئة على الاقل امك كانت تسعى كى تحيز العالم لكي ولاخيك اما 
امى كانت تسعى بل حطمتنى انا واخوتى


  ولولا ايمانى بنفسي قليلا باننى ساصبح شخصا افضل فى يوما ما لم كنت امامك الان .. لن اطيل بسرد طفولتى او حتى حياتى كي لا تتهمينى مجددا 
اننى افعل هذا كى اؤثر عليكى فقط
 كل ما اطلبه منك ان تثقى فى قليلا ماجى ومع الايام ستظهر حقيقتى امامك .. ادين بالاعتذار لكم جميعا .. 
اعطاهم ظهره لم يرد ان يسمع منهم اى تعليق وان يناقشه احدكى لا يكرهه نفسه اكتر لانه كان ينوى سوء 


بهذه العائلة المتصدعة التى تحتاج الحب كحاجته هو للمال .. 
يكفيه انه فى داخله يعلم انه يقول الحق وستثبت الايام لهم ذلك ..
 امر احد الخدم بحمل السيدة سارة للداخل كي يجهزها للدفن .. 
طلب من لوك ان يدعه يعاين جرحه .. ولكن رفض لوك طلبه قائلا ..
لوك: لا تقلق الجرح سطحي الطلقة احدثت فقط اثرا في ذراعي .. 
امي لم تصب هدفها بشكل جيد ..


نظر مارك له وابتسم ابتسامه باهته لم يطل عليه فهو يعي تماما بماذا يشعر ... تركهم في الردهة وذهب كي يجهز السيدة سارة ومن بعدها جورج ..
مرت عليهم ثلاث ساعات كثلاث سنين 
او اكتر ..
ارتشح الجميع بالسواد حتي القصر اصبح فجأة باردا كئيبا كأنه يشاركه حزنهم .. اذيع خبر وفاة جورج وبدأ الناس بالوفود علي القصر ..
تمت الجنازة حضرها اناس كثر ..
 

فجورج لم يكن بالشخصية العادية .. 
اما سارة تم دفنها بعد جورج بعيدا في 
مقابر عائلتها بعد رفض جون دفنها في مقابر عائلته ..
مرت ايام العزاء .. وبعدها اتت قوة من الشرطة كي تلقي بالقبض علي ماجي ولكن لحسن حظها كان مارك معهم طوال ايام العزاء
كان يتابع حالتها النفسية المتدهورة بعد ما فعلته وبعد ما دار بينه وبينها من حديث امام الجميع ..


 لذا استطاع ان يقنع الظابط 
ان يمهله يومان كي يقوم بتقييم نفسي شامل لها بإشراف من الشرطة كي يتأكد من صحة كلامه انها لم تكن في وعيها الكامل عندما قتلت امها .. 
شرط ان يكون الاشراف الشرطي من بعيد كي لا تسوء حالتها اكتر .. 
وافق الظابط علي مضض 
‘ لمكانة عائلة مارسيل في البلدة ولأنه حينما حضر بعدما تم الابلاغ عن ماحدث في القصر شاهد بنفسه حالة الجميع ..


مر يومان بصمت شديد علي الجميع .. 
وفي مساء اليوم الثالث واثناء تناولهم للعشاء .. حيث كانت ايلي تجلس مكان والدها .. رفعت رأسها عن طبقها ونظرت حولها لتجد الصمت يخيم علي الجميع وملامح الحزن تكسو ملامحهم ..
لوك مصاب في ذراعه ‘ 
جون مكلوم في اخيه وزوجه مخادعة ‘ مارك جالسا بجاور ماجي وبين الحين والاخر يطالعها كي لا ترتكب اي فعل احمق 


خاصة بعدما دخل عليها في الصباح وجدها ممسكة سكين بنصل حاد 
كادت ان تقطع شريان يدها 
ولكنه منعها في اللحظة الاخيرة واتفق 
مع الطبيب المتخصص في الامراض النفسية ان ياتي ليلا كي يتم اصطحابها للمصحة لمعالجتها من الاكتئاب واثار الماضي عليها ..
شعرت ايلي بالحزن بعدما كان القصر ينبض حيوية وحب وضحكات مدوية . 

اصبح كئيبا هادئا من به اشبه بالموتي الاحياء .. لا يدور بينهم حديث وحتي
 ان حدث تكون الاجابة بينهم بإشارة 
يد او ايماءة راس ..
حان وقت رحيل ماجي التي تفاجئت بدورها مما فعله مارك بإستدعائه للطبيب النفسي .. ولكنها لم تقاوم ولم تبد اعتراض .. 
فقط نظرت له بأعين يملؤها الدمع: هل ترانى مجنونة وقاتلة مارك، هل يجب ان اذهب واقيم مع القتلة والمجرمين . اين حبك الذى اخبرتنى عنه !


احاطها بذراعيه واخذ يرتب على ظهرها قائلا: احبك ماجى حقا ..
 انتى لست مجنونة ولا قاتلة، 
انتى فقط لم تلق معاملة حسنة من اقرب الناس اليكي، امك، وانا مثلك تماما وعلاجنا الوحيد هو العزلة قليلا كى نتخلص من اثار الماضى المؤذية ونبدأ من جديد .. لن اترك كابدا ماجى اعدك بهذا .. فانا فى حاجة لقربك اكثر 
من ما تتخيلى .

اكتفت بالصمت و قامت بتوديعهم وطلبت منهم ان يزورها ولا يتركوها وحيدة .. 
فهي اكتفت من الوحدة .
ذهبت بين صمت ودموع الجميع ماجي الشابة الحسناء أصبحت زابلة مستسلمة للحزن .. هالات سوداء تحاوط عيناها .. اهملت التزين والتأنق .. 
اكتفت فقط برفع شعرها للأعلي وارتداء فستان اسود بسيط .. 
ذهبت مع مارك الذي قطع عهدا علي نفسه امامهم انه لن يتركها ابدا 


وسيعود بها قريبا وهي في افضل حال .
ترك جون ايلي ولوك يحتسيان الشاي بالقرب من المدفأة وصعد كي ينل قسطا من الراحة عله يجدها ..
انفض الجميع من حولهم وساد الصمت بينهم .. كانت ايلي لأول مرة منذ ان اتي لوك للقصر تشعر بنفور شديد منه ‘ صحيح ان والدها كان يعلم كل ما يدور بينه وبين امه حتي انه قد اتي 
كي يوفر لها الحماية ولكنها تشعر انه غريب عنها ..


انهت قدح الشاي ووضعته علي المنضدة ووقفت متوجهه للأعلي حيث غرفتها .. ولكن استوقفها لوك ..
ايلي بنفاذ صبر: فضلا سيد لوك اترك يدي ودعني اذهب لغرفتي كي انام ..
صعق لوك حينما نادته بالسيد وزاد من قبضته علي معصمها الي ان تألمت ..
ستكسر معصم يدي لوك هل جننت
 قالتها ايلي . بعد ان قامت بضربه علي صدره بيدها الأخري ..
لم يتمالك لوك نفسه من الغضب 


كيف لها ان تتصرف بهذا الشكل الأحمق معه .. دفعها علي المقعد خلفها وجلس امامها علي طرف المنضدة .. واخذ يتأملها ..
وهي تحاول الفرار منه ومن حصار نظراته .. ولكنها لم تتمكن من فعل هذا .. 
فأرخت ظهرها علي المقعد واراحت رأسها للخلف مغمضة عيناها تاركة لدموعها العنان ..
اخذت دموعها تنساب علي وجنتيها ظلت تبكي بحرقة  تحت مرآي ومسمع 

من لوك الذي شعر وللمرة الأولي انه مقيد ولا يقوي حتي علي احاطتها بذراعه كي يهدأها وكأن ما كان بينهم اندرث واختفي ..
همس اليها بصوت خافت يملؤه كثير من الحزن والآسي ..
لوك: ايلي لا تبك ارجوكي 
‘ انتي تشعريني بالعجز هكذا ..
مرت لحظة لم تجبه .. مد يده كي يربت علي كفها .. ليتفاجئ بها تقول ..

ايلي: اياك ان تلمسني لوك ‘‘ 
ومن فضلك اذهب من حيث اتيت 
انا لم اعد اريد ان اراك ‘‘ 
اما عن الارث فلا تقلق سيتم توزيعه بشكل عادل بيني وبينكم .. 
لذا مهمتك هنا انتهت .. 
هيا قم واذهب الي ناتلي الصفراء الملونة وطمئنها ..
كان لوك يستمع لحديثها وكأن خنجر مندس بين طيات قلبه الهشه 
‘‘ الي ان اتت علي ذكر ناتلي 


وارتسمت علي شفتيه ابتسامه من وسط الحزن المخيم عليهما .. 
الا انها ما زالت تكن له ولو جزء ضئيل
 من المشاعر .. وهذا يكفيه ..
اقترب منها مكتسبا الجدية وهمس لها جوار اذنها " إن هذا ما تريدنه ايلي ‘ 
سأنفذه لك ‘ سأرحل ولكن سيبقي ابي وماجي بعد ان تخرج معك هنا لن استطيع تركك بمفردك بعد الان ‘‘ 
ليس حبا فيكي لا .. 
بل تنفيذا لوصية عمي فقط .


فتحت عيناها في ذهول بعد جملته الأخيرة تلك .. لتصطدم عيناها بعينيه .. 
خافت كثيرا وانقبض قلبها هي تعلم لوك من عيناها وماتراه في عيناه الان يؤكد 
لها انه سيرحل فعلا .
. قبضت علي المقعد بيدها وصرخت بداخلها متألمة من ما وصلوا اليه .. 
ولكن لوك لم يمهلها الكثير واستكمل حديثه قبل ان يتركها ويرحل ..
اما عن الارث ايلي اقولها لكي ولاخر مرة انا لن اخذ فلسا واحدا من ثروتك ‘


 واياكي والتفكير في اهانتي مرة اخري .. انا رجل ايلي بإمكاني صنع الثروة والشهرة والمجد واكتساب المال دون الحاجة اليكي او حتي لناتلي ..
 هل كلامي واضح ايلي ..
ان كنت انوي بكي وبعمي شرا لأخفيت عنه حقيقة ما كانت تفعله امي .. 
وان كنت وصولي واسعي للتسلق كانت امامي ناتلي وعلي فكرة كنت استطيع ان احصل عن طريقها كل ما اريده حتي دون زواج .. 


هي كانت مستعدة ان تتنازل لي عن اي شئ مقابل فقط حبي وقربي وتملكها لي 
‘‘ لن اخفى تخبطى فى احدى الاوقات الماضية ولكن انا رجل ايلي ‘ 
*الرجل الحقيقي لا يأخذ من امرأة ولا يعيش عالة عليها وانما يدللها ويغدق عليها عطفا وحبا واحتراما ومالا ايضا *.. 
الان سأذهب لإعداد حقيبتي سأرحل دون عودة لا تقلقي بشأن رؤيتي مرة أخري .. انتبهي لنفسك إيلي ..

تركها ورحل .. 
تركها بعد ان صفعها عدة مرات بحديثه بعد ان اهانته .. 
تركها تصارع نزيف قلبها المتعب ..
صعد للأعلي وهو يقاتل شعوره بأن يرتمي بين ذراعيها بأن يضمها اليه ولكنه اثر الرحيل ..
مرت ثلاث ساعات .. 
ايلي بالاسفل تنتظره كي تودعه وهو بغرفته يقطعها ذهابا وعودة .. 

الي ان قرر تنفيذ ما قاله ولن يسمح لقلبه 
بالفوز هذه المرة ..
 اخذ حقيبة يده وقام بالنظر لغرفته
 قبل ان يغلق الباب وينزل مسرعا ..
 مصطدما بإيلي التي لازالت متواجدة بالأسفل .. 
احس بإنقباضة قلبه ولكنه تحامل علي نفسه .. 
ووضع لها ظرفا مغلقا وطلب منها ان توصله لوالده وذهب مسرعا بإتجاه الباب 
وقبل ان يخرج نادته ايلي بصوت ضعيف 


لوك انتظر من فضلك 
‘ لا تذهب واعدك انني لن اقول اي شئ بعد الان ولكن ابقي معي هنا ارجوك ..
كانت كلمات ايلي تهوي علي اذنه كسياط تمزقه .. 
ولكنه قرر ان ينفذ ما قاله لها للنهاية كي يبقي كبيرا في عين نفسه وعينها ..
ذهب واغلق الباب بقوة خلفه .. 
ذهب وقلبه يبكي بدلا عن عيناه . 
ذهب وتركها تبكي بحرقة ..

مر عامان ونصف علي اسرة مارسيل تغيرت بها احداث كثيرة .. 
تم تقسيم الارث والممتلكات بينهم
 وظل نصيب لوك معلقا فهم لا يعرفان له طريق ولا عنوان ..
- نجحت ايلي في ان ترأس شركات ابيها وقادتها لنجاحات كثيرة ..-
- اقتلع جون عن ادمانه للكحول بعدما 
وجد حبا حقيقا كان ينشده طوال حياته .. وجده مع صوفيا التي تزوجها

 منذ عام مضي بعدما وجد بها صفات الزوجة ورفيقة الدرب التي طالما حلم بها .. وعلم انه كان يخدع نفسه حينما 
ظن ان الجمال والثروة اساس اي شئ .. -
عاش سعيدا معها وفرحت ايلي كثيرا لهما .. فهي تكن الاحترام لعمها وتكن الكثير والكثير من الحب لصوفيا فهي 
من اعتنت بها وبوالدها وبالقصر بعد ان ماتت امها وبدونها كانت حياتها اختلفت كثيرا ..

اما عن ماجي سقطت عنها تهمه القتل 
العمد لسارة امها بعدما تبين للمحكمة 
انها فعلت هذا دون قصد منها كانت تريد حماية امها وحماية بقيت افراد عائلتها قصدت اصابة كتفها ولكن لحالتها النفسية وقتها خرجت الطلقة واستقرت 
في قلبها ..
وبعد ان انتهت من قضاء مدة علاجها 
النفسي وبعدما اقتربت كثيرا من مارك واكتشفت معدنه الطيب وانه كان صادقا فى كل ما اخبرها به فى القصر ..


 نمت بينهما شرارة حب قوي وعفيف 
وخالي من اي حب للمال او الشهرة 
وكانت ماجي فال خير علي مارك فمنذ تواجدها في حياته وهو يتقدم في عمله حتي فرصة عمله باحدي المشافي الكبري اتت اليه علي طبق من فضة .. 
تزوجا و سافرا سويا .. وبعد نصف عام 
من سفرهما رزقا بفتاة جميلة 
اسموها كاري 
...

كانوا يعيشون جميعا بسعادة .. تطمئنهم ماجي علي اخبارها بالبريد .. 
وكانت ايلي تتراقص فرحا كلما كلما سمعت ان هناك بريد اتي ‘‘ ولكن كانت امالها تخيب بعدما تكتشف انه من شخص اخر غير غائبها وحبيبها .
كانوا جميعا يعلمون انها تجاهد في العمل وتفني نفسها ووقتها بين مجموعة الشركات والاوراق .. 
كي تخفي جرحها العميق واشتياقها للوك .. كانت تنسحب من بين عمها وزوجته 


ومربيتها صوفيا لتذهب لغرفتها وتجلس امام شرفتها تطالع صورته في القمر .. 
تستحضره امامها .. تراه في كل مكان .  كانت تتذكر ذكريات طفولتهم وصباهم كيف كانا مقربان لبعضهما ..
كانت تبدو قوية للجميع ملتزمة 
بكلمتها للوك انها لم تعد تريده فى حياتها، 
ولكن بعدما رحل وبعدما هدأت ثائرتها وصلت فى النهاية الى نتيجة مرضية وعادلة ان كل انسان يحتاج 


لفرصة ثانية كى يكفر عن اخطاءه .. ولكن اين لوك كى تخبره بهذا !

مرت الايام الي ان اتي موعد ولادة صوفيا التي رزقت بفتي من زواجها بجون بعد ان كانت علي مشارف الاربعين من عمرها ولكن ارادة الله فوق كل شئ .
في يوم الولادة وصلت ماجي ومارك
 وكاري الصغيرة للقصر بعد غياب قرابة ثلاث اعوام ‘ 

كان اللقاء بينها وبين ايلي ووالدها حميما مفعما بالمشاعر ..
الي ان حانت ساعة ولادة صوفيا ..
 كان جون قلق عليها كثيرا .. 
طلبت ماجي من مارك ان ياخذ والدها ويجلسا سويا في الحديقة ..
حتي ايلي كانت شاحبة اللون مضطربة
 لم تقوي علي التواجد اكثر من هذا واخبرت ماجي انها ستصعد لغرفتها قليلا ..
ضحكت ماجي واخبرتها انها في يوما ما ستمر بمثل هذه الحالة .. 


غضبت منها ايلي وتركتها وركضت لغرفتها فتحت النافذة ظلت تستنشق الهواء وأسندت رأسها علي النافذة ‘ وظلت تسترجع ذكرياتها معه مازال طيفه يحاصرها تنهدت بعمق وهمست .  
افتقدك ابي ..
ليتك معى امى 
اشتقاك لوك ..
لتجد يد تحاوطها .. فزعت للوهلة الأولي ولكن استعادت اطمئنانها 
حينما اسند راسه علي كتفها وقبلها ..


لوك: انا هنا حبيبتي .. طالما كنت هنا .. جوارك اطمئن عليك .. 
اراقب نجاحك وافتخر بكي كثيرا .
انتى قاسية القلب ايلى استطعتى الابتعاد عنى وتنفيذ كلمتك تلك، ولكن وبالرغم من كل شئ ما زلت احبك انا اخطئت وانتى اخطئتى كلانا يحتاج وقتا كى تشفى جروحه ولكن دعينا نساعد بعضنا فى هذا واعدك اننى لن اضغط عليك فى مسالة زواج او حتى سماع كلمة حب منكى الى ان تقررى انتى ذلك .


لم تريد ان تفتح عيناها لا تريد ان تضيعه منها حتي ولو كان حلما ..
لم يجد منها ردا سوا دمعة حارة سالت
 علي خدها في صمت ..
ملس علي خصلات شعرها: ايلي انا هنا .. 
انا معك حقا .. افتحي عيناك وستجدي انني حقيقة .. انتي لا تحلمين ايلي ..
استدارت لتجده حقا معها موجود تحسسته قرصته من ذراعها كي تتاكد انه هنا 
حقا وانها لا تتخيل ..

تألم من قرصتها وهنا ارتمت بين ذراعيه كطفلة عاد والدها بعد سفر طول .. متشبثه في رقبته وظلت تبكي وتضحك وبين الامرين تعاتبه علي تركها ..
لم يجبها ولم يجادلها فقط اكتفي بان احاطها بذراعيه وتركها تنفض عن قلبها ما عانته ومرت به طوال عامين واكثر ..
بعد ان هدأت تماما ابتعدت عنه ونظرت 
اليه .. مد يداه ليمسح اثار البكاء عن وجهها .  قائلا

لوك: فعلت ما فعلت كي نختبر مشاعرنا .. فعلت هذا وتحملت الم فراقك وتواجدك امامي وانا اراقبك كي اطمئن عليك 
دون ان اقترب منكي كي اعرف 
حقا هل انا احبك.  ام ان مشاعري اتجاهك هي فقط مشاعر ابوة اخوة .
اي شئ اخر غير الحب ‘ 
فعلت هذا كي اتخلص من لعنة المال والنفوذ كي تتأكدي حقا انني كنت صادق في كل ما اخبرتك به عندما انني لن اكن انوي سرقة ... 


وضعت يدها امام شفتاه ..
ايلي: ارجوك لوك كفانا عتابا .. 
دعنا من الماضي هيا لنطمئن علي حال صوفيا بالاسفل ونجلس سويا وعدني انك لن تبتعد ثانية .. والا سأخنقك بكلتا يداي ..
ضحك وقبل يداها واحاطها بذراعه 
وخرجا سويا .. ليجدا كاري الصغيرة تزحف ببطئ متسلقة السلم ما ان رات لوك .. صرخت فرحا ورفعت ذراعها له .. 
انحني اليها وحملها ورفعها للاعلي مداعبا 


لها .. كانا يضحكان معا كطفلان صغيران في نفس العمر .. 
كانت ايلي تراقبهم بفرح وحب وللمرة الاول منذ قرابة الثلاث سنوات تشعر 
ان القصر عاد ينبض حبا وفرحا كالماضي ..
حمل لوك كاري الصغيرة علي ذراعه واحاط ايلي بذراعه الاخري ونزلا ليجدا ان صوفيا قد وضعت مولودها والتي اصرت مع جون ان يكون جورج ..

فرحت ايلي بوجود عائلة حولها عائلة تحبها حقا وتسعي كي توفر لها كل 
سبل الحب والراحة ..
مرت خمس ايام عليهم كانت الاستعدادات تجري علي قدما وساقا .. 
لإستقبال المولود الجديد لعائلة مارسيل .. قدم المهنئين من كل حدب وصوب ..
وقفت ايلي في نهاية الاحتفال في نهاية اليوم وبالرغم من شعورها بالتعب الا انها اثرت ان تتحدث مع والدها كي تخبره بكل ما بداخلها ..


 ظلت ساعتين كاملتين .. 
داخل المكتب .. الي ان دخل عليها لوك حاملا كاري الصغيرة التي لم تنم بعد رغما من تعبها وركضها هنا وهناك الا انها لم تستطع النوم هي الاخري ... 
كان يربطها تعلق قوي بخالها لوك ..
ابتسم لوك لها و صرخت كاري فرحا عندما راتها .. حملتها بين ذراعيها .. وضمتها طويلا وكأنها من تحتاج لعناق هذه الصغيرة نقية القلب .. استكانت الصغيرة بين ذراعي ايلي


التي تعجبت من هذا الامر .. 
فهي منذ ثلاث ساعات تصارع النوم مع ماجي التي اعطتها للوك بعد ان اصابها الم شديد في الراس .. وكادت ان تغفو وهى تحاول ان تجعلها تنام ..
احاطهما لوك بذراعه وخرج ثلاثتهم للحديقة كان الجو  به مسحة من البرد لذيذة .. جلست ايلي محتضنة الصغيرة كاري بين ذراعيها وجلس لوك جوارها واحاطها بذراعيه .. 

وجلسا يتسامران ويروي كلا منهما للأخر ماذا حدث معه منذ ان افترقا الي ان التقيا مرة أخري .. 
ليبدأ معا حياة أجمل مليئة بالحب النقى بعيدا عن الارث بعيدا عن الحديث فى الزواج واستكمال امبراطورية العائلة بزواج جديد .. 
فقط بداية نقية لكلا منهما وترك النهاية تأتى كما هو مقدرا لها ...

           
الإرث يزول ... الحقد والكره يختفيان ... ويبقي الحب والعائلة والمودة .. 
لذا أحرصوا علي بقاء الحب وتمسكوا بأحبتكم ... 
أكثر من تمسكم بالإرث والنفوذ والسلطة ... المال رائع ... 
ولكن الحب والصدق والعائلة  
أروع بكثيييييييير ...
تمت بحمد الله
ولنا لقاء مع الجزء الثاني من السلسلة ... 
في القريب بإذن الله ...

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة