قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سيدة القصر الجزء الأول للكاتبة ريهام ماجد الفصل الرابع

رواية سيدة القصر الجزء الأول للكاتبة ريهام ماجد

رواية سيدة القصر الجزء الأول للكاتبة ريهام ماجد الفصل الرابع

وصلوا الي المشفي .. 
استقبلهم طبيب صغير السن نحيل متوسط الطول .. نظرت له ايلي بتعجب وهو يأمر الممرضين بالإعتناء جيدا بوالدها .. كيف عرف بقدومهم وكيف يحترمه ويوقره الجميع رغم صغر سنه ..
دخلوا جميعا الي المشفي وصعدوا الي طابق العناية الفائقة 

حيث تم وضع السيد جورج في احدي الغرف وظلت ايلي معلقة النظر علي والدها الذي يتم تجهيزه وتوصيل تنفسه بالآلات ..
كانت كطفل حبيس يراقب ذهاب امه بعيدا عنه وتركه وحيدا ..
شعر لوك بالآسي اتجاهها اقترب منها ووضع يده علي كتفها وضغط عليه برفق 
قائلا: سيكون بخير ايلي لا تحزني ..
لم تنظر اليه ولم ترد عليه فقط قامت بوضع وجنتها علي يده وظلت عيناها معلقة علي والدها ..

 

كانت هادئة ووديعة مما زاد حيرة لوك اتجاه شعورها نحوه تارة وكأنه امانها وملجأها وتارة اخري كأنه شيطان تخشي
 ان يقترب منها او حتي تنظر اليه  ..
خرج الأطباء والممرضين بعد ما استقر
 وضع جورج علي الآلات .. 
ومد الطبيب الصغير يده ليصافح ايلينا ولكنها تفاجئت بلوك يقف امامها ويصافح الطبيب بدلا عنها ..
لترتسم بسمة علي شفاه الدكتور ويليام ويتأكد ان حدسه صحيح 


وانهم عاشقين متكبرين ان يعترفا لبعضهما بعضا .. 
ولذا قرر التدخل قبل احتدام الامر ..
سحب ويليام ذراع مارك وقدمه لهم دكتور مارك اعرفك بي .. 
انسة ايلينا و السيد لوكاس ابن عمها ..
ليبتسم مارك ابتسامة ساحرة وهو ينظر الي ايلينا 
قائلا: نعم لقد اخبرتني عنها دكتور ويليام حينما تحدثنا عبر الهاتف لتخبرني بقدومها .. 


اطمئني انسه ايلي انا الطبيب المشرف 
و المقيم معك 
" اقصد مع السيد جورج لحين ان يفيق قريبا "
اكتفت ايلينا بالرد عليه بابتسامة باهته فكل فكرها كان معلق بوالدها .. 
اما لوكاس كانت النار متقدة داخله من نظرات هذه الاحمق مارك لإيلي و جراته ان يناديها ايلي هكذا كأنه صديق طفولتها ..

لوكاس بصوت اجش غاضب: كيف هذا دكتور ويليام ألست انت الطبيب المعالج لعمي وايضا الادري بحالته الصحية ..
اطرق ويليام برأسه الي الارض في خجل: حقا سيد لوكاس ان كل ما قلته حقيقي تماما ولكن مع الاسف ابنتي ستتزوج
 ويجب علي السفر معها والإقامة في بيت زوجها لأجل استعدادات الزواج  
والسيد جورج كان علي علم بهذا الامر .. ولم اكن اعلم ان حالته ستسوء هكذا ولذا قمت بالاستعانة بالدكتور مارك 


فهو من اكفئ تلامذتي فلا تقلق السيد جورج بأمان معه ..
*******
حسنا شكرا لكما يمكنكما الانصراف الان ام ان هناك شئ اخر . 
قالها لوك بحدة ..
حسنا سيد لوك هناك بالداخل مقابل فراش السيد جورج يوجد مقعد طولي مريح جدا من الممكن ان تستعمله انسه ايلينا ان ارادات البقاء مع والدها .. 
هذا كل شئ للآن .. عن اذنك .


رحل الدكتور ويليام ومعه مارك بعد 
ان صافح ايلينا وقبل يدها 
( فعل نبيل من الرجال تجاه السيدات )
مما جعل لوك يستشيظ غضبا .. 
ولكن غضبه اختفي حينما لمح ايلينا 
وهي مستلقية علي المقعد الذي اشار اليه ويليام .. يبدو ان التعب انهك قواه .. 
اثار البكاء والحزن كانتا مرسوماتان علي وجهها .. 
خلع معطفه ودثرها به وقبل جبهتها .. 

وانحي علي اذنها هامسا 
" ايلي سأذهب الي المنزل ولن اتاخر في العودة اليكي اعتني بنفسك "
تركها وخرج بعد تاكده من استغراقها في النوم .. 
ليقابل الدكتور مارك كان سيدخل اليهم لولا ان لوك منعه:
 هل هناك شئ دكتور مارك ..
نظر له مارك طويلا وارتسمت علي شفتيه ابتسامة سمجة قائلا: لا سيد لوك .. 

احضرت شراب ساخن للانسة ايلي 
لقد كانت يداها كقطعة ثلج ..
قبض لوك علي مقبض الغرفة بعنف 
حتي كاد ان يكسره .. 
و اخذ الكوب بعنف من يد مارك وشكره علي صنيعه النبيل واخبره انها نائمة الان .. وانه في طريقه للمنزل ويجب عليه العودة سريعا قبل ان تستيقظ ايلي ولا تجده جوارها واعطي مارك نظرة تحذيرة 
( معناه اياك والاقتراب منها ) ..

تراجع مارك بعد ان فهم الرسالة 
و ذهبا كلا منهما الي طريقه .

بعد لحظات ليست بطويلة وصل لوك للقصر وما ان وصل تعجب مما يري .. 
جميع ستائر القصر تم تغييرها بالكامل .. ووالدته تقف في منتصف الردهة الرئيسية تأمر الخدم بالاحتياط اثناء تنظيف التحف و اخته تشرف علي الخادمات في الطابق العلوي .. ووالده كعادته يجلس مستريح محتضنا زجاجة الخمر ..


ليصيح لوك بالجميع 
(( ماهذا الجنون الذي احل بالقصر .. 
هل فقدتي عقلك امي .. ماذا تفعلين !
 وماهذا الفستان الغير مناسب لقياسك ...
 يا الهي امي هل هو فستان العمة كاري ! علي ذكر العمة كاري اين صورتها التي كانت معلقة علي هذا الجدار 
(( واشار للجدار المقابل الي باب القصر مباشرة )) اخذ يدور حول نفسه محاولا فهم مايحدث حوله .. 
صوفيا صوفيا


لتوقفه امه بجملتها الصادمة:
 نعم لوك هو فستان كاري العزيزة 
انا احق به منها .
 وصوفيا هذه تركتها في المطبخ منبوذة لانها رفضت الانصياع لي وللأوامري ..
 حتي ما تراه من تغيير في القصر هو حق 
لي انا ام الوريث الاول لممتلكات جورج مارسيل وايضا جدة الحفيد الاول 
وغمزت له ضاحكة ..
ليقف لوك امامها ويصرخ بها كالمجنون: انتي حالمة امي .. 


لقد رفضتني ايلي صراحة امامكم جميعا .. لقد سمعتيها بنفسك .. 
وحتي ان قبلتني زوجا لها ان عادت من المشفي ورأت ما اراه الان لن تكتفي برفضي فقط لا بل ستطردنا شر طردة .. 
افيقي ياامي ارجوكي ..
لتنظر له امه وتطلق ضحكة رنانة
 وتاخذة من يده وتجلسه علي مقعد
 في وسط البهو الكبير للقصر واخذت تلتف حوله كحية تنشر فحيحها في اذن ضحيتها لتخدره قبل ان تجهز عليه 


سارة: راقب جيدا لوك راقب جيدا بني كل هذا الثراء و الثروة والسطوة ستكون لك .. لك وحدك .. 
اما ايلي فبقليلا من الرومانسية وسحرك الخاص ستجعلها كخاتم في اصبعك ...
وضع لوك يده علي راسه في صدمة كيف له ان يعيش مع ام كهذه طيلة هذه الاعوام .. 
كيف لها ان تخبئ هذا الطمع و الجشع بداخلها .. 

نفض يده امه بعيدا عنه ووقف في وجهها متحديا كل ما قالته:: اسمعيني امي جيدا  (حتي وان لم تتزوجني ايلي سأبقي معها للأبد حريص عليها وعلي ثروتها كأخ اكبر او كدوري الحقيقي ابن عمها 
وحامل نفس دمها)
 .. ارجوكي ياامي كي لا تهتز صورتك امام خدم القصر اصعدي الي الاعلي واعيدي كل شئ لسابق عهده .. 
حتي هذا الفستان .. لكي لا تضطريني لفعل شئ غير لائق معكي ..


نظرت له سارة بغضب وصفعته علي وجهه مما جعل جميع الخدم تنظر تجاههم وصاحت به: حتي انت لعنت بحب ابنه كاري كما سحرت كاري والدك في الماضي ..  مثلك مثل ابيك .. 
اتعلم لوك سأنفذ لك كل ما تريده الان ولكن في النهاية سيكون لي كل 
ما تمنيته فقط تذكر كلمتي .. 
سارت في طريقها للأعلي وهي تصرخ في الخدم ان يلتفت كلا منهما لعمله ..

القي لوك جسده المنهك علي احد المقاعد مقابلا لنافذة تطل علي حديقة القصر .. 
نادي علي صوفيا واعتذر منها عن ما قامت به امه .. وطلب منها ان تقوم بتعديل كل شئ كما كان ..
صوفيا: امرك سيد لوك سعيدة بوجودك معنا ..
تركته شارد الزهن ناظرا الي الازهار في الحديقة التي بدأ يتبدل لونها بسبب فصل الشتاء .. 


ظل يفكر في قالته امه و يتخيل ان كان الان بجوار ايلي ولم يرجع للقصر كيف كانت المواجهه بينه وبين امه ... 
اخذ يفكر ويفكر الي ان غلبه النوم وهو علي المقعد كما هو ...

 

بعد عدة ساعات بدأ لوك يشعر بالحر قليلا وكأن مدفأة مسلطة عليه ..
 فتح عينيه ببطئ ولكنه لم يستطيع لقد كانت اشعة الشمس مقابله لوجهه .. 

لذا وضع يداه امام عينيه وقام بإستطالة لجسده لينفض اثار النوم عنه ووقف وهو يحك راسه وكانه يحاول تذكر ما حدث .. ليجد صوفيا امامه وعلي وجهها ابتسامتها الصافية كالعادة ومعها قدح من القهوة رائحته تنتشر في ارجاء القصر كافة .. اقتربت منه ووضعت القدح علي منضدة مقابلة له قائلة
صوفيا: صباح الخير سيد لوك .. 
اعتذر عن تركك نائم هنا ولكن حاول انطوان كثيرا ان يجعلك تستفيق


 وفشلت كل محاولته من الواضح انك مجهد كثيرا ..
مجهد جدا جدا صوفيا اشعر ان كل 
عظمة في جسدي تكسرت لمائة قطعه .. اجابها لوك وهو يشد ذراعيه لأعلي ..
انحني ليلتقط قدح القهوة واخذ منه رشفه ولكن جحظت عيناه فجأة حينما نظر الي ساعة الحائط 
قائلا ايلي .. يا الهي لم اذهب لها .. 
كم انا غبي .. اكمل قدحه 
واعطاه لصوفيا 


وفي عجالة التقط مفاتيح السيارة ونبهه علي صوفيا في مراجعة القصر للتأكد ان كل شئ سيكون كما كان ..
 وتركها وخرج مسرعا ..
ليذهب الي ايلي في المشفي .. 
واثناء ذهابه توقف مرتين مرة اشتري لها بعض الفطائر التي كانت تعشقها وقدحا كبيرا من القهوة الفرنسية التي تأسرها رائحتها ووضعهما جواره ..
 وقاد السيارة باقصي سرعة

في المشفي 
استيقظ دكتور مارك مبكرا
 وتفقد احوال المرضي القائم علي حالتهم وترك حالة جورج في النهاية ..
 ذهب الي ايلي وهو يحمل قدح قهوة صغير ليجدها مازالت تغط في نومها .. 
وقف ليتأملها .. 
كانت كملاك صغير حزين .. 
وفي لفته منه اصدر جهازه صوتا لينبهه بضرورة ذهابه الي مريض اخر لتفقد حالته بسرعة .. 

لتستيقظ ايلي مذعورة وانكمشت علي نفسها قائلة من انت ولما تقف امامي هكذا ..
مارك: اسف ايلي انا دكتور مارك 
هل نسيتي ..
ايلي: نعم دكتور مارك اعتذر منك ولكن تواجدك امامي هكذا وصوت الانذار الذي سمعته افزعني .. 
هل جئت لتفقد حالة ابي هل هو بخير ..
مارك: جئت لتفقدك انتي ايلي ..
نظرت له متعجبة: ماذا تقصد ..


اطرق براسه ارضا: والدك بخير اطمئني اما انتي لست بخير ابدا يداكي كانتا كقطعتي ثلج .. 
لذا جلبت لكي قدح قهوة ..
ما ان راته ايلي ابتسمت والتقطته من يده بلهفه كطفل وجد حلواه المفضلة امامه .. وقربت حافة القدح الي انفها واخذت تستنشق الابخرة المتصاعدة منه بشغف .. 
و مازال مارك يقف مشدوها امام برائتها ..
الي ان سالها  : 
هل تحبين القهوة لهذه الدرجة !


ايلي بسعادة: نعم مارك خاصة الفرنسية منها رائحتها تؤسر قلبي قالتها 
وهي تحتسي قهوتها ..؛
ليجيبها مارك بإبتسامة: 
ليتني قهوة كي ااسر قلبك ..
شعرت بإطار من كلام مارك مما اخجلها وهنا دخل لوك فجأة .. 
ولكنه تجمد مكانه مما سمعه وشاهده .. وكانت الصدمة من نصيب ايلي ومارك ايضا ..

ايلي بتوتر: مرحبا لوك لقد جئت في الوقت المناسب تماما .. 
اريد العودة للمنزل كي ابدل ملابسي واستريح قليلا قبل ان اتي ليلا لابي .. بالمناسبة شكرا لانك دثرتني بمعطفك الجو ليلا كان بارد قليلا ولكن الان الشمس ساطعة .. 
واكملت موجهه حديثها لمارك في محاولة منها للتماسك وان لا يظهر خوفها من ردة فعل لوك عليها .. 

شكرا دكتور مارك علي القهوة وعلي اطمئنانك علي ابي ..
احس مارك بان صوته قد اختفي: 
* علي الرحب والسعة انسه ايلي وقريبا سيصبح والدك بخير .. استاذنكم الان. * وفي طريقه للخروج وجد لوك مستقرا امامه بلا حراك وقبل ان يسمح له بالخروج مال علي اذنه قائلا
لوك: اسمها ايلينا .. انسه ايلينا .. 
لا تنسي هذا مارك ..

بدأ العرق يتصبب من جبهه مارك من شدة التوتر الذي يشعر به فالموقف ليس سهل ابدا واكتفي فقط بإيماءة من راسه .. 
خرج ليدخل لوك واضعا ما في يده علي المنضدة وتوجهه مباشرة الي عمه النائم لأجل غير معروف .. 
قبل رأسه وراقب الالات وكيف يسير نبض قلبه وربت علي صدره قائلا: ستكون بخير عمي جورج قريبا انا اشعر بذلك ..
التفت ليجد ايلينا ممسكة بقدح قهوة وقطعة فطائر تأكلها بنهم  شديد .. 


ففضل البقاء جوار عمه الي ان تنهي طعامها .. وبعد دقائق اتته تربت علي كتفه 
من الخلف وفي يدها قدح القهوة الاخري وعلي وجهها ابتسامه شكرته علي الفطائر واعتذرت له عن اكلها كلها لقد كانت لذيذة لوك ولم استطع مقاومتها والقهوة ايضا رائعة كيف عرفت متجري المفضل لشراءالقهوة ..
نظر لها لوك يريد صفعها بقوة لحديثها مع مارك ويريد احتضانها حبا وعطفا واحتواءا .. فقد اختفي بريقها


واصبحت كوردة زابلة تحتاج للماء تحت عينيها لون اسود وعينياها يخطهما الاحمرار من الارهاق والتعب وشعرها وثيابها مبعثرين .. 
احتاضنه لها كان اقوي من غضبه منها .. تحامل علي نفسه واخذ منها القهوة قائلا 
بلا مبالاة شكرا لك علي المجاملة 
اعتقد ان قهوة دكتور مارك كانت الذ بكثير والان هيا بنا الي المنزل .. 
تركها وخرج وقبل خروجه القي قدح القهوة في سلة المهملات .. 


ووقف مستندا علي باب الغرفة في انتظارها ..
اثر في ايلي كثيرا ما فعله لوك معها 
مما جعلها ترتمي علي صدر ابيها تبكي وتقول في نحيب: 
عد لي ياابي لم يبقي لي غيرك .. 
حتي لوك من ظننت انه حمايتي وظلي الامين هو الاخر لا يكترث لامري عد لي ابي ارجوك .. 


وقبلت والدها و مسحت عيناها وخرجت للوك .. الذي لم يكن في حال افضل منها وخاصة بعد ما سمعه منها الان .. 
كيف لها ان تتهمه اتهاما بشعا كهذا 
وهو الذي يخشي عليها من نفسه .. 
كيف لها ان لا تشعر بحبه وتحترم غيرته عليها ..
ايلي: هيا بنا لوك لنذهب للمنزل وسارت امامه مسرعة كانها تهرب منه اليه
اما هو سار واضعا يده في بنطاله ويعتصره الالم .. 


وصل للسيارة ليجدها تستند براسها علي النافذة وتبكي ما ان راته قادم في المراة مسحت دموعها بسرعة ..
دخل لوك وتصرف كانه لم يري شئ 
وادار السيارة وانطلقا الي القصر ..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة