قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سيدة القصر الجزء الأول للكاتبة ريهام ماجد الفصل الخامس

رواية سيدة القصر الجزء الأول للكاتبة ريهام ماجد

رواية سيدة القصر الجزء الأول للكاتبة ريهام ماجد الفصل الخامس

بعد صمت طويل دام بينهما طوال طريقهما للقصر .. توقف لوك أمام البوابة الرئيسية للقصر قائلا:
لوكاس: فضلا ايلي ترجلي من السيارة وادخلي وحدك .. سأخذ السيارة واذهب الي البحيرة قليلا ..
ايلي يعتصرها الالم و لا تدري لما تشعر بهذا: كما تشاء لوك 

ولكن لا تتأخر كثيرا .. 
اريدك ان تذهب معي لأبي ليلا ..
اجابها لوك وهو ينظر الي مقود السيارة: حسنا ايلي .. لكي ما طلبتي ..
فتحت باب السيارة وخرجت وما ان اغلقت الباب انطلق لوك بأقصي سرعة .. 
كأنه يهرب من شيئ ما .. يهرب من نفسه .. او يهرب من ايلي معذبته ..
سارت ايلي من بوابة القصر الرئيسية عبر ممر طولي في نهاية باب القصر .. 

 

الممر كان به عدة تماثيل متوسطة الحجم علي الاتجاهين يمين ويسار الممر ..
 تماثيل لكيبود وتماثيل لقطط صغيرة كانت ايلينا تصنعها مع والدتها .. 
اخذت ايلينا تنظر الي الممر والتماثيل وتلمس الازهار المزروعة مختلفة الالوان والانواع .. كانت عيناه تذرفان الدموع ولا تعلم السبب ... تسير بخطوات متثاقلة بطيئة تنظر لكل شئ حولها في حزن وتخاطب نفسها

ايلينا: ربحت كثيرا ابي .. 
وصنعت لنا الكثير ووهبتني الكثير ولكن اين انت الان من كل هذا .. 
ماتت امي فجأة وفي احشائها اخي الصغير وانت بعد كل ما فعلته لي تتركني وتذهب في رحلة لا نهاية لها .. 
خارت قواها ووقعت ارضا .. 
محتضنة ذاتها بذراعيها وظلت تبكي لمدة لا تعلمها ...


علي بحيرة ويندرمير يجلس لوك بعيدا 
عن العمران و الفنادق .. يجلس علي مقعد خشبي يطل علي البحيرة مباشرة بعد ان جمع حصي صغير في راحة يداه .. 
اراح ظهره وجلس يطالع غروب الشمس وانعكاسه علي سطح البحيرة واخذ يقذف بالحصي واحدة تلو الاخري .. 
والافكار في ذهنه تعصف به وبهدوءه واتزانه .. يكاد يجن .. 

كيف لها ان تبتسم لمارك .. 
كيف لها ان تعامله بهذا الجفاء ..
 ضغط الحصي بين راحته و القاه دفعة واحدة .. ليجد صورة ايلي امامه علي سطح البحيرة .. وضع ذراعيه خلف راسه .. واغمض عيناه وتنهد طويلا في حزن .. اعرف اننا التقينا بعد سنوات طويلة
 ولكن عليكي ان تعطيني فرصة ايلي فرصة واحدة .. نظر في ساعته ليجد انه قضي ساعتان .. لم يشعر بالوقت لم يشعر بأي شئ سوا حنينه لأيلي .. 


نهض مسرعا متوجها للسيارة وانطلق مسرعا ..

بعد لحظات وجد نفسه يقف امام المشفي .. تعجب كثيرا مما فعل .. 
لقد كان في طريقه للقصر .. 
في طريقه لمعذبته ايلي .. 
اي قدر هذا الذي قاده الي المشفي .. 
لا يعلم عنه شئ .. 

ولكنه قرر ان يصعد ليري عمه بمفرده .. قبل العودة مع ايلي .. وقد كان ..
بعد لحظات ...
كان يقف امام غرفة عمه .. 
ما ان وضع يده علي مقبض الباب وجد دكتور مارك خلفه مباشرة .. 
تنبه اليه من صوته التفت له ليتعجب من هيئته .. كان يرتدي بدلة رمادية اللون ويضع عطر من الممكن ان تشمه من علي بعد الف ميل .. وذقنه حليق .. 

لا يبدو عليه انه طبيب في مشفي ولديه نوبة عمل وسهر علي راحة المرضي .. استقبله لوك بإبتسامة جافة ..
لوك مد يده يصافح دكتور مارك: مرحبا دكتور مارك كيف حالك .. 
لما كل هذا التأنق ..
ليضع مارك يده في جيب بنطال وانتفخ صدره في خيلاء: في الحقيقة سيد لوك كنت انوي اصطحاب انسة ايلي اليوم للعشاء سويا ..

 نحن شبان ستفهمني عندما اخبرك انها سحرتني برقتها من اللحظة الاولي ... وانوي الارتباط بها ..
تمالك لوك نفسه قدر المستطاع: 
و عقد ذراعيه امام صدره ونظر لمارك بثقة . كيف لك ان تطلب يدها وهي مخطوبة بالفعل وستتزوج قريبا .. 
بعد ان نطمئن علي صحة عمي ..
صدم مارك وارتبك ولكنه حاول الحفاظ علي مظهره: حقا مبارك لها و هنئيا لمن فاز بقلبها .. 


ولكن لحظة انا لم المح في يديها اي خاتم خطبة .. فكيف لها ان تكون مخطوبة ...
اقترب منه مارك في نفاذ صبر وقال له محذرا: اسمعني جيدا ايها الطبيب .. 
ايها والعبث معي او الاقتراب من ايلينا .. 
فهي ملك لي منذ ان كنا صغار ولن ولم اسمح لك ان تتجاوز حدودك او تقترب منها ثانية وان فعلت سيتحتم عليك ان تتخطاني اولا .. هل كلامي واضح !
اجاب عليه مارك بعد ان نفض قبضة لوك بعييدا عن ذراعه 


وعلي وجهه ابتسامة ساخرة: 
حسنا سيد لوك ان كنت انت العائق الوحيد في طريقي لقلب ايلي انا علي اتم الاستعداد ان اتخطاك حتي وان كلفني هذا حياتي .. 
بالاضافة ان عدم وجود خاتم خطبة يعني ان الفرصة مازالت سانحة لي ..
 فقط دعها هي لتقرر ..
وهنا لم يتمالك لوك اعصابه وصرعه ارضا بقبضة علي فكه وتركه ملطخ بدمائه وقام بفتح باب غرفة عمه 


وقبل ان يدخل اشار له محذرا .. 
اياك والاقتراب منها مارك ولا تنطق اسمها مجرد من الالقاب ثانية .. 
اسمها انسه ايلي .. 
وقريبا ستصبح السيدة لوكاس جون مارسيل .. احفظ هذا جيدا .. 
وصفع الباب في وجهه ..

 

ازال مارك الدم عن فكه بمنديل بدلته ونهض قبل ان يراه احد الممرضين ونظر لباب الغرفة في حقد ومازال ممسكا بفكه قائلا: حسنا يا سيد لوكاس جون مارسيل .. قريبا سنري ...

خارت قوي لوك وهو يري عمه طريح الفراش لا يحرك ساكنا .. 
ركع بجواره ووضع جبته علي كف عمه وبكي بكاءا مريرا لأول مرة منذ ان اصبح شابا يافعا .. 

نظر لعمه في عتاب وحب: لم افترقت انت وابي يا عمي لم حدث كل هذا بينكم .. ليتك حاضرا معنا لكي تخبرها اني لست مثل ابي ولا اي شخص اخر .. 
ليتك معنا عمي لتخبرها انني كنت علي اتصال دائم بك .. ارجوك عمي عد الينا .. لقد تركت لنا جميعا حملا ثقيلا .. ارجوك عد الينا قريبا .. 
سأذهب واتي اليك بإيلينا لن اتاخر ...
خرج لوك واغلق باب الغرفة خلفه ..

دخلت احدي الممرضات  للإطمئنان علي حالة جورج بعد ان خرج لوك .. 
لتجد معجزة قد حدثت ...

عاد لوك مسرعا في طريقه للقصر ..
وقام بشراء عدة ورود و الفطائر التي تعشقها الينا .. وبعد لحظات كان امام بوابة القصر الرئيسية كان سيدخل بالسيارة عبر الممر ولكن صدم مما رأي ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة