قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سفراء الشيطان الجزء الأول للكاتبة ياسمين عادل الفصل العاشر

رواية سفراء الشيطان الجزء الأول للكاتبة ياسمين عادل الفصل العاشر

رواية سفراء الشيطان الجزء الأول للكاتبة ياسمين عادل الفصل العاشر

الجلوس هكذا وسط محيط من الناس وفي هذه الظروف القاسية التي تمر بها كان مرعبًا بالنسبة لها، خاصة وإنها ليست بمفردها، ورغم إنه كان مرتاحًا للغاية وعلى غير عادته مؤخرًا.

تستطيع رؤية نظرات الفضول في عيون الجميع، ونظرات الاستنكار في عيون آخرين، ازدردت ريقها وهي تعاود النظر لثوبها الأسود الذي لم يكن مناسبًا لمكان كهذا، ثم نفخت بضيق وهي تنظر حياله و: - وبعدين؟ بقالنا نص ساعة قاعدين ومقولتش جايين هنا ليه؟
فرغ رحيم من إشعال سيجارته، ثم ترك القداحة وهو يجيب بفتور: - ريحي نفسك شوية، أكيد مش جايين نشم الهوا، كل حاجه عندي ليها سبب.

فعادت تسأله وهي تنظر حولها: - واشمعنا جينا النادي؟ كنا رحنا مكان تاني!
نظر نحوها مطولًا، نظرة أربكتها وجعلت جسمها يقشعر، بينما أحاد بصره وهو يردد: - مش آخر مرة حاولتي تدخلي فيها هنا منعوكي!
ثم أشار حوله متباهيًا و: - أديكي دخلتي في الآخر غصب عن عين أي حد
فسألته فجأة: - عرفت منين أنهم منعوني أدخل النادي؟

فكان جوابه سريعًا غير قابل للتردد والانتظار: - من اللحظة اللي عرفت فيها اللي حصلك وانا عيني عليكي وعارف عنك كل حاجه
ثم بدا قانطًا وهو يتابع في الأخير: - في أسئلة تاني؟

فعقدت ذراعيها أمام صدرها وهي توجه رأسها للجانب الآخر دون الرد عليه، بنفس اللحظة التي كانت فيها عيناه تتجولان على بشرتها ووجهها، وتفاصيل نحرها وعروقها البارزة فيه، وحتى عظمتي الترقوة اللاتي يعشقهن في نهاية رقبتها ويثيران رغبة تقبيلهما في نفسه.
نفخ رحيم بانزعاج وهو يطبق جفونه هاربًا من هذا الشعور الذي يتملكه مع كل مرة يراها فيها وكأنها أول مرة، ولا يعرف متى سينتهي هذا الشعور.

عبر نائل بوابة النادي بسهولة گعضو أساسي به، وبعينان مقتنصتان بحث عنهما، لقد وصلت الأنباء إليه منذ وقت بتواجدهما سويًا ومنفردين، وها قد وقعت عيناه عليهما، ليطير نحوهما گصقر يبتلع الطريق طائرًا وبسرعة.
ولم يغفل رحيم عن ذلك، فقد لمحه منذ الوهلة الأولى، وحينها نادى وتين كي يصرف ناظريها عن الطريق: - وتين
- نعم
أجابت وهي تنظر نحوه، ف ردد: - أضحكي.

عقدت حاجبيها بتعجب، بينما أعاد هو إلقاء الأمر عليها: - بقولك أضحكي!
ف كشفت عن أسنانها وهي تضحك بسخافة، عندما كان كف نائل الغليظ يقبض على ذراعها بعنف ويجذبها إليه قائلًا: - انتي بتعملي إيه هنا؟

لم يحرك رحيم ساكنًا وهو يرى فظاظته أمام العامة، أما هي، فقد سيطرت عليها الصدمة ولم تشعر سوى بألم يطرق عظام ذراعها أثر قبضته، لم تجيب أو تتفوه كلمة وهي تنظر إليه بشدوه، فأعاد عليها سؤاله صائحًا: - بقولك بتعملي إيه هنا؟
ثم نظر نحو رحيم الجالس ببرود تام و: - والراجل ده قاعد معاكي بيعمل إيه؟
وهنا انفلت ذراعها من يده عقب أن اجتذبته بإنفعال وصرخت فيه: - انت مالك؟ انت مين عشان تحاسبني!

أصبحت العيون جميعها عليهم تراقبهم وترصدهم، وهو لا يحسب حسابًا لأيّ من ذلك وسخر منها قائلًا: - خليني افكرك، تقريبًا انا جوزك، متهيألي يعني!
ف اقتربت منه خطوة واحدة وقالت بخفوت: - كنت، انت خلاص بقيت في الماضي، قريب أوي هاخد أفراج من السجن اللي حطتني فيه لوحدي.

خطوتها تلك جعلت نيران الغيرة تشتعل بصدر رحيم الذي راقبهم بفضول لنهاية هذا اللقاء، شعور يدفعه لأن ينهض فيقتل نائل ضربًا كي يختفي من حياتهم للأبد.
ليت ما كان لم يكن، ليتها لم تفعل، وليته لم يحبها للحد الذي جعله يعيش هذا العذاب الآن.

أطبق نائل على ذراعها وكاد يسحبها جرًا، وكاد رحيم يتدخل في هذا التوقيت تحديدًا، لولا رؤية هذا المصور الذي التقط صور عديدة لهذا المشهد الحرج بين الزوجين، فبقى محله، بينما تخلصت هي من حصاره وحذرته مشيرة بسبابتها: - بكرة هتشوف اللي مستضعفها دي هتعمل إيه
ف ابتسم بسماجة و: - بكرة بتاعك ده مش هييجي، ولو فاكرة نفسك هتكسبي القضية اللي رفعتيها تبقي غلطانة.

انصرفت من أمامه متعجلة في خطواتها، حينما نهض رحيم وهو يتنفس بصوت مسموع وسار من خلفها، ف استوقفه صوت نائل: - أنا عارف انت عايز توصل لأيه، بس اللي انت عايزه مش هتوصله
وقف رحيم وظل موليه ظهره وهو يجيب بفتور: - أنا وصلت أساسًا، والفضل ليك
وابتسم بظفر وهو يبتعد من أمام ناظريه، فغمغم نائل وهو يراه يبتعد: - انت محتاج ترتيب تاني خالص يارحيم، ترتيب خصوصي على مقاسك، وإلا هتبوظ كل حاجه انا عملتها.

كان ذاك الشاب يضع حقيبة الظهر على كتفيه قبيل ركوب دراجته النارية، فوجد من يضع كفه على كتفه و: - رايح فين يابطل، ده انا مستنيك من بدري
قالها رحيم وهو يتطلع إليه بنظرات غير مريحة، ثم ردد: - لو عايز اليوم يبقى لطيف كدا، طلع الكاميرا اللي معاك بهدوء
تطلع إليه المصور وهو يسأله بحنق: - عايزها ليه
- أكيد مش هجربها.

وبدأ رحيم يجذب حقيبة ظهره بحذر، ف اعترض الشاب ودفع ذراعه وهو يقول: - انت بتعمل إيه، انا مش هديك حاجه!
أمسك رحيم بياقته، ودنى منه ليهمس محذرًا: - أنا الحقيقة ماليش نفس للعنف، هتديني الكاميرا بالزوء ولا لأ!؟

فتهور الشاب معتقدًا إنه سيستطيع التعامل بسهولة، ودفع رحيم بإنفعال، لكنه وجد الأخير جامدًا وكأنه لم يهز به شعره، بل إنه بذلك گالذي طلب العداء بنفسه، حيث لكمه رحيم في أنفه لكمة جعلته يهتز، ومن ثم وقع متأثرًا بآلام أنفه والدوار الذي أصابه، ومكّن بذلك رحيم من الحصول على كاميرا التصوير خاصته، انتزع منها بطاقة الذاكرة، ثم قذفها بعنف أحدث فيها خلل واضح، ثم مضى في طريقه نحو البوابة، بحث عنها مطولًا بعد خروجها قبله ولكن لا أثر لها، مما ضايقه كونها آتيه معه ولا تملك وسيلة للعودة، حتى أن تواجد المواصلات في هذا المكان شبه مستحيل.

عاد للجراچ حتى يتسنى له الحصول على سيارته ومن ثم يستكمل بحثه عنها.

فكانت هناك المفاجأة، كانت وتين تقف عند مؤخرة سيارته تنتظر حضوره، تنفس براحة وهو يمنع شعور الراحة من الطفو على صفحة وجهه، وخطى بثقة وبطئ نحوها، ليتبين له إنها تذرف دمعًا مقهورًا رغم محاولاتها البائسة في إخفاء ذلك، وقف بمحله لحظة ينظر لها ب وجوم، لقد أصبحت حالتها مزدرية حقًا، ليست جميلته الفاتنة الفريدة التي عهدها بقوتها دائمًا، سلبها نائل حتى الشعور بالثقة في النفس وشعور القوة التي كانت تفرضها على الجميع.

تقدم منها ببطء، وقبل أن يردف بأي كلمة بادرت هي بصوت امتزج بالبكاء: - ملقتش مواصلات عشان اعرف ارجع لوحدي.

تحكم في يده بصعوبة شديدة لئلا تمتد لوجهها فتمسح دموعها، وبدلًا من ذلك أمسك بيدها، سحبها بهدوء خلفه وضغط على جهاز التحكم لتنفتح السيارة، ثم أجلسها بالمقعد الأمامي وأوصد الباب، زفر أنفاسه الساخنة بإنفعال وهو يلتف حول السيارة، ثم استقر في مكانه ليجد عتابها وهي تمسح دموعها: - انت تعمدت تعمل كدا، جبتني هنا وانت عارف إنه جاي؟! صح!؟

فنظر نحوها، نظرة مطولة لم تجعلها تتراجع عن النظر إليه بعتاب، ثم قدم تبريرًا: - في حد وراكي، نائل سايب عين عليكي هي اللي وصلته لينا النهاردة
بدأت تفكر قليلًا في حديثه، بينما تابع هو: - أنا النهاردة كنت بثبت لنفسي حاجه، دورك انتي تعرفي مين العين اللي ماشيه وراكي وقريبة منك واللي بتنقله كل تحركاتك.

ثم انصرف عن الحديث بعد أن أتم مهمته وحصل على مبتغاه، فهي كانت وسيلة للوصول إلى جواب، فقد اكتشف إنها محاصرة بين مجموعة من الأعين المراقبة والكثيرة التي ترصد تحركاتها، وإلا ما كان وصل بتلك السهولة لما وصل إليه، بقى فقط أن يثبت ذلك لها، هو لا يحتاج لبناء ثقة له بداخلها، فهو على يقين أنها تثق فيه وفي حديثه أكثر من أي وقت، كفى إنها رأت فيه الملاذ والتجأت إليه في الوقت الذي كان ((زوجها)) مصدر شك وريبه.

كانت هواجسها الكاذبة تنبئها بوجود عيون تراقبها أينما كانت، حتى إنها أحست بمعرفة أحد ما بسرها العظيم الذي تخفيه عن الجميع.
هكذا كان شعور ماريا في كل مرة تسترق فيها الساعات لتكون معه، بيديه وبين أصابعه، گالدمية، هي راضية بكل ذلك وتفعله بطواعية كاملة، وتكتفي كونه بقربها بل هذا زائد عن حلمها أيضًا..

صعدت الدرج وهي تنظر حولها بتوجس، حتى وصلت أمام باب شقته الذي حفظت تفاصيله عن ظهر قلب، ضغطت على زر الجرس بأنامل مرتجفة وعيناها على الدرج صعوده وهبوطه، حتى انفتح الباب وظهر هو من خلفه ب طلتهِ التي تهز أنوثتها اهتزازًا، سحبها على غفلة لداخل الشُقة وردد: - أتأخرتي النهاردة، بقالي كتير مستني
ف عانقته بلا حياءٍ أو خجل، وهمست بصوت مشتاق وهي تضع نفسها في أحضانه: - وحشتني، كنت بعدّ الوقت لحد ما شوفتك.

قضت ليلها ب حيرة، ماذا يقصد رحيم من تلميحاته حول وجود شخص خائن قريب منها؟، هل يفقدها المحاوطين حتى لا تحتاج لسواه، أم إنه على حق؟
أيًا كان الجواب فهي أصبحت أكثر حذرًا من زي قبل، وتنظر للجميع بنظرات شك، حتى إنها لم تعد تثق بأيهم.

ومع أول ظهور للشمس كانت وتين تركض في موازاة كوبري أسفله نهر النيل، تضع سماعات الأذن وصوتها يكاد يفسد نظام أذنيها، وتركض بمجهود مفرط مقتنعة إنه سبيلها للتخلص من طاقتها السلبية.
وفي طريق عودتها وجدت كاميليا تتأهب لدخول العقار، فلحقت بها منادية: - كاميليا.

التفتت كاميليا نحوها ووقفت تنتظرها، بينما كان عقل وتين وكلمات رحيم تتردد أصدائها في مسامعها، ترى هل تكون كاميليا هي تلك العين التي ترصد تحركاتها! فهي الوحيدة التي تكون على علم بأدق التفاصيل التي تقولها، كانت عيون وتين تتطلع إليها بغرابة وهي تقترب منها، قلبها يعنفها ويكذبها، فكيف لها أن تشك لحظة في رفيقة دربها الوحيدة؟

ابتسمت وتين بسخرية من نفسها وهي تطرق رأسها متذكرة إنها لم تكن تحب أو تثق سوى ب نائل، ثم اكتشفت إنه سفير الشيطان، بل هو الشيطان بنفسه!
صافحتها كاميليا بحرارة وهي تسأل عن حالها: - سألت عليكي امبارح طنط قالتلي إنك نمتي لما رجعتي، عملتي إيه طمنيني؟
ارتكزت عينا وتين على عيناها و: - نائل كان هناك، جه واحنا قاعدين
- بجد!
بدا عليها الدهشة حقًا وهي تتابع: - عمل إيه لما شافكم؟
- أتجنن.

نظرت وتين لحالة ملابسها و: - تعالي معايا هطلع اغير الهدوم دي وننزل نروح أي مكان
— في مكان آخر —
كان نائل مهتم ب إرتداء ملابسه اليوم على أكمل وجه، دقيق في اختيار كل شئ، وعلى وجهه تعابير لو رأيتها ل أقسمت بوجود حياكة ما يقوم بها..
دلفت ثريا إليه وهي تتسائل: - شكلك وراك حاجه مهمه؟
- فعلًا
وترك فرشاة الشعر وهو يقول: - وتين هتيجي هنا النهاردة.

أحتقن وجه ثريا بالدماء وحدقت في وجه نائل وهي تقول باستهجان: - تيجي فين؟، أنا مش بطيق البت دي وما صدقت خلصت منها، طلقها قبل ما تاخد حكم خلع وخلصنا يانائل، إحنا وصلنا للي عايزينه خلاص
- تؤ
قالها نائل بإصرار عجيب وهو يبتسم ابتسامة سخيفة، ثم قال: - معلش، اعصري على نفسك شوية لمون ياماما
ثم نقل بصره نحوها و: - أنا هعرفها يعني إيه ترفع قضية خلع عليا أنا، واللي مشافتهوش مني كل الوقت ده دلوقتي هتشوفه.

وشرع بالخروج من الغرفة وهو يتمتم: - أنا هعرفك يعني إيه تخرجي مع راجل زي ده وانتي لسه على ذمتي، إما ربيتك! مبقاش أنا نائل حليم.

كان رحيم يخرج من بوابة منزله يتحدث بالهاتف الخاص به وهو في ذروة امتعاضه: - خلصني بقى يانبيل، أنا مش فاضي للروتينيات دي وورايا حجات كتير لسه هعملها
فتح باب السيارة بإنفعال وهو يتابع: - معرفش تعمل إيه، أتصرف، لو عايزين فلوس ويمشوها أديهم
ثم عاد يصفع الباب و: - أقفل دلوقتي أنا مش عارف اتكلم، سلام.

ودس هاتفه بجيبه الخلفي، ثم أخرج سجائره لينفس فيها، صدره يضيق عليه أكثر، وفكرة الانتظار تؤلمه، يريدها بأي طريقة وأي شكل وبأقصى سرعة، لا يوجد مسكن لآلامه تلك التي لا تفارقه، كان صفوت يتطلع إليه من مسافة تسمح له بالمراقبة جيدًا، وحينما رآه هكذا راح يتحدث إليه: - حالك اللي اتقلب ده مش عاجبني يارحيم
زفر رحيم وهو يدعس السيجارة بنعل حذائه و: - سيبني ياصفوت انا مش طايق كلام، سلام.

وهمّ يستقل سيارته واندفع بها في طريقه، طيفها يطارده بغير رحمة، ليتها لم تعود، ضعفها الذي يراه بها يجعل من يابس قلبه قطعة لينه تستطيع التحكم فيها، يتحمل ذلك بصعوبة شديدة، ويجتهد للبقاء على هذه الوتيرة الصلبة التي وجدته بها، فهي كانت قاسية بذلك القدر بمنظوره، كيف يفرط بأحزانها؟ وكيف يرسم هذا الجدار الخشن على وجهه حين رؤيتها وهي التي كانت بسمة تُرسم على ثغره ذات يوم، لا يدري.

ألهذا الحد وقع عاشقًا بها؟، ما هذه اللعنة التي تمسكت به رافضة تركه؟
لقد أصبحت مرضه وترياق العلاج في آنٍ، ماذا يفعل الآن، هل يذهب إليها؟، أم يستمر في معاملته وتجاهله ذلك؟!

كانت وتين قد فرغت من تبديل ملابسها متأهبة لمغادرة المنزل، لا تطيق جلوسًا في هذا البيت الذي يذكرها دومًا بخسارتها الفادحة، ومع أول فرصة تستطيع فيها الفرار والخروج من هنا تفعلها على الفور..
دلفت للخارج وهي تنظر في شاشة هاتفها، ثم رفعت عيناها عنه و: - كاميليا أنا ه...

قطع صوتها هذا القرع العنيف على باب شقتها، وقفت تنظر نحوه وهي ترى سوسن تفتحه، شهقت فجأة وهي تتراجع للخلف، ف اندفعت وتين ومن خلفها كاميليا، داليدا نحو الباب لاكتشاف سبب هذا الذعر..
لتجد وتين ثلاثة أفراد يرتدون زي الضباط الأبيض الرسمي، شملتهم بقلق وهي تتسائل: - أيوة!
فسألها أحدهم: - انتي وتين الصباغ؟
فتدخلت داليدا على الفور وهي تتقدم منهم: - في إيه حضرتك؟ عايزين إيه من وتين؟

فأعاد الضابط سؤاله وهو يشملهن: - هي مين فيكم؟
- أنا، خير!
قالتها وأطرافها ترتجف من فرط الذعر والقلق، ليجيب عليها الضابط وهو يشير إليها بالتحرك: - أتفضلي معانا
فصاحت بهم داليدا وهي تدفعها للخلف وتقف هي في مواجهتهم: - تيجي معاك فين؟!
هنا ظهر نائل من زاوية الباب حيث كان مختفي عن عيونهم قليلًا، بتلك الابتسامة الماكرة والنظرات الخبيثة رمقها، ونطق ب: - على بيت جوزها ياطنط، وتين هتيجي معايا بيتي.

فتدخل الضابط: - الأستاذ نائل جاي ياخد زوجته يامدام ومش من حقك تمنعي ده
أي حديث يصف أو يفي هذا المشهد بمشاعره سيكون بالكاد ناقصًا، لحظات مخيفة مرعبة مرت بها وتين وهي تتخيل نفسها تُساق مع هذا الذي خان عهدهم رغمًا عنها، لقد أقدم على الطريقة التي لن تستطيع الرفض بها، ووضعها أمام أمر واقع بصفتها زوجته الرسمية، ولن تستطيع أن تنسل منه بسهولة أبدًا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة