رواية ستعشقني رغما عنك للكاتبة ديما المصري الفصل التاسع عشر
انا لم ولن اكون مجرد وهم في حياتك
انا هي الحقيقة الوحيدة
وكل ما تبقى مجرد وجوه
تغطيها اقنعة البراءة
لهذا اتبع قلبك واغمض عينيك
فاذا بقيت تنظر الى الوهم
سوف تصدقه بالنهاية وتدمر حياتك.
أمضت هيلين ليلتها تلك وهي تراقب وسام الذي كان غارقاً في العمل حتى انها غطت في النوم وهي في مكانها على السرير وحاسوبها الشخصي مفتوح
اما وسام فقد انتهى من عمله ولكن قبل ان ينهض فتح درج المكتب العلوي فقد كانت يريد ان يأخذ بعض الاوراق المهمة منه وبينما كان يخرج تلك الاوراق رأي ذلك المفتاح حمله بيده وقال ما هذا هذه المرة الاولى التي ينسى فيها ابي مفتاح خزنته الخاصة.
نهض وسام من مكانه واقترب من تلك اللوحة المعلقة على الجدار لأول مرة يدفعه الفضول للتجسس على اشياء والده الخاصة حمل اللوحة ووضعها على الارض بحذر شديد ثم وضع المفتاح في مكانه الخاص واداره قليلا ثم ضغط على ارقام الخزنة التي يحفظها عن ظهر قلب لكنه لم يخبر احدا بذلك فتحت الخزنة كان هناك بعض الاموال والكثير من الاوراق ولكن الاهم كن صندوق خشبي يعرفه وسام جيدا منذ كان طفلا كان يشاهد هذا الصندوق مع والده ولكن لم يسمح له بلمس هذا الصندوق ومعرفة ما في داخله ابدا حمل وسام الصندوق وعاد الى مقعده وجلس على الكرسي وفتح الصندوق وداخله رأى صورة لطفلة مشوهة تأمل وسام صورة الطفلة وهو يبتسم ولكن عندما رأى لون عينيها شعر بالارتباك لذلك اخرج بقية الصور وهو ينظر اليها واحدة بعد الأخرى ومع كل صورة قلبه ينبض بعنف اكبر الشبه كبير ولولا التشوه لقال بأنهما واحد ولكنه توقف عند تلك الصورة صورة تخرج ورد من الجامعة فتح فمه بذهول وقال يا الله انهما شخص واحد نهض من مكانه وهو بحالة من عدم التصديق هل يعقل ان تكون هيلين وورد شخص واحد لكن لماذا غادرت بعد زواجنا ولماذا عادت بشكلها الجديد الى هنا وما هو سر اختفاء والدي ووالدتي المفاجئ هل يعقل انهم ارسلوها الى هنا لتوقع بي وتجعلني صريع هواها.
كان يدور في الغرفة وهناك اسئلة كثيرة تدور في رأسه ولا يملك لها اي اجوبة.
في صباح اليوم التالي نهضت هيلين من فراشها بتكاسل ونظرت حولها ثم نهضت من الفراش واغلقت حاسوبها ثم توجهت الى الحمام لتستحم قبل ان تبدأ بتجهيز نفسها من اجل حفل الزفاف
وحنان ايضا فعلت الامر نفسه وفي تمام الساعة الثامنة وصل فريق التجميل الذي ارسلته سيما الى غرفة هيلين
وايضا فريق اخر الى غرفة حنان
وفي تمام الساعة العاشرة انتهت الفتاتان من اعداد انفسهن وغادرن غرفهن وتوجهن الى الطابق السفلي.
كان ايمن ينتظرهن هناك وعندما رأى هيلين و هي تستعد للهبوط من اعلى الدرج حتى اخرج هاتفه وقام بتصويرها كانت تتلألأ بثوبها الاسود الطويل الذي يظهر جمال جسدها ورشاقته وكان شعرها مجعداً بطريقة رائعة وقد وضعت القليل من مساحيق التجميل والذي ضاعف من سحرها لون احمر الشفاه الذي اختارته
اختارت لوناَ احمراً فاقع جدا كانت جميلة جداً جداً.
اخفى ايمن هاتفه بسرعة قبل ان تراه هيلين وبعدها رحب بها وقال تبدين فاتنه سيدتي ابتسمت له وقالت وانت تبدوا جذاباٌ للغاية سيدي العزيز ثم اعتذرت منه واسرعت الى اليخت حيث تنتظرها سيما هناك
وعندما تأكد ايمن من ابتعادها عنه اخرج هاتفه وقام بنشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي و كتب ما يلي اليوم تتألق الانسة هيلين ماكواير في حفل زفاف احدى صديقاتها ونتمنى لها ولصديقتها السعادة الدائمة.
ثم اغلق هاتفه و على وجهه ابتسامة ماكره ولكنه سرعان ما تبدلت ملامح وجهه الى الذهول عندما رأى ملاكه تهبط الدرج ايضاُ كانت جميلة جداٌ بثوبها البنفسجي الذي يصل الى ما تحت الركبة بقليل وشعرها المرفوع الى الاعلى بتسريحة عصرية ومكياجها الهادئ لم يستطع الوقوف لذلك اسرع اليها واستقبلها بعناق وقبلة صغيرة على الجبين وهمس لها رائعة انت فاتنتي.
ابتسمت له بخجل وقالت وانت وسيم جدا حبيبي ثم امسك بيدها وتوجها معاٌ الى الشاطئ حيث سيقام الزفاف هناك.
كان شاطئ الجزيرة هو المكان المخصص لحفل الزفاف وامام الشاطئ بالتحديد نصبت قاعدة حديدية على شكل قنطرة مزينة بزهور الزنبق البيضاء وتحت هذه القنطرة وضعت الطاولة وكان القسيس المسئول عن الزواج الكنسي يقف هناك بانتظار العروسين.
كانت هناك طاولات ومقاعد في كل مكان وكل طاولة عليها انواع فاخرة من الاطعمة البحرية و المشروبات بكافة انواعها وايضا قاعدة ضخمة من اجل الرقص مع فرقة موسيقية واكثر من مطرب حضروا الى هناك من اجل احياء هذا لحفل
كان جلال هناك يتألق بحلته السوداء ومعه جاك الذي ارتدى حلة بنية اللون اما ايزابيلا فقد كانت فاتنه بثوبها الوردي القصير وشعرها المسدل بحرية.
وفي اليخت كانت سيما ترتدي ثوب الحوريات وتتزين بمكياجها الهادئ وشعرها المرفوع بطريقة جميلة وكانت هيلين معها
اما جورج فقد كان في الغرفة المجاورة لغرفة سيما وقد كان ايضاً يرتدي حلة سوداء ولكنه كان مشغولا مع مهندس الديكور الذي يشرف على تزيين الغرفة
وفي تمام الساعة الثانية عشر
خرج جورج من غرفته واستقبل سيما وكانت هيلين خلفهما تحمل بيدها سلة من الياسمين.
كانت هناك قاعدة خشبية مزينة بالورود تصل بين الشاطئ واليخت سار عليها العروسان وكانت زهور الياسمين ترش عليهما من كل الاتجاهات
سار جورج مع اميرته ووقفا تحت تلك القاعدة وهنا بدأ القسيس بمراسم ازواج الكنسي
كانت الفرقة الموسيقية تعزف لحناً رومانسياً جدا
وعندما انتهي القسيس من المراسم قال السيد والسيدة سميث اعلنكما زوجاً وزوجة يمكنك تقبيل العروس.
اقترب جورج من سيما وقال مبارك لك سيدة سميث ثم قبلها قبلة سريعة ووقف الاثنان من اجل تقبل التهاني.
في مكان اخر كانت سوزي تقف امام الشاطئ وكانت تتحدث مع رجل ما وقدمت له حقيبة وقالت اريد ان تكون الرصاصة في قلبه بشكل مباشر وعندها سوف اكمل لك المبلغ
قال الرجل بصوت خشن لك ذلك سيدتي ولكن في اي وقت تريدين مني ان انفذ العملية
نظرت سوزي حولها ثم ابتسمت في خبث وقالت بعد يومين وتحديداٌ في عيد ميلاده سوف تكون هذه الرصاصة هي اخر هدية اقدمها له ثم تركت الرجل وعادت الى منزل الشاطئ.
اما وسام فهو لم يستطع النوم وهو يفكر في هيلين التي هي ورد زوجته كيف تخدعه بهذه البساطة ولماذا فعلت ذلك من الاساس وهل والديه على علم بأمرها ام ماذا وهنا اخرج هاتفه وبدأ بالعبث به وبينما كانت يتصفح احد مواقع التواصل الاجتماعي رأها زوجته الفاتنة وهي تتألق بذلك الثوب الاسود ابتسم بخبث وقال لم يعد يهمني السبب في عودتك الى هنا باسم اخر المهم الان هو انك زوجتي ولن يتمكن احد في هذا العالم من ان يفرق بيننا ابدا وسوف تكونين لي عاجلا غير اجل يا زوجتي العزيزة ثم غط في نوم عميق.
اما في حفل الزفاف وبسبب فرق التوقيت بين سوريا وامريكا كانت الساعة لم تتجاوز الرابعة بعد الظهر بعد
كان الجميع بمن فيهم سيما وجورج في وسط قاعدة الرقص يرقصون على انغام كلاسيكية رومانسية وكانت سيما قد بدلت ثوب زفافها الطويل الى اخر قصير وهي ترقص مع جورج و كان ايمن يرقص مع حنان وجاك يرقص مع ايزابيلا وهيلين ترقص مع والدها والجميع سعداء.
وبعد هذه الرقصة حمل جورج سيما وودع الجميع وانطلق بها نحو اليخت حيث سوف يقضيان شهر العسل هناك في رحلة بحرية طويلة.
كانت سيما تعانق جورج خشية السقوط في الماء صعد بها على المنصة ثم قفز الى داخل اليخت وبعدها قام القبطان بفك الحبال وانطلق اليخت وقف جورج وسيما هناك وهما يلوحان بيديهما لهيلين وبقية الاصدقاء ثم دخل جورج الى تلك الغرفة نظرت سيما حولها وهي تبتسم كانت الغرفة مليئة بالأزهار الحمراء والشموع ايضاٌ وعلى السرير كان هناك قلب كبير مصنوع من الزهور وايضاَ البالونات الحمراء على شكل قلب تملأ المكان وهناك طاولة عليها الكثير من الاطعمة وايضاً الموسيقا الرومانسية المنبعثة من جهاز الستيريو الموجود في الغرفة.
قال جورج هامساً هل اعجبتك المفاجئة حبيبتي
نظرت الى وجهه وقالت انها رائعة جدا شكرا لك حبيبي
وهنا قبلها جورج وتوجه معها الى السرير حتى يجعل منها زوجتاً له قولاً وفعلاٌ.
اما على الشاطئ كانت هيلين تشعر بالاختناق فقد كان هناك شعور سيء قد سيطر عليها لا تعلم سببه لهذا اعتذرت من الجميع وعادت الى غرفتها ودخلت الى الحمام واستحمت بماء بارد ولكنها لم تهدئ ابدا لذلك تحدثت مع المطار وقامت بجز مقعد على اول طائرة مغادرة الى سوريا ولحسن حظها كان هناك مقعد في الطائرة التي ستقلع من المطار بعد ساعتين ارتدت ملابسها بسرعة وغادرت القصر وتوجهت الى المطار وتركت رسالة لوالدها تبلغه فيها بأنها مجبرة على العودة الى سوريا.
صعدت على متن الطائرة في اخر لحظة ونظرت الى ساعتها امامها عشر ساعات كاملة حتى تصل الى دمشق وعندما ستصل سوف يكون الوقت هناك في منتصف النهار تقريباً لذلك عليها ان تنام لكي ترتاح وتستطيع اكمال يومها هناك دون تعب لذلك طلبت حبوباً منومة من المضيفة وتناولت تلك الاقراص وغطت في نوم عميق.
وبعد منتصف الليل صعدت حنان الى غرفتها ولكن قبل ان تدخل الى هناك قررت ان تطمئن على هيلين اولا فهي لم ترها منذ ان صعدت الى غرفتها بعد مغادرة جورج وسيما وقفت امام باب الغرفة وطرقته بيدها ولكن احداٌ لم يجيب شعرت بالقلق عليها لهذا قامت بفتح الباب ولكنها لم تجد هيلين بل وجدت تلك الرسالة فقط.
ابتسمت وقالت ان ايمن على حق مهما كان في قلب الانسان من حقد وكره ولكن الحب هو الذي ينتصر بالنهاية وضعت الورقة على السرير كما كانت وعادت الى غرفتها وهي سعيدة لان صديقتها بدأت تستمع لقلبها اخيراً.
وفي مكان اخر بدأ وسام يتململ في فراشه ثم نهض ببطء وتوجه الى الحمام واغتسل وارتدى ملابسه وتوجه الى الشركة وهناك دخل الى مكتبه وبدأ بعمله وهو شارد الذهن بتلك الفاتنة بثوبها الاسود
عندما قطع شروده دقات خفيفة على باب المكتب نظر الى الباب ورسم على وجهه ابتسامة وقال ادخل
وفي تلك اللحظة دخلت هيلين الى مكتبه وهي تقول صباح الخير سيدي للوهلة الاولى لم يصدق ما تراه عينيه هل يعقل ان يكون قد اصابه الجنون.
ولكن صوتها قطع تفكيره وهي تقول سيد وسام هل انت بخير وهنا لم يعد يستطيع الجلوس اكثر اسرع اليها وعانقها بقوة وهو يقول كنت اعلم بأنك سوف تعودين الى هنا بسرعة لا تعلمين كم اشتقت لك حبيبتي
نظرت الى وجهه وقالت بتلعثم لكن انا لم احضر الى هنا ولكنه قطع كلامها بقبلة ساحقة جعلتها تحلق في عالم اخر من السعادة بعيداً عن اي الام او انتقام عالم لا يوجد فيه احد الا هي وهو .