قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل السابع والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل السابع والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل السابع والعشرون

تعافر وتتعب عشان توصل للى بتتمناه. ولما تقرب من الوصول تلاقى فرحتك ناقصة وانت حاطط ايدك على قلبك ونفسك تتم وتكمل.
دا كان احساس وائل وهو جالس امام عبد الرحيم في بيته يطلب ايدها رسمى. بس اللى كان مقوى قلبه وجود ياسين ومعاه ابنه الكبير سالم ينوبوا عن اهله اللى ماجوش معاه. ودى حاجة اكيد هاتقلق اهل العروسة.

ياسين وهو بيتكلم بثقة: - ها يا عبد الرحيم ياولدى. انا جولتلك على اللى فيها من الاول عشان تبجى كل حاجة على نور
عبد الرحيم بتشتت: - ماشى ياعم ياسين. انت كلامك على راسى طبعاً وانا اتشرف بيكم. بس يعنى لامؤاخذه في دى السؤال. هو عم سامح اللى هو والد وائل ايه سبب رفضه لينا؟
وائل بلع ريقه بتوتر واحراج وهو بينظر ل ياسين عشان ينقذه كالعادة. لكنه اتفاجأ لما لاقى الاجابة خرجت من ناحية سالم.

- هو مش رافض نسبك ياولدى. هو الحكاية بس انها جات معاه كده عنٌد مع ولده. عشان وائل كان معارض في خطوبة إخته من معتصم وواجفله فيها.
عبد الرحيم تنح لدقايق وهو ُبقه مفتوح وعيونه مبرقة وفي النهاية رد باندهاش: - بجى معتصم هايخطب اختك يا وائل؟ كيف ده يابوى؟ هو ابوك مش عارف تاريخه ولا تاريخ عيلته المحبوسين؟
وائل وهو بيتكلم بصعوبة من الاحراج: .

- طيب اعمل ايه بس؟ ما انا حاولت واعترضت. لكن والدى راسه ناشفة وماحدش يقدر يأثر عليه في اى قرار ياخده.
كمل ياسين على كلامه: - شوف يا عبد الرحيم من الناحية دى ماتجلجش. انا جولتلك من الاول انك هاتسلم اختك لراجل وان كان على اهله فاحنا اهله ياولدى ولا انت مش جابل بينا
- واه ياعم ياسين دا انتو تشرفوا بلد وجايتكم انت وعمى سالم على راسى والله.

قالها عبد الرحيم بامتنان وترحيب وضع الراحة بقلوبهم فرد عليه ياسين بلهفة: - طيب ياللا بجى ريحنا وخلينا نقرأ الفاتحة عشان الفرحة تكمل.
عبد الرحيم بابتسامة واسعة: - عنيا ياعم ياسين بس الاول تشربوا حاجة. الساجع يابت.
وفى شقة عاصم
بدور كانت بتاكل في قطع الفاكهة وهي قاعدة على سريرها مع البنات. نيره قاعده على طرف السرير جمبها و نهال قاعده على كرسى لوحدها بتلعب في الفون ومركزه معاهم.

- على كده انتى خلصتى جهازك يامحروسة؟
نيرة وهي رافعة طرف شفتها باستنكار: - ايه محروسة دى كمان ياست نهال؟ انتى بتتمهزجى عليا ياست الدكتورة ولا ايه؟
نهال بابتسامة مشاغبة: - انا اتمهزق! وبيكى انتى يا نيرة! لا طبعاً انا مش بمتهزق؟
نيرة وهي بتدوس بسنانها على شفتها من الغيظ: - لمى نفسك يا نهال. لاحسن ودينى لاربيكى
ولا اجوملك احسن.

بدور وهي بتمسكها من ايدها توقفها وهي بتضحك: - خلاص يا نيره ماتخديش عليها. انتى عارفاها عجلها صغير وبتحب تناغشك.
رفعت نيرة حاجبها وهي بتنظر ل نهال بتهديد: - لمى نفسك احسن. بدل ما اسلط عليكى اخويا الدكتور. وانتى عارفاه واصل لاخره منك وعلى شعره.
نهال بغيظ: - اه ياخبيثة وانا اللى كنت فاكراك طيبة. يابت هو انت اخوكى محتاج وصاية. دا هابه منه لوحدها. دا كفاية الوش الخشب اللى انا شايفاه منه اليومين دول.

بدور وهي بتزيح الطبق وتحطه عالكمود جمبها: - بصراحة هو عنده حج يا نهال انتى بجالك يومين معطلاه وهو عايز يرجع اشغاله.
نهال وهي بتمط بشفايفها: - طب اعملوا ايه ياعنى؟ ما انا جولتلوا. روح على عيادتك والمستشفى وانا هاجعد يومين اطمن فيهم على اختى وهاجى وراك.
نيرة بابتسامة مشاكسة
- طب ونعمله ايه بجى يامحروسة؟ وهو روحه معلجة بيكى ومش عايز يبعد عنك وعلى عن جنانك.

بدور كمان: - خلاص يا نهال اطمنى عليا وماتقلقيش. انا امى مرعيانى ومش مخلياني محتاجة حاجة. روحى صالحيه ياخيتى وارجع لجامعتك معاه.
نيرة اللتفتت ل بدور بحده: - وانتى يامحروسة. خفى شوية على عاصم. الواض هايتجنن وقرب يكلم نفسه. ايه ياماما؟ زعلك ده مش هايخلص؟
نهال بضحكة عالية: - بصراحة يا بدور انا الاول كنت متغاظه منه. لكن دلوك ابتديت اشفق عليه وبيصعب عليا صراحة.

نيره وهي بتشاور بايدها في الهوا: - ابتديتى! طب والنبى انتى تستاهلى اللى بيعملوا معاكى مدحت واللى لسه هايعملوا فيكى ان شاء الله.
وفى البيت الكبير صباح كانت قاعدة على نار وماصدقت لقيتهم داخلين عليها البيت فاستقبلتهم بلهفة: .
- ها عملتوا ايه؟ عبد الرحيم وافج ولا نشف راسه؟
قرب وائل وهو مبتسم يضمها ويبوسها على دماغها من غير ماينطق و ياسين هو اللى اتكفل بالرد وهو بيضحك.

- باركيلوا يا صباح. احنا قرينا الفاتحة واتفقنا على كل شئ.
- صح والنبى؟، الف مبروك ياحبيبى. ياحبيب ستك انت ياغالى
قالتها وهي بتشدد في حضنها منه وهو بيضحك ويرد عليها.
- الله يبارك فيكى ياست الكل ياقمر. ربنا يخليكى ليا يارب. لا وايه كمان اتفقنا ان الخطوبة الرسمى هاتبقى بعد بكره ان شاء يعنى اعملى حسابك هاتنزلى بكره معانا ننقى الدبل.
خرجت من حضنه وهي بتمسح بشالها على عيونها.

ياسين بشده: - لزوموا ايه الدموع دى بس يا صباح؟ هو انت فرحانة بالواض ولا زعلانة؟
صباح بقلة حيلة: - اعمل ايه بس؟ يعنى في الوجت اللى انا افرح فيه ب وائل. جلبى ياكلنى على اخته اللى خطوبتها النهارد وانا جاعده هنا وو...

ماقدرتش تكمل جملتها وهي بتحاول تمسح في دموعها اللى نزلت المرة دى بغزاره. اتنهد وائل وهو بيشدد على حضنها من تانى: - ومن سمعك بس ياستى؟ دا ربنا وحده اللى عالم بحالتى. وانا كان نفسى والدتى ووالدى وخواتى يفرحوا بيا.

ياسين وهو بيتكلم بانفعال وبيهز في دماغه: - خلاص يابوى انتوا جلبتوها كده ليه؟ هو احنا في فرح ولا في حزن؟ اسمع يا وائل اطلع انت بسرعة جهز نفسك وانتى يا صباح اللبسيلك حاجة زينة وانا هاتصل ب حربى ياخدكم بالعربية على مكان القاعه.
صباح بلهفة: - صحيح يابوى. ياعنى مش هاتزعل؟
- وازعل ليه بس يابتى؟ دا انا على عينى والله انها تعمل خطوبتها وناسها وعزوتها مش معاها. بس اعمل ايه بقى؟

قالها ياسين بصوت واطى وحزين اثر في وائل اللى كان بينظرله بجمود ولكنه رفع راسه فجأة: - انتوا لسه مااتحركتوش؟ ماتخلص انت وهي عشان تلحجوا توصلوا عالعشا. خلص يا وائل خلصى يا صباح.
اتحرك وائل بروتنيه وصباح اللى اتحركت بسرعه وقفت فجأة واللتفتت تانى ل ياسين: - صح نسيت اجولك يابوى. عاصم واض اخوى سالم جالك بدرى هنا سأل عليك. ولما جولتلوا انا على مشواركم. قالى انه هيستناك في الجنينه!

قاعد تحت العنبه في مكانهم المعتاد وعلى كنبة جده وهو بيشرب في السجاير وينفخ في الدخان. ينفس عن غضبه وغيظه. بينظر للزرع الاخضر بشرود مع نسماته العليلة اللى بتلفح وشه ولكنها مقدرتش تهدى اعصابه ولا تنسيه اللى بيفكر فيه وشاغل باله. اللتفت فجأة على صوت ياسين المتعجب: - واه يا عاصم! دى اول مرة اشوفك فيها بتدخن ياجزين!

رمى السيجارة من طرف صوابعه وهو بينهض عن الكنبة احتراماً لجده: - وشكلها مش هاتبجى اخر مرة. عاملتوا ايه في مشواركم ياجد؟
ياسين وهو بيقعد وبيشاور بايده: - طب اجعد اجعد. دا انت شكلك مانمتش من شهر. خبر ايه ياض مالك وايه اللى فيك؟
زفر بقوة وهو بيلم جلبيته وبيقعد تانى وبنظرة شك؟
- يعنى انت مش عارف ياجد؟ والله ما اصدق؟

ياسين وهو بينظرله بمكر: - واعرف منين؟ هو انا حد حكالى؟ دا حتى انت بجالك فترة ما بتجيش ولا باشوفك هنا!
مد براسه وهو مضيق عيونه: - ياجد بلاش تلعب عليا. انا واثق ومتاكد ان انت ورا كل اللى حاصل معايا.
استمر ياسين في تمثيله: - ياواض وانا هاعرف منين بس. انت جاى ترمى بلاك عليا.

غمض بعيونه بتعب قبل ما يرد باعصاب مشدودة: - حن عليك ياجدى. انا مش جادر اتلم على اعصابى ولا عارف اتحرك في بيتى وخزيان ما اكسف مرة عمى ولا عيال عمى وهما محتلين البيت.
رد عليه ملاوعه: - واه. انت كمان عايز تمشيهم وهما بيساعدوا بتهم ويراعوها. طب خلاص عاد خليها تروح بيت ابوها كده احسن مدام انت مش متحملهم.

عاصم خبط بكف ايده على جبهته بانفعال: - ابوس يدك ياجدى بلاش اسلوبك ده معايا. انا تعبت ومش متحمل والله. والله تعبت.
رد عليه وهو رافع حواجبه بخبث: - وطلباتك ايه بجى يا عاصم باشا؟ لأن انا بصراحة مش فاهمك ولا فاهم انت عايز ايه بالظبط؟
اتنهد بقوة وصوت عالى قبل مايجاوب بصوت واطى وتعبان: - ياجدى انا عايز اتلم على مرتى ولو دجايج. انا حتى مش لاجي فرصة اصالحها فيها. خليهم يخفوا شوية عليا ياجدى.

ياسين وهو بيرجع بضهره للكرسي: - ماشى يا عاصم انا هاريحك بس بشرط تصالح ولدى الاول بعد ما زعلته لما خدت بنته اللى هي مرتك من المستشفى من غير ماتجدر ابوها ولا تشوره!
فى بيت عبد الحميد
كان قاعد في غرفته بيتكلم في الفون بيتابع مع دكتور زميله حالة مريض وبيتناقشوا فيها. فجأه حس بالباب بيتفتح من غير استئذان. بيلتفت لقاها داخله بهدوء وابتسامة خجولة: - مساء الخير يامدحت.

نظر لها بغيظ وبعدها بعد بعنيه يكمل مكالمته من غير مايرد عليها.
اتقدمت لداخل الغرفة بهدوء وقعدت السرير خلفه تستنى انتهاء المكالمة.

استمر هو يناقش مع زميله بتركيز وتجاهل ليها. وهي عشان عارفة غلطها استكانت في مكانها تنتظره من غير حركة. ولما طالت المدة مسكت فونها تلعب فيه وتقلب على مواقع التواصل الاجتماعي لدرجة انها اندمجت في منشور دمه خفيف وقعدت تضحك عالتعليقات. ولكنها فجأة لقت الفون اتخطف منها. مالحقتش تشهق ولا تتخض حتى. لما شافت نظرته الحادة ليها. بلعت ريقها وسكتت وهو حول نظره للفون يشوف اللى كانت متابعاه فزمجر بغيظ.

- وعندك نفس ياباردة تتابعى منشورات تافهه زيك وتضحكى عليها كمان!
حاولت تتكلم بزوق وتمتص غضبه: - بجى انا تافهه يا مدحت؟ ماشى الله يسامحك. انا مش هارد عليك.
ثار عليها بعصبية: - لهو انتى ليكى عين تتكلمى كمان. بعد ما سيبتنى امبارح وصممتى تنامى تانى مع اختك.
كانت مغمضة عنيها وهي حاسة بانفاسه السخنه على وشها ونظراته الحادة بتخترقها. و بالعافيه خرج صوتها: - يااا مدحت ماانا جولتلك اختى زعلان...

قطعت كلامها فجأة لما لقته نزل عالسرير بركبته ومسك ايدها وهو بيتكلم بتحذير: - بلاش تكررى اسطوانتك البايخه دى تانى جدامى. انا عارف كويس انك بتعملى كده عشان تغيظى عاصم ولا انت فاكرانى غبى؟
قال الاَخيرة بصرخة وهي هزت بدمغها تنفى قبل ماترد عليه بابتسامة بسيطة: - لا والله ياحبيبي انا عمرى انا مجصديش. وان شالله يارب اموت لو فكرت فيك كده زى ما بتجول.

حست بملامحه اللى لانت رغم الجمود على راسمه فكملت بدلع وهي بتمسح بايدها عالتيشرت.
- حجك عليا ياقلبي لو كنت من غير ما اقصد زعلتك منى.
رد عليها بلهجة اخف من الاول: - شافانى عيل صغير جدامك وهاتضحكى عليا بكلمتين. ولا بحركة من حركاتك دى اللى انا عارفها كويس.
هزت دمغاها بابتسامة جميلة: - لا انت مش عيل صغير. انتى مدحت حبيبى اللى مهما اتعصب منى بيرجع ويحن تانى بسرعة.

اتعدل في قعدته عالسرير وهو بيتكلم بعتب: - وانت عارفة كده، وبتستغليه كويس جوى.
قربت منه تطبع بوسة خفيفه على خده: - حتى لو بستغلك برضوا هاتسمحنى.
نظرته اتغيرت وهو رافع حاجبه ليها بتعابير اختلفت جذرياً عن الاول، لكن خبطة قوية عالباب فوقته: - عمنا الدكتور. انت صاحى ياباشا؟
سب في سره قبل مايرد بزعيق: - بتخبط عالباب ليه؟ عايز ايه يازفت؟
ضحك رائف برزالة: - عايزك ياعسل في موضوع ضرورى. ممكن ياقلبى؟

وبداخل القاعة الكبيرة.

دخلت صباح وهي شابكة ايدها في دراع وائل. وهي مبهورة من فخامة القاعة ونظامها. اول حاجة لفتت نظرهم كانت نورا اللى كانت بشعرها ولا بسه فستان مبين نص دراعها ولكنها كانت جميلة وتخطف العين وبرغم انبهار جدتها بجمالها لكن سكينة دخلت في قلبها وهي شايفه معتصم وهو قاعد جمبها بغروره وعنجهيته ووالدها بيضحك ويرقص بجنان مع اخوها الصغير من غير مايراعى سنه. عيونها راحت عالمعازيم لقت بنتها نجلاء وهى بتشاور لهم بايدها بعد ما انتبهت لدخولهم، و اول اما وصلت عندهك اترمت في حضن والدتها.

- يااه ياامى أخيراً جيتى. دا انا كنت هاتجنن واشوفك. وحشتيني اوى.
صباح كانت بتحضنها والدموع في عنيها.
- وانا كمان يانور عينى وحشتينى اكتر. انا مقدرتش اسيبك ومحضرش.
خرجت من حضن والدتها وهي بتمسح في دموعها فزغدت ابنها بقيضة ايديها بابتسامة وتمنى: ، عقبالك انت كمان ياواض عشان افرح بجد بقى. دا انت البكرى واول فرحتى.
اتنحنح الاول وهو بيحاول يجلى صوته: - طيب خلاص بقى باركيلى وافرحى بجد عشان انا كمان خطبت!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة