قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الرابع والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الرابع والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الرابع والعشرون

احياناً بتحصل لخبطة في حياتنا ونحس بيها متأخر. لكن المهم بقى اننا نلحق نصلح. قبل ما اللخبطة تجر اخطاء كبيرة.

وقفت العربية قدام مبنى كبير في المحافظة بعد ماقطعت المسافة طويلة بعد خروجهم من البلد. نزل سامح الاول تنح شوية وهو بيتأمل العمارة الكبيرة والجديدة من مظهرها. وبعدها نزل براسه لشباك العربية يأمرهم وهما بالداخل: - ماتخرجى ياوليه. انتى محتاجة عزومة وانتى كمان يا نورا لابدة مطرحك ليه؟ ماتنزلى يابنتى وخلصينى.
نزلوا الاتنين وهما حاسين بتوهان.

نجلاء وهي بتنقل عيونها بين المبنى وبينه: - هو احنا هاندخل العمارة دى؟ طب هو احنا نعرف مين هنا اساساً عشان نزوره ولا ننزل عنده؟
زغر لها بعيونه وهو بينزل الشنط من العربية: - مالكيش دعوه. انتى تنفذى اوامرى وبس؟
نورا كمان وهي متعصبة: - الله ياولدى. يعنى نمشى معاك كده عميانى. من غير مانعرف وجهتنا.

بصوت هادى نسبياً مع ابتسامة خفيفة: - انتى بالذات ماتقلقيش ياعيون ابوكى. اصبرى كده شوية وانتى تفهمى. معايا ياسطى توصلى الشنط للدور الرابع.
قال الاخيرة باشارة لسواق التاكسي اللى اتطوع معاه وشال الشنط وعند الشقة المقصودة فتح سامح بمفتاح معاه كان في جيبه: - تعالى ياولية تعالى ياست البنات. ادخلى ياعيون ابوكى.
حالة من الذهول سيطرت عالاتنين وهما داخلين الشقة الفخمة وهي مفروشة وجاهزة.

بعد ماحاسب السواق سألته نجلاء بريبة: - هو في ايه؟ هي دى شقة مين بالظبط؟
رد عليها بلهجة تهكمية: - ايه ياحلوة؟ كنتى فاكرانى راجل قليل الحيلة عشان مقدر اهلك وقاعد عندهم يومين؟ لا فوقى ياما وادخلى اتفرجى كويس عالشقة اللى تفتح النفس وتبهج الروح و هنا في البندر مش الارياف وبيت جدك اللى عدى عليه مئات السنين.

نجلاء لسانها اتلجم من بجاحة جوزها لعدم تقديره لحسن الضيافة. وقفت مكانها وهي بتبلع الإهانة كعادتها بسكوت من غير ماترد.
اما عن نورا فكانت منبهرة بنظام الشقة وفخامتها فسألت والدها بفضول وعنيها رايحة على كل ركن وتفصيلة في الشقة: - طب واصحاب الشقة راحوا فين؟ ولا أنت أجرتها كام يوم على مانسافر،.

ابتسم بسماجة قبل وهو بيقعد على كرسى فخم ويوضع رجل على رجل: - خليها مفاجأة بقى ياعين ابوكى. وانتى ياولية ادخلى اعمليلنا اى حاجة من التلاجة اللى جوه دى.
نجلاء وعيونها وسع وشها: - وكمان التلاجة فيها اكل؟ دا انت كنت عامل حسابك بقى. والله ومفاجأتك كترت اوى يا سامح.
قالتها بصوت واطى وهي بتتحرك بخطواتها ناحية المطبخ وتطيع اومره.

وبداخل الغرفة الموجوده فيها بدور بالوحده الصحية نيره فضلت جمبها تسليها وتهزر معاها بعد مااطمنت عليها...
- ايه يا بدور يابت عمى معرفتيش نوع الجنين ايه؟
بدور وهي بتضحك بضعف: - يامجنونة هاعرف ازاى بس دا لسه يدوبك شهرين؟
نعمات بمناغشة: - سيبيها بدور دى حربى لحس عجلها وجننها اكتر ماهى مجنونة.

نيرة بتمثيل: - انا مجنونة يامرة عمى الله يسامحك. بس اقولك بصراحة هو حربى يجنن بلد. دا مرة تلاجيه هادى وزى العسل ومرة يبقى زى المجنون ويتخانق معايا على اتفه الأسباب. والله ماانا عارف دا وارثه من مين فيهم. عمى محسن ولا هدية مرته!
بدور من كتر الضحك بقت بتمسك بطنها و نعمات كمان ماكنتش قادرة توقف وهي بتكلمها: - الله يخرب مطنك يا نيره. والله لو سمعتك هدية لتجلب الدنيا. دى عجلها صغير اكتر من ولدها.

نيره وهي بتنفخ في نفسها: - ولا تقدر تعملى حاجة. دا انا لو سلطت عليها امى بس لتوريها النجوم في عز الضهر. هي معارفاش امى ياك!
نعمات بغمزه: - وانتى مالك بامك ولا امه يابت. انتى اهم حاجة عندك الواض. ضمناه في يدك ولا
نيره وشها ورد من تلميح نعمات وقبل ماترد عليها اتفاجأت بتعليق بدور الى خرج بصوت مجروح: - ماحدش في الدنيا دى مضمون ياما. والرجالة بالذات ملهمش امان!

عقدت نيره حواجبها من نبرتها و نعمات راح من صوتها الهزل وهي بتسألها: - طب ماتتكلمى يابتى وطلعى اللى في جلبك. خلينا حتى نفهم بدال ما انتى كاتمة كده في نفسك.
اتنهدت بأسى ومرديتش ترد على والدتها. وبعد ما كان ضحكهم واصل لخارج الغرفة اصبح الصمت هو اللى مسيطر. لكن دخول الدكتورة هو خرجهم من سكوتهم.
- مساء الخير ياجماعة. عاملة ايه دلوقتى ياقمر؟
نعمات في ردها للدكتورة.

- تعالى يادكتورة شوفيها وطمنينا عليها. عشان ناخدها بجى ونروح.
بعدت نيره بخطواتها شوية عنهم. وبمنتهى الهدوء طلبت رقمه!
وفى البيت الكبير رجع وائل من مشواره فلقى صباح وهي بتبكى لوحدها على عتبة البيت. قرب منها بهدوء: - بسم الله الرحمن الرحيم. مالك ياستى فيكى ايه؟ ولا ايه اللى حصل؟
صباح وهي بتمسح دموعها بشالها: - انت جيت ياولدى حمد الله على سلامتك ياحبيبى.

قعد جمبها على سلالم العتبة وهو بيسألها بريبة: - ياستى شكلك مايطمنش؟ هو في حد جراله حاجه؟ نورا وماما فين ولا يكون جدى هو اللى تعب؟
طبطبت بايديها على كتفه وهي بتقربه منها. باسته في خده قبل ماترد: - اطمن ياحبيبى مافيش حد فيهم جراله حاجة. بس ابوك خد امك واختك وخلاهم يلموا هدومهم معاهم.
انكمشت ملامح وائل وهو بيسالها بتعجب: - لموا هدومهم وخدهم فين يعنى؟ سافروا اسكندرية مثلاً ولا ايه بالظبط؟

لوحت بأيديها بقلة حيلة: - والله ياولدى ماعارفة. دا دخل علينا فجأة وهو بيصرخ ويجول لامك لمى هدومك انتى والعيال. سالم طردنى وياسين تبع ولده. تصدقها انت دى ياولدى.
ياسين اللى وصل عندهم فجأة: - ايه هي اللى يصدجها دى. وانتو قاعدين ليه كده عالعتبة انتوا الاتنين. من جلة الاماكن في البيت ولا الجنينة؟

وعودة للوحده وبداخل غرفتها قامت بدور تتسند على والدتها هي و نيره بعد ما صرحتلها الدكتورة بالخروج. الباب اتفتح فجأة ودخل عاصم: - انتى واقفة ليه؟ مش الدكتورة امرتلك بالراحة؟
ردت عليه وهي مكشرة وبنظرة حادة: - مش تخبط الاول، داخل كده من احم ولا دستور. يمكن حد فينا جاعد براسه!

ابتسم لها بمكر وعنيه بتنظر لها بتسلية: - الاوضة مافيهاش حد غريب. مرتى وام مرتى وبت عمى نيرة انا مربيها ومش غريبة عليا المهم انتى ليه واقفة على رجلك؟
- ياسلام!
قالتها باستنكار هي بتنظرله بتعجب. فاتدخلت نعمات وهي شايفه الجو مشحون: - احنا واجفناها عشان تتحرك على شوية لحد باب المستشفى. عمك راجح راح يجيب تاكسي الواض حمادة جيرانا وزمانه على وصول عشان يوصلنا لحد البيت.
- اااه، طب ثوانى كده.

قالها وهو بيقرب منهم لحد اما وقف قصادها. خرج حجاب كبير من خلف ضعره وامام عيونها المذهولة لفه على رأسها ودارى حتى وشها.
هنفت هي بصوت منزعج: - انت بتعمل ايه؟ بتحجبنى ولا بتكتم نفسى؟
زاح نيره جمبها من غير مايرد عليها وبخفة خاطب نعمات: - معلش بعدى انتى يامرة شوية.
- ابعد ليه ياولدى فيه ايه؟

قالتها نعمات مستغربة وهي لاقية نفسها بتنزاح عنها بخفة ومهارة. وقبل ما تنهره بدور ولا تزعق فيها. شهقت مخضوضة لما لقته رفعها عن الارض وشالها بين ايديه الاتنين. خبطته بقبضتها على صدره وهي بتصرخ فيه: - انت اتجننت يا عاصم؟ نزلنى احسن بدل ما اخلى ابويا يعملك فضيحة هنا؟

ابتسم لها بسماجة من غير مايرد لكنه التفت ل نعمات اللى هي كمان شهقت من المفاجأه: - معلش يامرة عمى. انا مرتى هاتريح في بيت جوزها. متنسيش تبلغى عمى.
قالها وخرج على طول من الاوضة وهو شايلها و بدور بتقاوم بضعف وبتزعق و نيره بتحاول تدارى ابتسامتها. نعمات خرجت وراه وهي بتحزره: - نزلها ياعاصم. عمك هايزعل وهايجلب الدنيا.

رد عليها وهو ماضى في طريقه من غير ما يلتفت: - مرتى ملزومه منى يامرة عمى. ودى حاجة ماتزعلش حد.
وعند باب الوحدة حربى كان واقف بعربيته. وهو فاتح الباب الخلفى. اللى دخل منه عاصم ودخل بدور عافية. عشان تمشى العربيه بعدها قدام نظرات الدهشة من نيرة اللى مقدرتش تخبى ضحكتها وسخط نعمات اللى كانت بتتوعد ل عاصم.

وبداخل البيت الكبير ياسين كان قاعد مسهم وهو بيحاول يستوعب الكلام اللى قالتوا صباح قدام وائل اللى مكتف ايديه الاتنين ويستمتع وبس. واخيراً نطق: - تصدقها يا وئل ان جدك يعملها ويطرد ابوك او حتى يسكت عن اهانته او طردوا من اى حد حتى لو كان ولدى؟
وائل هز بدماغه: - لا ياجدى طبعاً. انا عمرى ما اصدق الكلام ده عنك حتى لو اللى قايلوا والدى.

صباح بقلة حيلة: - طب هو ليه جال كده؟ دا دخل بشراره وناره وهو بيزعج بيصرخ بأعلى حسه ويجول سالم طردنى و ياسين سكت له.

اتنهد بصوت عالى قبل مايرد: - ياستى اللى حصل انه جانى في الجنينة وانا كنت جاعد مع راجح و سالم وفتح موضوع خطوبة نورا من معتصم والمصيبه كمان عايز يعمل الخطوبة هنا في بيتنا. طبعاً خواتك مااتحملوش الكلام ده وهو كمان ماجصرش معاهم وانتو عارفينه. سالم ولدى ما اتحملش فزعج عليه وجالوا لو هاتمشى وتعمل خطوبة يبجى بره بيتنا وانا بصراحة ماجدرتش ارد ولدى. دى حاجة فوق طاقتي يابوى.

وائل بتفهم: - هون عليك ياجدى انا عارف ومتاكد من كلامك. وطبعاً الحق معاك. بصراحة انا والدى بقى غريب وتصرفاته بقت اغرب.
صباح برجاء: - طب وبعدين انا جلجانة جوى. ونفسى اطمن عالبنته واعرف راح بيهم فين. سافر ولا نزل عند حد جريبه ولا ايه بس؟ ماهو كمان ماهينفعش ينزل عالبيت الجديم. دا زمانه بجى خرابة.
وائل وهو بيحاول يهديها: - اطمنى ياستى. انا هاتصل بيه واعرف هما فين بالظبط واطمنك بس انتى ماتقلقيش...

هم ياسين يرد عليه ولكنه اتفاجأ بدخول راجح وهو بيزعق: - اسمع يابوى جول لواض ولدك يلم نفسه ويرجع البت بدل ماارحلوا بيتوا على كده اخده منه.
ياسين وهو بينهض مخضوض: - واض ولدى مين؟ ويرجع بت مين؟ انا مش فاهم حاجة.
راجح بعصبية وصوت عالى: - الزفت عاصم يابوى. سابنى اروح انده لحمادة السواق وراح غفلنى وخطف البت من المستشفى. يرضيك كده يابوى.

ياسين وهو بيحاول يداري ابتسامته: - طب وفيها ايه ياولدى مش مرته. هو غريب عنيها يعنى؟
راجح بعصبية اكتر: - ماتجولش مرته. انا اساسا بتى كانت زمجانة عندى وزعلانة منه. يبجى يقدرني مش يروح يخطفها زى الحرامية. من الاَخر كده بتى لو مارجعتش من هنا للعشية هاروحلوا شقته واخدها منه غصب عنه.
صباح باندهاش: - هتاخدها غصب من جوزها وواض عمها. انت عايز تعملها فضيحة في البلد ياراجح.

راجح بقلة حيلة: - امال اعمل ايه بس يابت ابوى؟ طب انتى يرضيكى شغل الفتونة ده وعدم التقدير؟
هزت صباح دماغها بعدم رضا فطبطب ياسين على كتف ابنه بحنكه: - طب اجعد انت هدى نفسك وانا هاقولك تعمل ايه معاها ابن الفرطوس ده.
اتنهد راجح بصوت عالى وهو بينزل عالكنبة بتعب. قرب وائل وقعد جمبهم بحماس: - انا كمان عايز اسمع ياجدى. واشوف هاتربوا عاصم ازاى؟

وفى شقته كان قاعد جمبها بيتأمل فيها وهي نايمة بعد ما رجعت تانى لبيتها حتى لو كان غصب. ومدام رجعت يبقى هيلاقى حل ويصالحها. ان مكانش النهاردة يبقى بكره وان مكانش بكره يبقى بعده. ان شاء الله الفترة ماتطولش عن كده. اتقلبت في نومتها وفجأة فتحت عيونها لقته قدامها بيبتسم بحالمية. حس انها هاتبستم له ولكنها كشرت فجأة لما افتكرت فسالته بتجهم: - الساعه كام دلوك؟
رد عليها بابتسامة واسعة من غير ما ينظر لساعته.

- الساعة دلوك داخلة على 8 يامفترية. اربع ساعات وانتى نايمة. وسايبة حبيبك قاعد جمبك مستنى.
ما استجابتش لمناغشته وقامت بجزعها وهي بتسأل: - مجاتش امى تسال عليا ولا حتى ابويا جاه زعجلك هنا؟
اتعدل هو في قعدته يرد عليها: - وابوكى يزعج فيا ليه؟
اللتفتت له تنظر له بحده: - ايوه يزعجلك مش خاطفنى. وانت جبتنى هنا من غير رضى ابويا؟
قرب منها يخاطبها بترجى: - ايه يا بدور انتى مش ناوية ترضى عن حبيبك بجى؟
- بعد يدك.

قالتها بقسوة صدمته لما ايده بس لمستها.
- لدرجادى يابت عمى. انتى مش طايجة لمستى حتى.
بعدت بنظرها وماردتش زودت الغضب بداخله اكتر. فضلوا صامتين لدقايق لكن صوت جرس الباب هو اللى خرجه من شروده. شال الغطا من عليه: -ماشى يا بدور انا رايح اشوف مين عالباب وراجعلك تانى.
بعد خروجه من الغرفة وسماعها الاصوات اللى في الشقة استنتجت على طول هوية اللى دخلوا البيت. ضحكتها رجعت لوشها اول اما شافت اختها مقتحمة الغرفة.

- نهال!
فى ثانية كانت جمبها عالسرير وهي بتحضنها واكنهم متفرقين بقالهم سنين؟
- وحشتيني جوى ياخيتى.
- وانا اكتر والله. وحشتيني خالص يابدور البدور.
دخل مدحت بخطواته الرزينه مع عاصم: - حمد الله على سلامتك عاملة ايه دلوك يابدور؟
ردت عليه وهي لسة في حضن اختها بابتسامة اشتاق لرؤيتها عاصم قوى وفرحته على الرغم انها مش ليه؟
- الله يسلمك ياواض عمى. بس انتوا جيتوا البلد امتى؟ جيتكم دى فرحتنى جوى والله.

نهال بنظرة خبيثه: - لا وهاتفرحى اكتر لما تعرفى ان انا هابيت النهارده معاكى واجعد معاكى كام يوم تانى كمان لحد ماتشبعى.
مدحت باستنكار قدام نظرات عاصم اللى فاتح بقه مصدوم ومش عارف يرد بأيه: - بتجولى ايه ياحبيبتى؟ انتى هاتبيتى هنا على سرير اختك وجوزها!
نهال بتحدى: - وماباتش ليه مش واض عمى يعنى مش غريب. وانا اختى تعبانة وعايزه المراعية ولا ايه ياعاصم؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة