قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الحادي والخمسون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الحادي والخمسون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الحادي والخمسون

وقفت العربية قدام المستشفى بالظبط. نزل منها عاصم يفتح الباب لوالدته ومعاها نعمات حماته. بعدها لف حول العربية الناحية التانية يفتح الباب الامامي عشان ينزل مراته براحة: - خلي بالك يابدور.
ابتسمت بجمال وهي بتشد على ايده تسند عليها في الخروج من العربية. فتابع هو: - انا مش عارف بس كان لزموا ايه المشوار دا معاكي. ما كلها كام يوم ويخرج بالسلامة ويجي البلد.

- واه ياعاصم. احنا هانعيده من تاني حتى بعد ماوصلنا قدام المستشفى! ما انا جولتلك اني لايمكن اصبر اكتر من كده من غير ما اطمن بعنيا على عيال عمي الاتنين ونهال اختي كمان.
قالت والدته بمداعبة: - معلش يابتي اتحملي شوية. اصلوا خايف عليكي وعلى حملك.
قالت نعمات خلفهم وهما بيدخلوا الباب الرئيسي: - ولزموا ايه الخوف بس؟ دي العربية من باب البيت لباب المستشفى وهو بيسوق بالراحة.

دخلوا من الباب الرئيسي وهو بيشاور لهم بكف ايده: - تعالوا ياجماعة من الناحية الشمال عشان تطلعوا بالأسانسير. بس خدوا بالكم هما نص ساعة تطمنوا فيهم على وماشين على طول
قالت بدور بتذمر: - نص ساعة بس! دا كده مش هاقدر اقعد مع اختي نهائي على كده.
- خليها مرة تانية بابدور. انا عايز اوصل البلد قبل ماتغيب الشمس.

كورت شفايفها زي الاطفال تقول بضيق: - بس انا اختي وحشاني وكان نفسي اجعد معاها زين. طب نبيت النهاردة مع نهال بدل ما نروح متأخر.
قال بحزم وهو بيدوس على زرار الاسانسير: - وبعدين عاد يابدور؟ جولتلك مرة تانية هناجي ونبيت. لكن دلوكتي دماغي مش فاضيالك عاد.
نعمات وهي بتدخل خلفهم في الاسانسير: - اسمعي كلام جوزك يابدور. والجيات اكتر من الريحات.
تمتمت سميحة بصوت واطي مع نفسها.

- ياخوفي لتكون بتدبر لنصيبة مع جدك. حكم انا عارفة عم ياسين. مايسكتش عن حقه ولا حق عياله واصل.
نهال وهي ماسكة الطبق في أيد والأيد التانية بتأكل بيها مدحت. وهو متكئ بضهره على وسادة مريحة على سريره الطبي بنص نومة. لكنه كان بيزيح الأكل بأيديه: - كفاية يانهال. ياحبيبتى شبعت كفاية بجى.
قالت بتذمر: - كفاية دا ايه؟ هو انت لحجت تاكل اساساً؟ خد دي مني وماتتعبش قلبي.

زاح بأيديه من تاني: - اسمعي الكلام يانهال. انا ماعنديش حيل للمناهتة معاكي الله يرضى عنك.
مالت عليه تحاول بدلع: - طب عشان خاطري. كمل الطبق الصغير وكفاية.
رفع لها حاجبه بابتسامة: - مابلاش الدلع دلوك بالذات. انا تعبان اه لكن برضوا مشتاااق وعلى اَخري.
ابتسمت تقول ببراءة وهي بتلعب في الطبق: - وبلاش ليه بجى؟ ايه اللى هايحصل يعني؟
مسكها من ايدها فجأة يقربها منه يقول رغم تعبه: - عايزة تعرفي؟!

ضحكت وهي بترفع نفسها عنه: - لا انا كده اطمنت عليك. مدام رجعت لأسلوبك القديم من تاني.
هم يرد عليها لكن وقفه خبطة فوق الباب. قبل ماتدخل صاحبتها وترن خطوتها بكعبها العالي: - صباح الخير. انا جيت في وقت غير مناسب ولا ايه؟
نهال وشها اتقلب وهي بترجع للخلف شوية وترد التحية بصوت واطي. اما مدحت فجاوب عليها بابتسامة رزينة: - صباح الخير يامها.
قالت بابتسامة: - اخبارك ايه النهاردة بقى يادكتور؟

ماقعدتش كتير. لكن الدقايق اللى قعدتها كانت كفيلة جداً انها تحرق قلب نهال وهي شايفاها بتتكلم مع مدحت بأريحية وهو بيرد بمنتهى الذوق معاها. دون مراعاة لشعورها. بمجرد مامشت اتفاجأت بنظرة مدحت وهو بيشاور لها بايده
- تعالي هنا جمبي بعدتي ليه؟
نفخت الاول قبل ماتقعد بجواره على طرف السرير بوجه عابس. رفع دقنها بطرف صوابعه يسألها: - كنتي مكشرة ليه ومها واجفة؟ دي برضوا معاملة تنفع مع دكتورة زميلة جوزك!

برقت بعيونها وكان نفسها تنفجر بكلام صعب عن الصور. لكنها فضلت السكوت مراعاةً لمرضه. فجاوبت باقتضاب: - ولا حاجة ياسيدى. بس انا مبحبهاش وخلاص.
مكانش محتاج توضيح منها عشان يفهم. فقال بجدية: - حتى لو قولتلك ان مها دي الايام اللى فاتت وجفت معايا اكتر من اي صاحب راجل؟

صمتت لكن نظرتلوا باستفسار. فتابع هو: - ايوة يانهال صدقي. جوزك من عشر تيام فاتوا كان بيعمل عملية صغيرة لطفل. بس حدثت مشكلة وجت العملية وكان الولد هايروح فيها. انهيت انا العملية بمنتهى الصعوبة وفضلت ايام على اعصابي قبال الولد اللى حالته ساءت بعد العملية، ولولا وجفة مها معايا في الاعتناء بالولد وبذل مجهود خرافي عشان ربنا يقومه بالسلامة. كان جوزك الدكتور زمانه بيتحاسب دلوك بتهمة خطأ طبي.

قالت وهي بترتجف: - يعني الصور اللى فاتت كانت وانتو...
كمل جملتها: - ايييييوه. كانت واحنا بنتناقش عن حالة الولد. انا منكرش اني كنت جريب منها الفترة اللي فاتت. بس اديكي عرفتي السبب.
شهقت تبكي وهي واضعة ايدها على بوقها: - يعني هي وجفت جمبك وانا كنت بكل جسوة بضغط عليك وازود همومك.

بكف ايده كان بيمسح على دراعها يهديها: - خلاص يانهال انسي. انا بس كنت عايزك تتأكدي ان مافيش حاجة بيني وبين مها. وان كان على حب زمان. فحبك انتي شال حبها من قلبي ومسحه بأستيكة كمان. لكن تفضل بس الزمالة والصداقة.

شهقت اكتر ترمي نفسها في حضنه وتبكي بندم. ظل لحظات بكف ايده على ضهرها يهديها. لكنها شهقت فجأة تخرج من حضنه كأنها ملسوعة لما حست بتجاوز لمساته. بابتسامة ماكرة قال: - ايه؟ انا جايلك من الاول اني مشتااق؟
من غير ماتدرى ضحكت بصوت عالي. ضحكتها المعروفة. شدد هو على كفها يكتم ضحكته كالعادة: - وطي صوتك احنا في مستشفى هاتفضحينا!

وفي الدور الرابع الموجود فيها غرفة رائف. كان نايم على سريره الطبي وجذعه مكشوف. مربط حول صدره مكان الاصابة بلأربطة الطبية. والدته كانت جالسة بجواره على مقعد بجواره وياسين وابنه عبد الحميد واخوه محسن ومعاهم نيرة على مقاعد جلد في الناحية التانية من الغرفة. فتح الباب فجأة عاصم يستئذن للدخول وهو رافع ايده: - السلام عليكم.
دخل الغرفة وخلفه المجموعة. يطمنوا على رائف ويسلموا على الموجودين.

رفع راسه رائف يهزر رغم تعبه: - واه واه. دي البرنسيسة بدور حضرت كمان ياجدعان! لا دا انا كده اتغر بجى.
قربت منه ترد بابتسامة: - عشان تعرف بس غلاوتك الكبيرة عندينا يابشمهندس رائف.
قال بتشكك: - غلاوتي انا برضوا يابت ولا غلاوة جوز اختك.
شهقت بدور وهي بتضحك: - يامراري عليك يارائف. انت مافيش فايدة فيك واصل. حتى وانت عيان برضك مناكف!

راضية وهي بتخبط كف على كف بقلة حيلة: - اهو على الحال دا يابتي مع اي حد يدخله. لما هايجيب لنفسه الكافية؟
سميحة بجدية: - لا يارائف. بلاش الخفة دي وخلي بالك من حديتك. لاحسن حد يديك عين ياولدي.
قعد يضحك من اسلوبهم وهو بينظر لعاصم اللى اتدخل معاهم بتعليق: - الله يخرب مطنك ياشيخ. هاتفضل طول عمرك عقلك صغير.
قالت نعمات بابستامة: - خلاص ياراضية ماتدقيش. هو الواض عايز يطمنك عليه.

باسته راضية على دماغه: - شالله يارب ماشوف فيه ولا في اخوه اي حاجة عفشة تاني. دا انا نادرة لاشتري عجل واوزع لحمته على الغلابة.
رد على كلامها ياسين: - هو ده الكلام الصح ياراضية. شدي حيلك انتي وجوزك. وانا هاعطيكم اسماء الناس الفقيرة في بلدنا واللى تجوز عليهم الصدقة صح.
سألت بدور بهزار: - طب يعني يامتأخذونيش. انا شايفاكم كلكم قاعدين جمب رائف. والدكتور جوز اختي مش برضوا عيان عشان تشوفوه وتراعوه.

ردت عليها نيره: - الدكتور جوز اختك يااختي مستكفي بالمحروسة مرته ومش عايز حد فينا. عايزها هي بس تجعد لابدة جمبه.
ضحكوا كلهم على هزار نيرة. قبل مايخرج عاصم من الغرفة ويتفاجأ بزيارة سراج ومجموعة من افراد عيلته. بحجة تأدية الواجب.

بعد لحظات. كان واقف ياسين وولاده وحفيده عاصم امام غرفة رائف. اتقدم نحوهم سراج فتوح في المقدمة وخلفه مجموعة من عيلته رجالة كبيرة بعمم وجلاليب نضيفة تصلح واجهة يدخل بيها في المناسبات الذي دي. مد كفه لياسين وهو بيبتسم بدبلوماسية: - ازيك حضرتك ياحج ياسين؟

ياسين كان بينظرلوا بغموض من غير ما يكلف نفسه عناء رفع ايده للمصافحة. رجع سراج بكفه الممدودة يمسح على شعره باحراج شديد قدام افراد عيلته وهو بيحاول يتمالك اعصابه: - دا برضوا كلام ياعم ياسين. دا انا جاي ومادد ايدي بالسلام. بس انا برضوا عاذرك. دا ابن ابنك برضوا. لكن يعلم ربنا وشاهد اني معرفش اي حاجة عن الخناقة دي من الاساس. واللى ضرب رائف اكيد هاعرفه وهحاسبه. حتى لو كان من عيلتي.

خرج ياسين من صمته يسأله باقتضاب: - انت عايز ايه؟
رد عليه راجل من خلفه بتعصب: - خبر ايه ياراجل انت؟ ماترد زين على الباشا النائب اللى عبرك وجايب كبارت العيلة عشان ياخد بخاطرك.
نظر ياسين للراجل بهدوء قبل ماينتقل لسراج ويقول بحزم: - لم كباراتك واطلع على طول من الباب إللى دخلت منه. انا مش جابلك تاخد بخاطري ولا قابل اسلم عليك حتى.

شعر سراج وكان جردل مية ساقعة سقط على دماغه. وجهه بقى شديد الاحمرار وهو بيغلي من الغضب وافراد عيلته بيشتموا ويسبوا في ياسين اللى واقف بثبات هو وولاده من غير ماتهتز منهم شعرة.
لم المتبقي من كرامته وهو بيزعق على مجموعته: - بينا يارجالة. اصل دي ناس ماتستهلش التعبير.
بعد ما مشيوا بغضبهم قرب ياسين من عاصم يهمس في ودنه: - ايه الاخبار؟

رد عاصم كمان بهمس: - اطمن ياجدي. حربي مراقب الاتنين. والنهارده بأذن الله هانخلص!
خبطت على الباب قبل ماتفتح وتطل بدماغها وعلى وجهها ابتسامة جميلة.
- مساء الخييييير.
ابتسمت لها راضية مع رائف وهي بتكلمها: - مساء الخير يامرة الغالي. واجفة ليه مكانك على الباب؟ ماتدخلي.
دخلت براحة وهي بتدور بعيونها على باقي الغرفة: - في حد من عمامي الرجالة ولاجدي لسة موجود في الغرفة؟

رد عليها رائف بمشاكسة: - سلامة الشوف يادكتورة. عمامك وجدك كلهم روحوا مع عاصم. اللى سحب الجميع ولا اكنه خايف يتأخر على ماتش الكورة.
قربت منه تهزر بعفرتة: - هاتفضل على طول كده دامك خفيف يارائف وظريف.
سأل بريبة: - مالك يابت؟ شكلك مايطمنش.
سحبت الملاية تغطي جذعه وتقول بخبث.
- اصل شكلك وانت مكشوف كده مايسرش ولا يفرح وهايحرج الضيوف.
- ضيوف مين؟
من غير ماتجاوبه ندهت بصوت عالي: - تعالوا اتفضلوا ياجماعة.

شعر رائف بقلبه هايوقف من الفرحة وهو شايف نوها داخلة من الباب وخلفها بثينة بتزقها. عيونها في الارض وبتمشي بخطوات بطيئه من الكسوف. خرج صوتها بالعافية: - السلام عليكم.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قالها بارتياح وابتسامة بعرض وشه. قربت منهم راضية ترحب بيهم وهي بتبوسهم في خدودهم.
- يااهلا ياحبايبي. منورين يابنات.
تمتم بصوت واطي: - يابختك ياما.
زغدته نهال بخفة: - بطل جلة ادب.

قالت نوها بتوتر: - اصل احنا كنا هنا في زيارة لواحدة صاحبتنا من الدفعة وجولنا نيجي بالمرة نطمن على الاستاذ رائف.
شعر بسماع اسمه وهو خارج منهة بهمس وكأنه مزيكا. اطربت ودانه. فقال بمكر: - طب اشكرولي صاحبتكم والنبي. اصلها تستاهل كل خير.
اتكسفت اكتر ولسانها اتعقد عن الرد وهي حاسة بنظراته المسلطة عليها رغم هزار بثينة مع نهال ووالدته راضية.
اتنهد بصوت واطي وهو بيتمتم مع نفسه: - ياريتني اطخيت من زمان!

بداخل بيت قديم ومنطقة تقريباً اتهجرت من معظم السكان. معتصم كان منكفي على ركبتيه ينظر بتفحص في عمق حفرة كبيرة. اتحفرت بايد رجالته في رحلة البحث عن كنز اثري جديد.
- طب احنا كده فاضل كتير على ماتوصل؟
رد سامح على سؤاله وهو واقف من خلفه: - الشيخ مدبولي اكد اننا قربنا خلاص.

رفع نفسه عن الارض ينفض التراب عن ايده وجلابيته: - طب خلي بالك ياعم سامح مع الرجالة وخليهم يشدوا حيلهم. مش عايزين نعوج في الحفر. عشان مانلفتش الانظار.
اشار بسبابته على وجهه: - من عيوني ياجوز بنتي ياغالي. بس المرة دي بقى انا عايزك تزودني وتديني حقي اللى كالته عليا المرة اللى فاتت.

عوج معتصم بشفته وهم يرد عليه لكن وقفه زن الفون اللى كان بيرن باتصال مهم. فتح عليه فاتفاجأ بزعيق سراج: - هو فاكر نفسه مين عشان يكسفني انا نائب الدايرة. دا انا برجلي افعصه هو وكل اللى يتشددلوا. الراجل الكهنة دا كمان.
رد معتصم بتعجب: - براحة سراج بيه وفهمني. تقصد مين بكلامك ده؟
- اقصد الزفت الراجل اللى اسمه ياسين. ودا تطلعلي من اي داهية دا كمان؟ هو انا كنت ناقصه هو ولا احفاده.

صوت انفاسه الخشنة كانت بتخترق ودان معتصم وهو بيحاول بهدوء: - بس انت فهمني. ايه اللى حصل بالظبط مع ياسين؟
- الراجل ارحلوا بعزوتي عشان اراضيه. يقوم يطردنا ويقول مش قابل حد منكم. دا اتجنن دا ولا ايه؟
رد معتصم بجمود: - انا جولتلك من الاول ياسعادة الباشا. ياسين مش هين. بس انت ماصدجتنيش.

وصله صوت سراج وهو فاقد اعصابه: - تقولي ولا ماتقوليش. انا مش اي حد هنا في البلد دي. وحياة امي لا اعرفه مقامه واعرفه انا مين؟
بعد انتهاء المكالمة. نظر معتصم في الفراغ امامه وهو بيكلم نفسه: - فات النهاردة اربع تيام على ضربة رائف وياسين ولا اي فرد من عياله. حد سمعلهم حس. ياترى بتدبر لأيه يا ياسين؟!

اسماعيل. احد العناصر المهمة في حاشية سراج واللى بتساعده في اي مصلحة تحتاج التعامل ببلطحة وعنف. كان سايق الموتوسيكل بتاعه وراجع قريب الساعة 12 بالليل من سهرة مع اصحابه. ولأنه مشبوه ودايماً ملاحق. بيفضل دايماً يسير في الطريق الزراعي ويتجنب الطريق الرئيسي عشان مايتفجأش بلجنة توقفه ولا يسحبوه في قضية من سلسلة القضايا اللى له دخل فيها. اتفجأ اسماعيل بعربية كبيرة سادة الطريق بالعرض. وقف المكنة وهو بيشتم: - انت يااخينا يامسطول انت. اتحرك بالعربية ووسع سكة عشان اعدي. انت يازفت.

صرخ الاخيرة وهو بينزل بتعصب من على مكنته لما ملاقاش رد. خرج سلاحه وراح يخبط على ازاز العربية بعنف. بعد ما شاف السواق نايم ومتلحف بملاية مداربة حتى وجهه: - وكمان نايم ومتغطي يابارد. اصحى ياض.
- اسماعيل
التف على الصوت اللى اتاه من الخلف. فاتفاجأ بوجه عاصم امامه قبل مايتوه عن الدنيا بخبطة روسية شديدة. افقدته الوعي.
بعدها بساعة.

فاق اسماعيل على ريحة عطر شديد. فتح عيونه لقى نفسه متربط ايد ورجلين. وامام نار مشتعلة في وسط ضلمة وفراغ كبير واكنه صحرا. ومن خلف النار لمح اقدام لشخصين رفع عيونه لقاهم حربي وعاصم بهيئة ماتبشرس بأي خير. صرخ مخضوض: - انتوا جايبني هنا ليه؟ ومربطيني يديا ورجليا اتنين كمان ليه؟ انتوا عايزين مني ايه بالظبط؟
نفخ عاصم دخان سيجارته قبل مايجاوب بسؤال: - يعني انت مش عارف احنا جايبنك هنا ليه؟

كمل على كلامه حربي: - ولا هتعمل فيها عبيط ومش فاهم؟
صرخ برعب: - لو كنتوا جايبني عشان موضوع رائف. فانا مستعد احلف لكم. اني ماليش صالح ولا اي دخل بالموضوع ده.
قرب منه حربي بشر: - امال مين اللي ليه دخل ياض؟ ومين اللي وزكم على ارض زاهر ياض؟
قال بتخاذل: - احنا ماحدش وزنا. دي ارض واض عمنا وكبيرنا. يعني نسيبها للناس الغريبة تبرطع فيها وتاكل من خيرها.

من غير كلام. دلق عاصم جردل كبير وطفى النار اللى كانت منورة المكان قبل ماينده على حربي بعملية: - ياللا ياحربي بينا. انا كنت عارفه من الاول انه هيلاوعنا. سيبه وتعالى ياعم بلا وجع مخ.

زعق عليهم بتهديد يداري خوفه وهو شايفهم هايدخلوا العربية ويسيبوه مطرحه في وسط الضلمة وجو الصحرا المخيف: - انتوا هاتسيبوني وتمشوا صح؟ دا كان ناسي يولعوا في عيلتكم والبلد كلها. دا احنا معانا نايب هايقلب الارض عليا ويخرب بيوتكم.

رد عليه عاصم بابتسامة: - اسماعيل ياحبيبي. انت في وسط صحرا. واقرب مكان للعمار عشان توصلوا. قدامك مسافة يومين. دا اذا نجيت من الديابة ووحوش الصحرا واذا عرفت تفك نفسك قبلها. نشوف وشك بخير ياغالي. احنا يدوبك كده نوصل بعربيتنا البلد على صلاة الفجر. سلام ياحبيبى.

ركبوا العربية واتحركوا فجأة وهو بيصرخ عليهم يرجعوا. فضل لحظات يصرخ في الصحرا والضلمة وهو شايف مصيره. بين سنان ديب. وقلبه هايتخلع من الخوف. لدرجة انه بقى يبكى كالاطفال. رجعت العربية فجأة فكلمه عاصم من شباك العربية: - هااا فكرت في كلامنا ولا نسيبك لمصيرك احسن؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة