قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري الفصل السابع والثلاثون

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

رواية زواج مع سبق الإصرار للكاتبة سلمى المصري

الفصل السابع والثلاثون

لتقف لبنى من قوة الدهشة لتقول:غمر
ليبتسم ابتسامته الساحرة ويجلس بجانب جدته بهدوء
وتجلس وسط ابيها وامها وقد احمرت وجنتيها
خجلا ودقات قلبها تتزايد يكاد قلبها يخرج من مكانه
غمر هنا وفي بيتي ويتقدم لخطبتي هل انا احلم ثم تحول احمرار وجهها إلى وجوم ووجه خالي من أي تعبير عندما تذكرت كيف خداعها تذكرت كل شئ في ذاك اليوم المشئوم تلألات الدموع بعينها عاصيه عن النزول
كان يراقبها بهدوء يعلم كل شئ تفكر فيه فما حدث لم يكن أمرا هين فكان أمر يرفضه اي عقل فما بال تلك الملاك ملاكه الصغير الذي تربع على عرش قلبه
وبعد دقائق عده وكلمات المراسم الرسميه التي تقال في تلك المواقف قام كل من عادل نور وردة ليتحدثوا قليلا
ترك عادل الباب مفتوح وجلس بمكان يسمح له برؤيتهم
اقترب غمر وجلس بالاريكة المجاوره لذاك المقعد الذي تجلس عليه ظلت تنظر إلى الأرض لاتشعر بشئ سوا صوت أنفاسه ورائحة عطره التي كانت تعشقها توترت أكثر عندما اقترب منها غمر


غمر بحزن دفين يطغى عليه الهدوء: انا عارف انتي بتفكري في ايه دلوقت وعارف اني مجرد ماشوفتني افتكرتي كل حاجه وأولها يوم
أبت الحروف أن تخرج من فم غمر كيف يقول لها يوم عقد قرآني على أخرى غيرك
لتنزل احد دموعها المحبوسة بهدوء وتنظر له نظره جعلته يتمنى أن تكون حلاله في هذه لحظه حتى يتمكن من تكون بين أحضانه ليعوضها عن ذاك الحزن الذي يجوب بكل عيناها
لبنى بصوت مهزوم: يوم كتب كتابك على غيري ياغمر
اطرق راسه للحظات لا يستطيع النظر لها لم يطيق تلك النظرة.
نظرتها له بخيبة الآمل منه
رافع راسه بهدوء: صدقني كانت لعبه وللأسف وقعت فيها من غير مااحس بس يمكن اللعبه دي عرفتني قيمتك وانك غاليه عندي اوي يالبني وقربتني من ربنا علشان أجي النهارده وتبقى حلالي
لبنى متجاهله لكلامه: قولي ياغمر ازاي قدرت تبقى بتخدع واحده وانت خاطب غيرها لا وتكمل وتكتب كتابك من غير حتى ماتقولها وكأنها نكره في حياتك
غمر: والله كنت هقولك
لبنى بغضب: امتى ياغمر بعد ماخطبت وكتبت طيب تمام لو مكنتش حضرت الفرح كنت هتفضل مخبي لحد امتى طيب لما تيجي وتقولي يالبني حصل كذا وكذا كنت متوقع رد فعل مني ايه هقولك اه وماله ويلا نكمل وعادي كدا

غمر بحزن: صدقني كان غصبا عني يوم ماقررت أواجه الكل بحبك حصل مشكلة وكان فيها سمعة عمي وبنته وقسما بربي لما ستي قالتلي هتخطبها وقفت قدامها وقولتلها انه مش هيحصل لحد ماعمي عاصم جالي وقالي انها هتبقى خطوبة قدام الناس بس وقالي انها كام شهر مكنتش عارف اقولك ازاي وقولت هتفهم غلط اكيد في نفس الوقت لما اشرح ليها اني يخص سمعة عمي وبنته اكيد هتسامحني لأنك بنت زيها وفاهمة يعني ايه سمعة بنت
لبنى بتنهيده: طيب على فرض كنت فضلت مشعارفه وانت جيت قولتلي كنت هعديها ليك كدا
غمر بخفوت: كنت عارف انك هتعاقبني يالبني واللي كان مخلني تعبان اني كنت خايف لتسبني وتبعدي وحصل
لبنى هاتفه بغضب: حصل امتى لما عملت ايه تاني ياغمر
غمر بحزن: والله كان غصبا عني يالبني انتي عارفه اني لو كان الأمر فاايدي مكنتش هعمل كدا ابدا اول ماخلصت من الموضوع ده اول واحده وقفت قدامها ستي اللي مهما اعمل ليها في حياتي مش هوفي جميلها عليا ومع ذلك وقفت قدامها وقولت اني حتى لو هخسر كل حاجه هخسرها علشانك

اغمضت عيناها وتذكرت كلام نور بالمشفي عندما صرحت لها بذلك
لبنى بحزم وتمرد: وانت جاي النهارده ليه بقى
غمر بااستنكار: يعني أيه جاي ليه جاي علشان اتجوزك يالبنى وتبقى حلالي
لبنى بهدوء: اه وفي خيالك بقى اني هوافق بعد كل اللي حصل
غمر وقد بدأ يثور: قولتك اني اللي حصل مكنش باايدي
لتقول هي بتحدي: بس خيبت وكدبت عليا وبمزاجك
لتهدا ثورته ويقول بتردد: كنت خايف عليكي كنتي بتمتحني
لبنى باابتسامه ساخرة: وساعة الخطوبة

غمر بااستنكار وغضب: عايزه توصلي لأيه يالبنى
لتبتسم لبنى ابتسامة هادئة وتتمتلي عيناها بالتمرد: طلبك مرفوض يااستاذ غمر وحتى لو وفقت في يوم من الايام اكيد مش هيكون بسهولة
لينظر لها مصدوما ولنظراتها التي امتلأت تحدي وتمرد وكأنها تعاقبه
غمر بغضب: ده اخر كلام عندك يالبنى
لبنى باابتسامه صغيرة ظهرت على ثغرها: ايوه ياغمر
لينظر لها بنظرة اذابت الجليد الذي تحيط نفسها به وتتغلف به بقوة حتى لا يظهر ضعفها أمامه كانت نظرات ندم لم تعرف لبنى هل ندم على الماضي ام ندم على أنه اتاخذ تلك الخطوة وتحدي الجميع من أجلها وهاهي الان ترفضه بسهولة
دخلت نور وردة وعادل نظرت نور لحفيدها بااستفهام الذي كانت في حالة وجوم شديدة ولكن عندما دخلت حاول أن يظهر عكس ذلك تماما وابتسم لها
بادلته نور الابتسامة ليقول: ايه يالولو مش هنقول مبارك بقى
جاءت لتتكلم ليسابقها سريعا قبل أن تخرج الكلمات من فمها ويقول بنبرة المنتصر والإصرار: احنا اتفقنا على كل حاجه ولبنى موافقه
لتنظر له بصدمة لتظهر بعيونه وينطق هامسا ويقول زواج مع سبق الإصرار
ظلت تنظر له وسط دهشة نعم كانت ستوافق كان مجرد تهديد ولكن كانت تريد أن تعاقبه على مافعل ليعاقبها هو بحبه وأنها ستظل ملكه
لتقرأ الفاتحه ويتم الاتفاق على كل شئ وسيكون عقد قرانهم في خلال شهر كل ذاك وسط صدمتها فلم تكن قادره على أن ترفض أي شئ من صدمتها لتطلق وردة الزغاريد
لتنظر له بتوعد لينظر لها باانتصار
وتلك الزغاريد في جميع أنحاء البلد لكل من يهمه غمر لينبض قلبه بسعادة لم يسبق لها مثيل
ليبدأ حياة جديدة مع من امتلكت قلبه وامتلكها هو


لتضحك منار بقوة: روحتي تعاقبي عاقبك هو تستاهلي
لبنى وهى تزفر في ضيق: ماشي ياغمر انا هوريك
لتبتسم بسعادة: بس انا فرحانه اوي يامينو قولت هيمشي ومش هشوفه تاني خالص
منار بحنو: غمر بيحبك يالولو وعايزك بجد ربنا يهنيكم يارب
لتبتسم لبنى بسعادة: ويرزقك الزوج الصالح والطيب اللي يستاهلك يامينو


لينا بااستفهام: ايه الزغاريد اللي عندك دي ياهلا
هلا بسعادة: اصلي غمر هيخطب
لينا بسخرية: تاني
هلا بااستفهام: هو انتي مش بتكلمي
بتكلمي لبنى ولا ايه
لينا بااستفهام: بنكلم بس قليل من ساعة ما كل واحده فينا بقيت في كليه بس ايه دخل لبنى فالموضوع
هلا بسعادة: اصلي غمر هيخطب لبنى
لينا بصدمة: ازاي
هلا: غمر عمل اللي مفيش راجل قدر يعمله وقف في وش تيته نور
لينا: اها وخطوبتهم امتى بقى
هلا بفرحه: كتب كتابك على طول في نص شهر الجاي
لينا بوجوم: ربنا يهنيهم وعقبالك


نور باابتسامه: فرحانه ياحبيبي
ليقبل يدها بحنو
غمر بحنو: فرحان اوي وبالأخص علشان انتي راضيه عني ياامي
نور بحنو: ربنا يرضى عنك يابني ويبعد عنك كل شر

فين بيت عاصم
كانت حبيسة غرفتها لاتظهر كثيرا بعد ذاك الطلاق بعد أن شعرت انها في لحظة انانيه فقدت حبها بل أيضا فقدت من كان اخ وسند لتسمع هي أخرى صوت الزغاريد
فتخرج من غرفتها بهدوء وتسأل امها التي تجلس بجانب ابيها مالامر لم تعرف جهاد اي رد يكون لتنظر لها بشفقه وتربت على كتفها في قلبها وخزة ألم منها وعليها وذهبت إلى غرفتها ليرد عاصم بعد أن أشار إليها بالجلوس بجانبه
ليلة بااستفهام: هي ماما مالها يابابا
ليقول عاصم بحنو: ملهاش ياحبيبتي بس عايز اسالك سؤال ياليلة
ليلة: اتفضل يابابا
عاصم: اللي عملتي مع غمر كان صح
لتطرق رأسها في خجل وتنزل دمعه ساخنه على إحدى وجنتيها لتكون يد عاصم وحضنه هو خير دفء لهذا القلب الذي انهكه الحب والانانيه
لتقول وهي بحضن ابيها: لا يابابا مكنش ينفع ابدا بس انا حبيته وبدون فهمت تحول حبي لي لتملك واني اي شئ هعمله علشان افوز بي هو حق مشروع
عاصم بحنو: أنتي غلطتي يابنتي ومفيش انسان مبيغلطش المهم نتعلم من الغلط ياحبيبتي
اومات برأسها بتفهم لتستطرد مستفهمه: بس مال ده والزغاريد اللي برا
ليقول عاصم بحنو واشفقاق على ابنته: اصلي كتب كتاب غمر بعد شهر والنهارده قرأ الفاتحه
لتمسح دموعها: وازاي حضرتك متروحش معاه وتكون جانبه وقاعد هنا
عاصم بحنو: مقدرتش اسيبك ياحبيبتي وزعلت ستك رغم أنها طلبت مني اروح احضر الاتفاق لكن مكنتش عايزك تسالي ومكنش انا موجود
لتحضنه ليلة بحنو بالغ جعله يشعر بالأمان فلقد عادت ابنتي من جديد
ليدق جرس الباب معلن عن قدوم احد ليقوم عاصم وترتدي ليلة حجابها الذي كان بجانبها ليظهر غمر باابتسامتة المهعودة
عاصم: غمر
غمر وهو يضيق عينه: اه غمر زعلان منك
عاصم باابتسامه: ادخل الاول ادخل
دخل غمر ليقع عينه على ليلة التي تجلس أمامه ليغض بصره عنها وليغض غضبه أيضا عنها
فإذا نظر لها سيشتعل غضبه ويتذكر كل مافعلته هي لتقف مغادرة تلك الجلسة وهي تقول باابتسامه: الف مبارك ياغمر عقبال الفرح بإذن الله
ليشعر من نبرة صوتها باانها عادت تلك الطفله التي نشأت على يديه تظهر كل شئ يجمعها بيه وأنها كانت بمثابة اخت له ولكن ظهر وجوم على وجهه عندما تذكر عبدالرحمن وهو يقول له أنه هو من جعلها تفعل بيه هذا فهو الذي لم يضع حدود لتلك العلاقه وأنها ستظل اجنبيه عنه حتى لو كانت ابنتة عمه
كانت تشعر بالحرج من عدم الرد عليها
لتدير ظهرها وتذهب نحو غرفتها ليقول هو بااسف واسي: انا اسف ياليلة انا اللي وصلت الأمور بينا لكدا سامحني
لتنهمر دموع الندم منها وتشهق بقوة وتظهر ابتسامة حنونه على وجهها تعلن عن عودتها وأنها ستكون بخير وتتمنى له السعادة وتذهب لغرفتها مره اخرى
ليربت عاصم على كتفه ويقول
: متقلقش هتبقى كويسه
غمر بتمنى: يارب ياعمي ويرزقها اللي يعوضها ويحبها بجد ويكون زوج صالح وطيب
ليبتسم عاصم: يارب
غمر: كدا تسبني فاليوم زي ده اول مره احس اني يتيم بجد
عاصم بحنو: متزعلش ياغمر بس كان لازم اكون اول واحد جانبها اول ماتسمع الخبر في الأول والآخر هتفضل بنتي مهما غلطت
غمر باابتسامه: ربنا يباركلنا فيك ياعمي

لينتهي كل شئ بسرعه وبفرحة بالغه من الجميع
هاهو يقف مره اخرى يرتدي بدلة انيقه من اللون الاسود وقميص ابيض مطعم بازرار سوداء ورابطة عنق سيمون بنفس لون فستانها الذي علم به من أمه عندما نزلو سويا لشراء كل مايخصهم ورفضت نزوله معهم وسط تمرد كبير رغم أنه سيكون ابيها معهم ولكن رفضت واصرت على ذلك كانت تريد أن يصبح كل شئ مفاجأة
لينظر إلى نفسه ولكن اليوم ينظر بسعادة حقيقه فقد انعكست سعادته على وجهه فااصبح أكثر وسامه

ارتدت فستانها الأنيق الرقيق بلونه سيمون رائع لتكون مثل سندريلا في يوم عرسها على أميرها طلبت خبيرة التجميل أن تضع بعض المساحيق ولكن ليس بكثرة فهي لاتحب تلك المساحيق ولم يحبها غمر بتلك المساحيق ابدا فهو كان يراها دوما على طبيعتها بدون ذرة من تلك المساحيق
لتضع خبيرة التجميل لمساتها السحرية لتظهر وكأنها بالفعل الاميره
منار بفرحة وحنو:زي القمر ياحبيبتي
ليتعانقا عناق قوي ويظهر حب كل منها لآخر حب الصحبه الصالحة
وفي قاعة منفصلة بها اناشيد اسلامية كم طلب كل من غمر وليلة وعندما اعترضت نور فكانت تريد فرح كما هو المعتاد ليظهر غمر بدوره ويقول ليس كل معتاد حلال وهو يريد أن يفرح في رضي الله لتوافق على الفور
المأذون: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع فالخير بينكم

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة