قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول للكاتبة سلمى محمد الفصل الحادي عشر

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الحادي عشر

تملك زاهر غضب شديد من كلامه... وقبل لكمه مرة أخرى... قال كريم ما جعل عينيه تتسع من الصدمة
تحدث كريم بابتسامة هادئة: أنا بحب بيسان بس زي أختي... ومينفعش أفكر فيها بطريقة تانية... عشان أنا وبيسان أخوات
ثارت أعصابه من كلامه الغير منطقي: مين دي اللي أختك... أنت هتضحك على مين بالكلام ده...

رد كريم بهدوء: أم بيسان زي ماأنت عارف ماتت وهي بتولدها في أمريكا... ولما عمي نجم جابها وماما شافتها قلبها رق ليها... ماما كانت من انصار الرضاعة الطبيعية.. فماما رضعت بيسان طبيعي وفضلت معانا لحد ماعمي نجم أخد بيسان وأكنان ورجع بيهم مصر.

صدمه كلام كريم بشدة.. لدرجة أنه ظل صامتا... في محاولة لأستعادة هدوئه... أسترجع الماضي... وقت ولادة بيسان في أمريكا ومعلوماته الطفيفة بخصوص نيروز هانم والدة كريم... وأنه بالرغم من أصولها النبيلة... تمتلك قلب حنون ولديها العديد من الجميعات الخيرية... وحديثها المستمر في البرامج التي يتم استضافتها... عن أهمية توطيد الصلة بين الام ورضيعها عن طريق الرضاعة الطبيعية وأهميتها.

سأل زاهر بقلق: وبيسان دلوقتي
رد كريم بابتسامة هادئة: بيسان كويسة... كل ده كان تمثيلية منا عشان تتحرك وتعترف بمشاعرك لما تعرف أنها حاولت تموت نفسها علشانك... بس البعيد طلع مش بيفهم...

أستعاد أنفاسه قائلا بابتسامة: بقا محاولة الانتحار دي أنتو الاتنين كانتو مدبرينها... وبيسان جوا دلوقتي منتظره وجودي معاها
رد كريم: أيوه... ناوي تعمل أيه... بعد ماعرفت الحقيقة
ابتسامة خفيفة تلاعبت على جانب شفتيه: ناوي أتجوزها طبعا
نظر له بسعادة: أخيرا الحجر نطق.. وعلى فكرة كلمة حجر دي أسم دلعك عند بيسان..

زينت ثغره أبتسامة ماكرة: أنا حجر.... ثم قال... أنا داخل ليها دلوقتي... وخطى باتجاه غرفتها
تحرك كريم بجواره... التفت له زاهر قائلا: أنت رايح فين
رد كريم: داخل معاك
تحدث زاهر برفض: خليك أنت برا والأحسن تشوف وراك أيه... وكفايه تعبك معانا لحد كده.

كريم تصنع الضيق: أنت بتطردني.. أهو ده أخرت اللي يحب يساعد
لمعت عينيه بالسعادة... عندما تأكد أن بيسان لم تضيع من بين يديه وأنها لازالت تحبه بالرغم من فراقهم عدة سنوات.... نظر الى كريم بمكر: محتاج أتكلم معاها لوحدنا
رد كريم بابتسامة: لما تدخل ليها ناوي على أيه بالظبط
تحدث زاهر: ناوي أخليها على نارها شوية...

أتسعت أبتسامة كريم: بس براحة... عشان متنهارش في أيدك
أبتسم زاهر بمكر: سلاااام ياكيمو
رد كريم: بشويش عليها..
_ من عيونى
_ ياخوفي عليها من اللي هتعمله فيه
دلف بعدها مباشرة الى غرفة بيسان... عندما سمعت صوت الباب... أغلقت عينيها.

أقترب منها زاهر... نظر لها برقة وعينيه تلمع ببريق الحب... ظل واقفا في مكانه لايتحرك... لا يتكلم... لكن يتأمل ملامح وجهها بعشق... فأحلامه أصبحت حقيقة فاأكنان تكلم معه بصراحة وقضى على خوفه من الرفض... وأيضا أكتشف أن حب بيسان له لم يموت... وماحدث اليوم مجرد محاولة لجعله يعترف هو الأخر بحبه لها...

فتحت عينيها بحذر عندما طال الصمت... لتتفاجىء بزاهر واقف أمام فراشها... لمحت في عينيه نظرة مختلفة لم تستطع تحدد ماهيتها لأنها سرعان ماأختفت وحلت محلها نظرة خاليه من المشاعر..

هتف زاهر: أنتي أزاي تعملي في نفسك كده... عايزه تموتي نفسك عشان واحد مش يستاهل... ثم جذب كرسي ووضعه بالقرب من الفراش... جلس عليه وتحدث قائلا: كنتي تعالي قوليلي وانا كنت خليته يجيلك راكع... أنتي أختي يابيسان...
تفاجئت بيسان من كلامه وعن ماذا يتكلم: أنت بتقول أيه.

أخفى زاهر أبتسامته بصعوبة عندما رأى نظراتها المشتت: قصدي الجواب اللي كتبتيه وبتعترفي فيه بحبك لكريم... أنا كنت عارف أنك بتحبيه... بس متخليتش بسان العاقلة تعمل في نفسها كده... بس أنا مش هسكت على اللي حصل... ده أنا هخليه يقول حقي برقبتي... اومال أيه لزمت الاخوات وأنتي أختي يابيسان... نطق أخر جملة ببطء شديد... مرددا أيها... أختي... أختي.

تسمرت نظراتها عليه... لم تصدر أي صوت من الصدمة قائلة ببلاهة: كريم بحبه وحاولت أنتحر عشانه
زاهر تصنع الزعل: مقولتيش ليا ليه أنك بتحبيه... كنت هتصرف... مسك كف يديها قائلا: ليه مش أتكلمتي معايا وقولتلي ايه اللي مضايقك... فاكره زمان لما كانت أي حاجة بتضايقك كنتي تجي عليا جري تشتكي... أنا هخدلك حقك يأجمل وأرق أخت... رأى زاهر نظراتها له كأنه نبتت له قرون... هربت ابتسامة منه لكنه أستطاع أخفائها بسرعة... أنا ديما بقولك أنك زي أختي يابيسان... ليه مش لجئتي ليا.

داخل عقلها ترددت كلمة أختي.. أختي... أختي.. لتهتف بانفعال: أطلع براااا.... براااا... ده الحجر بيفهم عنك.... ده أنا ظلمت الحجر لما سميتك بيه... براااا
تحدث بمكر: ده أنتي حالتك صعبة أوي... هروح أجبلك دكتور بسرعة... خرج من الغرفة والابتسامة تزين شفتيه
في الداخل بيسان نهضت من فوق الفراش وأخذت تتحرك بغضب في الغرفة... هتفت بعصبية: غبي... الغبي اللي مش بيفهم... والله لأموتك... فينك ياكريم تلحقيني قبل ما أرتكب جريمة قتل... وعندما سمعت طرق على الباب... استلقت على الفراش بسرعة.

دلف زاهر بعد عدة دقائق وبجواره الطبيب صديقه... وابتسامة خبيثة تزيين وجهه
زاهر تحدث بخبث: مش عارف مالها ياهشام... كنت بتكلم معاها وكانت هادية ومرة واحدة أتعصبت ووشها أحمر... باين عليها صدمة متأخرة
تحدث هشام بهدوء: أنا جبت معايا حقنة مهدئة هتريح أعصابها شوية... ورفع يديه بالحقنة حتى اصبحت في مجال رؤيتها...

أتسعت عينيها بالرعب... هتفت بحدة: أنا عايزه الدكتور بتاعي يازاهر.. ومش عايزه أخد أبر
تحدث زاهر: أهدي بس يابيسان ده دكتور هشام... أشطر دكتور في المستشفى هنا... وأيديه خفيفة مش هتحسي بشكة الابرة خالص
هتفت بيسان: مش عايزه أخد أبر... وأطلع برا أنت وهو
اقترب هشام من الفراش... ارتعبت بيسان من شكل الحقنة... لتقفز فوق الفراش واقفة... قائلة بخوف: خليه يطلع برا يازاهر... خلاص انا بقيت كويسة
هشام بهدوء: باين عليها مصدومة... أمسكها يازاهر... عشان أعرف أديها الحقنة.

هتفت بيسان بانفعال: أنا كويسة
خلال لحظة وجدت زاهر بجوارها فوق الفراش ممسكا أيها... قائلا: أهدي يابيسان الحقنة دي في مصلحتك... قام برفعها بسهولة.. لتقف بجوار هشام... عندما رأت الحقنة تقترب من ذراعها... نظرت لها برعب... فاقدة الوعي
هتف زاهر بخوف: بيسان.... هشام الحقني
هشام بهدوء: متخافش يازاهر هي أتصدمت من شكل الابرة.. بس مكنتش أعرف أن قلبها خفيف...

زاهر بأعصاب مضطربة... قام بهز بيسان بخفة... رموشها تحركت بخفة
تحدث هشام: أهي هتفوق... أسيبك بقا... قبل ماتمسك فيا وتعرف أن ده مقلب فيها
عندما فتحت عينيها... رأت وجه من تحب أمامها... وبمجرد تذكرها ماحدث هتفت صارخة
زاهر بحب: بحبك بحبك... تتجوزيني
أتسعت عينيها بصدمة وكادت تفقد الوعي بين ذراعيه مرة أخرى
نظر لها بعشق... قائلا بابستامة: أوعي تعمليها ويغمي عليكي تاني... مش حمل خضة تاني وفي نفس الوقت بقول اعمليها عشان تفضلي طول الوقت في حضني.

بيسان بصدمة غير مصدقه ماسمعت أذنها: هو أنا اللي سمعته صح
زاهر بمرواغة في الكلام والابتسامة لزالت تزين وجه: قصدك اوعي يغمي عليكي
هتفت بيسان: الكلام اللي قبل كده
_ قصدك أوعي تعمليها
_ أنت عارف أنا قصدي أيه يازاهر
زاهر برقة: بحبك وعايز أتجوزك
نظرت له بسعادة: أخيراااا الحجر أتكلم وقال بحبك.... أخيرا الحجر قالها

قام أحد الرجال بضرب ضحى فوق رأسها لأيقاف صريخها المتواصل، أستيقظت بعد فترة ووجدت نفسها داخل غرفة أضاءتها خافتة، ومعاها في نفس الغرفة مجموعة من الشباب والفتيات في أعمار مختلفة يرتدون ملابس غربية شبه عارية... وجدت ضحى الفتيات ينظرن لها بشفقة.

 همست أحد الفتيات: بنت جديدة
أنتفض جسدها من شدة الرعب وهي تحدث نفسها أين هي
دخلت أحدى الفتيات وأشارت لضحى بالنهوض: أنتي قومي تعالي معايا
همست ضحى بخوف: أنتي بتكلميني أنا
الفتاة بقسوة: أيوه أنتي... الوجه الجديد في المجموعة... فريد طلع بيفهم لما اتفق مع رجالتنا عشان يخطفوكي... نظرت لها بتلذذ... تستاهلي المخاطرة ياموزة.

بدأ جسدها في الارتجاف وهي تسمع كلماتها وترى نظراتها لها
هتفت الفتاة: فزي معايا بالذوق
نهضت ضحى بأقدام ترتعش من الخوف... فقامت الفتاة بجذبها بقسوة لتمشي بجوارها... حتى خرجت من الغرفة... ودخلت بيها الى غرفة أخرى...

رأت راجل جالس خلف مكتب عريض... وأمامه يجلس رجل أخر معطيا ظهره لها
الراجل الجالس خلف المكتب بمجرد دخولها... نظر لها وأخذ يتفحصها كأنها سلعة يريد شرائها
ضحى بتوسل: أبوس أيدك خرجني من هنا... رجوعني لأهلي
التفت الراجل المعطي لها ظهره قائلا بابتسامة شامته: حبيبتي هو أنتي فاكرة دخول الحمام زي خروجه... ده أنا تعبت أوي عشان أجيبك هنا... ده هيكون أنتقامي ليكي أنك تكوني سلعة للكل... بس قبلها هتكوني ليا انا الأول..

ضحى عندما رأته وسمعت كلامه... كادت تسقط أرضا من شدة الخوف..
توسلت لهم ببكاء قائلة: سبوني أخرج من هنا ومش هتكلم والله مش هفتح بؤي... أنا أهلي ناس غلابه... وبنتهم الوحيدة ده ممكن يموتو فيها لو مش رجعت ليهم....

توسلت بشدة ولكن لاحياة لمن تنادي... ناظرين لها بقسوة.... لم يؤثر فيهم توسلها... نظرت ضحى حولها... في محاولة لأيجاد وسيلة للهروب... رأت نافذة خلفها ولكن نوافذها كانت حديدية... ذهبت الى الباب مهرولة... عندما فتحته وجدت أمامها راجل ضخم الجثة... قام بدفعها داخل الغرفة لتسقط واقعة على الارض... ثم أغلق الباب
الراجل خلف المكتب: متحاوليش تهربي... أنتي أول مارجلك دخلت هنا... بقيتي ملكنا... نادى بصوت عالي: هيفااااااا
دخلت فتاة نحيلة الجسم: نعم يامنير بيه.

أشار منير الى ضحى: خديها معاكي عايزك تظبطيها زي العروسة في ليلة دخلتها.... بس قبلها قعديه مع البنات الاول عشان تتعود على المكان وتاخد فكرة عن طبيعة شغلها وعلى بالليل تظبط ووديها الاوضة المخصوص...
هيفا بميوعة: حاضر يامنير بيه... قومي ياللي ماتتسمي
انتفض جسد ضحى المسجى على الارض.... ظلت جالسة على الارض تأبي أطاعة كلماتها
هتف منير بحدة: مررررعي
ليدخل شخص ضخم الجثة: خدها وديها على أوضة البنات.

حاولت ضحى المقاومة.... الافلات من قبضته... لكنه أستطاع حملها بسهولة على كتفه وعندما قامت بعضه في رقبته... ضربها مرعي بالقلم على وجهها جعلت عينيها تطفر بالدموع والدماء تتساقط من أنفها
هتف منير بغضب: مش عايز عنف يابرعي معاها... عايزه جسمها ووشها مفهوش علامة مفهوم الكلام
هز مرعي رأسه بالأيجاب: مفهوم يامنير بيه
خرج برعي حاملا ضحى التى لم تيأس من محاولة الافلات من قبضة يده... خرجت هيفا خلفهم مباشرة.

قام مرعي بوضع ضحى في غرفة البنات... ثم خرج... أنزوت ضحى في ركن بعيد ودموعها لم تتوقف عن التساقط... من مكانها رأت دخول ثلاث فتيات ملامحهن غريبة فيهن من تبكي ومن هي سكرانة وكلهم حالتهم وشكلهم سيء... ضمت ضحى ركبتيها تجاه صدرها أخذه وضع الجنين وجسدها لم يتوقف عن الأرتعاش ودموعها لم تتوقف.

جلست زهرة في المطبخ... لا تفعل شيء سوى الأنتظار.. رن جرس هاتفها... رقم المتصل كان بدون أسم... فقامت بتجاهل أول رنه حتى أنتهت... لكن رنين هاتفها لم يتوقف... حدثت نفسها: يكون نمرة حد أعرفه... وفي حاجة حصلت في البيت... خير يارب
فتحت الهاتف قائلة: مين معايا
تحدث أحمد: أنا أحمد يازهرة.

زهرة بصدمة من معرفته لرقم هاتفها... قائلة بحدة: جبت رقم تليفوني منين
رد أحمد بهدوء: باتصالاتي عرفت أجيبه... أنا عايزه أتكلم معاكي يازهرة
هتفت زهرة بضيق: وبعدين معاك يااحمد... خلاص مبقاش ينفع كلام بينا... أنت بقيت زوج وأب
قال أحمد: حاولت أنساكي يازهرة بس مقدرتش... مقدرتش أحب مراتي
ردت زهرة بحدة: بس أنا نسيتكي يااحمد
هتف بانفعال: كدابة... أنتي بتكدبي... أنتي عمرك مانسيتيني.

زهرة بألم: بلاش الثقة الزيادة دي... هو أنت فاكر نفسك أيه مفيش غيرك ومش هقدر أحب حد غيرك ولا هقدر أكمل حياتي من غيرك
رد أحمد بثقة: أيوه يازهرة... أنتي مش قادرة تكملي حياتك من غيري... مكنتيش بقيتي زهرة اللي أنا شوفتها ومعرفتهاش... اللي حصل بينا زمان كسرك وغيرك وخلاكي متقدريش تعيشي حياتك...

ضحكت زهرة بسخرية: متبقاش واثق من نفسك... هو أنت سمعك تقيل... مسمعتش أنا قولتلك أيه... أنا خلاص نسيتك ومسحتك تماما من حياتي... نصيحة مني أرجع لبيتك ومراتك وبناتك... حاول تصلح علاقتك معاهم... عشان تقدر تعيش مبسوط ومرتاح.... سلااام يااحمد ولو سمحت متتصلش بيا تاني ومتحاولش تشوفيني.

هتف أحمد بحدة: هتقابليني يازهرة... لو رافضتي هقول حقيقتك للشغالة عنده وأنك سوابق... وأي مكان هتشتغلي فيه
ردت زهرة بانفعال: هو ده الحب اللي بتقول عليه... أنت بتهددني
هتف أحمد: أنتي السبب... أنتي اللي خلتيني أقول كده... أنا مش بطلب منك شيء مستحيل... أنا عايز أقعد معاكي... عايزك تسامحيني
زهرة بحزن: أسامحك أزاي وانت بتهددني.

رد بندم: مكنتش أٌصد أهددك.. بس غصب عني لقيت نفسي بقولك كده.... أنا عايز بس أقعد معاكي
قالت زهرة بيأس: حاضر يااحمد هقابلك
_ نتقابل النهاردة
_ لا مينفعش النهاردة... نتقابل في يوم أجازتي
_ مع السلامة يازهرتي
_ سلام يااحمد
أغلقت زهرة هاتفها بعصبية... حدثت نفسها بغضب: ليه مصمم أنك تفكرني بالماضي... أنا قفلت صفحتك من حياتي.. ليه عايز تفكرني بأتعس أيام حياتي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة