قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول للكاتبة سلمى محمد الفصل الثامن

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل الثامن

دلف زاهر إلى مكتب أكنان... رسم على وجهه ملامح
هادئة على عكس مابداخله من بركان ثائر..
سأل زاهر: نعم ياأكنان...

أكنان رد بلهجة هادئة: بقالك فترة متغير... وكل شوية
أقول لنفسي بكرا ترجع زي الأول
رد زاهر بثبات: ومين قالك أني متغير
تحدث له بثقة: عشان عارف كويس إيه اللي مغيرك
أكنان رد بعدم اهتمام: وإيه بقا اللي غيرني ياخبير
أكنان بابتسامة لم تصل لعينيه: بيسان.

اعار كل حواسه له بمجرد ذكر إسمها: مالها بيسان
أكنان بهدوء: أنت عارف يازاهر أنت بالنسبة ليا ايه...
أنت اكتر من أخ ليا... وبيسان حته مني انا بعتبرها
بنتي مش اختي الصغيرة... لما آمنا ماتت مكناش لينا..

غير بعض... بابا كل اهتمامه بالشغل ونسى ان ليه ولاد محتاجين حبه... وجودك فرق في حياتنا كتير وبيسان اتعلقت بيك اوي.. زمان قولت سافرها الأفضل ليها وليك عشان كانت لسه صغيرة... دلوقتي خلاص وانا شايف الوضع بينكم صعب وانت بقيت أخلاقك لا تطاق
تحدث زاهر بصدمة فهو لم يتخيل ان آكنان كان على معرفة بمشاعره وظل صامتا طوال السنوات الماضية: أنت ايه الكلام اللي بتقوله ده
قال أكنان بهدوء: الكلام ده كان المفروض أقوله من فترة... في مثل بيقول أخطب لاختك ومتخطبش لأخوك
رد زاهر بالرغم عنه: اسمها على فكرة أخطب لبنتك ومتخطبش لابنك
رد أكنان: وانا زي أبوها...

استغرب زاهر طلب أكنان منه أن يتزوج بيسان في هذا الوقت بالذات... استرجع بالذاكرة ماحدث منذ وقت قليل ورؤيتها لها في حضن كريم... هل حدث بينهم شيء وأكنان يريد إخفاء فضحيتها... او حدث شيء في فترة سفرها في الخارج وقامت بالتفريط في نفسها لذلك كانت تبكي لكريم متوسلة له إخفاء فضحيتها.... لذلك يريد أكنان تزويجها له عندم رفض كريم.... لماذا عرض عليه أن يتزوج شقيقته وفرق السماء والارض بينهم.... هي بيسان نجم من أثرى العائلات واعرقهم وهو زاهر مجرد المساعد الأيمن لهم... هز رأسه بعنف رافضا منحنى أفكاره المرعب..

سأل أكنان مرددا: قولت ايه يازاهر
احتار زاهر في الرد وماذا يقول له... أكنان أكثر من أخ... ولو احتاج مساعدته فهو لا يستطيع رفض مد يد العون له: أنت فجأتني بكلامك ده... محتاج افكر شوية
تحدث أكنان بهدوء: بس متاخدش وقت في التفكير كتير
سأل زاهر: وإيه رأي بيسان في الكلام ده
رد أكنان بثقة: طبعا موافقة.

خرج زاهر من مكتب أكنان... اخذ يحدث نفسه معقولة اللي حصل جوا دلوقتي... أكنان طلب اتجوز أخته.... معقولة اللي سمعته... هو ممكن تكون بيسان غلطت وعشان كده أكنان عايز يداري عليه.... هز رأسه بعنف... بيسان متربية على ايدك وعمرها ماتعمل كده... اومال ايه السبب اللي خلى أكنان يطلب منه يتجوزها.

في مكتب نجم... ضرب على سطح المكتب بعنف... هاتفا بانفعال: سلووووووي... ياسلوووى
دلفت سلوى مسرعة قائلة بخوف: نعم يانجم بيه
_فين ملف الشركة الألمانية اللي كان على المكتب هنا
_ معرفش انا حطيته بأيدي على المكتب قصاد حضرتك وبعدين خرجت
_الملف راح فين ياسلوى
ردت بحيرة: معرفش.

هتف بصياح: مين دخل المكتب وانا مش موجود
ردت سلوى: مفيش غير زهرة حضرتك... اخدت فنجان القهوة الفاضي وخرجت
تحدث بقسوة: ناديلي زهرة بسرعة... وعايز تفريغ الكاميرا بتاعت المكتب
_ حاضر ثم خرجت مسرعة من المكتب.

وبعد عدة دقائق.. كانت زهرة بالداخل في مواجهة صامتة مع نجم بيه مثيرة للقلق.... تابع نجم ماتم تصويره بواسطة الكاميرا... زواية المكتب لم تكن في مجال الكاميرا... لحظ دخول زهرة إلى المكتب وخروجها حاملة الصينيه على يديها... ولم يدخل أحد إلى المكتب سواها
رفع رأسه بعد انتهائه من المشاهدة قائلا بقسوة: فين ملف الشركة الألمانية
ردت بحيرة: ملف ايه حضرتك.

نهض من مكانه.. صائحا في وجهها: مترسميش الغباء عليا.. أنا هوديكي ورا الشمس لو الملف ده مظهرش دلوقتي
قالت زهرة بيأس: صدقني يابيه معرفش حاجة عنه
تحدث بلهجة مخيفة: محدش دخل المكتب غيرك في الوقت اللي فيه الملف اختفى... اتفقتي مع مين عشان تسرقي الملف
عينيها لمعت بالدموع وهي تهتف: مسرقتش حاجة ولا اتقفت مع حد.

نظر لها بضيق.. فلأول مرة احساسه يخونه... هل أكنان عرف حقيقتها لذلك رفض توظيفها
دق باب المكتب... ثم دخل أكنان نظر بعينيه إلى كلاهما متأمل المشهد
تحدث بمكر: صوتك واصل لمكتبي... حصل ايه وصلك لكده
نجم بغضب: الملف بتاع الشركة الألمانية اختفى ومفيش غيرها دخلت المكتب
رد أكنان بهدوء: سبني معاها شوية وانا هعرف اخليها تطلع بالملف.

قال نجم: أنا هخرج وهسيبك تتصرف معاها... أنت عندك حق لما رفضت تشغلها هنا
ثم خرج من المكتب بخطى غاضبة.... تارك أكنان مع زهرة
زهرة بدموع: صدقني انا مسرقتش حاجة
ابتسم أكنان ببرود: عارف انك مسرقتيش
قالت ببلاهة: يعني انت مصدقني بجد اني مسرقتش حاجة
تحدث بمكر: طبعا مصدقك عشان انا اللي أخدت الملف
اتسعت عينيها بصدمة: أنت طب ازاي ومفيش حد دخل المكتب.

تحدث بابتسامة صفراء: أزاي دي لعبتي
_ليه عملت كده... لترد على نفسها قائلة بقهر... عشان محدش يقدر يقولك لأ
ابتسم ببرود: اهو انتي عرفتي ليه عملتي كده... عشان قولتي لأ... وكمان فاكرة نفسك انك فوزتي عليا لما اشتغلتي هنا وانا مش موافق
نظرة له بتوسل: انا مكنتش عايزه اقول لا بس الظروف... أنا أسفة مكنتش اقصد
نظر لها بشماته: كلمة اسف مكتفنيش... انا هسجنك واخليكي عبرة... عشان تقفي قصادي كويس.

عينيها لمعت بالدموع: أنا أسفة بلاش سجن... أمي ست مريضة وانا مسئولة عنها لو أتسجنت ممكن تروح فيها... اقتربت منه ورفعت رأسها له قائلة برجاء: قولي ايه اللي يريحك... بس بلاش سجن... حراااااام... اللي عملته ميستهلش انك تسجني وتضيع عايلة... علمت زهرة داخليا إنه ليس أمامها خيار سوى التوسل له والدوس على كرامتها... فهو بمنتهى السهولة استطاع تلفيق لها تهمة سرقة... حتى لو أخبرت نجم بحقيقة ماحدث احتمال طفيف ان يصدقها... ولو اقتنع ببرائتها... أكنان لن يتركها.

رددت زهرة بتوسل: انا اسفة أاااسفة... بس بلاش سجن... أنا مش عايزه اشتغل خلاص... بس بلاش سجن.. أمي ممكن تموت فيها
شعر بالغضب من نفسه.. فهو كان عاقد العزم على طردها بعد جعلها تتوسل له حتى يمل... لكن صوتها ودموعها هزت كيانه
تحدث لها أمر: كفاااية... مش عايز اسمع صوتك
رددت من بين شهقاتها: أنا أسفة.. أسفة... أسفة
هتف بغضب: بقولك كفاية انتي طرشة مش بتسمعي
همست بدموع: انا مش عايزه اتسجن.

صاح فيها قائلا بدون وعي: خلاص مش هسجنك
نظرت له بذهول: خلاص سامحتني ومش هتسجني
عبس بضيق على هفوة لسان فهو لم يخطط لكل هذا وفي خلال عدة دقائق أستسلم لتوسلها...
تحدث لها بلهجة امره: أنتي هتسيبي الشغل هنا دلوقتي
_طب والملفات.

_ملكيش فيه... إنتي هتخرجي من المكتب هنا على برا... برا الشركة خالص
تنهدت براحة متمته بخفوت: الحمد لله... ثم توجهت ناحية الباب
هتف أكنان: استني
صوته جعلها تتسمر في مكانها خائفة من رجوعه فيما قال.... همست بخوف: نعم
تحدث أكنان: عايزك بكرا من الساعة سته الصبح في شقتي وقام باملاءها العنوان
سألت بخوف: عايزني ليه.

قال بقسوة: ملكيش حق السؤال واللي اقول عليه يتنفذ... هتيجي بكرا في الميعاد بالظبط من غير تأخير... ده لو عايز أرضى عنك... ثم قال العنوان
ردت بقهر: حاضر... حاجة تانية
أشار له بالانصراف بدون كلام
خرجت زهرة وأخذت تأخذ عدة أنفاس متتالية.... شعرت للحظات بالراحة ثم تملكه حزن شديد على ماحدث من قهر لكرامتها وقبولها بكل بساطة لأوامره
ليس الفقر هو الجوع الى المأكل او العرى
الفقر هو القهر
الفقر هو استخدام الفقر لاذلال الروح
الفقر هو استغلال الفقر لقتل الكرامة

في الخارج قبل أن يهم فريد بالخروج سمع صوت خافت خارج من الحمام... اقترب بخطى بطيئة... قام بفتح الباب
نظرت له ضحى برعب وبادلها بنظرة شهوانية متأملا تفاصيل جسدها... محركا لسانه بتلذذ...

شعرت إنها فريسة وقعت في المصيدة... محاصرة ليس هناك مجال للهروب... دمعت عينيها بقلة حيلة وأخذت في الدعاء بصمت
تحرك تجاهها وهو يكاد يلتهمها بنظرات عينيه... جسدها انتفض برعب فتراجعت للخلف حتى اصطدم ظهرها بحوض الحمام
تحدث لها برغبة: ده إنتي طلعتي حلوة اوي... أجمل بكتير من الصورة اللي وراهلي كمال... مش خسارة فيكي الفلوس اللي دفعته ليه...

اعتراها خوف قوي... حاولت تغطية جسدها العاري لكن دون جدوى
هتف فريد: بتداري ايه ده انتي كده حلوة اوي
همست ضحى بفزع: أبوس إيدك سيبني أمشي من هنا
فريد بابتسامة صفراء: تمشي فين... هو انتي فاكرة دخول الحمام زي خروجه ياعسل...
سألت بخوف: تقصد إيه.

نظر له بمكر: قصدي اي بنت بتدخل هنا مش بتخرج تاني... هو انتي متعرفيش ان جوزك قواد وانتي خلاص بقيتي من ضمن البنات اللي بيشغلهم عنده...
ردت برفض ضعيف: انا عندي أهل هيسألو عني... واكيد هيتقبض عليكم
ضحك بسخرية: مش لما يعرفو مكانك الأول
قالت بفزع: أنت تقصد ايه... هتموتوني.

غمز بخبث: إحنا مش بتوع موت.. إنتي هتنضمي للبنات في مكان مخصوص لشغلهم.... مكان كده زي السجن مخصوص للمتعة والفرفشة
حاولت التحدث بثبات ولكن صوتها خرج مرتعش: اهلي لما مش هيلاقوني هيبلغو البوليس وهيقبضو على كمال
فريد بابتسامة صفراء: مش لما يكون اسمه الحقيقي.

تحدثت بصوت متقطع من شدة خوفها: انا اكيد بحلم اللي بيحصلي ده مش حقيقي وكل ده تمثيل.. اكملت برجاء... قولي إنه تمثيل
رد فريد ببرود: مش تمثيل وده بحق وحقيقي
هزت رأسها برفض والدموع تتساقط على وجنتيها: لا تمثيل... مستحيل يحصل معايا كده... الحاجات دي مش موجودة في الحقيقة.

هز رأسه قائلا: مين قال إنها مش موجودة اومال انتي بتعملي هنا ايه... إنتي ياقطة وقعتي في شبكة دعارة... وغمز له بشهوة... هو احنا هنفضل نتكلم كتير... أنا واخد حبيه مستوردة مخصوص لليلة
دي.... ثم هتف بغلظة.... حبية واحدة قليلة عليكي... ادخل يديه في جيب بدلته وأخرج شريط ازرق اللون... أنا هخدلك اتنين كمان ولا أقولك تلاته... ثم تناولهم بدون ماء... ناظر لها بمتعة.. هتف قائلا خلاص... مش قادر استنى اكتر من كده.

حاولت ضحى الهروب من أمامه.... لكنه استطاع أمساكها.. صاح في وجهها.. هتهربي مني هتروحي فين
... حاولت المقاومة والافلات منه.. لكنه كان أقوى منها فهي ضعيفة بالمقارنة بضخامته.... امسك شعرها بعنف..
هتف بزعيق: لو بتحبي العنف... اموت انا في كده
ضحى بدموع: أبوس رجلك ارحمني
ضحك بصوت عالي: هتيجي معايا بالذوق ولا باين عليكي بتحبي القسوة زيي...

استطاعت ضحى بصعوبة الآفلات من يديه... هرولت إلى خارج ولكن قبل أن تخطو بقدميها خارج غرفة النوم... أمسكها بقسوة من شعرها... وقعت على الأرض وشدها من شعرها مجرجرا جسدها على الأرض... حتى وصل بيها إلي الفراش... أخذت ضحى تهتف له بتوسل ودموعها تنهمر بغزارة فهي لم تتخيل ابدا أن تتحول فرحتها إلى كابوس ويتم ذبحها ببطء... تمنت في هذه اللحظة الموت... حراااااام عليك..

تحدث له بقسوة ثم جذبها من شعرها لتقف على قدميها: عايزه تهربي مني... إنتي اللي جبتيه لنفسك... وتوالى عليها بالصفعات حتى أدمى وجهها... شعرت بالدوار واصبحت الرؤية أمامها مشوهة... فقام بدفعها ليسقط جسدها على الفراش بصوت مسموع... شعرت ضحى بالضعف وارتخاء اعصابها واصبحت عاجزة... اتسعت عينيها برعب وهي تراه ينزع ملابسه أمامها... توقف مرة واحدة واخذ يتنفس بحدة... وضع يده على صدره وهو يشهق بعنف... وفجأة سقط على الفراش بجوارها..

تقابلت النظرات... نظرة خوف منها ونظرة ألم منه... مد يديه حاول أمساكها...
حدثت نفسها بمقاومة: قومي... قومي.. قومي... دي فرصتك عشان تنفذي نفسك.. نهضت بصعوبة فقدميها كانت تهتز من الصدمة... وقفت تنظر له بكره ثم بصقت على وجهه وهي ترى جسده ينتفض ويأن بصوت متألم...

اتجهت ناحية شنطة ملابسها لإخراج شيء ترتديه... ولكن قبل أن تمس يديها الشنطة سمعت صوت سيارة يتوقف في الأسفل... اتجهت ناحية النافذة فرأت كمال يدلف مسرعا إلى الداخل... امتلكها الرعب مرة أخرى فهي لم تكد تفلت من براثن فريد حتى تقع في براثن كمال.. التفتت حولها بفزع وقامت بالاختباء خلف الباب... عندما دخل كمال إلى داخل غرفة النوم وجد فريد ملقى على الفراش عينيه متسعة على آخرها..

هتف كمال: مالك يافريد بيه
استغلت ضحى انشغاله مع فريد... فتسللت من خلف الباب على أطراف أصابعها.. خارجة من غرفة النوم

قام كمال بهز فريد قائلا: فريد بيه مالك وفين ضحى
تحدث فريد بألم: امسك البت بسرعة قبل ماتهرب وتبلغ علينا
انتبه كمال لصوت فتح باب الفيلا.... فهرول مسرعا للحاق بيها...
سمعت ضحى صوت خطوات مسرعة... أخذت تجري حتى وصلت للشارع وقلبها اخذ ينبض بعنف والوخز في قدميها ويديها أخذ في التزايد... رأت سيارة قادمة... حركت كلتا  يديها في الهواء لتوقفها غير واعية من شدة صدمتها انها شبه عارية على الطريق في منتصف النهار.

توقفت السيارة... نظر لها السائق بصدمة من منظر الفتاة
ضحى بصوت متقطع متوسلة: أبوس إيدك خليني اركب.... كمال هيمسكني وكان عايز يبعني... دخلني العربية...
السائق: اركبي بسرعة
دلفت ضحى مسرعة إلى داخل السيارة وبمجرد جلسوها... انطلق السائق وهو يري من خلال المرأة الجانبية شخص يحاول اللحاق بيهم
... أخذت ضحى تتنفس بعنف ولم تلاحظ نظرات السائق لها من خلال المرأة
هتف كمال بغضب لرؤية السيارة تختفي من أمامه وهي بداخلها: يابنت ال ____

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة