قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثاني والأربعون

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثاني والأربعون

حلم ف إيديها الكتاب اللى لقته و بتقرا و محستش بدموعها اللى نازله .. مش حاسه بصوتها اللى من شدة رعشته زى المتكهرب !
لقته معلّم على كل حاجه حصلتلها .. كل لحظة وجع عاشتها .. كل جرح داقته من قسوته !
كل وجع و مرارة الشهور اللى فاتت و ايامها و لياليها اللى عاشته حسته ف اللحظه دى بس دلوقت !
رفعت وشها و بصتله بمنتهى الصدمه و معرفتش تنطق ..

مالك حرّك إيده على وشه بعصبيه و بيلعن حظه اللى برغم كل اللى فات الا انه دلوقت بس اول مره يحسه غبى معاه اوى..
حلم صوتها طالع بالعافيه بنهجان من كتر ما جاهدت تخرّجه : انت .. انت عملت فيا كده ؟
مالك قرب منها بسرعه و بيمسك إيدها هى بِعدت لورا .. بِعدت اوى ..
بصتله بإستنكار و هى بتهز راسها ببطئ اوى : انا كنت بقول عنك حيوان لمجرد وهمتنى ان حد إعتدى عليا ! لكن دلوقت ! دلوقت مش عارفه اقول عنك ايه ! انت خساره فيك تبقى حيوان !

مالك عيونه لمعت بندم طردت دموع كتير من جواها : حبيبتى افهمى.. ارجوكى افهمى .. الحكايه مش كده .. انتى
حلم زعقت بصوت مهزوز من العياط : امال ايه ! امال الحكايه ايه ! اما تعمل فيا كل ده ! اما توهمنى بكل ده ! اما تنام معايا مره و اتنين و عشره من غير ما اعرف و تقول لنفسك لو معرفتش توصل لحاجه اهو تشوف نفسها مريضه و لو وصلت يبقى تشوف نفسها حيوانه بتأدى الغرض و خلاص ! يبقى ده اييه !
مالك بندم : مكنتش متخيل ان حلم زعقت : برا .. برا حياتى .. برا خالص.. انا مش عايزاك.. برااا.

مالك بيقرب و هى فضلت ترجع خطوات لورا اد ما بيقرب لحد ما خبطت ف الباب وراها ف لفت وشها و خرجت تجرى ..
قبل ما تطلع من باب الشقه خبطت ف العجله بتاع ولادها بس معرفتش حتى تقف و خرجت جرى لحد ما نزلت و مشيت..
مالك خرج وراها بس عقبال ما نزل كانت اخدت عربيتها و مشيت .. قبل ما يتحرك إفتكر ولاده فوق لوحدهم .. وقف بخنقه و طلع بسرعه اخدهم لبرا و قبل ما يقفل الباب شاف الشنط بتاعتها برا .. بصّلهم بحزن و فتح الباب دخّلهم و قفل ..

اخد ولاده و للحظه وقف ع السلم مش عارف يتحرك .. كإنه متكتف مش عارف ياخد خطوه !
بسرعه طلع شقة فهد و رن الجرس ..
روفيدا فتحتله و قبل ما تتكلم وشها قِلق : مالك ! فهد فيه حاجه ؟
مالك ف اللحظه دى بس حس إنه محتاج يعيط و بس ..

روفيدا بصت لولاده معاه و نوعا ما إتطمنت شويه ان الموضوع يخصه هو و حلم اكتر : هاتهم و تعالى ..ادخل يلاا
مالك بصوت مهزوز : فهد فين ؟
روفيدا حاولت تبسّط الموقف : يعنى هو لو مكنش اخوك هنا مينفعش ؟ ادخل طيب
مالك : اخويا فين يا روفيدا ؟ ليه مش هنا ؟ ليه مش معاكى ؟

روفيدا اخدت نَفس جامد و خرّجته براحه بشكل مُرهق : عشان حاسس بالذنب .. إنه ميستحقش يبقى هنا.. انه غلط و غلطُه بشع و مينفعش يُغتفر و لا حتى بالدم .. عشان حاسس بالندم .. عشان حاسس ان اللى اتكسر عمره ما هيتصلح .. عشان حاسس انه خسر كل حاجه .. عشان حاجات كتير اوى يا مالك ..كتير اوى و اولهم الاحساس بالذنب .. الاحساس اللى انا بنفسى زرعته فيه و كبّرته و كان متهيئلى إنى كل ما اكبّره جواه هيعلّمه و مكنتش اعرف إنه هيكسره.

مالك بصّلها اوى و شاف حلم بين كلامها، كان بيحسسها بالذنب كل شويه و يعيد ف اللى حصل قاصد يعمل لعقلها ريفرش فاكر إنه كده بيعلّمها، بس دلوقت بس حس إنه كان بيكسرها .. اما وصلت لمرحلة الهشه و من اول خبطه انهارت كده عرف انه زيادة الشئ عن حده بيقلب لضده !

روفيدا فهمت انها داست على الوتر بتاعه او هى قصدت ده : كل ده كان غلط .. كان غلط من الاول .. انا كنت بلوم على فهد انك ف يوم هونت عليه و مكنتش واخده بالى إنه هو كمان بيهون عليا و بيهون اوى كمان .. كنت بلومه إنه بِعد عنك من اول غلطه و بردوا مخدتش بالى إنى انا كمان ببعد و بتخلى عنه من اول غلطه !
مالك غمض عينيه كتير و بمجرد ما غمضهم دموعه إستحضرت مش عارف من كلامها و لا من ذكريات الموقف ..

بس مبقاش عارف يفتّحهم و يعيط بالضعف ده و لا يفضل مغمضهم و يشوف المشهد قدام تغميضة عينيه : بس هما غلطوا يا روفيدا .. الغلطه كانت قاسيه اوى .. ف كان غصب عن الكل ردتها لازم هتبقى قاسيه .. على اد قساوة الدرس بتكون طريقته اقسى
روفيدا بكسره : درس ! درس و لا انتقام يا مالك ! ده كان انتقام.
مالك : لاء درس .. الدرس بيعلّم .. بيعلّم عشان يتحط بعده نقطه و من اول السطر .. انما الانتقام الصفحه كلها بتتقطع .. كل حاجه بتتقطع .. كل حاجه
روفيدا بصتله كتير و غصب عنها حاولت تبتسم : تفتكر فى امل ؟

مالك للحظه إفتكر حلم و هى بتسأل مراد نفس السؤال و قالها السؤال ده ميطلعش غير من واحده ضعيفه او حبها مهزوز ! هل هو ضعيف او حبها لها مهزوز !
الاجابه اترجمت ف حركته اللى نازل ع السلم بسرعه و بيتكلم و هو نازل : خلى العيال معاكى .. انا راجع
روفيدا إبتسمت بلهفه و حاولت تبص من سور السلم و هو نازل جرى : فهد هتلاقيه ف
مالك قاطعها : عارف .. عارف ممكن الاقيه فيه.

غرام ماشيه ف علاجها مع الدكتور او بتكمله لانها كانت بدأته من فتره طويله يمكن من قبل حادثة مارد و من يوم الحادثه الدكتور إبتدى خطوات العمليه معاها..
ليليان معاها مش بتسيبها .. شويه بتتحجج بإنها تكون جنبها و شويه بتتحجج بالشغل ف المستشفى .. بس من جواها عارفه ان لا ده السبب و لا ده ..
مازن متابعها من بعيد و و مبيفرطش ف اى فرصه تجيله يبص ف عيونها كإنه عايز يقراهم ..

مستنى منها تقوله ع الحمل بس محصلش.. مستنى ف خطوه معاكسه تروح حتى للدكتور زى اول مره بس بردوا محصلش .. طب ايه !
مراد متابعهم من بعيد و بالعافيه ملجّم خطواته مش راضى يتحرك ناحيتهم .. حزين من جواه اوى على بنته اللى حزنه مش على وجعها او فراقها لحبيبها او حتى على تعبها اد ماهو على انه شايفها بالضعف ده .. الضعف اللى مخليها مش عارفه تاخد خطوه لوحدها .. الضعف اللى من اكتر ما اتعالج غلط اتحوّل عجز !

اول مره يشوف الحكايه من براها... هما بالذات طول تفاصيل حكاويهم بينهم .. بالنسبه لبنته جواها اكتر ماهو جنبها لدرجة مبيعرفش يشوف اللى جواها .. لكن اما بِعد خطوه واحده لورا شاف كتير .. شاف ضعف و عجز مخلينها مش عارفه تتحرك .. الاول كان بياخد خطواتها بدالها و شايف استسلامها قدامه دلع مثلا .. لكن بمجرد ما بقى سايبها براحتها و مش عارفه تتحرك عرف انها قلة حيله ! بيتفرج على الضعف ده من بعيد بس مش ده دوره ابداا كأب !

مازن شايفها قدامه زى التايهه .. كان مخنوق من فكرة انها تكون مش مكتفيه بيه او مش مالى عينيها.. بس بمجرد ما شاف عيونها من غيره تايهه .. طول الوقت مدمعه .. دبلانه و بيغمضوا بوجع و يفتّحوا عليه حس ان مش دى ابدا العيون اللى تخون او تطمع و متكتفيش !

بعد الفراق بتيجى للإنسان لحظه يوجّه فيها طاقة عتابه لنفسه بدل ما يوجهها للشخص اللي فارقُه .. احساس سخيف بجلد الذات ان هو كمان غلط مش الطرف التاني بس .. ويبتدي شوية بشوية يشيل الغلط الكامل من على الشخص ده ويوجّهه لنفسه .. حتى لو الشخص ده هو اللى باعه و اهانه واصر على خسارته ، يبتدي يحس ان هو اللى غلطان وهو اللى قصر و إنه السبب اللى خلى التانى يعمل كده .. ويفضل احساسه بالندم يكبر .. وتتحول الصوره من ابيض واسود فيها كل الامور واضحة وباينه زي الشمس ، لصورة رماديه مش واضح مين فيها الظالم والمظلوم ، لحد ما يحن للبنى ادم ده ويفتكر ايامه الحلوة ..اللى وقت ما عاشها عمرها ما كانت حلوة !

دخل عند غرام بحجة يشوفهم عايزين حاجه قبل ما يمشى .. ملاحظ انها مبتجيش من يوم ما غرام اتحجزت .. شافها قاعده لوحدها ف ركن الركنه .. لاول مره يختنق من نفسه اما شافها كده ..
همسه جنبها و معاها طبق فاكهه بتقطعلها و ليليان بتجاهد حتى تتنفس مش تاكل .. شكلها مرهق اوى جسميا اكتر من نفسيا .. وشها اصفر بشكل ملحوظ و يقلق .. متابعها من بعيد كل شويه تقوم ترجّع و ترجع تقعد .. بتتسنّد حتى تقوم للحمام ترجّع و بتدوخ ف النص ..

قرب منهم بهدوء و قعد جنبهم و إبتسم بصفا لهمسه اللى إبتسمت اول ما قرب منهم و هى شايفاه طول الفتره اللى فاتت بيتجنبهم خاصة بعد ما بيضطروا الكل يتقابلوا يوميا عند غرام ..
بصت ل ليليان لقتها مرهقه اكتر ما موجوعه و بصت لمازن و وقفت : هقوم اشوف مراد و اجى
مازن حاول يهزر ف علّى صوته : اه و النبى لاحسن زمانه جاى و ده بيحضر ع السيره.

همسه ضحكت و رجعت مسكت شعره بغيظ و فضلت تهز راسه : لم نفسك يا ابن مهاب .. هاا .. اتلم بقا
مازن ضحك جامد اما حسها تقصد ليليان اكتر من مراد : مانا لامم نفسى و ربنا .. لامم نفسى ع الاخر .. بس هو يلم نفسه بقا
همسه ضحكت اوى : طب ما تلمه انت
مازن بغيظ : لاء هو اللى يلمنى .. انا عايزُه هو اللى يلمّنى ياكشى يلمّنى ف شوال
همسه ضحكت جامد اوى و هو ضحك معاها لدرجة ليليان اتخضت من صوتهم مع انها مع حوارهم من اوله ..

مازن بص بغيظ لليليان اللى بصتله اول ما صوتهم عِلى : اعمله ايه بقا مبيحسش بعيد عنك
همسه كانت فاهمه ان كلامه عن ليليان زى ماهى قصدت كلامها و مع ذلك رفعت حاجبها : مين ده اللى مبيحسش يالا ؟
مازن ضحك برخامه و هو بيغمزلها على ليليان : مراد
همسه رجعت مسكت شعره جامد : ميين ؟
مازن بصّلها على ليليان و رجع بصّلها بغيظ : مراد
همسه عملت نفسها عبيطه و سابت شعره و مسكت خدوده برخامه : ميين ؟

مازن زعق بغيظ : بنت مراد .. ارتاحتى كده ؟
همسه سابت وشه ببراءه مصطنعه : اه اذا كان كده ماشى .. ياكشى تاكلوا بعض انتوا حرين .. لكن مراد تنطق اسمه اخرّطك
مازن بغيظ : طب يلا بقا احسن ده بيجى ع السيره و ده لو جه مش هيخرج و لا بالطبل البلدى
همسه ضحكت جامد و هى شايفه مراد داخل ..

مازن ضهره للباب ف كمل : اه و الله .. تحسيه عامل زى البتاع ده بتاع زمان اللى بيلبد فالوش و يبقى محتاج طبل بلدى عشان يتحرك
همسه كاتمه ضحكتها و بتحاول تبص على برا .. مراد برّق و شاورلها على نفسه انا ؟
همسه هزت راسها اه و هتموت و تضحك ..

مازن شافها بتهز راسها على كلامه هو : اه مانا عارف .. لازقه و الله .. ده مش محتاج طبل بلدى ده محتاج زار .. زار و يتدبح فوق راسى فرخه شرشوحه او ديك قليل الادب عشان يقبّح معاه قبل ما يمشى ف يخاف يرجع.
مراد عض بوقه بغيظ و شاور لهمسه على نفسه و همسه هزت راسها اه بضحكات مكتومه ..

مازن فاهم هزتها لكلامه ف ضحك بغيظ : اه و الله عارف .. يا عينى حاسك انتى كمان عايزه زار زى ده بس الظروف منعاكى .. كتمة عيالك على نَفسك منعاكى .. و لا عايزاه يقعد بعفاريته ؟
مراد عض بوقه كله بغيظ و رفع إيده لفوق قفاه و عمل نفسه هيضربه و شاورلها ..

همسه هزت راسها لاء و مازن ضحك جامد لها : حتى انتى كمان مش عايزاه يقعد ؟ عايزه زار انتى كمان يا عمتو ؟ طب ساكته على نفسك ليه ياختى ؟ هو مهددك ؟
مراد رافع إيده فوق قفاه و بيشاورلها ينزّلها و همسه بتهز راسها لاء و كاتمه ضحكتها ..
مازن بغلاسه : طب ماسك عليكى ذله ؟ مصوّرك مثلا حبة صور من بتوع العيال التوتى دول !

همسه ضحكتها بتخرج عن سيطرتها بصوت براحه و يتهز راسها لاء لمراد ..
مازن بكوميديا : طب مغرغر بيكى ؟ زى العيال التوتى بردوا ؟
همسه ضحكتها طلعت عاليه اوى اوى و هى شايفه مراد برّق و عينيه بتقلب للازرق..
مازن ضحك معاها و للحظه حس بنفسه بيتشال من قفاه و بيترفع جامد ..
مازن برّق من غير ما يبص وراه و عدل ياقة قميصه : هى مالها برّدت كده ليه؟
مراد هبده نزّله عالكنبه تانى و ضربه بخفه على قفاه : عيال توتو ؟ انا ؟

مازن بص لهمسه و زعق بضحكه مكتومه : بس بقاا .. بس .. من الصبح عماله تشتكى منه .. و نازله تقطيم فيه و انا ساكت و بقول دى دماغها فيها مهلبيه و ناسيه هو عمل ايه معاها ربنا معاها .. انك تسكتى ؟ ابدااا ! عماله مره غرغر بيا مره جرجر فيا .. ما كفايه افترا بقا
همسه برقت جامد : يخربييت ابوك .. ده انا اللى هقتلك
مراد شدها بغيظ ورا ضهره و قرب رفعه من قفاه : و تقتليه انتى ليه ؟ عدمتينى مثلا ؟

مازن لف وشه بسرعه له و رفع إيده بخوف مصطنع : يخربييت اللى يزعلك
مراد شمّر كمه و مازن رجع خطوه ورا : و يخربيت اللى يفكر يزعلك
مراد شمر كومه التانى و مازن رجع كمان خطوه : و يخربييت اللى يزعلك و هو قاصد انه يزعلك
مراد قرب عليه و مازن شد ليليان من جنبه و إستخبى وراها : و يخربيت اللى قاصد يزعلك
مراد شد ليليان من قدامه جابها وراه مع همسه و مازن رفع إيده تانى : و يخربييت اللى مش قاصد يزعلك وجنبه واحد قاصد يزعلك
ليليان ضحكت غصب عنها من الضحكه اللى اتمنت تكونلها هى و بس ..

همسه و غرام ضحكوا جامد اوى و مازن بصّلهم : حد ياخده ؟
همسه هزت راسها لاء ..
مازن بص لغرام : انا اخوكى حبييك .. فخدة هوبا التانيه
غرام رفعت حاجبها : لاء
مازن بص لليليان : طب انتى ؟
ليليان حدفتله بوسه ف الهوا بقصد وهو بص لهمسه : لاء انتى بعد البوسه دى لازم تتصرفى و تاخديه لا اقلعلكوا ملط هنا
مراد هيقرب منه همسه اتدخلت و شدته و بتخرج .. مراد بيفلفص منها و رايح على مازن بغلاسه و مازن كل ما مراد يبعد يضحك و اول ما يلتفت له ينكمش ع الحيطه و يمثل الخوف ..

خرجوا بالعافيه و فضل مازن مع ليليان اللى ضحكتها راقت بس قاعده ع الكنبه ..
مازن استغرب انها حتى مقامتش اما أبوها دخل الا اما شدها هو و متحركتش الا اما ابوها شدها وراه و رجعت دلوقت قعدت ..
بصّلها بقلق : انتى كويسه ؟
ليليان هزت راسها اه ..

مازن بصّلها شويه : مشوفتكيش الصبح و انا معدى عليكوا .. كان عندك شغل كتير و لا ايه ؟
ليليان بلهجه هاديه : لاء .. انا كنت معاهم هنا .. بس ممكن كنت نايمه
مازن بصّلها كتير بقلق .. كان عايز يتكلم اكتر بس إتفاجئ ان مش عارف ينطق ..مش عارف عشان مفيش حاجه تتقال و لا عشان اللى المفروض يتقال كتير .. و لا عشان اكتشف انها واحشاه جدا بشكل ميتقالش !
غرام خبطت و اول ما دخلت رفعت إيدها : الدكتور عايزنى تحت .. هظبط لبسى بس
ليليان بصت بمازن بلغبطه : هروح معاها
مازن شاورلها براسه و هى دخلتلها ..
غرام إبتسمتلها : انا قطعت عليكوا و لا ايه ؟

ليليان صعبان عليها نفسها اوى لمجرد انها مش عارفه ايه اللى لازم يتعمل .. مين لازم يعتذر .. الاتنين جرحوا بعض بس مين هيهون عليه التانى يصد إيده !
غرام بصت لعيونها اللى لمعت بدموع و ليليان مسحتها بسرعه قبل ما تنزل : لا متشغليش بالك .. مكنش فى حاجه عشان تقطعيها .. مكنش فى حاجه ابدا
غرام سابت الهدوم و مسكت إيدها و قعدت بيها : حبييتى .. متضغطيش على نفسك .. انتى سيبتيه لحد ما يهدى و المفروض إنه هِدى و قدر يحكم عقله ..ف لو بعد ده كله محكمش عقله و فكر بهدوء يبقى هو اللى اختار و قرر و ساعتها متلوميش نفسك .. انتى غلطتى اه بس كلنا بنغلط .. اعتذرتى و صلحتى غلطك .. لكن اكيد مش هتجلدى نفسك يعنى عشانه ! مش هتفضلى طول الوقت تدى كده حتى لو اعتذارات.

ليليان بصتلها بذهول : انتى اللى بتقولى كده يا غرام ؟ و انتى اللى اكتر واحده بتدى مراد و جنبه حتى و هو جارحك !
مارد كان داخل يشوف غرام نازله للدكتور و سمعهم و وقف على كلامهم ..
غرام إبتسمت بحزن جوه لليليان : ماهو عشان كده انا اللى بقولك كده.. الواحده كل ما بتدى اكتر بترخص اكتر .. بتحط نفسها ف خانة المباح و كل ما بتدى بترخص لحد ما بتبقى ببلاش و ابو بلاش بيترمى بسرعه.

مارد سكت بضيق من نفسه على نبرة الوجع اللى لمسها ف كلامها .. كان هيلف يخرج بس للحظه افتكر كلامها " انت مع اول حاجه بتوجعك بتهرب .. مبيهمكش انها بتبقى واجعانى انا كمان .. المهم انت متتوجعش .. او متوجهاش "
وقف مكانه و اخد نَفس طويل و بيلف وشه يدخل شاف مازن واقف ف مسكه من كتفه بغيظ ..
مازن إتخض و مارد بصّله بغيظ : انت تلم مراتك و تتكلوا من هنا يا و حياة أبويا و أبوك ابعت اجيب بوكس يلمّكوا
مازن رفع حاجبه : بوكس ؟
مارد رفع نفس الحاجب ف وشه و نطحه براسه : و يكون اداب.

ليليان جوه عيطت و اتحدفت ف حضن غرام : انا بحبه .. بحبه اوى يا غرام .. اوى
غرام كانت هتتكلم بس للحظه حست ان الجرح واحد ف طبطبت عليها ..
غرام رفعت وشها اما لقتها بتنهج : حبيبتى .. اهدى .. انتى كده هتتعبى .. انتى حامل و عيانه و بالمنظر ده هتقعى مش هتكملى و لا حتى مع نفسك مش معاه .. انتى بقيتى لا بتاكلى و لا بتنامى و جسمك بيضعف شويه شويه .. كلنا خايفين عليكى بالذات دلوقت.

ليليان مسحت وشها بالعافيه : متقلقيش .. زى ما تيجى تيجى .. اللى ربنا عايزُه هيكون
غرام بقلق : لاء طبعا .. مفيش حجه اسمها زى ما تيحى تيجى .. مينفعش تستسلمى للتعب كد و تقولى ده ربنا اللى عايز ده .. انتى عارفه انا كنت مستغربه ازاى هان عليكى تنزلى حته منك لمجرد فى احتمال تتعبى شويه .. بس اما ابتديتى تدخلى ف حملك و مهزوزه كده حسيت انك كان لازم تخافى و تترددى.

مازن برا سكت بقلق و انسحب بسرعه خرج مخنوق.. مارد وقف شويه لحد ما خرجوا .. ليليان اول ماشافت الغرفه فاضيه و خرجوا مشافتش حد غمضت عيونها بإحباط ..
مارد اخدها ف حضنه بقلق : حبيبتى
ليليان مسكت ف حضنه اوى و سابت نفسها جواه : انا كويسه بس ممكن تخلينى شويه .. محتاجاك

مازن كلم الدكتور بتاعها و راحله و اتكلموا ف تفاصيل حالتها ..

مالك خرج ورا حلم بس ملقهاش .. قلب عليها الدنيا ملهاش اثر .. راح بيت أبوها و آمها رفضت تقابله ..
البواب خرجله : محدش هما و الهانم سايبه خبر لو
مالك كسر البوابه بعربيته و إتخطاه و دخل ..
نزل و دخل و هى زعقت و هى نازله : انت ايه يا بنى ادم انت ؟ همجى ؟ حد يدخل بيوت الناس كده ؟ متعلمتش الاتيكيت قبل كده ؟
مالك قرب منها بهجوم لدرجة إتخضت و رجعت لورا..
مالك بغضب : مراتى فين ؟
هند بصوت ملغبط من غضبه : معرفش
مالك زعق : بقولك فين انطقى.

هند ردت بمكر تستفزه : هو انا هشتغلك انت و هو عشان الهانم و لا ايه ؟ مره داده لعيالها عشان افضيله الجو و مره سكرتيره لمواعيدها عشانك !
مالك قرب منها بغيره واضحه فاجئها بمسكته لدراعها بحده : مين ده اللى تفضيله الجو ؟ قسمابالله لو ما اتلميتى لا ابعتك لاجوازاتك تونسيهم ف حبسهم
هند بصتله بغيظ و شدت دراعها منه : انت جاى تسألنى انا عنها ؟ ده انت مش راجل ف بيتك بقا ! مره تمرمطك و مره تجرجرك وراها ! بدل ما جاى تسترجل عليا روح شوف مراتك !

مالك بصّلها بغضب و فهم إنها بتستفزه .. و الاكتر إستنتج من كلامها ان حلم مش هنا .. سابها و خرج بغضب..
هند إتكلمت بإستفزاز و هو خارج اما ضمنت إنه بِعد عنها : لو معرفتش توصلها و تعمل حاجه ابقى كلمنى اقولك تعمل ايه !
مالك كز على سنانه و لف وشه لها و هى إبتسمت بمنتهى الاستفزاز : كالعاده يعنى .. انت امتى بتعرف تعمل حاجه ! عموما لو معرفتش ابقى حاول توصل لمروان.. اصله هو كمان مختفى ..

مالك بصّلها بغيره اتحولت لشر على وشه و لو قدامه وقت فاضى كان نسى انها واحده ست !
مازن مع الدكتور بتاع ليليان اللى بيشرحله حالتها ..
بصّله بتوتر إبتدى يقلق بجد : يعنى ايه ! انتى طمنتنى انها كويسه !
الدكتور : و انا لسه عند كلامى .. هى لحد دلوقت تمام
مازن اتعصب : يعنى ايه كلامك ده و يعنى ايه لحد دلوقت ؟ انت كلامك مش واضح ليه؟

الدكتور : لاء انا كلامى واضح و زى ما قولتهولك هقولهولك تانى .. هى كويسه و الحمد لله الى الان مفيش اى مضاعفات .. لكن هى عندها انيميا و دى مريضة قلب ف بنبقى متخوّفين شويه مش اكتر و كل النتايج قدامنا مش ثابته
مازن بعد ما كان وقف رجع قعد بخوف : يعنى ايه النتايج مش ثابته ؟ انت مش ضامن نتيجة حملها ؟
الدكتور : بردوا مقولتش ده .. انا كل اللى عايز اقوله ان هى ضعيفه و الضعف ده وحش عليها هى .. ممكن الحمل يعدى مع الادويه اللى بنديهالها و المتابعه و الرعايه .. لكن.

مازن وقف و زعق : يعنى ايه الحمل هو اللى ممكن يعدى ؟ طب و هى ؟ هى ! هى اغلى من مية حمل ! انت بتخاطر بيها و لا ايه عشان حتة عيل !
الدكتور : يافندم لاء .. موصلناش لكده .. انا بقولك ده مجرد تعب حمل بس زايد عشان هى ضعيفه و ده اللى كان مخوفنا من مجرد الفكره .. يعنى مثلا مش كل مرضى القلب فعلا ممنوعين من تجربة الحمل لكن هى اللى موتّر الموضوع ضعفها و ده اللى بيخلينا متحفظين شويه ف المتابعه و على اهب الاستعداد للتدخل لو لقينا ف اى وقت حالتها مش هتسمح تكمل ! خلينا نستنى و نشوف.

مازن زعّق بإندفاع غريب : يعنى ايه نستنى و تشوف ايه ؟ تستنى اما تشوفها هتتعب و لا لاء ؟ هتموت و لا هى و حظها ؟ هى تعبانه
الدكتور : مفيش داعى للقلق ده كله انا اقصد واخده علاج للانيميا و هنستنى نشوف نتيجته .. ع الاقل اول تلات شهور و لو حصل مضاعفات يبقى نتصرف .. اه التحاليل بتقول فى انيميا لكن ممكن من هنا لاخر الحمل تكون اتظبّطت
مازن بتوتر : و ممكن لاء ، ساعتها هيبقى ايه الحل المتاح قدامك ؟
الدكتور : هى لسه ف شهر و شويه ، يعنى لسه قدامنا وقت و فى امل نظبط الدنيا و اذا لاء هنتصرف فورا.

مازن بصّله بقلق حقيقى و خرج .. فضل يلف بالعربيه كتير و دماغه بترسم قدامه خطوط كتير بدايتها من دلوقت و نهايتها ف حته وحشه بنهايه اوحش ! إتفاجئ بنفسه حاطط قدامه فكرة يتنازل عن الحمل ده ! لمجرد تعبها قدامه و دبلانها ده ! من وسط دوشته دى انتبه على شكل تفكيره و إستغرب .. مش عارف مستغرب نفسه إنه فكر ف كده و لا مستغرب نفسه انه معرفش يستوعب او يحتوى موقفها وقتها !

غرام دخلت للدكتور و همسه و مارد معاها .. الدكتور عملها اشعه و طلب تحاليل ..
و هو بيكتب الروشته مارد بصّله بإهتمام : لإيه كل التحاليل دى ؟
الدكتور : دى تحاليل هرمونات .. كده البريود دى اللى هيتعمل على اساسها العمليه ف لازم نتآكد ان كل حاجه تمام
مارد بقلق : هو انت مش متأكد قبل كده ؟

الدكتور بهدوء : اه طبعا .. قبل كده عملنا اشعه شامله و اشعة صبغه و منظار و تحاليل هرمونات .. و كل حاجه كويسه .. لكن دى البريود اللى هيتعمل منها الحمل ف لازم نتطمن ع الهرمونات انها لسه مظبوطه لان الهرمونات بالذات دى حاجه مش ثابته .. دى بتتغير مش بس من شهر لشهر .. لاء ده ممكن من يوم ليوم
مارد قلق اكتر و حاول يتكلم اكتر : طيب هو فاضل كده اد ايه ع العمليه ؟

الدكتور : من اسبوعين لتلاته
مارد بوتر : طب ماهو ممكن تتغير خلال الفتره دى .. انت بتقول ممكن تتلغبط بين يوم و يوم
غرام خطفتله نظره سريعه و شافت ف عيونه قلق جامد .. شافته ضعيف اوى قدام رغبته دى و رجولته .. إلتمست ضعفه حتى لو معرفتش تلتمسله عذر !
الدكتور بص لمارد : متقلقش الهرمونات الاساسسه معانا بنتأكد منها يوميا خلال متابعة التبويض.

مارد بضعف : طيب ممكن الهرمونات كلها .. اقصد تحاليلها كلها
الدكتور هز راسه و إبتسم و مارد اتكلم بتوتر : و الاشعه كمان
الدكتور : كده كده الاشعه بنعيد فيها عشان متابعة التبويض و نتابع حجم البويضه
مارد اخد نَفس متوتر و وقفوا يخرحوا ..
مارد مسك إيد غرام بحب بس صوته مهزوز : هو احنا ان شاء الله ربنا هيراضينا صح ؟
غرام سحبت إيديها و بصتله بجفا : هيراضينى.. هيراضينى انا ان شاء الله
نزلت عملت تحاليلها و ابتدت كورس العلاج الاخير للعمليه ..

حلم كانت بعد ما خرجت من البيت .. اخدت عربيتها و مشيت .. تايهه .. برغم كل اللى عاشته و شافته بس لاول مره تحس انها وحيده كده.. ده حتى بعد موت مالك و حادثته محستش بالوحده دى !
محستش بوحدتها غير اما إحتاجت حد جنبها و ملقتش.. تروح لمين بس ! كانت ف اللحظات دى مبتروحش غير لحضن واحد و كانت فاكره وجعها من احتياجها لحد ما اكتشفت ان الحضن ده كله شوك و بيمزّع فيها ! بتدفع نتيجة غلطتها اهى ! او حتى نتيجة اختيارها ! لكن هى امتى إختارت بإرادتها ! ده لو حتى إختارته محدش بيختار اهله ! كانت اختارت مين بس !

ابوها اللى ف السجن ! اللى خاطر بيها و بحياتها عشان نفسه و لا اللى اصلا باعها من الاول عشان يشترى نفسه !
و لا امها اللى و لا مره ف حياتها كانت معاها ! كانت صح ! و المره الوحيده اللى كانت بجد صح فيها اما قالتلها هتندمى و ترجعيلى معيطه و اهو بيحصل !
محاولتش حتى تروح الكومباوند .. إختنقت من مجرد الفكره .. كان عندها شقه بتاعتها من قبل حتى ما تقابل مالك ميعرفش عنها حاجه .. اخدت بعضها و راحت..

مالك قلب عليها الدنيا بس مفيش .. مش عارف يوصل لحاجه ..
كلّم يونس : يونس هبعتلك نمرة عربيه عايز اعرف تفاصيلها
يونس بقلق : انت بردوا لسه موصلتش لحلم ؟
مالك بحزن : لاء
يونس : اقفل هجيلك
مالك : شوفلى الاول العربيه ممكن نوصل منها لحاجه.

يونس قفل معاه و اخد نمرة العربيه بس عرف انها واقفه قدام الكومباوند .. كلم مالك و راحله و راح هناك .. فتح و دخل و قلب الدنيا بس مفيش اثر ..
يونس بصّله بقلق : المهم دلوقت ان عيالك معاك
مالك اتضايق : المهم هى يا يونس ...هى
يونس بتردد : حصل ايه يا مالك ؟ حصل ايه شقلب موازين حكايتكم كده و سابت كل حاجه و مشيت حتى ولادها !
مالك اخد نَفس جامد و حكاله تفاصيل كل حاجه ..
يونس بيسمعه بذهول : انت ليه مقولتلهاش كل ده ؟

مالك بضيق : هى مدتنيش فرصه .. هى لمجرد ما شافت الزفت سابتنى و مشيت .. سابت ولادنا .. سابت بيتنا . سابتلى الدنيا بحالها و مشيت
يونس بعتاب : مش يمكن انت اللى غلط يا مالك ؟ لازم تعرف ان كل حاجه لها صلاحيه.. لها حدود .. حتى لو الحب مبيخلصش و مبيبقاش محجّم لكن الثقه و الطاقه لهم نهايه
مالك كان هيتكلم : انا بس.

يونس : انت بس ايه ؟ انت متكلمتش لمجرد عايزها تثق فيك ثقه عاميه .. ثقه مش مرهونه بسمع و لا شوف .. ثقه مش مشروطه .. للملانهايه .. كنت عايز تشوف رد فعلها .. هل هتثق فيك انك ممكن تأذيها او لاء ! مخدتش بالك من الظروف .. الوقت .. ان ممكن يكون فى كتير خارج قوانينك ضاغط عليها .. ابوها و اللى حصله او امها و تخليها عنه مثلا .. مالك ده اللى بياخد دوا و بيبقى ضامن نتيجته لو اخده ف وقت غير وقته ممكن يأذيه .. لو اخده حتى بكمية غير كميته بيأذيه.. لو اخده و هو عنده برد حتى بيأذيه ! و ده دوا و علاج ! ازاى فكرت ان مثلا تشوف نتيجة ثقتها فيك ف لحظه زى دى و هى تحت كل الضغوط دى اذا كانت هتثق انك هتآذيها و لا لاء !

مالك هيتكلم هو سبقه : او حتى هتقف و تسمعك و لا لاء ! مالك انت وهمتها انك سيبت معاها راجل تانى لمسها ! اعتدى عليها ! رسمت كل الظروف و الناس يثبتولها ده ! الدكتوره انت بتقول عرفت انها راحت كشفت عليها و اكيد قالتلها حصل و هى مش هتتخيل انك ف وقت زى ده و مكان زى ده هتعمل كده ! مراد خليته قالها انك كنت معاه ! يبقى اييه ! ازاى تخيلت اصلا ممكن يبقى فى ثقه عشان تختبرها !

مالك اتنفس جامد و يونس قرب منه وقف جنبه و سند ع العربيه : انت مشيت بمبدأ الغايه تبرر الوسيله لكن نسيت ان مش كل الوسايل متاحه لاى حد و لا ف اى وقت و نسيت ان مش كل غايه تستحق
مالك بحده : وجودنا سوا يستحق .. حياتنا مع بعض تستحق .. انا عملت كل ده عشان نعرف نكون مع بعض تانى .. هى ف يوم من الايام اذتنى لمجرد يا نكون مع بعض يا لاء
يونس إبتسم : افهم من كده انك جربت ! عذرتها ؟

مروان كان سافر سينا عشان ابوه طلب يشوفه .. رجع و عرف من هند اللى حصل .. راح ع المستشفى و هو عارف انها اكيد مش هناك بس مفيش قدامه غير انه يسد كل الاحتمالات ..
سأل ف الريسيبشن و عرف انها خرجت .. عرف كمان ان الدكتور بتاعها سايب خبر لو جات تطلعله ..
مروان طلعله و الدكتور قابله : انت تبعها صح ؟

مروان بقلق : اه.. هى ليه خرجت ؟ حالتها مكنتش مستقره
الدكتور : فعلا .. و مكنش ينفع ع الاقل اما تاخد علاجها و ادويتها و تفهم هتمشى بيها ازاى
مروان بقلق : يعنى ايه ؟ و ليه مقولتلهاش كده و ليه سيبتها تخرج اصلا !

الدكتور : انا إتفاجئت بيها خرجت .. مجرد ما عرفت هى بالحمل .. مالك باشا عرف و بلّغ الممرضه محدش يقولها بالحمل دلوقت بس انا كنت طلعتلها و انهارت و خرجت
مروان واقف مش فاهم حاجه .. ليه انهارت اما عرفت بالحمل ! ليه خرجت اما عرفت ! ليه اصلا مش مع مالك ! معقول مش عايزاه مثلا !
اتحرك يمشى و الدكتور وقّفه : ياريت تبعتهالى عشان العلاج .. بعد التحاليل ما ظهرت لازم ادويتها هتتغير
مروان بقلق : تحاليل ايه ؟

الدكتور شرحله ليه طلب التحاليل و نتيجتها .. مروان بيسمعه بصدمه و اخدها منه و خرج ..
راح كل حته ممكن تكون فيها.. سأل كل صحابها .. حتى بيتها راح و سآل من بعيد .. ايام بتعدى و مفيش ..

غرام متابعه مع الدكتور يوميا .. الدكتور اقترح عليهم ممكن ترجع البيت و تجيله يوميا بس هى رفضت.. مارد اتقبل رفضها بقلق على خطوتها الجايه.. اتطمن بس عشان هتبقى تحت اشراف الدكتور بشكل مستمر ..

الدكتور بيتابع بالاشعه يوميا حجم البويضات لحد ما وصلوا للحجم المناسب و عملها سحب و ده اول خطوه فالعمليه قرر معاد العمليه خلال خامس يوم و فعلا عملتها و استنت النتيجه خلال اسبوعين ..
مارد مكنش عايز يدخل عندها نهائى من يوم العمليه .. بس ف لحظه انه لو خسرها ف ده كان عشان هروبه قدام اى ازمه مش عشان خناقهم .. و دلوقت مش هيكرر ده تانى ..

دخلها و هى إبتسمت بفرحه معرفتش تداريها .. كانت متوقعه منه يهرب من المسئوليه كالعاده لكن خلف ..طول الوقت جنبها حتى النوم بينام على كنبه جنب السرير رغم انهم مبيتكلموش
الكل متوتر و الكل على اعصابه و مستنيين ..
همسه راحت على مارد بحب و مسكت ايده قعدت بيه على كنبه .. بتلقائيه استخبى ف حضنها و هى ضمته على صدرها ..
مارد بخوف عيل صغير بصّلها و معرفش يتكلم ..

همسه لمّست على راسه بشعره بمنتهى الحب : حبيبى .. انا عارفه انت ممكن تكون حاسس بإيه دلوقت .. انا اكتر واحده حاسه بيك .. انا عيشت نفس تجربتك.. اه مش فاكره حاجه لكن انا فقدت ذاكرتى مش قلبى .. صدقنى ربنا مبيعملش حاجه وحشه .. ربنا مبياخدش حلو و لا بيدى وحش .. ربنا خلق الدنيا بحالها بميزان حساس.. كل حاجه فيها مظبوطه حتى المشاعر ..

كل حاجه رزق و كل رزق و له معاد متستعجلش رزقك عشان ميجليكش رزق مزيف ..انا متأكده ان انا ف يوم من الايام استعجلت و اعترضت على تقسيم ربنا للارزاق .. يمكن يكون كنت مش هخلف غير بعد عشرين سنه لكن استعجالى و اعتراضى على امر ربنا كان سبب ان ربنا يدينى اللى عايزاه و يحرمنى منه لحد ما يجى معاده
مارد بصّلها بحب و اتخيل نفسه جوه حكايتها و إبتسم بشئ من الرضا ..

همسه باست راسه و ضمته : حبيبى بعد الشر عنك من كل ده .. بس انا عايزاك ترضى باللى ربنا هيقسمهولك و قول الحمد لله
مارد اخد نفس جامد : يارب

مالك احساسه بالوحده دلوقت خلاه يحس ان اللى فات كله مكنش وحده .. غياب فهد و حلم كان عامل زى غياب النور بالليل و ضى النهار ..
من غير ما يكلم فهد راح على طول ع المقابر ..
بمجرد ما شاف عربيته متفاجئش بس إبتسم اوى .. الحبايب اللى فرّقوهم دايما بيجمّعوهم ..
دخل و بمجرد ما شافه قلبه اتقبض .. اتخلع .. رقدة فهد جنب القبر بتاعهم خلته غصب عنه شافها رقده جواه مش جنبه !

جرى عليه و ميل .. كان على جنبه مسك إيده بلهفه بيعدله على ضهره .. شاف وشه شاحب و اصفر و عيونه برغم تغميضتها بتنطق حزن ..
اتنهد بزعل و مره واحده وقف بمكر خرج راح عربيته جاب فرش ابيض كان حاطُه ف العربيه لزوم سفرياته و بيبات طول الليل ع الطريق ..
مالك رجع و ميل عليه رفع راسه و برغم انه إتأكد انه نايم الا انه سحب قزازة ميه اللى جنبه و حط ف إيده و غسله وشه..فهد إتخض و ملامحه برّقت قبل حتى ما يفتّح ..

مالك رفع حاجبه و رش بقية القزازه على وشه ..
فهد فتّح بغيظ و هو لسه راقد على ضهره : حرام عليك يا مالك .. حد
سكت بالكلام و برّق على منظر مالك اللى لافف نفسه بالمفرش و ناكش شعره و مبرّق ..

فهد عشان كان لسه صاحى من النوم صرخ اوى ف الاول لحد ما استوعب الموقف .. بعدها اتعدل بسرعه و رفع إيده و مثّل الخوف و هو بيتلفّت حواليه : سلام قولا من رب رحيم .. خير .. ملك الموت ده و لا ايه !
مالك برّق بغيظ : ملك الحساب هيجيلك يرش مايه على وشك قبل ما يصحيّك ؟ ليه كان خالتك ام مالك ؟
فهد ضحك غصب عنه : لا انا قولت ملك الموت
مالك رفع حاجبه بغيظ : لا و الله ؟ موت هاا ؟ مشبعتش ؟

فهد وقف بسرعه : لا و ربنا .. بهزر يا مرضان ده انا حتى قاعد على قلبك و مستربع تحس مراوح صدرك مهوّيه و عامله طراوه
مالك برّق : ان ما بطّلتك شغل شحتفة امينه رزق ده و مبياتك هنا مبقاش ابن امى
فهد قام جرى و مالك جرى وراه و بيضحكوا اووى لحد ما قعدو بنهجان ..
مالك شدّه عليه و مسكه بإيد من ياقة تيشرته و رفع إيده التانيه على وشه ببوكس : ولاا .. هتلم نفسك و لا لاء ؟

فهد كتم ضحكته بخوف : حاضر و ربنا
مالك عمل نفسه هينزّل البوكس على وشه و فهد خبّى وشه بالعافيه ..
مالك بغيظ : ولا استرجل شويه .. ده انت اعيل من ياسين .. ان جيت هنا تانى و رحمة ابويا و امى لا اقفل عليك الباب عشان تعيش الدور بجد
فهد بينهج بضحك : لا خلاص
مالك : مشوفكش هنا.

فهد هز راسه بضحك من غير صوت : حاضر
مالك : لو عوزت تيجى كلمنى نيجى سوا
فهد بيهز راسه حاضر و مالك نطحه براسه قبل ما يسيبه و الاتنين ضحكوا ..
فهد لاول مره من ورا ضحكته يقدر يقرا حزنه .. يشوف الاحتياج ف عينيه..
بصّله بقلق : فيك ايه يا مالك ؟ مالك يا مالك ؟

مالك إبتسم بحزن ع السؤال و ذكرياته .. حكاله اللى حصل .. احتفظ بجزئيه لنفسه لكن فضفض ..
فهد إبتسم : متقلقش خير ان شاء الله .. اللى فيه الخير ربنا هيعمله و الله
مالك : الخير لو مش ف اللى عايزُه مش عايز
فهد غمزله : ما تقول لو مش فيها مش عايزُه
مالك إبتسم بالعافيه : مكنتش متخيل ان الامور هتوصل لكده.

فهد : اكيد محتاجه تهدى .. و حتى لو مهديتش ف اما تسمعك هتهدى و الامور هتهدى معاها
مالك بصّله شويه قبل مايتكلم : مين قالك اما تسمع هتهدى؟ انا اذيتها يافهد
فهد إبتسم : انت مبتعرفش تآذى حد يا مالك .. مبتعرفش .. ممكن تقسى .. لكن تأذى لاء
مالك بصّله كتير و إبتسم و فهد طبطب على إيده : انا متأكد ان اللى قولته ده مش كل الحكايه .. او ع الاقل مش الوجهه الوحيده لها .. جوه كل حكايه حكاوى كتير .. و كل طريق مهما كان سالك بيلف و يوصّل لحاجات كتير .. و لانا متأكد إنك كنت عايز اى حاجه غير الاذيه..

مالك إبتسم اوى ع الكلام اللى اتمنى ف وقت من الاوقات يسمعه .. دلوقت بس اتنهد براحه إنه سمعُه و حس انه نجح يعلّمه درس كويس حتى لو بالقسوه ..
فهد إبتسمله : صدقنى اكيد هى كمان اتعلمت كتير و مش هتغلط تانى .. هترجع ع الاقل عشان تسمعك .. مش هتحكم من بعيد .. هى بس ممكن عايزه تهدى عشان يوم ما تسمعك تعرف تحكّم عقلها.

مالك بوجع : حتى لو عرفت امتص طاقة اعذار ليا جواها ف اللى حصل و حتى لو سامحت .. لكن موضوع
فهد قاطعه : الاعتداء ده كان لحظة صدمه .. و هى اول من جرب الصدمه قبلك و ده اخر حاجه هتحاسبك عليها .. مش عشان محقوقه لك لكن عشان مجربه
فهد اخده و خرجوا .. رجع يدوّر من تانى بس المرادى حاسس بالفرق .. مش لوحده .. فهد جنبه و حاسس انه لاول مره يكون مسنود بجد ..

حلم ف شقتها اكتفت بنفسها .. اكتفت من مالك .. اكتفت من الدنيا لحد كده ..
مروان راحلها و اول ما رن الجرس بصت للباب بخمول و فضلت مكانها ..
اتنبّأت ان ع الباب هيمشى .. مش هيستناها كتير و لايصمم ...عمر ما حد اتمسك بيها اصلا !
بس جرس الباب رن مره و اتنين و عشره و اللى برا مصمم ..
قامت بخمول فتحت و شافت مروان ..

إبتسم بلهفه اول ما شافها : حرام عليكى .. الواحد موته هيكون بسببك
حلم مردتش و لاول مره تفتحله سكه يدخل و هو نوعا ما اتنفس امل من جديد ..
قعدوا و هو مسك إيدها : حلم ...لازم تبقى كويسه .. لازم .. ارجوكى .. ع الاقل عشان نفسك
حلم بتهرّب : انت عرفت منين ان انا هنا ؟
مروان إبتسم اوى و شاور على قلبه ..

حلم اتنفست بضيق و هو بصّلها بغيظ : بعد ما قلبت عليكى الدنيا و روحت كل مكان كان ممكن تكونى فيه و ملقتكيش خمنت انك هنا .. مفيش غير هنا ماهو اكيد مش هتطيرى يعنى .. انا كنت لو ملقتكيش هنا هسأل زفت مالك عنك !

حلم هزت راسها و سكتت .. بعد اللى مالك عمله فيه و طرده و بعد كل صدها له لسه بيدور عليها ! مش عارفه ليه رغم حبه لها شافتها قلة كرامه خاصة بعد اللى حصل بينه و بين مالك .. غصب عنها شافت مالك انتقم لحقه اللى عندها انتقام لكرامته .. لرجولته .. ده حتى مسابش حقه عند فهد و هو اخوه ! و هو حتى مفكرش ياخد حقه من مالك ده مش اصحاب حتى !

مروان اتكلم يشدها من تفكيرها : انتى ناسيه انك انتى اللى قايلالى اما اخدتى الشقه هنا ؟
حلم ابتسمت بالعافيه ربع ابتسامه و هو بصّلها بعتاب : بس واضح انك انتى اللى نسيتى و نسيتى كمان كنتى واخداها ليه ! حلم انتى كنت واخده الشقه دى تعمليها مكتب محاماه خاص بيكى و بشغلك لوحدك .. انا وقتها اه كنت متغاظ انك هتنشغلى اكتر و ان لو عندك وقت يبقى شركتك اولى بيه .. لكن ياريتك كنتى عملتى ده
حلم هربت بعينيها اللى دمعت بعيد ..

مروان قام من ع الكرسى قعد ع الكنبه جنبها : انتى فاكره واخداها امتى ؟ قبل قضية زفت بفتره صغيره ! كنتى نشيطه و كلك حيويه و طاقه .. كان عندك طموحات كتير .. كنتى ناويه تفتحى مكتب .. كنتى ناويه تكملى ماجيستير .. كنتى ناويه توسعى شغلك .. كنت عايزه كتير .. لكن دلوقت وقّفتى كل حاجه .. كل حاجه يا حلم ..

زمان سمعت من ابويا كلمه بسببك و دلوقت انا اللى هسمّعهالك " ان الحب اللى ميعلّكيش يوم ما يقع منك متوطيش عشانه تجيبيه " فوقى لنفسك بقا يا حلم
حلم ميلت راسها بين ايديها و عيطت : صُعبت عليا نفسى اوى يا مروان .. اوى .. مراد مقبلش على بنته تنضرب قلم و اخد حقها و كان هياخد روح جوزها ف ايده .. مالك نفسه مقبلش ولاده يبقوا بعيد عنه حتى لو هيدوس عليا و على نفسه و اخد حقه و اخدهم .. لكن انا.. انا عمرى ما كان ليا حد ممكن يعيط عليا اما الدنيا توجعنى كده
مروان ابتسم و مسك إيدها ضغك عليها اوى : عيب عليكى ..امال انا فين من كل ده ! خلينى جنبك !

حلم إبتسمت من بين دموعها : انت اخويا يا مروان و لولا انت مكنتش هقدر اكمل من و انا عيله لدلوقت و انا مليش اخ زيك
مروان بصّلها بغيظ : لاء انا قولت خلينى جنبك مش شلّينى جنبك
حلم ضحكت غصب عنها و هو ضحك معاها بغيظ اتبخر مع ضحكتها ..
مروان : ايه رآيك نسافر ؟ انتى محتاجه تغيرى جو يا حلم
حلم بصت للتحاليل اللى دخل بيها و إبتسمت بحزن ..
مروان اتوتر بقلق : الدكتور بيقول كويسه .. بس محتاجه راحه و
حلم بحزن : التحاليل اكدت على كلام الدكتور
مروان اتخض : هو كلمك ؟

حلم سكتت و مروان حاول يطمنها : انا جنبك متخافيش .. هنسافر و هنروح لدكتور برا مصر كويس انا اعرفه و نعرض عليه الحاله .. جايز فى حاجه غلط .. هنا بيعكوا كتير
حلم افتكرت الادويه اللى بتاخدهاو اللى قرتها فالكتاب و إبتسمت بحزن ..
مروان بسرعه : حتى لو .. ف اكيد هنلاقى حل عندهم و اكيد فى علاج .. حلم انتى لازم تبقى كويسه .. مفيش حل تانى .. يا ستى بلاش عشان حد .. عشان نفسك .. ولادك
حلم افتكرتهم و اكتشفت انهم واحشينها اوى .. بصت لمروان اللى فضل معاها بيقنعها لحد ما شبه اقتنعت..

حلم : محتاجه اجهز و
مروان بسرعه : انا هجهز كل حاجه .. هرتب و هحجز و نسافر
حلم هزت راسها و هو قعد كتير معاها و نزل جابلها حاجات و عملها اكل و اتغدوا سوا بالعافيه منها و مشى ..

عدى اسبوعين على عملية غرام لحد ما جه يوم التحليل .. الكل بيتقلب على الجمر ..
الدكتور دخلها اخد عينة الدم و نزل المعمل يعمله ..
ساعات عدت زى السنين لحد ما طلعلهم و الكل وقف بترقب ..
الدكتور اول ما ابتسم قبل ما ينطق مراد عيونه دمعت و رفع وشه للسما بإمتنان : حبيبى يارب
مارد بصّله و بص للدكتور و كإنه مفهمش او مش قابل غير انه يسمعها صريحه ..
الدكتور : الحمد لله ربنا كرمها.

مارد بصّله قوى و مش عارف ياحد رد فعل .. واقف و باصصله اوى و كإنه مآجل رد فعله او خايف يكون للكلام بقيه و يستعجل الفرحه ..
مراد الوحيد اللى فهمه .. قرب من مارد و لفّه كله بدراعه من ضهره و التانى ضمه من صدره و اخده عليه : مبروك يا حبيبى .. مبروك الحبايب اللى هينوروا العيله
همسه قربت عليهم و حضنته مع مراد : مبروك يا قلبى انت .. مبروك الف مبروك.

مهاب قرب عليه و معرفش يحضنه من ضمة ابوه و امه له ف باس راسه بينهم : مبروك يا ابو مراد
كإن الكلمه فوّقته ف بص لمراد اللى ابتسم .. ابتسم اوى و مارد ابتسم اوى .. اوى اوى .. ابتسامه بتوسع شويه بشويه لحد ما بقت ضحكه و بصوت بيعلى شويه شويه لدرجة الكل ضحك ..

مارد ساب ابوه و بيرجع لورا و هو بيضحك بهيستريا .. مصطفى كان معاه فقرب منه و شده و حضنه اوى : مبروك يا عموو
مارد رفع وشه و مسك دراعه و فضل يتنطط : مراد جااى .. جااى .. مراد التالت جاى جاى
مصطفى ضحك جامد اوى و بيردد معاه : الله حى .. مراد جاى .. حى حى مراد التالت جاى جاى
مراد ابوه ضحك اوى بدموع بتنزل و ضم همسه عليه اوى و باس راسها ..

همسه بدموع : الله كريم
مراد اخد نفس عالى : اووى
همسه باست إيده اللى ضامه كتفها : مراد هيتجنن
مراد بصّلها بعيون بتلمع : انا اكتر واحد حاسس بيه .. و مش عشان ابوه .. بس انا ف يوم من الايام كان قلبى هيقف من الفرحه بيه زيه دلوقت كده
غرام جوه سامعه اصواتهم و هتموت و تطلع بس الدكتور مانعها من الحركه ..

مارد جرى على جوه و مراد لحقه جرى بقلق : اوعى تقرب منها يا مجنون .. الدكتور مانعها تتكلم حتى
مارد بيشب عليها و مراد حايشُه بالعافيه محلّق عليه من قدامه ..
غرام دموعها نزلت اوى و بتتمنى لو تعرف تحضنه دلوقت .. فرحته محت وجع كتير .. كبر الفرحه رسم حجم الوجع اللى كان موجود
مصطفى حلّق عليه من ضهره و بيتنطط بيه : مراد جاااى .. جاااى .. جاى ..

مازن قرب عليها و عشان يضمه فضل يتنطط معاه و يغنى معاهم : و الله و عملوها والرجاله
ممرضه معديه من عليهم فبصت لمارد : كابتن هو الماتش كام كام ؟
مارد بص لمصطفى اللى بص لمازن و انفجروا فالضحك ..

مروان جهز للسفر و مقالش لحد زى ما طلبت منه .. راح لحلم يومها و اتفاجئ انها مستعده عكس ماكان متوقع ..
اخدها و مشى و هى بصتله شويه بجمود : ينفع تودينى ع البيت الاول
مروان اتلغبط بقلق : بيت ايه ؟ بيتنا و لا
حلم : بيت ابوك
مروان اتنهد و اخدها و راح ..

دخلت و اول ما شافت امها وقفت بجمود : انا سيبالك الدنيا بحالها ...ماشيه يارب بس ترتاحى
امها بغيظ بصت لمروان و بصتلها : لا برافو عليكى .. مبتضيعيش وقت انتى .. بتتعلمى بسرعه
حلم ضحكت بتريقه : بنتعلم منك .. عيب تبقى امى و اعاشرك كل ده و متعلمش
امها ببرود : و رايحه فين بقا و لا رايحين فين ماهو واضح انكم رايحين سوا.

حلم ببرود : ملكيش فيه .. انا بس جايه اقولك مش عايزه اشوفك تانى .. مش هتشوفى وشى و لا انا عايزه اشوف وشك و لو حصل و جمعنا طريق ابقى لفى عينيكى بعيد لحد ما اسيبهولك
امها ببرود : احسن .. بس هقولك اللى قولتهولك قبل كده .. هترجعى تعيطى
حلم صعبت عليها نفسها لمجرد كانت متخيله انها حتى هتسألها او هتهتم : انتى اخر حد ممكن ارجعله .. عارفه انا لو بموت مش هرجعلك .. و دلوقت اتفضلى برا
امها اتصدمت : نعم ؟

حلم بحده : بقولك براا ..ده بيت ابويا و انتى ملكيش مكان هنا
امها زعقت : و انتى ناسيه انه جوزى ؟
حلم ببرود : انهى فيهم ؟
امها بحده : كويس انك لسه فاكره ان الاتنين يخصونى و مش انا اللى يتلعب عليا .. و لو انا اللى عايزه اللى اطلّعك من المولد بلا حمص هطلعك من غير هدومك حتى
حلم بصت لمروان اللى مدهاش فرصه و رد هو : اطلعى برا .. لو حد له حاجه ف حق ابويا ف انا الوحيد اللى من حقى كل حاجه
هند بحذر : يعنى ايه ؟

مروان بحده : ابويا كاتب بإسمى كل حاجه .. كل حاجه بعقود بيع و شرا و انتى ملكيش حطة رجلك .. و كنت سايبك عشان حلم و دلوقت هى مش عايزاكى .. اخرجى برا
امها بصتله بغل و طلعت فوق .. عملت تليفون و لبست و اخدت حاجتها و نزلت ..
كانوا لسه واقفين فبصت لحلم بحده : هتندمى
قبل ما يتكلموا عربيه وقفت و نزل منها مالك اللى دخل بغضب ..

امها اخدت شنطتها تمشى و بصت لحلم بقرف بعد ما شافت مالك داخل و سامعهم : كنتى بتعيبى عنى انى مرات الاتنين .. ع الاقل انا مروحتش للتانى الا اما سيبت ابوكى .. سلام بقا يا مرات الاتنين شوفى نفسك هتسافرى مع مين فيهم .. ماهو مش معقول هتسافرى لوحدك و وراكى اتنين
مالك دخل بغضب : مين دى اللى هتسافر ؟

حلم مرضيتش حتى تبصله و هو نقل عينيه بينها و بيم مروان اللى لابس و معاه شنط و ف ايده ورق و باسبورات ..
مالك قرب بهجوم من حلم : رايحه فين ؟ انطقى
حلم زقته بحده : ملكش فيه
مالك زعق بغيره مجنونه : انتى مسافره معاه ؟ هاا ؟ و انتى عارفه انه باصص ليكى و عينه عليكى و لا انتى مسافره اصلا عشان كده ؟
حلم زعقت : اخرس ..انت فاكرنى زيك ؟

مالك بصّلها بغضب و للحظه معرفش ينطق ..شدها من دراعها جرجرها لحد ما طلع ..
مروان رايح عليه مالك بصّله بعنف : غور من وشى لا المرادى افرمك
دخلها العربيه بالعافيه قدام مقاومتها و ركب و راح ع البيت .. طول الطريق هيولّع من الغضب .. مش شايف قدامه غير صورتها و هى بتختار غيره .. بتلجئ لغيره .. ماهى اكيد لجأتله ف وحدتها او احتياجها !

وصل البيت و طلع بيها.. اخدها شقتهم و دخل و قفل ..
حلم بتزعق : سيبنى يا حيوان انت .. قسما بالله لو ما سيبتنى لا المرادى اولع فالشقه كلها و انا فيها
مالك متكلملش و رن على روفيدا طلعتله عياله .. اخدهم و دخلها ..
حلم دخلت اوضتها مش عارفه تهدى .. رايحه جايه بغضب بيزيد .. عملت تليفون بغضب و قفلت و قعدت ..
مالك برا هيطق من الغيظ .. معرفش يهدى غير اما تخيل منظرها و هى شايفاه مسافر مع ميرنا .. للدرجادى الاحساس وحش !
بص لولاده و ابتسم و لسه بيقوم جرس الباب رن ..

راح عليه بغيظ فتح و اتصدم بالرائد محمد قدامه ..
مالك استغرب : نعمم ؟
محمد : تعالى معايا يا مالك
مالك بترقب : عايز ايه ؟
محمد : معايا امر بالقبض عليك
مالك بغضب : نعمم
محمد بهدوء : يلا معايا هناك هتعرف.

مالك حاول ينطق محمط شده بشكل غريب و معاه كذا عسكرى شاورلهم شدوه شبه متجرجر قدام ذهوله و اخدوه و نزلوا .. حطوه ف البوكس و مشيوا و مالك حس ان الموضوع بجد ف ابتدى يزعق..
وصلوا القسم و نزلوا و اخدوا مالك جوه.. اتفاجئ ببنزلوا زنزانه فعلا و بيتكلبش و الموضوع بيقلب بجد ..
بمجرد ما دخل الزنزانه و بيلف وشه اتصدم ...!!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة