قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العاشر

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز كاملة

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العاشر

وقف سيد مساءاً بعد منتصف الليل أمام الحانة في أنتظار أحدهم، جاءت سيارة سوداء وتوقفت أمامه ثم فتحت نافذة السائق ومد له هاتف وتمتم بهدوء قائلاُ:
- أدي التليفون ده لدموع البيه هيكلمها عليه.

أخذه منه وهتفت بقلق قائلاً:
- دي ممكن تكلمه بيه وتعملنا مشاكل إحنا في غني عنها.
جاءه صوت الرجل من الخلف يهتف مُحذراً لـ سيد بنبرة جادة قائلاً:
- ســيد نفذ وأنت ساكت.

ثم أشار للسائق بأن يذهب، دلف إلي الحانة مستغرب حديثه وطلبه وأمس كان يطلب قتلها والآن تغير الطلب، رأها ترقص علي المسرح كعادتها وجهها شاحب وحزينة وكأنه عروس تتحرك بالخيوط يمسكها ذلك الرجل في يده، جلس علي البار بجوار نارين بوجه عابث، سألته بينما ترتشف كأسها:
- عملت إيه .

أجابها بشرود في هذا الطلب وماذا يريد من دموع قائلاً:
- في حاجة غريبة حصلت من أمبارح للنهاردة، أمبارح قرر يقتلها زي ما قتلنا أمها وبنفس الطريقة ودلوقتي... لا في حاجة غريبة.
فكرت للوهلة ثم هتفت بجراءة قائلة:
- طب ما تسأله هو عايز إيه.

جز علي أسنانه بغضب وهو ينظر حوله وقال بهمس شديد:
- من امتي وأنا ليا حق اسأل، أسأل يعني أموت، وبعدين ده ميخصنيش حتي لو هيقتلها هو أنا مالي ولا عايزني أحصل أمها...
لم ينتبه بتلك العاهرة التي تجلس بجواره علي البار مع أحد الرجال وسمعت حديثهما بالكامل، إبتسمت فريدة بمكر بعد أن حصلت علي دليل تهددهما به لتنال حريتها من أسرهما...

- هتعمل إيه ياحبيب ؟؟
سألته جميلة وهو يقرأ الجريدة، فأجابها بلا مبالاة قائلاً:
- هعمل إيه في إيه ؟؟ ده راجل أبن اخوكي ده يطلب أيد البت الصبح وقبل العصر يقولك مش عايز عنه ما عاز أنا بنتي مش بايرة.
قطعت التفاح له وقالت وهي تمده له بتفاهم:
- إلياس قالي أن جلال اللي مانع الجوازة.

ترك الجريدة من يده ثم اخذ الطبق منها وتمتم بحديثه قائلاً:
- أبن أخوك عيل، ده لو راجل كان جالي وقالي ياعمي آنا عايز أتجوز بنتك وأنا كنت هجوزها له غصب عن ابوه بس ده جالك أنتي، وبعدين اخوكي ده مكبر الموضوع زيادة عن اللزوم حد قاله يتاجر في المخدرات ولا هو فاكر أني عشان متجوزك هتغاطي عن جريمة زي دي.

- يعني أنت كان لازم تبلغ عنه أهو العيال دلوقتي اللي بيدفعه الثمن عجبك كدة
قالتها بصراخ مكتوم خوفاً من أن تسمع أبنتها حديثهما...

أجابها وهو يأكل التفاح بوقار قائلاً:
- كان لازم عشان اليمين اللي حلفته، وبعدين خلافه معايا أنا بيدخل الولاد في الموضوع ليه بكرة يندم حسك عينك تفتحي الموضوع ده تاني مش علي قالك مش عايز يتجوزها خلاص اقفلي الموضوع...

أقتربت منه ثم أربتت علي كتفه بحنان تردف بترجي قائلة:
- طب عشان خاطر بنتك روحله وحله الخلاف آللي بينكم.

وقف وهو يصرخ بها بأنفعال شديد:
- أعمل إيه، آنا روحتله ثلاث مرات بعد المصيبة دي والثلاثة تبتة زي ما بيقولوا، آنا مجرمتش لما عملت شغلي متعاقبنيش آنا علي جرايم اخوكي، ويكون في علمك لو أخوكي جالي لحد هنا بنفسه وطلب أيد أثير أنا لا يمكن أحط أيدي في أيد تاجر مخدرات ولا هوافق علي الجوازة دي ها...

وتركها ودلف إلى غرفتهما مُستاء من حديثها، أنزلت أثير رأسها أرضنا بحزن ودموعها تجمعت في عيناها بعد أن سمعت حديثهما بالكامل وتنازله عنها ورفض والدها، أغلقت باب غرفتها بخفوت حتي لا تشعر أمها بشئ، خائبة الأمل به بعد أعلان استسلامه قبل بدأ الحرب، جلست علي سريرها تبكي وهي تضع يدها علي فمها تخشي أن تشعر أمها بها وتشعر بألم في قلبها، تعلم بأنها كالبلهاء وقعت في حبه منذ الوهلة الأولى التي ألتقت عيناهما بها...

دلف إلياس شقته بتهكم وتعب من التفكير بها رحلت منذ ثلاثة أيام ولم ترحل عن تفكيره لوهلة واحدة، جلس علي الأريكة وأسند ظهره للخلف ينظر للسقف بشرود في لحظتهما يشتاق لها بجنون وأصبحت هواجس عشقها تسكنه بلا فرار، نظر بجانبه علي الأريكة مُشتاق لها فوضع يديه عليها يتحسسها مُفتقد لها حد الموت...

دلف إلي شقته متأخراً بسبب عمله ورأها نائمة علي الاريكة يبدو أنها لم تستطيع الدخول إلي فراشها بسبب جبس قدمها، أقترب منها بهدوء وأطفي التلفزيون ثم أنحني وحملها علي ذراعيه بحنان ودلف بها إلى غرفتها وضعها في فراشها بخفوت وكاد أن يتحرك لكنه صدم حين طوقتها بذراعيه من خصره وأستدارت تخفي جسدها الصغير ورأسها في صدره، أزدرد لعوبه بإرتباك من قربها هكذا منه، نظر إليها فتسارعت دقات قلبه، لم يجد مفر منها فرفع قدمه علي السرير وجذب الغطاء عليهما ثم طوقها بذراعيه بحنان وظل ينظر عليها يتأملها وقلبه يدق كالمجنون حتي غاص في نومه هو الأخر...

ركل الترابيزة بقدمه بإنفعال شديد صارخاً بإلم تعتصر قلبه المُنهك من عبث الحب به قائلاً:
- ليييــــــه، ليـــــــــه يا دمــــوع.
ضرب بقبضته علي الترابيزة فأنكسر زجاجها وجرحت يده، أغلق قبضته بغضب يلتهمه والدماء تنزف بغزارة منها...

خرجت دموع من حمام غرفتها بعد أن أخذت دوشها ووجدت فريدة في غرفتها، سألتها بأحتقار:
- خير في حاجة ؟؟.
ضحكت فريدة بمياعة وسخرية ثم وقفت وأقتربت منها تربت على كتفها وتقول مُردفة:
- أنتي والله كلمدي بتصعبي عليا أكثر، أسمعي الأغنية اللي جبتهالك هتعجبك أووي .

وتركتها وخرجت، جلست دموع تصفف شعرها ثم نظرت علي الهاتف بفضول وفتحته تستمع تلك الاغنية وصدمت حين سمعت أعتراف سيد ونارين بقتل أمها ويتفقوا علي قتلها هي الأخرى، سقط الهاتف من يدها بخوف وهي ترتجف من الصدمة بعد أن أستحوذ الرعب عليها ركضت الي سريرها تخفي جسدها أسفل الغطاء بخوف من أن يقتلها كما قتل أمها تعتقد بأن هذا الغطاء سيحميها منهما، أنهمرت دموعها الحارة علي وجنتها بغزارة ويزيد أرتجفها مع كل ثانية تمر عليها، تمنت أن يأتي إلياس لكي يأخذها قبل أن يحدث بها شئ، أردفت بتلعثم مُحدثة ذلك الغائب قائلة:
- عمه تعال... بسرعة خدني... من هنا...

أستيقظ إلياس بفزع من نومه بعد أن رأها تبكي في حلمه وتناديه، مسح على وجهه بيده وهو يلتقط أنفاسه بصوت عالي ويفكر بدموعها وهي تناديه، وقف يتثاءب بكسل ثم غير ملابسه وذهب الي القسم ليبدأ يوم عمله الشاق...

خرجت أثير من الجامعة ورأته يقف بسيارته بعيداً ينظر عليها، تعلم بأن لن يتجرأ للحديث معاها أو أن يظهر أمامها، أصطنعت عدم المعرفة بوجوده وهو يراقبها وذهبت مع سارة وقلبها يجرحها...

دلف سيد إلى غرفتها فشهقت بقوة خائفة منه تعتقد بأنه جاء لقتلها، نظر لها بلا مبالاة ثم وضع الهاتف على السرير وقال بنبرة مُخيفة:
- الباشا بتاعنا هيتصل بيكي، آللي يطلبه تنفيذي بالحرف والا هتحصلي أمك.

تهديد صريح بقتلها إذا لم تفعل ما يطلب منها ولكن ما أخافه حقاً جمتله التالية حين قال بتهديد واضح:
- مش انتي بس ده هيكون انتي وكل الناس اللي شافوني وعرفوكي في مصر الظابط بعيلته الكريمة وصاحبه وكل حد قابلتيه هندعيله وندعيلك.

وتركها وخرج بعد أن صدمها بتهديد، ذرفت دموعها بخوف عليهم أكثر منها فهم لم يخطئوا بشئ، سقطت على الأرض تبكي بخوف وحزن يعتصر قلبها ألم يكفي أشتاق قلبها له وأفتقده...

وصلت أثير إلى بيتها تبدو مُتعبة وروحها منكسرة، رأها حبيب وهي تدخل غرفتها حزينة وكأن روحها وعفويتها سلبت منها، أخرج تنهيدة قوية وزفر ثم ذهب إليها، فتح الباب ودخل...
هتفت أثير بأنكسار قائلة:
- أتفضل يابابا.
جلس أمامها على السرير وهتف بتهكم، قائلاً:
- مالك يا أثير حد زعلك في الجامعة، دخلتي من غير سلام ومناقرة معايا يعني.

أجابته بوجه عابث وهي تتحاشى النظر له قائلة:
- مفيش تعبانة شوية يابابا.
نظر إلي يدها ثم مسكها يحضنها بين كفيه، ثم أردف حبيب بحنان أب قائلاً:
- عشان على صح، أنا شوفتك أمبارح وأنا داخل سمعتي كلامي مع أمك صح.
إردفت بأسف وهي تنظر للأرض بأحراج من فعلتها قائلة:
- أنا أسفة أنا مقصدتش أسمع كلامكم والله يابابا، أنا كنت خارجة أكل وسمعت...

بتر الحديث من فمها حينما سألها مُبتسم:
- بتحبيه ؟؟.
ألجمها سؤاله فرفعت رأسها له بذهول وقالت يتلعثم بعد أن أحمرت وجنتها بلون الدم من شدة الخجل:
- ها... لا.
أبتسم بلطف ثم مسح على شعرها بحنان وقال:
- عيناكي قالتلي الأجابة يا أثير وأنا معنديش في الدنيا أغلى منك أنتي وأخوكي مادام بتحبيه يبقى هجوزهلك غصب عن ابوه وأبوك .

جذبت يدها من يده بحزن وقالت بوجع:
- لا يا بابا أنا عمري ما هخليكي تقلل من نفسك عشاني وتروح أنت لخاله جلال بعد كل ده عشاني، وأنا مش زعلانة منك بالعكس زعلي كله من علي هو لو عايزني كان حارب عشاني الدنيا بحالها لكن ده اتراجع من قبل ما يواجهه، وأنا عمري ما هتجوز راجل جبان يابابا ولو خاله جلال نفسه وعلي جم هنا يطلبوني وأنت تقعد وتتشرط زي كل أب يبقي مش عايزه الجوازة دي.
أبتسم لها بسعادة وفخر بأبنته ثم وضع قبلته علي جبينتها...

خرج إلياس من القسم من علي بالقوة مشتعل من الغضب وهو يكاد ينفجر من صدره.
- هي مش دموع قاصر ده ليلة أبوه سودة ده جواز باطل وفيها 7 سنين سجن
قالها علي بأنفعال وهو يفتح باب السيارة ويركب بجواره يقود بهم وخلفهم سيارات الشرطة، إغلق قبضته بغضب وهو يتذكر دموعها في منامه...

رن هاتفه مُعلن عن وصول رسالة أخرجه من جيبه وفتحها وصعق حين وجدها من نفس الرقم المجهول محتواها ( دمــوع في خطر يا حضرة الضابط... )
كبت خوفه وغضبه بداخله...

وقفت علي المسرح كالمعتادة ترقص أمام هؤلاء الذئاب ودموعها تنهمر، إصوات خلخالها يرن في أذنه وهو يجلس علي الترابيزة ويتابعها بنظره ويرتشف الخمر من كأسه، عيناه تكاد تقتلها وهي تتمايل أمام الجميع وشعرها الحرير يتراقص معاها مداعب خصرها النحيل.. أنهت رقصتها وصعدت، وضع كأسه علي الترابيزة وذهب خلفها.

دلفت إلى غرفتها غاضبة بعد أن أنتهت من رقصها أمام تلك الوحوش الغائبين عن الوعى للغاية بسبب شرب الخمر، عيونهم كالصقر يكاد يلتهموها بأعينهم ومنهم من يمرر لسانه على شفتيه بشهوة حيوانية ورغبته بجسدها، والبعض الأخر يريد خطفها من فوق الأرض وألتهمها بالقوة، لعنت ذاتها وذلك الرجل اللعين الذي يأسرها هنا فى جحيمه وكلما حاولت الهروب منه يقبض عليها ويعاقبها أشد من المرة الأخرى، شعر بقذارة من جسدها تمنى لو لم ينعم الله عليها بهذا الجمال الذي أخذها إلى هذا الجحيم وجعل منها راقصة حانة تحت أنظار وحوش بشرية...، جلست فوق سريرها بتعب وجسدها يكاد يستطيع حملها من الأرهاق والرقص طول الليل..
رن هاتفها وألتقته بتعب وهى تمدد جسدها على السرير بضعف وتهكم شديد، رأت رقمه يظهر على شاشة الهاتف، وأجابت بنبرة هادئة ضعيفة:
- عايز ايه.

أتاها صوته من بعد عبر الهاتف، يردف بنبرة غليظة ولهجة أمر يلقي عليها، قائلاً:
- أقتلى الظابط.
أتسعت عيناها بدهشة، وجلست على السرير بهلع وأنقبض قلبها وكأن جملته صعقة كهربائية صعقت قلبها وقتله، قالت بتلعثم شديد وتكاد حروفها تخرج من فمها:
- أقتله.. مستحيل.
نطق الرجل محذراً لها بلهجة أكثر قوة وحدة، يعيد أمره وليس طلبه قائلاً:
- قولت أقتليه مفهوم.

أزدردت لعوبها الجاف بصعوبة بالغة، أغلق الخط دون أن ينتظر ردها فأمره عليها لا يرفض، ولا تستطيع نطق أى كلمة سوى نعم فقط، سقط الهاتف من يدها، غير مصدقة أنه يحولها لقاتلة، وليس بأي قاتلة بل يطلب منها قتل من أحبته رغم قسوته عليها ولكنها تحبه، أى قدر هذا يلعب بها داخل دائرة واحدة تحمل أسم الجحيم، وليس بأى جحيم تعيشه بل جحيم ألتهم كل ما بها وجعلها مجرد قطع متناثرة على الأرض لا يستطيع أحد جمعها من جديد، فقد أصبحت كالغبار فى هذه الحياة الذي يبعثر فى الهواء ويختفي ولا يستطيع أحد العثور عليه، أنهارت علي الأرض باكية لا تصدق ما يطلب ومن هذا الرجل، أخبرها سيد بأن توافق من أجل سلامته ولكن طلبه هو حبيبها، كانت تبكي وصوت شهقاتها يعلو في المكان، فتح باب الغرفة ودلف رامي مسحت دموعها بأناملها ووقفت بغضب فهو وسيد سبب كل ما يحدث بها وقالت بأنفعال:
- أفندم عايز ايه.

أقترب منها وهو يهتز يمين ويسار ثملة تماماً من كثرة الخمر، تزحزحت قدمها بخطوة للخلف بخوف منه...

فتح باب الحانة بقوة وإنكسر زجاجه، نظر سيد وصدم حين رأى العساكر بكل مكان في الحانة وفزع الجميع وبدأت الفتيات تصرخ، دلف إلياس وهو يمسك المأذون من ملابسه ودفعه بقوة علي الأرض حتي سقط أمام قدم سيد ، إزدرد لعوبه بخوف حين رأى ذلك الضابط المتهور.

سألته نارين وهي تقف بجوار زوجها:
- خير يا حضرة الضابط في حاجة.
نظر حوله يبحث عنها ولم يجدها، أجابها علي بأستفزاز قائلاً:
- خير أن شاء الله الموضوع بسيط جيدا، جوزك قواد بيتاجر في البنات القاصر وعندنا قسيمة جواز مزورة ومن قاصر فيها مؤبد شوفتي الموضوع سهل ازاي وبسيط...
سأله إلياس بأنفعال بعد أن فقد أعصابه بعدم وجودها قائلاً:
- دموع فين...

حاصرها في الحائط بقوة وهو يحاول تقبيلها ويتمتم قائلاً:
- أنا جوزك يا دموع وبحبك...
حاولت إن تقاومه وهو يضغط علي يدها، مسكت المزهرية بيدها وضربته علي رأسه بها أبتعد عنها بألم، هربت من أمامه خارج الغرفة وهي تبكي، وضع يده علي رأسه ورأي الدماء، صرخ بغضب قائلاً:
- دمــوع.

أعاد سأله مجدداً وهو يمسكه من ملابسه بغضب:
- دموع فين.
إجابه سيد بأستفزاز وهو ينظر لعيناه بمكر قائلاً:
- تلاقيها في اوضه مع زبون.
لكمه إلياس بقوة، نزلت الدرج ركضاً بخوف منه وهي تبكي وترتدي ملابس الرقص، رأته يقف هنا ومعه الكثير من العساكر، ألتقت أنفسها بصعوبه ونادته:
- عمه.

كاد أن يلكمه مجدداً لكنه أوقفه صوتها وهي تناديه، أستدار لها وصدم من ملابسها التي تفضح من جسدها أكثر ما تخفي ومقطعة ودموعها علي وجنتها، أكملت الدرج ركضاً إليه حتي وصلت أمامه وتشبثت به بقوة، سمعت صوت رامي يناديها من الأعلي بغضب:
- دمـــوع.

نظرت هي وهو عليه، ومسكت ذراعه بأرتجاف، نزل رامي ودهش من وجودهم ونظر لها وقال بثقة وهو يجذبها من يدها بقوة:
- مش عيب تمسكي في راجل غير جوزك.
تشبثت بــ إلياس وهتفت ببراءة مُردفة:
- عمه حوش الراجل المجنون ده عني...

مسكها إلياس وأخافها خلف ظهره ثم مسك يد رامي التي لمستها وكسرها بغضب قائلاً:
- أنت معترف أنك جوزها وأتجوزها وهي قاصر وكمان بالتزوير والله ده شي جميل.. خدوه.

- الجواز من قاصر جريمة عقوبتها 7 سنين وطبعا بتطبق كل اللي اشتراك فيها المأذون والزوج واهل الزوجة، يعني حضرتك كمان مشرفنا ونوصل القسم ونشوف باقي القواضي اللي عندك
قالها علي بثقة وهو يضع يديه في جيبه بغرور مُحدثاً سيد ، أغلق الحانة بالشمع الأحمر.، ذهب علي مع القوي وبقي هو يقف مكانه معاها، خلع جاكيته ووضعه علي كتفها بحنان ويقول:
- أنت كويسة.

صرخت به بغضب شديد:
- أنت جيت ليه، مش أنت اللي طردتني وخليتهم يخدوني.
مسح علي رأسها بحنان، فأبعدت يده عنها بأنفعال مُستاءة منه وقالت بغضب طفولية:
- أنا مبكلمكش ومخاصمك...
فتحت باب السيارة وركبت بوجه عابث وعقدت ذراعيها أمام صدرها ناظرة للأمام بدون أهتمام له...

خرجت أثير من العمارة ووجدت إخاها ينزل من السيارة ومعه دموع و علي، أشاحت نظرها عنه وقالت بخفوت:
- كنت فين بقالي ساعة مستنياك.
أجابها وهو يغلق سيارته:
- مشوار كدة.
أشارت إليه بنعم وقالت:
- أنا هروح عشان أتاخرت.

إوقفتها دموع قائلة:
- خديني معاكي عند طنط.
مسكها من معصمها بأهتياج قائلاً:
- مفيش مروح، تعالي.

إخذها وصعد بها رغماً عنها، نظر علي عليها وأقترب بهدوء يكاد أن يحدثها لكنها تركته ورحلت، لوحت بيدها لسيارة تاكسي وركبت دون أهتمام به بقلب خذل من حبيبه، نظر للإرض بحزن فهو من إختار الفراق ويجب أن يتحمل أختياره...
فتح باب الشقة وهو يمسك يدها وهي تصرخ به وصدم حين وجد الشقة في حالة فوضي وكأن لص دخل إليها...

-.سيـد لازم يخرج من الحبس وإلا كل شغلنا هيقف
قالها الرجل في الهاتف مُحدثاً أحد رجاله...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة