قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العشرون

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العشرون

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العشرون

حدق بها بذهول من وجودها أمامه ومعرفتها بمكانه، دفعته بيدها اليمنى وهي تدلف إلى الداخل مُحدثة بسخرية: -
- لما تحب تستخبي قولى مش تستخبي هنا يا مروان بيه ولا أنت مش عارف قيمتك ومكانتك أيه.

رمقتها مريم بصدمة وسألتها: -
- أنتِ عرفتى المكان هنا أزاى؟
تفحصت المكان بعينها وهي تتجول بالمنزل بأشمئزاز فأقتربت مريم منها وقالت بأنفعال: -
- أنا بكلمك يا ني?ين، جيتى هنا أزاى؟
- بالعربية هكون جيت مشي
كزت مريم على أسنانها وقالت بضيق: -
- مش وقت هزارك على فكرة
لم تجيبها وحدقت ب مروان وقالت بجدية: -.

- متخافش يا مروان أنا مش ضدك أنا في صفك ومعاك ومتأكدة أنك مقتلتش سارة، ومتقلقيش يامريم مش أنا اللى هأذي مروان مش بعد ماهو اللى وقف جنبي وجنب أخويا في عز ضعفنا هقف ضده وهو عارف كويس ان لما ماما غلطت وخططت للحادثة فضلته هو والحق عن أمى اللى ولدتنى مش هجى دلوقتى أبقي قليلة الأصل معاه.

نظرت له بصمت فأشار إليها بنعم لتزفر بضيق وقلق...

كان يقف أمام المقابر مُرتدى قميص أسود اللون وبنطلون أسود واضعًا نظارته الشمسية على عينيه ويديه أمامه متشابكة مع بعضها البعض ودموعه التي تتلألأ على وجنتيه من أسفل نظارته، سألها بلهجة واهنة: -
- مين اللى عمل كدة يا سارة؟ مين اللى سرقك منى وأذاكى بالشكل دا؟ قوليلى مين.

وياليت الأموات يتحدثوا لكن المحال محال، لم تجيبه لأول مرة مرة يحدثها ولم تجيب بل معه كانت ثرثرتها تزيد من ألم رأسه برحب على صدره، حدق بباقة الورد الموضوعة فوق قبرها وتأمل أسمها على القبر ومع كل حرف كان يُقتل قلبه ألف مرة ثم ذهب إلى سيارته يرحل تاركها وحدها هنا بظلمة قبرها وهذا المكان الهادئة تمامًا وأمام عيناه بسمتها وصوت ضحكاتها يرن بأذنيه بينما ضربات قلبه تنخفض شيئًا فشيء.

دلف إلى الشقة بصحبتها وكان يحمل إياس على ذراعيه وهو يداعب وجهه ببراءة مُبتسم بسعادة ولا يفهم شيء عن ما يحدث حوله فقالت مُستفهمة: -
- هيقعد هنا؟!
- المكان مش عجبك يا مريم
- مش قصدى بس...
أتجهت ني?ين إلى الداخل مُتحدثة بجدية: -
- المكان هنا أمان جدًا وزى ما أنت شوفت لا دوشة ولا ناس وهادي جدًا يعنى مفيش قلق، دا صحراء حواليك. مفتاح الشقة هستأذن أنا.

- thanks يا ني?ين
أبتسمت له وهي تفتح باب الشقة وقالت: -
- على ايه؟ دا أنت مروان برضو، سلام
رحلت وركض إياس بعفوية يلهو هنا وهناك مُستكشفًا هذا المكان الجديد، جلست بجوارها على الأريكة تحدثه قائلة: -
- هتعمل أيه يا مروان؟
- أول حاجة هعملها توكيل عام ليكى في شغل في الشركة لازم تتابعى مع عاصم وموضوع القضية هو عارف هيعمل أيه فيه، وتأخدى إياس وتروح شقة الشيخ زايد.

- أنا مش هسيب القصر يا مروان، ومش هخاف من حد لأن دا مش وقت الخوف، دا حياة ابنى وجوزى
قالتها بثقة وهي تمسك يده بين كفيها، جاء إياس ركضًا نحوهما وجلس على قدم والده بعفوية ثم قال: -
- مامى أنا جعان
زفرت بأختناق من الواقع الأليم الذي أصاب حياتهم فجأة ثم وقفت من مكانها ذاهبة إلى المطبخ تُعد الطعام لهم.

في قصر إبراهيم أبو الغيط
أعطت الدواء لوالدتها وهي تقول: -
- أتفضلى يا ماما
- ابنى ميعمليش كدة أنا متأكدة، دا أنا اللى مربياه
- أهدى يا ماما بعد أذنك والمحامى مسك القضية وأن شاء الله خير، ممكن تهدى بعد أذنك.

أقتربت مليكة منها ووضعت الغطاء عليها بحنان ثم خرجت من الغرفة ووجدت زين أمامها فسألها: -
- هي عاملة ايه دلوقت؟
- الحمدلله يا زين، بس أنا قلقانة على ماما تعبانة أوى ومروان مش عارفة فين
أخذها من يدها وذهب إلى الأسفل، جلس في الحديقة وهو يقول: -
- متقلقيش يا مليكة أنا جنبك
وضعت رأسها على كتفه بلطف وقالت: -
- أنا بحمد ربنا أنك جنبي في الوقت دا، متسبنيش يا زين
تبسم لها بلطف وقال: -.

- أخيرًا نطقتى يا ملكتى، متخافيش يا مليكة لو تعرفى أنتِ أيه عندى وحبك جوايا قد أيه كنتى هتعرفى أن مستحيل أسيبك.

أبعدت عنه ببراءة وقالت: -
- أنا بحبك
حدق بعيناها الساحرتين له وبداخلهم ضعف وخوف وقلق، مسح على راسها بيده بلطف وطمأنينة فقال: -
- أنا هسمعها تانى وأنتِ واثقة منها من غير خوف وقلق
- زين أنا خايفة على مروان، لو حصل حاجة مريم كمان هتتوجع دى أختها
- أطمنى يا حبيبتى، كل حاجة هتكون بخير
أنزلت رأسها بضعف ووضعتها فوق صدره بعجز فأربت على ذراعها بحنان، أغمضت عيناها بأستسلام وعقلها شارد بأفكاره...

في شركة الفريدة للحراسات الأمنية
دلفت السكرتيرة وخلفها رجل من الحراس فأشارت لها فريدة بالرحيل وسألت بزمجرة: -
- عملت أيه؟
وضع على سطح المكتب فلاشة أمامها وعاد إلى الوقوف ثابتًا أمامها بهدوء وقال برسمية: -
- دى تسجيل كاميرات المراقبة، بتثبت أن مروان دخل الشقة قبل معاد الوفأة بساعة كاملة.

ضربت المكتب بقبضتها ثم قالت مُحدثة نفسها: -
- كنت عارفة ان هو اللى عملها
تنحنح الرجل بهدوء ثم قال بحذر: -
- بس في حاجة غريبة لازم حضرتك تعرفها
- ايه؟!
- كاميرات المراقبة كانت مشفرة قبل وصل مروان بساعة، حسب تخمينى الساعة دى حصل فيها حاجة أكيد.

- حصل محصلش مش فارقة كتيرة
قالتها وهي تقف من مكانها واخذت الفلاشة ورحلت من الشركة.

في قصر إبراهيم أبو الغيط
كانت تجفف شعر طفلها الصغير بالمجفف وهو يقف أمامها على الفراش ويقفز بسعادة وضحكاته تملىء الغرفة ببراءة فحدثته بعفوية: -
- اقف بقى يا إياس عشان أخلص
- no , no , no , يللا نروح لبابى
جذبته نحوها بسرعة وقالت بتحذير: -
- إياس، أوعى تقول لحد أنك بتشوف باباى، عشان ينعملهم مفاجأة وأجبلك شيكولاتات كتيرة وعربيات اللى بتحبها.

- okey mam
بعثرت شعره بحنان مُبتسمة، فتح باب الغرفة بقوة ودلفت فريدة بوجه غاضبة يحمل ثورة نارية قاتلة وهي تقترب منها حتى وصلت أمامها ونزلت بكفها على وجنتها البيضاء بصفعة قوية تركت أثارها سريعًا على وجهها بعلامات أصابعها وقالت: -
- مقتلهاش صح، خدى أتفرجى وأساليه وأنت مخبية عمل أيه في الساعة اللى راحها قبل موعد الوفأة.

وضعت يدها على رقبتها بقوة وكادت أن تخنقها وتقتلها ببراكين غاضبها وقلبها الذي ينزف من فراق طفلتها وقالت: -
- و رحمة سارة يا مريم لو عرفت أنك عارفة مكانه وفضلتى في صفه لأقتلك بأيدى فاهمة هقتلك أنتِ وهو واضح كلامى.

كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة حادة وهي على وشك أن الموت وأنقطاع أنفاسها ثم دفعتها بقوة على الفراش، أقترب إياس من فريدة بغضب طفولى وهو يراها تأذي والدته ثم تبكيها فدفعها بيديه الصغيرة وقوته الضئيلة حتى مسكته فريدة من ذراعه بعنف دفعته نحوها بقوة وقالت بتهديد: -.

- لو خايفة عليه ومش عاوزة تجربى يعنى أيه أم تفقد ابنها، أياكى تخرجى من أوضتك يا مريم فاهمة أياكى وإلا صدقنى أنا معنديش حاجة تانية أخسرها.

تركتها وخرجت كعاصفة هلاكية تكاد تقتل كل من يقترب منها، أحتضنت طفلها بين ذراعيها بخوف وهي تبكى مُرعبة بعد أن أصاب طفلها المريض الكحة ليخبرها بأنه مريض وقلبه يؤلمه، ظلت تبكى وهي تنظر للفلاشة بخيبة أمل وقلب مُفروط من الألأم والوجع...
جلست بجوار طفلها حتى غاص في نومها بجوارها على الفراش، أحضرت اللاب ووضعت الفلاشة، ودققت بالتوقيت وعيناها تنهمر دموعها أكثر...

في القسم
أنفث زفير قوي من كثرة التفكير وقال: -
- الغريب أن فعلاً كلهم واثقين أن مروان بريء، حتى مراته اللى المفروض الطبيعى تأخد موقف لأن المجنى عليها دى أختها واثقة من برائته.

- فعلا يا فندم، أنا أستغربتها جدًا أنها أتهمت والدتها
- ودا اللى مش قادر أفهمه في لغز في الموضوع، ومين الجانى المجهول اللى هي أشارت عليه، في حاجة غلط في الموضوع.

رن هاتفه بأسم أخته الصغرى فأجابها: -
- أيوة يا فريال؟ طيب أهدى وأنا هجيلك، ماشي سلام
- في حاجة يا معتز باشا
اجابه وهو يأخذ سلاحه وهكذا مفاتيحه كي يستعد للرحيل: -
- مشكلة صغيرة مع فرى في النادى
أخذ سيارته وذهب إلى النادى باحثًا عن اخته فوجدها تجلس هناك على الطاولة ومعها فتاة تعطيه ظهرها، اقترب نحوهما وهو يقول: -
- حصل ايه؟
- برضو جيت، ني?ين حلتها قولتلك متتعبش نفسك...

نظر نحو ني?ين بتكلف حتى رأها، رفعت نظرها له وهي تأكل المثلجات ببرود وإزدراء فقال بتلقائية: -
- أنتِ
- دا أخوكى؟!
سألتها بنبرة مُستفزة وأستحقار من شأنه وهي لا تترك المثلجات من يدها، مُتجاهلة رده فأردف بغرور مُستفز: -
- ماله دا، أيه تاجر مخدرات ولا شمام زى ناس.

تركت من يدها المثلجات وهي تخرج زفير قوية بأختناق وهو يهينها بماضيها الذي بالكاد تناسته وبدأت من جديد ثم أخذت حقيبة يدها الصغيرة واخرجت منها بعد الأموال ووقفت وهي تضغط بكعبها العالى على حذاءه الأسود وقالت بتحدى وناظرة قاتلة: -
- على الأقل الشمامة دى مبتحكمش على ناس أبرياء بالباطل والكدب والمهم أنها تقفل قضية عشان تأخد التريقة وكام جنيه زيادة في المرتب يا محترم.

تألم من قدمها وهي تُحدثه وعيناه تشع نار وغضب ثم ألقت بالأموال في وجهه وقالت بأستفزاز تُثير غضبه: -
- أعتبرهم زيادة المرتب بدل الحكم الباطل
رحلت من أمامه بثقة فحدق بها وهي ترحل وقال: -
- هي دى؟!
- ايه اللى انت عملته دا، ايه مفيش دم هتفضل مبتحسش دايما
قالتها فريال بأغتياظ منه وهي تضربه على ظهره بقوة، فأردف بضيق: -
- أنا عملت حاجة؟

- حد يدوس على أوجاع حد كدة، أنت مالك بماضيها ثم تعال هنا حكم ايه وباطل ايه اللى بتكلم عنهم؟
سألته بفضول فأجابها: -
- مفيش، متشغليش في بالك، عن أذنك
- على فين؟
- ورايا شغل مش فاضيلك...
أسرع ذاهبًا خلفها ليأخذ إنتقامه، ذهب لساحة السيارات وهي تخرج مفتاح سيارتها من الحقيبة وضغطت عليه وقبل أن تصعد رأته يقف أمامها ويقول: -
- فوفو، واحشتينى
حدقت به ببرود تام وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وقالت: -.

- عايز أيه يا وليد؟
- مانا بقولك واحشتنى.
- خش على اللى بعده لأن مش طالبة معايا غتاتة
قالتها بنفاذ صبر، رفع يده أمام وجهها وهو يداعب خصلات شعرها فدفعت يده بقوة وهي تقول: -
- شكلك مش عاوز حاجة، وأنا مش فاضية
فتحت باب السيارة ليغلق هو مُجددًا وقال: -
- عاوز بودرة
- بطلت، شوف غيرى أى حد في الشلة
- أنا عاوز من الصنف اللى بتجبيه، بيعدل مزاجى...

وقف مُبتسمًا ساخرًا وهو يراها تقف بصحبة رجل ولا تفصل بينهما أقل من مترين، تلاشت بسمته حيث رأها تبعد يده عنها مرات عدة وعلى ملامحها الغضب الشديد والضيق...

- شوفلك غيرها يا وليد، أنا مبمشيش بالطريقة دى...
قالتها بصياح وهي تفتح باب سيارتها من جديد وصعدت بها ثم أنطلقت بسرعة جنونية ورأته يقف هناك فأشاحت نظرها بأغتياظ منه هو الآخر...

مرت أيام وهي تختبىء بغرفتها بصحبة طفلها الصغير، أخبرها عاصم بأن حبيبها يرغب برؤيتها هي وطفلهما أكثر من مرة وهي ترفض الذهاب له خوفًا من والدتها وتهديدها وفي نفس الوقت تخشى ان تصدق حديثها وأنه قتل أختها البريئة وفي النهاية حُسمت الأمر وذهبت إليه للقاءه بقلب جريح وعقل مُشتت يكاد يجن من التفكير.

كان يستغرب هدوءها التام الممزوج ببرود يكاد قتل قلبه رغم كونه على مدى الحياة ينبض...
- مالك يا مريم؟
- مفيش، طلبتنى ليه؟!
- أدارها له بضيق وهو يقول: -
- هو أيه اللى مفيش، بقولك مالك ومجبتش إياس ليه معاكى
زفرت بضيق مُتحاشية النظر لعيناه وقالت: -
- سبته مع طنط ومليكة
- أيه اللى حصل غيرك كدة ها؟ أنتِ صدقتى كلام فريدة وأنى قتلت سارة
- معرفش، أنا همشي.

قالتها وهي تذهب من أمامه كى ترحل فأسرع خلفها نحو الباب ليمنعها من الرحيل ومسك ذراعها بقوة ثم قال: -
- مفيش خروج يا مريم غير ما أعرف مالك؟!
صاحت بوجهه بأغتياظ بينما يضغط هو على ذراعيها بقوة هاتفة: -
- أنت عاوز منى أيه؟
شعرت بيده تقلل من ضغطها على ذراعها لتتحول قوته إلى حنان في حين عيناه تحولت من الغضب إلى نظرة مليئة ببريق الحب والشغف وهتف بنبرة دافئة: -.

- أنا عاوزك أنتِ يامريم وبحبك أنتِ ومعنديش أحلام ولا أهداف في الحياة غيرك. أفهمنى يامريم أنا مبعملش كدة تحكم أو قسوة أنا بعمل كدة بدافع الحب والغيرة بغير عليكِ حتى من نفسي ومن عينى.

كانت تنظر لعينيه فقط وهو يحدثها وبدأت ضربات قلبها تسرع عن معدلاتها الطبيعة ثم أستدارت تعطيه ظهرها وقالت بنبرة واهنة: -
- بس ماما مش هتقبل بالحب دا، الحرب بينكم بقيت قوية والمسافات بعدت بقي بينكم براكين من النار مش هتطفي أبدًا، ودلوقتى أنت هربان من البوليس وعلى ذمة قضية قتل.

أقترب نحوها بخطوة واحدة يضع يديه على كتفها بحنان ثم همس بأذنها بلهجة حزينة ممزوجة بالعجز هاتفًا: -
- المهم عندى أن أنتِ تكونى متأكدة أنى مظلوم وبريء يامريم، صدقينى أنا مقتلتش حد وبكرة هيجي اليوم وأثبت دا كمان ل فريدة أنا مقتلتش وبريء والقاتل قاعد يضحك دلوقتى أنه نفذ اللى في دماغه.

أستدارت له تضع يدها على عنقه ووجنته بحنان بينما تلمع عيناها بقطرات الدموع الحارة وقالت بإستياء وضعف: -
- أنا عارفة ومتأكدة أنك بريء ياحبيبى وأنا هفضل معاك وجنبك لحد ما نثبت برائتك وترجع، أنا واثقة فيك ياعمرى. وواثقة أن قلبي بيقول الصح.

ضمها إلى صدره بحنان مُطوقها بذراعيه بينما هي تحيط خصره بذراعيها تتشبث به بضعف وأشتياق...

نزلت بكفها على وجنته بأغتياظ وقالت مُنفعلة: -
- عشان غبى ومتخلف أنا قلت مريم مش سارة، فتحت عليا نار جهنم يا غبي، أنت فاكر أن مروان هيسكت على عملتك السودة دى، متخلف وغبى...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة