قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن عشر

رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن عشر

رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن عشر

ظل محدقًا في هاتفه منتظرًا تواصل والده معه فهو قد تأخر كثيرًا عن الوقت المتفق عليه وفجأة صرخ قائلًا بسعادة:
- بابا بعتلي ايميل
أسرعت واقتربت منه وهي تقول بتساؤل:
- قالك أيه؟
نهض من مكانه ووضع هاتفه في جيب بنطاله وهو يقول:
- بعتلي عنوان وهنتقابل هناك كمان ساعتين بالظبط، اجهزي.

امتلئت عربة التسوق فردد «بارق» بتردد:
- ما كفاية العربية اتملت على الآخر
امسكت بزجاجة عصير ووضعتها بالعربة قبل أن تقول:
- كفاية أيه لسة حاجات كتير أنت تعبت ولا أيه
هز رأسه بالنفي ليقول مسرعًا:
- لا لا متعبتش براحتك
ابتسمت وأشارت إلى خلفه ورددت:
- روح عند الكاشير وحط العربية عنده وهات واحدة جديدة وتعالى ورايا
- حاضر.

تحرك بعربة التسوق وقام بتسليمها للكاشير قبل أن يجر عربة أخرى وهو يقول بعدم رضا:
- أخرتها هجر عربية في سوبر ماركت! يارب يحصل هجوم مسلح علشان أعيش شوية أكشن وأخرج من الملل ده وبعدين هجوم مسلح أيه اللي هيحصل على سوبر ماركت! هيجي يسرقوا طماطم ولا زبادي، امشي يا بارق امشي
عاد إليها مرة أخرى وهو يقول بابتسامة واسعة:
- النهاردة حققت رقم قياسي جديد
رفعت أحد حاجبيها وقالت بتساؤل:
- رقم قياسي أيه.

ترك العربة وفرك يده بقوة وهو يقول بجدية:
- أول مرة أقعد جوا سوبر ماركت 3 ساعات متواصلة
ابتسمت ورددت بتلقائية:
- أها طبعا ما أنت متعود على الأقسام وضرب النار
دفع العربة بخفة قبل أن يقول بعدم رضا:
- والله لسة بقول يارب يحصل هجوم مسلح علشان الملل ده
اتسعت حدقتيها لتقول باعتراض شديد:
- حرام عليك متدعيش بحاجة كدا أحسن تتحقق والدعوة تستجاب وساعتها هنموت
سحب سلاحه من مخمده وشد أجزائه ليقول مازحًا:.

- لا ما هو أنا مش سوسن علشان نموت وأنا هنا، مش تكبر على قد ما هو ثقة في النفس
ابتعدت قليلّا عنه وأشارت إلى سلاحه قائلة:
- ياريت تشيله علشان السلاح ممكن يطول
وضع السلاح في مخمده مرة أخرى قبل أن يقول:
- مش رافع صمام الأمان متقلقيش، يلا بينا نكمل تسوق أنا رجعت للفورمة تاني.

- يعني أيه يا زين وبعدين أنت سيبتني كدا ومشيت ليه؟
قالتها «ياسمين» هاتفيًا لشقيقها الذي أجابها بإيجاز:
- اسمعي الكلام وروحي يا ياسمين، خدي معاكي يارا أخت نائل لغاية ما نفهم اللي بيحصل، أنا مشيت علشان فيه اجتماع مهم، هخلص وأكلمك
أنهى المكالمة ونظرت إلى «يارا» التي قالت بعينان دامعتان:
- نائل فين يا ياسمين! مش هشوفه تاني؟
اقتربت منها وضمت وجهها بين كفيها وهي تقول بجدية:.

- أهدي يا يارا نائل هيرجع تاني إن شاء الله، نائل كويس علشان كدا ربنا هيحفظه وهيرجعه سالم إن شاء الله، يلا بينا نرجع البيت ولو حصل حاجة جديدة زين هيقولنا.

وصل الجميع إلى الاجتماع ونظروا جميعًا نظرات صامتة إلى «سيزكا» التي فضلت الصمت ونظرت إلى اللواء «ايمن» الذي بدأ حديثه قائلًا:
- في البداية أعرفكم بسيزكا
أشار إليها ثم تابع حديثه:.

- طبعا كلكم عارفينها، سيزكا على الرغم من إنها رئيسة منظمة إلا إنها قررت تبعد عن الطريق ده وتساعدنا في مواجهة مجلس الريد لاين اللي بدأوا يعينوا قائد جديد، أنا اجتمعت مع قيادات كبيرة وحطينا الخطة اللي هتتنفذ، عايزكم تركزوا كويس أوي في كل كلمة هقولها لأن كل واحد فيكم ليه مهمة مخصصة ليه، إحنا هنواجه على جبهتين، جبهة هنا في مصر وجبهة في أمريكا.

بدأ في شرح الخطة ووضع لكلٍ منهم مهام خاصة به قبل أن ينتقل ببصره إلى «سيزكا» قائلًا:
- موصلكيش أخبار عن القائد الجديد؟
لوت ثغرها قبل أن تهز رأسها بالنفي قائلة:
- للأسف معرفتش حتى هادي قبل ما يموت قال هتبقى مفاجأة وقال لطيف إنه حضر المحفل بتاعه
ضم حاجبيه بتعجب ليقول بتفكير:
- خالد ومحمد الهواري و غارم ماتوا، استحالة يكون حد منهم.

فكر «زين» قليلًا بالأمر قبل أن يلوي ثغره وهو يقول بعدم اقتناع:
- معتقدش إن هو يقصد حد منهم بالمعنى الحرفي، المحفل بتاعه يقصد بيه محمد الهواري لأنه كان القائد لعبدة الشياطين، غارم كان عايز يقتل نائل علشان يبقى هو القائد، نائل دلوقتي اتضرب من ناس مجهولة واتخطف النهاردة معنى كدا أيه؟
رفعت حاجبيها ورددت بتساؤل:
- نائل ده يبقى ابن محمد الهواري؟
هز رأسه بالإيجاب ليجيبها قائلًا:.

- أيوة ابنه والنهاردة حصل هاك على سيستم الكاميرات في المستشفى واختفى
ابتسمت وعادت بظهرها للخلف وهي تقول بثقة:
- محمد الهواري كان عمود كبير في مجلس الريد لاين، غارم كان جديد وحب ياخد منصبه وحصل اللي حصل، أنا دلوقتي افتكرتك يا طيف لأني سمعت اسمك إنك من ضمن الظباط اللي وقعوا الهواري وغارم بس ساعتها المنظمة مهتمتش أوي لأن فيه بديل، دلوقتي أقدر أقول بثقة إن نائل هو القائد الجديد للريد لاين.

رددوا جميعًا في صوت واحد:
- أيه!
بينما قال «زين» برفض تام:
- استحالة، نائل أنا أكتر حد عارفه وعارف كان عايش إزاي ومحترم إزاي، نائل مش هو القائد
عقدت ذراعيها أمام صدرها قبل أن تقول بثقة كبيرة:
- أنت بنفسك قولت اتضرب وبعدين حصل هاك على سيستم الكاميرات واختفى! مش صدفة يحصل ده وهو ابن الهواري
أسرع «ايمن» ليقول هو بجدية:.

- مش هنبني شغلنا على أساس توقعات، لسة القائد الجديد مجهول وهنبدأ بتنفيذ الخطة، يوسف وعمر وطارق هناك هيبقى دعم ليهم رماح وفاطمة وطبعا هيتم التنسيق مع المباحث الفيدرالية هناك والباقي هيبقى هنا جاهز، خلص الاجتماع.

وضع ما بيدها بداخل العربة ورددت بتعب:
- بس كدا كفاية، يلا بينا نروح نحاسب بقى
تهللت أساريره وردد بسعادة كبيرة:
- ياااه أخيرا ده أنا نسيت شكل الشارع عامل أيه
عاد معها وتم وضع كافة الأشياء في حقائب كبيرة فرفعها هو بيديه وردد بابتسامة:
- يلا بينا
مدت يدها ورددت بجدية:
- هات شنطة طيب دول تقال أوي عليك
رفع الحقائب بكلتا يديه بقوة وقام بإنزالها عدة مرات وهو يقول بثقة:.

- مفيش حاجة تقيلة عليا وبعدين أبقى موجود وأخليكي تشيلي! عيب في حقي على فكرة، يلا بينا
ابتسمت وتحركت فتحرك هو خلفها وهو يقول بابتسامة:
- أنا بكره التسوق وشراء أي حاجة بس مش عارف مالي مبسوط كدا ليه النهاردة.

خرجت «نيران» من السيارة عندما رأت خروجهما وقامت بفتح الباب الخلفي للسيارة ورددت بعتاب:
- بقالي ساعتين في العربية يا تنة اتأخرتي أوي
اقتربت ورددت بابتسامة:
- معلش يا نيرو عقبال ما جيبت كل حاجة إحنا محتاجينها علشان منضطرش ننزل الفترة الجاية بسبب القلق ده
اقترب «بارق» ووضع الحقائق بالباب الخلفي للسيارة قبل أن يردد بسعادة:.

- اتشرفت بيكي يا مدام نيران، على فكرة أنا بارق صاحب طيف وكنا شركاء في المهمة الأخيرة قبل ما يسافر
ضيقت نظراتها وأردفت بتعجب:
- أنت كنت شريكه في المهمة! طيب يا سيادة الرائد أهلا بيك، يلا بينا رجعنا
التف حول السيارة بينما تابعته هي بنظراتها المبتسمة فرددت «نيران»:
- يلا بينا
وقبل أن تتحرك لاحظت شرود «تنة» وأنها لم تستمع إليها فنظرت إلى حيث تنظر قبل أن تبتسم وتقول بصوت هادئ:.

- نيرو حبيبتي يلا بينا
انتبهت لها فهزت رأسها واتجهت إلى السيارة دون أن تتفوه بكلمة واحدة.

اقتربت منه ورددت بابتسامة واسعة:
- دايما زي القطط بتسع أرواح يا طيف
ضحك ورفع كفيه وهو يقول مازحًا:
- خمسة، كفاية قر هتجيبوني القر وبعدين يا فاطمة مش هنحضر جوازك على المعلم رماح قريب ولا أيه
اقترب «رماح» في تلك اللحظة ونظر إلى فاطمة بحب قائلًا:
- اتفقنا بعد ما المهمة دي تعدي على خير إن شاء الله هنتجوز ونعمل الفرح، دعواتك يا طيف يا بركة
رفع كفيه إلى السماء وردد:.

- يارب اشوفكم عرسان يارب، خلينا نفرح شوية بعد الهم اللي إحنا فيه ده
اقترب منهم «زين» الذي ابتسم قائلًا:
- أنت مهكر الحياة يا طيف ولا بيضربوك بمسدس خرز؟ ده أنا شايفه بيرزعك رصاصتين يا مفتري
خبط بكفه على كفه الآخر وهو يقول:
- لا حول ولا قوة إلا بالله، أيه يا زين قول ما شاء الله يا أخي، كفاية قر بقى بدل ما اتنش واحدة هيد شوت تجيب أجلي
ضحك بصوت مرتفع قبل أن يقول بجدية:.

- ما شاء الله ياعم وبعدين أنا مش بقر، عايزك بس تديني سر الوصفة السحرية، سر الحياة الجامدة حبتين بعد ما تتنش رصاصتين
رفع أحد حاجبيه ليقول بعدم رضا:
- المثل بيقول يا مستني يبطلوا قر يا مستني الحلو يبقى مر، حل عن نفوخي يا زين.

فتح عينيه ليجد نفسه في غرفة شبه مظلمة، كانت الشموع تضيئ جزء كبير منها، حاول التحرك من مكانه لكنه لم يستطيع فرفع صوته قائلًا:
- أنا فين؟ حد هنا؟
اقترب أحدهم من الظلام وظهر أمام عينيه ليقول بابتسامة واسعة:
- متتعبش نفسك يا بطل
حاول أن يميز وجهه لكنه لم يستطيع بسبب هذا الظلام فردد بتساؤل:
- أنت مين؟
ردد «الخفي» بنبرة تحمل الجدية:
- أنا حد من رجالتك، تقدر تقول إن أنا دراعك اليمين يا قائد.

أغلق عينيه وفتحها مرة أخرى وأردف بعدم فهم:
- حد من رجالتي! أنا كل اللي فاكره إني صحيت لقيت واحدة مجنونة بتقول إن أسمي نائل
ابتسم هذا الخفي واقترب منه أكثر ليقول بجدية:
- أنت فعلا نائل حصلك حادثة وفقدت الذاكرة ومحمد الهواري رباك وكبرك ودلوقتي حصلك حادثة وفقدت الذاكرة تاني لكن المرة دي المجلس هيساعدك وهيعرفك كل حاجة علشان تبقى القائد يا قائد.

على الجانب الآخر اقترب أحدهم من «باسل» قائلًا باللغة الإنجليزية:
- حان وقت تشتيتهم، سيتشتت جمعهم من بعد الآن، حان وقت تنفيذ الخطة.

عاد «رماح» من العمل بعد يوم عمل طويل، أوقف سيارته في المكان المخصص لها خارج الفيلا ثم تقدم إلى الباب ووضع به المفتاح وأداره قبل أن يتقدم إلى الداخل ثم وضع يده على زر الإضاءة وأضاء المكان، تقدم إلى الداخل وفرد ذراعيه بتعب في الهواء وأثناء ذلك وقعت عينيه على دماء بجوار جثة لأنثى فاعتدل على الفور وتقدم بسرعة تجاهها، نزع شعرها الذي كان يغطي وجهها فوجدها هي حبيبته «فاطمة» ورقبتها مقطوعة! جحظت عينيه من الصدمة ومسح بيده على رأسها وهو يقول بعدم تصديق:.

- فاطمة!
ثم ارتفع صوته وصرخ بصدمة:
- فاطمة مين عمل فيكي كدا!
كانت الدماء تخرج من رقبتها بشكل مخيف فمد يده وحاول منع الدماء من الخروج بينما انهمرت الدموع من عينيه وهو يقول:
- ليه عملوا فيكي كدا، ليه حرقوا قلبي عليكي كدا، لييييييه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة