قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السادس

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السادس

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السادس

تنهدت إيسبيلا و كأنها قد خرجت لتو من تحت أنقاض، كتمت أنفاسها و أبتعدت عن السرير حيث يكون هنري مستلقيا..
لفت السيتان بجسدها المنهك التي يفوح منها رائحة الرجل..
و قالت بنبرة غاضبة يجب أن أعود الى البيت بسرعة، لقد أرجع يوري تلك اللعينة في القصر، اللعنة!
قطع هنري صوتها و قد إنبثق الغم من وجهه و قال بصوت حزين كل هذا الغضب، و الغيرة، هذا واضح، كم انت متعلقة بزواجك! لم تعد تحمل علاقتنا أي معنى!

أمسكت إيسبيلا يد هنري فيما قبلته قبلة سريعة باردة في فمه و قالت أنت حبيبي و عشيقي! لا تحزن!
رد هنري بنبرة ممتلئة بالشجن إن الحب ليس كلمات، هو طريقة، هو حقيقة، هو فعل. هو بناء، و لكنك متزوج من إبن عمي و أعرف أنك لن تتركه لأجلي، أنا لا يهمني إن خسرت كل ثروتي مقابل أن أحصلك.

نعم، إن الحب تتماهى العيون لتصبح عينا واحدا، تتماهى القلوب فيكون الإحساس واحد ا، تتماهى الأرواح فتكون روحا واحدا، و لكن ماذا عنهما؟ ايسبيلا و هنري! إيسبيلا تلعب دورة الخائنة، بينما يلعب هنري حبيب المخلص حتى أنه ضحى زوجته لأجلها!

ايسبيلا بعجل و هي تجمع ثيابها توقف عن كل رومانسيات إنها لا تليق حقا بإمراة مثلي، أنا آخد ما أريد و أرحل ذون أي مشاكل او شجار
أخدت سيارتها و راحت الى عملها قبل أن تعود الى المنزل لتسحق رأس ماريا!

إيسبيلا:
لا أدري كيف قفزت الى مخيلتي صور الشر بأنواعه، في غمرة هذه الأفكار الكثيرة و المتلاطمة، سأجعل تلك العاهرة اللعينة خارج حياتي و قصري، لقد كانت متشردة يتيمة، و الآن أصبحت كونترهنتس حقيقية لزوجي، يتغدى دمها، سيكون مشروعا حتى لو فعل بها أكثر من ذلك، اللعنة! كل هذا حدث بسبب خطتي الفاشلة!

أشعر أن كل ما أفعل يجعلها قريبة لزوجي، تبا! لقد إختل حقا توازن الهدوء في حياتي، و عدت الى نزواتي القديمة من جديد، ظننت بأن علاقتي مع هنري إنتهى حينما عقدت العزم أن لا أخون زوجي، كل هذا بسببها! تلك اللعينة! كان من قبل وضعنا مستقرا و هادئا قبل أن تأتي تلك الفتاة!

في الأول كانت صغيرة، و لكن تسابق الزمن في نضوجا، و أصبحت شابة جميلة تجذب نزوات الرجال، حتى أن زوجي الذي كانت ينظر إليها كإبنته تحول نظراته الى نظرات رغبة! صار يهتم بها أكثر! و يتحدث عنها!
كم مواقف غريبة حصلت أمامي! و لا أعرف كيف أفسرها! حتى تلك الليلة التى جعلها تنام في غرفتي، أنا أعرف أنهم لم يفعلوا شيئا، و لكن ذلك المنظر في الصباح عندما وجدت ماريا نائمة في فراشي أدهشني كثيرا!

سألته لماذا هي هنا في غرفتي
أجابني لا توقظها، لقد كانت متعبة و مريضة و كانت الحرارة تسخنها
فضولي كان سخيفا! إنها مجرد فتاة صغيرة! ماذا يمكن أن يفعلا! تغاضيت الأمر! و لم يكن يستحق وقتي! و لكن كان يزعجني بإهتمامه الشديد لها! كنت أشعر بوقزات من الغيرة و كنت أخفيها في داخلي حتى لا يستحقرني يوري، فأنا أمام الجميع إمرأة قوية و ناضجة!

و لكن تتابع الزمن و الأحداث و أزدادت غيرتي و حقدي تجاه ماريا، شعرت بأنها قد إحتلت مكانا في قلب يوري! يوري الذي كان مولعا بحبي و رغبتي! تغير كثيرا.
في ذلك العطلة عندما ذهبنا الى جزيرة هاواي!
كان يمل كثيرا! متعبا، تجتاحه الكسل و النوم! و لم يكن يستمتع كثيرا بالعطلة!
رأيت الإنزعاج في وجهه و فجأة طلب مني أن نعود الى القصر!
بالطبع رفضت لأننا. لم نقض حتى ليلة واحدة هنا، تشاجرنا و رجع لوحده.

عرفت من تلك الليلة أنه رجع لماريا! كانت تراود أفكاره طوال الوقت، و كان منشردا بها! كم أحس بأنه يظلمني بها! فأنا زوجته و يتركني وحيدة ليذهب الى خادمة يتيمة! لم أكن أفكر سوى أن أنتقم لمشاعري الجريحة! خططت للتخلص من تلك العاهرة الصغيرة و لكن خطتي تحولت الى العكس..
هذه المرة سأجعلهم تذوق الجحيم حتى تترك القصر بنفسها!

كنت أعي خالص وعيي بأنني محقة في غضبي! و شعوري بالتخلص منها بأسرع وقت حتى لا تتفاقم بينهما!

كان يوم شتوي و كنت أحتسي الشاي في مكتبتي، و أنفث سيجارتي، أنغمس بهواجسي و أفكاري! و أستعيد ذكرياتي!
هنري، نعم تركته غاضبا حاسما، رجل أناني! لم يحاول حتى أن يواسيني رغم كل ما أقدمه له، حتى أنني حبست زوجته اللعنة تلك لأجله، أستعيد ذاكرتي في مجيئه الى عصر ذلك اليوم قبل سنوات بعد جنازة المزيفة لزوجته!

دخل الى مكتبتي، كان واقعا في عشقي و غرامي، و لا أستغرب ذلك! كم من الرجال وقعوا في تحت سطوتي مسحورون بجمالي الخلابة، أشعر أن ذلك الزمن قد فات عندما كنت شابة!

ماذا كنت أقول؟! نعم، دخل هنري في مكتبتي دون إذن و كنت حينها خطيبة يوري! ثم قبلني بكل قوته أحاول الفكاك منه، لكنه أحكم علي قبضته، رجل قوي ضخم، أثبتني بكل قوته على الجدار و بدأ يتحرك بجسدي بفمه الطري و أنفاسه القوية، مزق ثيابي بكل سهولة و أغرس أسنانه في عنقي! شعرت بنشوة عارمة فيما يتغلغل دمي الساخن في فمه، أستطيع أن أكد لكم أن شعور رائع بالنسبة لمصاص الدماء، إستسلمت له! أعطاني يده و غرست أسناني به! كان دمه أشبه بالهيروين حيث تحلقك بالسماء!

إن هذا الفعل شاد بالنسبة لمصاص الدماء، . و له عقوبات أيضا! المصاص الدماء لا يشرب دم مصاص الدماء! لأنه مخدر! و يمكن أن تؤدي الى الموت!

العقاقير أو المركبات أو المخدرات أو الكحوليات بهدف الدخول في حالة من اللذة و البهجة، يصبح تعاطي هذه المواد هادفاً لإيقاف الأعراض البدنية المزعجة التي يثيرها التوقف عن التعاطي. و هكذا يصبح المرء أسيراً و عبداً للمادة التي أعتاد على تعاطيها و لا يستطيع الفرار منها إلا إذا اتخذت أساليب علاجية معينة لفترة طويلة.

عندما إكتشفت زوجة هنري بما يفعل و أنه مدمن! هددته فأوقعها على السلم و افقدت الوعي ثم طلب مني مساعدتي، فحبسناها! و لكنه جعلني مدمنا معه! لو عرف يوري! تبا! لو عرف فقط! ستتحول نظرات الحب تلك الى كره مبالغ! أعرف ما أفعله غير قانوني! و لكني أعود مرة أخرى الى نزواتي! و لا أستطيع التوقف لأن مشاعري و هرموناتي ملخبطة و كلها بسبب تلك العاهرة ماريا!

ذلك الرجل هو من جعلني مدمنة، كم أستهول ما في وجهه من أوسام الغباوة و هو يظن بأنني أحبه أو من الممكن أن أترك يوري من أجله! أنا أحب زوجي كثيرا، من الممكن حتى أن أزهق روحا لأجله! ليس لديه أي فكرة عما أفعل لكي أحتفظ به!

كان الوقت متأخرا، أنهيت عملي بسرعة و أخدت سيارتي أقودها الى القصر، توقفت أمام البوابات فتوقف مشاعري بل وقف شعر رأسي على آخره و أنا أرى ذلك المشهد، تلعثمت أحاسيسي و أختلطت ببعضهما و ما عدت أتبين أي نوع ينتابني!

يوري و ماريا كانا واقفان فوق الشرفة، يتغدى دمها بهدوء و كأنه يحتسي كوبا من الشاي، جالسا في كرسيه يغرس أسنانه في يد ماريا حينا بعد حين!
كانت مشاركة الدم حساسة جداً بنسبة لي، إنه أشبه بقبلة في الفم! أنه أمر يخص حقا العشيقين دون غيرهم!
صور تلاحقت في مخيلتي!
تمنيت تلك اللحظة لو كنت مكانها! يستمتع يوري بدمي! و أستمتع بدمه! و لكن لن يحصل أبدا!
إجتاحتني الغيرة! و كتمت غيظي!

ركنت سيارتي، إختفى يوري عن الشرفة! إنتظرت! نزلت ماريا! و جدتها في الردهة!
أنهلت على وجهها صفعة قوية أفيض كل إحساسي بالحقد تجاهها، وقعت على الأرض، أطعمتها ركلة في بطنها، تأوّهت!
قمت بشد شعرها و بصقت في فمها عاهرة لعينة، أنت عاهرة
كان الشرر يتطاير من عيناي الحاقدتان!
لا أصدق ما أقترف بيداي!
بكت و رحلت من أمامي بعد أن داقت الاهانات و الضربات!

إبتسمت بخبث! أشعر بسعادة تغلغل في داخلي فخورة بما فعلت في تلك العاهرة
كان أخي خلقي! شاهد كل لحظات عداوتي!
نظر الي بحنق! و ركض خلف ماريا!
تبا! لقد رآني!
و لكن لم يهمني كثيرا، فهي عاهرة تستحق كل ما فعلت بها!

إنهالت على وجهي بصفعة قوية أحدثت دويا أفقدني القدرة على النطق و تبعها ركلة في بطني، ثم شدت شعري، و الشرر يتطاير من عينيها المتجهمتان
بصقت في وجهي و هددتني!
كنت أرتجف بجسدي النحيل و أناملي المرتعشة، ركضت و أنا أشهق باكية، أصعد درجات السلم بصعوبة و كأن رجلاي جبت بهما أصقاع الحياة، أحد ما أمسك دراعي!
إلتفت له، إنه إيستيفن!
توقفت الكلمات في حلقي، و أحتجت لثوان حتى ألملم شتات حروفي..
صرخت في وجهه!

أتركني، أنا أكرهكم، أكرهكم جميعا
دفعته، و صعدت السلم بعجل شديد، ثم فتحت باب غرفتي بعنف غير مقصود من فتاة مجروحة! و أرتميت بسريري أبكي بعنف و الدموع ينهمر مني كالشلال!
ثم أصابني حالة من الصمت المفرط يملؤها شهقات و آهات اليأس!
كم أنا مقهورة و بائسة!
حياتي أصبحت لا تطاق، الساعات بالنسبة لي لا تعني سوى مزيد من الألم، حتى الإبتسامة إختفت وراء هموم و تجاعيد أيامي البائسة!

تسير حياتي في وتيرة واحدة بلا أمل! الحزن و الوحدة و الألم، فقدت كل شيء في حياتي و رغم ذلك أظل عائشة، لماذا! لماذا أركض وراء السنين! ترهقني و تتعبني! ضاعت أملي! و حريتي! و كل ما يصنع معنى في حياتي! و رغم ذلك لا أزال حية!
أصبحت مسجونة حتى في أنفاسي، كل شيء تحول الى وجع! الى قهر! الى كآبة!
لماذا أصبحت حياتي هكذا؟! غريبة لا تطاق!
أحدهم يتغدى بدمي، أظل حالة ضعف و إرهاق!

و أخرى تتلذذ في تعذيبي و تستمتع ببعثرتي! تتباهى بقوتها أمامي! أظل حالة قهر و ظلم!
جمعت نفسي و تكورت في زاية الجدار! كم أحب أن أفعل ذلك عندما أشعر بعدم الأمان، أحتضن نفسي و أواسيها! أمسك بطني الموجوع و مشاعري الجريحة و أدفن رأسي بين أفخادي كطائر ينشد الأمان في كوخه!
كم أنا وحيدة!
الوحدة، إنه المحق الذي يتربص في ممرات حياتي، تعصف بحياتي المنهكة المكلولة!

تمنيت لو أن أحدهم يحتضنني بعنف دون أن يرى ملامح وجهي، فقط يكون هادئا حتى أفرغ شحنات همومي ووحدتي، ثم يسرح شعري و لا يسأل أبدا!
أحتاج الى شخص أبكي بعنف في صدره!
و لكن لا أحد! أنا وحيدة في ظلام غرفتي، أشكي همومي لنفسي لحالي!
الوحدة هي أقسى شعور يجلب الحزن و الكآبة!
و لكني حزمت مشاعري في قلبي!
أحد ما يدق بابي!
من أنت، أتركوني لوحدي أرجوكم!
أنا هو يا ماريا، إنه إستيفن.

كان صوتي مبحوحا، لربما بُح من كثرة البكاء و النياح!
إستيفن اللعنة عليك أتركني
و لكنه دفع الباب و دخل الغرفة من إذني.
أخفيت بسرعة ملامح وجهي المكتئب بين أفخادي!
و إقترب مني بخطواته الثقيلة! أمسك ذراعي..
إستيفن بصوته الهادئ هيا، دعني أرى وجهك
قلت بغضب بصوتي الذي يظل مبحوحا أتركني إستيفن، أنا لا أحتاج الى شفقتك
جلس بقربي و أحتضنني رغما عني..

ضمني طويلا، و بكيت دون أن أشعر! بكيت في صدره بكاءا يقطع نياط القلوب..
آه، كم مضى زمن طويل على آخر مرة إحتضنني فيها أحد؟! ليشعرني بالأمان!

شددت قميصه و بكيت حتى رفع رأسي، و أمسك عنقي ليضع شفتيه على شفتاي!
قبلني ببطئ و عفوية، قبلني بدفئ! أحسست بذوبان!

تركني أنظر اليه بدهشة، و لا أصدق ما حدث لتو!
و نظر الي، يحدق بي أكثر، يحدق الى عيناي، ينظر أكثر الى وجهي، و كأنه ينظر الى وجه يموت فيه، يعبده!
كان في عينيه بريقا من السحر، و كنت أسمع نبضات قلبه، و صوت أنفاسه، أشعر كم هي جميلة جداً، قريبة مني!
كنت مرتبكة محتارة، مندهشة على ما حدث! الذي ظننت بأنه يحدث فقط في الأفلام و المسلسلات!

قال لي بهدوء لماذا أنت صامتة
توجه عيناي الى الأسفل، و قلت له و قد تدفق الدماء الى وجهي بغزارة أنت، أنت قبلتني بينما أتلمس شفتاي بأناملي المرتجفة. و كانت صوت أنفاسي تعلوا أكثر و أكثر!
ساعدني ظلام الغرفة على إجتياز خجلي الشديد، و نهضت من السرير و كان قلبي يخفق بشدة لأول مرة في حياتي،
عزمت على الخروج من الغرفة و رمقني بنظرات تلتهم لحمي!

طأطأت رأسي و تعذرت له، خرجت من الغرفة و كأن الروح قد سحب من أعضائي
لماذا فجأة قبلني هكذا! دون إنذار!
كانت التساؤلات و الأفكار المتداخلة تلاطم رأسي، أجد صعوبة في تصديق ما حدث!
هل يعقل بأنه يحبني! ما هذا الغباء! لماذا يقبلني إن كان لا يحبني!
لقد كان سعيدا من قبل على مراقبته لي من بعيد! و لكن ماذا عن ألينا التي تحبه!
أنا محتارة..

وقفت في تلك الشرفة، أستنشق الهواء، أنظر الى الجزيرة و الى الطيور البحرية الصاخبة التى تقف على الشاطئ، يصفعني الرياح البارد على وجنتاي ثم تتبخر على حرارة مشاعري و أنفاسي..

تلك القبلة كانت رومانسية جداً، و دافئة، و لكنه رغم ذلك لم يعترف لي بحبه! قد يكون إجتاحته رغبة عابرة لا أكثر! أنا يجب علي فقط أن لا أتعلق بأحد، و أرسم أوهاما في مخيلتي، تلك الجروح لا تزال ترهقني، كيف تغير يوري علي، و تحول الى واحد أناني لعين، كم أبغضك يا يوري!

بالحديث عنه وجدته يقف وارئي و فضت مدعورة.
خرج من خلفي مباشرة و ظهر من ملامح وجهه بأنه متضايق جداً..
حاجباه متدليتان كأنه يصارع في ما في داخله من أفكار متلاطمه..
أستعيد شريطة ذاكرتي في عصر اليوم..

كنت قد أنهيت عملي مبكرا، أعود الى غرفتي لأرتاح ما تبقى من قتي و أغير هندامي، أخدت حماما ساخنا و غيرت ملابسي، خرجت الى شرفة غرفتي، و جدت يوري ينتظرني، كان متكأ على الكرسي، إبتسمت لنفسي! تبا إنه جذاب بهذا المنظر، شعره الأسود الفحمي، يرتدي نظارات شمسية تحتمي بها عيونه الرماديةالناعسه
فوضى الهندام! كالعادة
لا أدري لماذا شعرت بأنه ينتظرني، تقدمت نحوه، إلتفت الي، سلمته..
مساء الخير يا يوري.

سلم علي مبتسما. مساء النور!
أظهر الإهتمام كيف حالك اليوم؟!
يعدل جلسته بفتور متعب قليلا و ظهري يؤلمني
إبتسمت ببرودة
هو بغضب لماذا تقفين هناك، هيا دلكيني!
فوجئت بجسدي يتحرك نحوه كالآلي، و كأنني فقدت السيطرة على تحكم وظائف دماغي! تبا ماذا يحدث! جسدي ينساع لأوامره
نظر الي بوقاحة و قال هل يضايقك هذا!؟
قلت بغضب تسألني و كأنني حرة في إبداء ضيقي!

كانت يداي تتحركان بإحترافية شديدة في تدليك كتفيه، لم يعد لدي السيطرة على تحكمهما، فقد أصبح جسدي ملكا ليوري بعد تلك الطقوس الغريبة!
داعبت ظهره قليلا، و دلكت كتفيه، يبدوا مستمتعا!
إستثرت شهيته، رفع رأسه ينظر في عنقي، كحيوان جائع على فريسة عصية
كم أنت لذيذة يا خادمتي، تعالى.

مرة أخرى جسدي يتحرك دون أوامر مني، نزلت على جسده، و قام يلعق رقبتي و يداعبها بلسانه، أشعر بسخونة أنفاسه، فأشتلعت به جمرة لذيذة، و فتح فمه الى آخره...
فشعرت بخوف و ذعر شديدتين، لا، ليس تلك العضة مرة أخرى!
تركني، و قمت من حضنه مدعورة، و قفت برجلاي المرتجفتان
قال بهدوء مفرط إذن، خائفة، لا بأس أعطني يدك الجميلة!

قدمت له يدي كطبق من الغداء، داعبها قليلا بلسانه، شعرت بقشعريرة تسري بجسدي، تقدم بأسنانه المخيفة ليخترقني..
طلبت منه أن يفعل بهدوء!.
لم يرد..
يبدوا أنه لم يتمالك نفسه، فعضني بعنف ألمني، فتلويت متألمة تجاهه، و طلبت منه التراجع! لم يرد..

و لكن رويدا رويدا بدأ الألم يختفي، و حل محلها المتعة و النشوة، أغمضت عيناي راحلة مع عالم متعتي! كان شعورا غريبا، إسترخت عضلاتي أخيرا، فتحول الألم و كل شيء الى متعة حقيقية، مليئة بتآوهات النشوة، كان الألم يختلف عن أي ألم آخر، له مذاق خاص، أشعر برعشة غريبة تسري أنحاء جسدي
أحلق في فضاء مليئة بالنجوم..

كانت تشتد وتيرة مصه بدمي، و تزداد معها اللذة الممزوجة بالألم، كنت أريد المزيد، المزيد، تمنيت أن أظل هكذا الى الأبدا، و لكنه توقف و شعرت بدوخة السكران..
فتحت عيناي التي أغمضتهما من اللذة..
نظرت اليه، و كانت الدنيا تدور حولي، أشعر أنني سكرت، قلت لماذا توقفت!؟
إبتسم و قال يبدوا أنك تجربين الدوخة لأول مرة، سأطعمك بدمي و ستستعيدين نشاطك بسرعة!
تبا لك يا يوري، لا تطعمني دمك، أشعر بالقرف.

شيء كالمعدن كان ينساب في فمي، عدت الى وعيي بسرعة..
و جريت أمامه..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة