قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل السادس والعشرون

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل السادس والعشرون

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل السادس والعشرون

يجلس امامه بهدوء وهو ينظر له بشرود ومن ثم تسنر موضعه عندما وجده يهتف بصوت متقطع يشوبه الألم: اا، ر، ا، م، ي، س!
انتفض داغر من موضعه وهو يقترب نحوه بعدم تصديق ليجده يجاهد في فتح عيناه فصرخ مناديا الطبيب...
هتف الطبيب بأسف: للأسف مفيش تحسن كأنه بيفوق ويغيب عن الوعي تاني انا مستغرب من حالته، ايه اللي يخليه كاره الحياة للدرجة دي!
ثم اكمل بتساؤل: هو اتكلم قال ايه؟!
هتف داغر بشرود: اراميس.

اوما الطبيب قائلا بجدية: ياريت تجيبوها وخلوها تنفرد بيه لوحدهم هو اكيد هيحس بيها وهيبقا عايز يفوق، اكيد دي حبيبته، ماقدرش اوعدك انه يفوق غير بحضور البنت دي، البنت دي هي اللي هتبقا الأمل الأكبر انه يفوق ويرجع للحياة...
نظر له بألم عاجزا عن تلبية طلبه قائلا بصوت مبحوح: للأسف في حاجات مقدرش انفذها لأنها مش بأيدي...

كان يقف ينظر حوله بتمني وهو ينتظرها بلهفة قاتلة!
حتى ظهرت له والأبتسامة الهادئة تكسو وجهها قائلة بهدوء: المرة الجاية هترجع..
هتف بحزن وإشتياق: عمري ما هرجع غير لما ترجعي، انا مش عايز ارجع ولا قادر، كاره الحياة من غيرك، لو انتي رجعتيلي انا هرجع!
هبطت دمعة منكسرة على وجنتها قائلة بعجز: مش بأيدي إني ارجع، ماقدرش وعمري ما هقدر، عشان خاطري ماتضعفش واتمسك بالحياة، لو انت فعلا بتحبني..

نظر لها بأسي قائلا بحزم: عمري ما هرجع غير لما ترجعي، افضل متعلق اهو من إني ارجع للدنيا وماتبقيش معايا، حتى لو فضلت لا طايل سما ولا أرض!

كانت تنظر له قائلة بسرعة: يلا عشان لازم نبدأ نجهز نفسنا
هتف الآخر بجدية: انا جهزت الأسلحة كلها وخلاص قاعد مجرد ساعات وتيجي لحظة المعاد...
هتفت عهد بقلق: انا مرعووبة يا جاسر، حاسة ان كل حاجة هتبوظ...
احتضنها جاسر قائلا برزانة: طول ما ربنا معانا مفيش حاجة هتضرنا!

هتفت وهي تنظر له بتمعن: يمكن!
ضحك قائلا بسخرية: هو ايه اللي يمكن؟!
هتفت بهدوء: بمكن بتحبني ويمكن انا بحبك، او هحبك!
هتف هو بإمتعاض: أنتي غبية يا بت أنتي يعني ايه يمكن بتحبيني او هتحبيني؟!
رفعت كتفيها لأعلي قائلة بملل: معرفش!
رفع احد حاجبيه لأعلي قائلا بغيظ: طب من هنا بقا لحد ما تحبيني او ماحبتنيش هتفضلي بتاعتي وملكي انا وبس وليا انتي بتاااعتي اناااا!

كان يقف امامه بجمود تام قائلا: بكرة المعاد..
ابتسم شمهروس بخبث قائلا: وتم ما طلبته..
وبإشارة منه جاء رجاله وهم يمسكون ب زاهر ليهتف داغر بتشفي: يموت بنفس الطريقة اللي أمي اتقتلت بيها!
اوما له شمعروس بهدوء واشار لرجاله بالتنفيذ..
بعد دقائق نجد داغر ينظر اليه بتشفي، نظراته لا يوجد بها اي ذرة رحمة او شفقة على هذا الذي مشنوق بحبال وبعنقه سيف كبير!

يا الله كم ابشعه منظر لكنه برد نار قلبه وجعله يشعر انه استرد جزء من حق والدته وتبقي جزء آخر!
نظر داغر ل شمهروس قائلا بجمود: كده انا معاك، هنعمل ايه
تنهد شمهروس قائلا بجدية تامة: الكتاب!
نظر له داغر نظرات مبهمة!
عن ماذا يتحدث!

اكمل شمهروس قائلا بجدية: كتاب ضائع منذ قرون، يكتب به كل شئ حدث وسيحدث من بداية ولادتك انت يا ولي العهد، كتب به كل شئ سيحدث، وحتى الآن كل شئ حدث لك كان مكتوب ومعروف انه سيحدث، كان موت شقيقتك وحادث صديقك، من العلامات التي تدل على إقتراب النهاية، كيوم القيامة توجد له علامات تدل انها نهاية العالم، هكذا الأحداث المدونة بهذا الكتاب تدل على اقتراب الميعاد وهو ما يدل على اقتراب النهاية!

هذا الكتاب ضائع من قرون، عندما تدق الساعة الحاسمة يظهر الكتاب ويأتي وكأن الريح تدفعه ويوضع بيد ولي العهد ولذلك انا أحتاجك...
ثم امسك بصولجانه قائلا بجدية: هذا الصولجان إذا اجتمع مع الكتاب بيد ولي العهد يشكلون قوة بلا يستطيع مقاومتها اي شخص مهما كانت قوته لكن هناك شخص من يستطيع مقاومتها وهو ولي العهد، لكن يجب عليك ان تعطني كل قوتك كي استطيع فعل هذا بدلا منك ف أنا لا يمكنني الوثوق بك!

ضحك داغر بتهكم قائلا بمكر: طبعا هديك قوتي..
ومن ثم وضع يده عن عنقه ليخرج قلادة دائرية الشكل لونها اسود كظلمة الليل وبها بعض النجوم البارزة وتقدم من شمهروس قائلا بجدية: السلسلة دي هي اللي مجمعة قوتي زي خاتم سليمان يعني انا من غير السلسلة دي من غير اي قوي!
امسكها شمهروس بلهفة وهو ينظر له بمكر قائلا: هااا هكذا يكون كل شئ على ما يرام، فقط احتاجك في فتح الكتاب، فمن يستطيع فتحه هو انت، فقط انت!

ها قد جاء اليوم الثالث وهو يوم الميعاد!
تحديدا الساعة العاشرة مساءا..
تجلس بهدوء تاام على حافة الجبل وهي تنظر للقمر بشرود وتحرك قدميها بملل كالأطفال!
وفجأة هتفت ببرود: عايز تعرف حكاية الكتاب!

كانت تحدث هذا الذي ظهر خلفها ف من قواها انها تستطيع ان ترى من خلفها دون أن تنظر، نهضت ومن ثم اتجهت له قائلة بجمود: كل حاجة حصلت وهتحصل من يوم ما اتولدت مكتوبة في كتاب ضايع من قرون، حصلت بسببه اكبر الحروب بين الجان والبشر، الكتاب ده عليه رموز مش اي حد يقدر يفكها غير حد مميز، رموز معينة، ماتتفكش غير ب كلام بيطلع تلقائي من الشخص، بيطلع من غير إرادته، بتلاقي صوابعه بتمشي على الكتاب بطريقة معينة من غير إرادته وبيرسم رموز اتمحت من قرون، هو لوحده اللي هيقدر يرسمها، الرموز دي هتبرز وتنور وقتها الكتاب هيتفتح!

الكتاب عشان قوته تكتمل لازم صولجان شمهروس..
ثم اكملت بتنهيدة وتمعن وتركيز: وعندما يقترب موعد القمر الدموي ويحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس من القمر، لتكتمل الأربعة اجزاء للنهاية، الكتاب، الصولجان، خاتم سليمان، القوة الكامنة ب خسوف القمر، فيفتح الكتاب بواسطة ولي العهد
وقتها تكون النهاية!
وتكون النهاية بداية!
أنهت حديثها واختفت من امامه!
ووجد كتاب يهبط من السماء ويستقر بين يديه!
كتاب غريب الأطوار!

تلقائيا وجد نفسه ينطق بكلام غير مفهوم بدون ارادته!
فلسانه يتحدث واصابعه تتحرك بحرفية شديدة على الكتاب لتشكل رموز مبهمة!
توقفت اصابعه عن الحركة وتوقف لسانه عن النطق، وبرزت العلامات التي رسمها بأصابعه وهي تنير بلون ذهبي قوي لدرجة جعلت عيناه تتألم!
وهنا استمع لصوت غريب يقول بصوت ودود: اهلا ب ولي العهد، انت ماعرفتش غير جزء صغير من الحقيقة ودلوقتي هتعرف الحقيقة كاملة!

ليفتح الكتاب بهدوء تام ويبتعد عن يديه ويستقر بيد آخر!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة