قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثاني

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثاني

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثاني

غضب رحيم بشدة و صفع بيان على إحدى وجنتيها بقوة، وقفت مندهشة من فعلته فبالرغم من غضبه الشديد في كل مرة إلا و أنه لم يرفع يده عليها أبدًا من قبل.
بيان: الفطار جاهز.
بيان: يلا يا ملاك البسي هدومك ساعدها يا مالك.
غادرت بيان المكان و ذهبت إلى غرفتها و أغلقت خلفها الباب، نظر مالك بغضب إلى أبيه و جذب ملاك إلى غرفتها ليساعدها في إرتداء ثيابها.
أبدلت بيان ثيابها و هي تحاول تهدئة نفسها حتى لا تُصاب بنوبة.

بيان: ألو مدام نعمة.
بيان: أنا والدة مالك و ملاك.
بيان: النهاردة مش هيقدروا يجيوا المدرسة.
بيان: بعتذر لحضرتك.
نعمة: تمام مفيش مشكلة مدام بيان.
بيان: شكرا ليكِ.
بيان: الأتوبيس بكرة يبقى جاهز أه في ميعاده.
بيان: تمام شكرا.
أغلقت بيان الهاتف و نظرت إلى مالك و ملاك الذين شرعوا في تناول طعامهم.
بيان: يلا يا حبايبي خلصوا بسرعة عشان أشيل الأطباق.
تعالى رنين هاتف بيان ف التقطته و وضعته على أذنها لتقم بالرد.

بيان: أستاذ عاطف.
عاطف: أعمل فيكي إيه يا مصيبة؟
بيان: جاية ليك و أعمل اللي أنت عايزه، المهم أستاذ مهند غير رأيه؟
عاطف: لا.
بيان: أنا مش عارفة أذنبت في إيه يعني ده هو خدت يوم أجازة.
ملاك: ماما خلصنا.
بيان: تمام يا حبايبي يلا قوموا اغسلوا إيديكم عشان تنزلوا مع بابا يلا.
بيان: تمام يا أستاذ عاطف هتحرك أهو قول لأستاذ فاروق ميشيلش هم مش هنخسر الصفقة دِ.
بيان: تمام تمام.

نقلت بيان كل الاطباق إلى المطبخ و عادت مرةً أخرى لتصطحب مالك و ملاك و غادروا المنزل و خلفهم رحيم.
رحيم: هوصلك في طريقي.
بيان: شكرا مفيش داعي أهم حاجة خلي بالك من الأولاد و يا ريت متزعلهمش.
حاول رحيم أن يقبّلها على جبينها و لكنها ابتعدت عنه و غادرت المصعد.
بيان: مالك ملاك خلوا بالكوا من بعض و متزعلوش بابا منكوا.
مالك: حاضر يا ماما.
ملاك: ما تيجي معانا يا ماما تيتة نجدت بتزعق لينا.

بيان: معلش يا حبايبي هي طبعها حامي شوية.
بيان: يلا باي.
رحيم: قولتلك هوصلك في طريقي.
بيان: قولتلك شكرا مفيش داعي عن أذنك.
تركت بيان رحيم و هي تحاول ألا تبكي أمامه فهي لا تستطع أن تتحمل إهانته لها، استقلت سيارتها و توجهت إلى عملها.
قاد رحيم سيارته إلى بيت أبيه و وقف أمامه و ترجل من السيارة، هبط كلًا من مالك و ملاك ثم دلوفوا جميعا إلى تلك الفيلا الكئيبة المزودة بالحرس.
رحيم: سيادة اللواء.

قبّل رحيم يد والدته ثم احتضنها.
نجدت: حمدلله على سلامتك يا بطل.
نجدت: أنتوا واقفين كدة ليه قربوا.
اقترب مالك و ملاك من نجدت و قبّلوا يداها كما تريد، ربتت على رأسهم.
نجدت: فين مراتك؟
رحيم: عندها شغل يا سيادة اللواء يلا ندخل.
نجدت(بحدة): يعني إيه عندها شغل البيت ده ليه قوانينه قولت تيجي يبقى تيجي.
نجدت(بحدة): أتصل بيها تيجي.
رحيم: لو كنت عايزها تيجي كنت جبتها يا سيادة اللواء لكني مجبتهاش يلا ندخل.

دلف الجميع إلى الصالون و نظرت نجدت إلى رحيم ثم إلى أبنائه.
نجدت: إيه اللبس ده يا ملاك!
ملاك: ماله يا تيتة؟
نجدت: هي مامتك دِ إيه ازاي تسيبك لابسة قصير و عريان كدة.
ملاك: تيتة أنا عمري ست سنين.
نجدت: و لو.
نجدت: ما تقول حاجة يا رحيم.
رحيم: هي طفلة يا سيادة اللواء و كمان بيان بتعرف تحافظ عليهم كويس.
مالك: هي مش أمك بتفضل تقولها ليه سيادة اللواء هي مش بتحبك زي ما أنت مش بتحبنا.

نجدت: إيه الكلام ده! ده أكيد كلام ست بيان حابة تكرههم فيك.
رحيم: فين سيادة الوزير؟
نجدت: هيخلص شغله و يجي يتغدى معانا.
رحيم: تمام.
نجدت: تعالوا معايا.
ملاك: هتعملي معانا إيه؟
نجدت: هأكلكوا تعالوا ورايا و لا هي خلتكم تكرهوني أنا كمان.
رحيم: سيادة اللواء أرجوكِ حاولي تحافظي على هدوءك.
تنهدت نجدت و جذبت مالك و ملاك من يدهم و ذهبت بهم إلى الدور الثاني.

نجدت ربيع: - تعمل في الداخلية لواء و حازمة و جدية في عملها و حياتها الشخصية أيضا، لا تحب بيان نظرا لشخصيتها بأنها متفتحة إلى العالم كما أن والدها مرح و يحب الحياة و ترى أن ليس لديه وقار. كانت ترفض تلك الزيجة من البداية.
عند بيان...
بيان(بتعب): صداع من كتر الشغل.
منال: أومال لو عرفتي أن مهند بيه جه هنا لما لاقاكي مصممة أنك مش اللي تنفذي المشروع.
بيان: هي ناقصة؟

تعالى رنين هاتف بيان و وجدت المتصل رحيم فأغلقت الهاتف تمامًا.
عاطف: تعالي ورايا.
بيان: هو ليه الحظ بيعمل معايا كدة؟
منال: حظك.
-في إيه شايفة الدنيا مقلوبة بسببك يا بيان.
بيان: لو دِ الشهرة فأنا مش عايزاها.
منال: مهند بيه قالب الدنيا بسببها يا كارمن.
كارمن: قابلي يا ست بيان.
بيان: يا رب الصبر من عندك.
نهضت بيان و ذهبت إلى مكتب فاروق وجدت مهند و عاطف.
بيان: أحم استاذ فاروق ممكن كلمتين.

فاروق: أستاذ مهند قال هيسمع سبب رفضك.
بيان: طب كويس.
بيان: أنا زوجي مش هيقبل حضرتك.
مهند: و لكن التصميم لازم أنتِ اللي تنفذيه.
بيان: يا فندم أنا هبقى مسؤولة عن اختيار اكفأ شخص للمشروع ده بالإضافة إني هتابع أول بأول و لو في أي مشكلة هتدخل.
مهند: تمام.
بيان: شكرا لتفهمك.
بيان: أستاذ فاروق أجازة بقى بدل اللي نزلتني منها إمبارح.
فاروق: أجازة يا مجنونة.

غادرت بيان المكتب بابتسامه تزين ثغرها و أخذت تلملم أشيائها لتستعد للرحيل.
مهند: بتتعامل معاها عادي كدة أزاي؟
فاروق: بيان قريبة من الكل هنا و إنسان مرح كدة و متقنة في شغلها.
مهند: المهم عندي القرية تبعي الافتتاح أخر الشهر ده.
عاطف: متقلقش طالما الموضوع مع بيان.
مهند: هنشوف.
غادر مهند هو الاخر و لكنه ألقى نظرة سريعة على بيان التي تتحدث مع كارمن و منال.
بيان: الحق أمشي بقى.
منال: طبعا عايزة تطبخي لسي رحيم.

بيان: هيأكل عند أمه ابعدي كدة.
كارمن: عارفة يا منال رحيم زوج بيان ناقصه إيه؟
منال: إيه؟
كارمن: يضحك و هيبقى زي القمر و ربنا.
منال: عندك حق.
كارمن: يا بنتي ده حتى في الفرح مضحكش أنتِ متخيلة.
منال: محضرتش الفرح.
كارمن: لا لازم أحكيلك.
منال: اشطا.
عند بيان.

استقلت بيان سيارتها و ذهبت إلى منزل والدها و بمجرد ما التقت به حتى ذهبت إليه سريعا ارتمت في أحضانه و شرعت في البكاء فهي قد تحملت و لكنها لا تستطع تخبئة حزنها أمام والدها.
صلاح: اهدئي يا حبيبتي اهدئي عشان خاطري، أنتِ تعبانه، هتتعبي نفسك ليه بس؟
صلاح: طب عشان خاطري أنا.
خرجت بيان من أحضان والدها و أزالت دموعها بيدها بهدوء و نظرت إلى أبيها.
بيان: أسفة يا بابا أ.
صلاح: هتزعليني منك ليه بقى؟

صلاح: الواد رحيم زعلك!
بيان: لا يا بابا و لكني بقالي كتير منكدتش.
صلاح: جاية تنكدي عليا هو أنا ناقص!
بيان: إيه يا عم صلاح مش عاجبك و لا إيه أنا كنت شاكة أنك مش والدي.
صلاح: كلمة كمان و هطردك.
بيان: شكرا شكرا يا حاج هتطردني من بيت أبويا هي حصلت!
صلاح: مجنونة بنت مجانين.
بيان: هقوم امشي أنا.
صلاح: الولاد مين جابهم من المدرسة؟
بيان: لا خدوا أجازة راحوا مع رحيم عند جدتهم.
صلاح: أنتِ متضايقة عشان كدة؟

بيان: لا طبعا يا بابا أنا بس حسيت فجأة بخنقة.
صلاح: طيب يا حبيبتي.
صلاح: مش هضغط عليكِ.
بيان استأذنت من والدها و رحلت، بينما صلاح هاتف رحيم على تليفونه المحمول.
رحيم: ألو.
صلاح: هي دِ أمانتي ليك يا رحيم؟
رحيم: في إيه يا صلاح بيه؟
صلاح: بنتي ازاي تبقى زعلانه؟
رحيم: هي جت لحضرتك!
صلاح: اه و مشيت و يا عالم هتعرف توصل البيت و لا لا.

نهض رحيم من موضعه بمجرد أن استمع كلمات حماه، و تخيل أن بيان قد تعرضت لأزمتها أثناء قيادتها و أصابت في حادثة.
رحيم: هي مشيت من عندك من امتى؟
صلاح: من ربع ساعة كدة.
رحيم: تمام يا صلاح بيه شكرا على إتصالك.
أغلق رحيم المكالمة و نظر إلى والدته التي تساءلت عما حدث.
رحيم: سيادة اللواء خلي الأولاد عندك هروح مشوار و أجي.
مالك: لا بابا متسبناش هنا لوحدنا.
ملاك(بدموع): بابا خلي ماما تيجي أنا عايزة ماما.

نجدت: بس منك ليها أنتوا عيال صغيرة.
نجدت: و هي فين ست بيان يا رحيم؟
رحيم: مش وقته ده.
غادر رحيم المنزل و استقل سيارته و حاول أن يهاتف بيان و لكنه هاتفها مغلق منذ الصباح، ذهب رحيم إلى منزله و قد استغرق هذا وقتًا.
رحيم: الهانم فوق يا عوض؟
عوض(البواب): لا يا باشا من ساعة ما خرجت مع جنابك مرجعتش.
رحيم(بضيق): طيب.

قاد رحيم سيارته و أخذ يبحث عدة مرات في أماكن قد تذهب إليها و كان يحاول مهاتفتها طوال تلك الفترة و لكن الهاتف مازال مغلق.
توقف رحيم و هبط من سيارته و هو ينظر إلى تلك الواقفة المستندة بيدها على سور الكورنيش و قد علم بأنها هي.
تقدم رحيم منها عدة خطوات حتى وقف خلفها مباشرةً و وضع يده على كتفها و لكنها لم تشعر به لشرودها ثم بدأت تشعر بيد تتمادى فوق جسدها، التفت سريعا و صفعته على وجهه بقوة.

صُعقت بيان عندما وجدته رحيم، أخذت تتنفس بسرعة غير طبيعية بينما رحيم لم يغضب و لو يبديء بأي ردة فعل فقط نظر لها بهدوئه المعتاد.
بيان: رحيم أنا أنا أسفة أنا افتكرت شخص م...
تقدم رحيم منها و وضع يده على فمها.
رحيم: عملتِ الصح مفيش داعي تبرري.
رحيم: اهدئي.
بيان: مش قادرة أتنفس.
أخرج رحيم من حقيبة بيان تلك البخاخة و أخذت بيان تستنشق الأوكسجين بداخله.
رحيم: اهدئي.

وضع ذراعه على كتفيها بينما هي تمسكت في ثيابه و شرعت في البكاء مرةً أخرى.
انتظر رحيم حتى هدأت فمسح بقايا دموعها بجانب عيناها و قبّل جبينها بهدوء.
رحيم: تعالي نجيب الأولاد.
اومأت بهدوء و ذهبت لكي تستقل سيارتها.
رحيم: لا هتركبي معايا.
بيان: و عربيتي.
رحيم: هسحبها ورايا.
بيان: تمام.
أخرج رحيم من حقيبة سيارته حبل و ربط بهِ سيارته بسيارة بيان، استقلت بيان سيارة رحيم و جلست بجانبه و قاد رحيم إلى منزل أهله.

أمسك رحيم بيد بيان بهدوء و نظر إلى الطريق، بينما بيان لم تتفاجيء من ردة فعله لمصالحتها فهذا هو في كل مرة يصالحها بصمت و أسلوبه الغير مباشر لن يغير معاملته.
توقف رحيم أمام منزل والده و ارتجل منها.
رحيم: مش هتنزلي؟
بيان: لا مش لازم جيب الولاد.
رحيم: هاتي مفاتيح عربيتك و انزلي يا بيان.
بيان: يا رح.
رحيم: كلمة واحدة يا بيان.
فتحت بيان باب العربية و أغلقته بانفعال و ذهبت إلى رحيم الذي جذبها لديه بحدة خفيفة.

رحيم: المفاتيح؟
بيان: اتفضل.
رحيم: أنت العربية توصلها تحت بيتي.
حارس: تؤمر يا فندم.
دلف كلًا من رحيم و بيان إلى المنزل، جرت ملاك بفرحة عارمة إلى بيان التي حملتها بين يديها و قبّلتها.
ملاك: وحشتيني يا ماما أوي أوي.
بيان: حبيبة ماما.
مالك: ماما.
احتضنته بيان بحب و ابتسامه تزين ثغرها فهذا هو ابنها البِكر الذي يكبر و يكبرها كل يوم يمر عليهما تدعي الله أن يحفظ لها أبنائها.
نجدت(بحدة): خير مش شايفاني.

بيان: ازيك يا طنط.
نجدت: بخير.
بيان: يا رب علطول يا طنط.
نجدت: شغل إيه اللي أهم من عائلة جوزك؟
بيان: زي ما شغل رحيم و شغل حضرتك و شغل سيادة الوزير مهم عندكم كذلك شغلي.
نجدت: أنتِ بتردي عليا.
بيان: ا.
رحيم: سيادة اللواء عن أذنك هنمشي.
رحيم: يلا يا بيان.
بيان: يلا يا حبايبي عن أذنك يا طنط.
أمسكت بيان بيد مالك و ملاك و غادرت المنزل و هي تحاول ألا تشغل بالها بنجدت فهي ستبقى هكذا ليوم مماتها.

بيان: احكولي عملتوا إيه يا حبايبي النهاردة.
ملاك: معملناش حاجة يا ماما هنا مفيش ألعاب زي ما جدو صلاح بيعملنا هنا في تعليم و الالعاب الصعبة دِ...
رحيم: كلها سنتين تلاتة و غصب عنك هتلعبها.
مالك: أنا هبقى مهندس زي ماما.
رحيم: مفيش هندسة هتكمل مسيرتي.
مالك: لا شغلك كله صعب و متعب أنا هبقى مهندس زي ماما حبيبتي.
بيان(بابتسامه): ذاكر أنت و اتفوق يا حبيبي الاول.
رحيم: ا.

بيان: رحيم حبيبي ده طفل لو سمحت تتعامل معاه بهدوء و لما تكون عايز توصله فكرة مش بتيجي بالأسلوب ده.
بيان: مش شرط عشانك ظابط يبقى هو يطلع زيك أنت مش هو يا رحيم.
ملاك: بابا.
رحيم: خير؟
ملاك: أنت ليه شرير و مش طيب زي ماما؟
نظرت بيان إلى ملاك بحزن ثم عادت نظرها إلى رحيم الذي التزم الصمت و قاد بهدوء، وضعت بيان يدها على يد رحيم و ملست عليه بحب.

بيان: بابا بيحبك يا ملاك و بيحب مالك هو بس بيتعب من شغله المفروض نعذره يا حبيبتي لكنه بيوفر ليكم كل اللي بتتمنوه لعب مدرسة كتب هدوم شنط كل حاجة يا حبايبي.
مالك: دايما بتدافعي عنه.
بيان: مش جوزي و لا مش جوزي يا سي مالك.
مالك: عارفة يا ماما لو كان ينفع أتجوز كنت أتجوزتك.
ملاك(بصوت مرتفع): براحة يا بابا.
بيان: براحة يا رحيم معانا أطفال سوق براحة.
توقف رحيم أمام منزلهم و صعدوا إلى الشقة.

بيان: يلا يا حبايبي كل واحد على أوضته و اغسلوا سنانكم بكرة في مدرسة يلا.
ملاك: يوووه.
مالك: تصبحي على خير يا ماما.
بيان: و أنت من أهله يا حبيبي.
دلف كلًا من مالك و ملاك إلى غرفهم، بينما بيان اتجهت إلى المطبخ لتغسل صحون الفطار التي لم تقم بتنظيفهم، دلفت إلى غرفتها.

فتحت خزانة الملابس لتبدل ثيابها، خلع رحيم قميصه ثم نظر إلى بيان و تقدم منها عدة خطوات. التفتت بيان و نظرت إلى رحيم و علمت بِ نيته فأغمضت عيناها.
في الصباح الباكر.
استيقظت بيان أثر تلك الضجة التي يفعلها رحيم، فتحت عيناها بكسل شديد و نظرت إليه.
رحيم: اصحي يا بيان.
بيان: إيه يا رحيم إيه حد يصحي حد الساعة ستة الصبح كدة.
رحيم: قومي جهزيلي فطار عشان أروح للشغل.

بيان: يا رحيم ده ميعاد شغلك أنت مش شغلي أنا سيبني أنام.
اقترب رحيم من بيان و قبّلها على إحدى وجنتيها.
رحيم: قومي يا بيان.
بيان: واحدة تانية هنا.
رحيم(برفعة حاجب): قومي يا بيان.
بيان: يا رحيم ما هو حرام اصحى من ستة الصبح كدة حرام و الله.
حمل رحيم بيان بين يداه و دلف إلى المرحاض المرافق لغرفتهم و وضعها على الحوض.
رحيم: عشر دقايق الاقيكي جهزتي فطار.
بيان: يا رحيم أنا تعبانة يا رحيم.

رحيم(بهمس): تحبيني أقعد معاكِ النهاردة طول اليوم.
نظرت بيان إلى رحيم بغيظ و نهضت من على الحوض و أخرجت رحيم خارج المرحاض.
غسلت وجهها عدة مرات حتى تركز، خرجت وجدته يقوم بِ تمريناته الصباحية.
بيان: عاش.
دلفت بيان لتجهز فطور لها و لأولادها ثم شهقت عندما تذكرت كونها لم تحضر الفينو لأبنائها.
بيان: رحيم رحيم رحيم.
رحيم: بطلي زن و قولي عايزة إيه؟
بيان: فينو.
رحيم(برفعة حاجب): نعم.

بيان: نسينا نجيب فينو للاولاد معلش يا رحيم أنزل اشتري من الفرن اللي في الشارع اللي جمبنا.
رحيم: أنزلي أنتِ.
بيان: هتنزل مراتك الساعة ستة الصبح لوحدها.
رحيم: و هو في فرن فاتح حاليا اصبري ساعة كدة.
بيان(بضيق): طيب يا رحيم.
جهزت بيان الفطار ثم بدأت في إيقاظ الأولاد، نهض مالك بينما ملاك ما زالت نائمة.
بيان: يلا يا ملاك هخلي مالك يأكل كل الاكل.
بيان: رحيم حبيبي يلا.
تعالى رنين هاتف بيان عدة مرات.

بيان: أستاذ منصور أيوه الولاد هيحضروا النهاردة.
بيان: تمام هنتظرك.
بيان: تمام يا أستاذ منصور.
أغلقت بيان الخط مع منصور المسؤول عن أتوبيس المدرسة و لكنها وجدت هاتفها يرن مرةً أخرى.
بيان: إيه يا منال؟
بيان: طيب حاضر جاية.
بيان: من الصبح كدة يا منال الساعة ستة و نص يا بنتي.
منال: بأكد عليكِ أن الصفقة مهمة و الاجتماع أهم.
بيان: حاضر حاضر.
بيان: يلا يا ملاك منصور زمانه على وصول يلا يا بنتي.

منال: يا عيني صاحية من بدري عشان الولاد.
بيان: هدعي عليكِ يا منال.
منال: يا ريت يا أختي الاقي عريس.
بيان: ربنا يهديكِ يا بنتي.
منال: عموما أنا نص ساعة و هتحرك.
بيان: ليه نروح ساعة بدري يعني كدة أو?ر أو?ر.
منال: ده هو يوم.
منال: هقفل عشان الحق البس يلا باي.
بيان: باي.
بيان: رحيم كويس أنك خلصت لبس أنزل جيب الفينو زي ما قولتلك و أنا هغير هدومي و تأخدني في طريقك.
رحيم: و ليه تروحي بدري؟

اقتربت بيان من رحيم لتعدل له ياقة القميص و تغلق أزراره و تنظر له.
بيان: عشان في اجتماع مهم أستاذ فاروق عايزنا كلنا نحضره يا حبيبي.
بيان: و يلا عشان زمان منصور جاي و الولاد كدة مش هيأخدوا سندوتشات معاهم.
بيان: و اه وديهم مصروفهم لأن فلوسي خلصت.
دلفت بيان غرفتها لتبدل ثيابها، ارتدت ثيابا رسمية للعمل كانت عبارة عن بدلة باللون الأبيض عكس رحيم الذي كان يرتدي بدلة باللون الأسود حتى قميصها.

بيان: كلتوا يا حبايبي؟
مالك: اه يا ماما.
بيان: كويس.
بيان: يلا جيب شنطتك يا حبيبي.
بيان: خدي يا ملاك جهزتلك الجدول.
بيان: خلي بالك منها يا مالك.
رحيم: خدي يا بيان.
بيان: اقعد افطر يلا.
كانت بيان تهتم بجميع الأمور حتى عملها فهي تحب دومًا أن تقوم بمسؤوليتها على أكمل وجه.
بيان: يلا يا حبايبي أكلكم جاهز.
وضعت بيان طعام كل واحد في حقيبته، تعالى رنين هاتف بيان و كان المتصل منصور.
بيان: يلا يا حبايبي يلا انزلوا.

هبطت بيان إلى أسفل لتساعدهم في ركوب الأتوبيس.
بيان: خلي بالك من ملاك يا دادة جميلة.
جميلة: متقلقيش يا ست بيان في عيوني.
بيان: شكرا.
بيان: خلي بالك منها يا مالك يلا باي.
صعدت بيان مرةً أخرى إلى المنزل و جلست بجانب رحيم لتتناول طعامها.
بيان: عندك شغل لحد امتى؟
رحيم: على حسب يا بيان.
بيان: طب وصلني في طريقك.
رحيم: خلصي فطارك و اجهزي.
بيان: حاضر.

تناولت بيان فطارها ثم نهضت لتغسلهم و خرجت لرحيم الذي كان يتحدث في هاتفه.
رحيم: تمام يا سلمى.
رحيم: جهزي كل الملفات على مكتبي و انتظريني أنتِ و الباقي عشان نتناقش.
رحيم: مش عايز غلطة المرة دِ.
رحيم: تمام يا سلمى.
بيان: هي مش كانت سلمى اتنقلت لمبنى تاني.
رحيم: و رجعت.
بيان(بضيق): طب مش يلا بينا.
رحيم: يلا.
يحيي: أهلا أستاذ رحيم ازيك يا مدام بيان.
بيان: الحمدلله يا دكتور يحيي.
يحيي: مالك يا رحيم بيه؟

رحيم: مستعجلين عن أذنك يا دكتور يحيي.
يحيي: طيب متنسيش تزورينا يا مهندسة بيان بقى عشان أكلك عمايل إيدي بقى.
نظرت بيان إلى رحيم الذي يحاول السيطرة على أعصابه عند سماعه إلى تلك الكلمات ثم نظرت إلى دكتور يحيي و ابتسمت باصطناع.
بيان: إن شاء الله.
جذب رحيم بيان إليه من خصرها و ضغط على خصرها بقوة ثم ركب المصعد.
بيان(بوجع): يا رحيم أبعد.
رحيم(بحدة): أنتِ دخلتي بيت الراجل ده قبل كدة؟

بيان(بوجع): كدة يا رحيم بتوجعني؟
رحيم(بحدة): انطقي يا بيان عشان أنا على أعصابي.
بيان: أه دخلت مرة أو مرتين.
رحيم(بحدة): ازاي من غير اذني؟ و كمان كنتوا لوحدكم مش كدة؟
بيان: أولا مش لازم أذنك لأن مفيش بينا أذن إلا لو ضرورة ثانيا أنا مستحيل ادخل بيت راجل لوحده يا أستاذ يا رحيم أنا متربية كويس و عارف يعني إيه احترم جوزي و عيالي.
بيان: كانت والدته موجوده في كل مرة قعدنا فيها مع بعض.

رحيم(بحدة): طب اسمعيني يا بيان الراجل ده متعرفهوش تاني و لا تدخلي عنده و لا تذكري اسمه و لا أي حاجة تخصه فاهمة.
غادرت بيان المصعد و هي غاضبة من غضب رحيم عليها دون سبب و وقفت بجانب سيارته.
بيان: أفتح العربية.
فتح رحيم السيارة و صعدت بيان و بجانبها رحيم الذي قاد إلى الشركة التي تعمل بها.
كارمن: أهو رحيم يا منال.
منال: شوفته مرة قبل كدة من بعيد.
كارمن: شايفه حلو ازاي.
منال: ربنا يخليه لبيان.

كارمن: يا رب بس ده ميمنعش أنه حلو و جميل و عسل هه.
بيان: لما أخلص شغل هتصل بيك.
رحيم: تمام.
ترجلت بيان من السيارة و كادت أن تدلف إلى الشركة حتى وجدت من ينادي عليها و كان رحيم و كذلك كارمن.
كارمن: أستاذ رحيم أهلا و سهلا.
رحيم: تمام.
رحيم: بيان.
بيان: نعم يا رحيم.
رحيم: موبايلك.
بيان: شكرا.
منال: يلا هنتأخر على الاجتماع.
موظف أمن: مهندسة بيان مهندسة بيان.
بيان: نعم يا معتز.

معتز: جاتلك الهدية دِ النهاردة الصبح و بلغني أول ما تيجي أودهالك علطول.
نظرت بيان إلى رحيم ثم نظرت إلى تلك العلبة المغلفة، كارمن تحمست و نظرت إلى بيان.
كارمن: افتحيها لما نشوف مين بعتها.
أزالت بيان الرباط ثم الغلاف و بمجرد أن قامت بإزالة غطاء العلبة حتى استمعوا إلى صوت إنفجار.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة