قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع عشر

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع عشر

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع عشر

في منزل إسراء
الطبيب بأبتسامة: انتي في بيتك، مبروك يا مدام انتي حامل!
اتسعت عيناها بصدمة اثر سماعها لتلك الجملة وشعرت كأنها في كابوس تريد ان تستيقظ منه سريعاً واخذت تفكر ماذا سيكون رد فعل ابيها العصبي الرجل الشرقي عندما يعلم ان ابنته الغير متزوجة اصبحت حامل! انها كارثة بالمعني الحرفي..
اخذت اسراء تفكر هكذا لدقيقتان وحاولت ان تبدو طبيعية وهتفت بثبات..
طب آآ ممكن يا دكتور ماتقولش لأهلي حاجة.

عقد الطبيب حاجبيه في تعجب قبل ان يرد ب:
نعم! لية كدة يعني؟
ارتبكت إسراء من سؤال وفكرت سريعاً ثم تابعت: آآ اصل انا يعني عايزة افاجئهم هما وزوجي
فيومأ الطبيب رأسه متفهماً ويرد بأبتسامة: تمام، انا هأقول انه شوية ارهاق بس
فتتنهد إسراء بأرتياح و..
شكرا جداً يا دكتور
وينهض الطبيب من على السرير ويلملم اشيائه ويضعهم في الحقيبة الخاصة به ثم يحملها ويخرج من الغرفة
ينهض محمود بسرعة فور خروج الطبيب ويهتف بتساؤل..

خير يا دكتور طمني؟
فيرد الطبيب بجدية: مافيش حاجة هي شوية إرهاق بس وتاخد الأدوية دي وهاتبقي كويسة جداً
فينظر له والد ووالدة اسراء بأمتنان ويرد محمود بأرتياح: شكراً يا دكتور
الطبيب بأبتسامة مجاملة: العفوا لا شكر على واجب
ويسير والد إسراء معه حتى يوصله إلي باب المنزل ويذهب الطبيب بينما دلفت والدة إسراء لأبنتها بلهفة وجدتها شاردة وجهها دابل يبدو عليه الحزن ربتت على كتف ابنتها برفق وتحدثت بهدوء..

عاملة اية يا حبيبتي؟
نظرت لها إسراء نظرات لم تفهمها والدتها قط قبل ان تجيب بحزن: كويسة يا ماما
انا اسف حقك عليا يا بنتي
هذا ما قاله والد إسراء قبل ان يدلف إلي الغرفة ويجلس بجانب ابنته ويحتضنها بحب وهو يقول مردداً:
ماتزعليش مني، انا عصبي وانتي عرفاني، لكن اوعدك هحاول ابطل عصبية
فتنظر لهم إسراء بحزن وترد بندم..
ولا يهمك يا بابا.

في منزل حسام الدمنهورى
حسام نائم في غرفته والعرق يتصبب من جبينه ويتنفس بصعوبة وهو يتحرك ويحلم..
ندى تجلس في مكان ما ويقترب منها حسام حتى اصبح يقف في مقابلها تماماً وتحدث بصوت هادئ: ندى.

رفعت ندى رأسها ونظرت له وانتفض حسام من منظرها والدماء التي تسيل من فمها وانفها وشعرها يكاد غير موجود اساساً وجسدها معظمه مشوه وعيناها ذابلة ومُجهدة وترد بصوت رقيق على عكس شكلها تماماً قائلة: ايوة ندى إلي انت نسيتها يا حسام
دمعت عيون حسام حزناً على أخته وماحدث لها وابتلع ريقه بصعوبة فحقاً كان شكلها مُرعب وهتف بصوت أجش: انا عمرى ما نسيتك يا حبيبتي
نظرت له نظرة طويلة وتابعت بهدوء..
خد دول يا حسام.

نظر حسام ليدها الممدودة فوجد ( مقص، سجائر، قطعة قماش، خاتم )
عقد حسام حاجبيه بتعجب قبل ان يرد ب: دول اية دول! مش فاهم
ابتسمت ندى ابتسامة رقيقة وملست على شعره بحنان قائلة: ركز وانت هتفهم يا حسام، سلام
ثم اختفت في لمح البصر وتركت حسام مذهبل للحظات لا يفقه شيئاً حتى استفاق من الحلم بفزع مردداً: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اكيد دا كابوس من الشيطان بس اوعدك يا ندى هأجبلك حقك قريب اووى.

ورفع الغطاء عن جسده ونهض من على الفراش ببطئ ثم اخذ المنشفة على كتفه ودخل إلي الحمام.

في منزل اسراء
كانت تجلس اسراء على فراشها شاردة حزينة باكية والاهم نادمة اخذت تحدث نفسها بلووم..

انا غبية انا إلي عملت ف نفسي كدة، سلمت له نفسي من غير اى مقاومة وكل دا عشان هأ عشان بحبه، لو كان بيحبني كان اتجوزني، فكرت اني هألاقي الحنان برة بيتي بس كنت غلطانة وغبية لما فكرت كدة، عمرى ما حد هيخاف عليا ولا يحبني اد اهلي، بس ياارب ساعدني ياااارب انا ندمت وتوبت واعمل اية بس ف إلي ف بطني دا ذنبه اييية، ذنبه ان ابوه واحد وسخ!

ثم قررت قرار سريعاً في شتات نفسها ثم نهضت من على الفراش واخذت نفساً عميق واتجهت للدولاب الخاص بها واخرجت ملابس وشرعت في تبديل ملابسها وهي تنظر للفراغ بتحدى او بالأحرى ل حمدى!

في منزل حسام الدمنهورى
خرج حسام من الحمام ثم اتجه للدولاب واخرج بنطال من اللون البني وتيشرت اخضر وارتدى ملابسه ووقف امام المرآة ووضع البرفان الخاص به وسرح شعره واخذ موبايله واغلق الانوار ورن هاتفه معلناً عن اتصال فرد حسام بلهفة بمجرد ان رأى اسم المتصل و..
حسام: الوو يا جمال في جديد؟
جمال: ايوة يا باشا انا كلمتك اهوو اول ما مشيوا زى ما قولتلي
حسام بسرعة: طيب طيب انا هأجي حالاً.

واغلق الهاتف بسرعة ثم وضعه في جيبه واغلق الاضاءة وخرج وغلق الباب خلفه.

في قسم شرطة الجيزة
في مكتب خالد كان يجلس يفكر في حبيبته ندى بحزن وهذه المافيا التي تقتل اى شخص برئ دون اى رحمة والاطفال الذين يأخذون اعضاهم واحياناً يجعلوهم يتامة والنساء يجعلوهم ارامل والمخدرات للشباب المدنين وكل هذا الخراب فقط من اجل المال والسلطة!

ثم زفر بضيق وتذكر حسام فقام على الفور وخرج من مكتبه متجهاً لمكتب حسام ووصل حسام القسم في تلك اللحظة ايضاً واتجه إلي مكتبه على الفور ورد خالد التحية على العسكرى الذي يقف امام المكتب وبادر الحديث بتساؤل:
حسام بيه جه يابني؟
العسكرى بجدية: لسة يا خالد باشا
اومأ خالد برأسه متفهماً وكاد ان يستدير ويمشي حتى وجد حسام قد وصل نظر له حسام بلهفة وهو يلهث اثر سرعته وهتف..
خالد تعالي عاوزك ضرورى.

ويلتفت ويفتح باب المكتب ويدلف ويلحقه خالد مردداً بغرابة: مالك يا حسام، وعاوزني في اية؟
اخذ حسام نفس عميق ثم تابع بجدية..
بص يا خالد انا هأروح ل...
ويقص حسام ما يريد فعله على مسامع خالد الذي خاف قليلاً وهو يحدق به في حين تابع حسام بصوت اجش: بس كدة يلا انا هأمشي عشان ما اتأخرش، سلام
فيمسكه خالد من ذراعه وهو يهتف..
بس دا خطر يا حسام
هز حسام رأسه نافياً بأصرار قائلاً: مش هأسيب نفس إلي حصل يتكرر تاني.

ابتلع خالد ريقه بخوف وتابع: ماشي يا حسام إلي تشوفه، خلي بالك من نفسك يا صاحبى
فيبتسم حسام ويرد ب:
خليها على الله، سلام
ويستدير حسام ويذهب تارك خالد في خوفه وقلقه على رفيق عمره الوحيد.

في مكان ما مهجور بالمقطم
رنا تنام في غرفة مغلقة تملؤها الاتربة على الارض ووجهها ذابل والسواد ظهر تحت عيونها وعيناها البنية اصبحت حمراء من كثرة البكاء وافتتح الباب فجأة ودلف رجل مُلثم يرتدى ملابس سوداء وعضلاته بارزة وهو ينظر على رنا وسقطت اشعة الشمس على رنا التي اعطت لها مظهراً جذاباً ولعيونها البنية وشعرها الكستاني الجميل و نهضت على الفور بفزع مرددة بخوف: اية في ايييية.

نظر لها ذاك الرجل نظرات مريبة اخافتها كثيراً واخذ يتفحص جسدها من الاعلي إلي الاسفل بشهوة ثم مد يده وهو يحسس على جميع انحاء جسدها فصرخت رنا صرخة مدوية على أمل ان ينجدها احد ولكن نهض الرجل واغلق الباب وخافت رنا اكثر وابتلعت ريقها بصعوبة ثم نظر له واقترب منها مرة اخرى ورنا تدعي في سرها ان يجدها حسام بسرعة وينجدها من ذاك الوحش الكاسر.

وجلس الرجل على مقربة منها كثيراً وامسك فكها بيده وضغط عليه بقوة قائلاً بحدة: بقولك اية اخرسي احسنلك وبعدين هنا مافيش حد ينجدك مني اصلا يا حلووة
ثم اقترب اكثر وهو يقبلها غصب عنها وحاول الاعتداء عليها وهي تصرخ على امل ان ينجدها اى شخص.

بعد مايقرب من النصف ساعة وصل حسام نفس المكان الذي تتواجد به رنا وهو يجرى بلهفة وطلع إلي الطابق الاعلي وهو يبحث عن رنا بخوف ووصل امام الغرفة التي تتواجد بها رنا ودفع الباب مرات متتالية حتى اتفتح الباب وصُدم حسام حينما وجد...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة