قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الثاني والعشرون

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني بقلم بسملة حسن

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الثاني والعشرون

وبعد دقائق
وصل فارس امام باب شقه ادم
فعندما انقطع ادم ف الحديث معه وسماعه لزجاج ينكسر ترك كل ما بيده وركب سيارته وقاد بسرعه عاليه متوجهاً الي شقه ادم
ولحسن حظه ان باب الشقه كان مفتوح فدخل الي الشقه بسرعه وفزع بشده عندما وجد ادم متسطح علي الارض والدماء تخرج من رأسه.

مال عليه وقال بفزع: ادم ادم في ايه.. مين عمل فيك كده
فتح ادم عينيه بارهاق شديد نتيجه لفقدانه كثير من الدماء وقال لفارس بتعب: شوف حاجه نوقف بيها النزيف
فارس بفزع: انا هطلب الاسعاف حالا
اغمض ادم عينيه وقال بصوت مرهق: لا ياافارس.. متطلبش الاسعاف.. ادخل المطبخ هتلاقي علبه الاسعافات.. هات قطن وشاش ووقف النزيف ده.

نهض فارس وقال بقلق: حاضر
ثواني وقد احضر فارس علبه الاسعافات وبدأ يتعامل باحتوافيه بحكم عمله واستطاع ايقاف النزيف
فقام فارس بعدها باسناد ادم وجعله يجلس علي الاريكه فقال فارس لادم الذي يغمض عينيه: ادم فوق معايا وساعدني عشان نطلع علي المستشفي..جرحك مش بسيط ولازم يتخيط.

اومأ ادم براسه وقال بخفوت: لو حد سالك هناك قوله اي حجه.. حاجه وقعت عليا عملت حادثة بالعربيه اي حاجه
فارس بخوف عليه: تمام تمام
قام باسناد ادم مره اخري وخروجوا سويا من الشقه وركبوا المصعد ثم نزلوا لاسفل وركب ادم السياره بمساعدة فارس ثم ركب فارس ف الجانب الاخر وقاد السياره بسرعه عاليه متجها الي المستشفي

وبعد مرور ساعه
كان ادم يجلس علي الفراش الطبي ورأسه ملتفه بالشاش الابيض بعدما اسعفوه الاطباء
دخل فارس بعد خروج الاطباء وجلس علي الفراش امام ادم وقال: سلامتك ياادم
ابتسم ادم ابتسامه خفيفه وقال: الله يسلمك
حمحم فارس وقال بجديه: مين عمل فيك كده ياادم
ثم تابع بعدها بجديه اكثر: ومتحاولش تكذب عليا

تنهد ادم وقال بنبره مرهقه حزينه: يزن
توسعت عين فارس بصدمه وقال: اخوك
اومأ ادم راسه بهدوء فتابع فارس قائلا بصدمه: ليه عمل كده
قص عليه ادم ما حدث وبعدما انتهي قال فارس بصدمه: وهتعمل ايه في المصيبه دي ياادم
ادم بحيره وحزن: مش عارف مش عارف...

وبعد مرور ساعه
عاد ادم الي القصر ومعه فارس
وبمجرد دلوفهم الي القصر اتجهت اليهم حنين بفزع بعد رؤيتها لحاله ادم
حنين وهي تقترب من ادم بخوف: ادم حبيبي ف ايه ايه اللي حصل
تحدث فارس بمشاكسه مصطنعه وقرر تنفيذ مخططه هو وادم: مفيش ياحنون ابنك كان باين بيلعب بالعربيه شويه وادي نتيجه اللعب

شهقت حنين وقالت: عملت حادثه ياادم
ابتسم ادم بهدوء وقال: متقلقيش انا كويس.. العربيه هي اللي اتضرت شويه بس
حنني بخوف: فداك الف عربيه ياحبيبي.. اقعد ياحبيبي اقعد اكيد دايخ
جلس ادم علي الاريكه فقال فارس بابتسامة واسعه: امال فين مراتي
تحدث ادم وقال: مش عارف اشكرك ازاي والله يافارس نردهالك ف الافررح ان شاءالله.. امشي انت بقا اكيد وراك شغل وانا مش عايز اعطلك

حك فارس فروه رأسه من الخلف وقال باحراج: امم.. انا كده بطرد بالزوق يعني
تدخلت حنين وقالت لادم بعتاب: اخص عليك ياادم..ثم تابعت وهي تنظر لفارس: اقعد ياحبيبي وليان نايمه فوق تحب اصحيهالك
ابتسم فارس وقال: لا خليها نايمه.. ممكن بس ياحنون تجبيلي ميه عشام عطشان
حنين: حاضر
رحلت حنين من امامهم فمال فارس علي ادم وقال بجديه: تحب اكلم اللوا واعفيك من مهمه بكره دي

ادم: لا انا كويس.. مش كام غرزه هيقعدوني ف البيت يعني
فارس: تمام.. وهتعمل ايه مع اخوك
تنهد ادم وقال: لسه بفكر..
فارس: ماشي علي العموم انا موجود لو عوزتني ف اي حاجه
ابتسم ادم وقال: عارف ياصاحبي

اتجهت حنين اليهم وهي تحمل كوب المياه فارتشف فارس منها القليل ثم اعطاها لحنين وقال بابتسامة: انا ماشي بقا.. وابقي سلميلي علي ليان
حنين: طيب ما تخليك قاعد شويه
فارس بابتسامه: معلش ورايا شغل
حنين: ماشي ياحبيبي ربنا معاك

رحل فارس من امامهم
فجلست فجلست حنين بجانب ادم وقالت بدموع: عملت ايه مع يزن
ادم: بعد ما اتكلمنا واتفقنا انه يتعالج كنت بتكلم ف التليفون ولما خلصت ملقتوش..هرب مني بس ماتخفيش هرجعه
نظرت حنين لجرحه وقالت بدموع اكثر: هو هو اللي عمل كده
قال ادم بابتسامة مطمئنه: لا مش هو.. زي ما قولتلك عملت حادثة صغيره بالعربيه

سمع الاثنان صوت شهقه من خلفهم فالتفتوا الي مصدر الصوت ووجدوا لُجين تتجه لهم وتقترب من ادم وتقول بخوف: ايه ده ياابيه
ادم بابتسامة: مفيش.. حادثه بسيطه
جلست لُجين بجانبه وقالت بقلق: مش تخلي بالك ياابيه..ثم تابعت: بتوجعك طيب
ادم: لا انا كويس
لُجين: الحمدلله ياابيه.. ابقي خد بالك بعد كده
ابتسم ادم وقال: حاضر..

اما عند قاسم
لم يستطيع ان يواصل عمله من كثره التفكير ف تلك الرساله
لا يعلم من يريد ان ينتقم منه فهو ليس له عداوه مع احد.. وظل باله مشغول باولاده خاصه الفتيات

نهض من علي الكرسي وجمع اغراضه ثم رحل متوجها الي القصر
وبعد مرور ربع ساعه
وصل قاسم للقصر واستقبلته حنين كالعاده
سالها قاسم هن ادم ف اخبرته عن الحادثه التي تعرض لها ولكن طمئنته بانه بحاله جيده فصعد قاسم لغرفه ادم ليطمئن عليه
طرق علي الباب وفتحه عندما سمع صوت ادم يأذن له بالدخول
دخل واقترب من ادم وقال: حمدلله علي سلامتك ياادم مش تاخد بالك وانت سايق

اعتدل ادم ف جلسته وقال بابتسامه بسيطه: الله يسلمك يابابا.. معلش هي جات كده بقا
جلس قاسم امامه وتنهد بهدوء وقال: الحمدلله انها جات لحد كده..
ادم وهو يتفحص ملامح والده: الحمدلله.. خير يابابا ف حاجه

قاسم: ادم انا لو عطتلك رقم تقدر تشوفلي حد من صحابك وتجلبي بيانات عنه
ادم باستغراب: ااه اقدر..بس مين ده
اخرج قاسم هاتفه وفتح الرساله وقال لادم وهو يعطيه الهاتف: الرساله دي جاتلي انهارده.. وعايز اعرف مين ده

قرأ ادم الرساله وقال باستغراب شديد: ده مين ده وعايز اايه.. حضرتك ليك اي عدواه مع حد سواء جوه او بره الشركه
هز قاسم راسه نافيا وقال: لا.. وده اللي مجنني اكتر
ادم: متقلقش ان شاءالله هبعت لحد يشوقلي الرقم ده ونشوف هو مين ده

قاسم: ماشي ياادم وانا مستني ثم تابع بعدها وقال: هسيبك انا دلوقتي عشان ترتاح
اومأ ادم راسه فخرج قاسم من الغرفه
وبعد خروج قال ادم: وده مين ده كمان
انهي كلامه ثم اخرج هاتفهه وقام بالاتصال علي احد الضباط واعطاه الرقم وطلب منه ان يجلب له كل البيانات الخاصه بذلك الرقم

مر اليوم ولم يعود يزن الي المنزل
قلقت حنين بشده عليه وحاولت ان تخفي قلقها حتي لا يلاحظ قاسم
اما قاسم فقد لاحظ غياب ابنه وعندما سال حنين كذبت عليه وقالت انه نائم ف غرفته
فصدقها قاسم ولم يعلق.. اما ادم فاخبر والده لا توجد اي بيانات لذلك الرقم ولم يستطيع الضابط صديقه التوصل لاي شئ يتعلق بصحاب الرقم.. فانشغل عقل قاسم اكثر بذلك الرقم المجهول .. ومر باقي اليوم دون حدوث شئ اخر

وفي وقت الفجر
كانت حنين تقف ف الشرفه تبكي بقلق علي يزن فهو لم يعود الي القصر حتي الان.. لاتريد ان تذهب لادم وتخبره لانها تعرف انه مرهق بشده بسبب الحادثه التي تعرض لها صباحاً كما قال لها

توقفت عن البكاء عندما سمعت اهتزاز هاتفهه
وعندما نظرت للمتصل ووجدته رقم غير مسجل كانت ستضع الهاتف علي الوضع الصامت ولكن روادها احساس بان ذلك الاتصال من ابنها يزن
نظرت للداخل حيث قاسم النائم ثم نظرت للهاتف وفتحت الاتصال وقالت بصوت منخفض: السلام عليكم

سمعت صوت بكاء وشهقات من الجانب الاخر فعملت انه يزن
فذهبت الي اخر الشرفه حتي لا يسمعها قاسم وقالت ببكاء: يزن حبيبي انت كويس.. كده يزن تقلق ماما عليك بالشكل ده... انا كنت هموت من الخوف عليك

يزن بصوت باكي وقد اصبح كالطفل الصغير: انا اسف
حنين ببكاء: مش هقبل اسفك غير لما ترجع القصر.. ارجع وهنحل كل حاجه مع بعض يااحبيبي
يزن بكلمات متقطعه: ابيه... انا انا مكنش قصدي

كتمت حنين شهقاته بصعوبة وقالت ببكاء وعتاب: انت اللي عملت ف اخوك كده يايزن
يزن ببكاء: مكنش قصدي.. انا مش عارف عملت كده ازاي

حاولت حنين التماسك وقالت بنبره حنونه: طيب خلاص ارجع وكل حاجه هترجع زي الاول واحسن.. وادم كويس ومفهوش اي حاجه..ارجع وهنحل الموضوع سوا ياحبيبي اتفقنا

يزن بصوت متعب باكي: انا تعبان اوي ياماما
حنين بدموع والم: سلامتك من التعب ياقلب ياماما.. ارجع يايزن عشان خاطري.. ارجع وهنصلح كل حاجه
يزن بتعب: معدش ينفع... انا كنت متصل عشان اقولك اني كويس.. واني مش هقدر ارجع البيت دلوقتي ومش هقدر ابص ف عينيك او عين ابيه..هكلمك كل شويه واطمنك عليا ماشي ياماما

حنين بلهفه: لا لا يزن عشان خاطري.. انا مش هبقي مطمنه غير وانت قدام عنيا.. ارجع يااحبيبي وكل حاجه هتبقي كويسه صدقني

يزن بتعب: خليني علي راحتي ياماما.. وانا كويس وف مكان كويس.. هكلمك تاني بكره ف نفس المعاد.. وانا اسف علي اي دمعه نزلت من عنيكي بسببي واسف علي اللي عملته ف ابيه.. بس اوعدك اني احاول اصلح اللي عملته وارجع يزن زي بتاع زمان.. ومتخافيش مش هغيب عنك كتير..

حنين ببكاء: يزن
يزن بدموع: انا اسف.. انا انا مضطر اقفل
انهي كلامه ثم اغلق الاتصال
احتضنت حنين هاتفها وظلت تبكي علي الحاله التي وصل لها ابنها.. نظرت للسماء وقالت بالم: يارب احميه ياارب ورجعهولي سليم..
وبعد مرور فتره من بكاءها
مسحت دموعها ثم اتجهت للداخل وتوجهت للفراش وتسطحت عليه واغمضت عينيها وعادت تبكي بصمت مره اخري...

وفي صبح اليوم التالي
كان الجميع مجتمع حول السفره يتناولوا الطعام بصمت
وبالطبع لاحظ قاسم غياب يزن فسال حنين وكذبت عليه مجدداً قائله بانه ذهب الي الجامعه منذ الصباح الباكر.. ف اومأ قاسم راسه بهدوء وتابع تناول طعامه
وقد كان شارداً يشعر ان شئ سئ سوف يحدث.. باله مشغول دائما بعد الرساله التي بُعثت له ف الشركه.. علي الرغم من انه زود الحراسه علي القصر واصبح مشددا اكثر علي خروج بناته من القصر.. الا ان شعور الخوف والقلق علي اولادها مازال مسيطر عليه
تنهد بقلق ودعي الله بداخله بان يحفظ اولاده من كل سوء

اما حنين فقد كانت قلقه حزينه علي ابنها يزن.. وحزينه اكتر علي كذبها علي رفيق دربها حبيبها وزوجها قاسم.. ولكن بررت موقفها بانها تفعل ذلك لحمايه يزن من بطشه
وحاولت ان تداري حزنها قدر المستطاع.. حتي لا يلاحظ احد
نهضت لُجين من علي الكرسي فقالت: ايه يالُجين لحقتي تاكلي
لُجين: اه مش قادره اكل
نهضت ليان ايضا وقالت بهدوء: وانا كمان شبعت

حنين: اقعدي ياليان وخلصي اكلك عشان العلاج بتاعك
ليان برجاء: ياماما
حنين: ليان اسمعي الكلام واقعدي كملي اكلك
تابعت لُجين حديثهم وابتسمت بمرارة ثم خرجت من الغرفه بهدوء وتركت والدتها تتحدث مع ليان
انزعج ادم مما حدث عندما رائ اهتمام والدته باليان وباكلها وانها قد نست تماما لُجين
وكان علي وشك التحدث ولكن راعي وجود ليان فصمت وتابع تناول طعامه بهدوء

وبعد مرور دقائق نهض ادم وقال لوالدته بهدوء: ماما انا بره ف الجنينه.. ولما تخلصي اكل ف انا عايز حضرتك بره ف موضوع
حنين بابتسامة: حاضر ياحبيبي
خرج ادم من الغرفه وخرج للحديقه وجلس علي الكرسي منتظرا والدته

وبعد مرور دقائق
خرجت حنين وجلست امامه وقالت بهدوء: ايه ياادم
تنحنح ادم بهدوء وقال: هو ممكن المووضع مش وقته بس هو لازم اتكلم فيه.. انا كنت عايز اقولك حاجه بخصوص لُجين
نظرت له حنين وقالت باستغراب: حاجه ايه ياادم

تحدث ادم بجديه وقال: لُجين الفتره الاخيره كانت وصلت لمرحله وحشه اوي بسبب فرق المعامله بينها وبين ليان
كل واحد فيكم بيعامل ليان معامله ولُجين معامله تاني تماما

وبسبب ده لُجين بقا ف دماغها انكم بتحبوا ليان اكتر منها او بمعني تاني بقيت تكروهوها
واقل التصرفات بتثبتلها كده
مثال بسيط حضرتك من شويه مسكتي ف ليان لما قامت انها تقعد وتكمل اكل بس لُجين لما قامت محاولتيش حتي انك تحاولي معاها.. ليان ولُجين تؤام وطبيعي الغيره تبقي الموجوده بينهم انا بقول لحضرتك كده عشان الغيره ده متتحولش لكرهه بعد كده

انا عرفت اخرج لُجين من الحاله اللي كانت فيها من فتره.. بس انتو بتصرفاتكم هترجعوها تاني لنقطه الصفر وساعتها مش عارف هقدر اخرجها منها تاني ولالا
عارف طبعا انكم بتحبوها بس هي مش شايفه كده وتصرفاتكم بتثبلتها ده
تكونت دموع الندم في عين حنين وقالت: والله مش بيكون قصدي.. انا ممكن بهتم باليان شوسه بس عشان موضوع مرضها مش اكتر
بكت اكثر وقالت: انا دلوقتي حاسه اني ام فاشله عشان فرقت بينهم ووصلت بنتي للمرحلة دي

مسك ادم يدها وقال بهدوء: متقوليش كده ياامي.. وانا مقولتش الكلام ده عشان تحسي بالندم او تقولي علي نفسك كده.. انا قولت كده عشان تنتبهوا لتصرفاتكم عشان متحصلش حاجه ونرجع نقول ياريت اللي جرا ما كان.. اهدي بقا وبطلي عياط عشان خاطري
مسحت حنين دموعها وقالت: حاضر.. وانا هتهم بالاتنين زي بعض بعد كده والله.. ومش هخلي لُجين تحس باي فرق
ابتسم ادم وقال: وده احسن حاجه وياريت تفهمي الكل بردو الموضوع ده

حنين: حاضر.. وتابعت بعدها بحزن شديد وبكاء: هنعمل ايه مع يزن ياادم.. اتصل عليا امبارح الفجر وفضل يعيط ف التليفون وقالي انا مش هرجع غير لما اصلح اللي عملته ثم تابعت بعتاب وبكاء: وليه كذبت عليا ياادم وقولتلي ان اللي حصلك ده حادثه عربيه.. يزن قالي امبارح انه هو اللي عمل كده.. وده اللي متعبه اكتر

ابتسم ادم بهدوء وقال: مكنش ليه داعي اني اقول
ثم تابع مطمئنا اياها: ومتقلقيش ان شاءالله اخلص مهمه انهارده دي علي خير وهرجعلك يزن وهنقول لبابا اي حجه وهوديه احسن مصحه ف مصر وهيتعالج ويرجع زي الاول
حنين بخوف: انت طالع مهمه انهارده
ادم بهدوء: اه.. والمفروض هطلع اجهز دلوقتي
حنين بخوف اكثر وقد انقبض قلبها فجأه: خلي بالك من نفسك ياادم
ابتسم ادم وقال: متخافيش ان شاءالله خير

نهض من علي الكرسي وقبل راسها بعمق وقال بهدوء: ادعيلي
حنين بدموع وقلق: بدعيلك ياحبيبي.. ربنا يرجعك ليا بالسلامه يارب
ادم بابتسامة خفيفه: ان شاءالله..
انهي كلامه ثم رحل من امامها ثم صعد الي غرفته وقد تحولت ملامح وجهه الي الجديه...

وبعد مرور ساعات
نزلت لُجين من غرفتها وقررت ان تستأذن من والدها لتخرج من القصر لانها تشعر بالضيق الشديد
وجدت والدها يجلس علي الاريكه فاتجهت اليه ووقفت امامه وقالت بهدوء: بابا ممكن اخرج شويه اروح ف اي حته عشان انا مخنوقه
نظر لها قاسم وقال: لا يالُجين مفيش خروج
لُجين بضيق شديد: ليه يابابا.. انا من فتره مخرجتش وزهقت من القاعده ف اوضتي

قاسم بصرامه: لُجين قولت مفيش خروج يبقي مفيش
لُجين بصوت حزين باكي: لو ليان كانت قالت عايزه اخرج كنتوا هتخروجها علطول مش كده
نهض قاسم وقال بصوت عالي نسبيا نابع من خوفه عليهم: لا انتي ولا ليان ولا اي اي حد.. وانا قولت الفتره دي مفيش خروج من الزفت.. ويلا اطلعي علي اوضتك

بكت لُجين ثم رحلت من امامه صاعده لغرفتها
جلس قاسم علي الاريكه وزفر بعنف.. فمنذ امس وهو منفعل خائف من ان يصيب احد من عائلته مكروه..
فقال ف نفسه: يارب عدي الفتره دي علي خير..
صعدت لُجين غرفتها ووجدت ليان تقف ف الشرفه فتسطحت علي فراشها ودفنت وجهها ف الوساده
وبدأت ف البكاء بصمت

ف الشرفه
كانت ليان تتحدث مع فارس قائله: فارس عشان خاطري خد بالك من نفسك.. وانا هفضل صاحيه لحد ما ترن عليا.. وعلفكره انا لسه زعلانه منك عشان كنت مخبي عليا موضوع المهمه ده
ضحك فارس وقال: والله ياحبيبتي مكنتش قاصد بس اصلا معاد المهمه ده كان بعد اسبوع او بعد اسبوع وشويه.. بس اول امبارح اللواء خبرنا بان معاد المهمه اتقدم.

ليان بقلق: ماشي يافارس ماشي
ابتسم فارس وقال: بلاش قلق بقا عشان غلظ عليكي... واه صحيح عايز اقولك حاجه قبل ما اقفل
ليان: حاجه ايه

تنهد فارس وقال بحب: كنت عايز اقولك اني بحبك ياليان.. بحبك اكتر من اي حاجه.. وانك انتي احلي حاجه حصلت في حياتي..وعايزك دايما مهما حصل تهتمي بصحتك ومهمليش فيها ودايما تكون ابتسامتك مرسومه علي وشك وسعيده وساعتها انا كمان هكون سعيد

ليان بخوف ودموع: فارس انت ليه بتتكلم كده
قال فارس بمشاكسه: بصي انتي وحشتيني اوي وانا مش عارف ازاي مجتش وقعدت معاكي شويه انهارده
ليان بخوف: ارجع من المهمه وتعالي اقعد معايا زي ما انت عايز
ثم تابعت بصوت باكي: هترجعلي يافارس مش كده
ابتسم فارس وقال: ان شاءالله ياقلب فارس.. دلوقتي بقا جه وقت الوداع عشان احنا هنتحرك دلوقتي

ليان ببكاء: متقولش وداع.. انا هستناك يافارس تكلمني وهفضل صاحيه.. خلي بالك من نفسك عشاني يافارس
فارس بابتسامه: حاضر.. وانتي بطلي عياط بقا.. مش هعرف اركز كده ف المهمه وبالي هيكون مشغول بيكي
مسحت ليان دموعها وقالت: خلاص بطلت.. ربنا معاك ياحبيبي ويرجعك ليا سليم انت وابيه

فارس بابتسامة: ان شاءالله.. لا اله الا الله
ليان بدموع: محمد رسول الله
اغلقت ليان مع فارس ونظرت لاعلي وقالت بدموع: يارب واحفظه واحميه يارب...
اما فارس فاغلق معاها ثم تنهد ووضع يده علي قلبه المنقبض منذ الصباح وقال بابتسامة حزينه: شكلها النهايه ولاايه

وف منتصف الليل
نزلت لُجين بعدما رأت ان اختها ذهبت ف نوم عميق وهي تجلس علي السرير منتظره مكالمه فارس لها..
نزلت لاسفل بعدما بدلت ملابسها وهي تشعر بالضيق الشديد والحزن

خرجت من القصر ورأت الحراس جميعهم منشغلين ف الحديث
وسوس لها الشيطان بفكره واستجابت له ثم خرجت من خلف الحراس
خرجت من القصر وبدأت تسير ببطء وبدأت دموعها تتساقط وقالت بصوت باكي متعب: ياارب انا كل ما احاول ابعد عن اي حاجه تضايقني ف حاجه اكبر بتيجي وتضايقني كل ما اتقدم خطوه حاجات بتحصل وبتخيليني ارجع بدالها عشره. يارب انا تعبت من نفسي ومن اللي حوليا.. انا نفسي استريح بقا وارجع لُجين القديمه

توقفت فجأه ونظرت حولها ووجدت الشارع هادئ بدرجه مخيفه.. خافت بشده ولامت نفسها علي الخروج في هذا الوقت وعصيناها لكلام والدها
فعزمت ف داخلها ف ان تعود للقصر ولكن توقفت فجأه عندما وجدت سياره سوداء اللون تقف امامها
ووجدت باب السياره يُفتح وخرج منه شخص ملثم

كانت علي وشك الصراخ ولكن وضع الرجل يده علي فمها وحملها بذراع واحد تحت حركاتها المستمره وصوت صراخها المكتوم
ادخلها السياره واغلق الباب ثم سارت السياره بسرعه وفي ثواني كانت قد اختفت من الشارع..

علي الطرف الاخر
اتجه فارس وادم والقوات الي مكان المهمه
وكانت مهمتم القبض علي واحد من اكبر تجار الاسلحه ف مصر والذي بعد شهور من البحث خلفه استطاعوا ان يعلموا ميعاد تسيلم احد الشحنات الخاصه به

بدأت القوات تدخل الي المخزن بهدوء وحرص بقياده ادم وفارس
قُسمت القوات الي فرقين.. فريق مع ادم وفريق مع فارس وذهب كل فريق منهم الي موقعه
استطاع ادم وبخفه ان يقتل بعض الحراس الذين يراقبون المكان دون استخدام سلاح
وبعدما سيطر علي الوضع نسبيا بدأ يختبئ هو وباقي القوات لينتظروا ميعاد التسليم وحينها يبدأو بالهجوم

وكذلك فارس فقد سيطر علي الوضع تماما وسار الامر كما خططوا له
مرت ربع ساعه وجاء معاد التسليم وعندما رائ ادم ان بعض الرجال اقوياء البنيه يقوموا بنقل السلاح من سياره الي اخري
تحدث ف سماعه البلوتوث وقال لفارس: جهز نفسك يافارس هنهجم دلوقتي
فارس: انا جاهز
لحظات وارتفع صوت الرصاص ف المكان
وبعد مرور نصف ساعه
سيطرت القوات علي الوضع واستطاعوا ان يسقطوا كثيرا من رجال تجار الاسلحه

اما ادم فقد رائ ان رئيسهم تاجر الاسلحه الكبير والمطلوب القبض عليه يركض باتجاه سيارته
وهو يحمل شنطه المال بين يديه فوجهه سلاحه نحو وبخفه ومهاره اصاب قدمه فسقط الاخر علي الارض يصرخ بالم شديد
اشار ادم لعدد من الظباط ليذهبوا ويلقوا القبض عليه
ثم تحرك ليساعد باقي القوات ف القضاء علي باقي الرجال

ولكن فجأه وبدون سابق انذار سمع صوت رصاص قريب منه ومن ثم بدأ يشعر بالم رويدا روايد
نظر الي بطنه فوجد الدماء تندفع بقوه
رفع رأسه ليري الفاعل فوجده رجل يقف ف مكان اعلي منه ويصوب مسدسه نحوه

رفع ادم مسدسه بتعب والم وكان علي وشك ان يضربه بالنار ولكن فجأه وجد نفسه ملقي علي الارض
تاؤه ادم بعنف ثم نظر بعدها الي الفاعل ووجد ان فارس من دفعه وكان يوجه مسدسه نحو الرجل

ولكن للاسف كان الرجل اسرع من فارس وثواني واخترق العديد من الرصاص جسد فارس
سقط فارس علي الارض ولم يعطيه ذلك الرجل فرصه ان يطلق عليه الرصاص
زحف ادم بجسده الي فارس ومد يده بالم شديد وقال:فا فارس قوم
فتح فارس عينيه وقال بابتسامه وصوت متقطع: شكلي هنولها ياصاحبي

ادمعت عين ادم وقال: متقولش كده انت هتبقي كويس خليك صاحي متغمضش عينك
فارس وهو يقاوم ان يغمض عينيه قائلا بمرح ثقيل بالنسبه لادم وصوت متقطع: افرح ياعم صاحبك واخوك هيبقي شهيد..هتبقي فخور بيا طول حياتك .. ثم تابع وقال بتعب شديد وصوت منخفض: قول قول ليان اني حبيتها اوي وخلي بالك من ابويا ياادم

بكي ادم لاول مره وقال قد سيطر عليه التعب ايضا: فارس انت هتقوم وهتبقي كويس.. انا كنت حاطط ف بالي انك انت اللي هتحضر جنازتي مش العكس
ابتسم فارس وقال: انا هبقي ف مكان احسن.. ثم تابع وهو يرفع اصبعه ويغمض عينيه: اشهد ان لااله الا الله وأن محمد رسول الله
وبمجرد ما انهي كلامه انتفض جسده ثم بدأت الدماء تندفع من فمه بغزاره

بكي ادم اكثر وقال: قوم يافارس عشان خاطري
بدأ النعاس يسيطر علي الاخر ف دفع جسده وتسطح بجانب فارس وقال وهو يستلسم للاغماء: معاك دايما يافارس.. اشهد ان لااله الا الله وأن محمد رسول الله
اغمض ادم عينيه ولم يشعر باي شئ اخر
اجتمع الظباط حولهم بعدما سيطروا علي الوضع تمام وسقطت دموع البعض منهم وطالبوا باحضار الاسعاف بسرعه

اما ذلك الرجل الذي اطلق عليهم الرصاص
فقد استطاع الهرب من المكان وظل يركض مبتعدا عنه وبعدما تأكد انه بمكان آمن اخرج هاتفهه وعندما اجاب عليه الطرف الاخر قال الرجل وهل يلهث: تم يا باشا.. المقدم باشا وجوز اخته بقوا مع الاموات خلاص

ابتسم فرعون بخبث وقال: كده حلو اوي.. تعالي عدي عليا عشان تاخد حلاوتك
الرجل بجشع: ربنا يخليك لينا يافرعون باشا...

ف قصر قاسم
خرج قاسم من غرفته فهو لم يستطيع النوم من قلقه علي ادم الذي اصابه فجأه.. فقرر ان يخرج من الغرفه ويذهب ويطمئن علي ابنائه
دخل الي غرفه سجي ووجدها غارقه ف نوم عميق وكانت اشبه بالملائكه.. قبلها من راسها برفق
ثم خرج من الغرفه
واتجه بعدها الي غرفه ليان ولُجين
فهو يشعر بالاسف لانه انفعل علي ابنته اليوم ولكن ذلك كان خوفا عليها وعلي وان يصيبها مكروه

فتح باب الغرفه ووجد ليان تجلس علي الفراش وتنسد راسه علي ظهر السرير فيبدو انه نامت دون ان تشعر
القي نظره خاطفه علي فراش لُجين فوجده فارغ
فزع بشده واقترب اكثر ليتاكد.. وعندما لم يجدها ذهب الي المرحاض وطرق عليه بهدوء وعندما لم يسمع صوت فتح الباب ولم يجدها ففزع اكثر ولكن حاول ان يهدأ نفسه قائلا: ممكن تكون نزلت تحت ياقاسم

خرج من الغرفه ونزل لاسفل وبحث عنها ف كل الارجاء ولم يجدها.. زادت انفاسه اكثر خوفا من ان ما يدور ف باله صحيح
صعد لاعلي مره اخري وقرر ان يراها ف غرفه قُصي او ادم او يزن
فتح غرفه ادم ولم يجدها
وفتح غرفه يزن ولكن استعجب عندما لم يجد يزن ايضا ولكن لم يعير الموضوع انتباه ف مايشغله اكثر هو اختفاء لُجين
واتجه بعدها الي غرفه قُصي وفتح بالباب بسرعه
ووجد قُصي يجلس علي الفراش ويعمل علي اللاب توب

نهض قُصي من علي الفراش بفزع عندما رائ والده يدخل الي غرفته بهذا الشكل
اقترب منه وقال: في حاجه يابابا
قال قاسم بخوف ظاهر ف نبره صوته ولاول مره يري قُصي والده ف تلك الحاله: اختك لُجين مش لاقيها
انهي كلامه ثم رحل من امامه واتجه الي غرفه ليان مره اخري
فذهب قُصي خلقه وهو يقول بقلق: مش لاقيها ازاي

فتح قاسم باب الغرفه
ووقف امام فراش ليان وقال بهدوء ظاهري حتي لا يفزعها: ليان ليان اصحي
فتحت ليان عينيها بنعاس وعندما رأت والدها امامها قالت بقلق: خير يابابا في حاجه

قاسم بقلق: متعرفيش لُجين فين
نظرت ليان الي فراش اختها ثم نظرت الي والدها وقالت بخوف: انا لما كنت صاحيه كانت هي نايمه علي سريرها
التفتوا جميعهم علي صوت حنين القلق والتي استيقظت ايضا عندما شعرت بالقلق الشديد علي ادم
حنين: في ايه ياقاسم
زفر قاسم بصوت عالي ثم خرج من الغرفه
ثم نزل لاسفل وسار الباقي خلفه

خرج قاسم للحديقه ونادي بصوت عالي علي رئيس الحرس: عصاام عصاااام
ركض اليه رئيس الحرس وقال بصوته القوي: ايوه ياقاسم ياباشا
قاسم بصوت عالي غاضب: انتو قاعدين هنا نايمين ياعصام.. بنتي مش لاقيها ف القصر.. بنتي اتخطفت وانتو نايمين هنا

صدم عصام وقال: ياباشا محدش دخل القصر هنا والرجاله فايقين كويس اوي
قاسم بعصبيه شديده: ابعت خليهم يدورا عليها.. عايز بنتي تبقي ف حضني الليه ياعصام فااهم ولالا
عصام: حاضر ياباشا
انهي كلامه ثم رحل من امام قاسم وامر الحرس بالبحث عن لُجين

اما قاسم فدخل القصر وعندما رأته ليان وحنين نهضوا من امكانهم واتجهت اليه حنين وقالت بخوف ودموع: ف ايه ياقاسم.. بنتي فين
جذبها قاسم لاحضانه وقال: بنتنا هترجعلنا ياحنين هترجعلنا متخافيش

شعر باهتزازه ف جيب بنطاله دليل علي رنين هاتفه فابعد حنين واخرج الهاتف ووجده رقم غير مسجل
فاقترب منه قُصي وقال بقلق: مين يابابا
قااسم بخوف وهو غير مطمئن ابدا لتلك المكالمه: مش عارف رقم مش متسجل
حنين بلهفه وبكاء: طيب افتح يمكن حاجه تخص لُجين...رد وافتح الاسبيكر عشان خاطري

استجاب لها قاسم واجاب علي الاتصال وفتح السماعه الخارجيه وقال بصوت مهتز: الو
اتاه صوت من الطرف الاخر يقول: الو معايا البمشهندس قاسم
قاسم بقلق: ااه انا
رد الاخر باسف: مع حضرتك الرائد سيف عبدالحق كنت مع المقدم ادم والمقدم فارس ف المهمه وبطلب من حضرتك تيجي مستشفى ********* لان ابن حضرتك اتصاب ف المهمه وهو والمقدم فارس وبطلب من حضرتك تتواصل مع اهل المقدم فارس لاني مش عارف اوصلهم.. وللاسف الاتنين وضعهم صعب ولازم تيجوا ضروري

تحدث قاسم بصوت مصدوم: ح حاضر
اغلق قاسم معه
وتصنم مكانه كحال الباقي
نزلت دموع حنين وقالت بالم وصوت هامس: اادم
دخل الحارس وقال لقاسم وهو يلهث بعنف: قاسم باشا
احنا راجعنا الكاميرات وولاسف لقينا الهانم وهي بتخرج من ورانا وبعد ما بعدت عن القصر بشويه لقينا عربيه قربت عليها وللاسف خطفتها

صرخت ليان بصوت عالي وهي تضع يدها علي قلبها ثم سقطت علي الاريكه مغشيا عليها وقد شحب ووجها وازرقت شفتيها بشده
نظرت حنين الي هيئه ابنتها التي ارعبتها ثم نظرت لقاسم وقالت ببكاء وصدمه: ولادي يااقاسم..
لم تتحمل حنين الصمود كثيرا فسقطت مغشيا عليها وامسكها قاسم وقربها من حضنه وهو مصدوم بشده
عائلته تنهار امامه واحدا تلو الاخر وهو يقف متكتف اليدين لا يستيطع فعل اي شئ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة