رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والأربعون
-انت بتعمل اي هنا و ازاي تدخل كدا؟ من فضلك اطلع برا، يا مرام الحقيني
-مشيت و مفيش غيرنا
ازدارت ريقها و قالت بارتباك: -طب اتفضل لاني مش عايزة اشوفك
-بس انا عايز اشوفك
انفعلت ديمة و قالت بعصبية: -و انا مش عايزة و لو مخرجتش برا حالا...
بدأ في الاقتراب منها و قال: -هتعملي اي؟ الباب مقفول فمحدش هيدخل، و لو عايزة تنتحر مثلا مفيش حاجه تساعدك فالازم تهدي كدا و تسمعني.
ديمة بغضب: -انا مش عايزة اسمعك و مش عايزة اشوفك قدامي
امسك معصمها و قال: -اولا مكنش ينفع تقومي و ثانيا وحشتني ثالثا عايز احضنك لو مفيش مانع
ابتلعت ريقها، و اشاحت نظرها بعيداً عنه و قالت: -في مانع، ممكن تبعد بقا
حاوط خصرها بيده و قربها منه برفق، تنهدت ديمة و قالت بضيق: -تيام من فضلك اطلع برا، لاني مش قادرة اناهد معاك
-تمام ماشي همشي بس لما مرام تيجي.
-طب اخرج من هنا، و خليك برا مش طبيعي انك تقف معايا هنا
-كنتي عايزة اي من مرام؟
-و انت مالك، انت مرام لا، انت اشتريتني برضو لا، يبقى اتفضل
ضمها إليه محاوطها بين ذراعيه، سالت الدموع من عيناها في صمت فهي تبقى الان محاصرة بين مشاعرها إليه و بين رفضها له، بالتأكيد يفعل ذلك من دواعي الشفقة...
استجابت لعناقه الذي كانت تشعر بالأمان به، عقدت ذراعيها حول عنقه، كان يتنشق رائحتها بشوق فهي تريد إبعاده عنها و لكنه لم يستطيع...
تأوهت بألم و ابتعدت عنه فسمح لها بذلك فهو يعلم بأنه جسدها أصبح ضعيف للغاية و قال:
-مالك؟
-ضهري وجعاني، اتفضل اطلع برا بقا
-بتعيطي ليه؟
تنهدت ديمة و مسحت دموعها بأطرافها و قالت: -عادي، قولت اعيط شوية.
-طب اي مش هحضنك
-و انت كنت بتعمل أي؟ و بعدين خالص بقا اطلع
حك طرف ذقنه و قال بمكر: -انتي كنتي بتستحمي بهدومك و لا اي؟
زفرت بحنق و احمر وجهها و قالت باقتضاب: -لا لسه، انا زهقت بقا ممكن تخرج.
امسك بكفيها و رفعهم ليقبل واحداً تلو الآخر و قال: -على فكرة انا كل يوم بكون هنا بس بليل عشان تكوني نمتي
ديمة بضيق: -و انت بتيجي ليه؟ على فكرة انا مش عايزة أشوفك
تيام بسخرية: -خدت بالي
تنهد بعد ذلك و قال: -بس طالما مش عايزة تشوفيني هعملك دا
قبل رأسها و اردف: -مرام زمانها على وصول.
أدارت ديمة وجهها و عقدت ذراعيها، خرج تيام من المرحاض، اخذت انفاسها و ترقرقت الدموع في عيناها و أخذت تسيل بلا هوادة على وجنتيها.
دلف تيام إليها و قال: -مرام خدت العربية للأسف هفضل هنا
اقترب منها و حاوط وجهها بيداه و قال: -تقدري تقوليلي متمشيش و هفضل معاكي
مسح دموعها بأطرافه و انحني ليضع قبلة على خدها الأيسر فأوصدت عيناها، قبل الجانب الأخر من وجهها، و بعد ذلك لامس شفتيها بأنامله و اقترب منهم ليقبلهم بشوق، ملتهم إياهم بقوة.
عقدت ديمة ذراعيها حول عنقه و أخذت تبعث اناملها بين خصلاته، شعرت بيداه التي التفت حول خصرها ترفعها من علي الارض قليلا، زاد من عمق قبلته التي كادت أن تذهب بأنفاسهم معاهم.
أبتعد عنها و انزلها على الأرض، كانت ديمة تخفض رأسها في الأرض و تشعر بالاحتراق و كأنها توقف في فرن مشتعل و قالت:
-تيام اطلع برا
-لا دا انتي مجنونة بقا
-تعبت عايزة اخلص و اطلع انام
-طب مش عايزة مساعدة؟، مش هيحصل حاجه يعني
رفعت ديمة نظرها إليه و قالت بتحذير: -مش عايزة و بعد اذنك اتفضل بقا...
-هغمض عيني
-لا و انت بتغمض اوي
-طب في حد يبقى قدامه واحدة بالحلاوة دي و يغمض.
ابتسمت ديمة و بعد ذلك نظرت له باقتضاب...
-تقريبا اول مرة، اصلك اكتر واحدة كئيبة عرفتها
ديمة بضيق: -طيب
أمسك معصمها و قربها منه قائلا: -هساعدك عشان تخلصي بسرعة و بعدين الحركة بتاعتك لازم تكون محدودة لسه ليكي فترة العلاج الطبيعي عشان ضهرك.
حملها برفق، و انزلها أسفل الدش و قال بخبث: -بلاش الاستسلام الزيادة، عشان في حاجات هموت و اعملها.
ديمة بتساؤل: -حاجات أي؟
فتح تيام أزرار بيجامتها ببطء و ساعدها في خلعها.
تنهدت ديمة و قالت: -بس كدا انا هخلص و اطلع
-اكيد مش مكسوفة، لاني...
قطعته ديمة و قالت بجدية: -لأنك سافل و مش محترم اكيد
-عشان عايز اساعدك؟ و بعدين هيعجبني فيكي اي؟ دا الدش مغري عنك
ديمة بغيظ: -والله؟
وضع يداه على خصرها و قرب وجه منها تعالت نبضاتها و قالت بارتباك: -ابعد عني بقا
-عليكي عفريت اسمه ابعد عني
اكمل خلع ملابسها ببطء، شعرت ديمة بزيادة وتيرة انفاسها الملتهبة و كذلك جسدها التي شعرت بأن الحرارة تحرقه.
فتح الماء فجأة، فانتفض و قالت: -أي؟
-قولت اطفي نار الشوق بدل ما تولعي
فتحت ثغرها باندهاش و حدقت به كالبلهاء و قالت: -تقصد اي؟
وضع القليل من الصابون على جسدها و ازاله بالمياه و بعد ذلك احضر منشفة و جفف جسدها و لفها حولها.
نظرت إليه و قالت: -شكرا
حملها تيام بين ذراعيه، لفت يداه حول عنقه، خرج من المرحاض و انزلها على الفراش برفق و ذهب ليأتي بالثياب التي احضرتها مرام و بعد ذلك أخذهم و وضعهم في الخزانة و اخرج غيرهم.
ديمة باستغراب: -خير شيلتها ليه؟
-عادي مش حلوة دي احلى، واحدة قاعدة في مستشفى يبقى تلبسي حاجه مقفولة عشان في ناس بتدخل و بتخرج عليكي.
وضعهم بجوارها و قال: -البسي
تنهد تيام و ساعدها في ارتداء ملابسها...
أخذت مرام شاور و ارتديت ملابسها و صففت شعرها، قطعها رنين هاتفها و رددت قائلة:
-نعم يا نادر
-فاضية و لا؟
-يعني، هروح على المستشفى عشان ديمة.
-طب تعالى نتقابل و بعدين هوصلك
-معايا السواق و العربية بتاعت تيام، اجيلك فين طيب؟
-في المكتب بتاع ثائر عارف عنوانه و لا؟
-أبو عيون زرقة اها عارفها
ابتسم نادر و قال: -طب انجزي يا اختي، و متقوليش كدا قدامه
-مش هسكت غير ما أعلم عليه والله، دا كسب القضية مني.
-المسامح كريم.
دخل الطبيب لكي يطمن عليها و قال: -عامله اي انهاردة؟
-تمام كويسه
-اسبوع و نبدأ جلسات العلاج الطبيعي
اقترب منها الطبيب و قال: -نامي من فضلك عشان اشوف ضهرك
تنهد تيام و قطب ما بين حاجباه و قال: -ليه يا دكتور خير؟
-عايز اتأكد من حاجه و المفروض تخضع للفحص لأن ضهرها أتأثر و هنحدد بعد العلاج الطبيعي إذا كانت هتحتاج عملية و لا...
ساعدها تيام لكي تنامى على خصرها و كشف التيشيرت الخاص بها قليلا
تفحصها الطبيب قائلا: -في وجع هنا؟
-اها و مش بعرف اقوم بسرعة عشان بحس بتعب كأن ضهري مكسور
تنهد الطبيب و قال: -تمام، العلاج الطبيعي هيفرق معاكي و بعدها هنقرر
و بعد ذلك ذهب الطبيب، و اعتدلت في جلستها بصعوبة و قالت: -هو بابا و معتز مشوا ازاي؟
-عادي هيمشوا ازاي عادي مكنش ليهم لأزمة و بعدين عرفت من معتز انك مكنتش مرتاحة معاهم.
ديمة بارتباك: -هو معتز قال حاجه؟
-هيقول أي؟ مثلا غير اللي حصل
-تمام انا هنام تصبح على خير بقا
قام تيام و جلس بجوارها على الفراش و قال: -مش دلوقتي و بعدين هو انتي اتجوزتي ليه؟
-بابا كان عايز كدا
-بس معتز قال انك قولتله انك بتحبي واحد تاني
ابتلعت ديمة ريقها و قالت بتوتر: -واحد مين؟ انا مقولتش كدا.
تنهد تيام و قال: -و قال ان اول يوم ليكم سيبتي و دخلتي الاوضه و تاني يوم خرجتي و معاكي اللاب و بتتفرج على فيلم ليا.
فركت ديمة اصابعها و قالت بارتباك: -عادي مش انت ممثل فطبيعي اني اشوف فيلم ليك عادي، كان عجبني عادي
-اممممم، صحيح الدكتور قال و انتي في العمليات كنتي بترددي اسمي و انتي في العناية كان نفس الكلام.
ديمة بتبرجل: -معرفش، كنت نايمه، معرفش بقول اي
-ليه مخدتش فرصه و اديتي هو كمان...
تجمعت الدموع بعيناها و قالت: -لاني مش عايزة بس كدا و اقفل الموضوع دا من فضلك عشان مش عايزة اتكلم في
و اردفت بغضب: -و انت قاعد هنا ليه قوم امشي عشان انا كدا اتضايقت و مش عايزة اشوفك تاني
تنهد تيام و قال: -نامي يا ديمة.
زمت ديمة شفتيها بضيق و قالت: -ممكن اطلب منك طلب؟
-اتفضلي...