قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

-ديمة انا عايزك انتي اللي تعملي معاه اللقاء دا و عايز اوريكي لقطات من الفيلم مش كله طبعا لأنه في مشاهد زي الزفت...

عضت شفاه السفلية و شعرت بالتوتر و قالت بتلعثم: -اشمعنا. انا.
-لأنك لسه مذيعة جديدة و الحلقة بتاعت تيام دي هتكسر الدنيا و خلال ساعات هتبقى الترند.

-قصدك هحقق شهره على حسابه؟!
-اها كل البرامج عاملين حلقات في حب تيام المصري و احنا هنبقي العكس استنى هقوم اجيب اللاب.

ذهب حاتم و احضر اللاب و جلس بجوارها و قال: -عايزك تاخدي لمحة بسيطة بس عن الفيلم و فكرته لاني مش هقدر اشرحلك كل التفاصيل
نظرت له ديمة و اومأت برأسها، فتح حاتم الفيلم و بدا يجري المقطع على بعض المشاهد الغير لائقة نهائي، فهو يريد ان تجمع فكرة عنه فقط...

ديمة بصدمة: -اباحي فعلا، دا مش تبع السينما صح؟
-حتى أفلامه السينمائية نفس الكلام، كلها بيكون فيها عريان و مشاهد جنسية باختلاف القصة في التلت افلام، دا غير المقاطع الإباحية و دا كان واحد منهم.

-طب هو المفروض نعمل معاه اللقاء ازاي؟
-هبعت معاكي حد عشان يصور و يارب يرضى عشان هو إنسان سخيف جداً
ديمة بتساؤل: -انت جيبت الفيلم دا منين؟
-حبايب بقا، لما اتسرب واحد بعته ليا و قالي اعمل عليه حلقة بس طبعا وقتها مكنش في دماغي اوي، موافقة و لا؟

صمتت ديمة و فكرت في تلك الفرصة و لكن تخشى من العواقب فهي لا تمتلك الجراءة لكي تفعل ذلك، لاحظ حاتم توترها و قال مطمئنها ديمة متقلقيش انتي هيكون معاكي حد من فريق التصوير عشان الكاميرا.

استعدت ديمة لعمل ذلك اللقاء و كانت تشعر بالخوف قليلا و لكن كالعادة دعمها حاتم بحديثه التحفيزي لها، و صمم على أنه سوف يصلها و ينظر في الخارج و وصي عليها أحمد الذي سيقوم بالتصوير في الداخل.

دخلت إلى المنزل و كان أحمد معها، استقبلتهم الخادمة بهدوئها المريب فهي لا تعطي اي تعبيرات و أخبرتهم بأنه سوف يأتي إليهم مدير أعماله.

انتظروا واقفين، كانت ديمة تشعر بالقلق فهي رأيته أكثر مرة بسبب تداول صوره على السوشيال ميديا و الأنترنت.

-اتفضلوا
التفتوا إليه و تحدث أحمد قائلا: -المفروض اننا عندنا ميعاد عشان المقابلة
رد عليه ثائر تمام، اتفضلوا على المكتب و تيام هيكون موجود خلال عشر دقائق
و بعد ذلك اردف مشيراً على الكاميرا ممنوع التصوير الا بإذنه هو، و المذيعة بس هي اللي هتدخل.

أحمد باقتضاب: -دا برنامج تليفزيوني يا استاذ ثائر
ثائر بصيغة ناهية لا تقبل النقاش تكتب، تسجل لكن تصوير لا، اتفضل انت استنها عقبال ما تخلص.

ارتبكت ديمة عند قوله لذلك و لكنها قررت عدم الاستسلام فبالنهاية هي شبه مطمئنة لأن حاتم ينتظرها بالخارج، نظرت إلى أحمد و ذهبت حيث أشار إليها ثائر.

دخلت إلى المكتب الذي انبهرت من عصريته و اثاثه الرائع المناسب مع ذلك الطلاء الأسود و الذي كان يتوسطه الرمادي فكان المكتب يمتزج بين اللونين، كانت مرتعشة الاوصال خائفة من رؤيته فهو يبدو عديم الذوق.

انتظرته كما طلب منها مدير أعماله و عندما استمعت إلى خطاه قادمة من الخلف قامت مرتجفة.

لم يفصحها حتى و اتجه خلف مكتبه بملامحه وجه الصارمة، كانت ديمة تحدق به متعجبة من مدى وقاحته و وسامته الطاغية شعره البنى المصفف بعناية و ذقنه النامية و بشرته القمحية، عيناه البنية التي كانت مظلمة و طوله الفارغ، و جسده الذي يمتلئ بالعضلات المنحوتة.

طلع حلو اوي، مش صور بس
تعجب تيام من نظراتها إليه كالبلهاء و لكنه لم يندهش كثيرا فالطبع علم بأنه اعجبها و قال ببرود:
-اللقاء عربي و لا انجليزي
انتبهت ديمة إلى صوته و عاودت الجلوس و بدأت في فرك اصابعها بتوتر بالغ و قالت بتلعثم:
-باللغة العربية يا افندم
أشار لها بهدوء مريب لكي تبدأ الحديث، توترت ملامحها و قالت: -أول سؤال هو أن افلامك كلها بتعمل ضجة كبيرة خصوصا بسبب ممارستك الجنسية فيها.

نظر لها ببرود و قال: -و دي فيها مشكلة يعني؟ و بعدين النجاح بيكون منكم انتم كجمهور و لا إيه؟
اندهشت ديمة متسعة عيناها و اردفت بس اللي اعرفه انك اصلك عربي و دا بيحرمه مجمعتنا الشرقي؟
-و انا لا امتثل للقواعد
رفعت ديمة حاجبياها و قالت بتحدي فهي تريد احراجه مبتحسش بالخجل من جمهورك خصوصا و انت اغلب الفيلم بتكون عريان.

ابتسم هو بمكر، جعلها ترتعب خصوصا عندما لاحظت نظراته إليها و قال: -واضح انك خدتي دور الأسئلة الجريئة بس و دا بيدل على شخصيتك
ارتعش القلم التي كانت تسجل به بعض الملاحظات و قالت بتوتر: -شغلي، السؤال التاني؟ افلامك ترويج للسادية و العنف هل أنت كدا في الواقع و لا دا بسبب الشغل و قصة الفيلم.

حدق بيها متفحصاً الفتاة التي تجلس أمامه فهو لم يهتم بذلك في البداية و لاحظ بأنها تبدو جذابة رغم ذلك السروال الذي يمتلك واسعا و التيشيرت فكانت تبدو و كأنها ذاهبة إلى الجيم و لكنها عيناها الرمادية التي تختلط بالزيتوني الهادي تتشكل بينهم بين الحين و الآخر و تلك الشفاه الممتلئة التي لم تضع عليها إي نوع من انواع الزينة و قام مقتربا منها و زاد ذلك توترها بشده فهي لا تكره سوى اقترب احد منها.

ابتسم بخبث و جلس أمامها و كأنه كان يعلم بأن تلك الحركة سوف تجعلها ترتبك و قال:
-و انتي شايفه ايه؟
نظرت ديمة في الأرض و قالت بجدية: السؤال لحضرتك مش ليا
-و على كدا عجبتك الأفلام و لا؟
ابتلعت ريقها فهي رأت مقتطفات من إحدى أفلامه، دا غير ما رأيته عند حاتم و قالت بثبات و هي تحدق بعيناه المظلمة: افلامك مقرفة الصراحة،.

ظهر شبح الابتسامة على ثغره و لم يظهر أن كان تعبيره يعبر عن ضيقه أو تذمره من حديثها و ذلك آثار دهشتها فمن الواضح بأنه يمتلك ثبات انفعالي قوي، ثبتت نظراتها عليه و قالت:
-المقابلة انتهت بعد اذنك
كانت ديمة تريد الهروب من ذلك المكتب سريعا، خصوصا بعد أن شعرت بنظراته التي تخترقها، و هدوئه المريب الذي ارعبها، نهضت واقفة و لكن تفاجأت به يمسك معصمها و يقف قائلا:
-بس انا مسمحتش انك تمشي.

ابتلعت ريقها، و سحبت يدها و قالت على مضض انا خلصت
-اسمك اي؟
فرغت شفاها متعجبة من سؤاله و عقدت ساعديها و اردفت بضيق قولت عايزة امشي؟
-الباب مقفول و المفتاح معايا
رمشت بعيناها بدهشة، هي كانت تعلم بأنه شخص عديم الأخلاق و لكن لم تتوقع بأنه مختل عقليا و صاحت غاضبة:
-من فضلك
-مبحبش اعيد كلامي
زفرت ديمة بضيق معلنه بأنها على وشك الانفجار و قالت: -ديمة.

ضغط على شفتاه السفلية، و أخذ يحك ذقنه بسبابته و قال بابتسامة: -طيب اتفضلي، بس عايز اقولك على حاجه مفيش حلقة عني و لو عندك الجراءة انك تواجهني اعمليها.

-دا تهديد
وضع يداه في جيبه و ذهب في اتجاه الباب لكي يفتحه و قال قبل أن يغادر تحذير انا مبهددش.

عقدت ديمة حاجبياها و أخذت تسبه و تلعنه بداخلها و ذهبت مسرعة.
خرجت مع احمد من ذلك المنزل المشؤوم
أحمد بتساؤل: -كان نفسي اشوفه، انتي إي رايك في بقا؟
لم تنبه ديمة إلى حديثه و كانت تفكر في حديث تيام و تحذيره لها، نعم شعرت بالخوف و القلق منه، فهو يبدو غامض للغاية.

كرر أحمد حديثه قائلا: -ديمة
فاقت من شرودها و رددت قائلة: -نعم يا احمد، في حاجه؟
قطب ما بين حاجبياه متعجبا و قال: -و لا حاجه كلها سنه و نخرج من ام الجنينة الكبيرة دي
ابتسمت ديمة و قالت: -البيت كبير جدا، مشوار الصراحة
كان حاتم ينتظر في الخارج و هو يستند على سيارته و قال عند رؤيتهم عملتوا اي؟
رد أحمد بحيرة: -بصراحة معرفش، ديمة هي اللي دخلت
نظر حاتم إلى ديمة ليسالها عما حدث ديمة اي اللي حصل؟

-ممكن نمشي الأول و بعدين هقولك على كل حاجه.

ثائر بتساؤل: -لدرجة دي؟
ضغط تيام على الكأس الذي بيده و قال بغضب: -حاولت اكون هادي و كويس اني سيبتها تمشي
تنهد ثائر و قال: -تيام احنا في مصر مش أمريكا و كمان البنت اكيد ليها أهل و دا شغلها
-عايز اعرف عنها كل حاجه
ثائر بتعجب من اهتمامه بها تيام،
قطعه تيام كلامي يتنفذ يا ثائر
-تمام بس هي قالت اي؟
-أتمني انها تعمل الحلقة عشان اخليها تدخل جنهم برجلها
-ممكن تهدي عشان نخلص اللي ورانا و بعدين ترجع.

-ألغى كل مواعيد انهاردة و بكرا، بصراحة البت دي فصلتني.

وضع الجرسون القهوة أمامهم و ذهب، تحدث حاتم قائلا: -مالك يا ديمة؟
-مش عارفه بس حسيت بالخوف
حاتم باستغراب: -ليه؟ الحيوان دا عملك حاجه؟
هزت ديمة رأسها نافية و قالت بحيرة من أمرها هنعمل الحلقة؟
-براحتك يا ديمة، انا معنديش مانع بس هو قالك اي؟
نظرت ديمة إليه و قالت: -مش مهم هو قال إي المهم اني لازم اعمل الحلقة
ابتسم حاتم و لكنه كان يشعر بالقلق فديمة لا تصمت الا عندما تنزعج من شيء و قال:.

-هتبقى الأسبوع الجاي؟
-و ليه؟ مش احنا عندنا حلقة بكرا؟!
-اها
-يبقى بكرا و انا هروح دلوقتي
ذهبت ديمة إلى المنزل و عندما دخلت وجدت زوج عمتها يجلس على الاريكة و يشاهد إحدى الأفلام الأجنبية، نظرت له ديمة باستحقار و اتجهت إلى غرفتها و لكن اوقفها قائلا:
-ديمة
التفتت إليه و قالت: -خير، هي عمتو برا
-عند داليا.

قام منير ليذهب إليها، تراجعت ديمة إلى الخلف و قالت بتوتر: -من فضلك خليك بعيد و متقربش مني و لا تتكلم معايا.

و دلفت مسرعة إلى غرفتها و أغلقت الباب من الداخل بالمفتاح و أخذت انفاسها المتقطعة، باسطة كفها على موضع قلبها لتشعر به يدق خوفاً و هلعاً، تمنيت بأن تكون تخلصت من تلك العقبة و لكنها لم تستطيع حتى الآن و حتى أن كان تحاول فبلحظة واحدة ترجع للخلف، الخوف دائما ما يستعمر فؤادها مثل العدو الذي لا يريد سوى الدمار فهي قد دمرت منذ سنوات بسبب ذلك الخوف...

قررت أن تستعد للحلقة على أكمل وجه فهي قررت بأن لا تخشى منه فهو لا يستطيع أن يفعل لها شي.

-حاتم هنطلع على الهوا امتى؟
-دقيقتين بظبط جاهزة و هنفتح المكالمات في نهاية الحلقة
ابتسمت ديمة و قالت: - تمام
اهلا بيكم أعزائي المشاهدين، انهاردة حلقتنا هتكون مختلفة شوية و هنتكلم عن ممثل أمريكي من أصل مصري و بدأت بعرض صور له على الشاشة و أكملت حديثها طبعا كلكم تعرفوه بعض الناس شايفه انه ممثل شاطر و البعض لا و دا غير الاختلافات اللي بتحصل على أفلامه و بدأت بعرض مقاطع قصيرة من أفلامه و اردفت:.

-الفيلم الأول كان عبارة عن قصة لا تحتوي غير على العنف الجنسي و السادية المتخلفة و طبعا الفيلم اتشهر بسبب المشاهد اللي في مش عشان جودة المحتوى، الفيلم التاني كانت عبارة عن قصة واحد مجرم و معقد نفسيا و كان سفاح و طبعا لم يُخلي من المشاهد الجنسية، الفيلم التالت و كان الأسوء لأنه هنا جمع بين المغتصب و العاشق.

و ابتسمت ساخرة لتكمل افهم بقا يعني اي من قصة واحد كان بيحب واحدة و اغتصبها لأنه عاشق ولهان بالنهاية، البطلة طول الفيلم كانت بتعاني بس، اغتصبت من واحد كانت بتحبه و بتثق في، و في الاخر ماتت منتحرة، البطل كان أداءه رائع في الدور بس ليه كل الأفلام كانت عبارة عن كدا، اغتصاب، ضرب، اهانه و جميع انواع القهر و الذل و الاستعباد و في الاخر بقيت من أفضل الأفلام العالمية، و انا مش شايفه تيام المصري غير أنه ممثل اباحي و دي الحقيقة طبعا، و بالنهاية الموضوع هي الوصول و الفكرة ان احنا اللي ساعدنا واحد زي دا و غيره انه يتشهر مع المفروض اننا مجتمع شرقي و ميصحش دا يحصل في، و المفروض انه...

توقفت من حديثها بسبب المكالمة التليفونية و قالت بارتباك ملحوظ: -معانا الفنان تيام المصري على الهوا، اتفضل...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة