قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والعشرون

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والعشرون

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والعشرون

قبل قليل
بالمزرعه
خرج عواد من الحمام، تبسم حين وجد صابرين مازالت تغط في النوم، إقترب من الفراش ينظر لها
وقع نظره على ذالك الجرح الذي بجبينها مازال أثره واضح
للحظه فكر بمكر وإبتسم
آتى بهاتفه وقربه من أذنها مباشرة وقام بتشغيل صوت رنين عال ومفزع في نفس الوقت.
صحوت صابرين بخضه.
ضحك عواد بشده
بينما إغتاظت صابرين ليس فقط من ضحك عواد كذالك من ذالك الهاتف الذي مازال يرن بيده.

أغلق عواد صوت الهاتف يبتسم على الغيظ الواضح على ملامح وجهها، قائلا ببرود: مش كفايه نوم يلا أصحى عشان تحضرى لينا الفطور.
تهكمت بغيظ قائله: يعنى إنت صحيتنى بخضه عشان أحضر لينا الفطور، بس أنا مش جعانه، أنا هكمل نوم تانى إطفى نور الأوضه وسيبنى أكمل نوم، إنت هتفطر بفنجان قهوه وسيجارتين، يعنى سهل تحضرهم لنفسك.
قالت هذا وعادت تتسطح على الفراش وجذبت غطاء الفراش عليها.

ضحك عواد وجلس على الفراش وجذب الغطاء من عليها قائلا: طبعا مش جعانه بعد ما أكلتى أمبارح أربع وجبات لوحدك.
فتحت صابرين عينيها قائله: إنت هتعايرنى ولا أيه ما قولتلك كنت جعانه طول اليوم مكنتش أكلت.
تبسم عواد قائلا: وطالما كنت جعانه مطلبتيش ليه من أى عامل يجيب لك أكل.
إعتدلت صابرين جالسه على الفراش قائله: تلاقيك كنت قايل للعمال لو طلبت منهم حاجه يسيبوا عليا الكلاب ياكلونى، انت كنت وقتها هتفرقع من جنابك.

ضحك يتحدث بإستهزاء: هفرقع من جنابى ونعم الألفاظ، لأ متخافيش كلابى مش بيأكلوا لحم اللى لهم أهميه عندي.
نظرت صابرين لعواد بإستغراب قائله: وأنا ليا أهميه عندك، معتقدش.
نظر عواد ل صابرين تلاقت عيناه مع عينيها صمت قليلا بداخله شعور لا يعرف له تفسير، لكن توه في الحديث وسخر منها: مش عارف إزاى دكتوره بيطريه وعندك رهبه من الحيوانات أنت مين اللى شار عليك تدخلى كلية الطب البيطرى.

تضايقت صابرين من إستهزاء عواد قائله: اللى شار عليا جواب التنسيق فرقت عن كلية الطب درجه وإتنين من عشره.
ضحك قائلا: كنت دخلتى صيدله أفضلك من الطب البيطرى.
ماذا ترد عليه أتقول له أنها كان لديها رهاب من الحقن، سيستهزئ بها أكثر، فكرت قائله: وأنت مالك، بعدين بلاش تستهزئ بيا، أنا كمان عمرى ما شوفت جزار بيكره أكل اللحمه، وبيأكل منابه للكلاب.

رد عواد ببساطه: عشان الكلاب بيطمر فيها عن البشر، جربى وإطعمى كلب مره تانى مره هتلاقى الكلب ده لو لقاك في خطر مستعد يضحى بحياته عشانك
وعندى ليك الإثبات.
ردت صابرين: من غير إثبات أنا عارفه ده، بس مش كل البشر سيئين، بس يمكن الحظ هو اللي وقعنا في أشخاص سيئه.
نظر عواد لها قائلا: ومين الأشخاص السيئه اللى ربنا وقعك فيهم، عارف إنى على راس القائمه.

تهكمت صابرين من عواد قائله: لأ إنت لك حظ الأوفر في القائمه يمكن بعدك مكان واحد فاضل غيرك.
تبسم عواد بزهو قائلا بفضول: ومين صاحب المكان اللى فاضل ده؟
نظرت صابرين لعواد، ودت ان تقول له أن صاحب هذا المكان هو مصطفى لكن صمتت.
بينما ألح عواد على معرفة صاحب ذالك المكان ربما لديه تخمين من يكون لكن يود معرفته منها
قائلا: مين صاحب المكان الفاضل في قاىمة السيئين بالنسبه ليك؟

ردت صابرين: الشخص اللى صدق كدبتك قبل كده وفكر يقتلني، جوزى الأول، مصط.

لم تكمل صابرين باقى الآسم حين إنقض عواد على شفاها بالقبلات المتملكه ليست قبلات لشفاها فقط بل تجولت القبلات على وجنتيها وعنقها وصدرها ويديه سارت تتجول على جسدها يتحسسه يفرض هيمنته الرجوليه عليها يسيطر على مشاعرها يجعلها تمتثل للمساته وهمساته لها لتتوه معه بين أمواج لا شطوط نجاه منها غير الغرق لهما الإثنين بسبب تلك الأمواج العاتيه التي أصبحت تحاوطهما معا.
بعد وقت
نظر لعينيها وهو مازال يعتليها.

وقال بتأكيد: أنا جوزك الأول والأخير، إحنا قدر بعض.
تهكمت صابرين ساخره وقالت: إنت فعلا قدري الأسود اللى فاكرلى حاجه حصلت وأنا طفله عندها سبع سنين حتى بعدها يمكن كانت إتمسحت من ذاكرتى، بس طبعا إنت عندك ذاكره إليكترونيه.
نظر عواد ل صابرين بتعجب وقال: يعنى إنت كنت عارفه أنا ليه إتعصبت طب ليه كنت بتلحي عليا إمبارح عشان تعرفى سبب كرهي ليك.

تهكمت صابرين قائله: مش عصبيتك اللى فكرتني بكرهك ليا، بس عندى لك سؤال يا عواد، إنت لما خطفتنى ليلة زفافي على مصطفى كنت بتنتقم من مين فينا، أنا ولا مصطفى اللى ضربك الرصاصه، متأكده إن إنتقامك مكنش عشان الأرض اللى طمعت فيها مرات عمى والأ كنت ساومت عليها من البدايه، وليه لغاية دلوقتي مطلبتش الأرض تتسجل بإسمك.
ذهل عواد من حديث صابرين ونهض عنها بعصبيه صامتا.

وتوجه الى دولاب الملابس أخذ إحدى الثياب له، بينما صابرين لمت غطاء الفراش حولها وذهبت خلفه ووقفت أمامه تريد إجابة سؤالها.
نظرت لعواد بتحدى وقالت: مجاوبتش على سؤالى
كنت بتنتقم من مين فينا أنا ولا مصطفى، أنا هجاوبك.

إنت كنت بتنتقم مننا إحنا الإتنين، بس انا كنت صاحبة نصيب الأسد في إنتقامك، شككت مصطفى فيا مش بس مصطفى بلد بحالها كنت سيرتها الوحيده لأيام كنت البنت اللى إتلاعبت بإتنين رجاله منهم واحد يعتبر جوزها والتانى عاشق مخذول من البنت اللى حبها بس طبعا أمواله خلت كفته هو اللى تفوز لما هربت لعنده وسابت إبن عمها، بس عارف يا عواد إنت كمان خسرت في نفس الكذبه زيك زيي لما طلبت تتجوزنى بعد ما وفيت مدة العده.

تعصب عواد قائلا: إنت مكنش ليك مدة عده.
ردت صابرين بإغاظه: مين اللى قالك كده مصطفى كان كاتب كتابى يعنى كنا متجوزين رسمى ويمكن حصل بينا علاقه قبل كده العذريه لوحدها مش دليل إنى مكنتش على علاقه مع مصطفى مش يمكن كان بينا تجاوزات ولمسات بس موصلتش لحد فض العذريه.
تعصب عواد بشده وألقى الثياب التي كانت بيده أرضا وأمسك صابرين من كتفيها بقوه قائلا: صابرين بلاش تعصبينى وتخرجي أسوء ما فيا وقتها هتكرهينى بجد.

قاطعته صابرين قائله بتحدى: أنا فعلا بكرهك يا عواد وبكره جسمي اللى سلمته لك من شويه بس مكنتش أول واحد أسلمله جسمي.
نظر عواد لها بغل وكم ود أن يصفعها على شفاها حتى تصمت...
لكن جذبها بقوه عليه وقام بتقبيلها بعنف كاد يزهق روحها وهي مستسلمه لذالك لولا رنين هاتفه جعله يعود لوعيه وترك شفاها
لكن جذبها على جسده وحاوط خصرها بيديه.

ينتشى من صوت سعالها وأنفاسها الاهثه الى أن شعر بهدوء أنفاسها نسبيا ترك جسدها وإبتعد عنها وإنحنى يأخذ ثيابه التي ألقاها سابقا وتوجه ناحية الحمام وعصف بابه بقوه.
بينما صابرين شعرت بضياع يزداد مع الوقت تشعر بتخبط يجعلها غير قادره على أخذ قرار حاسم تشعر بعده بالراحه تتمنى أخذ قرار نهائى حتى لو قرار خاطئ، لكن ليس هنالك طريق واضح أمامها بين تلك الأمواج التي تتلاطم بها.
بمنزل سالم التهامى.

جلست شهيره على إحدى مقاعد ردهة المنزل تشعر بأن قلبها مسحوب منها
أسرعت فاديه عليها جلست على ساقيها أمامها قائله بلهفه: ماما مالك، هتصل على بابا يجيبلك دكتور، ولا قومى معايا غيرى هدومك ونروح للدكتور.
تدمعت عين شهيره ونظرت ل فاديه ومسدت على يدها، أنا بخير يا روحى، بس...
صمتت شهيره وجذبت فاديه لحضنها.

لتبكى فاديه قائله: بس إتصدمتى من جواز وفيق من ناهد، ياريتنى ما قولتلك، بس ليه تزعلى يا ماما ده كان شئ متوقع من وفيق، وفيق لو كان لسه باقى عليا مكنش إتحمل غيابى عنخ الفتره اللى فاتت وكان حتى بعت أى حد يحاول يصلح بينا، أنا سبق وقولت وفيق خلاص إنتهى بالنسبه ليا، ياريت بابا كان سمع كلامى من الاول وبدل قضية النفقه وقايمة العفش كان رفع قضية طلاق.
ردت شهيره: بابا قال دى حقوقگ.

تهكمت فاديه قائله: حقوقى، طول عمري كنت بفرط في حقوقى جت على دى، عالعموم مبقاش في طريق تانى خلاص وفيق حط كلمة النهايه بالنسبه ليا، دلوقتى كل اللى هفكر فيه هو مستقبلي والحمد لله هرجع للمهنه اللى بحبها التدريس.

تبسمت شهيره بدمعه قائله: مش عارفه ليه حظ بناتى الإتنين كده، مع إنى والله عمري ما عاملت حماتى وحش وكنت بخاف على زعلها وكنت بستحمل معايرة ساميه ليا إنى مش بخلف غير بنات وبخلفهم بالضالين، حتى لما كانت تلعب بعقل حماتى وتقلبها عليا كنت بستحملها وأقول عشان يبقى لبناتى من بعدي، بس بناتى الإتنين وقعوا في رجاله محسوبين عالرجاله بالغلط.

تبسمت فاديه قائله: قصدك مين بالإتنين، لأ بلاش تعممى، عواد مش زى وفيق ولا زى مصطفى، وصابرين مستفزه معاه لأقصى درجه لو وفيق او مصطفى مكانه كان أقل ما فيها خنقوها.
تبسمت شهيره بغصه قائله: عارفه كده، بس برضوا اللى حصل مس سمعتها قدام الناس، صحيح محدش عرف بتقرير العذريه غيرنا، بس ساميه لو مش موت مصطفى وقتها كانت هتفضحها.
تبسمت فاديه قائله: أهو شوفى ربنا
عسى أن تكرهوا شئ وهو خيرا لكم.

لو مش موت مصطفى كانت صابرين هتتجوزه وساميه هتفضل تعايرها العمر كله وصابرين مكنتش هتستحمل كتير، مع إنى ضد اللى عمله عواد، بس فكري معايا كده يا ماما عواد لو مش عنده مشاعر ناخية صابرين كان أيه يجبره يوافق إنه يقدم كفنه قدام البلد كلها عشان يوصل أنه يتجوز صابرين...

حتى صابرين في الفتره الاخيره حسيت إنها بدأت تميل ل عواد او فعلآ مالت له خلاص عكس مصطفى كنت بحس مع الوقت إنها بتفكر تتراجع عن خطوة جوازها منه.
مسدت شهيره على رأس فاديه قائله: ربنا يرزقك الرضا يا بنتي ويعوضك بالخير، ريحتى قلبى رغم إنى حاسه بوجع قلبك.
ردت فاديه: وجع قلبى ده كان زمان أنا حاسه إنى خفيت من الوجع ده وهبدأ بقلب جديد وأعيش حياتى من غير ما حد غيري يتحكم فيها.

تنهدت شهيره قائله: يارب يكتبلك الخير، قومى بلاش قعدتك دى هتوجع رجليك، أقعدى جانبى وشوفى الإخطار التانى ده فيه أيه هو كمان.
نهضت فاديه من جلوسها وجلست على مقعد جوار شهيره وفتحت الإخطار الآخر وقرات محتواه وقالت: ده إخطار إن المحكمه حددت أول جلسه للحكم في النفقه وقايمة العفش.

رغم شهور شهيره بالآلم لكن قالت: نوعية ماجده بتخاف عالمليم وأكيد قبل الحكم ما يصدر من المحكمه هتكون أمرت وفيق يطلقك، مش عارفه ليه حاسه إنهم هيردوا بخسه منهم.
تهكمت فاديه قائله: الرد وصل يا ماما، أمال جواز وفيق من ناهد ده أيه، بس يبقوا غلطانين لو فكرونى فاديه الضعيفه اللى كانت بتتحمل وتسكت.

بعد الظهر بقليل
تعصب عواد من تلك المشاغبه التي لم تجد إثبات واحد تستطيع من خلاله إثبات تجاوزات لكن مازالت تبحث علها تجد ضالتها، تعصب عواد من ذالك، كما أنه مازال غاضب من إستفزازها له صباح
لكن فكر قليلا بمكر
ذهب الى مكان تواجدها بالمزرعه وإصطحب معه أحد اخطر أنواع الكلاب شراسه لديه (الروت وايلر)
فك لجامه وجعله يسبقه للدخول الى مكان وجود صابرين.

سمعت صابرين صوت لهاث خلفها إرتجف جسدها وتصنمت مكانها لاحظات قبل أن تستدير وتنظر الى ذالك الواقف يخرج لسانه يلهث، فكرت صابرين بقذفه بأى شئ لكن نظرت حولها لا يوجد حتى حجر صغير، تجنبت بعيد عنه بهدوء، ما هي الأ ثوانى الى ان إبتعدت عنه بعض الخطوات وتركت لساقيها المهمه وجرت سريعا تصرخ بإستغاثه وخلفها يجري الكلب.

كان عواد يراقب ما يحدث وتعجب من وقوف الكلب حين دخل الى مكان وجود صابرين وتوقف خلفها دون أن يتهجم عليها كما فعل سابقا
لكن تذكر أن وليفة ذالك الكلب هي من ساعدته صابرين بالأمس في توليدها وانه رأها تحمل جروه الصغير فشعر بالألفه نحوها، لكن حين هرولت أمامه ظن انها خائفه منها فهرول خلفها كى يطمئنها من ناحيته
لكن صابرين لا تعرف ذالك هي تظن أنه يجري خلفها كى يأذيها...

لاحظ عواد هرولة صابرين كثيرا بالمكان كما ان صراخها لفت نظر العمال بالمزرعه لها ومنهم من ينصحها بالتوقف، لكن هي خائفه.
خرج عواد من مكانه وظهر أمام صابرين
التى سرعان ما هرولت ناحيته وألقت بنفسها بين يديه ليحملها بسرعه بين يديه يكبت بسمته
بينما توقف الكلب يلهث على بعد خطوات منهم يلهث، كذالك بعض العمال يكتمون بسمتهم، نظر لهم عواد مما جعلهم ينصرفون الى عملهم...

بينما شعر عواد بنبضات قلب صابرين الذي ينتفض بداخله يكاد يخرج من بين ضلوعها.
تحدث عواد بهدوء: بس خلاص إهدى متخافيش الكلب مش هيأذيك.
نظرت صابرين ناحية الكلب الواقف على بعد خطوات ثم نظرت ل عواد قائله بلهاث وهي تلتقط انفاسها بصعوبه: عاوز تفهمنى إن الكلب اللى مطلع لسانه ده مش لسه بيفكر ياكولنى لو نزلت عالأرض دلوقتي.
اماء عواد رأسه بنفي قائلا: متأكد مستحيل الكلب ده يأذيك تحبى تشوفى بالإثبات.

قال عواد هذا وكاد ينزل صابرين على الأرض، لكن
صوت نباح الكلب أرعبها وتشبثت بعنق عواد
الذى قال: قولتلك متخافيش متأكد مش هيأذيك عارفه ليه؟
ردت صابرين: ليه، عشان إنت موجود وهو بيخاف منك.
رد عواد: لأ عشان هو شافك إمبارح وإنت شايله الجرو الصغير اللى يبقى إبنه، بالتالى حس بالألفه ناحيتك...
سبق وقولتلك الكلاب عندها وفاء عن البشر، ممكن شئ بسيط تعمليه لها تصونه ليك، جربى وشوفى بنفسك.

رغم عدم ثقة صابرين بالكلب لكن وثقت بقول عواد
ونزلت من على يديه ووقفت قليلا تنظر للكلب
لكن نبح الكلب وكاد يذهب نحوها، شعرت صابرين بالخوف مره أخرى هرولت لكن هذه المره هرولت نحو الأستراحه.
ضحك عواد بهستريا
وفكر بخباثه ودخل خلفها الى الأستراحه لا مانع من عرض خاص رد على إستفزازها له صباح.
تقابل حين دخل الى داخل الأستراحه مع فردوس التي قالت بدهشه: في أيه الدكتوره بتجرى كده ليه؟

توقف عواد بوقار قائلا: مفيش، حضرى الغدا يا فردوس.
قال هذا وصعد سريعا خلف صابرين حتى انه كان يصعد سلمتين معا.
تبسمت فردوس ولامت نفسها قائله: أتهبلتى في عقلك يا فردوس ما هي واضحه قدامك أهى، صحيح بقالهم يقرب على شهرين متجوزين، بس برضوا عرسان، ربنا يهنيهم، أما اروح أحضر لهم الغدا.
بينما عواد صعد وصابرين تكاد تغلق باب الغرفه
لكن دخل عواد خلفها يكبت بسمته وهو يراها تقف بلهاث.

حاولت تستجمع شجاعتها الواهيه: فين الكلب أكيد جاى وراك أنا مش خايفه منه على فكره، هيعمل أيه يعنى هيعضنى، عادى هاخد واحد وعشرين يوم أجازه من الشغل، أنا أساسا مبقتش عاوزه أخد أجازه ومش لاقيه حجه جديده بعد ما فكيت جبس إيدى.
علم عواد أن صابرين تخاول إظهار شجاعه واهيه
تبسم ووقف يتلاعب بعقلها يرهبها قائلا: حاذرى يا دكتوره المزرعه فيها حيوانات خطره غير البهايم والكلاب.

إبتلعت حلقها برعب أخفته قائله بلا مبالاه: أيه هي الحيوانات دى.
رد بتلاعب: في برص وسحالى وتعابين وعقارب وفيران.
نظرت له بهلع وصعدت فوق أحد المقاعد ووقفت قائله: فيرااان!
ضحك على هلعها قائلا بتريقه: فيران، هو بس اللى خوفك من ضمن الحيوانات دى.

ضجرت صابرين من تريقته عليها وحاولت الثبات قائله بإتهام مباشر: عشان تعرف إن عندى حق في شك إنت بتفرم الفيران والحيوانات اللى قولت عليها دى أكيد وتخلطها باللحمه، وتبيعها للناس مسممه.
ضحك قائلا: حبيبتى أنا مش معنى إنى بحذرك أبقى...
قاطعته قبل ان يكمل حديثه: حبك برص، قولتلك بلاش إستفزاز بكلمة حبيبتى.
أخرج شئ من جيبه يمسكه بأطراف أنامله قائلا بعبث: قصدك البرص اللى تحبنى زى دى؟

لم ينتظر جوابها الذي كان عباره عن صرخة هلع ثم بعدها مالت بجسدها مغما عليها، قبل أن تسقط أرضا كان يتلقفها بين يديه ضاحكا.
وضعها على الفراش وذهب نحو التسريحه ياتى بزجاجة عطر لكن توقف عن أخذ زجاجة العطر وفكر بشئ آخر
ترك الغرفه ونزل لأسفل ودخل الى المطبخ على فردوس قائلا: هاتيلى بصله يا فردوس.
إندهشت فردوس من طلب عواد لكن آتت ببصله واعطتها له.

صعد بعدها مباشرة الى أعلى مره أخرى، رغم دهشة فردوس لكن تبسمت قائله: بصل بصل وماله يمكن الدكتوره بتتوحم عليه.
دخل عواد الى الغرفه
نظر ل صابرين الغائبه عن الوعى، تبسم وهو يتوقع رد فعلها بعد ثوانى
قسم عواد البصله بيديه ثم جلس على الفراش جوار صابرين وقرب نصف البصله من أنفها الى بدأت تعود للوعى تدريجيا
لكن شعرت بنفور من رائحة البصل، وأبتعدت براسها للخلف قليلا تشعر ببداية غثيان حاولت التماسك أمام عواد.

الذى ضحك قائلا: حتة برص تخوفك بالشكل ده امال لو جيبت لك تعبان بقى هتعملى أيه؟
لم تعد صابرين قادره على التحكم في الغثيان، فنهضت سىريعا من على الفراش نحو الحمام
أفضت ما بجوفها ثم غسلت فمها لكن جاء خاطرها هاجس أصبح لابد التأكد منه في أقرب وقت.
خرجت من الحمام بيدها منشفه صغيره تمسح بها فمها.
ضحك عواد قائلا: أيه ريحة البصل قلبت بطنك.
نظرت له صابرين بغضب قائله: ملقتش غير البصل تفوقنى بيه، من قلة البرفانات.

تبسم عواد بإغاظه: ماله البصل عالأقل ريحته طببعيه مش مصنعه.
نظرت له صابرين قائله: شكرا عالمعلومه الطبيعيه، هنزل أشوف فردوس حضرت الغدا ولا محتاجه مساعده منى.
تبسم عواد ومد يده لها بالبصله قائلا: خدى البصله معاك يمكن تحتاجيها في السلطه ولا حاجه.
أخذت صابرين البصله من يده بعنف قائله: هات هحطها لك في السلطه.
تبسم عواد بإستفزاز قائلا: كترى البصل في السلطه انا بحب البصل أوى، فوق ما تتخيلى.

تبسمت صابرين له بسماجه وغادرت الغرفه.
بينما تبسم عواد، لا يعلم ما يحدث له مع صابرين
يكون بمود عابس وبعدها بقليل يعود له المود الهادئ.

ليلا
ب يلا زهران
برسائل ورديه ذات فحوى مزدوج
بالنسبه ل غيداء كانت ورديه محببه تشعرها بالإنتشاء من عبارات المدح التي يرسلها لها عن موضوع حديثهم عن الحيونات الأليفه حبها لها.
بينما فادى يرى ذالك تفاهه لكن مضطر في مجاملة غيداء كى يسترسل معها الحديث كى يصل لهدفه الذي يسعى له.
تطرق الحديث بينهم في مواضيع عديده الى أن قالت غيداء: تعرف إنى عمرى ما ركبت موتوسيكل قبل كده، رغم إن نفسى فعلا أجرب الشعور ده.

رد فادى بإستفسار: شعور أيه؟
ردت غيداء: شعور الحريه، أنا بحب اتفرج على الافلام اللى البطل فيها بيركب موتوسيكلات بحس وهو سايق الموتوسيكل إنه حر زى الطير كده
الهواء بيخترق روحه، شوفت بطل مسلسل ثلاث أمطار فوق السماء بصراحه المسلسل ده كنت بسمعه بس عشان أشوف البطل وهو بيسوق الموتوسيكل، بحس انه بيطير بيه على الأرض.
فكر فادى، لما لا غيداء تفتح له الطريق بإنجاذبها لشئ يمتلكه ويهواه هو الآخر.

فقال: بعد بكره الجمعه عندى أجازه أيه رأيك أعزمك على الغدا في أى مكان تقولى عليه بس طبعا تراعى إمكانياتى الماديه، وبعدها اخدك بجوله عالموتوسيكل.
شعرت غيداء بالخجل لكن حاولت التغلب عليه وقالت: متخافش أنا أعرف مطعم أسعاره مش أو ر، بس إزاى هتاخدنى في جوله عالموتوسيكل وانا مش بعرف أسوقه، أنا حتى مش بعرف أسوق العربيه.
رد فادى: بسيطه إركبي ورايا.
خجلت غيداء قائله: الوقت إتأخر وعندى محاضره بكره بدري.

تبسم فادى بمكر وقال: مقولتليش موافقه عالغدا ولا لأ.
ردت غيداء: تمام موافقه عالغدا.
تبسم فادى قائلا: تمام هتصل عليك قبلها نتفق على الميعاد
تصبح على أجمل الزهور الرقيقه لو إنك أنت أنعم وارق منها.
تبسمت صابرين بخجل واغلقت الهاتف وتستطحت على الفراش تشعر بنشوه في روحها ترسم أحلام ورديه.

بينما فادى أغلق الهاتف وألقاه فوق الفراش يقول: أمتى السخافه دى تخلص، عامله لى فيها لبنى عبد العزيز في فيلم الوساده الخاليه، انا زهقت من الحوار ده لازم يكون في تقدم سريع شويه مش هقضيها رسايل عالموبايل...
جاء لفادى فكره جديده، لابد من تنفيذها في أقرب وقت وبعد غد أفضل من التأخير.
يوم الجمعه
ظهرا
وصل عواد مع صابرين الى منزل العائله بالبلده
منذ دخولهم كانت عين الخبثاء ترصدهم.

ترك عواد صابرين تصعد الى الجناح الخاص بهم بينما هو ذهب مع عمه الى غرفة المكتب الخاص به
شعرت صابرين ببعض التقلصات ببطنها، يزداد لديها الشك، حسمت أمرها قائله: مش هخسر حاجه أنا أجيب إختبار حمل وأقطع الشك ده يمكن يكون وهم في راسى مش أكتر.
بالفعل ذهبت صابرين الى إحدى الصيدليات القريبه من المنزل كى تشتري إختبار حمل.

علي الجانب الآخر بغرفة المكتب نهض عواد واقفا يقول بحسم: عمى أنا لغاية دلوقتي ساكت على التجاوزات اللى بيعملها ماجد، بسبب وسوسة نسيبه له، أنا ده آخر تحذير أنا لو ماجد متعدلش أنا مش بهدد أنا هنفذ وفورا هفصل نصيبى لوحده.
رد عمه بخضه قائلا: إهدى يا عواد ماجد أخوك، انا هتكلم معاه، وإن كان على عادل مهما عمل عمره ما يبقى منافس لينا في السوق، فكون مطمن، عادل ده واحد ناعم وعاوز يناطحنا.

رد عواد: ناعم بس لاقى اللى مسانده، ماجد كمان مشاركه من الباطن ومفكر إنى معرفش بكده.
تعجب فهمى قائلا: متأكد من كلامك ده؟
رد عواد: عندى الدليل بالمستندات غير البلاغات والتفتيشات اللى كانت علينا في الفتره الاخيره اللى كان وراها عادل حندوق، عاوز يشوشر على إسمنا في السوق وماجد بغباوته بيساعده وأنا مش هصبر كتير، ومش عاوز أصغر من نفسى وأحط نفسى في إختيار حاسم منك إنت وعمى فاروق.

لاحظ عواد من شباك الغرفه خروج صابرين وعودتها بعد قليل...
عادت صابرين من الصيدليه تحمل بيدها كيس صغير به ذالك الأختبار وصعدت مباشرة نحو غرفتها
لكن أثناء صعودها كادت تتصادم مع سحر على السلم بدون إنتباه منها وقع من يدها ذالك الكيس وسقطت علبة الاختبار منه
وقع بصر سحر على العلبه بتركيز، بينما صابرين إنحنت سريعا وأخذت الاختبار وأعادته بالكيس مره أخرى وتجنبت ناهد وصعدت دون حديث معها.

ذاهبه الى الجناح الخاص بها.
بينما شعرت سحر بالغيظ والغضب الحارق وهي تقول: إختبار حمل!
دخلت صابرين للغرفة وفتحت علبة الاختبار، هي تعرف جيدا طريقه إستعمالها سبق وأن فعلت فاديه هذا الأختبار أمامها أكثر من مره، تتمنى أن تحصل على نفس النتيجه التي كانت تحصل عليها فاديه، أن تكون ليست حامل.
بعد قليل خرجت بالإختبار من الحمام تنتظر النتيجه
التى ظهرت بعد وقت
إنصدمت وهي ترى النتيجه واضحه أمامها بوضوح.

وقالت بوجوم: حامل!
بنفس الوقت لم تنتبه لدخول عواد لغرفة النوم...
سريعا أخفت الإختبار في صدرها بين ملابسها
لكن عواد لاحظ ذالك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة