قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الرابع

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الرابع

رواية المتمردة (نساء متمردات ج1) للكاتبة منى لطفي الفصل الرابع

صباح الخير يا امي ، قالها ادهم بابتسامة خفيفة وهو يقبّل والدته فوق جبينها فابتسمت له بالمقابل وقالت: صباح النور يا حبيبي.

أزاح ادهم الكرسي وجلس وشرع في تناول الافطار ولاحظ عدم وجود راندا و محمود فالتفت لأمه مستفسرا فقالت له بهدوء: راندا معندهاش محاضرات بدري انهارده وكانت سهرانه بتذاكر بالليل ومحمود، مين بيجيب في سيرتي؟ قالها شاب ضاحك ذو بشرة بيضاء وعينين عسليتين وشعر بني فاتح ذو شبه كبير بوالدته التي ابتسمت قائلة: صباح الخير يا حبيبي كويس انك صحيت بدري علشان تفطر معانا.

ازاح محمود كرسي الى يمين ادهم وجلس وهو يتناول قطعه جبن صغيرة من طبق امامه ويقول ناظرا لأدهم بطرف عينه: صباح النور يا ماما و صباح الخير ليك بردو يا بووس!
ضيّق ادهم عينيه ناظرا اليه وقال بجدية: صباح الخير، عاوزك يا محمود.
عاوز اتكلم معاك شوية قبل ما اروح الشركة وانت، ثم قال بسخرية: تغلط وتروح الكلية!
زفر محمود بحنق وقال: حاضر.

ولو انى مش صغير يا ادهم علشان كل شوية تسمعني كلمتين انا عندى 25 سنة و، فقال ادهم ببرود: وساقط! للاسف مش عارف تعمل لغاية دلوقتي حاجه واحده كويسة في حياتك.
تقدر تقولي اللي معاك في نفس السنة فرق بينك وبينهم كم سنة؟ 4 سنين! ايه عادي عندك، قال محمود بنزق: ايوة بس يا ادهم، قاطعه ادهم صرامة قائلا: بس خلاص مش هنتكلم على الاكل في مواضيع زي دي بعد ما نفطر هناخد الشاي في المكتب ونتكلم...

ممكن تقولي انت مخطط لمستقبلك ازاي بالظبط؟ قال ادهم سائلا محمود وهو يسند نفسه على الاريكة الجلدية السوداء الموضوعه في غرفة مكتبه بينما جلس محمود في كرسي جلدي بجانب الاريكة وقد مد يده متناولا قدح الشاي حيث ارتشف منه رشفة ثم تركه ونظر اليه قائلا: خطة ايه يا بوس؟

قطب ادهم ناظرا اليه وقد مال بجذعه ناحيته قليلا وقال: خطة ايه؟ انت بتتكلم بجد؟ الانسان لازم يكون مخطط لنفسه عاوز يعمل ايه علشان يعرف الخطوة الجاية اللي هياخدها تبقى ايه ولا انت مافيش عندك خطط؟ كل اللي في بالك ازاي تصاحب دي وتخرج مع دي وتصرف فين وتسافر تتفسح فين ومع مين وخلاص؟ حتى كليّتك انت راميها خالص.
ممكن تقولي انت ايه بالظبط؟ لو فلوسك دى خلصت هتبقى ايه بالظبط؟ حاجه، نكرة من الاخر.

وشوية العيال اللي انت لاممهم حواليك دول اول ناس هيبعدوا عنك ويسيبوك بس للاسف هيكون متأخر اووي هتكون خسرت ايام من عمرك ماتتعوضش اليوم اللي بيروح من عمرك عمرك ماهتقدر تعوّضه تاني.
زفر محمود بسأم وقال له بسخرية: ايه يا ادهم هو احنا هنفلس ولا ايه بالظبط؟ انا اعرف اننا عندنا فلوس لو صرفنا منها كل يوم آلافات مش هتخلص يبقى ليه الكلام دا؟
نظر اليه ادهم بضيق وقال: تبقى غبي!
فصرخ محمود معترضا: ادهم!

فتابع ادهم كأنه لم يسمعه وقال: ايوة غبي.
واغبى مخلوقات الله كمان، انت فاكر الفلوس مش ممكن تخلص؟ لا طبعا هتخلص طول ما انت بتاخد منها ومش بتحط تاني هيجي عليها وقت وتخلص، كل شئ بيخلص حتى الانسان نفسه.
لكن كلامك دا بيدل انك انسان تافه وان القرار اللي انا اخدته فعلا قرار صح!
قطب محمود وقال بريبة متوجسا من قرار اخيه: قرار قرار ايه يا ادهم بالظبط؟
فقال ادهم ناظرا اليه ببرود: انت هتنزل الشغل معايا من بكرة.

وحكاية الكلية دي في كتير بيشتغلوا ويذاكروا في نفس الوقت مش مشكلة، فقال محمود مستفهما: ولو مارضيتش؟
فقال ادهم ببرود وهدوء شديديْن: براحتك بس ساعتها بأه مالاكش عندي فلوس.
انت قاعد هنا واكل شارب نايم ببلاش مع انك راجل طول بعرض تقدر تشتغل وتعتمد على نفسك مالكش عندي غير مصروفك الشخصي واللي هيكون من ضمنه مصاريف المواصلات!
قطب محمود وقال بدهشة شديدة: مصاريف المواصلات! ليه ما انا عندي عربية؟

فقال ادهم بلامبالاة: العربية دي مش بتاعتك انا اللي شريهالك وانا هاخدها وابقى اتعامل زي اللي في سنك، لكن لو اشتغلت معايا طبيعي هسيبلك العربية علشان تقدر توفق بين كليتك والشغل لان هيطلع عينك في المواصلات اكيد.
فكّر ورد عليّا، زفر محمود في حنق وقال: ماشي يا ادهم بتلوي دراعي، ماشي.
بس افتكر انت اللي خليتني اشتغل معاك وانت اللي أجبرتني على كدا علشان ماتجيش تقول انى ماحذرتكش!

قطب ادهم وقال بحدة: انت اتجننت يا محمود؟ انت بتهددني؟
فقال محمود بهدوء: انا لا بهددك ولا حاجه لكن الانسان لما بيعمل حاجه مغصوب عليها عمره ما بيديها حقّها واكيد مش هيهمه اذا كان طريقته صح ولا غلط بيعملها كدا وخلاص نظام مشّي حالك!

ابتسم ادهم بسخرية وقال: لا ما انت اصلك ماتعرفش النظام عندنا ايه؟ اللي مش بيدي الشغل حقه وبيتهاون فيه مش بتعدي كدا فيه خصم من المرتب وتحويل للشؤون القانونية لو اهماله أدى لخسارة لينا دا طبعا غير الفصل والجواب اللي بياخده انه سئ السير والسلوك ومش بيلاقي شغل تانى وماتقوليش انك مكانك محفوظ في الشركة لأ، انت عارف انك ماتقدرش تهوّب ناحية الشركة وان قانونا انا اللي ليا حق الادارة لانى عندى اكبر عدد من الاسهم وانت وماما وراندا لكم الحق في الارباح اخر السنة وبس.

حتى الارباح يا محمود مش هتطول منها مليم ايه رايك بأه؟ هتبقى راجل غصب عنك، انا واضح انى دلعتك وسمعت كلام امى وهي بتقول انك يتيم وصعبت عليا وحاولت اعوّض عليك غياب الاب وكنت بنفذ لك اللي تطلبه لكن لحد هنا وخلاص خلصت يا محمود.
من بكرة هتنزل معايا الشغل موافق ولا لأ؟

سكت محمود ممتعضا ثم ما لبث ان هز رأسه بقنوط موافقا فهو يعلم اخاه ادهم تمام المعرفة وانه لن يتوانى عن تجميد نصيبه من الارباح السنوية ويعلم ان والدته ان ساعدته فبقدر يسير وعلاقته مع راندا في الهاوية فهى تراه نموذج للشاب المستهتر، قال باستسلام: حاضر يا ادهم، من بكرة ان شاء الله و، قاطعهما صوت طرقات على الباب فأذن ادهم لطارق بالدخول الذي لم يكن سوى والدته، قام ادهم من مكانه واقفا وابتسم باستغراب فيما اقتربت امهما منهما وقد وقفا إبناها امامها وقالت بابتسامة: قاطعتكم؟

قال ادهم مبتسما ابتسامة صغيرة: لا ابدا.
احنا تقريبا خلّصنا مناقشة، ثم نظر الى محمود وقال: مش كدا يا محمود؟
فهز محمود رأسه وقال: اه، اه، فعلا خلصنا خاالص.
فقالت امهما وهي تشير اليهما بالجلوس: طيب كويس علشان انا عاوزة اطلب منك طلب يا ادهم، ممكن؟
قال بهدوء: اؤمري يا امي.

قالت مبتسمة: كنت عاوزة اروح اعزّي سعاد انت عارف سعاد طول عمرها اكتر من اخت وبردو اشوف ريتاج يا ترى شكلها عامل ازاي بعد ما كبرت انا فاكره انها كانت طفلة جميلة.
ما ان سمع محمود اسم ريتاج ووصف امه لها انها كانت جميلة في طفولتها حتى قال في لهفة لم يستطع مداراتها: ريتاج! اسم غريب بجد! التفت ادهم اليه ناظرا اليه بقوة بينما قالت والدته مبتسمة: اسمها غريب وهي بنت غريبة فعلا.

انا فاكره وهي صغيره ماكانتش زي البنات تحب تلعب بعروسة او كدا، لأ! كانت فسحتها انها تروح المصنع مع باباها.

ياما سعاد اشتكيت لي انها خايفه على بنتها لانها مش عايشة طفولتها ولا حتى بتتعامل كبنت! دايما لعبها جامد زي الصبيان دا لو لعبت كمان! و مراد الله يرحمه كان فرحان بكدا وبيقولها انا بنتي مش زي أي حد، ثم نظرت الى محمود قائلة بضحك: وانتو صغيرين لما كانت بتيجي هنا مع باباها وهو جاي لشمس الله يرحمه او مع مامتها كنت انت يا محمود تحب تشاكسها وهي مابتسكتش، انا فاكره مرة فكّيت لك كلب الحراسة بتاعنا ريكس ومع ان الكلب شكله مخيف وكبير لكنه كان متعود علينا ومش ممكن يأذي حد من اصحاب البيت بس انت حضرتك ضايقتها وهددتك لو ماسكتش هتطلق عليك ريكس انت اتحديتها راحت بكل بساطة فاكيت له السلسلة وعم مدبولي ماكانش موجود ساعتها، انت كنت بتخاف منه علشان شكله علشان كدا كنا دايما رابطينه اول ما لمحته روحت جاري وقعدت تصرخ وكان فيه شجرة توت روحت طالع عليها ومسكت في فرع فيها وقعدت تصرخ لغاية ما بالصدفة جه ادهم ونزلك وريتاج ولا اهتمت بالعكس سابتك ومشيت وسابتك تصرخ، كان محمود ما بين حانق ويريد الضحك على الموقف الذي حكته له والدته اما ادهم فقد تذكر ذاك الموقف جيدا كما تذكر انه عندما نهر الطفلة الصغيرة ذات ال 7 سنوات ردّت عليه بمنتهى البرود انها قد حذرته ان لم يكف عن مضايقتها انها ستطلق عليه الكلب ريكس وهي لم تكذب وهو لم يرجع عن مضايقته لها اذن فهو من اختار واللوم يقع عليه وحده وليس عليها وتركته وذهبت وهو بين معجب بردها الذكي وحانق عليها لردّها عليه...

استفاق ادهم من شروده على صوت والدته وهي تقول: ماشي يا ادهم هنروح انا ومحمود انا هكلمها في التليفون الاول قبل ما اروح لها و احدد معاها معاد، خلاص يا محمود اكيد؟
قال ادهم مقطبا جبينه: ومحمود ماله ومال زيارتك لبيت عمى مراد الله يرحمه؟
قالت بابتسامة: انت ماكنتش معانا واحنا بنتكلم ولا ايه يا ادهم؟ محمود هو اللي هيوصلني! اما اقوم اكلم سعاد انا.

سكت ادهم ونظر الى محمود بريبة وقال له بلهجة تحذير: محمود البنت ومامتها امانه عندي اوعى تعمل حركاتك دي مع ريتاج اظن واضح؟
قال محمود بابتسامة لعوب: اللي اعرفه انك وصي على اسهم الشركة مش عليها هي شخصيا.
وبعدين هي كبيرة وناضجة وتقدر تقول لأ للحاجه اللي ماتعجبهاش، وعموما علشان تريح نفسك حاضر اطمن مش هضايقها.
حلو كدا؟

قال ادهم بريبة: مش عارف ليه مش قادر اصدقك؟ انما لازم تفهم انى مش هسمح لك تعمل حاجه تضايقها مفهوم؟
قال وهو يُنزل رأسه بحركة مسرحية: مفهوم يا فندم.
ثم رفع رأسه ناظرا اليه بمرح: عن اذنك انا بأه علشان اشوف ماما هتروح امتى.

فتحت ابتسام الباب واشارت لكوثر ومحمود بالدخول لدى تعريفهما بنفسهما، دخلا وما ان رفعت كوثر نظرها حتى شاهدت سعاد تقف مبتسمة فسارت اليها بهمة مسلمة عليها بقوة وتبادلا التحيات والسلامات وسط دموع وعبارات تدل على مبلغ اشتياقهما لبعضهما البعض والاسف على ايام ولَت كانا يجتمعان فيها هما وازواجهما، اشارت كوثر لمحمود ليتقدم وقدمته الى سعاد قائلة بابتسامة: دا محمود يا ستي.
اظن فاكراه مش كدا؟

سلمت عليه سعاد بحماس وهي تقول بابتسامة واسعه: طبعا فاكراه ازيك يامحمود يا حبيبي عامل ايه.

اتفضلوا اتفضلوا، دخلوا غرفة الصالون وجلسوا يتبادلون الاحاديث وجاءت ابتسام بصينية القهوة وكان محمود بين كل فينة واخرى يطالع ساعته وينظر الى باب الغرفة فاسترعى انتباه والدته وسعاد التي قالت: ايه يا محمود يا حبيبي انت زهئت من قاعدتنا ولا ايه؟ احنا لحقنا نشبع منكم، قال محمود معتذرا: لالا ابدا يا طنط فقالت مبتسمة: اصلي شايفاك كل شوية بتبص في الساعه، مش تستنوا على الاقل تشوفوا ريتاج؟!

كاد محمود ان يقفز سائلا اياها اين هي عندما سمع باب المنزل وهو يُفتح ثم خطوات هادئة تتقدم من الغرفة حيث يجلسون وفتح الباب فتسمّر في مكانه مما رآى من جمال امتثل امامه وان كانت صاحبته تخفيه بملابس عادية عبارة عن بنطال من الجينز الازرق وقميص من القطن الابيض اللون وقد جمعت شعرها في عقدة محكمة وراء رأسها بينما قامت والدتها قائلة: تعالي يا ريتاج سلمي على طنط كوثر والدة ادهم.

تقدمت ريتاج الى الداخل بهدوء وسلمت على كوثر التي شدتها ناحيتها محتضنة اياها وهي تقول بصوت غلب عليه البكاء: والله وكبرتي يا ريتاج وبئيتي عروسة جميلة.
ثم ابتعدت عنها قليلا واشارت الى محمود قائلة: عارفة دا مين؟ نظرت ريتاج مليا ثم قالت: محمود؟
قالت كوثر بضحك: برافو عليكي هو محمود.

تقدم محمود للسلام عليها ولكنها سرعان ما نزعت يدها من يده فلم يعجبها نظراته اليها في حين طلبت منهم امها الجلوس ثم قالت كوثر بضحك: لسّه كنت بحكيله انهارده هو وادهم يوم ما فكيتي ريكس وهو طلع يجري اتشعبط في التوتة، ابتسمت ريتاج قليلا وقد تذكرت الحادثة فمع ان عمرها وقتئذ كان 7 سنوات تقريبا ولكن منظره وهو يركض هربا من الكلب الذي ركض وراؤه ظنا منه انه يلاعبه فقط وكيف تشبث بشجرة التوت الى ان قيّدوا الكلب مرة اخرى، قالت ريتاج بابتسامة خفيفة: هو اللي جابه لنفسه يا طنط هو اللي كان بيضايقني!

قال محمود بصوت منخفض: اضايقك؟ انا فعلا معنديش دم علشان كنت بضايقك.
نظرت اليه ريتاج شزرا بينما استأذنت للذهاب الى غرفتها لتبديل ثيابها وقالت امها بحزن نوعا ما: ايييه، حبيبتي كأنها هي امي وانا بنتها.

شايله الهم ومش بترتاح ثانية من الشركة للمصنع لهنا وهنا من 8 الصبح احيانا ما باشوفهاش الا 10 بالليل كمان وكتير بكون نايمة اشوفها تانى يوم على الافطار، يمكن انهارده راجعه بدري شوية الساعه 5 دلوقتى احسن يوم ترجع بدري فيه.

انقضت الزيارة سريعا وطلبت كوثر من سعاد ان يردا الزيارة فوعدتها بذلك في حين لم تلتفت ريتاج طوال مدة زيارة سعاد ومحمود الى محمود مما سبب له ضيق شديد وصمم على الايقاع بها في حبائله...

جلسوا يتناولون طعام العشاء حينما حكت الام عن زيارتها لسعاد وكان ادهم يظهر عليه اللامبالاة لما تحكى والدته حتى وصلت لنهاية حديثها فقفز محمود قائلا بلهفة: بس ريتاج ايه طلعت فعلا حكاية، قالت كوثر وهي تأكل طعامها: كويس انك كنت ماسك نفسك ومش قلتلها حاجه تضايق فعلا، قال محود موجها استفسارا بسيطا لاخيه الذي فوجئ بوجود تعبير الاستياء على وجهه بصورة واضحة: ايه رايك يا ادهم انا شايف انهم الاتنين ييجوا يقعدوا هنا لان قعدتهم لوحدهم اتنين ستات كدا غلط ولا انت ايه رايك يا ادهم؟

قالت راندا مرحبة: ياريت ييجوا اقله الاقي بنت في سني تقريبا اقدر اتكلم معاها ونخرج سوا انت عارف يا ابيه انى ماعنديش اصحاب كتير وبحس بالوحده فعلا اول ما ارجع البيت، قال ادهم ببرود: هو انا اللي بايدي القرار لا المفروض هما مع انى عارف مقدما انهم هيرفضوا وهي بالذات اللي هترفض!

قال محمود مقطبا: هي مين؟ ريتاج؟ خلاص محلولة ماما تقول لطنط سعاد وطنط سعاد هي اللي تخليها توافق ايه رايك يا ماما؟ قالت كوثر مبتسمة: وانت ايه اللي مخليك متحمس بالشكل دا يا محمود؟ ابتسم محمود قائلا بتلعثم: ها؟ لا ابدا بس صعبانين عليا قعدتهم لوحدهم كدا مش حلوة، قالت كوثر بمكر: بأه صعبان عليك قعدتهم لوحدهم.

آآآه، قولتلي، طيب، اتجهت الانظار الى ادهم في انتظار رأيه فقال بهدوء نسبي: خلاص ابقي كلمي مدام سعاد الصبح ان شاء الله وشوفي ردهم ايه.
ابتسمت كوثر وهزت براسها بالايجاب في حين فرحت راندا اما محمود فقد نطقت ملامحه بالسعاده سعادة لم يرها ادهم على وجهه منذ زمن مما جعل قلبه ينقبض ولا يدري لم؟

ترى هل ستوافق ريتاج على الانتقال لمسكن ادهم؟ ماذا سيفعل ادهم وهو يرى اخيه الاصغر يحاول بشتى السبل لفت انتباه ريتاج؟ لِم يعارض وبقوة أي علاقة من أي نوع بين محمود وريتاج؟ ترى هل خوفا عليها من محمود ام خوفا على محمود منها أم، خوفا على نفسه من هذه العلاقة؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة