قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الأول

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الأول

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الأول

ادم قضّى وقت طويل ف الاداره. قدّم تقارير مفصله عن عملية العشوائيات. استثنى منها كل ما يخص هديه و تفاصيلها حتى لو كان من الاول عارف بقانونية وجودها و طبيعة شغلها. بس فكرة تعرّضها لأى تحقيقات او شُبهات سواء قانونيه او حتى من قِبل اى حد شافها ف فترة العمليه و هي هدهد كانت فكره مرفوضه تماما بالنسباله!

خرج من مكتبه و اخد عربيته و مشى. طول الطريق موبايله مبطلش رن. مش عارف اذا كان بيتجاهله و لا فعلا مش سامع صوته من شروده.
وقف تحت عماره و ركن عربيته و طلع. عدّى الاول على شقه بخمول و اتخطاها و طلع دورين كمان! وقف قدام شقه و بعد ما كان هيرن الجرس إبتسم بهدوء و خرّج مفتاحه و فتح و دخل على اطراف اصابعه بهمس.

بمجرد ما دخل سمع صوت همهمه بدموع على سجاده يارب احفظه. احفظه منين ما يكون و خليك معاه متسبهوش. ادم ده غلبان اوى
ابتسم بمرح و هو بيقعد جنبها ع السجاده: اه و الله غلبان اوى يا بطووط
فاطيمه بصتله بخضه و من غير كلام شدته لحضنها اوى: حبيبى، وحشتنى
ادم اخد حضن طويل و رفع وشه و باس راسها: انتى وحشتينى اكتر يا ست الكل
فاطمه مسكت وشه بحب و همست بقلق: فيك ايه يا ضنايا؟

ادم بصّلها و ضيّق عيونه قبل ما يهرب بيهم و يحط راسه على حجرها و يمدد ع الارض قدامها: هيكون فيا ايه يعنى يا بطووط؟ راجع من مهمه مطحون فيها من شهور و واكل اجتماع زى العلقه. هكون عامل ازاى ده انا دماغى هتفرقع.

فاطمه ابتسمت و هي بتتفحص ملامحه: بس شكلك كده مش دماغك اللى داوشاك. مش عقلك لاء
ادم رفع وشه ف لمحه سريعه بصّلها بنص عين و رجع بوشه: على فكره انا لسه مطلعتش شقتى. مشوفتش رحاب يعنى عشان تقولى قلبك
فاطمه رفعت حاجبها مع إيديها لفوق بمرح: انت اللى قولت مش انا
صوت هادى جاه من وراه مبتسم: اااه، حضرة الظابط اللى بيحقق مع الكل هيتعمله تحقيق طارئ.

ادم وقف بسرعه بإحترام و إبتسم و هو بيحضنه بعد ما باس إيده: حبيبى يا عبووود
عابد إبتسم بحب و ضرب بكفه بخفه على خد ادم: يا اونطجى
ادم فرك خده بإحراج: و ربنا حبيبى يا ابو ادم
ابوه اخده تحت دراعه و ادم باس خده: بتاخد علاجك ف مواعيده و لا لاء؟
ابوه إبتسم برضا: و الله ما عارف هتلاحق
ادم باس ايده بسرعه: سيبها على الله
قعدوا جنب فاطيمه اللى لسه نظراتها القلقه متعلقه بأدم و هو بيحاول يهرب بعينيه لحد ما استسلم.

ادم مد إيده و قرص خدها بدعابه: كورومبو انتى اوى
امه ضحكت و ابوه و هو قبل ما يضحك معاهم الكلمه شدت عقله من المكان و الموقف لموقف و مكان تانى و قلبت ضحكته لإبتسامه رايقه غريبه...
امه فضلت مركز مع عينيه الشارده لحد ما إنتبه و ضيّقت عينيها و هي مبتسمه: طب اييه؟ مش هترغى!
ادم اتعدل قدامها بغيظ: انا مشوفتش حد فاهمنى ف الدنيا قدك.

فاطمه ربعت قصاده بحب و قربت شويه و مسكت إيديه الاتنين: مبقاش امك. لا ابقى امك و لا تبقى ضنايا و لا ابنى الوحيد و لا شريك حياتى كلها. امال لو مكنتش اب و فاهم!
ادم ف لحظه إبتسامته اختفت و وشه اتعكر بقلق او حزن.
وقف بتهرب و اتحرك ناحية اوضه جنبهم. دخل و قعد على حرف السرير و إبتسم بحب. ميل راسه باس طفله صغيره نايمه ع السرير: هدهد. حبيبة بابا. وحشتينى اوى. عارفه انك اكتر حد ف الدنيا بيوحشنى اما اغيب؟

امه طبطبت على كتفه من وراه بحب: ربنا يخليهالك
ادم ابتسم ابتسامه باهته و امه دمّعت: و يشفيها
ادم شاف دموعها ف ابتسم بهزار: بس طبعا مش زى ستك. هي الاصل بردوا
ابوه بصّله و ادم رفع إيديه الاتنين بإستسلام: و جدك و ربنا
امه ابتسمت و قعدت جنبهم: لا يا بت انتى اكتر، هو بس اللى بكاش
ادم ابتسم بخفوت و بصّلها: تفتكرى سامعانا و لا
ابوه قاطعه: ان شاء الله اه.

امه: الدكاتره قالوا عيال كتير بتتولد كده. بيقولوا عنهم منغوليه. بس يمكن مع الوقت
ادم قاطعها و وقف بتعب: مع الوقت ايه؟ احنا بقالنا اربع سنين ف الدوامه دى. من يوم ما اتولدت
ابوه وقف و راح عليه طبطب على كتفه: سيبها على الله كفيل بيها يحلها
ادم اتنفس بالعافيه و بص على بنته و ميل باسها و وقف متابعها بعينيه.

امه طبطبت على إيده: اطلع شوف مراتك و اتطمن عليها و طمنها عليك الاول. بعدين نتكلم ف اى حاجه. كان لازم الاول ترو
ادم قاطعها: انتى الاول. امال لو مكنتيش لسه قايله انى ابنك الوحيد و فشتك و كلاويكى و الحته الشمال؟
أمه إبتسمت و رفعت حاجبها: و لا بتهرب؟
ادم وقف بغيظ: لا و ههرب هروح فين؟ ماشاء الله ده انا محاصر حصار اليهود لعكه.

ابوه إبتسم بمغازله و هو بيحط دراعه على كتفه: على رآيك هتهرب من ايه ده انت وراك ماتش و انت و هي و الاستاد طوويل
ادم عض بوقه بمرح: نفسى اعرف مين فينا اللى ابو مين؟ انت تلعب ماتش احتراف و انا
ابوه رفع حاجبه: و انت ايه؟ اوعى تقول احترفت
ادم ضحك ببلاهه: لاء اتحرفت
ابوه برّق و ادم عمل نفسه بيصحح بمرح: اعتزلت
ابوه بعد ما هز راسه و بص قدامه رجع برّقله.
ادم ضحك بغيظ: بص، انا هلعب ماتش من نوع اخر. ماتش نكد.

ابوه ضحك جامد: يا خوفى لا يكون ماتش اعتزال
امه ضحكت جامد و هو ضحك معاها لحد ما سكتت و هي بتقف معاه توصّله للباب: رحاب دى ست البنات يا ادم
ادم رفع حاجبه و هي هزتله ملامحها بمرح: هي صحيح عصبيه و نرفوزه و
ادم كمل بغيظ: و نكديه و لسانها طويل و شكاكه و كسليه و مش عشريه و رغايه و زنانه و طماعه و
امه حطت إيدها على بوقه و ضحكت ضحكه خفيفه: بس بردوا ست البنات و انت عارف كده.

ادم رفع كتفه لها بإستخفاف: ست اشهر قصدك
امه ضحكت بغيظ: يابنى. انا مش عارفه بس ناقصكوا ايه ع الزقار و النقار اللى بتفطروا بيه حاف كل يوم ع الصبح ده؟ انت ما شاء الله و ربنا كارمك و مش مخليها لا هي و لا بيتك محتاجين حاجه. و هي و قمر و بيضا و حلوه. يبقى ليه بس!

ادم خطى خطوه لبرا الباب و وقف قصادها و رفع وشه لفوق و اخد نَفس طويل ببطئ: معرفش. بس اللى اعرفه او اللى عرفته بعدين ان غالبا البيوت مش بتتبنى بمال الراجل و لا بجمال الست
امه ضمت إيده و بصتله بمحايله: امال بإيه بس؟
ادم إبتسم بمرح و هو بيقرص خدها اما لمح قلقها: البيوت بتتبنى بالطوب الاحمر يا بطووط احنا هنكفر و لا ايه.

امه ضحكت غصب عنها بغُلب و هو ضحك معاها: يلا بلا قلة ادب، هتقولى دلع و محن و مش عارف مين، ده احنا بنتشعبط ف رضا ربنا و ماشيين بنعرج
امه ضحكت بيأس لحد ما ضحكتها راقت بصتله بحب: اعتبرها زيى
ادم اتنهد بنفس طويل: ياريتها زيك. ياريت تعرف تبقى زيك. زى امى!
امه بصت لأبوه و بصتله بزعل: كده يا ادم؟ انا عمرى كنت زى امك! عمرى حسستك بكده!
ادم اتراجع بندم: ده انتى حبيبة قلبى يا امى. ده انا لولاكى كان زمانى.

ابوه قاطعه بمرح يقفل الحوار: ايييه ايييه! انت نويت تبتدى الماتش من هنا؟
ادم ضحك ضحكه خفيفه بدموع خباها وامه طبطبت على كتفه بحب.
ادم هز راسه و باس خدها و حدف بوسه لأبوه و نزل.
نزل دورين و وقف قدام شقته شويه اخد نَفس طويل اوى كإنه مبيتنفسش جوه او مفيش هوا. خرّج مفتاحه و قبل ما يفتح بص للكالون و إبتسم تلقائيا للذكرى اللى إترسمت و شوّشت عالباب قدامه. اتنهد ببطئ و فتح الباب.

اول ما دخل بص يمين و شمال و رفع حاجبه: بقلق انا من الهدوء ده. بيبقى مصيبه من التلاته. يا عاملاها يا هتعملها يا المصيبه نفسها عندها.

رحاب جوه اتنفست بنهجان و هي بتقوم و حدفت الريموت من إيدها و هي بتقوم.
ادم علّى صوته بمرح: يا طاااااه
رحاب طلعت عليه بغيظ و هو علّى صوته كمان مره بخفن: يا طااااه
رحاب كزت على سنانها بشرار و هو رفع حاجبه و نزّل التانى و علّى صوته بنفس اللهجه كإنه بيصحح: يا رحاااب انا طاااه اه يانا يا غلبى
رحاب قربت منه بضيق: يا خفيف
ادم قرب بتهريج: اما اديك انا الخفيف ادينى انت ف التقيل يا تقيل.

رحاب إبتسمت بإصفرار: و الله
ادم ببلاهه: اه و الله. يعنى اقولك يا طه قوليلى يا عيون طه، يا روح طه
رحاب بصتله بغضب و هي بتقرب منه: و الله؟ هو ده التقيل؟
ادم بيتكلم و هو بيرجع لورا بهزار: اه و ربنا
رحاب بتقرب بغضب: ماهو ينفع اديك بالعيار التقيل و يبقى تقيل بردوا
ادم شاور بمرح: لالا مينفعش يا روحى. ليه بقا؟ قوليلى ليه يا روحى
رحاب زعقت: طلعت روحك.

ادم قرب منها لف دراعه حوالين كتفها و اتكلم بمرح: عليكى نور. اقولك ليه. عشان انتى هبله و مبتقدريش تشيلى كيسين على بعض من اكياس السوبر ماركت و احنا طالعين. يبقى تقيل ايه اللى تدينى بيه؟
رحاب زقت دراعه اللى على كتفها بعنف و اتعدلت قصاده بغضب و هي بتشاور ف وشه: بتخوني بعد كل اللي عملته عشانك؟
ادم رجع لورا و مثل الخوف: لا من قبليها و ربنا
رحاب صرخت: انت بتهزر؟

ادم مسك إيديها الاتنين و حاول ميضحكش: طب ممكن تهدى؟
رحاب صرخت اعلى و هي بتشد إيديها منه: متقوليش اهدى
ادم رفع حاجبه: طب ممكن متتعصبيش؟ كده اشيك؟ اهدى بقا خلينى اعرف انطق
رحاب بتتنفس بعنف و هو سحبها و قعد على انتريه قصادهم: انتى عارفه طبيعة شغلى يا رحاب. عارفه من قبل ما نتجوز. من ايام ما كنا قرايب و جيران و بس. و لا نسيتى؟

رحاب وقفت بغضب: انت اللى نسيت انك متجوز مش انا اللى نسيت انك ظابط. نسيت انك متجوز و يا عالم نسيت نفسك و لا لسه
ادم بإستخفاف: لاء نسيت اجيب حباية الضغط من ع الحبل قبل ما اجى
رحاب بغضب زقته: انت ايه يا اخى؟ ده انا نسيت انى متجوزه من كتر حججك و اعذار شغلك اللى بسمعها
ادم وقف قرب منها ف محاولة هدوء: رحاب محصلش حاجه لكل ده. انا كنت ف عمليه تبع شغلى و معرّفك و.

رحاب اتعدلت قصاده و سندت كفوف إيديها على رُكبها بتهكم: عمليه ممم، و ياترى العمليه دى عملية لوز و لا بواسير؟
ادم كعمش وشه بإصفرار و شاور بخفه: وحش، افيّه وحش اوى متعمليش كده تانى
رحاب متقبّلتش لهجة هزاره و صرخت ف وشه: ادددم.

ادم اخد نَفس بطئ و بيعد لعشره ف باله كمحاوله يهدى: رحاب، اعتقد انى معرّفك طبيعة شغلى ازاى و ممكن تخلينى اجى عليكوا شويه و على نفسى. انتى مش واثقه فيا دى حاجه و انك تحسسينى انك متفاجئه و ضحكت عليكى دى حاجه تانيه
رحاب زعقت بغضب: اثق فيك؟ ده إنت خليتني مثقش ف أي حد تاني
ادم ابتسم بهزار: مفيش شكراً طيب؟
رحاب صرخت: انت بتهزر؟

ادم فرد كف ايده على وشها بخفه و زقها بغيظ: هو لسه الهزار عندك كلمة قبيحه و لا ايه؟
رحاب اتحركت بغضب لاوضتها: انا كنت عارفه. شاكه فيك من الاول. انا غلطانه انى مسمعتش لآمى
ادم كان قام و دخل وراها و كتم غضبه: ايووون. اهى هي دى المصيبه، دى المصيبه التالته
رحاب لفّت وشها بصتله بعنف: امى مصيبه؟
ادم اتنفس بخنقه: لا و الله. يعنى حتى لو مش كده ف المصيبه إنك بتسمعى كلامها.

رحاب زعقت: عايزنى اعمل ايه و انا البواب بيقولى انك رجعت من السفر. و اجى على ملا وشى داخله شقتى الاقى هدوم و هدوم الذباله اللى كانت بتوسّخ معاك
ادم ملامحه فجأه اتعصّبت بغضب: رحااااب
رحاب زعقت بصوت عالى: انت كمان هتتنرفز؟ بلا رحاب بلا زفت ليك عين تتكلم؟ يا بجاحتك
ادم اخد نَفس يهدى لمجرد انه مقدر غضبها او عايز يحتويها: ممكن تهدى. كده مش هنعرف نتنيل و لا افهمك.

رحاب وقفت بتنهج بغضب: أنت فيه حد في حياتك و انا كنت شاكه. صح؟
ادم ضحك بغُلب: لأ طبعاً. معاشرانى بقالك فوق الاربع سنين بذمتك هي دي حياه حد يدخلها؟
رحاب كزت على سنانها: انت كان معاك حد هنا صح؟
ادم هيتكلم زعقت ف وشه: من غير كذب
ادم هز راسه اه و هو كاتم ضحكته: اه بس
رحاب بغضب: و غيرت و لبست من هدومى صح؟
ادم عمل نفس الريأكشن: اه بس
رحاب زقته بغضب: يا بجاحتك.

ادم قرب شدها بسرعه لف وسطها بدراعه و حاول يلاغى وشها بوشه: في دى عندك حق. بجح
رحاب بصتله بعنف و حاولت تزقه و هي بتشاور بإيدها هو مسك إيدها بضحكه مكتومه: بجح. متجوزه بجح هتعملى ايه؟ نصيبك كده. بس مينفعش معاكى صريح مش بجح؟

رحاب اخدت نفس عنيف تتكلم و هي بترفع إيدها تشاور هو مسكها تانى: مينفعش. كنت عارف شكرا
رحاب شدت نفسها منه بعنف و شدت شنطتها من جنب الدولاب خرّجتها برا الاوضه و شدت شنطة كتفها بتلم حاجاتها من ع التسريحه بغضب.
ادم قرب منها بضيق: رحاب انتى بتعملى ايه؟
مردتش و هو حاول يمسك إيدها بهدوء: مينفعش يا رحاب كده. مش كل مره هنواجه مشكله حتى لو انا الغلطان هتنطى من المركب
رحاب بصتله بعنف: امال عايزنى اعمل ايه؟

ادم ابتسم بمرح: خدينى معاكى انا مبعرفش اسوق
رحاب بصتله و هي بتكز على سنانها و هي كعمش وشه بهزار: مانا ظابط و الله مش مراكبى
رحاب زقته و اتخطته جابت هدوم من شماعه ورا الباب لبستها.
وقفت قدام المرايه فردت شعرها و بتلف طرحه على رقبتها.
ادم شدها منها بملاغيه و هي قربت تشدها منه بعنف ادم باس وشها اللى قرب: طب بدل ما تلفي الطرحه على رقبتك و تمشى و تنكدي عليا لفيها على وسطك و روّقي عليا.

رحاب بصتله بعنف و هتتكلم ادم باس خدها بدعابه: اه و الله. يعنى بدل ما تكدرينى شخلعينى. ده حتى الست القادره ميهزهاش غير الطبله
رحاب شدت الطرحه منه بغضب و حطتها على رقبتها و عدلتها و عدلت نفسها قدام المرايه و هي بتتحرك تخرج ادم مسك إيدها بترجى: رحاب الذنب مش ذنبى. ده ذنب شغلى اللى مهما شوفت منه مبعتبرهوش ذنب. شغلى يعنى شرفى اللى يوم ما بحافظ عليه ممكن افديه بروحى. مش ذنبى بقا
رحاب بغضب: امال ذنبى؟

ادم: لاء
رحاب بغضب: امال ذنب مين؟
ادم لمحه غريبه ظهرت قدامه بشكل اغرب ف الوقت الغريب ده خلته إبتسم اوى بمرح و لسانه نطق بتلقائيه: خلاص شوفى لو بتاع الاستاذ اللى ورا
رحاب بصتله بقرف و زقته و اتحركت لبرا.

ادم مسك إيدها و رجّعها بهدوء له: انا تعبت يا رحاب. تعبت. مش كل مشكله هتيجى البيت هنجرى احنا نسيبه. انا عايز ارتاح هنا. ف بيتى. انتى متتخيليش انا برا بشوف ايه. انا بشوف المرار عشان خاطرك انتى و بنتى. بطفح القرف عشان اوفرلك كل اللى عايزاه و اوفرلها علاجها و طلباتها و اللى ممكن تحتاجوه انتى و هى. بسمع القرف و اتحمل الذل. شغلنا مش ف شركه و لا انا طول النهار قاعد على مكتبى تحت التكييف. ف ببقى عايز ارجع هنا ارتاح و افصل شويه مش ابقى عامل زى اللى دخل قبره و بيقابل ملك الحساب.

رحاب بصتله بغضب: بيتنا قبر؟ ما تقول احسن انك انت اللى عايز تسيبه.

ادم ابتسم و باس راسها و هو لسه ماسك إيدها: لاء. مقدرش. عشان البيت ده فيه انتى و انتى امانة ربنا اللى هيحاسبنى عليها عملت ايه فيها و معاها. و فيه بنتى اللى بردوا هيحاسبنى عنها و اذا كنت جنبها و لا اتخليت عنها ف ظروفها دى اللى الله اعلم هتخلص ازاى و على ايه. لكن مش محتاج غير انى ارتاح هنا. تبقى انتى و بيتى الشباك اللى ببص منه ع الدنيا اما ابقى مضغوط او محتاج اتنفس. احس انى اهمك و بتهمك راحتى قد ما بيهمنى و بشتغل عشان راحتكوا.

رحاب زعقت: و انت مش مرتاح معايا؟
ادم اتنهد و بصّلها بعتاب: لاء مش مرتاح يا رحاب
رحاب بتهكم: احسن الحريم مش بترتاح لبعضهم بردوا
ادم وشه قلب بغضب و مسك إيدها ضغط عليها بعنف: هو مينفعش لما نزعل نبقى محترمين و منغلطش في بعض ونراعي العشرة والقرف اللى بينا؟
رحاب بصتله بغضب و هو زق إيدها و خرج من الاوضه.
رحاب علّت صوتها بغضب: هتخرج؟
ادم بزهق فتح باب البلكونه زقّه: انتى يهمك اخرج و لا اروح ف ستين داهيه حتى؟

رحاب بتهكم: و الستين داهيه دول عند امك طبعا يا حبيب امك! صح؟
ادم كتم غضبه بالعافيه و هو مصدّر وشه للهوا ف البلكونه بيتنفس بمجهود غريب كإنه مش عارف.
رحاب راحت عليه: امك اللى جيت من سفرك بعد الغيبه دى عليها؟ و لا كإنك عند بيت و مراتك اللى مستنياك و
ادم لف وشه بسرعه لها و زقها لجوه و هبد باب البلكونه: و ايه؟ هاا؟ كملى. و بنت. بنتك يا هانم اللى سيباها و اللى هي اصلا عند امى.

رحاب بغضب: و انت عايز تقول روحتلها الاول عشان بنتك؟ ده عذرك اللى بتبررلى بيه عشان اعذرك؟ عيب عليك و الله تبقى راجل و تكذب. تعالى امسحلى الرياله تعالى
ادم بغضب اتخطاها و راح ع الباب: لا مش هبررلك حاجه و مش عايزك تعذريني. خدى عني فكرة وحشه و يالا غورى فِ داهيه و لا اقولك. انا اللى هغور
رحاب بسخريه: و بتعيب عليا انا انى بنسحب قدام اى مشكله؟ عرفت ليه بمشى. عشان امشى الاول بكرامتى قبل ما تعملها انت.

ادم لف وشه لها بصدمه: هي حرب؟ هو ده حبك ليا يا رحاب؟
رحاب بغضب: معلش ماهى المواجهه ف الحب زى مواجهة الحرب بالظبط. الاتنين محتاجين رجاله
ادم زعق: لمى لسانك يا رحاب عشان انا لحد دلوقت مقدر الموقف و مقدرك معاه. لكن صدقيني انك تقلبى الترابيزه عليا مش هينفعك. هقوم اعدلها و هلبسهالك ف وشك عادي.

رحاب شدته و زعقت: انا مغلطتش
ادم زعق بغضب: و اما تسمعى كلام امك و تروحى تبلغى لمجرد شوفتى حاجه معحبتكيش ده يبقى ايييه؟
رحاب بتهتهه: اولا الكلام ده مش كلام امى. ده. ده انا
ادم بسخريه: لا ماهو انا من كتر ما بسمع أمك على لسانك بقيت حافظها اكتر ما حافظك
رحاب اتلغبطت بسكوت و ادم بصّلها: مش خايفه من كتر ما بسمعها منك اشوفها فيكى؟
رحاب زعقت بربكه: امال كنت عايزنى اعمل ايه؟

ادم بغضب: اى حاجه. اى حاجه غير إنك تأذينى ف شغلى. انتى عارفه لولا الحكايه إتلمت كان هيحصل ايه؟
رحاب بتهكم: ااه ما طبعا لازم تتلم. هو في ظابط بيتحاسب؟
ادم بصّلها بصدمه: و مهمكيش انى كان ممكن اتأذى ف شغلى و انتى عارفه إنى ف عمليه؟ مفرقش معاكى؟ انتى عارفه لولا البلاغ وقع ف إيد زمايلى كان حصل ايه؟ عارفه شكلى كان ايه قدام صاحبى و هو بيقولى المدام مقدمه بلاغ قذر زى ده؟

رحاب لفّت وشها بعيد بعصبيه و ادم زعق بعنف خضها: مفكرتيش ف كل ده و انتى بتفكرى ف كلام امك؟ و لا انتى مبتفكريش ف كلام آمك اصلا؟ بتنفذى و بس؟
رحاب: كنت هجيبك ازاى؟
ادم زقها بنفاذ صبر: لاء انتى مبتفكريش اصلا
رحاب بسخريه: هي مقالتليش حاجه غريبه. هي ورتنى اللى من غباوتى عاميه عنه و مستنيه البيه اللى بيستنطعنى بإسم اللى بيعتبره شرفه و هو بيوسّخ.

ادم بغضب معجبهوش الجمله كلها من اولها لأخرها بمصطلحاتها ف كز على سنانه بتهديد: ‏قبل ما تسمعى عني اسمعى مني متبقيش زي كيس الذباله كل من هب و دب يعبيه
رحاب بصت بصدمه لأدم اللى اول مره يغلط فيها مهما غلطت او اندفعت: انا ذباله يا ادم؟
ادم لف وشه بعيد لحظه اخد فيها نَفسه كإنه قدامها نفسه ببتكتم و بيرجع بوشه لها ينطق بتراجع قاطعته بعنف: معلش بقا. كيس الذباله مبيلمش غير الوساخه و القرف ف قلبه.

ادم بصّلها بصدمه و هي إتخطته و فتحت الباب خرجت و رزعت الباب وراها.

هديه سافرت. وصلت لاخر الشارع و نزلت من عربيتها و ركنتها و اتمشّت لحد البيت، اول ما وصلت شاورت للحراسه على بوقها و شاورت بعينيها على جوه بإستفهام و واحد هز راسه اه ف دخلت بلهفه.
دخلت الجنينه بحذر و بمجرد ما قربت من المكتب اتحركت بهمس على طراطيف اصابعها لحد ما وصلت لقزاز الباب اللى ع الجنينه و بصت منه.

حمزه قاعد ع المكتب جوه و مرجّع ضهره براسه لورا و مغمض عينيه و صوت ام كلثوم شاقق سكون الصبح و هي بتقول: هو حناني عليك قسّاك حتى عليا؟

هديه اتسحّبت لجوه اما لقته مغمض و اول ما دخلت بعد ما كانت هتخضه وقفت هي بخضه اما شافت دموع غريبه على خده.
قربت مسحتها لدرجة محسش دخولها و اتعدل بلهفه: حنين!
هديه فهمت الغلاف بتاع حالته لكن محبتش تضغط عليه ع الاقل دلوقت و إبتسمت بمرح: مينفعش بنتها؟
حبيبة قلب ابوها: نطق بيها حمزه بصوت مهزوز بضعف اكتر من لهفه و هو بيحضنها...

هديه استغربت حضنه اللى طوّله اوى و بيشدد عليه و رفعت وشها له بقلق: بابا حبيبى. انت كويس؟
حمزه مسك وشها بحب: وحشتينى. ده الشهر اللى إتفقنا عليه يا هديه؟ إكده؟
هديه إتقبّلت تهرّبه و اتحركت بمرح قعدت على حرف المكتب و سحبت للكرسى قدامها: إكده؟ يارب حنوون تسمع الصعيدى اللى مش راضى ينام جواك ده عشان تعلقك
حمزه إبتسم ربع إبتسامه مكسوره و هي إتلفتت بعينيها لبرا بعيد: هي فين صحيح؟

حمزه بص بعينيه لفوق: ف اوضتها بترتاح شويه
هديه اتعدلت بخضه و هي بتتحرك لبرا: هي تعبانه و لا ايه؟
حمزه راح وراها: لالا حبيبتى. هي بس انتى عارفه اللى فيها
هديه طلعت اوضتها و فتحتها و بمجرد ما شافت حنين ف السرير قربت بلهفه: ماما حبيبتى
حنين متلفتتش حتى و هديه قربت باست راسها و لفت دراعها فوق راسها و حواليها و اتعدلت جنبها ع السرير: مالك يا ماما؟ انتى تعبانه و لا ايه؟

حمزه قعد قصادهم و عينيه اتعلقت بحنين بيحاول يشد نظرها: لا حبيبتى هي كويسه
هديه همستله رغم انها متحركتش من جنبها: هي نسيت بردوا كل حاجه؟
حنين همست بضعف: ياريت
حمزه لف جنبها تانى ناحيه و قرب منها: حبيبتى. اخيرا سمعت صوتك
هديه بصتله بقلق و بصتلها: ماما. ردى عليا فيكى ايه؟
حنين بلعت ريقها بحزن و غمضت عيونها من تانى اللى مجرد ما غمضوا طردوا دموع كتير من جواهم.
هديه مدت إيدها مسحت دموعها: حبيبتى حاسه بإيه؟

حنين نطقت بصوت مهزوز: حاسه باللى بيتحس اما الواحد يعيش فتره جميله و ف لحظه عينيه تفتّح و يكتشف انه كذبه. حلم و صحى خلاص. مهما غمض لا بيعرف ينام تانى و لا يشوف نفس الحلم تانى
هديه بصت لأبوها بزعل بعد ما ترجمت كلامها على انها ذاكرتها إتشوشت كالعاده و نسيت كل اللى قبل كده.
قربت منها بحنيه باست راسها: معلش حبيبتى. انا عارفه انه صعب.

حنين هزت ملامحها بأسى: مفيش اصعب من إن الواحد يشك ف كل الذكريات الجميله اللى عاشها لمجرد بشاعة النهايه اللى جاتله كسرت كل حاجه
هديه بصت لأبوها بإستفهام اما حست ان في حاجه مش مظبوطه و همست بقلق: نهايه؟
حمزه لف دراعه فوق راس حنين بسرعه و ضغط على كتفها: حبيبتى ماما تقصد نهاية الذاكره اللى وقفت عندها و تبتدى من بعدها من جديد
هديه مقتنعتش بس معلقتش. حنين قامت اتعدلت و اتحركت من السرير راحت الحمام و قفلت.

هديه بصت لحمزه بإستفهام: انا ليه حاسه ان في حاجه مش مظبوطه؟
حمزه ابتسم بتتويه لها و اتحمس ف الرد اما افتكر ثغره يلاهيها بيها: حبيبتى مفيش. انتى عارفه ماما كل ما تفتكر ادم تدخل ف الحاله دى
هديه بصتله اوى و الاسم خطفها للفتره اللى فاتت و لذكريات كتير و كلام كتير رن ف ودنها بصوته خلتها إبتسمت تلقائيا.
حمزه بصّلها بإستغراب و هي إنتبهت بإرتباك: ربنا يرجعه بالسلامه.

حمزه هز راسه و قبل ما يتكلم حنين خرجت ف وقف بسرعه يقرب منها بعدت لورا بسرعه بنفور.
هديه بصتلهم و حست ان مفيش غير الهزار فقربت جنبهم دخلت وسطهم و فردت دراعاتها و ضمتهم الاتنين عليها و هي وسطهم و بصت لأبوها و رفعت حاجبها: انا حسدتك صح؟
بصت لأمها و نزّلت حاجبها و رفعت التانى: لا شكلى حسدتك انتى.

حنين محبتش القرب ده ف نزلت دراعها بهدوء و انسحبت تتحرك هديه سحبتها بسرعه رجّعتها: ايه حنوون انا حسدتكم و لا ايه؟ هي عينى انا عارفه اللى بتعمل الحركات دى
حمزه رغم ان عينيه متعلقه بحنين بس ضحك بخفه و ضربها على قورتها: يعنى الواحده عينيها توقع الناس ف غرامها و انتى عينيكى توقعنا ف بعض؟ انتى حوله يا بت؟
هديه ضحكت بخفه و انسحبت من وسطهم و هي بتضحك فقربوا لبعض بتلقائيه او سندوا على بعض.

حنين بتشد نفسها منه حمزه ضمها اكتر بلهفه و همس: وحشتينى
هديه رجعت برخامه بسرعه دخلت وسطهم و لفت دراعاتها عليهم ببراءه مصطنعه: و انا عارفه يا روحى انى وحشتك عشان كده رجعت اول ما خلصت شغلى ع طول
حمزه ضحك بغيظ و لفّها جنبه الناحيه التانيه و خلى نفسه وسطهم و ضمهم اكتر: انا مليش ف الدنيا غيركم
حنين بصتله كتير بألم: و ادم!

ادم دخل شقته بتعب و حدف نفسه ع السرير. رقد و محسش نفسه غير و الشمس بتدخل من الشباك و مش عارف دى شمس يومها و لا تانى يوم!
اتعدل و فرك وشه و فرد جسمه ف الهوا بتعب و قام. مسك موبايله بص فيه بملل و خرج الشقه من برا إتلفت فيها بحماس بيتبخر شويه بشويه لحد ما هز راسه بإحباط و دخل الحمام اخد حمام و غيّر هدومه و خرج.
طلع على شقة أمه و دخل شافها قصاده ف المطبخ و إبتسمت اول ما شافته.

ابوه غمزله بملاغيه: اقول صباحيه مباركه؟
ادم إبتسم بغيظ اما فهم انه عايز يطمن انهم إتراضوا.
امه كشرت بقلق: طب اخليها صباح الفل
ادم ضم بوقه بسخريه: صباح الفل دى للناس الرايقه. انا تقوليلى كل ما اجيلك كفّاره
امه سابت اللى ف إيدها و راحت عليه: يا بنى حرام عليك ليه الفال ده بس؟
ادم اتنهد بتعب و اخد خياره من قدامها ع الترابيزه و دخل عند بنته باسها و اتحدف ع السرير جنبها بملل.

امه قعدت جنبه بهدوء: مش كده يا ادم
ادم بغضب: امال ازاى؟ دى مسمعتش حتى
امه: بالعقل
ادم رد بزهق: هي دى عندها عقل؟
امه حايلته: بالراحه طيب. ماهو لو مش بالعقل يبقى بالراحه. لكن كده مينفعش يابنى. انتوا مش اتنين حبيّبه فرحانين بالدبلتين و بتتخانقوا على خروجه. انتوا بينكم عيله ملهاش اى ذنب ف حاجه.

ادم اتنهد بتعب و هي مسكت إيده: انا لو هي مش هتفهمنى غلط انى بتدخل بينكم كنت طلعتلها حاولت اتكلم معاها. لكن هي مش هتفهم كده و هتقول انى بحشر
ادم قاطعها: لا تطلعى و لا تنزلى كبرى دماغك
امه سندته يقعد: طب انزل لها حاول تراضيها تانى. ماهو اكيد مش هتسمعك من اول مره. اطلعلها ربنا يهديك
ادم بصّلها بتريقه: قصدك اطلعلها
امه اتنهدت بزعل: هي راحت عند امها؟
ادم هز ملامحه بتهكم: كالعاده يعنى.

امه بهدوء: معلش ماراحتش بعيد يعنى. ماهى امها تحتها و انا فوقها. هتروح لمين بس؟ اكيد تعبت من خناقتكم و عايزه ترتاح
ادم وقف اتحرك لبرا الاوضه: قصدك تهدى. خليها بقا عند امها لحد ما تهدى او تخرب عليها هي و عقلها بقا
ابوه شاورله بهدوء يقعد جنبه: يابنى مفيش ست بتهدى اما تتساب تهدى، مفيش ست بتهدى اصلا اما تتساب
ادم: الا دى. ( بص لأمه ) بعدين انا اللى هصالحها كالعاده متقلقيش بس اما تعقل و تهدى.

امه قعدت قصاده و اتكلمت بهدوء: يا حبيبى هي غيرك. الراجل بيهدى لما يتساب لوحده شويه انما الست بتزيد لما تتساب اصلا. الست بتحتاج اللى يسمع و يحتوى و يحترم مشاعرها و يقدر حالتها النفسيه. لما دا مبيحصلش بتحس بخيبة أمل و العلاقه بتنقبض شويه بشويه بالوقت زى ما حصل بينكم كده. لما انت كده كده هتصالحها صالحها و هي زعلانة منك عشان تخليها تقدّر انك ماشترتش دماغك و سيبتها تولع. اوعي تصالحها بعد أيام. لما هي تغير حالتها بنفسها و تبقى كويسه فتروح تأدية واجب و خلاص. غلط. هتنفجر في وشك أكتر لأنك طنشتها و ف نظرها سيبتها تتفلق و جاى مختار الوقت اللي هي ارتاحت لوحدها فيه و ساعتها بقا هتعملك حوار من اول و جديد و هتفتح مزايده مين غلطان ومين لا!

ادم بصّلها بتهكم: ده على اساس انها دلوقت هتكون يا عينى مش قادره تعمل كده
امه بصتله بيأس و ادم انفعل بعصبيه: دى متطعمه نكد. تحسى انها كده. تحسى انها راضعه نكد. دى بتدهولى بالمعلقه. قال اصالحها قال دلوقت عشان متروقش بعدين و تنكد.

امه حاولت تهديّه: لاء بس زعل الست مننا زى الطبخه اللى بتعملها و تكلّفها و بعد ما تخلصها تسيبها عشان سخنه هتلسعك! حاول تفكر الاكله دى بقا لو سبتها يومين و جيت تاكلها أحسن ولا لو كلتها سخنه وقتها حتى لو هتلسعك شويه!
ادم دوّر وشه برفض و هي ابتسمتله بمشاكسه: و الله دى مشكلتك دايما مع رحاب انك مش فاهم النظرية دي وبتصالح بعد ما الاكله بتحمض ف مجرد ما تقرب بتوجع بطنك!

ادم بصلها برفض: يعنى بعد ده كله انا الغلطان؟
ابوه طبطب على كتفه: مش مهم مين غلطان. المهم مين مهانش عليه التانى. روح يابنى و بعدين هي معاها عذرها.

ادم اندفع بغضب: و انا اما هونت عليها عادى؟ اما هونت عليها تفضحنى قدام صحابى و تعمل حركة البلاغ الهبله دى يبقى ايه؟ و اما هونت تفضحنى قدامكم و يا عالم حكت ايه و انا شايفكم هارسين الحوار ده ايه! عادى؟
ابوه ابتسم بتوتر: يا بنى. هي مقالتش حاجه. هو بس
ادم قاطعه: دى هان عليها تعبى. شايفانى راجع مهلوك و كفران و طالع ميتين اهلى. مقدرتش حتى تستنى ارتاح و اكل لقه و اريح شويه.

امه بصت لأبوه بزعل و ادم وقف بغضب: دى كانت مجهزه شنطتها ياما! يعنى واخده قرارها
امه وقفت وراه: حبيبى
ادم مشى بملل: و لا متحفظاه. مبقتش فارقه
امه مسكت إيده: متظلمهاش يا ابنى. مهما عملت انت اللى تصلّح بلاش انت اللى تظلم. بلاش
ادم بصّلها قوى و الكلمه شرخت حاجز الكبرياء اللى كان جواه شرخ لحظى. او يمكن الذكرى المدفونه هي اللى لعبت الدور ده!

هديه ميلت باست إيد ستها بإحترام اكتر من حب و قعدت جنب أبوها بمرح.
الحاجه صافيه: حمد الله ع السلامه يا بنت الغالى
حمزه ضحك بخفه و هديه غمزتله: متنشكحش اوى كده يا غالى. كمان شويه هبقى بنت كلب عادى
حمزه ضربها بخفه على رقبتها من ورا: بطلى شقاوه
هديه فركت رقبتها بغيظ: حرام و الله انا حاسه ان الضرب على قفايا ده هو سبب قصرى.

حمزه إبتسملها بحب و ضمها عليه باس خدها و بيهزروا لحد ما سكتوا على صوت ستها: اكده يا هديه؟ كل دى غيبه؟
هديه انتبهت لها بحرج: معلش يا تيتا. شغلى بقا
الحاجه صافيه كشرت بضيق: لساكى هتصممى على الكلمه المايعه دى. عندنا ف الصعيد محدش حنقه طرى اكده
هديه بصت لأبوها و كتمت ضحكتها و هي بتشاورله بعينيها على حنين: هي الحرب هتقوم؟
حمزه ابتسم بالعافيه اما بص لحنين: العالميه التالته.

هديه همست بمرح: قصدك العاشره. هما بيبطلوا؟
ستها معجبهاش همسهم اللى مسمعتهوش و بصت لهديه بغموض: اتوحشتك
هديه ابتسمت: و انتى اكتر يا تيتا. بس اكيد حمبوذوو اكتر
بصت لحمزه اللى حدفلها بوسه و ستها ردت بمغزى: يلا حمد الله على رجعتك. مهتوحشهوش تانى
هديه كحت بخضه و هي بتبص لأبوها و ردت بنفس المغزى: بعد الشر عليه. طول ما هو حسه ف الدنيا لا هبطل اوحشه و لا هيبطل يوحشنى.

ستها فهمت انها تقصد مش هتبطل سفر ف ردت بحده: يعنى ايه يا بتى؟ مش قولنا بكفايه شغ
هديه قاطعتها بعصبيه مكتومه: و انا قولت انى عمرى ما هبطل شغل. طول مانا عايشه و فيا حس مش هسكّته حتى لو هروح لاخر الدنيا عشان اوصّله لكل الدنيا
الحاجه صافيه بصتلها بغضب: يعنى ايه يا بت ولدى؟ هتكسرى كلمتى و لا مليش كلمه اصلا عليكى؟

هديه بصت لأبوها اللى غمزلها برضا عن حوارها لكن ضغط على إيدها تهدى و بصت لستها و حاولت تهدى نوعا ما: انا صحفيه و شغلى منين ما يحدفنى هروح
ستها زعقت: و قبل ما تكونى صحفيه تبقى بنت و اهنه مفيش بنات تخرج و ترجع لحالها و تغيب بالايام و الاسابيع
هديه: انا مش قاعده لوحدى. انا ف المدينه الجامعيه اللى تبع جامعتى اللى بدرّس فيها و بعمل الدكتوراه بتاعتى فيها. يعنى مع زمايلى و
ستها وقفت بحده: ده مش شغلى.

هديه زعقت بإندفاع: بس ده شغلى انا
ستها زعقت بغضب: و احنا معندناش بنات ف البلد تشتغل، بعدين العريس اللى متقدملك ده مش قبل ما تسافرى قولتى هفكر فيه؟ كل ده هتفكرى؟ انتى فاكره نفسك بنت ال15 سنه و لا ايه؟ ده انتى معديه الخمسه و عشرين سنه و اللى قدك خلصوا خلفه
هديه بصتلها قوى برفض للكلام اللى مش اول مره تسمعه.

ستها زعقت: بزياده انا قصر عمره عليكى انتى و امك عاد. و لساكى هتقوليلى افكر! من ميتا و البنات عندينا ليهم رأى؟
هديه اخدت نَفس تهدى: ياستى انا قولت هفكر و فعلا بفكر و
ستها قاطعتها: البنات عندينا ف بلدنا اما بيبقالهم رأى بيفجروا
هديه هتتكلم حنين اللى كانت متابعه الحوار بإهتمام وقفت بحده قاطعتهم: و هديه دى تبقى بنتى انا مش بنت البلد
الحاجه صافيه بصتلها بغضب: ملكيش صالح انتى يا حنين ببنتا.

حنين وقفت بهدوء غريب: و انا قولت ان هديه بنتى انا
صافيه بصتلها بغضب و بصت لحمزه قوى اللى وقف بينهم بس ملحقش يوقف الحوار.
حنين اندفعت بغضب: و انا مش هسمح لحد يمحيها. يمحى مبادئها و شخصيتها و يهز كيانها. مش هسمح ابدا تبقى ضحيه جديده
صافيه بصتلها بغضب و هي بتقرب بهجوم ناحيتها مع الكلام: ضحيه! ضحيه كيف يعنى؟ و كيف مين؟
حنين عينيها راحت بتلقائيه على حمزه اللى بصّلها بندم و سكتت.

امه معجبهاش سكوته اللى حتى لو معتاد بالنسبالها قدام مواقف كتير شبه دى ف نظرته و نظرتها و مغزى كلامها مش مفهوم.
بصتلها بغضب: ما تقولى ضحيه زيك
حنين صوتها اتهز: انا عمرى ما هسمح انها تبقى زيى.

الحاجه صافيه اتصدمت لمجرد انها مش فاهمه كتير من حدوتتهم: ضحيه زيك؟ بعد كل اللى انتى فيه لساكى هتسمى حالك ضحيه؟ بعد كل اللى ولدى عملهولك و بيعملهولك لساكى انتى الضحيه؟ بعد ما حرم حاله من الخلفه يا ارض بور. و ساب من شغله و ماله و
حمزه قاطعها بغضب: اماااااه
هديه بصتلها بذهول و اتحركت تلقائياً جنب امها.

امه بصتله بعنف و كملت غصب عنه: بعد ما عاديتنى عشانها لساها هتقول عن حالها ضحيه. ضحية مين اس الحرام دى و لا نسيت انها جات بالحر
هديه ضمت امها قوى و هي واقفه جنبها بصدمه.
حمزه قاطعها بعنف: كفاااايه
امه: لاه. مش
حمزه شد إيد حنين و بص ع الباب: قسما بالله و حياة غلاوة الغايب لو زيدتى حرف واحد لا هسيب البيت و ما هتعرفى طريقى.

امه بصتله برفض و سكتت بغضب و حمزه صوته اتهز: كيف ما عملها ولدى. و هتدوقى وجعى اللى عارف كويس انك ما هتقدرى تتحملى مرراته و ده اللى مخلينى متحمل العلاقه اللى بينكم لحد دلووك
امه بصتله برفض: كل ده عشانها؟ هتهددنى للمره الالف عشانها؟

حمزه بجمود: لاه عشان لا هي ارض بور و لا اس حرام و انتى عارفه ده كويس و الكلام ده قولته بدل المره مليون و قولتلك ف المليون مره بطّلى كلامك ده اللى كان السبب ف يوم ف حرمانى من ولدى
امه اندفعت: لاه بقا، ولدك لو مشى مشى بسببهم، عشان انت اللى معرفتش تختار حُرمه واحده صح ف حياتك و
حمزه قاطعها و زعق: الحرام اللى بجد هو اللى بيحصل ده
امه بصتله برفض و بصت لحنين بغضب قبل ما تسيبهم و تطلع اوضتها.

حمزه لف وشه لحنين اللى بتهز راسها بذهول و بصتله بتوهه: للدرجادى كنتوا مستغفلينى و لا انا اللى كنت رخيصه فعلا!

ادم ركن عربيته قدام البيت و قعد شويه فيها بتعب قبل ما يطلع.
بيقفلها و بيرفع وشه يتحرك يدخل شاف رحاب ف البلكونه ف دخل بهدوء.
طلع لشقة أبوه و دخل اوضته من غير كلام.
امه سابت اللى ف إيديها اول ما حست بدخوله من قبل ما الباب يتفتح و بمجرد ما دخل اوضته دخلت وراه.
اول ما شافته راقد و مغمض عينيه و هو ساند راسه لورا و حاطط دراعه فوقها قعدت جنبه بقلق: ادم
ادم اتكلم بهدوء مرهق: انا كويس.

امه لفّت قعدت جنبه و فكت دراعه من فوق راسه و ضمته عليها: انت عامل ف نفسك كده ليه؟ لا دى اول مره و لا هتبقى اخر مره تزعلوا مع بعض
ادم كان عايز يقولها احساسه المرادى غير. كل مره بيحارب الظروف المرادى بيحارب نفسه. بيحارب من جواه. مقالش و لا حاجه و اكتفى بالسكوت.

امه رفعت وشه و اتكلمت بحنيه: انت عارف انك اغلى حاجه ف عمرى كله و لا لاء؟ انت اغلى من عمرى نفسه و انا ميهونش عليا ازعّلك و لا اقدر اصلا. انا بس كان قصدى متسيبش الزعل يعلى ما بينكم لحد ما يبقى زى السد بينكم ميخلكوش تشوفوا بعض
ادم اتعدل قعد بهدوء: حبيبتى مفيش حاجه. انا مقدرش ازعل لا منك و لا من كلامك انا بس راجع مرهق شويه.

امه اتعدلت و لفت من جنبه لقصاده ع السرير اجبرته يلم رجله و إبتسمت: طب كلمة مفيش حاجه دى عليك دلوقت و لا على اول ما جيت؟
ادم إبتسم غصب عنه و أبوه رد و هو داخل عليهم: شوف لو عملت ايه كده. مش هتسيبك الا ما تجيبلها اللى عندك من ما قبل التاريخ
ادم ضحك بصوت اما امه إلتفت لأبوه بغيظ: ما تقول إنك بتراقبنا.

أبوه خبط بخفه على راسها: ما تسيبيه اما يحس انه عايز يتكلم و هو لو عنده حاجه وقتها هيجبهالك من جدرها. من امتى و هو بيخبى عنك حاجه؟
فاطيمه بصت لأدم و بصتله بغيظ: الكلام ده مش ليا انا و مينفعش يتقالى. انا امه على فكره مش مراته.

ادم باس راسها بضعف ميتناسبش مع مرح شخصيته و لا مرح الموقف كله: و انتى احلى ام ف الدنيا على فكره. عمرى ما حسيت لحظه منك غير بأمومتك و حنيتك و انا لو بجيبلك اللى عندى ف عشان مبرتاحش الا ف حضنك.

ادم حضنها و سكت بعد جملته الطويله و هي بصت لأبوه بقلق رعش صوتها: ادم فيك ايه؟ انا حاسه بيك من وقت ما جيت ان فيك حاجه مش طبيعيه. انا سألتك و انا مش محتاجه اسأل عشان لا انت بتعرف تخبى و لا انا مبعرفش اقراك من غير ما تنطق
ادم وقف بتعب و إبتسم بالعافيه و هو قايم للحمام و قبل ما يدخل لف وشه لها: انا قابلت هديه!

امه بصتله قوى و بصت لأبوه اللى اتحرك قعد على حرف السرير و الاتنين مستنينه يكمل بس هو منطقش و سابهم و دخل الحمام كإنه محتاج يهرب من ملامحه اللى اتغيرت بالكامل حتى لو مش شايفها!
امه إستنته اما خرج و وقفت قربت منه: و ده سبب ضيقك من رحاب و لا سبب ضيقك كله؟
ادم مسح وشه بالفوطه و قعد و عينيه هربت بعيد.
أمه معجبهاش سكوته فقربت منه بحذر: ادم متنساش ان هديه دى تبقى ا.

ادم قاطعها بحماس غريب: لا ماهو انا اتأكدت انها مش
امه قاطعته: و انت واحد متجوز و عندك بيت و بنوته و زوجه. اوعى تسيب كل ده و تغرق ف دايره مقفوله ف الاخر هتطلع منها دايخ و مكفى على وشك
ادم بصّلها شويه و هي طبطبت على كف إيده بين إيديها: مشكلتك مع رحاب تتلم ف قاعدة صلح و كلمتين حلوين و هديه.

امه وقفت بالكلام لمجرد إبتسامته اللى لمعت ف عينيه قبل وشه و اتراجعت بمرح و هي بتكعمش وشها: لابلاش هديه. كفايه قاعدة صلح و كتّر الكلام الحلو احسن
ادم ضحك غصب عنه و هي طبطبت على كتفه و هي بتقف تخرج: متظلمهاش يا ادم. انا قولتلك قبل كده ظلم الولايا وحش و انت ادرى و سيد العارفين.

ادم بصّلها قوى بعينيه اللى دمعت اول ما كملت و هي خارجه: متبقاش انانى يا ادم و تفكر بس ف نفسك و مشاكلك و ظروفك و ماضيك و مستقبلك. انت عمرك ما كنت كده. خليها عليك عشان خاطر بنتك. هي اولى بيك و محتاجالك
خرجت و سابته و كلمه واحده بتتردد جواه بصداها ظلم الولايا وحش. متظلمهاش. متبقاش انانى.

فتح البلكونه مش عارف عشان حس انه بيختنق و لا بيهرب من صدى الصوت اللى دخل معاه اصوات كتير تحاوطه و صورة امينه بتروح و تجى قدامه كإنها بتحاوره و كإنه بيسمع الكلام بصوتها هى!
رفع وشه لفوق يتنفس بتعب و بينزل وشه شاف رحاب واقفه ف البلكونه.
بصلها قوى و للحظات اتوهّم انه شايف ام امينه او شايفها هي ف صورة امينه، اتنفض بفزع و، .!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة