قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني والعشرون

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني والعشرون

رواية العشق وقليل منه يكفي للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني والعشرون

جهد صغير مبذول خيرٌ مِن وعدٍ كبير مَقطوع، . وردةٌ في اليد أصدَق مِن بُستانٍ في الوعد!
ياستى وقت بس ماتدعكِ الفانوس وتقولى محتاجالك ياعيسي، عيسي هيكون تحت امرك
فيه ايه بقا
خلعت نورهان نظارتها الشمسية ووضعتها على المنضده امامها. ملحوظ بشكل كبير توترها وارتباكها
بدا ذلك واضحاً بحركه أصابعها وهزة ساقيها، ونظرة عيناها التي تحوى خلفها الكثير.

عيسي، انا طلبتك عشان موضوع كبير ومش هعرف اشيله لوحدى واول م انغرزت فيه
جيت انت فبالى
نظر عيسي إليها ب إهتمام وحاول تخفيف ارتباكها واردف
وانا قولتلك تحت امرك يا نور، خير
فيه مصيبة
ياساتر يارب، مصيبة مرة واحدة!
ياعيسي مبهزرش
يابنتى بحاول اخفف من عليكِ، اهدى، فيه ايه قولى
هما شعرت نورهان بالخزى والحسرة مما ستخبره به، ولكن على كل حال قَطع السيف العزَل ولايوجد امامها خيار آخر.
روان اختى
مالها زحاليق هانم.

بدأت ان تروى القصة بكاملها إليه، كام يستمع إليها ب إهتمام. كان وجهه عاديا في بداية الأمر ومن ثم بدأ في العبوس شيئا ف شيئا حتى زفر بحرارة وغضب وما ان اكملت نورهان ماتريد اخباره به ف اردف
انا آسف يعنى، وآسف مقصدش حاجه، ايه الاستفادة فالل عملته دا
زائد انك مش واخدة بالك من حاجه، روان توأمتك، ليه ميجيش فبالك لما نروح نشوف عاوز ايه الحيوان دا
ميفتكرش ان انتِ روان والدنيا تبوظ مننا.

اسندت نورهان رأسها الى كف يدها بفقدان امل واردفت ب حزن
معرفش ياعيسي، معرفش عاوزة اتصرف قبل الفضيحه م تحصل وساعتها مش هي بس الل هتنضر
كلنا.
فرك عيسي ب اصابعه في مقدمه رأسه يفكر وهو يقول
الحوار عاوز تفكير مش خبط لزق، عاوز دراسه عشان نعرف هنعمل ايه. احنا منعرفش يمكن عمل مليون نسخه لفيديوهات وصور الست هانم.
صمت الاثنان يفكران. ف نظرت نورهان إليه نظرة توسل واردفت
عيسي. ممكن طلب
اتفضلى طبعا.

الل قولته ليك دا خليه سر، انت عارف دا حوار حساس و
ممكن متكمليش كلام، انا عندى 4اخوات بنات، وروان زيهم
ربنا يستر عالجميع يانور. متقلقيش طبعاً
وغير ان ليا اخوات، مش طبيعى تلجأى ليا فمحنتك واندل معاكِ وابقا قليل
ابتسامه خفيفه بدأت تأخذ مكانها على وجه نورهان تدريجيا وقالت
يعنى انت مغيرتش رأيك فينا
فينا مين؟
ابتسمت نورهان واردفت.

انا وروان، وماما، والسر بتاعى والل عملته روان واستهتارها العادى و ماما الل انت شوفتها فالخطوبة
لأول مرة يلامس عيسى أطراف اصابع نورهان المتشابكتين ببعضهما البعض فكلتا يداها واردف ب حب.

نور، انا حبيتك وكنت شايف وعارف روان وفيديوهاتها وطققانها وبقول ربنا يهديها فيه ناس كدا الدنيا بتفضل ساحباها لحد م تفوق واعتقد الل هي فيه دلوقت دا هيفوقها، زائد ان مظلمهاش روان شخص طيب وعلى طبيعته وبيحب غيره ويتمناله الخير، وشوفت والدتك فخطوبة روان.

مش هكدب واقولك مستغربتش استغربت طبعا، بس هي معملتش غلط هي بس بتعمل الل ميلقش بسنها ولا ب انها مخلفه بنات زى العسل زيكم. ان شاء الله لما اتجوزك هقولها اقعدى واتهدى بقا ياولية وروحى حجى وامسكِ سبحه ف ايدك واقعدى جمب اذاعة القران الكريم استمعى مع قهوتك فالبلكونة وعيشى سنك
ضحكت نورهان بخفه ف اكمل عيسي
اما بالنسبة للسر بتاع حضرتك الل مدوخنى السبع دوخات، ف انا بالى طويل ونفسى اطول معاكِ يانور.

واى ان كان ايه هو متقبل ومتحمل، وبحبك وعمرى م هغير رأيي. إلا بقا لو هغير قلبي كُله يمكن ساعتها فعلا اقولك هغير رأيي واحب غيرك!
تنهدت نورهان بشئ من استعادة الإطمئنان ثانية إليها واردفت بهدوء
ربنا يخليك ياعيسى. ربنا يديم وجودك فحياتى
مش عايزك تقلقى، انتِ مش وحدك هنفكر وب أمر الله هنحلها. بس اضحكِ
النبي تبسم يانورالعين
امالت نورهان ب رأسها متعجبه ب بابتسامه رقيقه واردفت إليه
نورالعين!
طبعا نور العين.

طرق ب أصابعه على المنضدة بخفه واخذ يتغنى اغنية شهيرة بصوته بنبرة منخفضه وهو ينظر الى عينيها
حبيبي يانور العين ياساكن خيالى. عاشق بقالى سنين ولاغيرك فبالى
بتعمل اييه؟
قالتها هدير تتلفت يميناً ويساراً وهي تضاحك، كان صالح ممسكاً ب غطاء السيارة وقام بتغطيتها كلياً ومن ثم دلف الى السيارة واغلق الباب خلفه
انتِ مش عاوزة جو اكشن ومنبقاش ناس بتوع روتين
ضحكت هدير بصوت عال ِ وهي تنظر حولها متعجبه واردفت له.

عارف ياض ياصالح يابن المهبوشه انت، طلعت نفس دماغى
اصبرررى دنا اعجبك اوى اوى
كورت هدير قبضه يدها ودفعته بصدره واردفت ساخرة
متاخدش فنفسك مقلب بس
طب هوريكِ يا ام لسان طويل
دفعها صالح بقوة وانقض عليها ك انقضاض ضرغام على فريسته ولكن بإرادتها، دقائق معدودة واقتربت سيارة شرطه اشتبهت في امر سيارتهم المغطاه وبها حركه مُريبه من الداخل.

هبط ضابط الشرطة منها هو ومساعديه واقتربوا من السيارة فسمعوا اصواات صالح وهدير وهمساتهم وضحكاتهم معاً، فرفع غطاء السيارة لتلتقِ الاعين في موقف لا يحسدوا عليه!
الله! انزلولى كدا بقا ياحلوين، ياصلاة النبي عليكم
اتسعت عين صالح وقام ب ارتداء ملابسه سريعاً وهو يتلعثم في الحديث وهبط من السيارة مسرعاً
حضرتك والله احنا متجوزين
هز الضابط رأسه واردف بعدم تصديق
متجوزين اه، عالنت مش كدا يابابا. دا انتو ليلتكم زرقا.

طرق على نافذة السيارة بعنف واردف
انزلى ياسندريلا، خدوهم عالبوكس
استقلا الاثنين سيارة الشرطه لأول مرّة في حياتهم، موقف غريب ولكنهما سيخرجان منه حتماً فهما متزوجان
ولكن الفعل نفسه سئ جدا ويعتبر فعل فاضح بالطريق العام حتى وان كانا متزوجان فهو خطأ!
والله والله ياباشا احنا متجوزين
اخرس يالا متتكلمش خالص
ياباشا انا مهندس محترم وعهد الله وانت شوفت البطايق
فين القسايم لو متجوزين يابشمهندس. وبعدين المتجوزين دول.

يعملوا زى القطط فالشوارع، والله عيب
تصنعت هدير البكاء واقتربت من مكتب الشرطى وهي تمثل مشهد درامى مماثل في فيلم قديم ما
ياحضرة الظابط، ياحضرة الظابط انا وهو اتجوزنا على حب من 10سنين، رغم شغلته المحترمه الا ان كان معانا شقه ووقعت بسبب المقاول ابن الجزمة كانت مبانى مخالفه ووقعت والحمدلله مكناش فيها
مسحت دمعاتها الكاذبه ب احتراف واخذت تتشدق بشفتيها وتتهدج بصوتها.

يافندم حضرتك روحنا نقعد مع والدته بعد م قعدنى من الشغل. 10سنين ياباشا مفيش بيبي
نفسنا فعيل يشيل اسمه ويكون سندى لمّا اكبر
وامه قعدالنا عالواحدة يا حضرة الظابط، بتنيمه هو فالصاله. وانا فارشالى قدام الحمام فالطرقه
هقولك ايه ياباشا، غصب عننا عملنا كدا
عاوزين نخلف حته عيل. حرام. حرام.

قالت جملتها الاخيرة بعدما ركعت على ركبتيها تكمل باقى مشهدها الاحترافى، ففوجئت بتصفيق حاد من زوجها صالح واطلاق صفيرة بعدما جلس على ساق ونصف امامها ومن ثم قال
الله، هايل يافنانه هايل، بس عاوزينها من الزاوية دى احسن
تحركت هدير ناحية صالح وقد دعست بقدمها قدمه كى يصمت واكملت بكاؤها ونحيبها، ف رق قلب الضابط واردف
لو بس اشوف القسايم، هيبقا مفيش مشكلة ييجى حد يضمنكم وخلاص.

هنا نظرت هدير خلسه الى صالح واخرجت لسانها اى ان خطتها قد نجحت أخيراً، ف اردف صالح للضابط
حضرتك القسيمه فالبيت
لو تكلم والدتك تجيبها
غمزته هدير ثانية واردفت هى
لاء لو صحيناها تجيلها ذبحه تروح فيها، انا شايله القسيمه بتاعتى عند بنت خالتى هكلمهم يجيبوها وبالمرة تضمننا، تسمحلى بمكالمه حضرتك.

اومأ الضابط ب رأسه بالايجاب ف امسكت هدير بهاتفها وطلبت على الفور روان ف وجدت هاتفها مغلق، جزت هدير على أسنانها بغضب ف جربت نورهان ولم تستمع من الواضح انها نائمه، فقررت ان تتصل ب أميرة!
فزعت اميرة فور علمها بما حدث، ف جلبت لها قسيمه الزواج واتت لها على قسم الشرطه على الفور.
حضرتك مين؟
تلعثمت اميرة ونظرت ناحية هدير وصالح وقد التوت شفتيها واردفت
قريبة هدير
بنت خالتى!

تدخلت هدير بسرعة حتى يتم ضمانهم على يد اميرة ويتخلصا من هذا المأزق المزعج
طيب بطاقتك هنا لو سمحتِ، والقسيمه
نظر الضابط الى القسيمه وتاريخ الزواج ف رفع بصره إلى هدير واردف
عشر سنين ايه يا مدام، جوازكم معداش عليه شهرين!
ارتبكت هدير ومن ثم تصنعت البكاء مرة اخرى وقالت.

امه! امه يا حضرة الظابط منها لله، كل شوية مشاكل كل شوية خناقات وتمسكنى تدينى العلقه لما بتعالج من مفاصلى و رُكبي. وهو زهق مننا وكل شوية يرمى اليمين كل شوية
طلقنى 3مرات حضرتك وجرينا ع محلل لأن حضرتك برغم الظروف والضرب والإهانة والنومة قدام الحمام
احنا روحنا فبعض. زى حضرتك كدا ماتقول قطتين بلدى وسط باسكت زبالة فالشارع!

وبعد م اتطلقت من المحلل ردنى تانى حضرتك بقسيمه وقايمه جديدة تضمن حقى منه ومن امه ان شاء الله يعدمها!
كانا اميرة وصالح ناظران اليها فاغران فمهما غير مستوعبان قدرتها على تأليف الافلام وحبكتها في دقائق معدودة وخروجها من المواقف ك الشعرة من العجين!
نظر لها ضابط الشرطه ب تأفف واردف.

طب خلاص خلاص، امضى هنا يا مدام اميرة وخدوا بطايقكم واول واخر مرة، عاوزين تخلفوا فيه اوتيلات فيه شقق للايجار بسعر بسيط. مش كدا حتى شكلكم ناس محترمه
وانا لولا مش عاوزلكم مشاكل كنت حبستكم ودخلنا فقواضى ومحاكم.
تهللت اسارير هدير واردفت مسرعه
ربنا يخلى حضرتك، ربنا يكرمك بالخير ودبورة كمان وتبقا لوا
خرج ثلاثتهم ف اردفت اميرة بنبرة غاضبه لهما.

عيب اوى لما اعلم الادب لاتنين اكبر منى واحد مهندس محترم والتانية مضيفه طيران واقولهم ايه الصح والغلط، انتو كبار ومتجوزين. اعقلوا، الجنان مش حلو فكل حاجه
ابتسمت هدير وعقدت ذراعها ب صالح واردف صالح ب اهتمام
والله يا مدام اميرة انا بضرب نفسى بالكوتشى المستورد ان اتجوزت المهفوفه دى
ياسلااام يا واد، وهو مين صاحب فكرة العربية
مش انتِ بتحبى الجنان يام ربع ضارب.

انا بحب الجنان وانت وزير الخارجية فالعقل والرزانه، دا انت مهندس كفته!
تدخلت اميرة واردفت وهي تلوح بيداها
خلاص كفاية، وبعدين بقا خدوا خطوة كويسة ويبقا جوازكم زى الناس، بلاش شغل القطط دا
انتو مش عيال صغيرة، انا هروح جايه معايا ياهدير
نظرت هدير الى صالح واردفت الى اميرة.

بصراحه ياميرو مكدبش عليكِ المعركه كانت ف اولها وشكلها كانت هتبقى ضرب نار لولا هادمين اللذات دول، ف انا وصالوحتشى هنشمشم على فكرة جديدة ونكمل الفيلم
قالت كلماتها وغمزت إليه ف نظرت اميرة اليهما وافتعلت حركه بيدها أنهما بالتأكيد يعانيان من خلل عقلى، استقلت سيارتها ورحلت.
بينما وقف صالح امام هدير واردف
عاوزة تكملى الفيلم يا ام ليلة مش معدية
قامت هدير بتسبيل عيناها غراماً واردفت
صالوحتشششى.

نيلة عليكِ وعلى صالوحتشك وعلى جوازتك الهباب، قدامى
بقا انا امى السبب وبتدعى عليها اعدمها ان شالله اعدمك انتِ قريب، متجوز يوسف السباعى
كل دى افلام!
استبقته هدير تضاحك وهو خلفها يصب عليها اللعنات والسباب مما قالت بقسم الشرطه وروت وألفت القصص والحكايات، وبداخله جنونه بها وتعلقه زاد بل وصل حد العشق الخفى الذي تكّنه هي له، بل واكثر!
ترجل رجل ذو هيبة وخلفه زين الى مكتب نشوان، فنهضت نشوان واقفه ف اردف زين.

قسم التسويق الالكتروني حضرتك، الاستاذة زينه والاستاذ محمد والاستاذة نشوان
بصراحه كلهم بيعملوا مجهود جبار.
ابتسم الجميع ف أردف رئيس مجلس إدارة الشركه لهم
واضح جهودكم المبذولة الفترة الل فاتت وشوفت بعينى التطورات وبما ان انا الل مسكت رئاسه مجلس الادارة الجديد. وبشهادة استاذ زين شايف ان الشركه كلها شغاله على قدم وساق. ف شدوا حيلكم وعاوزين كل للتقدم والطاقه والحيوية.

ترجل رئيس مجلس الادارة راحلا، وتبعه زميل نشوان بالمكتب وزميلتها بينما توقف زين
عاوزين طاقه جبارة بقا، الراجل دا مبيهزرش
نظرت نشوان ناحية زين واردفت بنبرة حاسمه
ان شاء الله يامستر زين نكون عند حسن الظن
نشوان
نعم
ابتسم زين واردف مداعبا إياها
قولى نعم تانى كدا
ارتبكت نشوان واردفت وقلبها يدق بسرعه
مستر زين ارجوك
وهو انا قولت ايه، انا بقول قولى نعم تانى. انتِ مال اعصابك فستك كدا.

ابتسمت نشوان ونظرت الى الاسفل تعدل من هندام وشاحها وهو على نظرته لها فقال
قوليلى يا نشوان هو انا لما مبقولش حاجه بتتبرجلى وتتوترى وتقعى وتتخضى، طب هو انا لو قولتلك عاوز اتجوزك هتدخلى انعاش بقا ولا هنترحم عليكِ بعد الشر
عاوز ايه حضرتك. عاوز ايه. مين ايه
جلست الى مقعدها مرة واحدة متسعه حدقيتيها بذهول تلتقط انفاسها بصعوبة ف اقترب منها قليلاً يضحك بشدة واردف.

بس بس فيه ايه، نهارك ابيض والله، يابنتى فيه ايه اهدى اهدى خاااالص انا مقولتش حاجه اهدى
اخذت تلتقط انفاسها بصعوبة. تحاول ان تستوعب قليلاً واضعه يدها على صدرها وتنظر بعيدا عنه بينما هو يراقبها قائلا
ايه يانشوان! مش كل مرة اتكلم فيها معاكِ توقعيلى كدا، دا كلام مش قذائف نووية
اصل حضرتك يعنى، اصل
اهدى طيب اهدى.
وقف ينظر لها وعلى ابتسامته، سكبت نشوان الى نفسها بعض الماء وشربت حتى ارتوت
هديتِ، خلاص.

هزت رأسها بالايجاب فاردف زين
طيب انا عاوز اتجوزك
أسندت رأسها الى المكتب أمامها مرة واحدة ف اردف زين ضاحكاً
تانى هتتكهربي تانى، انا كدا هيركبنى العصبي على بال م اقول كلمتين. انا عندى كلام كتير ليكِ يابنتى الله يهديكِ. انا عارف ان رقتك وخجلك رقة ملايكه. بس مش كدا شدى حيلك معايا والنبي
رفعت نشوان رأسها له ووجها شحبت الوانه واردفت بصوت متهدج متفاجئ.

يعنى حضرتك مش قولت أنا مقولتش حاجه وهديت وحضرتك روحت قولت ف انا بقا ايه، انا ايه
لا بصراحه انا قولت، وخدى وقتك وصلى استخارة واعملى الل عاوزاه
ووقت م تقررى بلغينى بقرارك وف اى وقت منتظرك على احر من الجمر
صوبت نشوان نظرتها له غير مستوعبه واردفت
ابلغك بقرارى ف ايه، يالاهوى عليا
ب ان ينفع تتنازلى مثلا لأن انا بصراحه شايفك فقصر عالى وانا مش قد المقام ووالله مش ببالغ ولا بتريق.

ممكن تنزلى سلالم قصرك الشامخ ب اخلاقك وادبك ودينك وأصلك وتقوليلى قرارك
ب أنك موافقه تكملى الل جاى فحياتك معايا او لاء..
صمت لحظة ومن ثم أردف
او انا آسف، نكمل احنا التلاته حياتنا سوا دنيا وآخرة
امسك قلم امامها ودون ب ورقه
انا وانتِ وماريا!
يامستر زين الله يخليك، انا ست غلبانه وفحالى
ياست الستات انتِ بس قولى موافقه وانا مستعد اعالج الاعصاب التعبانه دى ولا نشوفلها حل.

دا انتِ حتى جامدة وعليكِ ردود محدش بيعرف يوقف قصادك فيها
ولا دا معايا انا بس ولا إيه
ابتلعت نشوان ريقها بصعوبة وامسكت رأسها واردفت لها
يعنى حضرتك عاوز تتجوزنى وكمان موافق ب ماريا. طب بناء على ايه؟
انت متعرفش عنى اى حاجة ولاتعرف اصلا انى قافلة باب الارتباط دا
اقترب من وجهها وهي جالسه واردف وعيناه تسيل غراماً لها
بناء على انى بحبك! والل بيحب بيبقا عاوز حبيبه على بعضه كدا باكدج.

تركها ورحل بعدما نظر لها ب ابتسامته الساحره وبروز غمازتين وجنتيه، تنفست هي بصعوبة
وارتمت رأسها مرة اخرى على المكتب تتمتم كالبلهاء
يالاهوى، يالاهوى عليا وع سنينى، انا عاوز اتجوزك يانشوان، بناء على انى بحبك يانشوان. بحبك يانشوان ومش حلم المرة دى هو قالها كدا انا عاوز اتجوزك يانشوان
وهو شايفنى كتير عليه! وبياخد اذن منى أفكر وارد
لا، لاء حرام مش كدا طيب، يعنى هو مش شايفنى ان انا مش حمل.

نشوان مالك، بتكلمى نفسك!
قالتها زميلتها وهي تدلف خلف مكتبها تجلس ف رفعت نشوان رأسها اليها بتعب وذهول واردفت
مش كان يبقا واحدة واحدة ي زينة
دا الل هو ايه ياقلب زينه!
اشارت نشوان ب أصابعها بطريقة غريبة غير مفهومه واردفت بصوت منخفض
لاء مش قادرة. طب بصوا بقا
فقدت الوعى للمرة الثانية ف صرخت زميلتها
يانشوان!

لم تكن اجملهن ولا اروعهن معاشرة. كانت تملك شيئاً واحدا يختلف عن معشر النساء، لها في الغواية باعٌ لاينقضى وإن قُضى نحبهُ. وإنه ل ضعيف ضعف طائر كسير الجناح امام هذه الانوثه المتأججه بنارها الجهنمى.
انهما روان وفارس.
كان ينظر الى خاتم الزواج الذي خلعته للتو له وهي تردف
فارس، سورى مش هعرف اكمل، اولا انت وقعتنى فمشكلة كبيرة أوى
ومش عارفه هخرج منها ازاى وانا ونورى متورطين بسببك فيها، وكمان حاجه.

انت دلوقت حصلك شلل مؤقت وهتسافرتتعالج برة
وانا مبعرفش اعمل ايه فالأمور دى، ف سورى يافارس بجد
كان نفسي نكمل زى م بدأنا، بس الجيم بقا وحش اوى فالنهايات
وكفاية انى مش هعملك مشاكل بالل عملتهولى من غير م تعرف
ابتسم فارس ابتسامه جانبية ساخرة من قولها واردف
وهو انا كنت بضربك على ايدك ياروان، انتِ الل كنتِ سامحه بكل حاجه وكنتِ موافقه ومبسوطه
انتِ الل سهلتِ نفسك عالاخر وانا اصلا ملاقتش منك اى مقاومه.

على عكس نورهان اختك! كنت بلمح بحجات وكانت بتصدنى وبتنفر منى ومع ذلك كنت بحاول مع اقفالها المسوجرة.
رفعت روان حاجبيها وصفقت بكلتا يديها ساخرة وقالت
وااااو، سووو نايس، انا كنت ساهله ونور صعبة موت
وانت خسرتنا احنا الاتنين يا دكتور يا محترم
وعلى فكرة انا مكنتش بحبك. انا بس حبيت الفكرة مش اكتر
نظرت الى نورهان شقيقتها واردفت
سورى يانورى، انا وافقت انا وهو نتخطب عشان اثبت حاجه واحدة.

ان مش كل حاجه انتِ وبس كويسة فيها زى م بابا كان بيقول، كان بيقول عليكِ عاقله وهادية ورومانسية وحنينه. وانا طايشه ودماغى بايظه ومش بتاعت مذاكرة ولا مستقبل
كنت عاوزة اثبت ان فيه حاجه من حجاتك انتِ فشلتِ فيها وانا نجحت
بس ربنا عاقبنى، عاقبنى بفضيحتى دى دلوقتِ
وعاقبنى ب اختيار انسان زى دا يكون سبب فكسر بينى وبين اختى وف عار ليا وسط الناس بس عشان ارضى غرورى وارضى حب نفسي
سورى تانى يا نورى.

قامت بعناق شقيقتها بشدة وذرفت دمعه على ثياب نورهان ومن ثم همت بمسحها وابتعدت مردفه
انا هستناكِ برة، متتأخريش
انصرفت روان خارج غرفة فارس بالمشفى، بينما وقفت نورهان امام سرير فارس وهو ممدد هكذا امامها
ف هم هو ببدء الحديث
عاوزك تسامحينى يا نور
رفرفت نورهان ب اهدابها عدة مرات وهي تنظر للاسفل ومن ثم رفعت بصرها متعجبة وهي تهتز بمكانها واردفت.

هو انا عندى سؤال بسيط، كلكم بتطلبوا انى اسامح ازاى على كسر قلبي ونفسى!
يعنى عندكم جرأة ازاى وجبروت عامل كدا!
تنهدت بهدو ونظرت له وهو لاحول له ولا قوة هكذا واكملت
عالعموم مش وقته، ايه هيفيد بسلخ الشاة بعد دبحها، م هي اندبحت خلاص
ربنا يقومك بالسلامه يافارس، واظن كدا صفحتك معانا اتقفلت
ويارب نعرف نطلع من المصيبة الل انت ورطت روان فيها والل برغم كل الل عملته هي فيا هقف معاها عشان هي نص روحى التانى!

صمت فارس واشاح ب نظره بعيداً يتهرب من نظراتها ف اردفت هي مودعة إياه
انا معرفش ليه اهلك بيعاملونا كدا وبالاخص انا، بس مش مهم ربنا مش هيرضى بالظلم والل انا متأكدة منه انك ظالمنى فحاجه خليتهم مش عاوزين بيصولى حتى!
نورهان انا كنت بحبك!
قالها بتعب بالغ. ف هزت نورهان رأسها يمينا ويسارا تعجبا واردفت
حبتنى! انت بتعرف تحب!
ليكِ حق تستغربي، انا اصلا بشوف ان الحب دا لعنه، وبخاف منه ومبقربلوش.

عشان هو نقطه الضعف الل بتذل، لكن انا فعلا حبيتك رغم كل احتياطات قلبي
صمت لبرهه وابتلع ريقه واكمل وهو ينظر لها
و إنتِ كان ليكِ الشرف أنك أتحبيتِ مني. انك تتحبي من واحد حاطط الف حِصن على قلبه!
اطالت النظر به وتركت امره لله وخرجت لشقيقتها التي كانت تنتظرها بالخارج، ف وجدت عائله فارس على نظرتهم لهما ب احتقار ومع قول والدة فارس
شرفتم الحبة دول وتعبتوا نفسكم.

بعدما ترجلا الفتاتان، عادت نورهان اليهم واردفت بقوة صوت
مش حابين نتعب نفسنا تانى مع ابنكم يا طنط، خلاص الحكايتين خلصوا
بس ابقوا ادعوا لابنكم يقوم من الل هو بخير عشان انا واختى مش مسامحينه. للأبد!
لو تَعلم كم أُحبك لندمتَ خجلًا من وقاحة أفعالك.
كرهينى فيكِ حاولى ب أى شكل، متسيبيش على حُبي ليكِ فيوم علامه
ساعدينى يمكن وانتِ ماشية عالاقل، يجيلى قلب اقولك ساعتها ب السلامة.

وطّى صوت المسجل دا يا واد يامهدى، واسمعنى
عاوزة ايه يامااا
اطفأت الام جهاز الكاسيت القديم واقتربت من ابنها متهلله اساريرها
ايه الاغانى الل انت مشغلها دى؟! نهايته. جايبالك يا واد حته عروسة
اخرج مهدى السيجارة من فمه ونظر الى والدته غير مكترث
عروسة! عروسة ايه ياما. هو انا قولتلك عاوز اتقندل
اومال هتخلل جمبي، الل فسنك عيالهم فثانوى، دا انت اكبر من اخوك الل يرحمه الل اتجوز وخلف قبلك.

اهتز قلبه لذكرها زواج شقيقه الراحل من معشوقته، اكملت والدته
بُص بقا، بنت الست ام محمود. البت ندى الكبيرة، ست بيت وشاطرة وادب واخلاق وعلى ادنا
وزى حالاتنا. ايه رأيك انا اتكلمت مع ابوك قالى ماشى واشوف رأيك
تركها مهدى وفتح خزانته، ف اخفى كيس بلاستيكى كان يظهر منه اوراق مالية كثيرة وتناول تى شيرت ل يرتديه واردف بعدم اعتناء
أما، فكك ياما مش هتجوز ولا ندى ولاعلا.

اومال يا واد كنت هتموت عالجواز زمان من نشوان ليه، ودلوقت بعد مابقيت اد العجل كدا مش عايز يكونلك بيت وكمان معترض. دا يارب هما الل يرضوا بينا بشربك ونصبك وبلاويك السودا
جلس ثانية بعد ذكرها نشوان ف تحول الى حمل صغير
نشوان! نشوان الل فصّلت عليا اخويا وهي عارفه انى بعشق خطاوى رجليها
وهو يابنى كانت هترضى بيك ازاى وانا بتاع برشام وخمرا وبودرة. يابنى هي زى بنتى وحالك ميرضيش حد.

اومال عاوزة تجوزينى دلوقت ليه؟ مانا حالى هو حالى
إلتوت شفتى كفعله السيدات كِبار السن واردفت
اهى ندى بنت ام محمود ابوها كان مسجون قبل كدا والحال من بعضه، والبت سِنها كبر عالجواز وفاتها القطر
ضحك مهدى بشدة ساخراً مما تقوله والدته واردف
ايه ياما الجوازة دى، فكك منى ياما لاهتجوز ندى الل فاتها القطر ولا رضا الل داسها القطر
نهض واحضر بنطالاً من خزانته وهو يردف بعد تنهيدة حنين عميقه.

الل اتعودت امسك فحضنها عشان مبكيش. مختارتنيش
يبقا بعدها مش عايز ولاشايف حد
تفتكر يا ولا لو كان انصلح حالك، مش كنا اقنعناها تتجوزك بعد اخوك وتحاجى عليها هي وبنتها واسمها معانا هنا.
يعنى هي مستنية ينصلح حالى ياما، نشوان بتكرهنى حتى لو شافتنى واقف على منبر بخطب!
بقيت بخاف المسها لا تتوسخ ياما. والنبي الله يرضى عنك سيبك منى خالص ياما.

الطيب الحنين الل كان بيمشى بالورقة والقلم بتاعكم مات، والفاقد البرشمجى الشمام على رأيها موجود
ومهدى مش مجدى ياما. وياريتنى كنت مجدى كنت عالاقل هعرف اخدها فحضنى تشيل بحضنها ليا كل الخوف الل جوايا من الدنيا. ومنها!

س يلزمنا عمراً إضافيّاً ل نسيان هذه السنوات التِي قضيناها ب زمن لاُيشبهنا، ب غابة دخلناها طيوراً و خرجنا منها حطابين، سيلزمنا الكَثير من الصلوات والدعاء ل نسيان كّل مَ مررنا بهِ. س يلزمنا الكثير من الوقت والعمر إذاً!
ايه الل بتقوله دا، انت عاوز تقول ان بابي مكانش واخد باله منك كفاية بعد موت اونكل خليل الله يرحمه
ترجل زين عدة خطوات يسيرها بغضب ناحية أميرة واردف.

انا مقولتش كدا، انا بحكيلك الل حصل وانتِ مش مصدقه ومكنتش اصلا عاوز أقول
كان هيفضل السر دا جوايا لحد م اموت
بيدها كانت اميرة تمسح على شعرها عدة مرات، حركه لا ارادية عفوية تفعلها ومن ثم استنشقت بعمق وزفرت وتحدثت
ومظهرتش المُشكلة دى يا زين الا لما اتجوزنا
محكتش ليكِ الا لما اتجوزنا يا اميرة، تفرق.

اومال قبل الجواز كان ايه، والل حصل. والل كان والمصيبة والفضيحه، العُقدة افتكرها عقلك الباطن لما أخيراً اتقفل علينا باب واحد!
طب ازاى استوعب دا ورغبتك فيا الل بتزيد يوم عن يوم. حضنك. نفسك. كلامك
نظرتك. كل دا وتقولى مش قادر وغصب عنك!
لمسة ايدك وانت نايم فسابع نومه جمبى لجسمى بتقيد فيا الشوق ليك اضعاف ومع ذلك نيجى للواقع ومش بتقدر، كشفنا عند دكتور واتنين بسبب هوسك انك مريض زى عمو خليل.

ويقولوا مفيش، انا سؤالى دلوقت كل المشاكل دى ظهرت واحنا سوا لسه
وكل الل فات وحُبنا. والارف الل اتحملته بسببك من بابي، كل دا كان ليه يا زين؟!
اقترب زين منها وضمّها إليه بحنو مردفاً بصوت خفيض بائس
استحملينى يا اميرة، ماليش غيرك
انا معاك يا زين، بس خايفه ييجى وقت يكون فوق احتمالى وساعتها مش عارفه قرارى هيكون ايه
ظَلّت ب أحضانه تستمع الى نبضات قلبه ب إسمها، وتمضى الايام بينهم ولاشئ ينتهى ولا حال يتبدل!

تذكرت اميرة كُل هذا واحساسها ب ذنب ناحيته، ناحية الزين كما كانت تناديه، هل كان يتداعى الامر ان تسمعه اكثر تحتويه ترى وجهه الآخر المظلم ف تنيره!
ام أن الحمل كان زائداً عليها، لاتستطيع استيعابه. منزلها الزجاجى التي ترى من خلاله العالم، رأت من خلاله حلوى ذات الوان مُبهجه وطعم سكرى لذيذ. ولا يوجد لديها اى خلفيه عن اشياء اخرى. وقتها هل هي ضحية؟ ام بقيود الماضى أُجرمت!

انا لو عطشان في صحرا انتِ عرقسوسى، لو جيبي مفهش نِكلة انتِ كل فلوسى
كانت تتراقص هدير مع زوجها صالح ب احدى النوادى الليلية، تستمتع بوقتها معه لآخر نفس.
اما عنه فبدأ يشعر انه يريدها معه طيلة الوقت وليس بعض الوقت وهذا الاحساس س يترتب عليه الكثير.
تعالى ياسهير يا ذكى. هتتعشى ايه
غمزت له هدير ب احدى عيناها واردفت
اتعشاااااك ياحلو
ياملاففانى اكتر من عقرب الثوانى. من الدوخه شايف الاحمر مقرب عالفيرانى.

صفقت هدير وتناولت السيجارة من فمه واخذت تتراقص في مكانها فقال صالح
الله يخربيتك مش عارف طلعتِ لأمى منين
من الحَلبسه ياروح امك والشوزة الل كسرتهالى فاكر ياض
ضحك صالح كثيراً واردف
اه الجزمة الل اشتريتيها من العتبه السبعه منها بعشرين جنيه
امتعض وجه هدير وهي تأكل المقرمشات امامها وقالت ب ازدراء
اه ياخويا فاكره، وان شاء الله لو مبطلتش تريقه هنسل الل لابساها دى ع دماغك.

ضحك صالح كثيرا وتراشقا بالمسليات والمقرمشات التي امامهم وهما يتضاحكا، ف اردف صالح
بت ياهدير مش ناوية تحكيلى انتِ معفنه وبخيلة ليه، ولا حكاية امك وابوكِ ولا ابوكِ فين اصلا
وفين اهلك يا لقيطه
ارتشفت هدير الكثير من المشروب امامها واردفت وهي تعبأ فمها مقرمشات
اعتبرنى لقيطه ومتنشغلش
لابجد
لما نتجوز زى الناس الطبيعيه ابقا اقولك يابن زبيدة
عرفتِ اسم امى منين يابت انطقى
ضحكت هدير ضحكتها البلهاء واردفت.

من القسيمه يامغفل، انا هقوم اكمل رقص لحد م ييجى العشا
هدير!
نظرت هدير ناحية الشخص الذي يناديها ف وقفت مشدوهه ف أردف لها الشخص متسعه حدقتيه
انا مصدقتش من بعيد شايفك اقول هدير ولا مش هدير. ازيك ي هدير
ردت هدير سلامه بلعثمه
تمام
مين دا ياهدير
قالها صالح ف اردف الرجل
معقول يا هدير م تعرفيه عليا، دا انتِ قضيتى فبيتى اكتر من الل قضيته فبيتكم!
اتسعت حدقة عين صالح ذهولا واردف
بيته!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة