قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل الثاني والعشرون

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل الثاني والعشرون

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل الثاني والعشرون

أنتهت في سرعة من أرتداءه ونظرت مرة أخرى في المرآه وقالت: - ينهار مش فايت. أنا مش ممكن اطلع كده أبدًا
فتح الباب فجأة وهو يقول بحنق: - بقالك ربع ساعة بتلبسى
أختطفت اسدال الصلاة واحتضنته على صدرها لتخفى جسدها، تضرج وجهها بحمرة الخجل في ثوان ولم تستطع أن تنظر إليه مباشرة وهي تقول بتلعثم:
انا لسه مخلصتش لو سمحت اطلع على ما اخلص
اقترب منها قائلاً: - لا شكلك خلصتى والله.

قالها وهو يجذب الإسدال من بين يديها فشقهت، نظر لها يتفحصها بإعجاب وقال بمزاح وهو ينظر لعلامات الخجل والخوف البادية عليها ثم قال بمزاح:
متخافيش انا هتجوزك مش هتخلى عنك أبدا
قالت بحنق دون أن تنظر إليه: - حرام عليك عامل فيا كل ده وواقف تهزر
تصنع الدهشة قائلا: - أنتِ هاتتبلى عليا ولا أيه، هو انا لسه عملت حاجة
وأخذ يدور حولها وهو يقول: - بس انا مكنتش اعرف انك حلوة أوي كده.

خفق قلبها بشدة عندما شعرت بيده توضع على كتفها وهو يقول: - تعالى
تصورت انه سيأخذها في اتجاه ولكنه خيب ظنها وأخذها خارج الغرفة حتى وصل للمائدة التي وضعت عليها طعام العشاء وقال بلهجة آمره:
اقعدى
جلست وهي تنظر له بدهشة وقالت: - جايبنى هنا ليه
جلس أمامها على طاولة الطعام وبدأ في تناول طعامه وهو يقول: - جايبك تاكلى معايا. أصلى نفسى بتتفتح وانتِ قاعدة قدامى وانا باكل.

تملكتها الدهشة وهي تقول: - يعنى رعبتنى كل الرعب ده علشان آجى اقعد معاك وانت بتاكل
قال مداعباً وهو يتناول طعامه: - وانا اللى فاكرك مؤدبة. اومال انتِ افتكرتى أيه
تحركت لتنهض في انفعال ولكنه أمسك يدها وهو يضحك وجذبها لتجلس مرة أخرى وهو يحاول السيطرة على ضحكاته
وهى تشيح بوجهها عنه في غضب، فوضع كفه على وجنتها وأدار وجهها نحوه وقال بابتسامة واسعة:
أسمعى بس. بلاش الانفعال الزايد ده.

جلست وهي تنظر له بعدم فهم فقال وقد استعاد جديته وهدوءه: - لو كنتِ عرفتينى كويس كنتِ هتعرفى انى مش ممكن اجبرك على حاجة زى كده. أنا عملت كده علشان اصفى الجو بينا. وكل اللى انا عملته ده كان هزار. لكن انا عمرى ما المسك غصب عنك أبدًا
زادت نظرات الحيرة في عينيها فقال برقة شارحاً: - صممت تلبسى كده علشان تاخدى عليا وتقعدى قدامى براحتك وتحسى انى جوزك. متبقيش خايفة مني ولا خايفة من دخولى عليكِ فجأة.

همست بحيرة: - بس كده؟
أومأ برأسه في مداعبة قائلاً: - أوعى تفهمينى صح
أرادات إيمان النهوض مرة أخرى ولكنها وجدت نفسها تقول: - طب اتفضل كل وخلصنى خلينى اقوم انا بردانه
أقترب بمقعده منها وقال بهمس: - طب ما انا ممكن ادفيكِ
أبتعدت وهي تقول محذرة: - عبد الرحمن
قال على الفور: - أيه يا إيمان في أيه. أنا قصدى اقوم اجيبلك الدفاية. انتِ كل شوية تفهمينى صح كده.

وضعت يدها على خدها وتصنعت أنها تحرك شعرها بيدها لتخفى ابتسامتها.

مضى اليومين ووقف يوسف أمام مرآته يرتدى حلته السوداء وهو شارد الذهن مشتت الأفكار، يشعر برهبة خفية من لقائها، كيف سينظر إلى عينيها، كيف سيواجهها عندما يخلو بها، ماذا سيقول، وكيف سيبدأ، هل يبدأ بالإعتذار، أم يقبل يديها ورأسها لتسامحه، نفسه لم تتركه ظلت تحدثه: لم تكن أنت المذنب الوحيد. هي التي دفعتك لذلك دفعا. ولم تكن أنت الوحيد. هناك وليد والشابان الذي استقلت سيارة سلمى بصحبتهما والمكان الذي ذهبوا إليه. هل نسيت كل هذا .

جلس على المقعد وهو ينظر لصورته بالمرآة وكأنه يحادثها قائلا بحيرة: - بس انا اتأكدت. أنا كنت أول واحد
حادثته نفسه مرة أخرى نعم كنت أنت الوحيد. ولكن كنت الوحيد الذي اندفع هكذا. أما البقية فكانوا حذرين. وهي استطاعت أن تفعل كل شىء دون أن تؤذى نفسها
وضع يديه فوق رأسه، شعر بأنه سيذهب عقله، خرج للشرفة ووقف ينظر للسماء وقد تجمعت الدموع في عينيه قائلاً:
ياااااارب، يارب بصرنى بالحقيقة. هتجنن.

أستعدت وفاء بفستانها المميز الرقيق بلونه الوردى بينما ارتدت مريم فستان العقد الذي ارتدته إيمان في يوم عقد قرانها، كان في غاية الروعة علي جسدها وبساطته واحتشامه وبساطة زينتها أعطتها مظهرًا ملائكيًا، تحركت بصحبة إيهاب وهي ممسكة بيده كالطفلة التي تتشبث بأبيها في الزحام مخافة الضياع، ألتفت لها إيهاب مداعبًا وقد شعر بأصابعها تقبض على يده بقوة وترتعش:
مالك مرعوبة كده ليه؟

هزت رأسها بشكل عشوائى، لم تجد كلمات ترد بها على دعابته، لأول مرة تستقل المصعد وتشعر أنه يأخذها للجحيم لا إلى الطابق السفلى، ارتجف قلبها بشدة عندما توقف المصعد معلنا انتهاء رحلته، تحرك إيهاب خطوتين للخارج وهي تتبعه ومازالت ممسكة بيده وبمجرد ان وقع بصرها على الشقة مكان الحادث تجمدت قدماها واصفر وجهها ومادت بها الأرض، أسندها إيهاب ولحقت به إيمان التي كانت تنتظرهما بالأسفل وهو يقول في قلق:.

مالك يا مريم؟
أشاحت بوجهها بعيدًا عن أكثر مكان تكرهه على ظهر هذا الكوكب وهي تقول في اضطراب شديد:
مفيش حاجة. بقالى كتير بس منزلتش في الأسانسير. دوخت شوية
تقدم حسين منهم وقال لإيهاب وهو يرسم ابتسامة مبهجة على شفتيه: - عن اذنك بقى العروسة دى تخصنى.

أخذ يدى مريم وأسندها إلى يديه وربت عليها بحنان، كان يعلم أنها المرة الأولى التي تتحرك فيها مريم وتهبط إلى الأسفل، كان يعلم بأنها لن تمر على مكان الحادث مرور الكرام، كانت الخطوات بطيئة وهي تتذكر كل صوت وكل حركة مرت بهما في هذا المكان الذي لم يعد يحمل إلا الألم.

أتجه بها حسين إلى حيث ينتظرها المأذون تحت مظلتهم ورأته لأول مرة منذ الحادث، في البداية لم تتعرف عليه لأول وهله، كان وجهه شاحب للغاية وكأن الأيام مرت عليه سنوات طويلة، تفرست ملامحه بغل واضح وكادت أن تتحرك من مكانها تجاهه دون وعى، ولكن حسين قبض على يديها بقوة، كانت يدها بارده كالثلج وترتجف من الأنفعال. همس في اذنها:
الناس كلها مركزة معاكى اقعدى هنا ومتبصيلوش.

جلست بجانبه وهو مازال ممسك بيدها وبدأ المأذون في إجراء مراسم الزواج، نهض يوسف ليمضى على الأوراق فخطف نظرة سريعة إليها حتى انتهى ووضع القلم مكانه، وأشار لها المأذون أن تأتى لتذيل الأوراق بتوقيعها ففعلت ثم وضعت القلم وعادت بجانب عمها، أنتهى المأذون قائلاً:
زواج مبارك إن شاء الله
أنطلقت الزغاريد معلنة ارتباط جديد في الأسرة ولكنه من نوع خاص جداً.

ربت عبد الرحمن وإيهاب على كتف يوسف وعانقاه واحدًا بعد الآخر ومهنئين له زواجه وكذلك فعلت فرحة ووالدته وعمه إبراهيم وهنأته إيمان ووفاء بابتسامة، ثم أقبلوا على مريم يعانقونها ويقبلونها وهي تجاملهم بابتسامة خاوية ضائعة. مرتعشة
أقترب وليد من يوسف ليعانقه ولكنه ابتعد عنه واكتفى بالمصافحة فقط، نظر له وليد بحنق ثم اقترب من عبد الرحمن قائلا:
هو اخوك بيعاملنى ناشف كده ليه هو انا دوستله على طرف.

ربت عبد الرحمن على كتفه قائلاً بمزاح: - معلش بقى عريس لازم نستحمله
كان عبد الرحمن يحادثه وعينيه لم تفارق إيمان وهي تجلس بين مريم ووفاء وتداعبهما بينما جلس عماد بجوار وفاء وشرع في وضع خاتم الخطوبة في أصبعها فهمست لها إيمان:
مينفعش يمسك أيدك دلوقتى ده لسه خطيب مش زوج
همست لها وفاء: - طب والعمل
قاطعهم صوت عماد: - هاتى أيدك يا وفاء علشان البسك شبكتك
نهضت إيمان وهي مبتسمة وقالت له: - ثانية واحدة يا عريس.

واتجهت إلى والدة عماد وقالت لها: - تعالى يا طنط لو سمحتى
أخذتها واجلستها بجوار وفاء وتناولت العلبة القطيفة التي تحوى خاتم الخطبة وأعطتها لوالدة عماد وهي تقول لها بمرح:
لو سمحتى يا طنط لبسيهالها حضرتك. معلش بقى معندناش بنات بتسيبه يمسكها يا فوزية.

ضحك الجميع ونظر لها محمد أخو عماد بإعجاب شديد يكسوه الحزن وهو لا يشعر بنظرات عبد الرحمن الذي كان يتابعه عن بعد، شرعت والدة عماد في وضع الخاتم في أصبع وفاء وانطلقت الزغاريد مرة أخرى.
تقدم عبد الرحمن من إيمان وجذبها بعيدًا ولكن برفق، وقف بجوارها قائلاً بعتاب: - ممكن تقعدى على جنب وتبطلى تتمشى قدام كل الناس كده
قالت إيمان بتلقائية: - أنا مش بتمشى انا كنت...

قاطعها بحنق: - ولا كنت ولا مكنتش. خالى الفرح ده يعدى على خير متخالنيش ارتكب جريمة
ثم نظر إلى محمد بطرف عينيه وقال لها: - أنتِ مش شايفة اللى عمال يبصلك ده
نظرت إيمان إلى حيث ينظر، حاولت أن تخفى ابتسامتها وهي تقول بلا مبالاة: - يبص ولا ميبصش وانا مالى
وقف أمامها ليحجب عنها الرؤية قائلا بغضب: - متخلنيش أطلعك فوق واقفل عليكى. أنتِ تفضلى في أيدى لحد ما يغور من هنا.

وضعت يدها في خصرها وقالت بلا مبالاة: - زى ما تحب
عاد بها مرة أخرى ولكنه لم يترك يدها، ظل ممسكا بها بتملك وأجلسها بجواره وهو ينظر ل محمد نظرات حادة جعلته يصرف بصره عنها طوال الحفل.
لم يترك حسين يد مريم أيضاً، ظل بجوارها يربت على يدها ويطمئنها، وكان يوسف يجلس بجوارها من الطرف الآخر ولكن بعيد عنها نسبيًا دون أى تلامس، لم تنظر له أبدًا ومازالت ترسم ابتسامة باردة على شفتيها كأنها صورة مجسمة بلا روح.

تفاجأت مريم بحضور سلمى التي اقتربت منها وقبلتها ببرود قائلة: - مبروك يا عروسة. زعلانه منك يا وحشة كده متعزمنيش
بادلتها مريم القبلة الباردة دون أجابة فاعتدلت سلمى ومدت يدها لتصافح يوسف قائلة:
مبروك يا عريس
نظر لها باحتقار دون أن يمد يده فأعادت يدها مع احتقان وجهها ونظر الناس إليها واتخذت مكانًا بجوار وليد الذي أشار لها أن تأتى بجانبه، همس لها:
متزعليش. بكرة هطلعه على جتته.

قالت ببرود: - أهو كلام. قلتلى كده المرة اللى فاتت ومعملتش حاجة
قال بخفوت: - ومين قالك انى معملتش. هي بس مظبطتش معايا بس اوعدك هتتعوض
وقفت فرحة بجوار إيهاب وقالت بطفولية: - انا متغاظة. عاوزه البس فستان فرح تانى ماليش دعوة عاوزه نتجوز تانى
قال إيهاب موافقًا: - من عنيا يا حبيبتى أوعدك هتجوز تانى واعزمك
ضربته على كتفه فوضع يده على كتفه متألمًا وهو يضحك: - آآآآآه، يا مفترية.

عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت: - قال يتجوز عليا قال ده انا كنت ادبحك
لف ذراعه حول كتفها وقال ضاحكا: - بحبك يا مجنونة
أنتهى الحفل وسمح إبراهيم لوفاء أن تجلس بعض الوقت مع خطيبها في الحديقة قريباً من مريم ويوسف، بينما كان حسين آخر من ينصرف ويترك مريم ولكنها أطبقت على ذراعه قائلة:
ماتمشيش يا عمى
أطرق يوسف برأسه وسمع والده يقول لمريم مطمئنا: - متخافيش.

ثم التفت إلى يوسف ناظرًا إليه بحدة وهو لا يزال يوجه حديث لمريم وقال: - انا واقف في البلكونة وعينيا عليكِ لحد ما تطلعى شقتك.

ثم انصرف وتركهما بعد أن سمحت له على مضض، لم تعد تحتملها قدماها فجلست قبل أن تسقط، شعرت بأطرافها متجمدة وألم في معدتها وهو يجلس أمامها و ينظر إلى الفراغ وطال الصمت، تملك جسدها قشعريرة فلفت ذراعيها حول جسدها وكأنها تحتضن قلبها وتطمئنه كعصفور طار طويلاً تحت زخات المطر ووقع على ذراعيها في أجهاد شديد يخفق في ألم ووحدة.

ظن يوسف أنها تشعر بالبرد فأخذ سترته التي وضعها من قبل على المائدة أمامه ومد يده به إليها قائلاً بصوت مرتبك:
خدى ألبسى ده. شكلك بردانة
نظرت لسترته ثم نظرت إليه باشمئزاز قائلة بتقرف: - أخاف المسه ينجسنى
كلمتها كانت ثقيلة على أذنيه، ولكنه لم يرد، وضع السترة بجواره متمتماً: - أستغفر الله العظيم
قالت على الفور وقد بدا وجهها يشتعل بغل: - بتعرف ربنا أوى يا ندل؟

أبتلع ريقه في صعوبة وشعر بجفاف حلقه، وضع رأسه بين يديه وهو يزفر بقوة. فقالت: - ياريت لما تنفخ تانى تودى وشك الناحية التانية علشان متلوثش الهوا اللى بتنفسه
شعر باستفزازها له فقال وهو يضغط على أسنانه: - الكلام ده مالوش لزوم
قالت بحقد: - إن شاء الله ربنا هينتقم لى منك يا حقير
أشار لها يحذرها قائلاً: - شوفى. أنا كنت ناوى أتأسفلك واستسمحك. بلاش تستفزينى علشان متضطرنيش أرد عليكى رد مش هيعجبك.

قالت باستهزاء: - كمان ليك عين تتكلم. أما بجح صحيح.

لم تكن تعلم مريم ما هذه الجرأة التي تملكتها وهي تتحدث معه، ولكن كل ما تعلمه أنها بمجرد ما خلت به شعرت بكمية حقد وغل لا مثيل لهما، بل وبحثت بنظرها على الطاولة لعلها تجد سكين أو ماشبه ولكنها لم تجد فقررت ذبحه بكلماتها، كانت مطمئنة بأن عمها يراقبهما من بعيد ووفاء وخطيبها بالقرب منهما فشجعها ذلك على الإسترسال في أهانته وأشباع حاجتها في تمزيقه وقتله بعباراتها.

أشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يحاول كتم غيظة والسيطرة على انفعالاته، فهو يلتمس لها العذر في كل ما تقول وتفعل، ما فعله ليس بهينًا، فما جدوى الإعتذار في مقابل الجريمة التي ارتكبها فقرر أن لا يرد عليها مهما قالت، صمته استفزها كثيرًا فهى لم تنتهى بعد من أخراج ما بداخلها من لعنات عليه، ولم يشفى صدرها مما يعتمل بداخله من حقد وغل تجاهه فقالت بسخرية:
لاء واخويا بيباركلك...

ثم نظرت له باحتقار وقالت: - فاكرك بنى آدم
ضرب المائدة بقبضته في غضب والتفت إليها قائلاً: - يابنت الناس بطلى تستفزينى. أنا ماسك أعصابى بالعافية
قالت بسخرية: - ده على أساس أنك عندك دم زى البنى آدمين.

قال بلهجة حادة: - أوعى تفتكرى ان انا علشان ساكت ومش عاوز اتكلم انك هتستضعفينى وتهزئى فيا براحتك لاء. أنا ساكت علشان خايف عليكي. أنا لو اتكلمت هاجرحك. أنا مش غلطان لوحدى يا هانم. ومتعمليش عليا طاهرة. أنا كنت بشوفك بعينى وانتِ واقفه مع راجل واتنين كل واحد فيهم بيبصلك كأنك كنتِ في حضنه من شوية. قدام باب الكلية وفي فرح اختك. كل ده كوم والسفالة اللى كنتِ بتعمليها مع وليد كوم تانى.

قالت بانفعال مكتوم: - أخرس يا ندل. كمان بتشوه سمعتى. مش كفاية اللى عملتوا فيا.

قبض على يدها بقوة قائلاً: - أنا لو كنت ندل كنت مشيت من البيت وسافرت أى مكان ومكنتش اتجوزتك. مكنش هايهمنى غضب ابويا عليا مانا ندل بقى. لكن انا ندمت على اللى عملته وتوبت لربنا وكان لازم استر عليكى علشان ربنا يقبل توبتى. الدور والباقى عليكى. شوفى نفسك قبل ما تتهمينى بالحقارة. على الأقل انا عملت كده وانا شارب مخدرات تغيب عقل بلد. لكن انتِ كنتِ بتعملى اللى بتعمليه مع وليد ومع غيره وانتِ عارفة بتعملى أيه كويس، لا وطلعتى شاطرة وحافظتى على نفسك لآخر لحظة رغم كل اللى كنتِ بتعمليه.

قالت بكره شديد: - منك لله يا. مصمم تشوه سمعتى ماكفاش اللى عملته فيا
نهض وهو يقول: - اقعدى مع نفسك وانتِ تعرفى ان سمعتك كانت متشوهة لوحدها، اه صحيح انا نسيت اقولك انى كنت ماشى وراكى بالعربية انتِ وصاحبتك السفلة وشفتكوا. شفت كنتوا رايحين فين ومع مين
وقبل أن ينصرف سمعها تقول بحقد: - ربنا ياخدك ويرحنى منك.

عاد مرة أخرى وقال لها بألم: - أهى دى أحلى دعوة سمعتها من ساعتها. أيوه كده ادعيهالى دايمًا وان شاء الله ربنا هيستجيب منك ويريحك مني ويرحنى انا كمان.

قبل قليل كانت إيمان تقف في الشرفة تنظر إلى نفس المشهد الذي تكرر من قبل، ولكن مع أختها التي ترتدى نفس الفستان وتجلس مع زوجها وكل منهما ينظر في اتجاه، تذكرت كيف كانت تجلس هكذا يوم عقدها على عبد الرحمن واسترجعت نفس المشاعر المؤلمة، كان عبد الرحمن قد بدل ملابسه ثم دخل إليها غرفتها فوجدها تقف شاردة أمام شرفتها تنظر إلى مريم ويوسف في وجوم، شعر فورًا بما يعتمل في نفسها وانها تذكرت يوم عقدهما، حاول أن يطفى جو من المرح على الموقف فاقترب منها وهو ينظر إلى منامتها القطنية الوردية قائلاً بمرح:.

بتعملى أيه عندك يا باربى.
أنتشلتها كلمته من أعماق ذكرياتها فالتفتت إليه ثم نظرت إلى رسوم باربى المطبوعة على ملابسها وقالت ببرود:
عاوز حاجة؟
أقترب منها أكثر ووضع كفه على وجنتها قائلاً برقة: - مش عاوز حاجة غيرك
دفعته بخفة في صدره وابتعدت عنه، دخلت الفراش وتدثرت وهي تقول: - لو سمحت اطفى النور وانت خارج.

جلس بجوارها على طرف الفراش وأزاح الغطاء قليلاً وهو يقول بعذوبة: - طب انا مش خارج. أيه رأيك نفضل في السرير ونجيب حد يطفلنا النور
أبتسمت وهي تضع الوسادة على رأسها واكتسب صوتها نبرة جدية وهي تقول: - من فضلك انا تعبانة وعاوزه انام روح نام في اوضتك
طبع قبلة صغيرة على رأسها وقال: - تصبحى على خير.

أطفأ المصباح وخرج لينام في الغرفة الأخرى، دخل فراشه ووضع يديه تحت رأسه وهو ينظر للأعلى شاردًا في حاله معقول اكون حبيتها بسرعة كده! هو انا لحقت. ده انا لسه من كام يوم كنت حاسس انها زى اختى!، لا. بس انا لما زعلتها وسابت البيت ومشيت مكنتش عارف ارتاح. ومرتحتش غير لما رجعت البيت. ومكنتش عارف ليه. معقول كنت بحبها وانا معرفش؟!، أعتدل جالسًا في فراشه وقال وكأنه يحدث شخص آخر:.

الله. طب لما هو كده ليه واحنا مسافرين مكنتش حاسس بحاجة ناحيتها ومكنتش عاوز حتى المسها، يمكن علشان كنت حاسس أن بابا هو اللى كان عاوزنى اتجوزها؟!
نهض من فراشه وسار قليلاً يتكلم مع نفسه ويتذكر يوم زفافه وكيف تركها ونام، وقعت عينيه على صورته في المرآة فوقف أمامها قائلاً:
ماهو حاجة من الاتنين. أنت يا أما عبيط يا أما اهبل. والاحتمال الأكبر انك الاتنين مع بعض.

أوقف وليد سيارته أمام منزل سلمى وقال بضجر: - أدينى وصلتك اهو زى ماكنتى عاوزه. يالا اتفضلى
أستدارت بجسدها كله إليه قائلة: - دلوقتى بقيت توصلنى غصب عنك الله يرحم...
ثم تابعت بغيظ: - مش كفاية الكسفة اللى اكسفتها في الفرح وهي بتسلم عليا ببرود والناس شايفانا
ياستى قلتلك اصبرى هخدلك حقك.

قالت بعصبية: - كله بسببك. قعدت توعدنى انك هتاخدلى حقى من القلم اللى يوسف ضربهولى قدامك. وانا صدقتك لما قلتلى هتفضحه في كل حتة ونفذتلك اللى انت عاوزه. وادى النتيجة مفيش حاجة حصلت. لا وفي الآخر اتجوزها كمان
قال بشرود: - ومين قالك ان مفيش حاجة حصلت. أنا بس لسه مش متأكد
قالت بسخرية: - ما انت قلتلى قبل كده الكلام ده واهو راح اتجوزها.

قال بنفاذ صبر: - يا غبية افهمى. الجواز السريع ده حصل نتيجة لحاجة من الاتنين. يا أما بعد ما شافها طالعة معاكى انتِ وولاد خالتك وقرر يواجهها وفعلاً واجهها وهي قدرت تضحك عليه، ودى حاجة بستبعدها لأنه كان شارب مخدرات تخليه تلاجة ماشية على رجلين. يا أما حصل عكس اللى كنت مخططله واضطر يستر عليها.

عقدت سلمى حاجبيها وقالت بعدم فهم: - عكس اللى كنت مخططله ازاى. أنت مش كان هدفك انه يحاول معاها وهو شارب وهي تروح تفضحه عند ابوك وتبقى كده ردتله اللى عمله معاك لما هددك انه يفضحك. وفي نفس الوقت ابوك ميصدقوش بعد كده لو قال عليك حاجة؟!
بالظبط. بس واضح ان اللى حصل اكبر من كده. واضح ان الحكاية تعدت المحاولة بمراحل. وإلا مكانش شكلهم بقى زى ما شفتى كده كأنهم بيتجوزوا غصب عنهم. ومش طايقين بعض.

أستدار فجأة إليها قائلاً بضيق: - يالا انزلى بقى وجعتيلى دماغى. عاوز اروح امخمخ كده مع نفسى. الحكاية دى لازم اتأكد منها بأى شكل بس مش عارف ازاى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة