قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل الحادي والعشرون

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل الحادي والعشرون

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل الحادي والعشرون

منذ أن قامت برفع دعوة الخلع وقد ازدادت حالتها سوءًا، لم تكن يومًا تتخيل أن زواجها السعيد الذي كانت تُحسد عليه من رفيقاتها سيتحول لهذه النقطة.

ظلت حبيسة غرفتها ترفض الإختلاط أو التحدث، لولا أطفالها لكانت تمنت الموت بدلًا من معايشة هذه الأحداث الأليمة، وما يحزنها أكثر شعورها إنها تهاونت في حق نفسها وكرامتها، وفي كل فرصة تُحمل نفسها عبء أثقل وتلوم نفسها لأنها تسببت في ذلك، متجاهلة خيانته وعدم كفاية الأسباب لفعلته النكراء.

فتحت زينب الباب بحرص حتى لا تزعجها، فوجدتها تجلس على الفراش لا تتحرك من مكانها، زفرت زينب وهي تدخل إليها وجلست بجوارها: - مش هتطلعي تقعدي معايا برا بدل ماانتي حابسة نفسك كده ياحببتي؟
- مش عايزة
قالتها بنبرة لا روح فيها ولا حياة، ف ربتت زينب على فخذها و: - اللي حصل ده مقدر ومكتوب يابنتي، وأكيد ربنا شايلك حاجه كبيرة أوي عنده، محدش عارف بكرة في إيه.

أومأت چيهان بالسلب و: - أنا مش زعلانة عليه، أنا زعلانة على نفسي ياماما، أرجوكي مش قادرة أتكلم في الموضوع ولا أفسر نفسي لحد، أنا محتاجة أكون لوحدي بس.

حاولت أن تسلبها من هذه الحالة، ف فكرت ب إخبارها بأمر خِطبة شقيقها لعلها تخرج من حالتها تلك: - طب عايزة أقولك حاجه، ظافر خلاص هيخطب
لم تندهش كثيرًا، فكانت تتوقع خبر گهذا بعدما شعرت بمحاولات رستم العديدة ليتم هذا الأمر: - ربنا يسعده يارب ويعوضه خير
- طب مش هتيجي معانا؟
فرفضت رفضًا قاطعًا و: - هيبقى دمي تقيل أوي، بلاش أنا، إن شاء الله تتعوض في الفرح.

دخل عمر إليهن وهو يمسك ب كتابه و: - ماما، مش عارف أذاكر لوحدي
- تعالى ياحبيبي
وأزاحت الغطاء عنها ليجلس جوارها و: - تعالى قولي مش عارف إيه؟
نهضت زينب عن جلستها وخرجت وهي تغمغم ب: - ربنا يهون على قلبك ويرزقك فرحة من عنده تعوضك يابنتي.

كانت رفيقتها المقربة تغريد تجلس معها منذ الصباح، وها نحن على مشارف آذان المغرب وما زالت تجلس لتبادل الحديث معها، غير مصدقة إنها ستراه الليلة في منزلهم، حقًا.
سيأتي لطلب الزواج منها، الحلم الذي عاشت أيام وليالي طويلة تتمناه وتدعو الله به، ولكن ثمة قلق بداخلها وكأنها تشعر أن الأمر لن يكون بهذه السهولة، قد يكون يفعل ذلك لكسب بعض الوقت فقط.

حاولت تغريد أن تصرف هذه الأفكار عن عقلها و: - الساعة بقت 5 المغرب وهما جايين 7 ياأثير! هتلبسي أمتى؟
فركت كفيها بتوتر وهي تتحرك بعشوائية في محيط الغرفة و: - أنا خايفة ياتغريد، حاسه إن في حاجه ورا الموضوع، حتى مفيش وقت أسأل مستر رستم، كلمني الصبح قالي متجيش النهاردة وإحنا هنزوركم فجأة كده! يعني ليا حق أشك!

أخرجت تغريد ثلاثة أثواب من الحقيبة البلاستيكية و: - هفكر معاكي في كل ده بس مش دلوقتي، خلينا نختار الفستان اللي هتلبسيه، أنا جبتلك 3 فساتين من عندي عشان تختاري براحتك لما قولتي مفيش حاجه عندك مناسبة.

ابتسمت أثير ب امتنان و: - مش عارفه أشكرك إزاي ياتغريد
- أخس عليكي إحنا اخوات
ونظرت للفساتين عقب أن وضعتهم على الفراش، الأحمر الناري والزهري والذهبي، ثم أردفت: - أنا مش بخرج الفساتين دي لأي حد ياريري، ها إيه رأيك.

أول ما اختطف بصرها هو ذلك الفستان الأحمر الناري الذي بدأ باهظ الثمن للغاية، أمسكت به وتحسست خامته المخملية الناعمة، تفحصت تفاصيله جيدًا ف اكتشفت فتحة طويلة ستظهر ساقها إلى ما فوق الركبة، بجانب إنه مكشوف ذراع واحد منه، حدقت فيه و: - ده هيبين رجلي كلها!
ف غمزت لها تغريد و: - وماله! لازم يشوفك مختلفة ياريري
- وهو عشان يشوفني مختلفة لازم أكون عريانة؟

- النهاردة بس وبعد كده البسي اللي يريحك ان شاالله تتنقبي حتى
- لأ مستحيل، مش هلبسه.

كانت سمية تهتم بكل تفصيلة مهما كانت بسيطة، استعارت بعض المزهريات من جارتها لتزيين الصالة وأخرجت المفارش الجديدة التي حاكتها بنفسها من أجل المقاعد والأرائك، كما استعانت ب الطقم الخزفي الذي تخبئه من أجل تقديم الشاي والحلوى والمشروبات الباردة، قامت بصنع الكيك بالبرتقال والكيك بالشيكولاتة بجانب حلوى شرقية صنعتها كلها بنفسها، اليوم عيد بالنسبة لها، ف هي تعلم رأس ابنتها العنيدة التي لا ترضى بأيهم، إن وافقت إذًا ف الأمر جاد.

ناولتها تيّا المنشفة القديمة و: - أجيبلك المياه عشان نسقي الورد ياماما
- لأ ياتوتي، الورد ده صناعي مش بيعيش على المياه، روحي انتي البسي الطقم الجديد اللي انا اشتريته ليكي امبارح عشان الضيوف قربوا يوصلوا.

تحمست الصغيرة للغاية وركضت بسعادة لترتدي ثوبها الجديد، بينما وقفت سمية تنظر للمكان بنظرة شاملة و: - يارب تممها على خير يارب وفرح قلبي بيها
كانت الساعة تدق السابعة ودقيقة تحديدًا عندما طرق رستم باب المنزل ومن خلفه تقف زينب و تمارا وفي الأخير ظافر، نفخ ظافر ب انزعاج بينما التفتت له شقيقته وسألته: - ليه ملبستش البدلة بتاعتك ياظاظا!
ف لكزها لتنظر أمامها و: - هو فرح؟ بصي قدامك.

- طب مش هتقولي جايب إيه هدية للعروسة ومرضيتش تجيبه معاك ليه؟
ف ابتسم بفتور و: - هتبقي تشوفي بعدين
- يارب استر.

انفتح الباب وبدأت سمية تستقبلهم بحفاوة شديدة، حتى إنها تعانقت هي و زينب وتصافحا كأنهن يعرفن بعضهن منذ زمن، دخلت تمارا وشملت المكان بنظرة خاطفة، أحست ببساطة العيش التي تُدفئ روحك، وثمة راحة لم تستشعرها حتى في رغد منزل هايدي الذي يتسم بالرفاهية والأثاث الباهظ والأنتيكات النفيسة، هنا مكان مختلف تمامًا، وكان هذا الشعور لدى العائلة كلها.

جلس الجميع ونظرت سمية بتفحص لذاك الوسيم الذي ستظفر به ابنتها بعد طول صبر، ف ابتسمت بسعادة وأردفت: - ياأهلًا وسهلًا نورتونا
فأجابت زينب: - بنورك ياست...
فبادرت سمية: - سمية، أسمي سمية
- عاشت الأسامي ياست سمية
استطاعت تمارا أن تمييز رائحة الكيك بالبرتقال الذي تعشقه، ف انسجمت مع الرائحة وهي تهمس ب: - كيك البرتقال! تقريبًا طنط هتبهرنا النهاردة
ف رمقها ظافر من زاوية عينيه و: - ششش، أسكتي شوية.

كان رستم يتحدث إلى سمية و: - الحمد لله إنك بقيتي بخير
- ربنا يخليك
ثم أشار رستم ل ولده ب افتخار: - ظافر إبني الوحيد، رائد جوية
كانت نظرات الإعجاب تتجلى من عيناها وهو تنظر لنصيب ابنتها و: - ما شاء الله ربنا يحفظه هو وكل ولادنا، أنا كمان معنديش غير أثير وتيّا، بس تيّا راحت عليها نومه وهي مستنياكوا مرضيتش أصحيها
- لأ مش لازم، نشوفها بعدين إن شاء الله، ربنا يبارك فيهم
فأجابت زينب: - يارب.

خرجت عليهم أثير وهي تحمل الشاي المُخمر، بينما كانت تغريد من خلفها تحمل الكيك والحلوى، رأتها سمية ف لفتت أنظار الجميع إليها و: - تعالي ياأثير، حطي هنا على الترابيزة ياحبيبتي.

تلقائيًا كانت نظراته تتجه نحوها وهي تقترب بخطاها، ذُهل، وكأنه السحر الذي جعل عيناه تتعلق بها، أولى خطوات انجذاب الطرف الثاني إليكِ المظهر، ثم من بعده تختلف أولويات المرء، ولكن الأهم هو مظهرك العام، وهذا ما اهتمت به تغريد، أن يُسلب منه انتباهه وتتعلق حواسه بالنظر الطويل إليها، كان الثوب الأحمر الذي أظهر بياض بشرتها گالنيران التي تنقذف على عيناه ف تُزيد سخونتها، بجانب الغريزة الرجولية التي غالبًا ما تنجذب للقوام الأنثوى المنحوت..

كانت گالكاملة، لا يوجد عيب واحد فيها، شعرها المصفوف للخلف ومساحيق التجميل التي أبرزت ملامحها المختفية وراء ثياب العمل الرسمية والإرهاق الدائم، كل ذلك اختفى بمهارة من تغريد في تجهيزها.
وأخيرًا أفيق ظافر من غفوته وهو ينظر إليها وأخفض بصره عنها، كانت زينب ترحب بها ب إعجاب شديد هي الأخرى و: - بسم الله تبارك الخالق، إيه القمر ده!
خجلت أثير وتوردت وجنتيها أكثر و: - ربنا يخليكي ياطنط تسلمي.

عانقتها تمارا و: - عسل بيتكلم، أول مرة أشوف عسل بيتكلم
ثم همست بجوار أذنها: - خليكي كده على طول
صافحها ظافر بدون أن ينظر إليها و: - أهلًا
- أهلًا
كادت تبتعد لولا أن رستم تدخل و: - أقعدي جمب العريس بقى ياأثير
أفسحت تمارا المجال لها لتجلس مكانها وتكون أقرب منه و: - تعالي هنا ياأثير
بينما غمغم ظافر وهو يرمق شقيقته بتوعد: - ماشي، كله بحسابه.

جلست أثير ب استحياء جواره محاولة أن تواري ساقها المكشوف قليلًا، بينما تحدث رستم على الفور قبيل أن يحدث بينهما أي احتكاك قد يؤثر على مسار اليوم: - طبعًا سبب زيارتنا معروف، إحنا جايين نطلب إيد بنتك أثير ل ظافر إبني ياست سمية، وطبعًا مش محتاجين نطول في فترة الخطوبة، يعني بعد موافقتكم هنبدأ نجهز نفسنا عشان نجوز الولاد و...

تفاجئت سمية بهذا الحديث، حيث ظنت إن الأمر سيمر بأريحية وبدون عجلة، ولكن هذا الحديث جعلها تستوقفه و: - وليه الإستعجال ده، أنا رأيي نسيبهم براحتهم يحددوا موضوع الجواز ده
ف أيّد ظافر رأيها على الفور و: - وانا كمان شايف كده.

ابتسمت أثير وكأنها تثبت لنفسها أن شكوكها في محلها، بينما أراد رستم ألا يفضح الأمر أمام والدتها و: - اللي يريحهم طبعًا، أنا كان قصدي إن أجازات ظافر مش كتير وبتخلص بسرعة، عشان كده استعجلت.

ثم نظر ل أثير و: - خلاص، نقرأ الفاتحة ويلبسوا الدبل النهاردة، وبعدين هما يتصرفوا مع بعض
اتسعت عينا ظافر وهو يشيح بنظراته عنهم، بينما تدخلت تمارا و: - أيوة ده حل كويس، أنا عارفه زؤك ياأثير عشان كده اختارت الدبل بنفسي، يارب ميكونش ده ضايقك.

ف ابتسمت الأخيرة ب حبور و: - لأ عادي
فتسائلت زينب: - إيه رأيك ياست سمية؟ طبعًا انتي اتفاجئتي بس زي ما رستم قال بالظبط شغل ظافر مش مضمون عشان كده مستعجلين.

ف لم تعترض سمية على ذلك و: - اللي تشوفوه، أثير برضو هتبقى بنتكم
أخرجت سمية علبة مخملية كبيرة من حقيبتها و: - وكمان هدية أثير معانا
وناولت ظافر العلبة وهي تبتسم بسعادة، قابل ظافر هذه الإبتسامة بنظرات مذهولة، لقد تورط تمامًا في الأمر بينما كان يظن إنه أتى كي يفتتح الموضوع مع أهلها فقط، وها هو يرتبط بها رسميًا.

عاد ظافر يجلس جوارها وفتح العلبة، . ف إذ بطاقم ذهبي رقيق للغاية مكون من قلادة وسوار مع خاتم وقرطين، بجانب خاتمي الخِطبة لهما.
قطع رستم ذهول إبنه وهو يحدق فيه قائلًا: - يلا ياعريس، لبس عروستك شبكتها
وقفت تمارا على مسافة قريبة تلتقط لهم العديد من الصور وهو يقوم بتلبيسها خاتم الخطبة، بينما تولّت تغريد التي التزمت الصمت الطويل مهمة الزغاريط المرتفعة.

السعادة العارمة التي كانت فيها أثير لا توصف، أن تحصل على من أحببت وانتظرت لسنوات طويلة وإن كان بالكذب، مجرد الشعور بذلك يجعلك في حالة انتشاء غريبة، كانت عيناها مرتكزة عليه وهو يضع السوار في يدها ثم وضع القلادة حول عنقها، حتى أصبعه الذي احتك ب عنقها دون قصد، أقل التفاصيل كان تستشعر بها، الآن لا يوجد بشري أسعد منها، وإن كانت سعادة زائلة، كفاها إنها عاشت هذا الشعور.

هبط وهو في قمة انزعاجه مما حدث، لقد تورط رسميًا في هذه الخطبة وأصبح يرتدي خاتمها أيضًا، نزع ذلك الخاتم من أصبعه ودسّه في جيبه، ثم التفت ينظر لوالده الذي كان يستقر في السيارة ب امتعاض، التفت حول السيارة واستقر بمكانه، ثم تسائل بجدية: - محدش قالي على موضوع الدبل والشبكة ده ليه؟ انتوا بتدبسوني؟
فأجابت تمارا وهي تضحك بخفوت: - بصراحة انت مكنتش هتيجي غير بالطريقة دي
فصاح بأسمها غاضبًا: - تمارا!

- خلاص سكت
ف أشار له والده ليقود و: - يلا يابني روحنا ونتكلم بعدين
تقريبًا لن تنام أثير هذه الليلة من فرط السعادة، حتى إنها لم تأبه لشقيقتها الصغيرة التي كانت تبكي لأنها لم تحضر مجلسهم، نظرت لخاتم الخِطبة وكأنه هدية من السماء، تحسسته وهي تهمس برجاء: - يارب فرحتي تطول شوية، يارب
هزتها تيا بقوة و: - أثير، ردي عليا.

احتوتها أثير بين أحضانها و: - معلش ياتوتي، بكرة ان شاء الله هييجي وتشوفيه بنفسك، انتي كنتي نايمة خالص ومش راضية تصحي نعمل إيه؟، إيه رأيك اجيبلك كيكة بالشيكولاتة؟

فأومات برأسها و: - ماشي، بعد كده مش هنام تاني خالص
حملتها أثير واتجهت بها نحو المطبخ وهي تُدندن بأغنية شهيرة، ومضت ساعات يومها الأخيرة في فرحة شديدة، على النقيض كانت سمية، التي أحست وكأن شيئًا ناقصًا، أو أن لغزًا يطوق الأمر ولكنها لم تفهمه، خاصة تعابير وجه ظافر التي فضحت أمره سريعًا، هي كتمت الأمر بداخلها، ولكنها قررت أن تتقصّى عنه بنفسها فيما بعد، كي لا تفسد بهجة وفرحة ابنتها.

خرج مروان من عقاره متعجلًا بالصباح التالي، حيث كان ينتظره ظافر، وما أن رآه حتى ابتسم وهو يصيح: - مبروك ياقائد، خطبت قبلي ياحلو!؟
قذف ظافر ببقايا سيجارته وهو ينهره قائلًا: - بس متقوليش الكلام ده! أنا اتاخدت على غفلة، بس ملحوقة، المهم عندنا مشوار، والموضوع اللي انت عايزني فيه نبقى نتكلم عنه بعدين.

رمقه مروان ب غرابة و: - جيبت إيه ل أثير؟
ابتسم ظافر و: - هدية هتعجبها أوي
خطى ظافر وفتح باب السيارة الخلفي وأشار له لينظر، ف أقترب مروان، شهق مصدومًا و: - كلب؟!
كان كبيرًا في حجمه ذو شعر بني كثيف، يبدو مخيفًا إلى حد ما ولكنه أليف في النهاية، دنى منه ظافر ومسح عليه بحنو وهو يقول: - هيعجبها مش كده؟
- يعجبها إيه! ده 90 ? من البنات بتترعب من الكلاب.

ف ضحك ظافر و: - ياريت تبقى هي من ال 90 دول وترفض الهدية
أغلق الباب و: - يلا اركب، هنروح نوصل الهدية وبعدين نشوف موضوعك
في الوقت الذي كانت أثير تتجهز للقائه قبل أن تذهب للعمل، كان هو في طريقه إليها متحمسًا لرؤية الذعر في عيناها، أو تنقلب شقتها رأسًا على عقب وهي تركض فرارًا منه، كلما جال برأسه هذا المشهد ينفجر ضاحكًا.

انتهت أثير من ارتداء ثيابها وظلت مناظرة قدومه على أحرّ من الجمر، نظرت في ساعة يدها و: - أتأخر كده ليه؟
ما أن أتمت عبارتها حتى وجدت الجرس يصارع بعضه البعض برنين متتالي، أسرعت تفتحه حتى وجدته أمامها و: - صباح الخير، اتفضل
وقبل أن يدخل أفسح الطريق للكلب ليعبر للداخل و: - الهدية الأول
وما أن رأته شهقت غير مصدقة وتراجعت للخلف، انحنت عليه واحتضنته وهي تردد: - خلاثي عليه، حلو أوي.

بينما انقض عليها الكلب بلطف ليعانقها وكأنه يعرفها منذ سنوات، وتمرغ الأثنين بالأرض وهي تضحك بصوت مرتفع من مداعبة الكلب لها.
بقى ظافر واقفًا هكذا گالذي سقط على رأسه دلو من الثلج جامد لا حراك فيه، تسلطت نظراته عليهم وهن في حالة من التجانس الشديد، وغمغم بعدم استيعاب: - إيه اللي بيحصل ده؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة