قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الحادي والثلاثون والأخير

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الحادي والثلاثون والأخير

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الحادي والثلاثون والأخير

أنتِ مِثل نجم ساطع يُنير سمائي، في بقعة شديدة الظلمة، أقف فيها خائفاً بشدّة. (مقتبس).

وحشتيني يا فدوتي
هدر هو بها بلوعة وبنبرة متألمة أرهقها الفراق وهو يحمل بيده باقة ورد حمراء متناسقة بشكل يخطف الأنفاس
انزلت نظراتها عن السماء، وظلت تقنع عقلها انه يهئ لها كعادتها وبرغم من ذلك الا انها شعرت ان جميع اوصالها ترتجف ويكاد يغشي عليها من شدة التوتر
ليهمهم هو من جديد بنبرة ملتاعة: مش هتردي عليا يافدوتي.

شهقت هي بخفوت والتفتت له بعدما أدركت انه واقع ملموس ليس من نسج خيالها، وعند وقعت عيناها عليه شعرت ان الألعاب النارية تنطلق بداخلها وليس بلسماء لتهمس بأسمه بحرقة وبحروف متقطعة: أ كم، ل
انت هنا بجد ولا بيتهيألى.

هز رأسه وهو يتمعن بكل أنش بها بعشق تام وهمهم بنبرة متألمة: انا هنا يافدوة، وكان نفسي ابقي هنا من زمان، و مسبكيش ثواني لكن رفضك ليا أخر مرة خلاني أخد قرار معترضتش طريقك تاني ولا أفرض نفسي عليكي، وكان عندي أمل ترجعيلي
لتغيم عيناها وتغمغم بأختناق وهي تكبح دمعاتها: اناخرجتك من حياتي يا أكمل ومعنديش أستعداد أرجعلك تاني، وتسبني في نص الطريق.

أقترب منها بخطوات حذرة وهمهم بأسف وبنبرة صادقة نابعة من صميم قلبه الملتاع وهو يتوسلها بعينه الغائمة ان تستمع له وتعطيه فرصة أخري للحياه فنعم بعدها عنه هو أسوء من الموت الف مرة بلنسبة له:
انا أسف، لو قعدت عمري كله أعتذر منك مش هيكون كفاية ولا هوفيكي حقك. سامحيني يا فدوة وبلاش كلامك القاسي دة حرام عليكي انا بموت من غيرك، انا حتى النفس مش عارف أخده وانتي بعيدة عني.

انا اتغيرت يا فدوة، وواللهي العظيم ندمت على كل حاجة دة حتى صقر سامحني وهو اللي جابني معاه هنا علشان أحاول ائثر عليكي، دة حتى أسر كمان ساعدني أجيبك هنا، فدوة بلاش تقسي عليا أكتر من كدة، أنا تعبت وندمت ووحيات ربنا محتاجلك، محتاجلك اوي
تساقطت دمعاتها رغم عنها تأثرآ بحديثه التي أستشعرت مدى صدقه لكنها عاتبته بحزن:
انت سبتني في أكتر وقت انا محتجالك فيك وكسرت فرحتي.

انا خايفة يا أكمل أثق فيك تاني، صدقني انا مش هتحمل صدمة تانية في حياتي.

عند رؤية دمعاتها شعر ان قلبه يعتصر من شدة الألم ولم يمهل وقت للتردد او التفكير، جذبها بقوة داخل أحضانه، ليشعر انه بلنعيم أخيرآ، نعم الأن يستطيع ان يتنفس وتلاشى أحساسه المستديم بلأختناق دونها، يقسم انه يشعر بقلبه يتراقص من شدة سعادته بقربها فهي ملاذه الوحيد وحياته بأسرها متوقفة على كلمة واحدة من بين شفاهها، دفعته هي بشراسة وظلت توبخه كي يبتعد لكنه لم يعير أعترضها اي أهمية.

وزاد من ضمها إلى صدره وهمهم برجاء وبنبرة ممزقة يشوبها الندم: أهدي يا فدوتي علشان خاطري وأسمعيني، انا أتعلمت الدرس كويس اوي ودفعت ثمن غبائي وعرفت غلطتتي وندمت، انا طمعان في فرصة تانية واوعدك عمري ما هخون ثقتك فيا وهفضل عمري كله حطك جوة عيوني بس انتي وافقي وبلاش تصعبي الحياه عليا، انا حياتي وقفت بعدك ومكنش فارق معايا خسارتي لكل حاجة قد ما فرق معايا خسرتي ليكي وبعدك عني، صدقيني يا فدوتي ان مفيش مخلوق على وجه الأرض يقدر يحبك قدي، انتي روحي، روحي يافدوتي.

كانت تستمع له وهي تكتم شهقاتها بصدره وكل كلمة تفوه بها كانت تمزق أحشائها وتأثر بها، فهي برغم ابتعادها عنه شهور عديدة الا انها عندما وقعت عيناه عليه، أدركت انها أفتقدته بشدة ومازالت تكن له الكثير من المشاعر وادركت حينها ان كل محاولتها باءت بلفشل وبأنها لو أبتعدت لاخر العمر سيصعب عليها نسيانه ايضآ، او العيش دونه، لتهمهم هي من بين شهقاتها وهي تتشبث به وتستسلم لعناقه:.

انا كمان حاولت انساك ومعرفتش، وكتير كان بيتهيألي اني بسمع صوتك بتنادي عليا، كنت بمشي ادور عليك في وشوش الناس وانا حاسة انك حوليا في كل مكان، وكل تفصيلة صغيرة في يومي كانت بتفكرني بيك، انا مكنتش أعرف ان نسيانك هيكون مستحيل كدة بلنسبالي
ليفصل عناقهم برفق دون ان يتركها تخرج من حصار يده و رمقها بنظرات مستعطفة.

كي تخبره فقط بكلمة واحدة تريح قلبه الموصوم بعشقها، لترفع نظراتها اليه وتهمهم بخجل وهي تستند على ذقنه بجبهتها التي بلكاد شبت على أطراف حذائها لتوازيها:
ايوة بحبك وعمري ما نسيتك
قهقه هو بكامل صوته الرجولي وبسعادة مفرطة، ورفعها من على الأرض وظل يدور بها بجنون وهو يهتف بهستيرية: بحباااااااااااااك يافدوتي وهفضل أحبك لأخر نفس فيا.

لتهمهم هي بخجل وهي تدفن وجهها بثنايا عنقه: أكمل نزلني يا مجنون و ألا هغير رأي وارجع في كلامي
لينزلها برفق و يغوص داخل عيناها ويخبرها بنبرة صادقة نابعة من صميم قلبه وهو يعبث بخصلاتها الفوضوية التي يعشقهم كثيرآ:
أوعدك انك عمرك ما هتندمي
ليضيف بعدها بعيون تلتمع بلمكر وهو يقترب من وجهها بمشاكسة: وأعملي حسابك ان مفيش حاجة أسمها أرجع في كلامي انتي اتدبستي فيا خلاص، ومش هتخلصي مني ابدآ.

لتبتسم له بسمة مهلكة لقلبه وتخبره وهي تهيم به: وحشتني اوي لمضتك ومشاكستك ليا
ليهيم هو الأخر بها ويجول بعينه على ملامحها الطفولية التي أسرت قلبه ويهمس بوله تام وهو يقترب من ثغرها ببطئ مميت دون وعي،
كأنه مسحور بها وكأنها أطلقت عليه تعويذة سحرية تبقيه متيم بها للأبد: يعني مشاكستي بس اللي وحشتك، متأكدة يا فدوتي.

أبتلعت ريقها بتوتر وهمهمت بخجل وهي تشعر ان ضربات قلبها تتعالى وتكاد تصيبها بلصمم من قربه المهلك لها: أك. مل أبعد، متبقاش مجنون.

وكأن همهمتها تلك افاقته من سباته ليغمض عينه بقوة كي يكبح رغبته الملحة بتقبيلها وأخماد تلك النيران المستعرة به، ويتراجع بضع خطوات وهو يتمتم ببعض الكلمات بخفوت لم تستطيع ان تلتقط منها شئ، ثم هتف بأندفاع بعدها وبنبرة مستميتة: أسمعي انا عاهدت نفسي مش هغضب ربنا تاني، وغصب عني مش قادر أصبر أكتر من كدة.

ليخرج من جيب سترته علبة صغيرة مخملية اللون ويفتحها ليظهر بداخلها خاتم ماسي ذوقه راقي للغاية ثم جثى على ركبتيه بشكل درامي كثيرآ وطلب منها بتضرع وبنبرة عاشقة: أتجوزيني يا فدوة، وكفاية الوقت اللي ضاع مننا.

وضعت يدها على فمها تحاول ان تستوعب الأمر وأبتسامتها ظلت تتزايد في الأتساع، ثم هزت رأسها دليل على موافقتها، لتتهلل أساريره وتتراقص دقات قلبه من فرط سعادته وينهض ويلبسها الخاتم ببنصرها ثم وضع قبلةعميقة برقة على ظهر يدها
لتتنهد تنهيدة عاشقة وهي تتناوب نظراتها بينه وبين الخاتم الذي يزين بنصرها، ثم أرتمت من جديد داخل أحضانه وهي تشعر انها الأن فقط.

نالت كل ما طمحت به بلحياه فدائمآ وابدآ كان هو أول أمانيها، ليضمها هو أكثر الى صدره ويدفن وجهه بخصلاتها الفوضوية بأشتياق إلى اريجها الاخاذ فقد وجد ضالته أخيرآ بعد شهور عجاف من دونها، وحمد ربه انه أخيرآ أستجاب لدعواته واعادها اليه وجعله يفوز بعشقه الأزلي الذي يسري بعروقه سريان الدماء.

اماعنه بعد وصوله لأرض الوطن من جديد توجه مباشرتآ الى قصره
وعند وصوله أراد ان يطمأن على والدته وعند فتحه لباب غرفتهاوجدها نائمة في فراشها وفوزية غافية بجلستها على المقعد بجانبها، ليحمحم قبل دخوله لتنهض فوزية وتتقدم منه وتقول: حمد الله علي سلامتك يا صقر بيه
أمأ لها بأمتنان وقال بصوت خفيض كي لا يزعج والدته: طمنيني أمي عاملة ايه النهاردة
اجابته هي بخفوت: الحمد لله يا صقر بيه أخدت كل علاجها.

وست فتون الله يباركلها فضلت
جنبها لغاية ما نامت
أمأ لها بتفهم لتخبره هي: انا هجيب ميا من المطبخ وارجع تاني.

لتنصرف وتتركه يصفن في والدته وأستسلامها بلفراش ليقترب بخطوات حسيسة ثم جثى بجانب الفراش وتناول يدها وقبلها بحنو وهمهم بخفوت: صعب عليا أشوفك كدة، وحشني صوتك يا أمي، انامش هعمل زيك وأحملك مسؤلية اللي حصل، لكن بتمنى ربنا يعفي عنك وتقفي تاني على رجليكي، انا مسامحك يا أمي وبدعي كمان ربنا يسامحك ويغفرلك، ليتنهد بخفوت ويقبل يدها من جديد وينسحب بهدوء الى فاتنته
وعندما وصل الى جناحه.

وجدها تغط في سبات عميق ولم تنتبه الى دخوله، ليبتسم هو بهيام عندما وجد شعرها يفترش الوسادة مثل الحوريات، ثم زفر بنفاذ صبر عندما تقلبت بلفراش وازاحت الغطاء عنها وظهر قميصها الوردي الشفاف الذي يكشف جسدها بسخاء امام ناظريه، وفي أقل من دقيقة واحدة وبطبيعته المتلهفة نزع ملابسه الرسمية بخفة وأستلقى بجانبهاوهو يلتزق بها كأنهم جسد واحد ثم وشم بشفاهه كل أنش بعنقها الظاهر أمامه بنهم شديد وتلهف غير مسبوق، لتبتسم وهي مغمضت العين عندما شعرت به و تسللت رائحته الفواحة الى أنفها وأصابتها بلأنتشاء، وحين شعرت بأنفاسه الحارة تداعب وجهها فتحت أهدابها بتباطئ وهمهمت برقة وبنبرة ناعسة أثارته بشدة: كنت عارفة اني مش حهون عليك يا صقري ومش هتتأخر عليا.

أمأ لهاوهمس بخفوت مهلك وهو يمرر شفاهه على كافةملامح وجهها: وحشتيني يا تونة حاسس اني بقالي سنين بعيد عنك مش يوم واحد
تعلقت هي بعنقه وهمهمت بدلال: انت كمان وحشتني يا عمر تونة
انا كنت هتجنن من غيرك متسبنيش تاني يا صقر و لو هتسافر ضرورى خدني معاك.

أمأ لها بخفة وهمهم من بين قبلاته المحمومة التي ينثرها على وجهها ببطئ شديد أشعل حواسها رغبة به: اوعدك يا قلب صقر مش هسيبك تاني ابدآ، وهاخدك ونسافر اي مكان انتي تشاوري عليه
لتمد يدها وتعبث بأناملها الرقيقة بخصلات شعره بحركات حسية أصابته بلقشعريرة وهمهمت بنعومة وهي تثبت نظراته عليها و تهيم به بعيون ناعسة: انا نفسي اوي نروح الجونة تاني ونزور الجزيرة هناك انا المرة اللي فاتت كنت مبسوطة اوي.

أمأ لها بطاعة وهمهم بخفوت أمام شفاهها: لأول مرة أوافق فرحة فكلمة قالتها، طول عمرك فقرية يا حبيبتي، طب قولى جزر المالدي
هزت رأسها بدلال تعمدته ثم همهمت وهي تجذب عنقه أكثر اليها بإغراء: حبيبي انا أحلامي متواضعة على قدي، وكفاية اني بس هكون معاك يا صقري
ليتنهد بأنفاس حارقة لفحت وجهها ثم أخبرها بتحشرج من بين أنفاسه المتهدجةمن شدة تأثيرها عليه: انتي تتمني وانا أنفذ ياقلب صقر.

لينقض على شفاهها بتلهف وبنهم شديد بقبلة هوجاء سلبت منها أنفاسها وأشعرتها انها هالكة لا محالة في محراب عشقه.

دلف الى منزله في وقت متأخر من الليل بعد يوم مضني من العمل الشاق داخل مشفاه وإن كاد يفتح باب الشقة تفاجأ كثيرآ بلهدوء الذي يعم الأجواء لكنه حمد ربه ظنآ منه انهم نائمين، ليفتح باب الشقة بهدوء وحذر حتى لا يقظهم فهو يعلم كم المجهود الشاق التي تبذله زوجته مع صغيره.

ولا يريد ان يقلق منامهافأخر ما يريده هوالتعرض لصراخها، لتتسع عينه بذهول عندما وجد الشقة بأكملها يعم بها الظلام ونور الشموع الملونة هي التي تنيرها فقط، فكانت الشموع متناثرة بكل أنحاء الشقة بشكل شاعري ورمانسي كثيرآ، وان خطى بضع خطوات وجد طاولة الطعام معدة بشكل منسق للغاية ويزينها بتلات الزهور الحمراء الخلابة التي ينبثق منها رائحة عطرة طغت على رائحة الطعام فكان الطاولة تحوي كافة الطعام الذي يفضله هو، لتتوقف كافة حواسه عندما وجدها تقترب منه بخطوات أنثاوية مدللة وهي ترتدي قميص نبيذي صارخ، كشف عن مفاتنها بشكل مرهق جدآ لرجولته التواقة، ليهمهم هو بذهول بعدما وقفت مواجهة له ويزين ثغرها تلك البسمة المحببة الى قلبه: أحلفي، دة بجد.

انا كنت فاكر نفسي غلطت في الشقة
ضربته هي بغنج على صدره وهتفت بنعومة: أتأخرت عليا انا من بدري مستنياك
ليحاوطها هو بتملك شديد ويضمها اليه ويهمس بوله وهو يتمعن بغابات الزيتون خاصتها: لو كنت أعرف ان البطل هيستناني ويعملي جو رومانسي كدة انا كنت سبت الشغل وجيت جري انتي عارفني بعشق الحاجات دي ومعنديش فيها تهاون
ضربته برفق وهي تتدلل عليه.

بنعومة وتتعلق بعنقه: عارفة اني مقصرة معاك، بس وحياتك عندي غصب عني علشان كدة، وديت أنس عن ماما النهاردة، علشان نبقي براحتنا يا حبيبي
ابتسم لها ببشاشته المعهودة وهتف بسعادة مفرطة وهو يحملها بغته شهقت على أثرها: يا لهوووووي عليا وعلى حبيبي اللي طالعة من بؤك انتي عيزة تموتيني وتوقفي قلبي مش كدة
هزت رأسها بلا وهمهمت وهي تداعب أطراف شعره الناعم بحركات حسية دبت بجسده قشعريرة لذيذة: بعد الشر عليك يا هاشم.

أتسعت أبتسامته أكثر وهمس بخفوت أمام شفاهها: قولي هاشم تاني كدة
كررت هي بتلقائية وببسمة ناعمة
هاشم
ليهتف هو بوله وبصوت جهوري
أثار ضحكاتها: يالهوووووي على هاشم وسنين هاشم
حرام عليكي أرئفي بحالي دة انا على أخري
ليتوجه بها إلى غرفتهم دون اي مقدمات فهو دائمآ عندما يتعلق الأمر بها لم يستطيع كبح نفسه
لتهتف هي بتذمر: أستني يا هاشم العشا هيبرد.

هز رأسه بتصميم وأجابها بنبرة عابثة ووقاحة يخصها هي فقط بها: الأكل يستني يا بطل لكن انا مش قادر خلاص، حاسس ان في نار قايدة فيا بسببك، وبعدين انا مصدقت سربتي أنس
قهقهت هي وخبطته برفق بصدره وتمتمت بخفة: سربت أنس هو كلب يا هاشم دة أبنك.

ليجيبها بخفة مماثلة وبعيون راغبةوهو يتمعن بكل أنش بجسدها الذي أطاح بكل ذرة تعقل به وأشعله حد الجحيم: أعملي حسابك نسيبو لمامتك كمان يومين تلاتة، ما هي جدته وليها حق عليه لازم يقرفها، أحم. قصدي يونسها،
و يدوب أكون شبعت منك لو اني أشك اني أشبع ابدآ انتي عارفة انا طماع اوي في الحاجات دي.

لتقهق بنعومة على قوله وتريح رأسها على صدره وهي مازالت تتعلق بعنقه ليدخل هو الغرفة بها ويغلق خلفه الباب بطرف حذائه وهو يهمس بأذنها ويتوعد لها ان لاشئ سيمنع جموحه بها.

بعد مرور أسبوعين
اليوم هو اليوم المنشود فبعد أصرار أكمل بتعجل الزواج أقترح عليه صقر ان ينظم إلى الحفل الأسطوري الذي كان يخطط له منذ فترة طويلة، ليقتنع أكمل ويرحب كثيرآ بلفكرة، ولكن الى الأن صقر لم يخبر فتون بشئ ويتعمد مفاجأتها، فهي كل ما تعلمه انه فرح أكمل وفدوة فقط
حضرو جميعهم الى ذلك الفندق الفخم الذي سيقام به الحفل.

فكان الكل يعمل على قدم وساق، لانتهاء قبل الوقت المحدد ومع ذلك لم تغفل فدوة عن شئ و
أشرفت على كافة التحضيرات بنفسها وشاركتها فتون أيضآ بكل شئ وعندما حان وقت أستعدادهم أنصرفت كل منهم الى غرفة خاصة بها لتستعد للحفل.

وعند وصولها لغرفتها ظلت شاردة لبعض الوقت تتأمل من شرفة غرفتهاالأطلالة الساحرة لمياه البحر، لتتنهد بخفوت عندما شعرت به يحتضنها من الخلف ويحاوط خصرها ويدفن وجهه بين طيات عنقها يستنشق بقوة عبق الياسمين خاصتها، لتضع هي يدها بدورها على يده وتزيح برأسها للجهة الأخري كي تفسح له المجال أكثر
ليهمهم هو بهدوء: مالك يا تونة في حاجة ضايقتك.

التفتت له وكوبت وجهه بين يدها وهدرت بملامح هادئة: أبدآ يا حبيبي بس المنظر هنا حلو اوي
وكمان الفندق يجنن والتحضيرات بتاعة الفرح طالعة تخبل وتطير العقل
لتطرق برأسها بعدما شعرت بحماسها الزائد وانتباهه لحديثها وهمهمت بخجل: ربنا يسعدهم فدوة وأكمل يستاهلو كل خير
لا يعلم لم شعر بنبرة حزن بصوتها، ولكنه أدرك انه فعل الصواب بحقها فهي مثلها مثل اي فتاه تتمني ان يكون لها حفل زفاف تظل ذكراه مخلدة للأبد بذاكرتها.

حتي وإن لم تشعره بذلك فهو أستشف ذلك بفطنته
خطفت قبلة عابرة من وجنته وهي تبتسم له بهدوء أشرت على الفستان الأحمر التي سوف ترتديه الموضوع على الفراش وقالت: حبيبي يدوب البس علشان أروح أشوف دودو لو محتاجة حاجة
هز رأسه بتفهم وسحبها برفق من يدها الى الداخل وهو يهتف: ملكيش دعوة بدودو النهاردة معاها فوزية و البنات هيسعدوها
وتعالي معايا انتي صحيح هتلبسي بس مش هتلبسي دة.

لتهمهم بتذمر: ليه ياصقر هو مش حلو، دة ذوقك وانت اللي جيبهولي
هز رأسه بقوة وفتح أحد الخزانات وأخرج منها ذلك الفستان الأبيض الذي أشتراه سابقآ برفقة فدوةوقال بنبرة عاشقة: حبيبتي هتلبسي دة هيبقي أحلي بكتير
شهقت هي بذهول ووضعت يدها على فمها بعدم أستيعاب وهي تتأمل ذلك الفستان فائق الجمال الذي أختطف أنفاسها لشدة بساطته وتطريزه بلألئ فضية بسيطة تضاهي لون عيناها لتهمهم بأضطراب: صقر دة فستان فرح.

أمأ لها وناولها دعوة خاصة من دعوات الحفل وهتف بمشاكسة وهو يحسها بعينه على فتحها: ايوة طبعآ مش عروسة لازم تلبس فستان فرح ولا انتي ايه رأيك
أبتلعت ريقها ببطئ شديد وزاغت نظراتها بعدم تصديق ثم فتحت الدعوة لتفهم الى ماذا يرمي
لتتهلل أساريرها عندما وجدت أسمها وأسمه بجانب أسامي العروسين وصرخت بجنون وبسعادة مفرطة وهي تندفع اليه وترتمي بأحضانه وهتفت بأمتنان:
انا بحبك، بحبك اوي يا صقر ربنا يخليك ليا.

ضمها هو اليه أكثر وتمتم بنبرة عاشقة وهو يمرر يده بخصلاتها الحريرية: انتي لو أتمنيتي نجمة من السما هطلع وأجيبهالك يا فاتنتي.

، وسامحيني لو كنت أجلت موضوع الأطفال بس انا مكنتش عايز أحرمك من حقك وكان نفسي أعوضك، دي مش أنانية مني يا تونة، بس احساسي بلذنب من نحيتك كان بيموتني علشان ظلمتك وشكيت فيكي وبرغم انك سامحتيني الا اني حسيت أني مستهلش غفرانك وكنت خايف أكون ضاغط عليكي علشان ساعدتك وتجيبي طفل تحمليه المسؤلية انو السبب في أستمرارك معايا،
لكن دلوقتي أقدر أقولك اني عايز يبقي عندي أطفال كتير منك.

عايز يبقي ليا عزوة، انا طول عمري كنت وحيد ومليش أخوات،
بسبب أمي، ياريت متحرمنيش من الأمنية دي يافتون.

كانت تستمع له ودمعاتها تنساب دون أنقطاع فهي أدركت الأن لما كان يعترض وبشدة بشأن انجاب الأطفال، هو فعل ذلك تيمنآ بما فعلته والدته به فهي كانت تحمله مسؤلية كل شئ يحدث معها وترمي على عاتقه كافة أطماعها وحيلها وتبررها انها من أجله، نعم الأن تفهمت كل شئ وتفهمت مخاوفه، لكن هي ليست والدته التي لم تكن لأبيه شئ بتاتآ سوى الطمع، فهي تعشقه حد الجنون وهو منقذها وملاذها الوحيد بتلك الحياه نعم هي غفرت له لكن برحابة صدر وبنفس راضية.

تنهدت بعمق وكوبت وجهه بيدها وقالت بنبرة حنونة وبعيون تفيض بعشقه: انا بعشقك ياصقري وهفضل عمري كله بحمد ربنا انه كرمني بحد زيك، انا عمري ما ندمت على جوازي منك بلعكس دة أرتباطي بيك كان أجمل حاجة حصلتلي في الدنيا وقولتهالك وهفضل أقولك لأخر يوم في عمري، عمري شعوري ما هيتغير من نحيتك انا بحبك وعمر ما كنت هحمل أطفالي منك اي ذنب علشان انا سامحتك من قلبي ومعنديش أستعداد أعيش ثانية وحدة من غيرك.

أحتضنها هو بحنان وظل يمسد على ظهرها بحنو وهمهم بتأثر: انا بعشقك يا فاتنتي
ليقاطعهم طرقات خفيضة على باب الغرفة ليفصل العناق ويخبرها بود: حبيبتي دي أكيد Makeup artist والبنات اللي جين يساعدوكي علشان تجهزي للفرح، هسيبك انا وأعملي حسابك بعد الفرح هنروح الجونة زي ما انتي كنتي عايزة وهنقضي هناك شهر عسل يجنن.

ليتناول من جيب بنطاله علبة صغيرة ويفتحها امام نظراتها المشدوهة ويخرج دبلة رقيقة من الذهب الخالص المطعم ببعض فصوص الألماس البراق ويلبسها اياها فوق الخاتم الذي أهداه لها سابقآ وناولها هي دبلته الفضية كي تلبسه اياها فوق ذلك الخاتم المحبب الى قلبه لتستجيب له وهي تبتسم بحب ليهمهم بعدها بحرج: انا عارف ان موضوع الدبل دة اتأخر كتير بس معلش.

اتسعت ابتسامتها تدريجيآ بسعادة مفرطة وهي تتأمل دبلتها ثم قبلته من وجنته وهي تشعر انها بحلم جميل لا تريد ان تستيقظ منه أبدآ ليرفع هو يدها ويلثمها بحب ثم
أنسحب بهدوء وتركها كي تتحضر للحفل.

بعد مرور عدة ساعات
وقف هو برفقة أصدقاءه بكامل اناقته ببذلته السوداء التي زادته وسامة وجعلت طلته تخطف الانظار وظل ينتظر ظهورها بفارغ الصبر وبكل وهلة يرفع نظراته الى أعلى الدرج يتأمل تدليها من عليه
لينكزه هاشم بذراعه ويهتف بخفة: ما تجمد يا عريس خلاص هانت كلها دقايق وتبقي معاك
ليقاطعه أكرم ساخرآ: ياعم سيبه دة شكله كدة هيعرنا النهاردة انت مش شايف عامل ازاي دة مش على بعضه.

جز نواجزه وأخبرهم بنفاذ صبر: بس انت وهو انتو هتقسمو عليا ولا أيه، ووالنبي كل واحد يخليه في حاله، متقولهم حاجة يا صقر انت ساكت ليه
قهقه صقر وخرج عن صمته وهو يضع ذراعه على منكب أكمل وهتف: سيبك منهم دول ناس فاضية
أهم حاجة يا صاحبي انك تشلها جوة عنيك، ولو في يوم جاتلي وأشتكت منك متلمش غير نفسك ساعتها مش ضامن انا ممكن أعمل ايه فيك.

بصراحة يبقي حقك دول طلعو عنا علشان يتجوزو وانا كمان بقولك ياسي أكمل لو فكرت بس تزعل صاحبتي هموتك وأعبيك في أكياس
هدرت بها مي بعدما أتت وتأبطت ذراع زوجها
ليهدر هاشم بتفاجأ: ايه الأجرام دة يا ميوش متنسيش انو صاحب عمري
هزت رأسها بتصميم وكأنها تؤكد له ان لا شئ سيردعها عن الدفاع عن صديقتها
ليقاطعهم أكمل بثقة متناهية وبنبرة عاشقة تخص الحديث عنها: فدوة جوة عيوني وانشاء الله ربنا يقدرني وأسعدها.

انا تعبت اوي علشان تبقي معايا واكيد هصونها وأشلها على راسي متقلقوش
ليقاطعهم أكرم بخفة: سيدي يا سيدي على الحب والله هعيط
لينكزه صقر بصدره ويخبره بمغزي: أنشاء بكرة فرحة هتخليك تلف حولين نفسك
وابقى وريني يا خفيف هتعمل ايه
ليمرر أكرم يده بخصلاته كعادة مستديمة لديه عندما يتوتر وهمهم بخفة: انا عارف بصراحة انها صعب اوي يا صقر وهتطلع عيني بس أعمل ايه القلب ليه أحكام يا صاحبي، مش كنت وافقت واتجوزت معاكم بلمرة.

ليجيبه صقر بجدية: أحمد ربنا أني وافقت على المبدء
لكن مفيش جواز غير بعد ما تخلص دراستها
ليقاطعهم هاشم ساخرآ وهو يرفع حاجبه بمشاكسة للأخر: انا مش عارف ازاي انت وافقت ياصقر من الأساس انا لو منك أفكر الف مرة دة فلاتي وبتاع بنات، وأكيد واحد زيه بتجاربه دي لما بيختار لازم تكون صغيرة علشان متكنش لفت ولا دارت ويعرف يشكلها على مزاجه.

ليهتف أكمل موجه حديثه لهاشم: يا عم خليك محضر خير الراجل اتغير علشانها ويمكن ربنا يجعلها سبب في هدايته
ليقاطعهم صقر ساخرآ: من النحية دي انا مطمن وعارف ان فرحة هتربيه من اول وجديد وخليكم شاهدين هو اللي جابو لنفسه
ليقهقهو جميعآ بسعادة متناهية
وبعد دقائق معدوة ظهر عمه وهم برفقته وكل واحدة منهم تتأبط ذراعه من جهة.

ليسود الصمت في الأجواءوتحتبس أنفاس صقر وأكمل معآبسبب طلتهم التي تخطف الانفاس، فكانت فدوة ترتدي فستانها الأبيض الناصع المحتشم بعض الشئ وينسدل على جسدها بأنسيابية، ويزينه تطريز بسيط زاد من أطلالتها رقي وبساطة، وأكتفت بوضع مساحيق التجميل بسيطة كي تبرز ملامحها الطفولية مماجعلت طلتها مذهلة
ليتدلو الدرج بتمهل وعندما وقفو مقابل لهم سلم عمه كل منهم الى رفيق دربها بعدما هنئهم وتمني لهم السعادة.

ليسحب أكمل فدوة ويقبل جبينها بعشق تام ويهمهم بسعادة مفرطة: أخيرآ بقيتي ليا، انا حاسس اني في الجنة يا فدوتي، ربنا يقدرني وأسعدك
لتجيبه هي بخجل بعدما تصبغت وجنتها بحمرة الخجل: أخيرآ يا حبيبي بقينا مع بعض، اوعدك مفيش حاجة هتفرقنا أبدآ بعد النهاردة.

اما بلجهة الأخري أبتسم بعيون عاشقة وهو يتفحص هيأتها التي تشبه الأميرات ثم حضنها بقوة وهمهم بأعجاب شديد وهو يدفن رأسه بخصلاتها المنسابة: معقول القمر دة بتاعي انا، مش عارف المرة الكام اللي هقع في حبك يا فاتنتي
لتفصل العناق وتهمهم وهي تغوص داخل دفئ عيناه: انا مبسوطة اوى وحسة اني بحلم حلم جميل مش عيزة أصحي منه ياصقري ربنا يخليك ليا ليلثم جبينها ويسحبها معه كي يتقبلو التهاني والمباركات من الحضور.

لتتنهد مي بسعادة وهي تشاهد ذلك المشهد الرومانسي الذي قشعر بدنها وهي تستند برأسها على ذراع هاشم وهمهمت بمشاكسة: فاكر ياهاشم يوم فرحنا
تنهد بعمق وهتف: هو دة يوم يتنسي ياحبي
لترد هي بمشاكسة: كنت مش طيقاك يا حبيبي وكان هاين عليا أقوم أهد الفرح على دماغك.

رفع هاشم جانب فمه بغيظ وهتف بمشاكسة مماثلة وهو ينظر لها بنظرات عابثة تعرف غايتها: طب بقي أعملي حسابك انك ظلمتيني ولازم أخد حقي بأثر رجعي، انا حجزت جناح في الفندق وهنقضي فيه يومين، وقبل ما تعترضي متقلقيش، كدة كدةأنس عند مامتك وهتاخد بالها منه انا كلمتها وفهمتها وهي رحبت جدآ
ضحكت هي بلا فائدة وزادت من أحتضان ذراعه بحنان وهمهت بدلال: هو انت علطول كدة عامل حساب كل حاجة.

أمأ لها بثقة وهو يغوص بغابات الزيتون خاصتها وهمهم بنبرة عابثة وهو يغمز لها: انا لازم أخطفك كل فترة كدة ونجدد الأمجاد يا بطل، ولا أنتي عندك أعتراض
هزت رأسها بلا وأعتلى ثغرها بسمة متيمة ثم أحتضنت ذراعه بقوةوهي تشعر برضا تام بقربه، فهو كعادته حنون ومراعي و يستغل كافة الفرص كي يغدقها بحنانه ويروح عنها ضغوط الحياه
ليستمر الحفل الصاخب وتعم السعادة على الجميع فكل منهم نال مايستحقه بعد معاناته الخاصة.

بعد مرور خمس أعوام
فتح عينه بتفاجأ عندما تناهي الى مسامعه، صراخها الصادر من غرفة توأمه الغالي الذي رزقه الله بهم
وعندما ركض الى الغرفة وجدها تجلس بلأرض وتتمسك بقدمها بألم وابنته تبكي بجانبها ليهتف هو بذعر: فدوة مالك ايه اللي حصل
رفعت نظراتها اليه وأخبرته بتلقائية وهي تذم فمها: دوست على لعبة سماح من غير قصد يا أكمل ووجعتني اوي.

أنحني بجذعه ورفعها وأجلسها على الفراش كي يتفقد قدمهاوقال بحنان: حبيبتي معلش بسيطة دة خربوش صغير
ليوجه حديثه لتلك التي مازالت تبكي: بتعيطي ليه يا أخرة صبري مامي كويسة مفهاش حاجة
لتجيبه أبنته ببرائة وبحروف متكسرة وهي تكفف دمعاتها بظهر يدها: انا أش بعيط على مامي انا بعيط على لعبتي اللى اتكسلت بسببها، انا اليش دعوة لازم تجبلى غيرها
ضحك هو بكامل صوته الرجولي على طفلته وطريقتها الطفولية لأستغلاله.

لتقاطعه فدوة بغيظ: بتضحك يا أكمل ما البت طالعة شبهك وأخدة لماضتك
ليجيبها من بين ضحكاته المستمتعة وهو يحمل أبنته على ذراعه بحنان ويقضم خدودها: بقي العسل دي شبهي حرام عليكي ظلمتي البت دي كدة مش هتلاقي حد يبص في وشها
نهضت مقابل له ووضعت قبلة عميقة بجانب فكه وأ خبرته بنبرة عاشقة: هو حبيبي وحش ولا أيه، دة انت زي القمر وأجمل راجل شافته عنيا.

ليتنهد هو بعمق ويجذبها بيده الأخري ويهمس بنبرة متيمة وهو يقترب ينوي تقبيلها: انا كدة هتغر يا فدوتي وأخد قلم في نفسي، ولعلمك بقي عيونك هي اللي حلوة
انتو بتعملو ايه يابابي انا زحلانة منك كدة بتبوس مامي أكتر مني
هتفت بها أمل طفلته الأخري بحروف متكسرةوهي تقضم لوح الشوكلاتة الذي بيدها بشراهة ولوثت به كافة ملابسها
أبتعد عن فدوة بيأس وهتف بعبث وهو يحمل الأخري بذراعه الأخر.

انتو عايزين مني ايه انا مش هعرف أستفرض بأمكو ولا أيه
انا حاسس اني متجوز تلاتة يا ظالمة
لتصيح أمل بتذمر: لأ انت جوزي انا وحدي
لتقاطعها سماح بشراسة طفولية: لا انتي وحشة هدومك مش نظيفةوهو بيحبني انا أكتر واحدة فيكو
لتجذب وجهه اليها بقوة وتسأله: أش كدة يا بابي بتحبني انا أكتر
لتصرخ الأخري بتذمر وتجذب وجه ايضآ لها بلجهة الأخري: لا انا أكتر صح
هز رأسه بيأس وهو يطالع تلك التي تقهقه عليه بغيظ.

ليهتف كي يفض النزاع بحياد: حبايبي انا بحبكم انتو التلاتة
لتصرخ سماح بعدم رضا وهي تكتف ذراعيها على صدرها: لأ، اليش دعوة أختار واحدة بس
لينظر الى فدوة ويستعطفها ان تلاحق الموقف وتسانده: فدوة ابوس ايدك الحقيني بناتك هيجيبو أجلي.

لتكبح ضحكاتها بصعوبةوتتوجه لتحل النزاع بود: حبايبي بابي قلبه كبير و بيحبنا كلنا، بس انتو عارفين انه بيموت في النظافة يلا أجرو على الحمام الأول وخلو الناني تساعدكم بلشاور بتاعكم، علشان بابي هيودينا الملاهي وكمان هناخد أمان ابن عمو صقر معانا
ليصفقو بسعادة ويهتفو بفم واحد: هييييييييييه هنروح الملاهي و هنشوف أمان
ليتسابقو الى الحمام بحماس ويتركوها تنظر لأثرهم بحنان.

ليهتف هو بغيظ وهو يجلس على الأريكة: بقولك الحقيني مش دبسيني يا فدوة، وبعدين انا عايز أعرف الواد أمان دة عجبهم في ايه دة ملزق كدة وطري اوي مش شبه ابوه
ابتسمت هي بأتساع وقالت بمشاكسة: حبيبي غيران ولا ايه، و ايه المشكلة لما ادبسك انت تطول تخرج مع جميلات عائلة الصرفي، وبعدين دول أطفال يا أكمل متكبرش الحكاية،
وبصراحة انا اللي هفرقع من
بناتك، دول رخمين اوي انت جوزي انا لوحدي من قبل ما أشوف وشهم.

ليجذبها ويجلسها علي ساقه لتتعلق هي بدورها بعنقه ليهمس بوله تام وبشوق امام شفاهها وهو يعبث بأنامله بقلادتها التي لن تفارقها:
انتي الأصل يا فدوتي، بقولك ايه متجيبي بوسة قبل ما يقفشونا
لتضحك هي برقة متناهية أسرت قلبه وأمأت له بطاعة.

، ليقترب هو منها ويقتنص شفاهها بقبلة حنونة متمهلة بث بها كل ما يختلج بصدره لتبادله هي بجرأة تعلمتها منه، وغلغلت اناملها بخصلاته القصيرة بحميمية أفقدته أخر ذرة تعقل به، ليقربها هو أكثر الى جسده ويعبث بحركات حسية بخصرها أصابتها بلتخدر وعندما صدرت منها تلك الأنات الخافتة تعمق أكثر بقبلته وأزدادت شراسته ليفصل التحام شفاههم بعد وقت ليس بقليل بعدما شعر ان الهواء نفذ من رئتيهم معآوهمس بوله وبأنفاس متهدجة وهو يستند على جبهتها بخاصته.

لأخر نفس فيا هفضل أحبك يا فدوتي.

كان هو بغرفة الرياضة خاصته يمارس بعض تمارين الضغط التي يستهواها
لتقترب هي منه وعلى وجهها بسمة هادئة وهي تحتضن بيدها وعاء به كمية كبيرة من حبات الفراولة وتلتهم كل حبة به بنهم وتلذذ شديد وهي تشاهد بروز عضلاته وتقاسيم جسده بأعجاب شديد وبنظرات تعدت العشق بمراحل
ليباغتها هو بخفة أثناء تمرينه: مش عارف ليه مش مرتاحلك يا تونة، حاسس بقالك كام يوم مش مظبوطة.

لتضحك هي بنعومة وتستلقي بجواره علي الأرض وهو مازال يعلو ويهبط ويؤدي تمرين الضغط خاصته ولم يتوقف
لتهمهم هي بعيون حالمة وهي تدس بفمه أحد ثمارات الفراولة: علطول قافشني كدة، بصراحة اه عايزة أقولك على حاجة
امأ لها كي تتحدث وهو يمضغ ما بفمه وأعتلاها بغتة وهمهم بتسلية: قولي ياتونة انا سامعك
تحمحمت قليلآ ثم تعلقت بعنقه وهمهمت بغنج وبنبرة مدللة: انا حامل يا صقري.

ابتسم هو بسعادة وهتف بتفاجأ: بجد يا تونة حامل يعني هنجيب أخ او أخت ل أمان
دة على كدة انتي وفرحة متفقين تعملوها مع بعض
أمأت له بتأكيد وقالت بعيون حالمة: ايوة انا نفسي في بنوتة يا صقر وانشاء الله لو ربنا كرمني هسميها على أسم دودو الله يرحمها ولو ولد هسميه على اسم بابا محمد ربنا يخليهولنا
اتسعت أبتسامته وأحتضنها بقوة وهو يترحم على روح والدته التي عانت سنوات من المرض،.

ليهمهم هو بسعادة مفرطة وهو ينهض ويحملها بين ذراعيه ويدور بها بخفة: انا طاير من الفرحة يا تونة، يارب يبقو تؤام المرة دي ومش هيفرق بنت او ولد كل اللي يجيبو ربنا كويس، انا بس نفسي يبقى عندي عزوة ويفضله حوليا واعتمد عليهم
لتهتف هي بعيون حالمةوهي تتعلق بعنقه وتدس رأسها بثنايا عنقه: انشاء الله ياحبيبي ربنا يكرمنا
بس يارب كلهم يبقو شبهك وفي حنيتك.

ليتوقف عن الدوران ويلثم جبينها بعشق تام لترفع هي لألأها اليه بعدما صارت هائمة في قوة جسده وأحتوائه لها وتغلل تلك الرائحة الرجولية خاصته التي داعبت كافة حواسها وجعلتها تتوق له، ليشملها هو بدفئ عيناه كعادته الحنونة ويقترب ببطئ من ثغرها يريد ان يرتوي من رحيقها وان كاد يلتقط شفاهها قاطعه هتاف أمان وهو يجذب بنطاله بقوةويتلعثم بحروف متكسرة: انت شايل مامتي ليه هي مش نونو نزلها.

ليقلب صقر عينه بنفاذ صبر وينزلها ويهتف بتذمروهو مازال يحتضن خصرها: انت يا ابني مش انا بسيبها تلعب معاك ومبرضاش أخدها منك، فيها ايه بقي لما تلعب معايا مرة من نفسي
ليهتف أمان بتذمر طفولي وهو يضرب الأرض بقدمه: مليش دعوة انت بتلعب معاها أكتر مني
لتضحك هي على غيرة أبنها الواضحة وتهمهم بحنان: أمان ياحبيبي ليه ما لبستش دة أمل وسماح وأنس جاين يخدوك علشان تروحو الملاهي.

ينفع يجيو يلاقوك بهدوم النوم كدة ولسة مجهزتش
ضيق الصغير عينه وظل يمرر يده على ذقنه كعاده مكتسبة من والده وأخبرها بمكر طفولي: مامي انتي عايزاني أخرج علشان تلعبي انتي وهو من غيري صح
باغته صقر بمشاكسة: هو، حد يقول على بابي حبيبه، هو، طب تعالى بقي انت اللي جبته لنفسك يا أبو نص لسان.

ليرفعه صقر بخفه في الهواء وظل يدغدغه من جسده، ليقهقه الصغير ويستسلم ويهتف من بين ضحكاته: خلاااااااص، حرمت يابابي انا كنت بهز معاك هسبها تلعب معاك واروح ألبس علشان سوسو زمانها جية لينزله صقر ليركض الصغير بلمح البصر من امامه
لتقهق فتون على صغيرها
ليشاركها صقر ويضحك هو الأخر و يهتف بمشاكسة لصغيره: سوسو مين يا أستاذ تعالى هنا
لتقول فتون من بين ضحكاتها: قصده على سماح بنت أكمل وفدوة.

ضرب صقر كف على أخر ساخرآ وهتف وهو يحاوطها من جديد: الواد لسة مفعوص وبيدلعها ويقولها سوسو امال لو كبر شوية هيعمل ايه؟
لتهدء ضحكاتها تدريجيآ وتهيم به وبضحكته التي طالما أسرت قلبها وأذابتها به
ليخبرها هو بعبث وهو يغمز لها: بقولك ايه متيجي نكمل لعب
ونستغل ان مفيش حد هيقاطعنا
لتضحك هي بنعومة دليل على عدم أعتراضها
ليحملها من جديد ويتوجه لغرفتهم كي يرتوي من نبع عشقها الفياض.

ليوشمو ابطالنا على قلوبنا نهاية إغواء قلب، ولكن ليس كل الإغواء، إغواء قلب، لا فاالسلطة إغواءوالمال ايضآ إغواء، و الحريّة والعدالة إغواء، و لكل منا إغواءاته الخاصة التي ينصاق اليها.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة