قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إستسلام غير معهود (مواجهة الأسد ج2) للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

رواية إستسلام غير معهود (مواجهة الأسد ج2) للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

رواية إستسلام غير معهود (مواجهة الأسد ج2) للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

إخترقت جملتها أذنيه تصل لمبتغاها داخل زوبعة قلقه وخوفه وصدمته من معرفتها بشيئً كهذا!
ركض نحوها يمسكها مسرعا من يدها صارخًا فيها يسألها بحدة مفرطة:
-هي فين؟ وإنتِ تعرفي الموضوع ده منين اصلاً؟!
تلعثمت قليلاً ولكن بأقل من الثانية كانت تستعيد ثباتها الذي كاد يفر ادراج الرياح لتجيبه ببرود:
-لا اعرف منين ده مايخصكش، كل اللي يخصك إني اعرف مكانها وبس
إزدادت ضغطته على يدها وهو يسألها:.

-إنطقي يا چودي، فين مراتي؟! وحسين اللي خطفها صح!؟
لم ترد مباشرةً وإنما رفعت كتفيها تسأله بخبث واثق:
-وانا هستفاد اية لما اخون حسين واعرفك مكانها وانت ترجعلها وتعيشوا ف تبات ونبات وتخلفوا صبيان وبنات؟!
بدأت ذاكرته تموج فكرًا من شظايا الماضي تذكره بما كان يسعى له، فما كان منه إلا أن رتب حروفه التي تقدمها خبث مماثل وهو يقول بهدوء جاد:.

-اولاً ولا حاجة من اللي قولتيها دي هتحصل، انا عايز شهد لانها تخصني، وعيب اووي لما تتاخد علني كدة واسكت واقف اسقف ل صاحبي!
رفعت حاجبها الأيسر بخبث مفكرة، بينما أكمل عمر جازًا على أسنانه بغيظ:
-ما تنجزي يا چودي!؟ هتنطقي ولا لا اخلصي
هتفت بنزق:
-ومالك ملهوف كدة لية الله!
لم يجد مفرًا اخر فارغ يسع خبثًا ك تلك سوى القوة، فقط العنف من سيُخرج منها الأعترافات متتالية كأنه سيخًا من النار الكاوية!

سحبها معه بعنف مغادرًا بينما ظلت هي تصيح فيه بغيظ:
-ايدك وجعتني يا عمر، ابعد كدة سبني انت واخدني على فين!؟
همس بصوت يكاد يسمع:
-هتعرفي كمان شوية بالفعل كمان مش هقولك بس
جعلها تركب السيارة ثم اغلق الباب جيدا، ثم اخرج هاتفه يتصل ب عمار الذي اجاب بعد دقيقة قائلاً:
-ايوة يا عمر أنت فينك ده كله!
-عمار فين مفتاح شقتك؟
-هتلاقيه ادام باب الشقة عند (، ) بس لية يعني؟
-تعالى على هناك وهتعرف اما تيجي
-ماشي سلام
-سلام.

ركب السيارة متجاهلاً چودي التي ظلت تسأله بتوتر:
-عمر نزلني، بلاش تعمل حاجة تندم عليها
ظهرت ابتسامة سخيفة تعكس موجات تتقلب بين ثنايا روحه وعقله وهو يخبرها متوعدًا:
-لية بس يا چودي؟ ده أحنا هنتسلى أوي
حاولت هي تشتتيته عن القيادة ولكنه صفعها بقوة ليُسكتها...
ومنذ الليلة السابقة وهو معها، يضربها ويهينها لتقر بمكان شهد، ولكنها لم تكن لتستسلم بسهولة، فلم تنطق إلا صباح اليوم التالي!

حينها إنطلق عمر مع محسن نحو المكان الذي اخبرته به، بينما بقى عمار معها ضمانًا لعدم هربها...
وفي طريقه هو ومحسن لتلك المنطقة، امسك محسن بهاتفه سريعا ليتصل بالشرطة، ولكن عمر اوقفه يسأله:
-أنت بتعمل اية؟
اجابه مسرعا بخشونة:
-بتصل بالشرطة، عشان لاقدر الله لو حصل حاچة كدة ولا كدة!
هز عمر رأسه نافيًا وهو يخبره باختصار:.

-لا، كان في ظابط معايا من اول انتقامي من الحيوان حسين، وزمانه جاي انا قولتله ع المكان واكيد هيجيب قوات معاه
اومأ محسن موافقًا، بينما زاد عمر من سرعته كلما تذكر انها بين يدين ذاك الحيوان الان!
وقلبه يتلوى بين ضلوعه رعبًا، نعم رعبًا لقد نجح حسين في تحقيق المعجزات!
واولهم أن يكون القلق خلفية لحياة عمر بشكل عام...!

نهضت أسيل مسرعة ترتدي ملتبسها المحتشمة بلهفة، ثم فتحت الباب وركضت نحو الاسفل علها تلحق ب جاسر الذي إنصرف مسرعا كأعصار إكتسحها ثم فر واعدًا اياها بعواصف لا تموت ولا تتوقف!
بحثت بعينيها عنه في الصالة ولكن وجدتها خالية تماما، ظلت تفرك يدها وهي تهمس بضيق:
-اوووف اختفى فين ده بقا؟!
وقع نظرها عليه وهو يقف في الخارج مع والدته، تأففت عدة مرات قبل أن تقترب منهم ببطئ..

ولكنهم تقريبا لم يشعروا بها فأكملت والدته حديثها الغامض حتى الان بالنسبة ل أسيل:
-ياحبيبي صدقني انا خايفة على مصلحتك بس
تنهد جاسر بقوة، تنهيدة رغم عمقها وما تحمله من الكثير والكثير حتى بات يصعب عليه حتى اخراجها في صورة طبيعية!
ثم سألها بخشونة:
-إنتِ عايزة توصلي ل إيه دلوقتي يا امي؟ اسرعت تقول في لهفة:
-عايزاك توافق على عنود، بنت خالتك والحمدلله ضامنين انها بتخلف، وبتتمنى لك الرضا ترضى!؟

إستدار جاسر في لحظة وكاد الرفض ينطلق من مدفع لسانه، ولكن رؤية أسيل تقف بقربهم إلى حدا ما بدلت ذلك الرفض المنسوج بخيوطًا قوية، لموافقة كونها صدئ الحديد الذي جعلته يتراكم فوق عشقًا ملكوم!
ف تنهد وهو يخبرها بحسم ثقيل على صدره قبل أن يكون صادم لها:
-أنا موافق يا أمي، كلمي عنود وحددي معاها ومع خالتي وهتجوزها!
وكأن نصلاً حادًا إخترق صدر أسيل في تلك اللحظة...

فترك مكانه فراغًا ينزف شوقًا لمن كان لا تقطر حروفه سوى حنانًا فُقد ببراعة!
بينما إتسعت ابتسامة والدته وهي تربت على كتفه مغمغمة بسعادة:
-ايوة كدة، هو ده ابني حبيبي اللي عايز يفرح أهله
اومأ جاسر موافقا دون تعبير واضح...
فأكملت والدته بحماس:
-هروح افرح عنود وخالتك ونحدد معاهم ميعاد كتب الكتاب
-ماشي يا ماما اعملي اللي يريحك.

همس بها ونظراته متعلقة بالزهور امامه وكأنه يخشى أن تحطيه هالة عشقه الاحمق فتقتل تمرده الذي وُلد لتوه!
بينما استدارت والدته لتغادر فرأت أسيل متجمدة مكانها بثلج كلماته..
ألقت عليها نظرة شامتة قبل أن تغادر، بينما تقدمت أسيل ببطئ حتى اصبحت خلف جاسر مباشرةً تسأله بصوت مصدوم:
-جاسر، أنت آآ أنت اية اللي قولتهولها ده؟

إستعادة رباطة جأشة التي كادت تُكسر من تأثير نبرتها الذي لم يزول حتى الان، ليلتفت لها يقول ببرود:
-نعم!؟ مسمعتيش ولا كبريائك مش سامح لك إنك تسمعي اصلاً؟!
وضعت يدها على فاهها مرددة بحزن مصدوم:
-يعني أنت هتتجوز فعلاً؟! هتتجوز عليا يا جاسر؟
لم يرد عليها مباشرةً، ولكن بعد لحظات صمت تُركت لحديث العيون صدح صوته وهو يخبرها بقسوة جديدة عليها:
-أيوة هتجوز، هتجوز واحدة عايزاني فعلاً وهتجيب لي العيل اللي نفسي فيه.

ظلت تهز رأسها نافية بصورة بدت له اقرب من الهيسترية:
-لا لا، أنت مش هتتجوز، انا استحالة اكون زوجة تانية لا مينفعش
رمقها بنظرة قاتلة، ليهزها بعنف صارخًا فيها بعد أن نجحت في إزالة قشرة البرود الرقيقة:
-هو ده اللي مأثر فيكِ اوي، إنك هتكوني زوجة تانية مش اكتر، لكن لا يا اسيل، إنتِ حتى مش هتحصلي مكانة الزوجة التانية الحقيقية، إنتِ هتبقي بالاسم مجرد زوجة ملهاش لازمة ف حياتي!

أمسكت بذراعه برفق تهمس بصوت مبحوح:
-جاسر لا عشان خاطري، أنا اسفة والله لو جرحتك بتصرفي بس مش هاقدر
تقوس فمه بابتسامة ساخرة وقاسية وهو يخبرها:
-انا اللي اسف أستحملت منك يااااما، لكن صبري نفذ خلاااص
هنا زمجرت فيه بحدة:
-خلاص يبقى طلقني واتجوز براحتك بس انا عمري ما هوافق على الوضع ده
هز رأسه نافيًا بقوة:
-لا، الوضع ده مش اختياري ومفيش حاجة اسمها طلاق، انسي!

كاد يغادر ولكن امسكت به تقترب منه وهي تسأله بما يشبه التوسل:
-ولو حصل حمل؟
تخشب مكانه للحظات، ساكنًا، تفكيره مشتعل باحتمالية هذا الامر!
ولكنه قال بحدة:
-ماعتقدش القدر يكون ف صفك لدرجة انه يكون حصل حمل، لإن انا استحالة اقرب لك تاني
كاد يسير ولكنها اوقفته هذه المرة وهي ترتمي عليه لتصبح بين احضانه، عيناها تواجه سطوة عيناه التي غامت إشتعالاً خفيًا...
فهمست بحبور:.

-جاسر بلاش تجرحني حتى لو انا جرحتك قبل كدة، مفيش واحدة تقبل إن جوزها يتجوز عليها مهما كان وخصوصا عشان سبب زي ده، بلاش توجعني!
أغمض عينيه للحظات وهو يحيط خصرها فابتلعت هي ريقها بأمل، لتجده يضغط على خصرها بأصابعه ليقول جملته التي كانت ترددها دائمًا له، ولكن كان عقاب القدر تبدل الادوار!:
-إبعدي عني، مش طايق قربك مني!
وكم آلمتها تلك، جدا!

كان عبدالرحمن في غرفته كما كان دومًا منذ أن رحلت الحياة من جسدًا لا يحيى إلا بها!
تقريبا هو ما بين الوعي واللاوعي، ما بين خيال هي به معه قليلاً، وواقع يفرض عليه مقاليده القاتلة بحرمانه منها للأبد!..
نهض من فراشه لرغبته في بعض المياه، تلك الغرفة التي لم يغادرها تقريبا منذ أن حدث ما حدث...
خرج بأقدام واهية ووببطئ شديد، فتسرب الى اذنيه صوت والدته ويبدو انها تتحدث في الهاتف بانفعال:.

-خلاص يا دكتور خلاص، عايز كام يعني؟
-...
-لا لا كتير اوي يا دوك، دي ماكنتش جثة مشوهه دي اللي أنت حطيتها مكان الزفته، وبعدين هو انت مش واخد نص الحساب
-...
-خلاص خلاص انا هاتصرف واحاول اجيب لك الفلوس في اقرب وقت
-...
-سلام
أغلقت الهاتف وهي تغمغم بحنق متأففة تحدث نفسها بصوت مسموع:
-جتك داهية كان يوم اسود يوم ما دبست نفسي معاك!
إستدارت تود التحرك، ولكنها صُدمت من تواجد عبدالرحمن خلفها بخطوات بسيطة!

وبالطبع سمع حديثها الذي شعرت أنه ك حبل سيلتف حول رقبتها فيقتلها دون ادنى رحمة...
همست متلعثمة:
-عبدالرحمن آآ أنت، أنت قومت؟!
سألها مباشرةً بجمود:
-دكتور إيه وجثة مين يا ماما اللي بتتكلمي عنهم؟!

وصل عمر إلى ذاك المكان مع محسن والشرطة المتفق معها بالطبع، وفي نفس الوقت كان حسين قد غادر ذاك المكان لحسن حظه!
تسللوا بهدوء إلى داخل ذاك المكان المهجور ليجدوا حوالي خمس رجال فقط يقفوا ك حراسه للمكان...
وخلال دقائق معدودة كانت الشرطة تسيطر عليهم بكل سهولة..!
ركض عمر مسرعا نحو شهد التي رآها متكورة في جزءًا بعيدًا تحيط جنينها بيدها وتبكي دون توقف ك طفلة شريدة!

أسرع يهبط لمستواها يحتضنها بكل قوته فصرخت هي بفزع قبل أن تراه:
-لااااا ابعد عني!
أسرع عمر يربت على خصلاتها المتمردة هامسًا بحنان ملتاع:
-هششش اهدي يا شهدي، اهدي أنا عمر، اهدي يا حبيبتي
لم تصدق شهد، شعرت أن عقلها عطف عليها بخيال قد يُخفف سواد الواقع قليلاً، احتضنته مسرعة تختبئ بين أحضانه وهي تبكي مرددة بهيسترية:
-عمر، آآه يا عمر، عمرررررر!

شدد من احتضانها وهو يلف يداه حولها ويلثم جبتها بعمق هامسًا بأسف على حالتها:
-أنا اسف، اسف يا حبيبتي اسف
إنتبه ليده التي مست جسدها!
فابتعد قليلاً ليُصدم من مظهر ملابسها الممزق تماما حتى بات معظم جسدها ظاهر، بينما هي تحاول تغطية جسدها وهي تبكي بقهر!
امسك عمر بوجهها بين يديه، وألف مطرقه تطرق قلبه بعنف حتى كاد يتوقف وهو يسألها:
-عمل فيكِ إيه يا شهد؟

ظلت تبكي وقد على صوت بكاؤوها اكثر، نظر خلفه ليجد الحميع غادروا احتراما ل مظهر شهد...
حاولت النطق وهي تختبأ في حضنه بخزي:
-خبيني في حضنك، مش عايزة حد يشوف مش عايزة حد يشوفني!
رغمًا عنه إنزلقت عيناه لشفتاها المتورمة ورقبتها التي يبدو عليها اثار قبلات عنيفة بوضوح!
حاول تكذيب نفسه وهو يسألها بصوت اقرب للأنهيار:
-عملك إيه يا شهد؟ قرب منك!؟
لم ترد وإنما ظلت تبكي بصراخ فهزها وهو يسألها:.

-ردي عليا يا شهد لمسك؟ في راجل غيري لمسك!؟
وايضًا لم ترد بل اصبحت تضرب جسدها كله وكأنها تحاول أزالة اثر لمسات ذاك الشيطان عنها بهيسترية منهارة...
بينما هو وكأن إنفجارًا دوى داخله وهو يحتضنها صارخًا بصوت مذبوح:
-ااااااه لااااااااااااااااااااااا
ظلت تصرخ بصوت مكتوم وهي تخفي وجهها في ملابسه بينما هو احمرت عيناه بشرارة مقتولة!
بينما أمسكت هي طرف قميصه وهي تهمس له بحروف متقطعة:.

-إلحقني يا عمر، إلحق، إلحق إبنك، أبني ااااااه
صرخت وهي تمسك ببطنها لينظر عمر سريعا نحو يدها، ويُصعق من مظهر الدماء التي بدأت تسيل منها بغزارة وهي تفقد الوعي بين ذراعيه!

عزفُ العشق مات خلف الأهداب، ووشم الحياة سُلب من الأبدان، وبقىَ جسدي سلعة لا تقبل الأسترداد!
كانت شهد تستند على قدم عمر في سيارته، ومحسن امامه يقود السيارة بأقصى سرعة وهو يكاد يموت قلقاً...
بينما كان عمر يربت على خصلاتها مسرعًا وهو يحاول تهدأتها، و كان صوت بكاؤوها الحاد أقسى نصل يُجرح كومة مشاعره المرتجفة...
صار يقبل كل جزء من وجهها وهو يهتف لها بصوت منخفض شبه باكي:
-أنا اسف، اسف اووي يا شهدي.

تأوهت بصوت عالي وهي تمسك بطنها مرددة بألم:
-بطني بتتقطع مش قادرة، أنا مش عايزاه يموت يا عمر، أنا عايزة أبني!
ضمها لصدره بحنان دفين، هو ايضًا يموت داخليًا!
ينصهر خوفه داخل مارد قلبه فيُشكلا ألمًا لا يُطاق...
و ظل يهمس لها بهيسترية:
-هيعيش، هيعيش ومش هيحصله حاجة صدقيني بأذن الله
تشبثت في قميصه أكثر وهي تصرخ باكية:
-ااااه ياريتني كنت موت قبلها، ياريته كان قتلني بدل ما أنا اقتل نفسي.

ظل يهز رأسه نافيًا بسرعة وهو يحتضن وجهها بين كفيه:
-هششش اوعي تقولي كدة، أنا ماقدرش أعيش من غيرك
دفنت نفسها بين أحضانه وهي تكمل بصوت مبحوح إختلط بحرارة شعورها القاتل:
-احضني، احضني واوعى تبعد عني، انا حاسه اني همووت مش قادرة!
سارع يحتضنها أكثر، يود إدخالها بين ضلوعه فلا يراها سواه!
عَلت صرختها أكثر وهي تمسك طرف قميصه لجوار بكاؤوها الذي كان ك دورة لم يحن وقتها لتنتهي:.

-أبننا هيموت يا عمر، هيموت تاني ويسيبنا نتعذب تاني، كنت مفكرة إن ده عوض ربنا لينا، لكن هو كمان هيرووح!
كاد يصرخ وهو يخبرها بألم:
-شهد ارجوووكِ إستحملي، أنا بتقطع من جوايا، بس هيعيش مش هنخسره تاني انا متأكد
واخيرًا وصلوا إلى المستشفى ف فتح الباب سريعا لينزل، كاد محسن يقترب منها ليحملها مسرعا، ولكن عمر جذبها له ببطئ ليحملها مرددًا بجمود صلب:
-محدش هيشيل مراتي غيري.

لم يرد محسن وإنما تبعوه للداخل، دلف بها إلى غرفة الطوارئ، فنظر له الطبيب مرددًا بجدية:
-بعد اذنك برة يا استاذ
اومأ موافقا ثم غادر في لحظات..
ظل واقفا امام الغرفة، فاقترب منه محسن يسأله متوجسًا:
-هي شهد حصل لها إيه بالظبط يا عمر؟ الكلاب دول عملولها حاجة؟
هز رأسه نافيًا بقوة ظاهرية:
-ولا حاجة يا محسن، زي ما أنت شايف بس، هي منهارة من الضغط النفسي اللي عاشته بس
سأله مرة اخرى مشددًا على كل حرف:.

-متأكد يا عمر مفيش حاچة تاني؟
اومأ مؤكدا:
-أيوة متأكد
اومأ محسن ثم استند على الحائط بجوار عمر الذي نظر امامه بشرود على قيد الوفاه!
لايزال يشعر أنه وسط وحوشًا خلقها كابوسًا ما، إن زوجته ومعشوقته لم يمسها غيره!
ولكن اسفًا كل المخارج والمحاولات تؤدي لنفس الواقع، كل النقاط ستظل في كتابًا واحد أسود خُصص للعذاب!
كم من آهات كتمها داخله عُرف الرجولة عن الكتمان...

وكم من رغبة أشتعلت بداخله تحثه على قتل ذاك الحقير!؟
بعد فترة إستفاق من شروده على صوت محسن الذي ركض يسأل الطبيب بلهفة:
-طمنا يا داكتور، خيتي عاملة إيه دلوك؟
اجابه الطبيب بجدية:
-متقلقوش، احنا وقفنا النزيف خلاص
قاطعه عمر يسأله مسرعًا:
-وهي، هي كويسة يا دكتور؟
اومأ مؤكدًا بهدوء:
-ايوة هي كويسة جدا، والجنين كمان بخير، هي حصل لها نزيف نتيجة الحركات العنيفة التي حصلت لها، لكن هي تمام.

شعر عمر أن الحفرة تزداد خنقًا حوله أكثر فأكثر، أن كل شيئ حوله يصرخ معلنا أن زوجته لم تعد له وحده كما كانت!
أن آخر شاركه فيها!..
إنتبه للطبيب الذي أكمل بصوت أجش:
-بس مش عايزين أي مجهود ولو بسيط لان ساعتها ممكن الجنين يتعرض للخطر ونفقده
اومأ عمر موافقًا، ثم همس:
-تمام، متشكر يا دوك، اقدر ادخل اشوفها؟
اومأ موافقا:
-ايوة اتفضل.

دلف عمر إلى الغرفة بخفوت، بينما أنتظر محسن أن يدلف لها عمر اولا ثم يتبعه هو، دلف ليجدها تنظر ناحية الشرفه وبمجرد أن شعرت بوجوده حتى إلتفتت له هامسة:
-عمر..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة