قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع

رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع

رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع

سحبها من يدها متجها إلى غرفتها، بدأت تحاول تثبيت قدميها في الارض ان تفلت من قبضة يده التي تعصر يدها
رؤى باكية: لاء يا جاسر، ابعد عني، سبني سبني حرام عليك
دخل إلى غرفتها واغلق الباب بالمفتاح وبدأ يقترب منها ينظر لها بشر
رؤى بفزع: أنت هتعمل ايه، أنت وعدتني
جاسر ضاحكا بشر: أنا شيطان يا حلوة، في شيطان بيوفي بوعده
رؤى بخوف: أنا آسفة مش هقول حاجة تاني، بس أبوس إيدك سبني
جاسر بشر: عيزاني اسامحك.

هزت رأسها إيجابا سريعا وهي تحاول الابتعاد عن مرمي يديه
جاسر: بوسي رجلي
اتسعت عينيها بصدمة مما سمعت تلقائيا هزت رأسها نفيا: مستحيل
جاسر ساخرا: أنا عارف أنك نفسك فيا بس مكسوفة تقولي، عشان كدة بتستفزيني عشان أكسر وعدي صح.

هزت رأسها نفيا سريعا ودموعها تتساقط بقوة من عينيها: لاء والله، أنا آسفة مش هقول كدة تاني والله آسفة، آسفة
اقترب منها وبريق الشر يلمع في عينيها وتلك الابتسامة الشيطانية تعزف انغامها علي شفتيه فاعطته منظر مرعب.

انقذها في تلك اللحظة صوت رنين هاتفه، التقطه من جيب سترته وفتح الخط
جاسر: ايوة يا فتوح
فتوح: يا باشا العروسة قربت تزهق
جاسر: طب أنا هتصرف
اغلق الخط ونظر ناحية تلك المذعورة بحدة
جاسر بفحيح كالثعابين: المرة دي هسيبك، لكن لو فكرتي مجرد تفكير انك ترجعي تقولي الكلام دا تاني
هخليكي تتمني الموت تشتهيه من إلى هعمله فيكي، مفهوم يا حلوة
هزت رأسها إيجابا عدة مرات سريعا من شدة خوفها.

جاسر: خمس دقايق والاقي الأكل علي السفرة
رمقها بسخريته المعتادة ثم تركها وخرج من الغرفة
رؤى باكية: الحمد لله، الحمد لله، دا ما ينفعش معاه العند خالص لازم اشوف طريقة تانية.

خرجت سريعا من غرفتها واتجهت ناحية المطبخ وبدأ تخرج كل ما تجده في الثلاجة يصلح لأن يقدم للفطور.

ومن ثم وضعته في اطباق ونقلته سريعا إلى طاولة الطعام الكبيرة
كانت تهرول حتى تستطيع ان تضع الطعام سريعا
رؤى بتذمر: وبعدين في سباق الجري دا، كل دي مسافة من المطبخ للسفرة ما ياكل في المطبخ وخلاص، يا اختي اسكتي يا رؤى ليسمعك دا مجنون.

وضعت الاطباق علي طاولة الطعام، نظرت إلى ساعة الحائط لقد مر اكثر من ربع ساعة ولم يخرج من غرفته
رؤى: هو ما خرجش ليه دا قالي خمس دقايق، عنه ما خرج، يا نهار أبيض ليكون مستنيني أروح أنادي عليه دا هيطين، يا رب ارحمني من الرعب دا.

ذهبت ناحية عرين الأسد بخطوات مرتجفة تقدم قدم وتؤخر الاخري إلى أن وقفت أمام باب غرفته فرفعت يدها ودقت الباب عدة مرات.

رؤى في نفسها: هو ما بيردش ليه، يكون خرج، مات، ولع وخلصت منه، طب ادخل، لالالا، طب أعمل ايه، أنا هدخل وخلاص.

فتحت باب الغرفة بهدوء تقدمت بداخلها خطوة واحدة، وجدت تلك اليد تقبض على عنقها لتدفع جسدها ليرتطم بالحائط.

جاسر غاضبا: هو انا مش قولتلك ما تدخليش الاوضة دي ابدا
رؤى بخوف: هو، يعني، مش، انت انا، انا انا، الاكل
جاسر بهمس يشبه فحيح الأفاعي وهو يشير إلى فراشه الكبير: شايفة السرير دا، هنفذ عليه حكم اعدامك، هخليكي تتمني عليه الموت ومش هتلقيه، هدبح عليه روحه ببطي
ظل صدرها يعلو ويهبط بشدة من خوفها ونزلت الدموع تتسابق علي وجنتيها
جاسر: تؤتؤتؤ، وفري دموعك عشان هتحتاجيها قريب، نضفي الاوضة كويس.

ثم نظر اليها بسخرية وخرج من الغرفة، لتتهاوي علي الارض تبكي بخوف
رؤى في نفسها: يا رب يا رب انا ماليش غيرك يا رب احميني منه يا رب
قامت تنظف غرفته عندما صوته الغاضب يناديها
جاسر غاضبا: رؤى
ذهبت اليه مسرعة ووقفت بعيدة عنه بمسافة كافية لتحمي نفسها من براثة
اشار بيده امامه مباشرة
جاسر غاضبا: تعالي هنا
اقتربت بعض الخطوات مترددة
رؤى بصوت مرتعش وخائف: نعم
جاسر بغرور: امسحي جزمتي
جحظت عينيها بصدمة: نعم!

جاسر غاضبا: انزلي تحت رجلي وامسحي جزمتي، يلا والاااا
رؤى سريعا بخوف: حاضر حاضر
شعرت بالذل وهي تهبط تحت قدميه لتمسح حذائه شعرت بضائلتها امام هذا الصرح الشامخ، تذكرت ايامها الجميلة في منزل والدها
رؤى: الجذمة اهي يا بابا، انا لمعتها وخلتها ايه، احلي من وش عاصم
عاصم غاضبا: اه يا جزمة طب تعالي بقي
جري عاصم خلف رؤى وعندما امسك بها ظل يدغدغها وهي تضحك بسعادة
فاقت من ذكراها السعيدة علي صوته الغاضب.

جاسر غاضبا: اخلصي
مسحت حذائه سريعا وقامت وقفت امامه منكسة الرأس بذل
قبض على خصلات شعرها بعنف
جاسر: بصي بقي يا حلوة، اي حركة كدة ولا كدة هتعمليها وانا برة، هوريكي جهنم علي الارض، لو حاولتي تستنجدي بجد او تكلمي حد، هخليكي تتمني الموت، فاهمة
ترك شعرها بعنف لتسقط على الأرض تبكي وتتعالي شهقاتها، نظر اليها بسخرية ثم خرج من المنزل واغلق الباب خلفه بالمفتاح.

ركب سيارته وقادها منطلقا إلى المستشفى التي بها علي دق الباب ودخل الغرفة
جاسر: صباح الخير يا علي
نظرت له والدة علي بغضب وتركهتم وخرجت من الغرفة
بينما نظر اليه علي بضيق واشاح بوجهه بعيدا
جاسر: انا عارف يا علي ان انت زعلان مني بس انت إلى غلطت الاول
علي غاضبا: غلطت، عشان عايز انقذ واحدة مالهاش اي ذنب من واحد مريض زيك ابقي غلطان، فعلا ما احنا في زمن العجايب، قولي بقي يا جاسر باشا دبحتها ولا لسه.

هز جاسر رأسه نفيا
علي ساخرا: معقولة يا راجل، ومستني ايه
كاد جاسر ان يرد
علي: لاء لاء استني انا عرفت اكيد عايز تذلها الاول صح
جاسر: سيبك من كل دا، ايه الموضوع المهم إلى كنت عايزني فيه
علي: أنا مش عايزك بصفتك جاسر صاحبي لأن صحوبيتنا خلاص انتهت أنا عايزك بصفتك جاسر باشا صاحب المستشفى
عقد جاسر حاجبيه باستفهام: مش فاهم منك حاجة يا علي في ايه.

علي: هفهمك يا باشا، ثم بدأ يقص له ما حاول حارسه فعله مع تلك الممرضة المسكينة
علي ساخرا: بس عارف أنا مش متفاجئ ما هم حرس جاسر باشا مهران يعني اكيد لازم يكونوا زيه
جاسر بجمود: هو فين
علي: مرمي في الأوضة...
قام جاسر من مكانه دون أن ينطق كلمة اخري وذهب ناحية تلك الغرفة بخطوات جامدة
يتردد في عقله صوت تلك الصرخات
( خلاص ضيعني أنا ضعت، لييييه أنا عملت ايه، ليه جاسر، أنا عملت ايه عشان يحصلي كدة ).

هز رأسه نفيا بعنف ليبعد تلك الذكريات عن رأسه، وصل إلى الغرفة المطلوبة فوجد احد حراسه يقف أمامها
جاسر بجمود: افتح الباب
فتح الحارس الباب سريعا وتنحي سريعا بخوف
تقدم جاسر بهدوء إلى أن دخل إلى تلك الغرفة فوجد ذلك الرجل متكوم في احد أركان الغرفة
نهض سيد سريعا عندما وجده امامه في الغرفة
نظر سيد له بفزع وازدرق ريقه عدة مرات من شدة خوفه
سيد بفزع: ججج. جاسر باشا.

اشار جاسر بيده للحارس الآخر فاغلق الباب علي جاسر وسيد معا
وقف جاسر يرمق سيد ببرود نظراته كسهام من السقيع حاد البرودة
جاسر بجمود: ليه
سيد سريعا: كدب يا باشا أنا ما عملتش حاجة صدقني
حك جاسر ذقنه باطراف اصابعه
جاسر ببرود: كدب، بس إلى قالي مستحيل يكدب، ليه واحسنلك تقول الحقيقة
سيد بخوف: كنت عايز اشفي غليلي منها جيت أجر معاها ناعم راحت ضرباني بالقلم.

تردد في عقله تلك المرة ( ليه عمل فيا كدة، كل دا عشان صديته عشان قولتله إن مستحيل أعمل كدة، حرررررام، ليييه، ليييه ).

فجاءة تحول هذا الجليد البارد أن بركان منصهر تدافعت حممه بدأ المرضي في المستشفي يستمعون إلى صرخات واستغاثات
قادمة من تلك الغرفة المغلقة
في داخل الغرفة، وقف جاسر يعدل من سترة بدلته الفخمة، وهو يرمق الملقي ارضا غارقا بدمائه بغضب كفيل بإحراقه.

ذهب ناحية باب الغرفة وخرج من الغرفة، وقف أمام الحارس الاخر الذي كان يرتجف خوفا من سماعه لصرخات زميله، وضع جاسر يده في جيبه واخرج بعض الاموال واعطاها لهذا الحارس
جاسر: ترموه قدام اعفن مستشفي وتسيبوا معاه الفلوس دي يتعالج بيها
الحارس سريعا: حاضر يا باشا، حاضر
خرج جاسر من المستشفى باكملها وركب سيارته
وذهب إلى شركته ومنها إلى مكتبه، دقائق ودخلت السكرتيرة الخاصة به.

سهي: جاسر بيه، الاستاذ حسين عبد الوهاب من الحسابات عايز يقابل حضرتك ضروري
ابتسم بسخرية: دخليه
خرجت السكرتيره من الغرفة ودخل حسين
جاسر ساخرا: عايز ايه يا حمايا العزيز
حسين غاضبا: عايز بنتي يا جاسر
دوت ضحكاته الساخرة في ارجاء الغرفة
جاسر ساخرا: بقي عايز تاخد مني العروسة يوم الصباحية يا عمي، دا انا حتى لسه ما شبعتش منها
حسين غاضبا: رجعلي بنتي يا جاسر، لإما هبلغ عنك واقول انك خاطفها.

جاسر ضاحكا: هو في حد بيخطف مراته بردوا يا عمي
حسين برجاء: ابوس ايدك يا ابني رجعلي بنتي
مد جاسر يده له: بوس
تقدم حسين منه وهو يشعر بالذل والمهانة
وقبل يد جاسر
نزع جاسر يده واخرج دفتر الشيكات من جيبه وكتب عليه مبلغ مليون جنية
ومد يده به إلى حسين
حسين: ايه دا
جاسر ساخرا: بنتك، قصدي تمن بنتك
حسين غاضبا: انا مش عايز فلوسك انا عايز بنتي
جاسر: بنتك ماتت، قصدي اعتبرها ماتت.

حسين غاضبا: حرام عليك يا اخي انت شيطان مش بني آدم
جاسر: امممم، انا سمعت الجملة دي فين قبل كدة، اه اه افتكرت، كانت بتقولها بنتك المصونة رؤى قبل ما اكسر عينيها واذلها واخليها تنزل تحت رجلي
حسين غاضبا: هقتلك يا جاسر
دوت ضحكاته الساخرة في ارجاء الغرفة: وترمل بنتك يا حمايا العزيز
عاد وجهه إلى الجمود مرة أخرى: علي مكتبك، واياك تيجي هنا تاني، عشان ما اخليش الدور الجاي علي طمطم ماشي يا حمايا العزيز.

خرج حسين من المكتب فرفع جاسر قدميه ووضعهما علي مكتبه واسند جهاز اللاب توب علي قدميه وشعله
جاسر: اما نشوف يا شيخة رؤى بتعملي ايه
ظل يبحث عنها، بكميرات المراقبة إلى ان وجدها متكورة علي نفسها امام باب المنزل من الداخل تبكي بصمت
جاسر بشر: ولسه يا رؤي، هتشوفي العذاب ألوان عشان حظك الأسود وقعك في طريقي
ثم امسك هاتفه واتصل بفتوح
جاسر: عملت إلى قولتلك عليه
فتوح: ايوة يا باشا
جاسر: والنتيجة.

فتوح: زي ما حضرتك توقعت بالظبط
جاسر: طب ابقي عدي الحسابات هتلاقيني سيبلك مبلغ كويس
فتوح: متشكرين اوي يا باشا، احنا خدامينك في اي وقت
اغلق جاسر الخط وابتسم بشر
جاسر: اخيرا، هنتقم منك يا صبري
في مكان اخر تحديدا في احدي المستشفيات النفسية الشهيرة.

في احدي الغرف سيدة في منتصف الثلاثنيات(جميلة ذات شعر بني طويل وعيون رمادية وجسد ممشوق ولكن ملامح الحزن والخوف مرسومة بدقة علي وجهها ) تجلس علي فراش كبير في غرفة فاخرة جدا تضم ركبتيها لصدرها وتحاوطهما بذراعيها وتتظر امامها بشرود.

يجلس علي الكرسي المجاور لسريرها طبيب في أوائل الأربعينات ولكنه يبدو في الثلاثينات لانه يتمتع بجسد رياضي منتاسق وطول فارهه وملامح رجولة اصيلة من حيث البشرة البرونزية والشعر الاسود الكثيف الذي اختلط فيه بعض الشعيرات البيضاء فزادته وسامه ولحيه خفيفه وعيون بلون غابات الزيتون تبعث الدفئ لكل من ينظر اليهما )
ياسر: نرمين، نرمين، طب اديني اي اشارة انك سمعاني وحاسة بيا، نرمين ردي عليا.

امسك رسغ يدها ليقيس نبضها، فارتجف جسدها بشده وارتسم الذعر علي وجهها بدقة
راقب ردة فعلها بأعين طبيب خبير، ظل قابضا علي رسغ يدها، نظرت له بذعر ثم ارتخي جسدها وفقدت الوعي
قام من مكانه واخذ حقنه مهدئه وحقنها في وريد يدها ودثرها جيدا بالغطاء
ياسر: وبعدين معاكي يا نرمين، يا تري ايه إلى وصلك للحالة دي حتى اخوكي مش راضي يقولي حاجة، علي العموم راجعلك تاني.

ثم خرج من الغرفة وذهب إلى مكتبه وفتح ملفها للمرة العاشرة منذ استلم الوظيفة في هذه المستشفي منذ اسبوعين وقد سلمه الاطباء هذه الحالة الميئوس منها.

في منزل جاسر
ظلت متكورة مكانها تبكي بصمت وشعور الذل والخوف استحوذا عليها، إلى ان رفع اذان العصر في الجوامع القريبة من البيت قامت وذهبت إلى الحمام وتوضاءت، ووقفت بين يدي بارئها تدعوه وتشكو اليه، يفيض لسانها بالدعاء عند كل سجده والدموع تتسابق في الهطول من عينيها
انتهت من صلاتها وقامت لتعد طعام الغداء
في احد النوادي
سوزي: come down شاهندا، انتي ليه متعصبه كده.

شاهندا: انا شاهندا الدمنهوري، حته بتاع زي دا يقولي you are note my type
سوزي: so what طظ فيه يا شاهندا ايه بقي إلى معصبك
شاهند غاضبة: سوزي بليز shut up انتي مش فاهمة حاجة
في شركة جاسر، التقط جاسر مفاتيحه وهاتفه وركب سيارته وانطلق إلى النادي
دخله بخطي واثقة مغترة بحث عنها بعينيه فوجدها تجلس مع صديقتها
جلس علي الطاولة القريبة منهم
سوزي: اهو يا شاهندا
نظرت له شاهندا بغيظ ثم لمعت في رأسها فكرة.

قامت شاهندا واتجهت إلى المسبح ووضعت يدها علي رأسها ومثلت انها اختلت توازنها وسقطت في المسبح.

نظر لها جاسر بسخرية
( كم انتي حمقاء يا حواء تقعين فريسة شباك آدم حتى دون ان ينصب شباكه )
قام جاسر سريعا وخلع چاكت بدلته وقفز إلى المسبح واخرج شاهندا منه ووضعها جانبا
بدأ يحاول ايفاقتها، فتحت عينيها ببطي وابتسمت
شاهندا: ميرسي
جاسر بابتسامة خبيثة: العفو
ساعدها علي النهوض مدت يدها لتصافحه
شاهندا: شاهندا الدمنهوري
جاسر: شادي سليمان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة