قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم 8

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن

لفها اليه بشده آلمتها وقال بهدوء مرعب ..
- ابوكي ذات نفسه مش هيبقي ليه كلمه عليكي انتي خلاص بقيتي هنا ...
واشار الي رأسه...نفضت ذراعها بعنف واردفت بحده مماثله ...
-ااااه هي بلطجه بقي ..انت سامع نفسك يا باش مهندس انت بتلومني علي حاجه غريبه جدا ..هو احنا في بينا حاجه لا سمح الله ...
لوا يونس ذراعها للخلف وابتسم بشر وهو يمسك بخصله لشعرها وهي تأبي الخضوع له ...
-لو سمحت عيب كده افرض حد دخل دلوقتي...

رفع حاجبيه بتعجب: الله هو مش احنا اخوات ولا ايه ؟! انتي حيرتيني معاكي !
رن جرس باب المبني فنزل جابر يفتح الباب ويري من يزورهم بدون سابق انذار...
فوجئ بوالد بدور امامه الذي ما ان رأه حتي اشتعلت النار في عينيه منذرا بمنحني لن يسروا به...
جابر بتوتر و صوت متقطع: حاج ابراهيم حمدلله علي السلامه ..انت جاي ليه ؟! اقصد حضرتك جاي من غير معاد في حاجه و لا ايه ؟!
نظر له ابراهيم بغضب: ربنا اللي جابني لاجل ما اشوف الخيبه اللي بجينا فيها بنتي فوج وياكم ؟بعد من وشي ...
دفعه الي الجانب وصعد الي اعلي ويتبعه جابر بوجه اصفر شاحب وابراهيم يتوعد لاخيه وابنته و يخطط لما سيفعله بهم ...
فتح الباب وجد توفيق وايمان يشاهدون التلفاز وقف الاثنان بسرعه وتقدم منه توفيق ...
-ابراهيم ! حمدلله علي السلامه،انت جيت امتي ؟!

ابتسم ابتسامه جانبيه وهو يهزر رأسه بخيبه امل ...
-هو ده كان اتفجنا يا ولد ابوي ابتضحك عليا و تجولي جابر ويونس مش عايشين إهنه ..خلاص بنتي بجت رخيصه اوي عنديكم ...
سمع يونس و بدور صوت والدها فكادت ان تخونها ركبتيها وتقع علي وجهها ولكن يونس وازنها بسرعه وخرج سريعا الي الخارج ...
يونس بجرأه: احنا معندناش بنات رخيصه يا عمي !
ابراهيم بحده: متتحدث والكبار بيتحدثوا يا ولدي ...
عاد بنظره الي توفيق: بنتي فين يا توفيق،احنا راجعين الصعيد دلوك مالهاش مكان وسطيكم...
شعر يونس بالارض تنهز نحت اقدامه فاردف بغضب: ايه الكلام ده ...!
توفيق: استني يا يونس، ايه يا ابراهيم انت ناسي اتفقنا ولا ايه وبعدين بدور بدأت كليتها زي ما قلتلك ! ده انت حتي مباركتلهاش يا راجل دلوقتي محموق وعايز بنتك !
-مالكش صالح بالي بيناتنا ..بدووور يا بدوور..

خرجت بدور التي اختبأت بالداخل وهي تستمع له وتبكي ! نظر والدها بغضب و حنق وقال ...
-ادخلي لمي خلجاتك ومش عايز اسمع ولا كلمه من اي حدا فيكم والا يمين تلاته افرغ الفرد كلاته في دماغها ...
اراد يونس التدخل فامسك به والده ليسكته ... بينما هرعت بدور لارتداء ملابسها وخمارها وهي مغيبه وتسمع صفاره ف اذنها كأنذار ارتفاع الضغط...
ايمان بهدوء: اهدي بس يا ابو ليلي ... محصلش حاجه لكل ده وبعدين انت عارف ان يونس لبدور وبدور ليونس..
ابراهيم بحده: الكلام ديه تخبري لجوزك اللي سمح بوجودهم في بيت واحد مش اني ..واني معنديش بنات للجواز خلاص ...
توفيق بغضب: هو لعب عيال ولا ايه يا ابراهيم ...

يونس وهو مصدوم من حديثهم استجمع نفسه سريعا واردف قائلا...
-بدور دي امانه في رقبتي يا عمي وانا بخاف عليها من نفسي قبل اي حد تاني ..
-بس يا ولدي مش عايز اسمع حديث ليك واصل امعاياه ...
توفيق: انت خرفت فعلااا انت عايز ايه غير انه يتجوزها ويحافظ عليها ..
خرجت بدور وهي تشعر بالتيه عن اي زواج يتحدثون ؟!هي لن تتزوج ابدا قبل ان تأخذ شهادتها الجامعيه! هل سيعاقبها والدها بانهاء حلمها بهذه الطريقه ؟! هل تزول منه كل مشاعر الابوة الي هذه المرحله...

استجمعت شجاعتها وهي تبكي: انا مش هتجوز حد يا بوي ...
لينقض عليها ابراهيم صافعا لها صفعه مدويه كادت ان تخلع رأسها ليتقدم منه يونس ويدفعها بعيدا عنها قبل ان يعيد ضربها ...و يمسك يده في الهوا ...
ابراهيم وهو يتنفس بشده: بعد يا يونس !
توجهت ايمان الي بدور تحتضنها بينما دفع توفيق يونس ووقف امام اخيه ...
توفيق بغضب: ممكن تهدي شويه ونتكلم بالعقل ...وتفهمني انت جي ليه اصلا ..اكيد مش جاي تتخانق وتمشي...
-لاااه كنت جاي اخبرك اني هتجوز واجيبكم وياااياه ...
صدم الجميع واولهم بدور الذي ذهب عقلها مباشرا الي امها الروحيه التي ربتها وضحت بنفسها ! زاد بكائها علي حياتهم التي تدمر بسبب انانيه والدها ...
توفيق: انت بتتكلم جد ؟! ومين العروسه بقي ؟
ابراهيم: بنت العزايزة ...

توفيق بغضب: انت جرا لعقلك حاجه هتجوز عيله قد بناتك !
ابراهيم بغضب: وانت ايه دخلك انت ! انا حر ف نفسي تكنش هتصرف عليا ولا حاجه ...
التفت الي بدور ليمسك بذراعها ...
-جدامي يالي جيبالي العار...
كان توفيق يمسك بيونس حتي لا يقوم بشئ يندم عليه فيما بعد ...
قال بغضب: انت ماسكني انا ليه ؟ انت هتسيبه يخدها ؟!
لم يلتفت له ونزل هو وبدور للرحيل الي الصعيد ...
توفيق بقله حيله: هعمله ايه يعني دي بنته اهدي انت بس وانا هتصرف ...
جابر بغضب: يهدا ايه احنا لازم نروح وراهم ونرجعهوها من الراجل ده ! ده ممكن يجوزها اول ما يوصلوا !
يونس وقد اسودت الدنيا في عينيه شعر وكأن روحه تخطف من جسده ...
-انا مش هستني انا هنزل وراهم ... انت مش متفق معاه ان بدور هتتجوزني بيبقي لازم يلتزم بكلمته هو لعب عيال !
جابر بإصرار: وانا هاجي معاك يلا بينا ...

توفيق بضيق وفي نفس الوقت يشعر بالراحه من رد فعل يونس علي زواجه من بدور فمن الظاهر انه سيشكر والده فيما بعد علي هذا القرار..
- استنوا ياولاد استنوااا متخبلوش عقلي انا هغير انا وامكم وهنروح سوا ...

اما في منزل ليلي...
روحيه و شفتيها ترتعش من الرغبه في البكاء ..
ليلي بحزن: الله يرضي عليكي لو بكيتي دلوك هبكي وياكي انا ماسكه نفسي بالعافيه ...
روحيه بألم: لاااه مش راح أبكي...اللي يتزوج يتزوج واللي يغور إيغور ...
ليلي: إهدي إكده عشان انفكر هنمنع المصيبه ديه كيف !
-خلاص معدش فارج هو اختار يا بنيتي...
ليلي بضيق: الله يرضي عليكي يا امي متجننيش إنتي كومان ...سيبيلي انا الموضوع ديه وانا هتصرف !

في ساعات الصباح الباكره لليوم التالي وصل الحاج ابراهيم وبدور الي منزلهم في سوهاج...

ابراهيم بحده: اطلعي لفوج ومتنزليش جصادي واصل...
صعدت بدور وهي تبكي علي حياتها و حلمها الذي انتهي قبل ان يبدأ ! شعرت بوحده رهيبه وجال تفكيرها الي يونس ورده فعله هل يحبها بحق ؟!
وتهديد ابيها بتزويجها هل سينفذه بالفعل والاهم هل سيتزوج ابيها ويهدم ما تبقي من حياه و قلب روحيه،هي من اهتمت بكل صغيرة وكبيره في البيت و كانت سبب اساسي في تحملهم لحياة البؤس مع هذا الاب الذي يري ان اظهار المشاعر هو ضعف للرجل ولايعلم ان قوته في حبهم له !
غلب النعاس والتعب من السفر طوال الليل عليها وهي تبكي وتندب ضياع كل شئ في حياتها بسبب ابيها ليثبت باصرار ان هذا النهار اتعس نهار في حياتها ...
...
اما عند ليلي و علي...
علي بحده: بس ياض انته ...متمدش يدك علي اختك إصغيرة ...
ليلي ببرود: احط الواكل دلوك ؟!
نظر لها يدرس مزاجها ليحمحم بحلقه ...
-انتي كلتي ؟!
-ايوة اكلت مع روحيه لما جات إهنه ...
رفع حاجبه وابتسم بتهكم: هي لحجت تيجي وتروح ...وياتري بتحربوا علي إيه !

ليلي بغضب: نحرب ! مالكش صالح بيه يا علي !
همت بالرحيل وهي تحمل ابنهم ولكنه امسك ذراعها بعنف ...
علي بهدوء حاد: لما اتحدث وياكي ..تفوجي لنفسك وتعرفي ابتتحثي مع مين يا حرمه انا ليا صالح بكل حاجه فيكي ...انتي فاهمه !
فاق علي ببكاء ابنه الذي ما ان رأي دموع امه من قوة قبضه ابيه؛ حتي انفجر باكيا يخبئ رأسه في رقبتها وهو يلوح بقبضته علها تمس يد ابيه الممسكه بها...
ابعد علي يده سريعا ولعن تسرعه الدائم وسوء تصرفه فيما يخص زوجته..
اخذ الطفل من يدها باعجوبه بينما ركضت هي بعيدا الي غرفتهم ...
هدأ الطفل وبدأ يلاعبه بحركات و كلمات غير مفهومه فأخر ما يرغب به هو ان يخشاه اولاده ويظنون به القسوة تماما كوالد ليلي...عاد به قلبه للتفكير في ما قاله لها اخر مرة وشعر بالصغر و الحزن علي حبيبته ...
سمع بكاء صغيرته الاخري وغناء زوجته لها لتأخذها في نوم عميق بصوتها الملائكي،الذي يتقطع ويتخلله بكاءها بينما تعافر هي نفسها من اجل طفلتها ...بدأ يجول بماهر علي كتفه ويهزه الي نومه وهو غارق في صوتها الحزين الذي يتغلغل الي أعماقه ويمزق داخله ...
سرحت ليلي وهي تهدأ ابنتها ..الحب ...كلمه تريد عيشها ولكنها حرمت منها ... كم انت محير يا حبيبي استحبني يوما ام اقبل بنصيبي في الحياة وجفاءك تجاهي ؟ ...أألتفت لابنائي علهم يتوصوا بي خيرا ... وأعيش كباقي النساء وأقبل بان أعيش مع حبيبي ليتعود علي قربي دون ان احرك مشاعره !
هل خدعت في ما رأيته في عينيه وتوسمي بالامل بأن تكون نصيري في هذه الحياة المريرة ؟!
تساقطت الافكار عليها وهي تدندن باغنيتها لرضيعتها غير آبهه بدموعها المنهاله علي وجهها...

...
وصل يونس و العائله الي بيت عمه وهو يكاد يجن من صراعه الداخلي و ماحدث من تغيرات بسرعه البرق ويلعن رغبه قلبه في الزواج بها و عدم تحمله لفكرة زواجها بأخر ..ولكن ما أذي مشاعره واغضبه الي حد الجنون هو رفض بدور للزواج منه !
لكنه لن يتركها وشأنها ابدا وسيعاقبها علي هذا القرار، فهي له وحده !..

فتحت الخادمه الباب ورحبت بهم واستدعت ابراهيم الي الاسفل ...
ابراهيم بضيق ليرد بدون سلام ..
-بالله عليك اني ما فاضي يا توفيق للي بيحصول ديه ...بت يا سكينه جهزتوا الزيارة والفطير اني إكده هتأخر جبر يلمكم كلكم ...
هرعت اليه هي ورجاله بالاقفاص الممتلئه بخيراته ...
توفيق بتهكم: ههههههههه ايه ياعريس ان كنت هتروح الزيارة لاهل العروسه من غير اخوك ولا ايه ...
ابراهيم بحنق: والله مكنتش تعبت نفسي يابن الاصول وجيت لحد عنديكم بس اللي شفته غيرلي مزاجي ...
توفيق وكأنه لم يستمع له: يلا بينا كلنا هنروح لمرات اخويا الجديدة طبعا ده واجب علينا...
تأفف ابراهيم وصاح بأعلي صوته: يلااااااا يا بدووووووووور ...
هرعت بدور الي اسفل وهي ترتدي خمارها، استوقف يونس خلو عيناها من كحلها وزينتها وكأن روحها قد ذبلت بانتهاء اليوم السابق...
وقفت فجاه وانتقلت بعينها بينهم لتستقر علي يونس ذو الملامح الجامدة كقناع لا يظهر مشاعره او ما يفكر به ...نظرت الي الاسفل عندما نظر والدها لها بحده ولم تتجرأ علي الاقتراب منهم، قابلهم ليلي وعلي بعد مرورهم بوالدته لاعطائها اطفالهم ليدخلوا معا الي عائله النسب القادمه في وسط صدمه ليلي من وجود بدور و عمها وعينان اختها الباكيه اعلمتها انها لن تسمع ما يعجبها...
لاقوا ترحيبا كبير من قبل العزايزة وبدء الرجال المجتمعين الاتفاق علي مراسم الزواج بينما اتجهت بدور وليلي لمقابله العروس في جناح أخر من البيت ...
صدم الاثنان ما ان وقعت عيناهم علي العروس التي لاتتجاوز من العمر ال 20 عام !
مرت نظرة حزن بينهم عندما رأوا ملامح الحسرة والحزن عليها ...بالطبع فأي فتاة في هذا السن ستتمني رجل قد تخطي ال 50 من عمره كزوج ؟!
رفعوا الوشاح من علي وجوههم واقتربوا منها يحاولون وصل المحبه بينهم ولو لمجرد تهدئتها، ملاحظون نظرات التحذير من والدتها تاره و عمتها تاره اخري ...
والده العروس: ياااالف مرحبااا نورتونا والله يا زينه بنات الصعيد ...
ليلي بابتسامه بسيطه: ابنوركم يا خاله ...انتوا و زينة العرايس ..اسمك إيه يا عروسه...
صكت علي اسنانها وهي تستجمع قواها: اسمي وداد...
بدور يتوتر: عاشت الاسامي يا حبيبتي ...اني بدور و دي اختي ليلى ...
نكزتها والدتها فردت وداد بسماجه: اهلا بيكم ...
وعادت الي سكوتها مرة اخري ...
انشغل الجميع في الحديث فسحبت وداد نفسها لتختلي بنفسها دقائق معدوده حتي لا تنفجر في البكاء امامهم فيعاقبها اهلها...
خرجت من الباب الخلفي واستقرت وراء احد الاشجار وبدأت تبكي بقهره علي مصيرها الاسود ...
وداد لنفسها: ليه ياابي تعمل فيه إكده الله يسامحك ويسامحكم كلاتكم علي عذابي ديه...
رفعت كمها لمسح وجهها لتجد قطعه من القماش امامها شهقت ونظرت الي صاحب اليد الممتده لتري رجلاا هو اجمل رجل رأته في حياتها بعيونه الخضراء الواسعه وابتسامته البريئه ...
قفزت بخوف من ان يراهم احد وصاحت به: انت مين ؟! وعايز إيه مني ؟
جابر بخضه: بسسسس بسسس في ايه انا هعوز منك ايه يعني! انا بس لقيتك بتعيطي قلت اديكي المنديل عشان العيون الحلوة دي حرام تعيط ...
نظرت له بغيط وقد لاحظت اختلاف لهجته: مالكش صالح أبكي ولا ماابكيش ..ديه إيه ده بعد عني؟

رفعت ردائها وهرعت بسرعه الي الداخل قبل ان يراها احد معه...
تنهد جابر وابتسم لظهرها وهي تسرع الي الداخل...
جابر لنفسه: يا خرابي علي حلاوة امك ! لسانك مبرد بس يهون قدام عنيكي ...واضح ان البيت ده مش هياخد الحاج ابراهيم بس ...استر ياااارب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة