قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم 5

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

علي بغضب: لاااه مش هحلف لأني هكسر ضلوعك لو مافتحتي في الثانيه دي...
فتحت ليلي الباب فدفعه علي بعنف وامسك بيدها يجرها للخارج ...
وضعت يدها علي وجهها وكأنها تحتمي منه مما زاد من غضبه ...
-انتي بتعصي كلمتي و تفتحي وانتي بالحال ديه ..
-دي امي الحاجه هي حد غريب...

-غريب ولا جريب .. اني رجاله بشنبات بتنحني ولا تعصاش كلمه ليا ...لكن انتي يا حرمه بتجفي جصاد كلامي عيني عينك اكده ...شوري عليا جولي اعمل فيكي إيه تعبتيني وياكي جوي جوي ...
ليلي بخوف: الله يرضي عليك يا علي أنت اللي مش طايجني ولا طايجلي كلمه ...
علي: ما هو من عمايلك السوده هطج منيكي ! ردي اعمل فيكي ايه جوليلي ؟!
نظرت الي الاسفل بخوف وهي تفكر في كيفيه الهروب منه ...
استمر علي في كلامه الغاضب: ايه يا مرتي ماتنطجي ولا بلعتي لسانك دلوك ! فالحه بس تعصيني وتعصبيني ...
ليلي وهي تبكي: خلاص يا علي اومال! اموتلك نفسي عشان ترتاح خالص واهملك في حالك !
وضع يده علي فمها يخرس حديثها حتي لا ينهال عليها ضربا لتعقل كما يفعل باقي الرجال، ولكنها لم تعطه فرصه فاطبقت علي يده باسنانها لتحاول الهرب منه !

ركضت من امامه فلحق بها وحملها فوق كتفه ...
علي: انتي اللي جبتي لنفسك يامرتي المصونه...
رمي بها علي السرير وخلع قفطانه وشرع يبحث عن شئ يعاقبها به ...حاولت ليلي ترجيه ليتركها فهي تعلم انها زادت في عنادها هذه المرة !
ليلي: خلاص هملني بجا مهعملش أكده تاني ...
علي: ومفكرتيش ليه بعجلك اللي متل عجل السمكه ديه جبل ما تعصبيني ...
وجد طرحه فاقترب من اقدامها ليربطها ويوقف حركتها، وهي تقاومه،امسكت بيده تقبلها ...
-احب علي يدك خلاص ..اني مرتك وام عيالك !

تركت يده ولفت ذراعيها حول عنقه تميله فوقها ليختل توازنه ويصبح في احضانها،نظرت له نظرة استحضرت فيها كامل انوثتها وقمه محاولاتها لاغراءه وهي تنظر الي شفتيه بعشق مره ثم الي عينيه بخجل مره اخري ...
علي وهو يزفر بعنف و استسلام: موتي هيكون علي يدك، الله يسامحك !
لم يستطع المقاومه وانقض علي ثغرها الصغير يلتهم من رحيقه ويداه تمر علي جميع نواحي جسدها المرسوم الذي يعرفه جيدا ويعشقه، وضعت يد خلف راسه واخري علي كتفه الايسر تستمع لدقات قلبه وهو يغوص بها في بحر امواجه عاتيه...

 

مر الاسبوع و العناد والعاب القط والفأر مستمرة بين يونس وبدور، وتم قبول بدور بكليه الهندسه وفرحه الجميع بها ماعدا والدها الذي يخطط لاعادتها مرة اخري ...
بدور وهي تتحدث مع ليلي: الله يبارك فيكي ياحبيبتي ...
ليلي بفرحه: ايوة يا باشمهندزه ابنتكلم زي المصاروة خلاص ...
-ههههههههههه اي خدمه يابنتي انا عديت خلاص احذروا مني...
-ههههههههههه المهم تبجي احسن حد في الدنيا كلاتها ويخليكي ليا يا عيون اختك...
بدور بتنهيده: اخبارك ايه مع علي يا ليلي ...
- زين الحمدلله كيف ما سيبتينا ...

- وحياة امك اومال ايه سيبهولي وهتصرف معاه ويانا يا هو ...بصي بقاا واسمعيني كويس ..انا اللي هخطط وانتي تنفذي تمام، مش حته راجل هيقف قصادنا...
جاءها صوت جابر من الخلف ...
-احيه علي راي الاسكندرانيه... ان كيدهن عظيم ..
ضحكت بدور: بس انت دلوقتي..
ليلي بفضول: مين ده يا به !يونس؟!
-لا ده جابر يابنتي...
-باااه وانتو قاعدين سوا عادي..
-لا طبعا يا بنتي شقته هو ويونس قصادي بس بيجوا شويه ...
-هتبجي ليله طين لو ابوكي عرف ...
جابر: بتتودودوا علي ايه هاااه هاااه !
بدوربضحك: بس يا بني خليني اخلص المكالمه...
جابر: طيب لو حلوة هاتي اسلم عليها ونبي ونبي...
بدور بذهول منه: يا بني اتلم بقا دي متجوزه ...
ليلي: يالهوي يالهوي انا هجقل قبل علي مايسمع ...
ليأتيها صوت علي من الخلف وهو يخطف الهاتف من يدها ليستمع ...

-اسمع ايه ان شاء الله ؟
بدور بخضه: علي !احم ازيك عامل ايه !
نكزت جابر وهو منسجم في هاتفه حتي لا يصدر صوت ففهم عليها وهو يحاول ان يقترب برأسه يستمع لحديثهم...
-اني تومام الحمدلله .. وانتي اكويسه ؟ انتي فين وعمك فين اومال ؟
-انا في اوضتي وكنت بكلم ليلي ..اطلع ادهولك تسلم عليه ؟
اراد جابر الضحك علي تعابير وجهها فوضعت يدها علي فمه...

دخل يونس بعد ان انهي مشروعه ليبحث عنهم فهو لم يراها طوال اليوم ..فأخيرا استطاع ان يسيطر علي مشاعره قليلا امامها فقط قلبه يعلن الحرب عليه بدقاته ..لماذا تسيطر علي تفكيره ؟ لقد عرف الاجمل منها فلماذا عيناها الان ؟!
يونس لنفسه: انت مش عارف انت عايز ايه بس الاحسن تبعد عنها كفايه ابوها انت مش بتطيقه وبعدين انت طول عمرك ضد جواز القرايب ! جواز ايه ! لا لا طبعا انت مالك و مالها انت بتستغلسها اساسا ..فوق لنفسك يا يونس ... ليبدأ صراع قلبه الذي يدافع بشده عنها و عن عيناها وعقله الذي يكره رؤيتها ...ليرد قلبه تكره رؤيتها لانها لا تراك وتتعمد تجاهلك اعترف بذلك ...ليرد عقله اتجرح كبرياء رجولتك من اجلها وتعترف بما لاتشعر به امجنون انت ...

وقف للحظه وقد تغلب عليه الغضب و الحيرة قبضت جبينه وقد نسي وجهته !
وصل الي الشرفه فوجد جابر ملتصق بزاويه وبدور تقف امامه مباشرا تتحدث علي الهاتف وجزء من وجهها الظاهر له شاحب الي حد الاصفرار ولكن ما اشعل داخله بشعور ارتعب هو منه هو يدها الموجوده علي فم جابر ...
يونس: بدووورر...
اوقعت بدور الهاتف من يدها مستلمه لقدرها هذه المرة ف زوج اختها و لو لم يسمع جابر منذ قليل فقد سمع هتاف يونس الغاضب لا محاله ...
نظر علي بغضب لليلي واغلق الهاتف ...
-هي اختك مع مين بالظبط ؟
-مع عمي اكيد ..
-وعمك صوته بجا كله شباب إكده...
ليلي وهي تحاول ان تظهر بانها غير مهتمه وان ماحدث شئ عادي ...
-ديه اكيد يونس ابن عمي...
-والله عال هو مش عمك خبر ابوكي انه مش عايش إهناك...

ليلي بصوت مرجوج: إتلاجي بيزورهم ولا حاجه ..
علي بنظرة يقين انها تكذب ..اراد ان يجبرها علي الكلام ..
علي بخبث: طيب انا رايح لابوكي دلوك هبجي اخليه إيسلم علي عمك ويونس ...
ليلي بخضه: لااااااه اوعاك تخبره الله يرضي عليك .. ده لما يصدج هيشيع يجبها طوالي...
علي بحده: يعني بتكذبي علياا يا ليلي وهو لساته عايش إهناك...

ليلي بحده مماثله: احنا مالناش دخل بيناتهم وانت كومان اوعاك يا علي تخبر ابوي اي شئ الا وقسما بالله...!
علي بتهكم وحده: اجفلي خاشمك ومتكملهاش اني مبتهددش واصل ...سمعاني زين ..واني اجول اللي اجوله انتي ملكيش صالح باللي بيني وبين ابوكي ده حديث رجاله ...
هم بالذهاب فمنعته ليلي بالوقوف امامه وعيناها تخبره بعاصفه في الطريق من متمردته ...
ليلي بهدوء: بدور هتبجي مهندزه ووافجوا بيها إهناك ... باجي علي حلمها ايام، اسمعني انت زين يا علي لو عملت ايتوها حاجه تخرب عليها في شئ هيبجي باللي بيني وبينك ...
شعر بحزن وغضب بداخله، دائما في اخر خاناتها وهو الذي يضعها نصب عيناه ويسعي لتحقيق امنياتها حتي قبل ان تطلبها...ابتسم نص ابتسامه وهز رأسه ولم يجيبها، وضع عمامته وازاحها من امامه ليخرج وهو يشعر بان عاصفتها انتقلت من داخلها اليه ! ...

اما عند بدور فهناك عاصفه اخري علي وشك الهبوب...
القت بدور الهاتف ووضعت يديها علي رأسها، تبادل يونس وجابر النظرات الغاضبه فكلاهما منزعج لاسبابه الخاصه فالاول عاشق يتحدي قلبه والثاني يسعي لفرض واثبات نفسه من العائله وليس بالغريب ..
بدور بعصبيه: ممكن افهم ليه علي طول بتزعق وتنطر اهو سمعك اهوه وهيسود عيشتي ...
يونس بغيره ارهبته وتعجب لها: هو مين ده اللي يسمعني ؟!
بدور: علي !

-يانهارك اسود مين علي ده ان شاء الله وبتبجحي كمان ومش عايزاه يسمع ؟! ده انا هخلي ليلتك وليلته سوده !
جابر بنفخ: انت غبي يابني ده جوز اختها ده انت نيلت الدنيا خالص...
نظر له نظره حادة كالسكين يريده لو يختفي من امامه، نظر الي بدور واستكمل ...
-فين المشكله يعني مش فاهم ؟!
بدور وهي تكاد تصفعه: والله ! لا مفيش مشكله خالص غير انك هنا ياذكي وعمي مفهم ابويا انك مش ساكن معانا ..كده ممكن يجي ياخدني!
يونس وقد فهم الامر ولكنه اصر علي لا مبالاته: يا سلام هما هيتحكموا فيا في بيتي ولا ايه ؟ ما اللي يعرف يعرف واللي يحصل يحصل واللي يجي يجي انا مالي ! ...
حزنت بدور من حديثه الهذه الدرجه لا يستلطفها ولا يخشي عليها وعلي ضياع حلمها ! وما الجديد فهو بارد كالثلج لا يهتم سوا بنفسه ولا يعترف بحلمها ربما هو متمدن ولكن داخله يري المرأة بمنظور الرجعيين ...

لتردف بعناد: مالك ! يبقي متدخلش من الاساس والافضل لو لقتني بتكلم او بعمل حاجه متدخلش لا لا هعيد دي تاني الافضل انك متتكلمش معايا اصلا.
يونس: اتعدلي يابت وانتي بتتكلمي ...والمفروض اني هموت واكلمك ...انا مستحملك بالعافيه !
جابر بقله صبر: يونس مش كده !
يونس بغضب: اسكت انت ياجابر هي فكره نفسها مين عايزاني اشوفها بتتكلم مع حد والبس طرحه واقعد جنبها لااا ياهانم اعملي حسابك كل خطوة محسوبه عليكي هنا كانك عند ابوكي بالظبط !
بدور وهي تكاد تبكي ولاول مرة تشعر بالغربه وكأنها اهانت نفسها بخروجها من دارها ...
-انت انسان مش طبيعي ! انا محترمه جدا علي فكرة الدور والباقي علي اللي ناسي نفسه ...
اراد جابر التدخل ولكن يونس صاح به ...

-اطلع برا يا جابر ومتدخلش...
نفخ جابر بضيق وانسحب خارجا ...
جابر بضيق: اهوه غاير في داهيه اتخمد مبسوط كده..
يونس: اه اتفضل بقا...
خرج جابرمتعجب من احوال يونس الصبور! فلماذا الغضب الدائم تجاه بدور؟!..صحيح هو كالوحش في غضبه الا انه يتحكم بنفسه حتي اخر وقت . .
تبعته بدور هي الاخري وعقلها منشغل تريد تخطيه بشتي الطرق فبرغم من عنادها الا ان عصبيته تخيفها وتجعل روحها ترتجف فربما كانت قساوة نظراته او ملامحه الغاضبه لكنها تخترق روحها في لحظه...
امسكها يونس وهي تخرج ونظر لعيناها الجذابه، اراد معاقبتها لكن نظره الخوف بهما هدأت من روعه فابتسم ابتسامته الجانبيه الساحرة...
- ايه ده بدر البدو بتخاف ؟!

بدور بغضب وهي تنفض يداها: اوعي انا محبش انك تلمسني...
اغضبه قولها رغما عن محاولاته بالبقاء هادئا ليمسكها مسكات متتاليه ثم تستقر يده خلف رأسها ممسكا بحجابها،رافعا عيناها اليه ويردف بغضب اعماه ...
-الله وانا ما المسكيش ليه هو مش حجا اولي بلحم طوره !
بدور بابتسامه ووجه احمر من الغضب: انت اسفل انسان شفته في حياتي...
وبقوه صدمتها لكمته في معدته ضربه اخرجت الانفاس منه فافلتها علي اثر صدمته ... فهذه الصغيرة تبرع في تخطي كل ظنونه...
ركضت سريعا الي غرفتها مغلقه الباب بقوة بعدها ...
وقف متسمرا مكانه ممسكا بمكان لكمتها ارتسمت ابتسامه علي وجهه فهو لم يتخيل ولو في احلامه ان تلكمه ! اخذته اقدامه الي شقته وهو يفكر كيف يكبح لجامها، ذهبت الي غرفتها لتفرغ كل غضبها في البكاء...
بدور لنفسها: ممكن اعرف بتستسلمي ليه قدامه ..انتي اقوي من كده ماتسمحيش انه يحطمك ...يتحرق شايفك محترمه ولا غيره مالوش دعوه بيا...
نامت بدور بعد صراع وهي تلعن يونس بكل نفس تأخذه فينتظرها في الغد يوما شاقا وبدايه مشرقه لحياتها كأنثي تتحلي بالمسئوليه والشجاعه وتتوج بالعلم ...

في اليوم التالي استيقظ الجميع وكانت بدور تشعر برعشه خفيفه في قلبها وسعاده تنبثق من داخلها وهي تري امنيه وحلم باتت تعيش له منذ الصغر علي وشك التحقق ..ارتدت عباءتها وجحابها بعد ان تحممت و ادت صلاة الصباح ...
فتحت ايمان باب غرفتها بابتسامه ام حنونه،تقدمت منها تحيطها بحنانها بين ذراعيها..
-صباح الفل علي احلي وردة في الدنيا..
قبلت بدور كتفها واراحت رأسها عليها وهي تقول..
-صباح الورد علي احن ام في الدنيا..
-هاه جهزتي خلاص ..
-ايوة خلاص كله تمام...
-طيب يلا عشان تفطري ويونس وجابر هيوصلوكي علي سكتهم...
بدور و قد دق قلبها الذي يخفق كلما سمع اسمه!
بدور لنفسها: ايه بقي هتفضلي تتكعبلي كده كل ما تسمعي اسمه ؟! طبعا عشان مخنوقه منه ومش طايقه تشوفيه ملهاش مبرر ..اكيد مش هموت علي عنيه او غمزاته او دايبه ف دباديبه ده كفايه طوله وهو اهبل كده ...
امسكتها ايمان من ذراعها متجهين لطاوله الطعام ...
جابر: صباح الخير يا قمر ..ايوة يا عم، هنفضل بقا المهندسه راحت المهندسه جت هههههه..
-هههههههههههههه انت مشكله بس ماااثي ماثي...
لفت انتباهها فراغ كرسي يونس فبدأت تجول بعينيها حول المكان لتلمحه ولكن لا اثر له ألمها عدم اهتمامه وكأنه يستهين بها او حلمها تريد لو تمحي هذا الشعور الغريب المستقر بداخلها لماذا يؤثر بها هكذا !
توفيق: صباخ الخير يا ولاد ... حبيبة عمها جهزت..

بدور وقد اتجهت نحوه تحتضنه وتقبل يده ...
-كله تمام يا روح حبيبة عمها..
ايمان بضحكه: شوف البت هتاخد الراجل مني ..
جابر: ههههههههه انتي لسه فاكره دي خدت كله..
اخرجت له بدور لسانها: حقودي ...
وصل عطر يونس الي بدور قبل ان تحتضنه عيناها، نظرت له بشوق اقلق روحها وهي من بقت ساهره تلعنه طوال الليل !
، ووجدت عيناها تحادث عيناه ما ان التقيا...
ابتسم يونس لبدور تلقائيا وهو يري عيناها اللامعه كالبلور و المكحله ...وشعر بحب يطغي عليه ويسري في فقرات ظهره،حتي قشعر بدنه وهو من ظن انه سيكمل مسيرته باهمالها كما خطط لكن ويل لقلب لا يلتزم بقواعد عقل ...

غمزت ايمان لتوفيق بفهم بينما شعر جابر بفرحه وقرب نجاح خطتهم...
يونس: احم صباح الخير..
رد الجميع الصباح، وانشغلوا بالفطور ... بينما تبادل يونس وبدور النظرات المحيرة لهم اكثر واكثر ..وهم في الطريق الي الاسفل اوقفها يونس ...
-استني يا بدور نسيت اديكي حاجه ..
عاد الي شقته سريعا وخرج يحمل مجموعه من الادوات الهندسيه الخشبيه...لمعت عينا بدور وارتسمت ابتسامتها البريئه علي وجهها ..
يونس يتظاهر بالابتسام و كأنه امر عادي: انا قلت اديكي ال عده بتاعتي..
مرت لحظه بينهم وهي تشكره بنظراتها فشعرت برغبه غريبه في البكاء ولكنها لن تفسد هذه اللحظه النادرة التي يظهر فيها مشاعر غير الجمود ناحيتها ! .لا تعلم لماذا ولكنها تذكرت قسوة والدها لتتحول من شابه الي طفله ضعيفه امام اي ملامح للحب او الحنان ...
مدت يدها وهي تحبس دموعها وتبل شفتاها فرفع ذقنها بحيره واختفت ابتسامته ...
-معلش انا مقصدتش ازعلك ! انا عارف انهم بتوعي وقدام بس هجبلك جديد والله !
بدور وهي تمسح دموعها وتستشعر لمسته الحنونه وكأنها مصنوعه من زجاج ...حنان تعجبت له من هذا القاسي المتعجرف..
-انا مش عارفه اشكرك ازاي دي احسن هديه جاتلي ...

-اومال بتعيطي ليه !
بابتسامه حزينه: مش عارفه بس انا فرحانه بجد...
قاطعهم جابر المتكأ علي السلالم وينظر لهم واضعا يده علي خده ...
-لازم تعيط مش بتقولها عده انت فاكرها سمكري يا سطا انت !
ضحكت بدور وتأفف يونس ...
-اطلع منها يابني انت... يلا يا بدور...
وصل يونس وجابر ببدور وارادوا ان ينزلوا معها ولكنها اصرت علي اخذ هذه الخطوة بنفسها..
يونس: بدور خدي بالك من نفسك ..واي عيل يكلمك مترديش عليه وقوليلي وانا هتصرف...
جابر وهو يجر شكلوه ضرب كف علي كف: يا نهار اسود اومال هتتخطب ازاي! روحي يا بنتي وركزي مع الشباب هاه خصوصا اللي معاهم عربيات جيب انا بحب العربيات الجيب..
اتته لكمه من حيث لا يدري تخرسه من يونس ..ونظر بحده لبدور ...
-بنات بس يابدور ...انا مش بحب اللي يعصاني...

بدور: اووف خلاص خلاص مش عشان ابن عمي بقاا واصلا يعني انا مش بكلم شباب انا من الصعيد هاه مش انجلترا..
يونس بجرأه صدمته هو شخصيا: لا مش ابن عمك وبس انا اكتر من كده واول ما تخلصي كلميني ولو اتصلت بيكي ف اي وقت تردي تمام !
بدور وقد ألجم كلامه لسانها ..ماذا يقصد باكثر من ابن عمي ؟
- احممم ممكن امشي بقا...
هز رأسه بالموافقه: لا اله الا الله...
ابتسمت بدور: محمدا رسول الله ...
جابر: مع السلامه يا بيبوو ركزي هااه وغمز لها ..
انطلق يونس بالسيارة قبل ان يقتل صديقه ...والتفت بدور الي باب مقصدها التي سعت له كثيرا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة