قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم 13

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث عشر

علي: براحه يا جابر عاد اجولك شيلها و دخلها العربيه إهناك رفاعي مستني...
جابر بحنق: اشيلك و لا هتعصبيني !
وداد وهي تغطي وجهها: لاااه اني هروح لوحدي..
تأفف من عنادها وحملها رغما عنها متجها الي السياره ...
وضعها في السيارة وسط مقاومتها و جلس بجوارها...

اغلق علي الباب ومال علي السائق يخبره بالذهاب الي منزل الطبيب الطبيب بالقرب من المستوصف...
التفت جابر الي الفتاه التي لايتوقف لسانها عن توبيخه ليخرسها ولكن لسانه انعقد ما ان رأي وجهها التي نسيت من هول فعلته ان تخفيه عنه ...
جابر بصدمه:انتي !
وداد بتوتر: هاااه إني ازاي يعني ...
اعادت وضع وشاحها ولكنه منعها واستكمل قائلا...
جابر بحنق: بتخبي ايه انتي كمان انا عرفتك خلاص !
وداد بخوف: الله يرضي عليك ما تخبر حدا من اهلي او الحاج ابراهيم !
جابر باستغراب: ليه ؟! هو في إيه بالظبط ؟!
وداد بغضب: وانت مالك إنته ده إيه ديه !
جابر بغضب مماثل: تصدقي انا غلطان ان تاعب نفسي معاكي ومضيع وقتي علي عيله زيك !
-عيله ! ده اني ست البنات وإيوه غلطان !إني مطلبتش منك حاجه وااااصل ...
-اااه...فعلا مش عيله انتي قطه تاكلي وتنكري ...
وداد وهي علي اتم الاستعداد لقلب حياته رأس علي عقب بلسانها (تفرش الملايه يعني )...
- لاااااااه حوش حوش الجمايل و الخير اللي بيجع منيك !
- بس بس اقفلي البلاعه دي الله يهدك !
نظرت له بغضب والتفت تنظر من نافذه السياره متجاهله إياه...
جابر لنفسه: ياساتر ايه البت دي ! من بولاق دي مش من سوهاج كتها القرف... وقال انا اللي هموت عليها ومش سايبه تفكيري طول الايام دي اوووف عشان تحرم ...
وداد لنفسها: راجل سمج وانتي اللي كنتي هتموتي عليه موته تلهفوه البعيد ...
اما علي فقد وقف يطالع السياره وهي تختفي امام عينيه ...وهو يشكر الله علي ما حدث...
نظر الي رفاعي بابتسامه مكر وانتصار ...

-رفاعي خد اتنين من الغفر و عايز البلد كلاتها جبل الشمس ما تشروج تعرف ان وداد بنت العزايزة كانت مع ابن الشراجوه في البلد بعد نص الليل ...
رفاعي بفهم: تومام يا علي بييه ...
هرع لتنفيذ كلام سيده ...امسك علي الهاتف وشرع في الاتصال بيونس الذي غاب النوم عنه ...
يونس بتعجب: الو يا علي ...
علي بابتسامه: الوووه يونس رايدك تسيب أيتها حاجه في ايدك وتجيب عمي وتجولي طووالي...
يونس: الساعه 4 الفجر !
علي: همل يا يونس واني هحكيلكم كل حاجه ...
يونس بقله حيله: طيب طيب هصحيه واجي علطول...في القهوه صح ...
-إيوووة ...متعوجوش...
-حاضر سلام...
-مع السلامه...

اغلق علي الهاتف وجلس في انتظار يونس و ابراهيم...

اما ليلي فأخذت تجول البيت ذهابا وإيابا وتلعن زوجها علي تأخره وتركها تموت قلقا ...
ليلي لنفسها: طيب اتحدث معاه ع التلافون ولا هيزعجلي !ييييييه طيب هتعملي ايه يا ليلي فكري اومال ...اتأخر ليه ديه كومان ؟اكيد لايفه عليه واحده من الغوازي ...الله يحرق دي جهوه بيجعدوا عليها !
ظلت تمشي و عقلها في صراع هل من الممكن ان يخونها زوجها ؟ ام تثق في عبارته لها بانه وان ارد لن يخشاها و سيتزوج عليها ؟!

في بيت ابراهيم ...
وقفت بدور بشرفتها وجلست تشم الهواء الطلق وتشكي للسماء همومها ...فرأها يونس المنتظر والدها في الاسفل..التقت عيناهم بنظره لوم وعتاب منها ونظره ندم وشوق منه ...دون وعي منها بدأت عيناها في البكاء و دخلت سريعا تختفي من عيونه بالداخل...اراد يونس ان يصعد ويواسيها وينسي كل القيود حولهم وهو يعلم انه من ابكي تلك العيون...
خرج والد بدور ليونس وهو في عجله من امره فما لبث ان وصل الي غرفته للنوم حتي باغته يونس واخبره برغبة علي بملاقاتهم...
نظر له يونس بحنق تعجب له ابراهيم لكنه لم يرغب في التحدث معه الان...انطلق الاثنان لمقابله علي ...
...
جابر بألم: ااااه بس بقا يا بت المجنونه انتي انا بنزلك ...
وداد بغضب: جن لما يلخبطك يا بعيد اتأدب يا جدع انت اني بجولك اهاه !
-مانتي لو حطيتي ايدك جنبك وممدتهاش مش هقل ادبي...
-مش انت اللي رايد تحط يدك عليا !
-هو انا هغتصبك ! انا هدخلك للدكتور بدل ما رجلك تتكسر اكتر ...
-احترم نفسك الله ! انته متجدرش تعملي ايتها حاجه واصل...
ضحك جابر رغما عنه وهو يكاد يجن منها ...
-انتي بتنكشيني عشان اغتصبك يا بنتي هو ايه اللي مقدرش ! طيب اقولك ايه !
-وسسسع إكده اني نزلت خلاص...

كانت اشعه الشمس تبدأ في الوميض مبشره باقتراب الصباح...ومعها الحديث عنهم الذي طغا واصبح الصغير قبل الكبير يتحدث عن مقابله و داد لجابر بعد منتصف الليل !
وصل علي و يونس بعد ان اتفقا سويا مع ابراهيم علي حبك الاحداث التي تفنن فيها علي ...
علي: طمنا يا دكتور ...
-ماتقلقوش يا جماعه ده التواء مش كسر اسبوع وهتبقي زي الفل !
ثم نظر بقلق الي علي واقترب منه يسأل عن سبب وجودها مع جابر من الاساس وهو يخشي ان يتدخل بامر لايعنيهاو تلومه عائلتها ...
-ممكن كلمه يا علي بيه ؟!
-إيووه طبعا ...هاااه جول اني سامعك...
-هي مش دي بردو بنت العزايزة اللي هتتجوز انا فاكر اني عالجتها من الانفلونزا السنه اللي فاتت !
علي بمكر: إيوه بس استر عليها يا دكتور اصلها هربت من عند اهليها مع ابن اخو الحاج ابراهيم شكلهم كانوا بيحبوا بعض من جبل ما الحاج يتفج علي الجوازة !وزي مانت عارف لازم نلم الدور جبل ما الدم يبجي للركب !

-يا نهار اسود ...انا هلم حاجتي وانزل القاهره لحد الحكايه ما تهدي ...
دخل مسرعا ليجهز للسفر...ابتسم علي و خرج ليونس ..
علي بهمس: خليك إهنه وياهم وزي ما اتفجنا انا هروح لاهلها دلوك ...
يونس بقلق: بس انا خايف علي جابر...انت متأكد محدش هيعملوا حاجه !
-تاني يا يونس والله محدش هيجدر يرمشله دلوك هما محجوجين لينا مش العكس...
-ماشي ماشي روح...

وصل الحاج ابراهيم لدار العزايزة ودخل بغضب ...
-إيه الكلام اللي وصلي ديه ! صحيح بنتكم هربت !
حكيم والد وداد: ايه اللي بتجولوا دييه يا ابراهيم انت اتجننت !
وكأن احد صبيانه منتظر الاشاره دخل بسرعه يهمس ما سمعه من السنه اهالي البلد الي سيده ...
اتسعت عين حكيم بصدمه وصاح بصوت عالي ...
- عماااااار ...نااااصر...
ليجيب ناصر بسرعه: إيوة يا بوي...
-اطلع بص علي اختك فوج ...
عمار يدخل ونظرات الغضب علي وجهه: مش فوج يا بوي النهارده اخر يوم ليها انا هلاجيها واجتلها بيدي...
ابراهيم بغضب: لا تجتل ولا تنيل لما هي مغصوبه علي الجوازه مجلتوش ليه !
حكيم بحنق:واحنا من ميتا عندنت بنات بتجرر انا اللي اجول وانا اللي اجرر..

شعر ابراهيم بوخزه خفيفه وهو يتذكر موافقته علي زواج بدور رغما عنها حتي وان كان يونس الافضل والانسب لها من كل جانب...
ابراهيم وهو يعود لتمثيله: يعني الناس هتجول ايه دلوك ...
وصل علي ليرد عليه هو...
-الحل واحد يا حاج ملوش تاني...
عمار بغضب: العار عارنا واحنا هنغسوا بيدنا ليأتي صوت بكاؤ والدتها من خلف الباب...
حكيم بغضب: بس يا حرمه انتي وهي ! بنتكم ماتت ...
علي: لااااه يا حاج حكيم انت آكده بتثبت وصمه العار عليكم وبتدفن كل بناتكم وياها ...انا عندي حل يغنينا عن ديه كلاته...
نظر له حكيم بالم وخبره السنين تؤكد كلام علي له ...فأردف بقله حيله ...
-اني سامعك !
ابتسم علي وهو يشعر باقتراب النصر ...
-النسب هيتم بينات الشراجوه والعزايزة...
ابراهيم بغضب مصطنع: ايه الكلام ديه انا يستحيل اتجوزها بعد اللي حوصول !
علي: اسمعني بس يا عمي ...وداد هتتجوز جابر !
ناصر بغضب: يعني إيه ! تتجوز اللي هربت وياه الفاجره !
علي بحده: ومين جال إكده يا ناصر فكر بعجلك وهما شافوا بعض فين ! جابر لجي بنتكم وهي بتهروب واحنا هنخليه يتجوزها عشان اسم العيلتين مينزلش في الحضيض...

حكيم بنبره امره: اسكت انت يا ناصر ..علي ابيتكلم صوح ...
اتفق الجميع فيما بينهم واخذهم علي متجهين الي بين الطبيب المغادر لاراضيهم مع اول قطار...

يونس بمكر: بس ايه اللي عملته ده يا جابر...
جابر وهو يفرك كتفه بعد ان عضته هذه المتوحشه...
-انت مشفتش عملت ايه دي عضتني !
يونس وهو يجبر نفسه علي عدم الضحك ...
-ما انت بردو كنت مصر تشلها ...
-يووووه مش الزفت الدكتور هو اللي قال متمشيش علي رجليها ...
-احم اه .. بس انتو هربتوا ليه؟!
تسمر جابر مكانه بصدمه والتفت الي يونس...
-هو مين دول اللي هربوا!
يونس بخبث: انت و وداد اشمعني دي ماانت عارف انها مش ليك!
ضيق جابر عينه لا ارادي لسماعه انها ملك غيره ولكنه استنكر بشده قوله...
-انت اتجنيت يابني انت وانا ههرب ليه من مين اساسا...
-من اهلها والحاج ابراهيم طبعا !
جابر باستغراب وهو يقضب حاجبيه و: حاج ابراهيم ؟! انا مش فاهم حاجه !
يونس بقله صبر: وداد يابني تبقي الزوجه المستقبليه لعمك الحاج ابراهيم...
-نعععععععم !
وصلت عائله وداد ومعهم علي وابراهيم تأهب يونس ونظر الي جابر بجديه ...
-احنا في الصعيد ومفيش هزار اي كلام يطلع من علي او الحاج ابراهيم يتنفذ انت فاهم !
جابر بضيق: لا مش فاهم بس امري لله...
وقف يونس امام جابر قليلا وكأنه سيحميه منهم...
ناصر بغضب: هي فين ؟!
اسرع علي بالحديث: جوا مع الدكتور، نعجل شويه يابن العزايزه ..اني جلت هتتحل و جابر هيتزوجها ...
جابر: جابر مين ؟
نكزه يونس بغضب ليخرسه فوقف حكيم امامه..
-انت اللي لاجيتها ؟ كانت فين ...
نظر له جابر بشك: مش فاكر قريب من القهوه باين...
عمار: اني مش راضي علي بيحصول ديه اني اجتلها واغسل بعارنا اشرفلي !
نظر له جابر بحده وقلق هل يتحدث عن وداد !كل ذرة نخوه و حب داخله تجمعت لحمايتها بطريقه الجمت تفكيره دون تفسير...نظر الي يونس الذي ينظر بثقب الصقر الي عمار المواجه لجابر وكأنه يرغب في اكله حي...
كان قلبه يرغب لو يدخل الي وداد الواصل صوت بكاءها الي الخارج ويخطفها بعيدا عن الجميع ...
يونس بحده: خلاص احنا مش قولنا الفرح بعد بكره هيتم و مفيش حاجه هتحصل لكن اللي انا شايفه انكم ناوين علي الشر !
كاد ان يرد عليه عمار لكن حكيم اوقفه ليردف ...
-لااااه الفرح هيتم الليله !
جابر: تمام يعني انا هبقي عريس الليله بس اللي شايفه اني لو سبت وداد تروح معاكم هبقي ارمل قبل ما اتجوز ! عشان كده شايف انها تفضل معانا لبليل...
ناصر بغضب: جسما بالله اجتلها واجتلك دلوك مش كفايه اللي حوصل !
ابراهيم وهو يحاول تهدئه الموقف...
-اني هبعت ستاتنا وغفرهم إمعاها وبكده هنحافظ علي الاتفاق ولا إيه يا حج حكيم ...
-اني موافق يا حاج ابراهيم ...كفايه انك راضي بعد اللي حوصول انا مش رايد يبجي في طار مفتوح بيناتنا وهعمل المستحيل لجل الكابوس ديه ما يتنهي ...وبنتي ماتت لينا ومش رايد اشوفها لمماتي...
ذاد هذا من بكاء وداد بالداخل بينما نظر لهم جابر بإشمئزاز هم من اخطأوا من البدايه، كيف يزوجون طفله الي رجل كبير بالسن ويتوقعوا ان تعيش بسعاده ؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة