قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم 10

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العاشر

دخلت روحيه بكامل انوثتها بمشيتها المبختره ونظرتها اللامباليه...
-صباح الخير ياحج كنت رايده اتحدث وياك جبل ماتنزل لمصالحك ...
اعتدل في جلسته وهو يتفحص زينتها المفاجئه ! أجنت ام ماذا لترتدي هكذا وتضع كل هذا الاحمر في وجهها ؟! كما لفت انتباهه اختفاء شالها الذي لاتخلعه امامه ابدا كأنه ساتر تأمل في ان يحميها من عيونه المترقبه !
-في حاجه يا روحيه ؟!
ابتسمت بدلع واردفت قائله...
- لاااه متجلجش خير ان شاء الله ده كلام كلااته فرحه..

ليبتسم بتهكم: وماله ياختي فرحيني ...
نظرت في عينيه بخبث وقالت: اصلي هتزوج عجبال بنتك من بعد فرحتك !
وقف من مكانه بصدمه وكأن دلو من الثلج قد انسكب في وجهه...لينطق بغضب ...
-تتزوجي كيف يعني ؟! انتي اتجنيتي ياوليه ...

روحيه تصطنع الصدمه: باااااه اتزوج كيف ازاي يعني ! هتزوج زي الخلج كلاتهم ...
-انتي جري لعجلك حاجه يا ولييه...عجلك فوت إياك...مش واعيه لسنك بجا جد ايه ...
لتطلق ضحكتها الرنانه الانثاويه وتضع يدها علي جنبها المائل ...
-جرالك ايه ياحج سن إيه اللي بتتحدث عنيه ! اني اصغر من جنابك ولا انت ناسي وبعدين ده زواج هو اني بعمل حاجه غلط استغفر الله !
كان يحاول السيطرة علي اعصابه فمن اين اتت هذه المصيبه الان ..فقد اعتاد دوما علي تضحيتها وعدم رغبتها في الزواج ! ما سر هذا الاقبال الجديد علي الزواج ...هل احبت غيره !من هذا الذي غير رأيها ؟!

-بجولك ايه يا روحيه انا العفاريت كلاتها إبتطنطط ابوشي ! الله يرضي عليكي لو ما عجلتي اكده لهطوجك كف يفوجك دلوك...
نظرت له بغضب: باااه انت بتكلمني إكده ليه !...انا مش باخد الاذن انا بجولك علي اللي هيوحصل ... سلااام ياحج...
هبت للرحيل وفتحت باب الغرفه والفتيات مترقبات في زاويه منتظرين خروجها ولكنها لم تدب قدمها للخارج فقد امسك باسفل ذراعها يجذبها للداخل ليغلق الباب بعنف مره اخري ...
ابراهيم بغضب وعيون حمراء ...

- انا ساكت عليكي من زمن يابنت الاصول متفكريش اني سايبك آكده عشان تعملي اللي عايزاه ...انا حاطك هنا لاجل ما تكوني تحت طوعي وقسما عظما لو جبتي سيرة الزواج مرة تانيه لكون جاطع لسانك ديه وجبل مااجطعه عايز اعرف مين ابن الهرمه اللي رايد يتزوزج ؟!.
قبل ان تنطق بردها كانت ليلي تدق علي باب غرفه والدها،فقد انطلقت انذارات الخطر وقتما رأت والدها يسحب روحيه للداخل وقررت التدخل ...
ترك ابراهيم ذراع روحيه وابتعد قليلا وهو يتنفس بشده وقال بعزم صوته ...

- ادخل...
- دخلت ليلي بتوتر: ااابي انيكنت ...
توقفت واصطنعت المفاجأه ...ثم اردفت...
-ايه ديه انتي إهنه ! ده احنا جلبنا الدوار عليكي عشان نبركولك ...
نظر لها ابراهيم بغضب: تباركولها علي ايه امشي يابت بلاش جلت حيا ...
ليلي بمكر: مالك يا ابي انت متعكنن عليا اني ليه بدل ما تفرج انك هتبجا عريس في ظرف يومين ودلوك روحيه هتبجي عروسه جبلك ...
صرخ بهم ابراهيم بغضب: اخرجي انتي وهي مش رايد اشوف خلجت حدا واصل...
هرعت كلتاهما هاربتان من غضبه واغلقوا الباب خلفهم ...تاركين ابراهيم يفكر في حل لهذه المصيبه التي لم تكن في الحسبان !

خرج يونس من غرفته عاقدا للعزم علي مواجهه ابراهيم ومعرفه سبب رفضه لزواجه من بدور...فاستوقفه مشهد امه الراكضه وخلفها كلا من روحيه و ليلي وبدور الرافعه لردائها علي امل الاسراع الي الداخل وكأنهم اطفال يسعون للاختباء قبل ان يكتشف الاهل امرهم ...
وقف في الوسط وهم يتجاوزونه بسرعه البرق قبل ان يرمش بعينيه .. اغلقت ايمان الباب بعد ان دخل الجميع غرفه بدور ...ووقف هو وحيد يحاول استواعب ما حدث للتو ...ضرب كف علي كف وقال بذهول...

-ايه ده ؟! ايه الناس دي ؟! انا مش هلوم نفسي لما احس اني بتجن بقي ؟! دي وراثه عندنا في ام العيله الملحوسه دي ...
سكت ونظر الي اليمين عندما سمع باب يغلق بحده وخطوات عمه المسموعه من علي بعد امتار ليراه وهو يرتدي عباءته علي كتفه ...ليتخطي يونس الواقف ايضا وهو لايري امامه سوي غضبه ونار قلبه تحرقه من الداخل...
هرع يونس خلفه مناديا له ...
يونس: عمي استني انا عايزك ...
ابراهيم بضيق: مش وجته يا يونس اني مش فايج ...
يونس بعناد: مش وقته ازاي يعني يا عمي ..انا سايب حالي وشغلي وقاعد هنا بقالي يومين ومش عارف راسي من رجلي معاك وعايز اعرف انت زعلان مني ليه ؟!
تأفف ابراهيم: ولدي بجولك مش وجته اني نفوخي هيطج مني...
جز يونس علي اسنانه: خير ياعمي حصل حاجه ؟!
-لاااه بس اني مش فاضي ورايح لعلي ..

اسرع يونس بخطواته وراء عمه المتجه الي مكان علي ... وقال باصرار ...
-طيب كويس انا جي معاك بالمره اشوف علي...
لوح ابراهيم بيده بقله حيله ورغب لو يخبط يونس بحجر في رأسه حتي يتخلص منه ...
كان علي مجتمع بمحاسبه ورجاله حين القي ابراهيم السلام عليهم ومعه يونس...
علي بتعجب: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته...خير ياعمي ؟!
جلس ابراهيم وظل يونس واقفا لا يريد التدخل اكثر من ذلك ...
علي: اجعد يا يونس واجف ليه ده مطرحك ...
يونس بابتسامه وهو يجلس: تشكر يا علي ...
قاطعهم ابراهيم بحنق: رايدك ضروري لوحدنا يا علي ...
نظر علي الي رجاله وهز رأسه كاشاره لانسحابهم ...
علي: واد يارفاعي الشاي بسرعه ...
التفت الي ابراهيم وانتقل بنظره بينه وبين يونس ...ونظف حلقه...
-احممم اؤمرني يا عمي ...

نظر ابراهيم بضيق الي يونس العنيد وقد تأكد له انه لن يتركه وشأنه ...ثم تحدث مع علي ...
- بص يابني انا حاسس اني اتسرعت في موضوع الجواز ديه ولازم الاجي حل الغيه ومش لاجي قصادي ايتوها حل...
علي باستغراب: بتغير رأيك دلوك بعد ما جعدنا واتفجنا مع الناس دول يكلونا يا عمي ...هما صغار هنلعب بيهم ..
تحكم يونس في صدمته من كلام عمه وبدأ يفكر في سبب هذا التغير ! ليسمع افكاره علي لسان على ...
علي بتسأل: بس ايه اللي يخليك تغير رايك دلوك ياعمي...
تنحنح ابراهيم وقال: هااااه لا مفيش اصل جلت اجوز بدور الاول عشان محدش يحكي ويجول الراجل اتجوز جبل بنيته...
ليغلي الدم في عروق يونس ليقول بغضب ...
-ما عريسها موجود ياعمي بس انت اللي معطل الجوازه معرفش ليه ؟!

نظر له ابراهيم بغضب وقال: الحديث ديه مش وجته يا يونس ..الحديث ده مع ابوك...
يونس باصرار: ليه هو حضرتك قاعد مع عيل ؟! انا لما ابويا كلم حضرتك فده بناء علي رغبتي انا...
ابراهيم بغل: ممكن افهم انت رايد بنتي دلوك ليه مش انت بردك اللي كنت عاوزها تتعلم الاول جبل ما تتجوز ...
يونس وهو يحاول تبرير كذبه والده ...

- معلش كنت مستني اتأقلم في شغلي بس لقيت فعلا عندكم حق عشان كده انا جهزت مخطط ابدأ بيه شركتي الخاصه وفي نفس الوقت همسك الشركه مع بابا...
بدأت عين ابراهيم تلمع من الحديث عن المال والمصالح ...
-امممم والشركه دي هتلزمها كام إكده ...
فهم يونس مغزاه ليقول بلا مبالاه ...
-مش اقل من مليون جنيه بس طبعا ده مبلغ تافه انا ممكن اكون مهندس وبشتغل في شركه بس بعرف اتاجر واعمل مصالح كتير تكسبني فلوس محدش يحلم بيها ولعلمك المليون دول ملهمش علاقه ب بابا اطلاقا...

ابتسم على لمكر يونس وتعجب من رغبته في الزواج من بدور فزوجته لم تخبره الا بالشيخ المتقدم لطلب بدور للزواج ...فقرر مساعده فقط لانقاذ بدور من هذه التعاسه الابديه ! فيونس بشبابه افضل بكثير من هذا الشيخ وامواله...
-باااااه ده انت طلعت حويط جوي ..فعلا هذا الشبل من ذاك الاسد طالع لابوك وعمك...
ثم اتجه بحديثه الي ابراهيم...
-ما المشكل اتحل اهاه ياعمي والعريس جاهز يبقي عنأخر ليه ؟!
حمحم بحلقه وقال بحرج: بردك مش راضي بالجوازه دي اصل البنيه إصغيرة جوي واني مستنجص نفسي بيني وبينكم...
يونس بتفكير وهو يفكر بكسب ود عمه ..

-سيبلي انا وعلي الموضوع ده ياعمي وهنتصرف ...المهم انت موافق علي جوازي من بدور...
ليتدخل علي سريعا: والله اني شايف ياعمي طالما تجهيزات الفرح مستمره نعمل فرح يونس وبدور واهو نفرح بردك...
نظر له ابراهيم بغل: خلاص ياعلي بجا صك علي الحديث ديه دلوك ...
نفخ يونس وحاول تمالك اعصابه فهو من الصباح يرافقه كظله حتي يرضي به ومن كان يظن انه سيمر بهذا الموقف وان يترجي عمه الذي لا يطيق اسلوبه للزواج من ابنته العنيده تلك ! صاحبه اجمل عيون رأها في حياته ؟! وبخ نفسه علي تفكيره الاخير ...ونظر الي علي فقد رأي فيه حليف دون اي مصلحه...
علي بحنق: خلاص يا عمي اللي تشوفه ..واني ويونس هنلاجي طريقه بإذن الله متجلجش واصل...
هز ابراهيم رأسه وكأنه يحاول التغلب علي كبرياءه ليشكرهم...

في بيت ابراهيم ...
إيمان وهو تضع يدها علي فهمه وتضحك: احنا كان شكلنا وحش اوي هههههههههههه...
ليلي: ههههههههههه الحمدلله عدت علي خير اني كنت مرعوووبه عليكي يااامي ...
لترد روحيه بلا مبالاه: مرعوبه عليه اني ! ليه انا لحمي مر يا ليلي...
لتدوي ضحكات النسوة...
بدور: ايوه واضح بأمارة ما خدتي ف وشك وقلتي يا فكيك ...
ضحكت روحيه معم ثم سألت...
-طيب ودلوك هيوحصل إيه ؟!
لترد إيمان بسرعه: لازم نلاقي عريس بسرعه ...
روحيه بحنق: وده هجيبه كيف يعني ؟!
ليلي بخبث: العريس عندي !
روحيه باستغراب: مين ؟!
-عبد الله المحامي بتاع ابوي بيعشجك من زمن يعني لو رميتي كلمتين جدامه ممكن يغمي عليه من الفرحه ...
روحيه بخوف: وافرضي يا نبيهه مرضيش ! احرج دمي علي الفاضي ...
ليلي: اسمعيني بس الله يرضي عليكي للاخر ...هو هيجي بكرة اني هشغل ابوي ...!
لتقاطعها بدور: يا سلام ياختي وانتي ايش ضمنك ان علي هيجيبك اهنيه بكرة ...
ليلي بتأفف: هتصرف مالكيش صالح !
إيمان لبدور: بت متتكلميش صعيدي انتي كمان انا حاسه اني هبله وسطكم خليهم براحتهم وانتي زيي ...
بدور: ههههههههههههه حاضر يا ماما نسيت معلش ...
ليلي بقله صبر: المهم نركز إشوي جبل العيال ما تصحي... انا هشغل ابوي وانتي يا روحيه هتروحي تتحدثي ويا عبدالله وتجوليلوا ان جايلك عريس وانك رايده تخلعيه بانك تجولي للعريس ديه ان عبدالله جاري فتحتك وان اي حد يسأله يجول ايوة انه هيتجوزك كتمثليه يعني وهو ما هيصدق يساعد ...فهمتي !
إيمان بفخر: والله يابت انتي عقلك يتلف بحرير شابوه ليكي...
ليلي وهي تعدل ياقه ملابسها: احم تسلمي ياعمتي ...
بدور بضحك: عايزة انام بقي ...يلا مفيش راجل يلمك فين علي ؟!
ليلي بتهكم: زمانه جاي ياختي متجلجيش ...
...
نزلت بدور تحضر الماء فقد جف حلقها من كثرة المؤامرات علي والدها العزيز ...فقد تعب كلا من روحيه و آيمان واتجهوا الي النوم بعد رحيل ليلي مع علي...
كانت متوتره تلتفت يمينا ويسارا خوفا من ان تلتقي به بعد ما حدث امس بينهم ...فالان وبعد ذهاب الجميع فرغ عقلها لمشكلاتها التي لا تحل ...
جابر: ايه يا حاجه جو سلاحف النينجا ده ؟!
شهقت بخضه وضمت الابريق الي صدرها ...
-يخربيت سنينك خضتني يابني انت ؟!
-هههههههههههه معلش انا كنت رايح اشرب لقيتك بتتسحبي زي الحراميه ...قلت مالها دي ؟
-لا ابدا انا كمان كنت بجيب مايه واوعي بقا قبل ابويا ما ينزل و يشوفنا ويخرب عيشتنا احمد ربنا انه مبيتنا تحت سقف واحد ...
جابر بثقه: لا متقلقيش بابا ماسك ودنه من ساعة ما جه عشان موضوعك ...
بدور بأمل: بجد يا جابر ..تفتكر فعلا هيوافق...
-يابنتي ومش هيوافق ليه يعني هو يونس حد قليل...
نظرت له بدور بصدمه فقد ظنت انه يتحدث عن جامعتها ...
-يونس ؟! انت بتقول ايه هو بجد عايز يتجوزني...
جابر بتعجب: ومالك مصدومه كده ..انتو مش بتحبوا بعض ؟!
بدور بكبرياء وانكار: انا احب الانسان ده مستحيل طبعا...
ليأتيها صوت يونس بحده: ومين بيتجوز عن حب دلوقتي ! روحي يا شاطرة اوضتك فوق لحد الرجاله ما تقرر هتعمل ايه...
اتسعت عينان جابر بشده من قوله ! ونظر الي رد فعل بدور التي تستشيط غضبا...فتدخل سريعا...
-ايه يا يونس اللي بتقوله ده ؟ انت عارف انك بتحب بدور...
يونس بغضب: انا مبحبش حد يا جابر وخليك في نفسك ...
بدور بحده: لا انا اللي بموت فيك ...ده ايه البلاوي دي عن اذنكم...
اشعل حديثها غضبه وعزم علي معاقبتها فقد استطاع ان يميل عقل والدها من هي لتقف كعقبه امامه...
كان جابر في حاله من الذهول من تصرفات يونس ...
-انت مجنون يابني هو ايه اللي الرجاله تتفق ...انت بتعاملها ليه كده ...انا متأكد انك بتحبها والا مكنتش جيت هنا وسيبت شغلك واستقلت منه عشان محدش يتحكم فيك ...مالك يا يونس اللي بتعمله غلط ..انت بتكرهها فيك ليه ؟!
يونس بقله صبر: يووووووه خليك في حالك بقا ياجابر ماتجننيش انت كمان...
تركه يونس واتجه الي غرفته يفكر في طريقه لاخضاعها ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة