قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وواحد وعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وواحد وعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وواحد وعشرون

فى مطعم الشامي،
تقتحم رهف مطعم خطيبها حاملة شمس لأول مرة، كزائرة وايضا كحليف جديد وتوطيد علاقتها مع خطيبها الذي تتخذه كعدو لها، حينما تضطر أسفا مغادرة المنزل لزيارته أو زيارة عائلته
لقد حاولت مرارا أن تصطحبها لكن فريال تصر على ذهابها بمفردها، خصوصا أن الفتاة تعرب عن كرهها الشديد له وكله بسبب أخيها، تنهدت بيأس من أخيها
لقد أفسد ابنته وهي ابنة الخامسة، لا تعلم ماذا سيحدث وهي ابنة الخامسة عشر؟

شعرت بقبلة شمس العنيفة على وجنتيها لتضحك بمرح وهي تقتحم باب المطبخ وقد انتهى دوام العمل، وكعادة كل يوم تجده يرتدي مريوله الخاص فى انتظارها لتناول وجبة عشاء من يديه
قالت بصوت ناعم تجذب انتباه هذا الشارد فى وصفته لليوم
-مساء الخير يا شيف
ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتي نزار ليلتفت لها بابتسامة رائقة سرعان ما تبدلت للعبوس حينما رأى دخيلة صغيرة بينهما.

-لك يامساء الخيراااات ياروووحو للشييف، استني لااااا عم تمزحي ياروحي نو هيك جايبة بنتوو لهون يا رهوفتي، لو مستقصدة تخليه يجي ماكنتي عملتي هيك
ضحكت رهف بمزاج رائق وقالت بابتسامة ماكرة
-متقلقش انضمت شمس للحلف بتاعنا
اقتربت منه بابتسامة ناعمة، تحاول ازالة عبوس وجهه، لتميل طابعة قبلة سريعة على وجنته أدي الى ازالة عبوس وجهه، التفتت نحو شمس التي تحدق نحو نزار بعبوس لتهمس لها بتشجيع قائلة.

-ادي بوسة لعمو يا شموس
تجهمت ملامح شمس، وازداد وجهها عبوسا ونفورا لتقول بنبرة قاطعة متسلطة كأبيها
-لا
ضيقت رهف حاجبيها بغضب وهي تلاحظ نبرة العداء التي تفوهت بها شمس لتقول بحدة
-شمس
رفعت شمس عيناها تنظر الى زرقة عيني رهف لتحاول استمالتها بمكر طفولي منها لتهمس بنفي
-لا، بابا بس.

ضحك نزار بابتسامة رائقة وهو يراها تشبه أباها، ماذا توقع من ابنته مثلا؟! قال بهدوء محاولا تهدئة رهف التي اصبحت تضع رأسها برأس الصغيرة
-عادي ياقلبي اتركيها عكيفها، وصراحة مو ناقصنا تصير مشكلة مع اخوك من وراها.

رفعت رهف عيناها بأسف تجاه نزار الذي اومأ لها ألا تقلق، حاولت رهف أن تستعيد مرحها وهي تضع شمس على طاولة المطبخ وقد ارتفع حاجبا نزار بتعجب حينما رأي الصغيرة ترتدي مريول مطبخ صغير ليلتفت بتعجب نحو رهف التي قالت بحماس تجاه الصغيرة
-شموس، روحنا عند عمو نزار عشان يعملنا ايه
اتسعت ابتسامة شمس وهي تصفق بكلتا يديها قائلة
-كيكة.

اقتربت منها رهف تدغدغها بمرح وهي تمد بخدها لتطبع شمس قبلة عنيفة عليها، أدى إلى انفجار رهف فى الضحك، لتنظر تجاه نزار وهي تهمس له ببعض الحرج كونها لم تعطيه خبرا مسبقا
-هعطلك يا نزار في حاجة لو عملت للهانم شمس كيكة، عملنا كيكة في البيت ومعجبتهاش واصرت اننا نشتري احسن
عقد نزار حاجبيه بريبة وهو ينظر الي الكائن الصغير الطفولي بعينيها الذهبية الشبية كعيني أبيها، ثم عاد يلتفت نحو رهف ليسأل بعدم فهم.

-مين يلي أصر؟
أشارت رهف بيدها تجاه الصغيرة التي تنظر نحوه بتفحص متهمل، جعله يقلق حتما لتقول رهف ببساطة
-شمس
غمغم نزار بهمس خافت وهو يهز رأسه بأسي
-اجباري بدها تطلعله لهالغول
احتدت عينا رهف بشراسة وهي تسمعه يتمتم بكلمات غير مفهومة، لكنها تشعر أنها عائدة لأخيها لتصيح باندفاع شرس
-بتبرطم بتقول ايه
أبتسم نزار ابتسامة سمجة وعلق بابتسامة هادئة.

-ولا شي ياروحي انت، قليلي ياعمري انت شو نوع الكيك يلي بدكن ياها واخلي حدا يحضره
قاطعته شمس تقول بحماس طفولي وهي تصفق بكلتا يديها
-شوكلت كيك
ابتسمت رهف وهي تنظر الي شمس، لتتابع بهدوء
-وشمس قررت تكون مساعد شيف، مش كدا يا شموس؟!

اومأت شمس برأسها عدة مرات وهي تمسد مريولها القطني الذي اشترته لها فريال خصيصا حينما علمت بهوس الصغيرة لمكوثها فى المطبخ مع رهف، اقترب نزار تلك المرة بابتسامة جذابة واقترب من الصغيرة يضع كلتا ذراعيه على جانبي قدميها ليسألها بنبرته الشامية
-وحبيبتي العسل ام خدود حمر شو رح تعطيني لما بعمللها الكيكة من تحت دياتي.

توردت وجنتاي شمس وهي تغطي كلتا كفيها بخجل، دفع رهف للانفجار فى ضحكة ناعمة ونزار ينظر بذهول تجاه الصغيرة؟! يبدو أن الصغيرة أصبحت فتاة دون أن يدري؟!
اجابته شمس فى صوت خجول
-بوسة
ابتسم نزار وهو يشاغبها بمرح مغمغما فى صوت خافت
-لا ماشاء الله كريمة كتير فضلتي عليي شه
عقدت رهف حاجبيها بعبوس لتغمغم بيأس
-بطل تبرطم يا نزار
عقد نزار ذراعيه على صدره وسألهما
-ووين ناويين تاكلوها هون ولا بالبيت.

هزت شمس رأسها نافية، لتقول رهف ببساطة
-دي عشان يوسف زميلها في الفصل، تصالحه بيها
اتسعت حدقتا نزار بذهول، وهو يخيل له أنه سمع شئ اخر، هل والدها على علم بالمدعو يوسف؟
الصغيرة اتت اليه ليصنع كيكة لتصالح به المدعو بيوسف؟!
اللعنة أين والدها؟! أيترك ابنته تتحدث مع الصبيان، وينغص هو حياته مع المرأة التي أصبحت زوجته في الشرع؟!
صاح باستنكار تام وهو يحدق تجاه رهف
-تصالحووو!
ابتسمت رهف بعبث لتهمس له.

-هفهمك الموضوع بعدين
هز رأسه ولا ينكر أن الفضول يقتله لمعرفة أمر يوسف هذا!
قال بصرامة شديدة تعلمها رهف حينما عملت معه، نزار وقت عمله يتحول لكائن مرعب
-غسلوا ايديكن والحئوني
هزت رهف رأسها ايجابا وهي تسارع بحمل شمس لينفذا أمره على وجه السرعة.

راقبت رهف من بعيد صبر وهدوء وحزم نزار وهو يتحدث مع شمس كشخص بالغ، بل كشيف صغير يتتلمذ على يديه، تبتسم شمس بابتسامة واسعة تشق ثغرها وهي تتبع تعليماته فى طاعة وعدم تمرد جعل رهف ترفع حاجبها بحدة
الفتاة تعصي اوامرها وتعبث بارجاء المطبخ وهنا كقطة وديعة وتنظر الي عيني نزار بانبهار صغيرة، زمت رهف شفتيها وهي لا تستطيع أن تعاتب شمس.

فنزار محط أنظار العديد من النساء، فرجل يجمع بين الوسامة وذوق فني في الطبخ بالإضافة إلى لكنته الشامية، حتما ستكون محظوظة تلك المرأة التي ستصبح زوجته.

اتسعت ابتسامتها حينما رأت نزار يضع قالب الكيك داخل الفرن وشمس تصفق بمرح وهي تنظر تجاه الفرن بانتباه شديد، تنتظره حتى ينضج، ضحك نزار وهو يراها انها لن تمل فى وقفتها ليحملها واضعا إياها على الطاولة وهو يأمرها أن تكون مطيعة حتى يأتي لها بكعك آخر تتناوله وهي تنتظر نضج كعك يوسف
- مش محتاج مساعدة.

قالتها رهف وهي تلمس ذراعه بقصد ويبدو ان الصغيرة أثارت انتباه بالكامل ليصرف انتباهه عنها، التفت نزار تجاه رهف وهو يلاحظ الغيرة تنضح من عيناها ليعانقها هامسا بصوت خشن
-يا عمري ياروحي يلي فيني مكفيني ناوية تجنيني اكتر من هيك
احمرت وجنتي رهف وقد انتفض جسدها من قبلته الغير بريئة بالمرة بالقرب من شفتيها، أسندت بيدها على صدره تبعده عن محيطها لكنه لم يتزحزح مقدار انش، لترفع عينيها تهمس له بتوتر.

-فيه بنت في النص
القي نزار نظرة سريعة تجاه شمس التي تنظر تجاه الفرن بانتباه شديد، ليلتفت تجاه رهف وهو يميل إليها قائلا بمكر
-ووين كانت البنت وانت عم تجنيني بلمساتك اااااه
اتسعت عينا رهف بدهشة، ايعتبر مساعدتها وهي تناوله المكونات وقد ارتطمت يداها بدون قصد بيده تحرش، غمغمت رهف باستنكار
-انا بتحرش بيك يا نزار! انا معملتش حاجة
تصنع نزار الجدية والحزم وهو ينظر الي عينيها، يعانق زرقة عينيها دون خوف ليهمس.

-لك كرمالو لله لك حبيبتي بس لو بتعرفي شو عم اعمل لحتى شايفتيني هيك
غامت عيناها ليتعانق السماء والبحر، وكم يبهره هذا المنظر فى كل مرة، احتضن وجنتيها بكفي يديه وهو يسمعها تهمس بتوتر
-وشيف نزار العظيم بيعمل ايه عشان يبقي بالشكل ده
هل تحاول أن تصبح الخجولة امرأة مشاكسة؟!
اقترب من اذنها ليعض شحمة اذنها بإثارة جعلتها تطلق شهقة خافتة وما جحظ عينيها همسه الأجش.

-لك كل يوم من وراكي عم اتحمم بمي متل التلج منشان خفف هالنار يلي جواتي عم احترق من جوا عليكي كنافتي
دفعته ببعض القوة عنه، وقد انفجرت ينابيع من الحمرة فى وجنتيها وهي تصيح فى وجهه بحدة
-اسكت، متتكلمش تاني
زفر نزار بحدة وهو ينظر اليها بعينين تلمعان برغبة ارتعدت فرائصها ليغمغم
- رهوفتي خلينا نتجوز هلااا.

ألقت رهف نظرة خاصة تجاه شمس التي ليست منتبه كليا لما حدث لتعود تحط بعينيها على عينيه النهمتين لتهمس بغباء مصطنع
-ما انا مراتك يا نزار
تجهمت ملامح نزار ليسارع بأن يصيح فى وجهها بحدة
- لأ، تكوني ببيتي وبحضني وبين ايدي
الجمتها الصدمة، وقاحته التي لا حد لها، نزار هذا فى لحظة يستطيع ان يكون حنون مراعي، وفي لحظة اخرى رجل عديم الأدب والأخلاق، همست اسمه فى عتاب واضح
-نزار.

اغمض نزار جفنيه بقسوة، يمنع أي بادرة من الاستسلام أو أن يطلق جميع جنونه عليها، ليهمس بصوت أثخن من العاطفة
-لك ااااخ من نزار وقت بتطلع من بين شفايفك شو بتعمل فيه، رهف ماني قادر استحمل اكتر من هيك حبيبتي
لانت ساقيها لتستند على رخام المطبخ وهي تحدق نحوه، ترجوه بعض التريث أو التعقل، لتدفعه للاطمئنان قائلة
-فاضل سنة واحدة يا نزار، هانت
انتفض مندفعا نحوها ليقبض علي ذراعها بقسوة غير مقصودة جعلها تصرخ مجفلة.

-لاااا
ارتفع رأس شمس عن الفرن لتنظر نحوهما بتساؤل لتبتسم رهف نحو شمس لرهف جعل شمس تهز رأسها وهي تعود النظر الى الكعكة التي تنضج رويدا، انتبهت رهف الي صوت نزار الأجش
-رهفففف
ازدادت أصابعه قسوة يعطيها دليلا عن بعض جنون معاناته وهو يقول لها بنفاذ صبر رجل تحمل الكثير، وما عاد يتحمل أكثر
-ماااارح اتركك لتواافقي
فغرت رهف شفتيها بصدمة وهي تلاحظ تهوره وجنونه الذي لا تستطيع أن تردعه، ابتسمت بتوتر وهي تهمس له.

-نزار الكلام ده محتاجين قعدة هادية مش اللي بتعمله ده معايا، متستغلش ضعفي ليك بالشكل ده
جز علي اسنانه بحدة وهو يلف خصرها بقوة لترتطم بجسده، سمعها تهمس اسمه عدة مرات تحذره من مغبة ما يفعله
لكن لن يكترث لشئ حتى لو اقتحم شقيقها لخصوصيات رجل وامرأة، همس بصوت مثير
-مارح خلي طرييقة لتوافقي كل شي مباح بالحب والحرب ياروحي
رفعت رهف عيناها تنظر اليه باضطراب لتغمغم بقلق
-عايزني اخاف منك.

انقشع ظلام رغباته ليتحطم على صخره واقعه، لعن غباؤه وفقدانه لسيطرته ليسارع باحتضان وجهها براحتي يديه الا ان عينيها لا تريد التطلع إلى عينيه ليخبرها برجاء
-رهوفتي اطلعي عليي
لم توافق واكتفت باشاحة وجهها للجهة الاخرى، مما دفع ان يمسك وجهه بحزم وهو يجبرها على النظر إلى عينيه، لتنظر اليه رهف بلوم جعله يهمس باعتذار صادق.

-اووعك حبيبي تخاافي مني انا امانك ياروحي وبعمري مارح فكر ولو لثانية اجرحك او دايقك حدا بيجرح روحه ياروحي انت
لم تستطع رهف ان تكبح رغبتها فى الخصام سوى أن تبتسم وقد انتبهت على صوت الجرس معلنا عن استواء الكعك لتهمس له
-الكيكة استوت
حاولت ان تفلت يدها عنه، الا انه اصر ان تظل جواره وهو يهمس اسمها بقلق
-رهفف
رفعت عيناها تتطلع اليه وهي تخبره بهدوء.

-انت وعدتني يا نزار انك هتتجوزني بعد ما اخلص كلية، صدقني هبقي مرتاحة، وكمان هكون ليك لوحدك وبس مفيش مذاكرة هتشغلني عنك
توردت وجنتيها حالما اختتمت بجملتها مما دفع لنزار يهمس لها بمكر
-لك رهوووفة مين متعلمة كيد النسوان ااااخ منك ااااخ دخيل هالعيون وهالشفايف يلي بنقطو عسل ايي.

نظرت اليه بحذر وهو يرفع يديه مستسلما ليتوجه نحو الفرن وهو يحمل منشفة نظيفة يخرج صينية الكعك والصغيرة ترغب برؤية صنيع ما فعلته معه، ابتسم بمرح وهو يحملها لتجلس بالقرب منه وهو يخرج الكعك من القالب، لينظر اليها وهي تصفق يداها بفخر لما حققته، راعي نزار بالطبع أن يجعل الكعك صحيا بما انه للأطفال بدون زبدة أو سكر
ابتسمت رهف بامتنان تجاه نزار وهي تراه يغلف الكعك لتقول بهدوء تجاه الصغيرة.

-ندى بوسة لعمو يا شموس
رفعت شمس ذراعيها ليبتسم نزار مجيبا لطلبها بالقرب لترفع برأسها تجاه خده تقبله وهي تهمس بشكر
-شكرا عمو
امسك نزار وجنتيها المكتنزة بحب وهو يقبل مقدمة رأسها هامسا بنبرة حلوة
-لك ياروووح العمو من جوا يؤبرني يلي خلقك ما ألذك وما احلاكي أي بوسيلي عمتو بس تكونو لحالكن ايي.

تلون وجنتي شمس خجلا وهي تنظر تجاه مريولها النظيف والفضل يعود لنزار الذي لا يهدر بمكونات الطعام ولا يسمح لها العبث بالطعام، ليهدر فجأة صوت حانق
-انتو بتعملوا ايه هنا، حتي انتي يا خاينة
شهقت شمس لتضع كلتا يديها على وجنتيها قائلة
-بابا جيه
اندفع نضال كالثور الهائج وهو لا يعلم من أين سينهي جميع مشاكله.

أمع صغيرته أم مع طليقته التي فجرت صباح اليوم قنبلة موقوتة فى وجهه أمام الملأ، ليسارع بحمل صغيرته علي ذراعه وهو يصيح بصرامة تجاه نزار
-اسمع يا ابو لسان معوج، شغل الكلام الناعم ده مش هيمشي علي بنتي، اوعك تقرب منها
اكتفي نزار بهز رأسه وهو يقترب من رهف ليجذبها من خصرها لتلتصق به وهو يجيب نضال ببرود قائلا
-خليها الك، بدي مرتي انا
اشتعلت عينا نضال بغضب مستعر وهو يهدر فى وجهه بصرامة.

-ولا حتي اختي، نزل ايدك من وسطها يلااا
مال نحو رهف التي تنظر الي كلاهما بقلق ليجيبه نزار بسخرية
-مرتي عم قلك
زفر نضال بسخط وتحفزت كلتا يديه على الفتك به، حتما سيفتك بهذا الأحمق ويبدو أنه يرغب أن يصبح ضحيته الليلة
لولا أنه يرغب أن يهشم عظام طليقته بدلا من هذا الشامي، لكن لا مشكلة، سيهشم عظام هذا الغبي وحينما يجد طليقته الهاربة سيهشم عظامها، صاح بنفاذ صبر.

-بقولك ايه انا روحي في مناخيري، لم ايدك دي من وسطها عشان متزعلش
استشعرت رهف جدية نضال ويبدو أن نزار يتمادى فى استفزازه، لتنسحب بهدوء وهي تتوجه نحو نضال بابتسامة هادئة تأخذ شمس بين ذراعيها وتعود حاملة الكعك لتقول بهدوء للرجلين
-هاخد شموس اما انتو الاتنين اتخانقوا براحتكم
تطلع نضال نحو نزار بعدائية واضحة ليتلتفت مغادرًا دون كلمة
وقد حان وقت حساب طليقته الآن.

رنين هاتفه جذب انتباهه ليرد علي مكالمة رجله الذي كلفه بالبحث عنها، اتسعت عيناه حينما أخبره عن موقعها
انغلقت تعابير وجهه وهو يغمغم بقسوة
-انتي اللي حفرتي القبر بأيدك.

في قصر السويسري،
ارتشف معتصم قدح القهوة الخاص به، وليكن دقيقا أكثر، القهوة التي يرتشفها خلسة بعيدا عن أعين شادية صغيرته التي تعامله كطفل صغير مشاغب يعبث فى الأرجاء، ابتسم ببعض الحسرة، حتى شادية أصبحت آلة عمل بلا توقف، صغيرته توهمه بكونها بخير
لكن فى أعماقه يعلم انها ليست بخير أبدًا
لو أباحت فقط، لو أخرجت ما في مكنونات صدرها لرتاحت، لكنها عنيدة كالبغال كي تصر على حمل همومها بمفردها!

دقق النظر الي قدح القهوة الخاصة به وقد أصابه الجمود، حتي القهوة ما عاد لها طعم بوجودها، ترك قدح القهوة جانبًا وبقي ينظر إليها بملامح واجمة غير معبرة عن دواخله!
يتنازع كي يدق عنق صغيرته ويرغمها على الحديث، ألم يربيهم على التربية الحديثة؟! اللعنة ها قد أتت ثمارها ليتخبط هو فى غياهب ظلماته ولجج تخبطاته..

ابتسامة صاحبة زينت ثغره وهو يتذكر حاله الملقي في المشفى، الأحمق الذي رفض الإفصاح الشرطة عن هوية المختطف واكتفي بأن له أعداء عمل وربما يلحقوا الأذية به خصوصا أنه تلقى عرضا ضخما ممولا من منظمة كبرى لترويج السياحة العربية!
ضاق عينيه بتشدد ليزم شفتيه بحزم حينما لمح ظل الأشقر يطل عليه بابتسامة مرتبكة وعينيه لا تتجرأ علي النظر داخل حدقتيه ليسمع وسيم يتمتم
-حضرتك طلبتني يا عمي.

رفع معتصم حاجبيه بدهشة وهو يرى أن الأشقر لا يتجرأ لرفع عيناه تجاهه، ماذا قام هذا الأحمق الآخر؟!
تفرس ملامح وجهه بالكامل ليلاحظ حمرة اذنيه ليضربه صاعقة الأدراك؟
اللعنة!
متي قام بالأمر؟
هل غرر بصغيرته فى يوم الحفل؟!
أم في يوم آخر؟ أم في يوم الحفل واليوم الآخر؟
لقد أقسم علي المصحف أنه لم يمسها بسوء وأعادها صاغ سليم كما قال، حينما وبخهما لعودتهم متأخرين في ذلك اليوم؟!
ضيق عيناه بحدة ليغمغم بحنق.

-متقولش عمي، عمى الدبب
حك وسيم مؤخرة رأسه ببلاهة واكتفى بابتسامة مرتبكة وهو يحاول السيطرة أمام الرجل، لكن ذكري النعيم الذي عاشه على يد فأرته
ومضات سريعة تقتحم دهاليز عقله، وتجعله يستعيد الذكري
ملمس جسدها، استجابتها الفورية، انينها وشغفها بحبه
لقد كانت مبهرة، وجسده الصخري احتضن هشاشة جسدها، لقد كانت مناسبة له.

مناسبة بين ذراعيه، توقع الحمقاء تخبر والدها عن اقتحامه لغرفتها، لكن منذ ثلاثة أيام وامتنعت عن الرد عليه
يتفهم أنه كان غبي لأنه اقتحم أشد خصوصياتها، ألا وهو عرفتها الخاصة، لكن ألم تتحداه؟
نظر برهبة شديدة إلى حماه المستقبلي و أطلق زفير راحة حينما رأى أن فأرته الملونة لا تفشي بسرهما الصغير، لو أباحت لوالدها يقسم انه لقتله فى عقر داره بدم بارد ودون أن يرف له جفن!
-اتفضل يا حمايا.

قالها بابتسامة واسعة زادت من تقطيب حاجبي معتصم، ليميل براسه محدقا نحوه بجمود وقد ازداد شكه يقينا ان الأحمق قام بفعل شئ من وراء ظهره، ابتسم بتهكم وهو يجيبه بحدة
-لما تشرف الهانم الاول
عاد القلق ينهش فى صدره، ليتصلب جسد وسيم وهو ينظر الي حماه بقلق، ازدرد ريقه بتوتر وهو يسمع الي نقرات باب غرفة المكتب اتبعه بدخول خاص بالفأرة تقول بابتسامة واسعة من الأذن للأذن
-خير يا عصوم، كنت طالبني فى ايه.

عيناه لا إراديا سقطت عليها، يتأمل ملامحها الأنثوية وقدها المياس بإعجاب رجولي، لا حرج عليه بما يقوم به، انتفض حينما استقبل قذيفة من معتصم علي وجهه ليتأوه بوجع وهو يمسد فكه وينظر إلى حماه بحرج وقد قابله نظرات مشتعلة محذرة، عاد معتصم ينظر بصلابة إلى جيهان ليقول
-انتي نازلة رايحة فين.

نظرة سريعة ألقتها تجاه وسيم، لتبتسم بشماته وقد تعمدت وقوفها بإغراء أمامه تميل بجذعها للأمام واستندت بذراعها على مقبض الباب لتخبره ببساطة وهي تلف خصلة متمردة حول شعرها
-صحبتي عايزاني فى خدمة، عايزة الحق ازورها قبل الوقت ما يتأخر، متقلقش مش هتأخر عن الساعة 10.

عادت عينا وسيم تتأمل منحنياتها الانثوية بتقدير ذكوري، لا ينكر أن البنطال الواسع ليس بواسع تماما عند ذلك المنحني الانثوي الخطير، يكاد يعض طرف شفته السفلى ليهزه من الأعماق مشاعر بدائية عنيفة، تأوه مرة اخري بوجع حينما عاد يستلم قذيفة قوية تلك المرة من معتصم ليتنحنح بحرج وهو يخفض انظاره!

زفر معتصم بضيق وهو لا يصدق ان الأشقر يتحرش بها علنًا أمامه، لم يحترم كونه موجود ويخفض أنظاره، الفتى ظن أنها حين عقد عليها يحق له النظر لها باشتهاء ذكوري!
زمجر تجاه جيهان التي اعتدلت بوقفتها تكاد تكتم ضحكة متشفية به، لتسمع والدها يقول بسخرية
- لالالا مش معقول، جيجي هانم بنفسها بتتواضع وبتقول هترجع على الساعة 10، الدنيا جرالها ايه يا جدعان.

هزت رأسها دون أن تجيب علي سخريته بمشاكسة، لتنظر إلى وسيم قائلة بامتعاض
- بيعمل ايه ده هنا
أشارت باصبع السبابة بازدراء شديد، ليقول معتصم بجفاء
- اتعدلي بالكلام يا انسه، ده في مقام خطيبك
تجهمت ملامح وسيم وهو يرفع عينيه ليتوعد لها الا ان زمجرة معتصم الخشنة منعته ليضطر أسفا النظر بعيدا عنها، سمعها الوقحة تهتف ببرود
-لا ولا ليا علاقة بيه، بقولك ايه يا عصوم، مش فرحنا شويتين، كل واحد يرجع لحاله.

لاقت فكرتها استحسانه ليمسد بذقنه قائلا بابتسامة ملتوية
- يعني نلغي الجوازة اللي عايزها
ضحكت جيهان ملء شدقيها وهي تجيبه بسخرية تامة
-جوازة ايه يا عصوم ياراجل انا بتاعت الكلام ده
القي معتصم نظرة خاصة تجاه وسيم الذي انتفخت أوداجه بغيظ مكتوم، يكاد يرى حمرة وجنتيه من كبت انفعاله، ليبتسم برضا تام تجاه ابنته المجنونة، لكن هذا لم يمنعه من أن يقول بصرامة
- اتعدلى يا بت وانتي بتكلمي ابوكي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة