قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وخمسون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وخمسون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وخمسون

فى مطعم نزار
أتدرون ما هو أكثر شئ وقاحة تخبرك به إمرأة؟
بالطبع كلا إن فكرتم أن تعيب فى رجولته
أو تشكك من قدراته!
أو حتى تتهمه بالبخل والغيرة الخانقة
بل تطلب منه أن يذهب لطبيب مجانين؟!
كما لو انه مختل عقلى هرب من المصحة!
تلك الوقحة كيف تتجرأ نعته بالجنون حتى
هل تظن كونها ازدادت جمالا وفتنة، وكونه يسعى خلفها تستطيع تقديم أى قيد أو شرط له؟!
كلا، تحلم.

لا توجد مطلق امرأة تستطيع جبره على ما لا يرغبه، أو دفعه إلى ما لا يطيقه
تأفف بحنق بالغ وهو يتوعدها لتلك الوقحة، سليطة اللسان تظن كونها تطلقت منه أنها خرجت من مداره
والله ابدًا، سيلف مائة حبل حولها حتى يحكم قيدها ان تخطت حدودها معه..
هو فقط تركها تتنفس بحرية كما تزعم، لحاجه في نفسه قضاها.

انسل من جيب سترته لفافة تبغ، وعينيه تتأمل المحيط بتقزز لم يكن ليأتي هنا سوى وعد عصفورته رهف، فعائلة نزار تحتفل بمناسبة قرب زواجهما بوليمة ضخمة فى مطعمه، اشعل السيجار وسحب نفسًا عميقًا وابقاه لداخل صدره منتظرًا من النيكوتين أن يخرس مطارق عقله
أغمض جفنيه لبرهة وشبه ابتسامة لاحت عليه وهو يشعر بصفو عقله
إلا أن شعوره بيد شخص تجذب لفافة التبغ أيقظ وحوشه الهاجعة.

فتح جفنيه بحدة ودكنة حدقتيه بشرر ترعب فرائص من امامه، الا ان أسرار قابلته بسكون أمواجها وابتسامتها الصفراء ليزفر نضال بحدة ممررًا أنامله في خصلات شعره السوداء بسخط
-اللهم طولك يا روح
جلست اسرار بالقرب منه، ولم يفتها تبدل حاله، على الرغم انه لم يعد ساخرًا سليط اللسان بكثرة، الا ان هذا لا يمنع شعورها بتبدل حاله، ابتسمت بلطف تربت على يده
-افرد وشك يا نضال، ساعة زمن مش هيخسر من وقتك.

أيجب عليها جلب سيرة معوج اللسان الآن!
يالله لثوانى حاول عدم التفكير به، زاد من غضبه اضعافًا ليغمغم بنزق
- قولتلك مش بطيق الراجل ده، ده بيعوج لسانه وهو بيكلمني اخد كلامه بجدية ازاي
ضحكة انفلتت منها وهى تدعى رهف ان يلهمها الصبر على أخيها لتسترعى انتباهه بجدية صوتها
- نزار حاول تتقبل ان فيه لهجات غيرك بتتكلم عربي، الراجل مش بإيده يعني
عينيه مشطت المحيط باحثًا عن قبس نوره فى الحياة.

التمعت عيناه بوهج واشرقت ملامحه حينما حطت عيناه على صغيرته تتلاعب مع طفل أسرار وطفلة وقاص
نضجا الصغيران واصبحا يسيران بخطى متعثرة على الأرض تحت أنظار فريال وزوجها
ابتسم ما ان وجد صغيرته توجه الصغيران بقيادة نحو منطقة اللعب، ليتبعها الآخران برضوخ مستسلم
عادت عيناه نحو أسرار وبداخله يشتم البوهمى خاصتها
تبًا، يريد حتما تلك الباردة، نسختها القديمة أفضل بكثير مما هى عليه
اجابها بنزق.

- لا بإيده، يسترجل كدا وهو بيتكلم معايا مش يتمايص معايا ايه فاكرني هيغويني يعني
قابله صمت من اسرار وكأنها تعلم أنها مهما حاولت يائسة من الشرح إلا أنه لن يستجيب أو يميل لرأيها، خيمهما الصمت لدقائق وهو يحاول البحث عن رهف
ليست بالقرب من الأطفال ولا حتى بالقرب من فريال
اللعنة هل غرر بها ذلك الشامى؟!
ويل له أن وجدهم فى وضع فاضح، سيلغى الزفاف وليضرب ذلك الأحمق اعوج اللسان فى أقرب حائط.

هم بالقيام باحثًا عنها إلا أن صوت صغيرته المندفعة نحو تهمس اسمه
- بابي
فتح نضال ذراعيه لتقفز الصغيرة فى جسده، ملقيًا رأسها فى صدره باستكانة هادئة تزيد من معدل نبضات قلبه
أصغر فعل تفعله صغيرته يدفعه لافقاد رشده، طبع قبلة خاصة على مقدمة رأسها قائلاً بنبرة رخيمة
-نعم يا روح بابي
زمت شمس حاجبيها متسائلة
- يعني ايه يغويني.

رفع نضال حاجبيه والتفت تجاه اسرار التى انفجرت ضاحكة تاركة اياه يتعامل مع صغيرته التى أصبحت فضولية تجاه كل شئ، رغم تحذير اسرار أن يلجم لسانه كون ان صغيرة بجواره إلا أنه لا يستطيع الجام غضبه من التفوه ببعض الكلمات التى لا يصح لصغيرة سماعها
غمغم بجدية لاهيا اياها لأمر هام
- ده كلام كبير، وبعدين انتي مش قولتي هتروحي مع رهف عشان تأكلك
اجابته بابتسامة واسعة
- عمو نزار اخدها وقالي فيه مفاجأة محضرينهالي.

الحقير
تأكد انه آسر عصفورته لنفسه، سيقتله بيديه العاريتين، كظم غيظه وهو يقول بسخرية
- وانتي طبعا ما صدقتي كلامه لما قالك محضر مفاجأة
هزت شمس رأسها مدافعة عن عمها ببسالة
-عمو نزار مبيكدبش، وبيعملي الكيك اللي بحبه
سيؤجل قتله بالتأكيد
يفكر جديًا تعذيب ذلك الحقير حد الموت، ولا يطيله
من هو حتى يختطف صغيرته ويضمها لجيشه؟!

بالكاد يتحكم في اعصابه كي لا يفتعل فضيحة وإلغاء الزواج، لولا ان اخته الحمقاء واقعة فى حب المغفل بيأس
اختلج عضلة فى فكه وهو ينظر تجاه اسرار التى تنظر بابتسامة شامته ليسألها بسخرية
- عجبك اللي بيعمله ده، اهو واخد بنتي تحت جناحه
اجابته اسرار بصراحة
- الستات مبتقولش لأ للأكل صدقني، بحب لما سراج يكون فى المطبخ ويحضر العشا.

بالكاد منع نفسه كى لا يتقزز من سماع شئ من زوجها البوهيمي، بالله ما دخله هو ليتصور ذلك الكائن يقوم بعمل رومانسى احمق يخطف قلب النساء
القى نظرة واحدة على جسدها ثم أجاب بتهكم
- مش شايف صراحة أى فرق فى التغذية بالعكس ده بياكل اكلك انتى وابنك
التفت نضال تجاه صغيرته المستريحة على صدره
- شمس
رفعت شمس عينيها الشبيه بعيني ابيها ليقول
- ادخلي عليهم كدا وشوفيهم بيعملوا ايه.

هزت شمس رأسها موافقة ليضع ساقيها على الأرض، وحينما همت بالتحرك عادت كما لو تذكرت شيئا وهى تتحدث بخفوت ك سر تخشى أن ينتشر
- مرة يا بابى عملوا حاجة قليلة الادب
لمعت عينا نضال ليقبض يديه بعنف على مسندى المقعد، صاح بخشونة
- عملوا ايه
لمعت عينا اسرار بالفضول رغمًا عنها، لتسمع الصغيرة تهمس
- اداها kiss يا بابي، وقالي غمضي عينك
يشعر بالبراكين الثائرة تموج فى صدره، كثور منتظر فقط الرقعة الحمراء للفتك بها.

جز على اسنانه صائحًا بحدة
- وانتى طبعا بنت ابوكي غمضتي عينك
هزت شمس رأسها مجيبة
- قالى هيديني كيك شوكلت
الصبر، حتمًا يسأل من الله الصبر كى لا تجلطه ابنته هى الآخرى، كيف نست امرًا كهذا تتحدث اليه فورًا
هسهس بغضب منفعل والمطارق فى عقله لا تساعده ابدًا على الهدوء
- القذر بيساومها
استقام من مجلسه فورًا وبداخله مهمة واحدة يجب عليه تنفيذها
هو فى حاجة ماسة لقتل الشامى.

استقامت اسرار هى الاخرى تمسك ساعده لتهتف فى وجهه
- رايح فين يا مجنون، ده جوزها
القى ضحكة ساخرة وهو يجيبها
- جوزها لما تخش بيته، بس حركات ال مش هتحصل في بيتي
ظلت الصغيرة تنظر ببرود نحو غضب والدها العظيم، لتقول ببراءة
- ما عمو وقاص بيدي kiss لفريال
اتسعت عينا نضال جحوظًا وهو لا يصدق اخيه سيفعل هذا امام صغيرته، هو لا يأمن امرأته لكن اخيه!

اللعنة أخيه وامام صغيرته، هل يحاولون تلوث براءتها؟! غمغم بسخط وهو يستمع الى انفجار أسرار الضاحك
- انا وقاص ده متبري منه
الصغيرة تختبر مقدار صبره حتمًا، هبط نضال الى مستوى صغيرته يضم يديها داخل كفيه قائلا بحنق
- والله انتى اللى هتجيبلى الضغط والسكر، وانتى يا شاطرة حبيبة ابوها بتبصي علي الناس الكبيرة ليه، مش المفروض البنت المحترمة تقعد في اوضتها وتلعب تخش اوض الناس ليه وتتجسس عليهم.

زمت شمس شفتيها وهى تستمع الى تقريع والدها، لتجادله قائلة
- مش بخش اوض حد، عمو وقاص بيلعب معايا وفريال بتديله kiss فى خده، انا كمان عايزة kiss يا بابي
إذا القبلات بريئة وليس كما تخيل!
كما لو أن حملا ثقيلا انزاح من على كتفيه، ليتنهد بحرارة قائلاً
- وقعتي قلبي يا شيخة انا دماغي راحت فى حتة بعيدة
لكن الصغيرة القت قنبلتها الموقوتة فى وجهه وهى تسأله
- بابى انتى كمان هتدي kiss لانطى غالية عشان تجيبوا عيال.

اتسعت عينا أسرار بجحوظ وبقى نضال مغلق المشاعر لبرهة، سيضيف صغيرته للائحة، الفتاة لا تختبر صبره
لا بل تريد ان تصيبه بذبحة صدرية، سألها بملامح غير مقروءة التعبير
- مين اللي قالك الكلام ده
أجابت الصغيرة ببساطة وهي تقدم بطاقة الموت
- يحيي
ألم تكن تكرهه الصغيرة مفضلة صحبة الذى يقضى وقته فى الرسم والتلوين، عقد نضال حاجبيه ليسألها بنبرة مرعبة
- ويحيي جاب الكلام ده من فين.

هزت شمس كتفيها بعدم علم، ليمسك نضال بعضدى صغيرته صائحًا بلهجة حادة مخيفة
- الواد ده هو وأخوه اياكي تقعدي معاهم تاني
رأى تجمع الدموع في حدقتى الصغيرة، لكن ما يعجبه هو كبحها لعدم انزلاقها امامه حتى، انفلتت شمس سريعًا من قبضته لتلقى بجسدها تجاه أسرار التى تتابع بصمت، فلن تتدخل حتى أن تهدأ تلك الزوبعة ولها حديث آخر مع الصغيرة.

رفعت الصغيرة نحو أحضانها، لتربت على ظهرها مهدهدة إياها، تحت نشيج بكائها لتسأل نضال بعدم فهم
- مين غالية
اجاب بحدة وهو يحاول عبثًا معرفة من أفسد عقل الصغير، يعلم غالية من المحال أن تتحدث امرًا كهذا لصغيريها
حتمًا طليقها الأحمق
تنهد وهو يجيب على سؤال اسرار الفضولي
- واحدة اتقدمتلها للجواز
تلك المرة رفعت شمس رأسها قائلة برفض
- لا يا بابي يحيى شرير مش عايزاه معانا.

وقفت اسرار لفترة كالبلهاء محاولة فهم متى كل الأمور حدثت، سألت الصغيرة قائلة
- هي معاها عيال
اومأت الصغيرة رأسها، لتنفرج شفتي أسرار صدمة وهى تسمع صوته الساخر
- اتنين ربنا ما يوريكي
التفتت نحو الصغيرة التي همست ببساطة
- بابى عايز يتجوز يا اسرار
اللعنة، هل لتلك الدرجة لا تعلم عن امرأة تلك المرأة وصغارها
متى تغير ذوق نضال ليختار امرأة سبق لها الزواج، بل لها طفلين
غمغمت بفضول تسألها.

- ويا ترى انطى غالية حلوة يا شمس
اتسعت ابتسامة شمس سريعًا وهى تهز رأسها عدة مرات لتقول
- حلوة اووي، بتعملي orange juice
طبعت اسرار قبلة على خد الصغيرة لتضعها على الارض طالبة منها اللعب مع الصغار، هزت شمس رأسها وانطلقت نحو الإرجاء تلهو بصخب يعبث الحياة فى قلب والدها
وضعت اسرار ساعديها على صدرها لتسأله بتجهم
- ايه الحكايا، مقولتش ان فيه واحدة عايزها
ألقى نظرة سريعة تجاهها ليجيبها بحدة.

- لما توافق يبقى هقولك
لمعت عيناها تألقًا لتسأله بمشاكسة
- هي كمان مش موافقة
شبه ابتسامة لاحت على شفتيه ليجيبها بتهكم
- تخيلي، نضال الغانم يترفض
انطلق تجاه صغيرته يصيح قائلاً
- شموس روحي شوفي رهف بتعمل ايه وتعالي
عبست اسرار يائسة من اقحام صغيرته فى شؤون الكبار
لا فائدة ترجى منه مطلقًا!

داخل مطعم نزار،
تخلى نزار عن طاقم مطعمه، لكى تسنح له الفرصة للإنفراد مع كنافته، فبعد انتهاء امتحانات عامها الأخير هرول الى شقيقها طالبًا تحديد موعد الزواج فى أقرب وقت
استجاب وقاص لهلفته قائلاً بضعة أشهر فقط تفصله على التهام زرقاء العينين، هشة البنيان تمامًا كالكنافة التى لا يمل منها ابدًا
انفجرت رهف ضاحكة بخجل وهى تترك عقلها وجسدها تحت استجابة حبيبها المتلهف ليحاصرها بين الباب وجسده العضلى.

- ماني مصدئ انو كلها كم يوم رح تنوري بيييتي
كان تورد وجنتيها من الخجل لم يمنعها ان تهز رأسها بشقاوة اكتسبتها واعتادت عليها فى حضرته
حتى باتت جرأتها معه تزداد تحت وعده بحمايتها حتى من نفسه، لكن هذا لا يعنى أنه لا يختلس قبلات بين الحين والآخر، غمغمت بشقاوة
-حاول تصدق.

اغمض نزار جفنيه محاولا السيطرة على تلك الرجفة التي تحكمت به، تمسك بكفيها بقوة مداعبًا بإبهاميه منطقة رسغيها هامسًا بصوت أجش يكاد يسيطر على ذاته كى لا ينفلت امامها مسببًا فى فضيحة يستغلها أخيها العابس الآخر مؤجلاً الزفاف
-خلص كل شي كان يمنعك عني راااح بحال سبيله واخيرا رح غنجك ودلعك اخر دلاااال ياكناااافتي.

ازداد معدل نبضات قلبها وهي ترى عينيه الخضراء الراكدتين استحالتا مروج كعشب أخضر، إلا أنها زمت شفتيها بتدلل قائلة
- طب بالله ينفع حد يدلع خطيبته ويقولها يا كنافة، انت شايفني ايه
القى نظرة كاملة على جسدها بفستانها الأزرق الصيفى، رغم انه محتشم لا يبرز شئ يسبب فى رفع ضغط دمه، الا ان ابراز هشاشة جسدها وحدها كفيلة لإخراجه من طور تعقله، تقدم منها هامسًا فى أذنها بصوته المذيب لأعصابها.

- كنافتي بالقشطة يلي مابقدر قاومها ولا اشبع منا
تعترف ان لهجته واحدة كفيلة باستسلامها لأى شئ يدفعها للقيام به، شعرت بيديه توضعان حول خصرها بتملك شديد، وارتطم جسدها اللين بعضلات جسده الصلبة لتخرج شهقة كتمها سريعًا بين شفتيه
تعلم أن ما يفعله خاطئ، بل وتصرف جرئ من قبله
لكنها رغمًا عنها استسلمت لدرب الجنون الذي أصابه
وهو أقرب لمدمن لا يستطيع الابتعاد عن جرعة سعادته.

جرعة كفيلة لإصابته بالنشوة مستسلمًا الى غياهب ظلماته
اتسعت عينا رهف بهلع حينما زادت وطئ لمساته أكثر جراءة، لتضع كلتا كفيها على صدره مبعدة إياه ببعض القوة، الا أن قذائف مشاعره الملتهبة جعلها تشعر برخو أعصابها همست بنبرة لاهثة ووجه امتقع من الخجل
- اعقل العيلة كلها برا، ونضال مستحلف لأى حاجة عشان يأجل الجوازة
ذكر أسم نضال وحده كان كفيلا بأن يدفعها دفعًا للاستسلام لجيوشه الضارية ليغمغم بحدة.

- يروحو يبلطو البحر محدا الو عندي شي وانت بتعرفي ما فارق معي
أغمضت جفنيها بيأس على عقله الجلمود، لتهمس بصبر لحالها، انها ستستلم له عدة ثوانٍ قبل دفعه، صوت انثوى اجفلهما معًا
- انا اسفه بجد، مخدتش بالي حد هنا.

همست بها بيسان بحرج شديد مشيحة بعينيها للنظر اليهما، المكان الوحيد الذى ظنته سيكون خالى فى الوقت الحالى، يستغله ابن خالتها مع خطيبته، غادرت بحرج كما اقتحمت خلوتهما متخذة باب الخلفى للخروج دون ان تنظر للخلف، مما دفع رهف ازاحة جسده بحدة قائلة بلوم
- عجبك كدا جايبلي الكلام
لكن مقدار الحرج والخجل الذى اكتنف رهف لم يكن بمثل ما شعر به نزار من ازعاج وتدخل سافر لمقتحم خلوتهما، صاح بيأس.

- لك انت مرتييي مرتي غنيلك ياااها بعدين ياكنافتي شو علمنا يعني عم نحكي مع بعض ماعملنا شي يوه
زمت شفتيها بعبوس شديد، لتغمغم بتهكم مبعدة جسده عنها
- اكدب الكدبة وصدقها يا نزار، قال بنحكى قال
صدر صوت والدته من خارج المطبخ صائحة
- نزار تعالى شوف اللى فى الفرن
عض نزار نواجذه محاولا استدعاء الصبر كى لا يفقد رشده، صاح بسخط
- نزار قرر يحمل حاله ويروح لانو رح يطلع من تيابه من وراكن.

جاء صوت شقيقه غسان الذي يبدو أنه حضر عند جملته الأخيرة، لينظر تجاه رهف متسائلا بعدم فهم
- شو به
هزت رهف رأسها وهى ترى نزار على وشك الإصابة بالجنون، لتغمغم ببساطة
- مجنون
تنهد مغمغمًا كلمات يائسة يسب الجميع بداية من شقيقها
فهو لا يتركه يهنأ بزوجته ولو لخمس دقائق! والآن أصبحت عائلته تعاضدت جنبًا الى جنب شقيقها!
تسائل غسان بخشونة
- وينها بيسان
أشارت رهف نحو مخرج الحديقة قائلة
- برا فى الجنينة.

هز غسان رأسه متجهًا الى الخارج لتتجه أنظار رهف تجاه حبيبها الغاضب، اقتربت منه بتؤدة قائلة
- مش ملاحظ حاجة
لمعت عيناه بخبث وقد ظن انها تقربها لمصالحته ليكبل جسدها بواسطة ذراعيه قائلاً بنبرة عابثة
- ملاحظ انووو وزنك زاااد اتوسة.

تجهمت ملامح رهف وكأي امرأة مصرية كان ردها الوحيد لتعليق رجل على وزنها الذى بالكاد يلاحظ أنه زائد أن قامت بلكزه في صدره ثم تعمدت قرص ذراعيه الكماشتين لتنسل من بين قبضته، مما جعل نزار يتأوه بوجع قائلاً
- يا مجنونة افهميني، وزنك زاد بالاماااكن واااااو
لكن هذا لم ينقص من مقدار عزيمتها لتضربه بعنف على صدره مما جعله يتأوه بوجع حقيقي، حتمًا لم يكن يعلم أن تلك الهشاشة ينبع منها تلك القوة.

- اخخخ اخخخ صايرة ايدك تقيلة يا كنافتي
زمجرت رهف بغضب
- عشان تحرم بعد كدا
سحبت رهف نفسًا عميقًا وزفرته على مهل، محاولة استعادة صفاء ذهنها لتتذكر بيسان وشقيقه مما دفعها تهمس
- انا بتكلم عن غسان وبيسان
عقد نزار حاجبيه بعدم فهم قائلاً
- شبهن
زمت رهف شفتيها وهى ترى علامات اللامبالية فى وجهه لتهتف بفضول
- حاسة ان فيه كهربا ما بينهم، مش حاسس بده.

لكن الأحمق لم يفهم الإشارات التي تحاول إرسالها اياه، لا تعلم أيتعمد عدم الفهم
ام انه حقًا غير مبالي بتلك الذبذبات التى تستشعرها حينما يكونا الاثنين معًا
غمغم لها بلا مبالاة
- بيسان كلها كم شهر وتتزوج
رفعت رهف احدى حاجبيها ساخطة، تسأل من الله الصبر كى لا تندفع بقتله بعدم اكتراثه، صاحت ساخطة
- والله انت اعمى.

انفجر ضاحكًا وهو يراها تكظم غيظها او محاولة قتله، هو ليس أعمى لتلك الدرجة لكى لا يرى تلهف شقيقه اليوم حينما علم أن بيسان وخالته ستحضران في ذلك التجمع الصغير
ربما هو متوجس خيفة فقط من تصرفات شقيقه، فالرجل عاش لسنوات وتلبس بطباع الغرب كحال صديقه، ويخشى أن تكون ابنة خالته فقط تحدى جديد أو مجرد نزوة جديدة تضاف ضمن لائحة إنجازاته.

اقترب ضامًا جسد حبيبته بين احضانه، ليدفن وجهه داخل تجويف عنقها هامسًا بصوت جشن
- حبيبتي انا ما بشوف غيرك اصلا ياقلبيييي
طبع قبلة على فكها الأيسر، ليشعر برجفة جسدها تأثرًا به، إلا أنها دفعته ببعض القوة قائلة وهى تجعد جبينها
- انت سامع الصوت ده
حتمًا ستقاطعه من أجل صوت ماكينة ليغمغم بحدة
- سامع شو
ارهفت رهف اذنيها السمع لتهمس
- حد بيتخانق
بالكاد كتم صيحة يائسة خارجة من شفتيه، ليدمدم بغضب.

- لك اتركينا منهن، خليكي معي يااا كنافتي
هم أن يجذبها إلى دوامة عشقه جاعلا اياها تتناسى جميع أصوات الانسان والحيوانات حتى صوت رقع النملة على قدميها، إلا أنها امسكته من مقدمة قميصه هامسة بدهشة
- ده صوت اخوك
تلك المرة أخرج صيحته اليائسة ليبتعد عنها صارخًا بيأس
- لك ريتو الله يصطفل فيك يا جحش ما عم تخليني اتهنى مع كنافتي ربي ياخدك وارتاح منك هففففف بقا لشوف هالجحش شو عم يخبص.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة