قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع والعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع والعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع والعشرون

الأمر برمته يثير الضحك والارتباك في آن واحد
من شهدته يكبر أمام ناظريك ولازم خطاك ويتبع أثرك بشغف
يرتبط بك لنهاية دربك
الأمر ليس سهلا، ربما يدفعه بعد قليل من الوقت للملل والضجر! ربما! لما لا؟!
وربما يكون ليس سيئا لتلك الدرجة التي يتصورها فبالنهاية هو ليس رجل يكره الروتين يتحملها حتى لو اضطر لتناول كل صباح قهوة بدون سكر.

رغم أنه من محبي الحلوى، يحبها بكثرة ويحب الأطعمة الفاسدة التي تلقيه في آخر النهار في المشفى لغسيل المعدة، لكنه يجد به متعة لا تضاهيها متعة أخرى
وكيف لا وبجواره فأرة صغيرة تلازمه في كل خطوة متشبثة بملابسه تتطلب الدلال لحد الفساد وهو ليس أب بالنهاية يهتم بطلبات صغيرته ويدللها لحد الفساد!

زرقة عيناه تلمع بالارتباك، الرهبة التي يواجهها والصدمة جعلته يتلعثم في حديثه، من جهة هو يرغب بالاعتذار من يعتبره بمثابة والده، لقد تخطي الخطوط الحمراء مع ابنته، لكن كيف يكون بكامل قواه العقلية والنفسية وفأرة صغيرة ذات ألوان قوس قزح تلتف حوله مخلفة غمام ضبابي يصيبه بفقدان رشده...

العرق يتصبب من منابت رأسه، الجو يزداد حرارة وهو يحاول سحب كمية هواء باردة ليثلج جسده المشتعل، لأن النظرات وان اختلفت في معانيها إلا أنهما يشتركان في صفة واحدة وهي إسقاطه مضرجا في دمائه، الغصة في حلقه جعلته يمتنع عن استرسال جملته، لكن عاصفتها الصارخة بصوت ملئ بالكره يكاد يصيبه بالصمم
- انا مش عايزاه.

شرست ملامح معتصم وهو يعض أنامله في قبضة يده، يخرسها بعينيه من عدم التمادي إلا أنه حينما لم يجد أي استجابة صرخ هادرا في وجهها
- بت اخرسي خالص، انا كنت سايبك تعملي اللي عايزاه عشان كنت واثق فيكي وواثق في تربيتي فيكي بس للأسف خذلتيني زيه
هطلت الدموع من عينيها وهي تقترب من والدها بتوسل شديد
- يا بابا ارجوك، ارجوك أي عقاب إلا ده.

تستميل والدها بعاطفة متوسلة، ابنته تبكي عيناها تلمع بالكره الظاهري، لكن في أعماقها تخفي شعلة متمردة، مشاعره تكاد تستجيب لندائها لكن إصرار عنيد ورفض جلي طفق في عينيه جعل جيهان تتسع عيناها بصدمة وهي تراه لم يكترث للإجابة عنها بل وضعهما الاثنان في غرفة العقوبة وهو الأستاذ الذي سيحسن سلوكهما.

- انت يا ولد انا ربيتك وانت كنت عيل صغير، امك وابوك كانوا جيراني، كبرت وبقيت راجل وقولت هتعمد عليه بس للأسف طلعت واحد جبان ومش مسؤول
كلمات كطعنات خناجر تعلم جيدا مواضع الضعف و في جسده لتعجل من موته، الموت البطيء الذي يجعل الجسد يتعرض لأشد أنواع العذابات الجسدية والنفسية المميتة، ناكس الرأس، مخيب بالرجا، نفور يشعره، من نفسه ومن فعلته جعلته يتمتم بخجل شديد
- عمي انا اسف اني خذلتك.

أشاح معتصم بيده ولثاني مرة رغب بالصفعة الثانية لكلاهما، توقع تلك المسرحية الهزلية ستنتهي حينما يشعر ذلك الغبي بما يحاول اخفائه وإنكاره، لكن لا فائدة ترجي من شخص هجين، ملامح أوربية صارخة مع مشاعر شرقية متذبذبة، زفر ساخطا وهو يغمغم بسخرية حادة
- وبتعتذر بعد ايه يا وسيم، بعد غلطتك دي.

ترشقه جيهان بسهام قاتلة مسمومة، عيناها قاتلتان، ذابحتان، مميتتان، يكاد أن يتوسل رحمة ان تكف عن نظراتها القاتلة وتكف ان تضعه في خانة الخائنين، ليس لوعد صغير تافه يبني عليه حياة كاملة، هو لا يستحقها ابدا
تستحق رجلا أفضل منه، لكن هناك شئ داخلي يوسوس له، لما لا تحظي بها؟

تعلم طينتك جيدا، لست بحاجة لامرأة لتتعلم طباعك أو تتذمر من ابسط الأفعال التي تنافي عقائدها الشخصية، لكن الصوت يغريه بالاختلاف، يشوش ذهنه، انتبه على صوت معتصم الجاد
- يومين والاقيك جايب عيلتك وتتطلبوا ايد بنتي، وقسما بالله يا وسيم لو ملقتكش جيت ومعاك اهلك هتخليني اتعامل معاك بقسوة عمرك ما هتتخيلها
اختتم معتصم فرمانه وهو يرمق كلاهما بتقزز ونفور قائلا بسخرية
- هسيب العرسان يدردشوا مع بعض.

استدار راحلا واغلق الباب خلفه بحدة لترتفع نظرات جيهان المسمومة نحو وسيم الذي وقف حائرا، لأول مرة يكون في مكان مغلق داخل حدود مملكتها العذرية، ناهيك عن يوم الخطبة وما كان على الوشك فعله لكن التهديد الذي تحت وطأته من المفترض أن لا يسمح له بالتفكير بحميمية قذرة، يطلب من براكين ثائرة بعد فترة من السبات العميق؟!

رأي خط الموت في عينيها وتحفز جسدها للانقضاض عليه، بل تنقض عليه كلبؤة تدافع عن محميتها ليتمتم بهدوء غير مناسب للاجواء المشتعلة
- جيهان، أهدي.

شعرت بالحنق والغضب المستعر، كيف يرفضها ذلك الحقير. كيف تجرأ و يرفضها، هي بنت الحسب والنسب، أشهر فتاة عربية على مواقع التواصل الاجتماعي ذات ثقل بنكي واسم يعتبر من ضمن أعرق العائلات في مصر، وفوق كل هذا تحبه، تكاد تفتك من الغيرة القاتلة حينما تري إشاعات لفاتنات المجتمع الغربي، قلبها يتلظى بنيران لا تبقي شيئا ولا تذر ويأتي إليها ويتطلب منها التحدث بالهدوء، تجذب خصلات شعره الشقراء بقوة تكاد تقتلع الشعر من جذوره، تألم وسيم من قبضته لينحي بجذعه ويلف بجسده ليحتضن جسدها من ظهرها، تلتوي ك فرسه جامحة حينما قبض على معصمها بقوة مؤلمة أدت إلى ان تفلت يدها من خصلات شعرها، تتنفس باهتياج وهي تصرخ بعنف محاولة الفكاك من جسد ملتصق بها كالكماشة.

- اخرس انت خالص، بتدمر حياتي ليه، ما انا بعدت عنك
همست آخر جملتها بألم غامضة جفنيها والدموع متجمعة في مآقيها على وشك الانهيار، والضعف يزحف في أطرافها زحفا، الحبيب اللامبالي يضم جسدها كما تمنت سابقا ولكن ليس لتهدئة غضبها، لكن طلبا لعناق، عناق الأرواح الذي سمعت وقرأته في روايات حالمة تمنت أن تكون واحدة من تلك البطلات المحظوظات، دفن وسيم وجهه في أذنها هامسا بعتاب
- انتي اللي غلطتي في الاول.

القشعريرة مرت كسيل من الكهرباء في جسدها، تخشب جسدها جراء كلمته الساخرة، أدارت بوجهها ناحيته، الزرقة في عينه معتمة، كعتمة الليل بدون وجود قمر ليبدد من ظلامه الحالك، ارتسمت ابتسامة ساخرة في شفتيها لتهمس
- وانت زي العيل الصغير تروح تشتكي من بابا مش كدا
ثم زاد لهيب كلماتها المهينة بحقه وبركان غضبه يتفجر في أوردته
- طلعت للأسف مش راجل زي ما كنت فكراك، ااااه.

قطعت سيل كلماتها اللاذعة من سحق عظام ذراعها، هبطت عيناها نحو يده الممسكة بزندها، رفعت عيناها تدريجيا لتتخشب من نظرة عينيه القاتلتين، همس بصوت فحيح
- انا ماسك اعصابي بالعافية
ازدردت ريقها بتوتر، ترمش أهدابها عدة مرات وهي تشحذ لسانها للرد عليه، اظهار قوته عليها ليس من المفترض أن يصيبها بالارتباك ويزحف التوتر إلى خلايا جسدها ثم تنهار مقاومتها وشكيمتها، شمخت برأسها وهي ترد ببرود.

- متعملش الشويتين دول عليا، كل مرة تجري لبابا وتقول بنتك عملت كذا وكذا وتطلع انت الملاك في النص
زفر ساخطا وهو يعتصر عظامها، ليصيح هادرا في وجهها وطفقت ذكري حينما كان يتصفح تعليقات متابعينها الذكور الفجة، تعليقاتهم مقززة ومثيرة للغثيان بل وتغلي دماء رجلا شرقي.

- مقولتلوش حاجه، انا اتفاجأت لما طلبني، معرفش مين وصله الصورة دي، وانتي اللي غبية فيه حد ينزل الصورة دي ويخلي الدنيا تعرف، انت مشوفتيش التعليقات القذرة اللي بتشوه سمعتك ولا بتتناسيها، عارفة مسمينك ايه على السوشال ميديا
لمعت عيناها بالدموع وهي تحاول بفشل الفكاك منه، كأنها مغيبة ولا تقرأ تعليقاتهم، ومن السبب في تشجيعها أليس هو، هي فقط أرادت أن تجذب نظره لكن هو من شجعها، ازدادت شراسة وهي تجيب بحدة.

- محدش ليه عندي حاجة، أنا حرة
خرجت الأمور عن السيطرة وهو يهزها بكل قوة لتهتز كورقة خريفية بين يديه وهو يصيح بصراخ
- فوقى بقى احنا في مصر، مش في امريكا انتي عشان تعملي اللي عايزاه، حاسبي خطواتك رصيدك عند الناس بدأ يقل
لوت شفتيها بنزق شديد وهي تتخلص من يديه لتهمس بسخرية
- ما ايه رايك اروح السكة دي مش بتكسب دهب.

اهتاج وسيم وعيناه تنبآ بالشرر المتراقص في داخله، لا تعلم كيف قادر على التحكم بمشاعره رغم نظراته لو قدرت على قتلها لألقتها في مكانها جثة هامدة، قبض بعنف من مقدمة ثيابها جعل عيناها تتسعان بذهول سرعان ما احست بتثاقل انفاسه وعيناه تتأملها بغموض مريب، كأنه يكتشفها، رفرفت بأهدابها وهي تسمعه يهمس بنبرة اجشة خطيرة
- بقك ده شيفاه.

دقت نواقيس الخطر وهي تجد عيناه مثبته لا تنزاح عنهما، أجلت حلقها والحرارة من جسده تنتقلها جعلها تهمس بمزاح
- تقصد شفايفي مش حقناهم كله طبيعي
عقد حاجبيه و لوهلة شعر بالدهشة ليرفع عيناه تحت نظراتها الناعسة، نظرة مغوية قادرة على جعله طريح الفراش، جز على اسنانه صارخا في وجهها حانقا حينما تسربت من بين يديه
- جيهااااان
كتفت ذراعيها ببرود ومسافة آمنة فاصلة بينهما تجعلها تمارس استفزازها عليه ببرود لتقول.

- انا مش عايزاك، من الاخر كدا أنا قررت أسافر وارتبط شخص اعرفه من برا، متأكدة بابا لما هيشوفه هيغير رأيه عنك مش بعيد يرميك برا حياتنا
مرر أنامله بسخط على خصلات شعره، رغبة عنيفة تتملكه لقتلها وقتل ذلك الشخص الغريب في خيالها العريض ليغمغم محذرا
- اوعك، اوعك تكرريها، متتخيليش قد ايه ماسك أعصابي
لم تلقي بالا بالرد عليه تابعت تغمغم ببرود شديد.

- لو سافرت وشوفت الجيرل فريندز بتوعك مش هضايق كله واحد يشوف حياته يا وسيم، انت مغصوب على الجواز وانا برضو طب ليه نضيق حياتنا، خد حريتك وسافر ومتقلقش بيا مش هيحس بغيابك عشان هجيب العريس
صاح بسخط شديد ويقبض على أنامله بقوة كي لا يمتد لعنقها المرمري وقتلها
- جيهان، اتقي شري
اقتربت منه بخبث شديد وهي تري حدقتيه السوداويين جراء غضبه، تمتمت بخوف ظاهري.

- عنيك سودا ولا انا متهيألي، يا مامي الحقيني الوحش هياكلني، ( شرست ملامحها لتصيح بحدة ) ولا اتهز يا وسيم اعصار بقي برق رعد مش هخاف منك
لم يرد، لم يكلف نفسه عناء الرد عليها، بل اقترب منها وعطره يسبقه حتى وصل على مقربة منها، ابتسامة غامضة كشفت عن صف اسنان بيضاء مستفزة جعلتها ترتفع حاجبيها بتوجس شديد، غمغم ببرود
- بعد يومين هجيب المأذون وساعتها يا قطة نشوف شجاعتك.

اتسعت عيناها بذهول مخيف وهي ترفع عيناها بعدم تصديق و توجس من سماع ضحكة ساخرة منه، استدار مغادرا لتدب على الأرض بقدمها ساخطة، تلعن نفسها وتلعن قلبها الذي يدق صاخبا وخوفا، هل سيتزوجها؟! بتلك الطريقة دون مشاعر منه، بل مجبر، لم تقدر على التحكم في لسانها لتصيح بنبرة غاضبة
- سكة السلامة يا اكتر واحد بكرهه في حياتي.

اكتفي الرد بابتسامة سمجة تعلمها ليغلق الباب خلفه، تفاجأ من وجود معتصم المتجهم الوجه، شرس الملامح، القي تحية عابرة وخطي بطريقه نحو خارج الفيلا..
شيعه معتصم بنظراته حتى غاب عن ناظره، هز رأسه يائسا وهو يرفع رأسه نحو سقف المنزل متذكرا زوجته وشبابه، غمغم بحنق
- هتفضل مجنونة، البت للاسف طالعة زي، الله يرحمك يا ثريا كنتي الوحيدة اللي مستحملة جناني.

رغم حنقه وغضبه منهما الا ما فعله الأفضل لهما، كره مماطلة ذلك الأشقر وهو يخبره ذلك الكاذب أنه يراها كشقيقة له، رغم انه ما زال متذكرا تلك النظرة حينما غدت ابنته في مراهقتها وتفتحت زهرة انوثتها لتجعل جارها الاشقر يلفها بحماية متملكه لعاشق غيور على حبيبته، خدعه مرة حينما صدقه انها بمثابة شقيقة له
لكن لن يخدعه للمرة الثانية وهو يعترض على جميع الشباب الخاطبين، مخرجا عيوب بهم...

زفر بحنق، ألم تجد ابنته سوى ذلك الأشقر وتقع في حبه، هل انتهت الدنيا والرجال لتكون عمياء وتحب رجل صاحب عينان ماكرتان، شعر بحاجة ماسة للتحدث، لكن من سيستمع له؟!
ورفيقه دربه حينما رحلت تركت حياته رمادا مخلفة خلفها ابنتان كل واحدة منهما زوبعة لا تخلف من خلفها خير، هو عند وعده، سيتخلص من لؤي ثم سيضم صغيرته في جناح بيته ولن يزوجها لأحد ما دام لن يستحقها.

في الفندق،
زفرت شادية بسخط شديد والرد الذي يصلها من هاتفه مغلق، كيف يتغير منذ ليلتين، أصبح قليل الكلام، ينهي محادثته سريعا دون السؤال والاهتمام الذي أصدره منذ بداية خطبتهما!
هل شعر بالملل؟!، بالكاد يعرفان بعضهما كيف سيمل
عضت باطن خدها وهي تشعر بالتوتر، القلق يكاد يفتك بها فتكا، هل من المعقول اختارت شخص خطأ، لا تريد الشعور بالفشل للمرة الثانية.

يكفي معاذ وما يخلفه من بعده عن حياتها، غامت عيناها بحزن على حالها وما وصلت اليه.

هي ضعيفة، قابلة للعطب بسهولة، ثقتها بنفسها شبه منعدمة بعد فسخ علاقتها بمعاذ، تشعر بالخوف من الرجال ولا تأمنهم، عاصي حينما اقتحم صومعتها شعرت معه بالنفور ثم تحول النفور للعبة مشاكسة أجاد عاصي إدارتها، ثم لؤي شعرت بالخوف منه، هيئته المخيفة لعب وترا حساسا في انوثتها لتستلم له وتوافق حتى بعد فترة منذ لقائهما الأول، أرادت أن تتخلص من عاصي، نظراته تكاد تعري روحها، ثم من حيث لا تعلم أتت رياح غربية تلعب في الوتر الحساس بها.

عينان داكنتان، شعر فوضوي مبعثر على جبينه، ابتسامة عابثة ملتصقة بثغره، ثم ما يتلف اعصابها تلك الكاميرا بيديه، كم رغبت يوما في تهشيمها، نبرات صوته الاجشة ثم لغته الإيطالية التي لا تفقه بها شيئا يجعلها غبية لحديث تتوقع فج مثله، رعشة سرت في أطراف جسدها وهي تمسك معصمها تتذكر لمساته لثلاث مرات، كيف واثق انها ستقع في حبه لتلك الدرجة وهو لم يظهر ولو لمرة احترام خصوصيتها.

يبدو انه رجل ولد ليكسر القوانين وينص قوانين جديدة تعبر عن انحطاطه وتربيته الغربية الملعونة.

ارتجفت لتلف ذراعيها حول جسدها بحماية شديدة ضد أي اقتحام غادر من رجل غريب، ثم ذهاب جيهان بلا عودة، لا تعلم ماذا حدث في الساعتين ثم اخبرتها باقتضاب أنها لن تقدر على السفر كونها تشعر بالتوعك، كيف شعرت بالتوعك وهي من كانت منذ الصباح تنتظر حلول الليل للسفر! هل رفض والدها السفر؟! ماذافعلت تلك المجنونة لتتلقي عقاب والدهما
انتبهت على صوت نجوى مساعدتها وهي تصيح بنبرة منفعلة
- الفستان وصل.

انتبهت من شرودها لترفع رأسها وهي تهمس بعدم فهم
- فستان ايه؟
صفقت نجوى يديها بمرح قائلة
- فستان من خطيبك
ضيقت عيونها لثواني، حتى تذكرت حفلة الليلة التي سيصطحبها معه، لم يكلف نفسه عناء للاتصال بها بعد مكالمة الصباح المختصرة، غمغمت بسخرية
- بالسرعة دي، ده متصلش بيا
تنهدت نجوى بهيام شديد قائلة
- الفستان يجنن يا شادية
انتبهت نجوا من نظرات شادية المتجهمة لتلجي حلقها قائلة.

- اقصد يعني حضرتك تاخدي بصة عليه عشان نشوف هيليق مقاسك ولا لأ
لمحت نجوي المصور الوسيم يقترب منهما بملامح غامضة وكيف ستعلم وهو يخفي عيناه عن الجميع، ابتسمت نجوى بتهذيب قائلة
- سيد سرمد.

عيناه تلكأت على شادية بتمهل شديد، بطئ لدرجة رأي تقبض اناملها على راحة يديها، رغم تسريحة شعرها لجدة عجوز وثيابها المحتشمة لدرجة تصيبه بالحنق وخصوصا سترتها الطويلة المغلقة، لم تعد تترك لعينيه مجال النظر لجمال وجب تقديسه، غمغم بنبرة حميمة جعل وجنتي نجوى تتورد بخجل
- مرحبا يا فاتنة، جئت لأرى فاتنتي جيجي أتعلمين أين هي؟

زفرت شادية ساخطة وهي تدير وجهها للجهة الاخري، طالبة من الله الصبر لساعات، ثم لن تراه في حياتها مرة أخرى، لقد اتفقت مع مساعدها للاهتمام بالزفاف ثم هي ستشرف في اللحظات الاخيرة قبيل الزفاف، وان رأته ستدير رأسها للجهة الاخري وتشرف على عملها ثم تغادر ويغادر هو اليوم الثاني إلى بلاده..
لم تخفي نجوي انبهارها به وهي تراه اليوم مرتدي تيشرت ابيض ملتصق بعضلات صدره الصلبة، تمتمت بنعومة.

- الانسة اعتذرت عن الرحلة وسأكون أنا المسؤولة بعد جيجي
عقد سرمد حاجبيه لثواني، هل لتلك الدرجة تخشي من شقيقتها لتبدلها بمساعدتها، أخبرها أن تأتي هي بدلا عنها وسيكون مهذبا مع النساء، الا انه لم يقدر على وعدها انه سيكون مهذبها معها، هي كتلة مغرية مستفزة قادرة على إخراج أسوأ ما به، تمتم بتلكؤ
- حقا، أعتقد الرحلة ستكون مذهلة.

رفعت شادية رأسها للسقف، بدأت تشعر بسهام عيناه نحوها وهو دون أدنى احترام يتحرش بها، دون الاهتمام انها ستصبح اسم لرجل آخر، هل لتلك الدرجة غير عابئا، ويبحث عن من يطفئ نيران شهوته، لما لا يبحث عن ملهي ليلي متأكده انه سيجد العشرات سترتمين تحت قدميه دون حتى أن يرفع أصبعه!، التفتت نحو نجوى وهي تغمغم ببرود بلهجتها دون الاكتراث بالآداب كونه الاجنبي بينهما.

- انا ماشية، اتفقت مع مصطفي يكمل الترتيبات هنا وهاجي كل فترة هعمل check على السريع
تحركت بقدميها خارج المقهى، ساقيها تسبقان الريح بحثا عن باب خروج الطوارئ، لا تريد أن تصطدم به لا في المصعد ولا في ردهة ولا مقهي، رفعت هاتفها للاتصال بلؤي، يجب أن يكون معها في ذلك الوقت، توقفت ساقيها عن التحرك حينما استمعت إلى نداء خبيث لأسمها
- شاديااه.

تعثرت في سيرها وتعثرت نبضات قلبها لشعورها به في مكان منعزل عن الجميع، أغمضت جفنيها متطلبة من الله الصبر، دارت على عقبيها وهي مستعدة له
رجل محطم للقوانين
رجل قادرا على ثوران قلب، ضج قلبها بعنف شديد حينما وجدت يخلع نظارته ويطويها واضعا إياها في جيب سرواله الخلفي، يده الأخري ممسكة بكوبه الحراري، لطاما تساءلت كنهه محتوى الكوب!
هل بها خمر؟، هل يراعي انه في بلدة عربية ومحافظا على عادة بلدة غريبة عنه.

واسمه العربي نقيض لكل أفعاله، هل كان والداه مولعان بالحضارة العربية واسما ولدهم اسم عربي! أم من أصله العربي الذي لا تعلم من أي بلد حتى الآن وغير راغبة بمعرفته؟!
تلبستها حرارة غريبة لا تعلم من اين اتت أثر نظراته لها، غمغمت بارتباك شديد
- لست متفرغة للرد عليك، يجب أن أجري مكالمة
همت بالانطلاق بعيدا، هربا أو فرارا لما سيحدث بعد أقل من دقيقة، قلبها ينقبض بطريقة لم تعتداها حينما استمعت إلى همسه الهادئ.

- هل هو خطيبك؟
نظرت إلى هاتفها وعدم استجابة لؤي للرد عليها، ليزداد قلبها هلعا وهي تسمع صوته المغوي واقترابه منها حتى ظله ابتلع جسدها بوحشية دون أدني رحمة
- يبدو أنك مستاءة للغاية يا برتقالية، لم يتصل بك مثل الأيام السابقة
عصرت هاتفها في قبضة يديها وبقت لثواني تحاول أن تتشجع، لن يقدر للاقتراب منها اذا لم تصدر استجابة له، رفعت عيناها وتمتمت ببرود
- يجب عليك ان تتجهز للسفر مع الطاقم تلك الليلة، عذرا.

خطوة، ثانية، والثالثة شعرت بيد تمسك رسغها وتجذبها اليه، شهقت فزعة حينما شعرت به يلوي معصمها وهو ينطق بحدة مخيفة ارعبتها حرفيا
- حينما أتحدث معك لا تديري رأسك وتغادري
اتسعت عيناها بجحوظ مخيف ونبضات قلبها تتسرب بإيقاع مرتفع، صاخب بل مدوي، سبب ضجيج لأذنيها، كيف يلمسها؟!، كيف يحق له أن يلمسها دون رادع، حاولت جذب يدها من أنامله إلا أنه كان عنيدا كالبغل بل شدد من قبضته بألم جعلها تصرخ في وجهه هادرة بعنف.

- هل أنت مجنون، انت تتعدى الخطوط الحمراء، اترك يدي وإلا اتهمتك بالتحرش واقسم سأمرغ سمعتك بالوحل
عيناها تقتله بنيران الكره، لكن صبرا سينتظر حتى تسلمه مقاليدها تلك البرتقالية برضا تام، اقترب خطوة منها مما جعلها تتراجع لخطوة للخلف وعيناها متسعة بجحوظ مخيف تنتظر غدر منه، ابتسم بعبث ونعومة جلدها يكاد يفتك به بجنون، غمغم بحشرجة خشنة.

- تعجبني شراستك النابعة من خوفك الداخلي مني، خوفا من سرمد فقط، أشكل تهديد نوويًا لحياتك المتجمدة
هزت رأسها بجنون ويداها تحاول انتزاعها من براثنه لتهدر في وجهه صارخة
- لا اسمح لك ان تتعدى بحدود الكلام معي
ود أن يخبرها انه اوصد الباب خلفه وانه جذبها لبقعة بعيدة عن كاميرا المراقبة، وضع كوبه الحراري في حقيبته بيده دون الحاجة ليده الاخري، غمغم بحميمية ناعمة.

- اخبرتك أمسك يدك لثلاث مرات ولن أتركك بعدها سوى وانتي داخل جدارن مملكتي
كادت أن تفقد وعيها لثواني الا ان شئ منعها، رفعت ذراعها الحرة هامة صفعة وهي تنطق بنفور وصراخ
- يا قذر، ااااه
تأوهت بصوت مرتفع حينما لوي ذراعها خلف ذراعها ليدفع بجسدها الاصطدام به، تنفر بجسدها وهي تحاول الابتعاد عنه غير عابئة بتحذيره المخيف
- سمحت لك بمرة لصفعي لكن ليس كل مرة تسلم الجرة.

رفعت عيناها وهي تبث كرهها ونفورها منه واشمئزازها
- ما تفكر به لن يحدث الا على جثتي، انت مجرد شاب طائش عربيد
صرخت متألمة حينما سمعت طقطقة من عظامها، الاحمق سيكسر ذراعها، تنفست بهدر وهي تشعر بشعيرات لحيته تحتك بجلد خدها الناعم، همس في أذنها قائلا بحدة
- بل رجل يا برتقالية، يحمل في أحشائه ما سيدمر سلامك النفسي
اشاحت بوجهها للناحية الأخرى متجنبة النظر له لتهمس بنبرة نافذة الصبر.

- اتركني، لا يصح ما تفعله معي، انا مرتبطة بإسم رجل أرجوك
التوسل في صوتها اعجبه، بل راقه، لكن ليست تلك من تتوسله للابتعاد عنها، كيف يمتنع عنها، بالله كيف يمتنع عنها وهي لفته بحبالها المميتة، شعوره بجسدها مقتربا بحميمة به كاد أن يفلت به المتبقي من عقله، زمجر بخشونة مخيفة هامسا
- نبرة التوسل منك، ضعيفة للغاية لكن بها كبرياء عجيب، سأطالبك به يوما.

ارتعدت حرفيا وهي تشعر بزفير الحار كساكين قاتلة تدك بلا رحمة، تحاول البحث عن شئ تتخلص به ومن قربه المخيف لها ولسلامة المتبقي منها، انتبهت على صوته الهادئ
- لقد رأيت بالصدفة فستان يذهب إلى غرفة نومك، هل هذا من خطيبك
لم ترد، صمتت، لتسمعه يغمغم بخفوت وهو يخفف من قبضة يده ليلمسها بنعومة جعلت جسدها يقشعر
- أتعلمين ماذا يعني أن خطيبك يختار فستان ترتديه له
اتسعت عيناها جحوظا حينما رد ببساطة شديدة.

- انه يرغب بليلة اممم مثيرة ودافئة مثل لون بشرتك
همت بالفتك به ويدها التي خفت قبضتها كانت على وشك صفعه تقسم، الا ان النظرة النارية في عينيه وانامله التي غرست غرسا ليقول محذرا بنبرة قاتلة
- ماذا قلت أنا لا أهدد عبثًا
ارتجفت شفتيها، والضعف يزحفها تدريجيا، تود البكاء حاليا، زفرة حارة من انفاسه جعلها تهمس بتعثر
- سأفسخ العقد معك، وخلال ساعات سأزجك بالسجن.

ابتسم من بين شفتيه ومزاجه السوداوي لم يتزحزح من عتمة عينيه ليغمغم بعبث ناعم
- وماذا ستخبريهم يا برتقالية إذا شهد عن أخلاقي السوء ومع ذلك أكثر من مرة كنا بمفردنا، توقعتك أذكي يا شاديااه، انتي بين ذراعي لفترة من الوقت وجسدك مستسلم لي ولا يصدر عنه النفور، كيف تريدين ان تثبتي تهمة التحرش وانتي ساكنة ترغبين أن أدلك أكثر.

انتفض جسدها فجأة بين ذراعيه ليري دمعة تهبط من عينيها جعل يتوقف عن عبثه ثم تدفق سيل من الدموع، انفجرت في البكاء الهستيري وهي تنكس برأسها، نظر بتوتر ويداه ينتزعها بصعوبة من ذراعيها، هبطت بجسدها أرضا وهو يراها تلف حول نفسها ونشيج بكاءها اصابه بالتوتر
لم يختبر بكاء امرأة بتلك الدرجة امامه، ابدا، شعر انه تمادى، لعن تهوره للمرة الأولى وهو يهمس بخشونة
- اهدأي.

احست شادية بانهيار العالم من حولها، كشف عنها الحقيقة بصورة بشعة، هل لتلك الدرجة ميؤوسة من حالها، حالها ان تستسلم لأي رجل حتى بعد معاناتها، معاناة يجب أن تجعلها أقوي ولكن للأسف لم تقدر أن تصبح قوية، تستطيع أن تكون لا مبالية باردة لفترة، لكن قوية، لا
احست به يقترب منها لتصيح مزمجرة بعنف
- ابعد.

الشراسة في عينيها خطفه، تذكره ب صورة ام تدافع بشراسة عن اطفالها وهي تضمهم لصدرها بحماية، الدموع تهطل دون توقف جعله يسب ببذاءة وهو يغمغم بايطالية
- اهدأي يا برتقالية، اللعنة
زمجرت بغضب وهي تشعر يقترب منه بغية الاقتراب
- ابعد عن وشي، متقربش
زفر ساخطا وهو يهبط بجذعه مخرجا محرمة ورقية من جيب سرواله قائلا
- اهدأي لا احب مشاهدة دموع النساء.

نظرت الى يده الممدة بالمحرمة بنفور شديد، الا انها سحبتها على مضض لا تعلم كيف يبدو منظرها امامه، جففت دموعها وهي تحاول ان تلمم اعصابها المنفلتة بأقصى سرعة كي تفر هاربة، سحبت نفسا عميقا وزفرته على مهل لتشعر بصوته الاجش يهمس
- اشربي هذا
نظرت الى يده الممدة بكوبه الحراري جعلها ترفع عيناها ساخرة
- خمر، لا شكرا
أجاب ببرود شديد
- ومن قال إنه خمر
زفرت ساخطة وهي تستقيم من جلوسها ارضا وقربه منها لتهمس بجفاء.

- لا تتذاكى عليّ، اراك تحملها في كل مكان وترتشف منه على مهل
رأت اللمعة في عينيه لتخرس ما يخرج في لسانها، ما الذي تقوله، غمغم بنبرة صارمة
- تناوليه
استقامت من مجلسها تنفض عن ثيابها الاتربه المعلقة لتجيب بجفاء
- ابدا
بحثت بعيناها عن هاتفها الملقي ارضا، شعرت بتوجع كلا يديها، ذلك الهمجي كيف يمارس بنيته الضخمة عليها، احمرار معصمها جعلها تسبه بعنف وهي تنحي تتناول هاتفها لتسمعه يقول بنبرة عادية.

- هل لتلك الدرجة الحقيقة صدمتك، اعني انا لا اخفي انجذابي عنكِ مثلك.

اكتفت بالنظر له بسخرية ودونية ثم توجهت نحو الدرج تصعده بسرعة، زفر سرمد وهو يمرر يده على خصلات شعره المبعثرة على جبينه، فقط لو ينتزع خاتم الخطبة من بنصرها، يقسم انه سيمارس بعض جنونه عليها، سيقترب منها اكثر لدرجة لا تقدر على التنفس بدون قربه، سيصبح أقرب من انفاسها، ولن يمنعه حتى تلك الايام للسفر، حين عودته ان لم يجدها فكرت بتعقل وفسخت خطبتها بذلك الضخم سينتزع خاتمها من بنصرها، سيفعلها، غمغم بشراسة.

- ارحلي يا برتقالية لكن مصيرك اصبح مرتبط بي للأسف.

حبك يا سيدي لم يتسلل قلبي فقط
بل تغلغل مسامي وأنفاسي
حبك لم يكن اختيارا
بل ألزمتني به
حبك جلب السكينة لروحي
وجودك بحد ذاته جعلني أشعر الدنيا ما زالت بخير.
خارج مقر الجامعة،.

تسير رهف الهوينا ووجها يكسوه الحمرة جراء مكالمات نزار أمس، أتخمها بكلماته المعشوقة وطعامه، لدرجة في الامتحان بدأت تهلوس بهمهماته الشامية، نكست رأسها وهي تعض على شفتها بخجل، لا تريد أن تتذكر نظرة المراقب المتشككة، تحاول التذكر هل حلت الامتحان ام كتبت شيء آخر، هزت رأسها نافية، بالطبع لم تكتب شيء، رائحة رجالية عطرة تعلم صاحبها جعلها ترتفع برأسها لتهمس بانبهار وهي تراه وسيما، بل أنيقا للغاية بقميصه الأسود ثم بنطاله الجينز، خصلات شعره الداكنة المصففة بعناية، هل هذا رجلها حقًا؟!

اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقترب منه بخطوات خجلة هامسة اسمه
- نزار
استقبلها بأبتسامة واسعة ومطمئنة جعل ابتسامتها تتسع لتسمع همسته الخشنة
-حبيبي الحلو طمنيني كيف أدمتي اليوم حليتي
رمشت بأهدابها عدة مرات وهي تسعل لعدة مرات قبل ان تجيب على مضض
- طلع صعب للأسف
عقد نزار حاجبيه ليغمغم بقلق
- كيف يعني، ماعرفتي تحلي شي
تبرمت شفتيها بحنق، هل سيزجرها الآن أم يخبرها أنها فاشلة، اندفعت تهمس بانفعال شديد.

- يووه يا نزار انت السبب، قعدت تسهرني وتأكلني الكنافة لحد ما بدأت أكتب الكنافة بدل الاجابة
انفجر ضاحكًا وضحكته أسكرتها
الرجل يبدو خطيرا جدا
جديته وقسوته تليق به
وغزله وحبه يليق به بجنون
انفرجت شفتاها عن ابتسامة بلهاء وهي تراه يمرر أنامله في خصلات شعره، كم وددت أن تمد يديها وتلمسها، هل شعره ناعم كما تراه، زجرت نفسها بعنف عن أفكارها المنحرفة لتضم ذراعيها حول صدرها وهي تسمعه يتمتم.

-ييي حبيبي الحلو مدايق، طيب تعي لعندي عالمطعم وانا بعرف كيف صااالحك
اتسعت عيناها بذهول لترتد خطوة للخلف حينما رأت عيناه بهما لمعة تعلمها جيدًا، هزت رأسها نافية
- لا مطعم لا
اجلي نزار حلقة وتأثيرها الناعم يصيبه بالخدر، كم تبقى من الأيام حتى يقدر على لمس يديها وعناقها، وإذا لمسها هل سيقدر على الصبر أم يتهور؟!، امرأته هشة للغاية وتحتاج للرعاية ومعاملة خاصة قادرًا على منحه لها، ابتسم بلطف وقال.

- لك مابدي لهيكي عن دراستك بس شو اعمل كل لحظة بتمر بشتقلك لك بحس ثانية بعد عنك كأنها سنة
تلون وجنتيها بالحمرة القانية والتوتر أصابها بالخرس ككل مرة، حتى هو يتفهم خجلها حينما يرى تورد وجنتيها، شعرت بالحرج الشديد حينما استمعت الى تعليق فريال الساخر
- ما اجيب لمون بالمرة، وانا اللي مستنية بقالي ساعتين في العربية عشان اتطمن بس واضح ان من لقي احبابه نسي اصحابه.

التفت رهف بحدة نحوها لتراها عاقدة ذراعيها على صدرها، منذ متي استمعت إلى حديثهما الخاص، زجرتها بعينيها الزرقاوين اللامعة بالعشق لتزم فريال شفتيها بحنق ليتمتم نزار حانقًا
- اوووف شو هاد كل شوي واحد بطلعلي متل عفريت علاء الدين
ابتسمت فريال ببرود شديد ليزفر نزار ساخطًا قبل أن يتمتم بهدوء
- صباح الخير
حدقت فريال بساعة معصمها ثم التفتت اليها قائلة بنبرة وقحة.

- داخلنا على الضهر يا شيف، اقدر اخد كنافتك ولا لسه هتسويها
شهقت رهف بصدمه ليشحب وجهها وهي تغمغم بنبرة زاجرة
- فريال
اشاحت فريال يدها بلا مبالاة لتمتم
- الله مش هو اللي عمال يتغزل وانتي بدل ما تديله بوكس يفوقه عماله تحمري في خدودك
ابتسامة خبيثة زينت شفتي نزار وهو يراها تزمجر بسخط شديد لزوجة شقيقها
- فريال
تظاهرت فريال بالتعب لتهمس بنبرة متعبة.

- انا تعبانة للأسف ومحتاجه رهف عشان تروح الدكتورة ده بعد اذنك يا استاذ كنافة اقصد نزار
اتسعت عينا نزار صدمة من لقبه، رغم انه يعلم انه من المفترض أن يغادر الا انه اقترب من رهف هامسًا
- جبتي فستان الخطبة
رأي تلك الزرقة المتلألئة في عينيها مما جعل قلبه يفقد إيقاعه الطبيعي، اتسعت ابتسامتها لتهمس
- هفاجئك
انفجرت فريال ضاحكة وهي ترى عبوس نزار الذي غمغم بنبرة خطيرة
- رهفففف.

تحول وجه الحبيب إلى وجه غضب الليل بداية من عتمة عينيه وتحفز عضلات وجه لتهمس بمشاكسة وهي تسحب ذراع فريال
- مش هقولك ومتحاولش، مع السلامة
فرت هاربة منه، مما جعله يهز رأسه يائسًا، متي أصبحت خبيثة لتلك الدرجة بل وماكرة للغاية، دمدم بسخط شديد وهو يرى مشاكسة فريال لحبيبته، غمغم بسخط
- لك اوووف عحظي بتروح جيهان بتجيني فريال المجنونة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة