قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الحادي والأربعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الحادي والأربعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الحادي والأربعون

في شركة شادية،.

رفعت جيهان هاتفها تنظر إلى الساعة لتنقر باصبعها على المقود وهي تخرج من السيارة متوجهه نحو المبنى المكون من طابقين مع حديقة امامية، كان المبنى فيلا لكن والدها اشتراه من صاحبه واعطاه لشادية حينما رأي نجاح عملها يوما عن يوم، ابتسمت جيهان بنعومة متذكرة هوس شادية بالنظام والاهتمام بتنظيم المناسبات وخصوصا حفلة اعياد الميلاد والأعياد، هزت برأسها تحية للحارس في الخارج لتخطو داخل الشركة وهي تري من كل حدب وصوب رجال تدخل وتخرج ونجوى تتابع مع أحد في الهاتف، اتخذت مقعدا مكانا لمشاهدة الجميع دون الاتيان بشئ محاولة التناسي.

وكيف تنسى، مالك قلبها منذ طفولتها ومراهقتها معترفا بحبه، لكنه جاء متأخرا
كانت مجهزة العديد من السيناريوهات داخل عقلها حينما يعرب بحبه لكنه صدمها حينما قالها مكرهها
بل حانقا من التلفظ بها
حاملا بالغضب والعنف لها، وياليتها لم تتخيل حينما يعترف بها
بل يا ليت ذلك الحب ينتزع بقسوة على ألا يحدث ما حدث، وليت للتمني
ومحله الماضي، فلا فائدة من ترجي شئ حدث وتمنت عدم حدوثه..

كانت تمسك يديها كي لا تصفعه ثم تنفجر في بكاء حار انتهى بها بين جدارن غرفتها، لن تظهر ضعفا أو تأثرا، بل ستعذبه وتقتله ببطئ شديد
تريه قلة حيلتها حينما كانت تصلها صوره مع أقل ما يقال عنهم نساء فاتنات، وتحرقه في الغيرة ليتمني وقتها ان لا يعشق..
انتبهت من افكارها الشريرة على رنين هاتفها، وحينما أبصرت اسم المتصل كان خافقها يدق بعنف لتجلي حلقها وهي ترد بصوت بارد مخالف لدقات قلبها الهادرة
- يا نعم.

جاءها صوته النازق والحاد
- فينك
قلبت عينيها بملل لتسترخي في كرسيها قائلة باستفزاز
- ايه ده، هو انت ما صدقت نفسك ولا ايه، وسيم اطلع بر حياتي لاني نسيتك اصلا
لفهما الصوت ليأتيها زفرة وسيم الحارة عبر الأثير فعل الأفاعيل بها لتغمض جفنيها يائسة، ستضعف ان استمر قلبها يتأثر به، انتفضت منتبه إلى صوته الماكر
- هتفضلي تكدبي لحد امتي يا جيهان
لوت شفتيها بنزق قائلة.

- كل واحد بيلتفت لشغله يا وسيم، اظن وراك بقي شغل ومش فاضي، مش معقول السنين اللي مكنتش لاقيلي وقت فاضي، دلوقتي فضتلي
لم يكلف نفسه عناء الرد عليها، عاد بسؤاله يصيح حانقا
- فينك
تأففت منه ومن بروده ذلك الثلجي، صاحت بسخط
- في شركة شادية يا وسيم، تحب اجبلك عروسة معايا
انفجر وسيم ضاحكا لتضع جيجي يدها على قلبها تهدئ ذلك الغبي الذي ابتهج من سماع ضحكته وهمسه الخاص
- اظن انك كفاية انك تجيلي يا جيجي عشان اقنعك.

قلبت عينيها مدعية الملل لتقول ببرود
- تقنعني بأيه
- بجوازنا
انفجرت جيهان ضاحكة بسخرية واتبعها بصوت قاسي
- كدبة أبريل دي، ولا نكتة بايخة جاي تقولهالي
ارهفت السمع إلى صوت غلق باب، هل سيأتي؟! تداركته قائلة بجمود
- اااه متجيش عشان انا هتحرك من الشركة، وفر بنزين عربيتك عشان ورايا مشوار مع عميل
استمعت إلى صوته الساخط
- عميل؟! انتي بتشتغلي ايه
التمعت الشقاوة في عينيها لتسحب خصلة من شعرها المجعد وقالت بصوت ماكر.

- ببسط الزباين يا عمري
اندفعت تسمع صوته الغاضب وهو يتوعد لها
- تبسطي الزباين! قسما بالله يا جيهان لو..
قاطعته ببرودة أعصاب وهي تضع قدما فوق الأخرى
- اقعد بقي تحلفلي كل مرة وانا اقاطعك واقولك ملكش دعوة بحياتي، مش لعبة في ايدك وقت ما تعوزني هتلاقيني
استمعت الى صوت شقيقتها الهادر وهي تدخل نحو الشركة صائحة بعنف لمن يتبعها في الخلف
- ابدا، ابدا لن ادعك تتدخل في عملي يا هذا.

بكل وقاحة أغلقت جيهان المكالمة دون وداع، لتنتبه إلى وجود سرمد الذي ظهر خلفها قائلا بصوت غاضب
- أوتجرأين وتقولين يا هذا، هذا الرجل يطرد من العمل
لاحت التسلية في عيني جيهان وهي تتابعهما بكل صمت كما حال بعض العاملين في الشركة...
اتلفتت شادية اعصابها لتقف امامه عاقدة ساعديها على صدرها وهي تقول بنبرة ساخطة
- اسمع يا هذا..
زمجر سرمد بحدة وود لو يجذبها ويصعد بها إلى غرفتها منفردا بها لأعادة تقويمها.

- واللعنة لي اسم
جاءه صوتها الحانق وهي تنظر اليه بغضب وغيظ، كيف يأمرها بكل بساطة أن تطرد الرجل، هي كانت ستطرده، ولكن استفزها لهجته الآمرة، استفزتها لدرجة لم تقدر على كبح لسانها من الرد عليه وان تعلمه مقامه
- انا الرئيسة هنا ويكفي ما فعلته في الرجل، كان من الممكن أن احل المشكلة دون ان اكسر عظمه منه
ابتسم سرمد بخطر ليمرر أنامله على لحيته الكثيفة قائلا ببرود مدعي.

- ليس مشكلتي انك لست مهتمة بالدفاع عن نفسك، فكلا الاحوال انا هنا
- هل يمكن ان نخفض اصواتنا يا شباب، الجميع يحدقون بنا
التفت رأسيهما نحو صوت جيهان الهادئ و المقتحم لزوبعتهما
زفرت شادية بسخط قائلة بحنق وهي تشعر بغباء ما فعلته حينما دارت بعينيها لترى العاملين ينظرون بفضول وكأنهم يشاهدون دراما، زجرتهم بعينيها لتراهم يديروا برؤوسهم للجهة الأخرى
- خدي البتاع ده وامشوا من وشي.

التفتت جيهان ببراءة تنظر إلى سرمد الذي كان ينظر إلى شادية بشغف شديد وهو يتعرف على صرامتها، تذكره تلك المرأة حقا بمديرة مدرسة كان يكرهها، حادة، وصارمة، لكن بالطبع ليست شابة ناعمة مثقلة بالاغراء كالتي امامه
همست جيهان وعينيها تنظر ببراءة اليه
- تشتمك هي
رفع سرمد حاجبه وقال بنبرة ماكرة وهو يرفع بعينيه ينظر للتي تنظر اليهما بعبوس، وهي على وشك ان تطرده من مقر عملها
- حقا.

هزت جيهان رأسها متابعة ببراءة جعلت شادية تميل برأسها فاغرة شفتيها بصدمة
- نعم لقد شتمتك شتيمة وقحة، لدرجة خدشت حيائي
انفجرت شادية تصيح بسخط من كلاهما، وبالاخص شقيقتها التي تستفزها اكثر وهي تحذرها من خطورة ما تصل إليه
- ايتها الكاذبة المدعية
نقرت شادية بكعب قدميها على الارضية عدة مرات وهي تنظر إلى سرمد بحدة، تصرخ في وجهه قائلة
- اتعلم يا مدعي الشهامة، ما الذي أود قتله وتحطيمه بل وتكسيره انت نعم، هو انت.

كاذبة، نطقها عقلها
ان كانت تخشى منه لتلك الدرجة لكانت منعته من قيادة السيارة لفترة من الوقت قبل ان يخبرها أن تقود هي لأنه لا يحمل رخصة إذا اوقفهما شرطي عبر نقطة التفتيش، أن كانت تخشاه لما غابت في سبات عميق في السيارة لأول مرة
ان كانت تخشاه لكانت صفعته على وقاحته
لكنها تعلم انها اضعف بكثير مما يظن الجميع
هشة، بل قابلة للعطب، رفعت حاجبها بسخرية وهي تراه يحدجها بنظرة قاتلة.

يعض على اسنانه رافعا ذراعه العضلي يريها ما سيفعله بها، ارتجف جسدها محاولة ادعاء القوة ليصدح صوت جيهان الهادئ
- شباب، هل نهدأ من فضلكم
وضع سرمد حقيبته على كتفه والتفت صاعدا نحو غرفة مكتبها، اتسعت عينا شادية حينما رأته يتجاوزها صاعدا لغرفة مكتبها، تتبعته قائلة بحنق
- انت يا انت، رايح فين
صعدت جيهان خلفهما وهي لا تعلم ما الذي جمعهما معا، وما سبب شجارهما.

اندفعت وراء شقيقتها التي دخلت حجرة غرفتها ووجدته واقفا في منتصف الغرفة ينظر إلى شادية بهدوء
- انت ازاي تتهجم على مكتبي، انت فاكرها وكالة من غير بواب
صاحت بها شادية مزمجرة بغضب، لتقترب منها جيهان بهدوء قائلة
- غيري التردد الاشارة عنده مش بتلقط عربي
حدجتها شادية بنظرة مميتة لتصيح
- متستفزنيش يا جيجي
علمت جيهان أن لا فائدة من معرفة ما حدث، لترفع عينيها تنظر إلى سرمد الذي قال بجمود.

- شقيقتك يا جيجي لا تريد طرد جرذ تواقح عليها بنظرات تشتهيها
عقدت جيهان جبينها وهي تري نظراته المثبتة على شقيقتها لتهمس لنفسها ساخرة
- يا روح امك، وانت ايه شيخ مثلا
أجلت حلقها وهي تنظر إلى شاديه بأسف قائلة
- تؤتؤ، عيب عليك يا شوشو، الرجل شهم وقرر أن يساعدك بدلا من أن تشكريه تعنيفه هكذا
صاحت شادية بجمود، و بوقاحة متعمدة تتحدث بلغتها الأم امامه
- خلاص خلصتوا تهريج انتي وهو.

شهقت من صوته الخشن لترفع عينيها اليه تنظر اليه بعدم تصديق، من أين وقع ذلك الرجل وأي داهية أتى منها؟!
- طرد لن أخرج
ثم تابع بملامح قاتمة وهو يعاقبها بقسو بنظرات عينيه
- الا يكفي انني تركتك تتصلي بالإسعاف لإنقاذ ذلك الجرذ
ابتسمت شادية ببرود قائلة
- وان تدخلت الشرطة صدقني لن اتوانى عن الشهادة لزج رجل مختل مثلك داخل الزنزانة
بدأت قطع البازل تحل شيئا فشئ لتتجلى الصورة في عينيها، لتهمس جيهان نحو شادية بصلابة.

- شادية
حدجتها شادية بنظرات حانقة، لتميل جيهان برأسها طالبة منها الصمت، الا ان شادية دون تفكير لم ترضخ، انتبهت جيهان على طلب سرمد
- هل تسمحين لي يا جيجي بالانفراد بها
على جثتها، ابتسمت جيهان ببرود وطار العبث من وجهها لتجيبه بصلابة
- لن اتحرك
أعاد طلبه للمرة الثانية، وهو ينظر إلى الشقيقتين وبالاخص الصغيرة التي تقف امامه مانعة إياه من التشبع برؤية ملامح برتقاليته الحانقة
- دقيقتين، ثقي بي.

هزت جيهان رأسها نافية مغمغة بصلابة
- اسفة، لن اتحرك
قلب سرمد عينيه يبدو أن الصغيرة قررت ان تحمي شقيقتها منه، غمغم بهدوء شديد وهو يندفع للخروج من مكتبها قائلا
- حسنا هيا بنا نذهب للعمل
نظرت جيهان إلى شقيقتها مؤازرة، لتهز شادية رأسها موافقة وهي تدير بجسدها لهم تزفر براحة، تحاول ان تريح اعصابها من ذلك المستفز الايطالي...

كان سرمد واقفا على الباب ينظر بهدوء شديد أثار ريبة جيهان التي تنظر اليه بعدم تصديق وحينما اخرجت قدمها خارج غرفة شقيقتها اندفع هو كالثور داخلا غرفة شادية مغلقا الباب خلفه في وجهها...
اتسعت عيناها هلعا حينما اوصد الباب خلفه، صاحت حانقة
- يا ابن اللذينا
التفتت شادية وهي تزفر بتعب الا انها تفاجئت بقطار مندفع يهجم عليها لتتسع عينيها هلعا هامسة
- انت بتعمل ايه.

امسك بكلا ذراعيها بقوة وهو يميل برأسه نحو رأسها هامسا بخطورة
- هل تستفزيني حقا لمعانقتك
ضج قلبها صخبا، وهي تحاول أن تنفذ من شباكه الا ان أنامله كانت قاسية لتأن بألم وهي تهمس ببهوت
- ماذا
ابتسم سرمد بوحشية ليهمس في اذنها قائلا
- لا تحاولي إخراج أسوأ ما بي يا شاديااه، انتي الخاسرة هنا
مرت رعشة كهربائية سرت في جميع أنحاء جسدها وهي تحاول مقاومة ذلك الاغواء في صوته.

اسمها له وقع خاص منه هو، تلك الكتلة المتفجرة ستصيبها بانهيار عصبي، كادت أن تميد بها الأرض حينما احست بزفرته الحارة التي ضربت عنقها ليقشعر جسدها كليا وهي تحاول النجدة بحياتها لتدفع بجسدها بعيدة عن اسرة قائلة بفظاظة
- اخرج انت واسوأ ما بك خارج مكتبي بل وشركتي
امسك ذقنها ليرفع رأسه و تحط عينيه على عينيها، مختبرا تلك الممانعة التي تتواقح بقولها أمامه، همس بلهجة خشنة.

- ما تلك القوة التي تملكينها لتأمريني أنا، بحياتي لم أجعل امرأة مهما بلغت من جمال أن تتحكم بي
استغلت انه ارخي بقبضة يده الأخرى لتنزع نفسها انتزاعا بعيدة عنه لتشير بباب غرفتها قائلة بحدة
- غادر الآن
هز سرمد رأسه ليمرر انامله على شاربه قائلا بلهجة ساخرة
- اتصلي برجلك واخبريه ان هناك متحرش داخل غرفة مكتبك، واريني ماذا هو بفاعل
انغلقت معالم وجهها لتنظر إليه شزرا، مرر يده على مؤخرة عنقه قائلا.

- يعجبك جدا الشعور ان هناك رجلا يلاحقك أينما ذهبت
ويتهمها الان انها تغويه، بل تتمنع عنه، رفعت رأسها إلى سقف الحجرة تشعر أن صبرها نفذ، ثم عادت تنظر اليه قائلة
- لما لا تفهم، انا اخبرتك اخرج خارج حياتي، ما الذي لا تفهمه
اجفلت حينما صاح بلهجة صارمة
- لما اذا عينيك لا تريدين ان لا ابرح من جوارك
نظرت اليه بتيه شديد قائلة
- عيناي؟
اومأ برأسه قائلا.

- عينيك هي بوابة قلبك يا برتقالية، اتركي خطيبك واعدك انك لن تندمي
لكم مرة يدعوها للاقتراب منه، وهي لن تسلم مقاليدها لرجل عابث مثله، بالنهاية سيمل ويرحل، أشاحت برأسها للجهة الأخرى حينما سمعت صوت الباب يفتح وهو يقول بجمود لجيهان
- هيا بنا، لا تنسي أن تطردي ذلك الجرذ من العمل
اجفلت على لمسة جيهان وهي تنظر اليها بقلق تتأملها مليا، تقسم لو رأت خدش ستقتله
- عمل حاجه فيكي.

هزت شادية رأسها نافية وهي تجلس على اقرب مقعد رأته
- لا
عقدت جيهان حاجبيها قائلة بحنق
- متأكدة والله ممكن اضربه بالجزمة
ابتسمت شادية من بين دوامتها لتهمس
- امشي يا مجنونة
وضعت جيهان يدها على راحة قلبها لتغمز لها بمكر
- وحياتك لو فيه نسخة منه ليا عمري ما هرفضه
نكست شادية رأسها، لا امل ابدا لخروجه من حياتها
لن يمل حتى تستسلم له
تأوهت بوجع وهي تحاول التحكم في عدم البكاء، لا لن تدعه يتسلل بخبث اليها.

من مثله محظور عليه بالاقتراب!

هل جرب أحد أن يسير حافي القدمين على جمرات متقدة
كنوع من التجربة!
يلعن غبائه ولحظة استسلامه لداكنة العينين تلك المغوية واستمالة قلبه لها، يراها تتحرك تقطع الملعب يمينا ويسارا تضرب الكرة بعزيمة شديدة، ويبدو على وجهها الاستمتاع مع رفيقها الناعم..
تجهمت ملامح وجهه وهو يرى من حوله الفتيات اللاتي تشجعن وجد بكل قوة ثم الاولاد الذين يشجعون ذلك الناعم، زفر بسخط وقلب عينيه بملل.

ليته غادر ورحل ولا رأي تلك المهزلة التي تحدث أمامه
بل لو غادر كان سيفقد اعصابه، ويترك لخياله الجموح في التخيل ما يحدث..
انتبه على صوت روفيدا الهادئ
- مالك يا عاصي
لا يعلم كيف تعلمت ضبط النفس هذا، وهو ثانية على وشك ان يحطم ذلك الناعم بذراع واحدة منه، تأفف ساخطا وهو يرمقهما شرزا
- مش شايفه انه قليل الذوق
حاولت روفيدا أن تمنع ضحكة على وشك الخروج لتقول بهدوء.

- عاصي هو عرض فكرة، سواء اتعملت ولا لأ كدا كدا مجرد فكرة مش قرار، اهدي شوية
غمغم عاصي بحدة وهو يضم قبضه يده بعنف حتى ابيضت سلمياته على وشك ضربه في أي وقت
- انتي مش شايفاه بجح ازاي
رفعت روفيدا تنظر اليه قائلة بنبرة ذات مغزى
- بدل ما انت عمال تسوي البنت على نار هادية، الحقها قبل ما يخطفها منك.

اتسعت عينا عاصي لثواني قبل أن تنقبض ملامح وجهه ليتطاير الشرر من عينيه وهو ينظر إلى ضحيته المستقبلية بنهم قاتل يتلذذ بتعذيب ضحيته قبل الموت، غمغمت روفيدا ببرود مضيفة الزيت في النار
- قابلته امبارح في حفلة، اعرف انها بداية تعارف للجواز، صدقني حتى جواز الصالونات في مجتمع زي وجد بيمشي بنفس الطريقة في مجتمعنا العادي
حينما صدر صياح الفتيات معربين عن فوز وجد ألقي نظرة أخيرة نحو وجد والتفت إلى روفيدا قائلا.

- انا ماشي
عقدت روفيدا ساعديها وهي تقول اليه بصراحة
- طول عمرك صريح وواضح يا عاصي، اظن كفاية اختبارات للبنت
رن هاتفه لينظر إلى المتصل، خبط بيده على رأسه وصاح متذكرا سبب مجيئه اليوم
- اهل الحتة بتناديني
هزت روفيدا رأسها يائسة وقالت
- برضو مصمم تروح وتتشعلق على السلم
هز عاصي رأسه قائلا بتهكم
- ده على اساس مكنتش بدهن حيطان المكان من كام يوم
صاحت روفيدا قائلة
- قولتلك نجيب صنايعي
قلب عاصي عينيه بملل قائلا.

- عشان يقعد على الحيطان اسبوع وفي الاخر يعك، لا شكرا
غمغمت روفيدا بهدوء
- ما انت هتقف عليهم يا عاصي
صاح بهدوء وهو عازما على الرحيل دون ان يمنع عيناه فرصة للنظر اليها ليجدها محاطة بين الفتيات
- الواحد يعمل الحاجه بايده، بدل ما يحرق اعصابه.

كانت وجد تنظر اثناء مباراتها الودية مع سمير إلى عاصي بين الفينة والأخرى، تطمئن بوجوده، كانت تبذل كل ما بوسعها لتفوز لتحظي على تعليق مشجع منه، كانت في أمس الحاجة لأي كلمة منه وحينما انهت حاولت التوجه اليه، الا ان الفتيات كان لهما رأيا آخر، كانت تبتسم بهدوء وهي تسمع اللي تعليق الفتيات نحو إحدى الولادي تستفزه أن الرجل خسر في تلك اللعبة، وبدأت المحاربة الكلامية بينهم، اعتذرت للفتيات بلطف وهي تنظر إلى اثر عاصي الذي لا وجود له، تقدمت من روفيدا قائلة باندفاع.

- عاصي راح فين
شعرت بالخجل من اندفاعها لتتورد وجنتيها تحت نظرات روفيدا الماكرة لتقول
- مشي
رفعت وجد رأسها لتظهر الخيبة مظللة عينيها الجميلتين لتقول ببؤس
- مشي ليه
هزت روفيدا رأسها قائلة
- قال انه هيحضر خطوبة لصاحبه
كانت ملامحها تعيسة بالمعني الحرفي امام عيني روفيدا، التي تعاطفت معها وهمت بالتحدث إلا أنها وجدت سمير اقترب منهما في وقاحة منه قائلا
- وجد انتي فاضيه.

عاصي محق، بجح امتعضت ملامح روفيدا وهي تنظر إلى وجد التي انغلقت ملامحها قائلة
- عن اذنك يا سمير، مضطرة امشي
ثم رفعت عينيها نحو روفيدا قائلة بصوت متحشرج
- عن اذنك يا مدام روفيدا بلغي للبنات اني مش هقدر اكمل التدريب
اومأت روفيدا رأسها بتفهم لتبقي هي مع سمير الذي يعبث بخصلات شعره الطويلة بحرج، نظرت اليه لثواني بامتعاض قبل أن تشيح وجهها وتتحرك مبتعدة عنه.

وسمير واقف ينظر إلى كلتاهما اللتان ذهبتا في طريق مختلف، يشعر انه مريض يخشون منه، بل سحره ووسامته هنا لا أثر لها على الاطلاق!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة