قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والتسعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والتسعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والتسعون

داخل الأستوديو
استمع وسيم الى كلمات اغنية المغني عن الشوق والهجران، ليزفر بيأس وهو لا يصدق ان معد البرنامج جاء ليزيد من غمة
هل يمكنه الان التحدث عن السيارات؟ بل عن فوز فريقه ضد الخصم اليوم، فالمباراة كانت استثنائية بدلا عن الحديث عن اشياء تسد أبواب طريقه للجنة المحرمة!
ألقي نظرة نحو ساعة يده ليجد ان ما تبقي هو القليل فقط.

اخر عشر دقائق سيستمع إلى متصلة ما ثم سيختم برنامجه بصوت رجولي هادئ يأسر الصغيرات
انتبه علي اهتزاز هاتفه علي الطاولة، ليزفر بحدة وهو يتجاهله إلا أن الحاح الهاتف جعله يطلب من مهندس الصوت أن يضيف اغنية اخري حتى يرد علي المكالمة
لم يعبأ بنظرات الرجل الحادة ليسحب هاتفه وهو يجد شادية من تتصل به، رفع حاجبيه تعجبا وهو يرد علي اتصالها ليسمعها تزفر براحة
-وسيم
غمغم وسيم بتعجل وهو ينظر الى ساعة يده.

- فيه ايه يا شادية، انا في الاذاعة
شهقت شادية بحدة وهي تقول بجزع
- الحقني انا في مصيبة
تجمدت ملامح وجهه وتحفز جسده وهو يسمعها تخبره بالفاجعة الكبرى
- جيهان يا وسيم راحت للموت
تلك المرة جسده انطلق كالريح يغادر الاستوديو تحت سخط مهندس الصوت، وشتائم المخرج ليتوجه الى المصعد الذي لحقه علي آخر ثواني قبل أن يغلق، ابتسم بتوتر تجاه رجل ما وضغط علي طابق الجراج، سألها بتوتر
- انتي بتقولي ايه.

زفرت شادية بيأس وهي تقول بنبرة مستاءة
- راحت لمسابقات الموت تاني
اتسعت عينا وسيم بجحوظ، لا لا لا اللعنة سيقتله معتصم
لقد ائتمنه عليها، وسيصدق حماه حينما يجد سببا لعدم إتمام زواجه بها
زمجر بعصبية وهو يخبط علي مرآة المصعد بقوة
- وابوها فين واخوكي فين من كل ده
تراجع الرجل بدهشة ولثواني ظنه مختل ليبادر بالخروج حينما وصل لطابقه، لتنغلق تعابير وجه وسيم وهو يسمع شادية تهمس بتلعثم.

- تفتكر اني مفكرتش، انا رايحالها دلوقتي بس ابعد عن بابا ارجوك، وماهر بتصل بيه مش بيرد عليا خالص
زفرت بيأس شديد واتبعها وهي تضرب علي المقود بحدة قائلة بتوسل
- تعالى يا وسيم ارجوك
زمجر وسيم بوحشية ليتبعها إغلاق المكالمة، تنهدت شادية بيأس وهي لا تصدق ما قامت به
شقيقتها تلك داهية كبري، تجر الرجل لعرينها وتجعلها طعما لجره.

لا تصدق أن شقيقتها ساومتها فعلا بما حدث ذلك الصباح حينما قابلته، تنهدت بيأس وهي تشعر أنها مرغمة علي الذهاب الى تلك السباقات الليلة والسماع للضجيج
تصاعد رنين هاتفها وقد توقعتها جيهان، وحينما وجدته سرمد أجابت علي الفور ليصدر صوت سرمد مناديا اسمها بطريقته الخاصة
- شادياااه
اقشعر جسدها من مجرد نداء خاص بأسمها، الخبيث يفعلها عمدا.

وكأنه ترك لها الوقت ليسمح بتلك المشاعر تتدفق الى جسدها واخذ كل وقته ليخبرها بعدها بهدوء
- اين انتي؟
زفرت بيأس وهي تضغط بقوة علي البوق لتحريك تلك السيارة البطيئة خارج الطريق السريع لتقول
- اقتربت من الوصول، وانت؟
اجابها بعبث واضح وصوته الخشن يفعل بها الافاعيل
- احمل الكاميرا انتظر لأرى أي شئ مثير هنا.

ضغطت بكل قوتها علي دواسة البنزين وانطلقت بجنون تسرع ولو اصاب لتلك السيارة خدش لن تكترث له، فليحترق ماذا يظن هو كي يسير علي سرعة أربعون في طريق سريع!
صاحت بحنق شديد ووجنتيها تتلونان بالاحمرار
-سرمد مش وقت هزارك
انفجر ضاحكا وذكري أن الرجل يعرف العربية، جعلها تشعر بعدم الارتياح
في جانب أنه يتحدث بلغة لا تفهم منها سوى كلمتين ثلاثة، لن تجد متنفسا ابدا للتحدث بصوت مرتفع كحاله!

ترددت صدى ضحكاته في سيارتها ليصيبها حالة من الهذيان اللذيذ، لتبدأ في خفض سرعتها نسبيا حينما مرت علي البوابة التي من المفترض أنها خاصة لعربدة الشباب المهووسين بالسيارات والسرعة
قال بجدية تلك المرة
- احمل كوبين من اللبن بالقرفة لي ولك، ومن ثم سألتقط صور لك.

ركنت سيارتها برعونة أمام مجموعة شباب يتراهنون علي السيارات، غمغمت بحنق وهي تسحب حقيبتها ومتعلقاتها ثم سحبت الهاتف وترجلت من السيارة تبحث عنه او عنها
- بتهزر برضو
لمحت ظهره وهو يحمل الهاتف لتبتسم بدفء وهو يجيبها بنبرة عابثة
- لا، شقيقتك ستدخل مضمار السباق، وشقيقي الأحمق منافسها، اخبرك ان شقيقتك ستخسر لتحفظ بماء كرامتها وتنسحب
وضعت يدها علي خصرها وقالت بصوت مرتفع صارخ
- هذا بدلا من ايقافهم تشجعهم سرمد.

تصلب جسد سرمد ولثواني تخيل ان صوتها سبق صوت الهاتف؟! هل خيل له ام انها الحقيقة؟!
استدار علي عقبيه وهو يجدها علي بعد مسافة بسيطة منه، حانقة
شفتيها مذمومة بتلذذ تجعله يرغب بتقبيلها حتى تزهق انفاسها وانفاسه
اللمعة الخطيرة في عينيها الكهرمانية استحضرت له صورة ليرفع كاميرته وهو يقول بصوت أمر
- قفي مكانك.

عقدت شادية حاجبيها بريبة وهي تراه يلتقط لها صورا مفاجئة، جعلتها تجفل عدة مرات ترمش بأهدابها وتفسد الوضعية التي تخيلها سرمد منذ لحظات
اقترب منها بتؤدة وهو يهمس بنبرة خاصة
- هيا اعطيني نظرة امراة انثوية جامحة وكأنها خرجت من معركة عشق.
لم يكمل باقي كلامه اذا انه شعر بقذيفة من خوذة الرأس تندفع كي تستقر في صدره، اللعنة كاميرته الجديدة!

رفع كلتا يديه ليمسكها ويحمد الله انه حافظ علي صغيرته الجديدة ليسمع صوت شادية الحانق
- يا وقح
اقترب منها تلك المرة وعينيه ترسمان شررا جعل شادية تجفل عائدة خطوة للخلف وهو يحذرها بنبرة حانقة
- الا معداتي تساوي ثروة صغيرة، لا مساس بأشيائي يا متوحشة في منزلنا حينما نتشاجر.
قاطعته وهي تسأله بتفاجئ
- انت تحلم بي وأنا معك في منزلك؟
عقله يفكر بانحراف، نعم صحيح!

هيا عد لغضبك، نهر عقله عن التفكير بالمحظورات، وبدأ يدفع غضبه دفعا لاخراجه، وحينما يأس قال بعبوس
- منزلنا يا برتقالية
والابتسامة التي حظها عليها كانت كفيلة بنسيان ثروته الصغيرة لعدته الغالية، فداء لها المال وصاحبه إن كان سيحصل علي تلك الابتسامة
وتلك اللمعة العاشقة في عينيها
وتخبره ببساطة
انت يا رجل، امتلكت مقاليد قلبي
رفع يده يمسد قلبه بتمني، وشوق ليراها تسأله
- اين هي؟

عبس للحظات بعدم فهم ليراها تزفر بحدة وهي تقترب منه بعفوية تسحب كوبه الحراري من جانب حقيبته، ارتفع حاجباه حينما لم يراها تنزع الغطاء بل شربت من موضعه!
اللعنة!
راها تغمغم بحنق شديد وهي تتجرع المشروب الدافئ
- مشروبي سرمد، انسيت؟
هم بأخبارها ان كوبها الخاص يحتفظ به داخل حقيبته، لكن واللعنة لن يخبرها، ان كانت تظن انه كوبها فلتظن، متى سيحظى هو بتلك الفرصة؟ّ!

لعن مرة أخرى علي تفكير عقله الذي بدأ يفكر بمراهقة رجولية متأخرة بعض الشئ، لا يستطيع سرقة قبلات، فيشرب من موضع شفتيها
ازدرد ريقه وفجأة شعر بجفاف حلقه وهو يراها تشرب مشروبه بتلذذ شديد دون نية لها بتركه، هل ستحتفظ به؟!
قطعا سيقتلها ان حاولت، سيشرب من كوبها ثم سيبدل اكوابهم.

رآها تجلس ببرود علي المقعد تشاهد السيارات وتصاعد المشجعين، ومن بينهم الفتيات اللاتي يلتصقن بالشباب ليقترب منها وهو يشكل لها درعا حاميا و وقائيا يخبر أي بعيد أن المرأة تخصه ليقول
- ماذا تفعلين؟
هزت رأسها ببرود شديد قائلة
- سأشاهد السباق
عينيه لم تسقط علي موضع شفتيها علي كوبه وهي تتجرع المشروب، لتدب النيران في جسده وهو يحاول التعامل مع الأمر بسلاسة شديدة!
لكنه معذور.

فمن يسير في الصحراء يثري من العطش ويجد ينبوع ماء بارد سيركض خلفه
حتى أن تحول ذلك الينبوع لسراب!
غمغم بصوت أجش واظلمت عينيه بتعابير لو قرأتها في التو لفرت هاربة بجلدها منه
- هكذا
الا انها لم تكن مدركة للطواحين في رأسه ولا الانفجارات في جسده لتمن عليه بلمحة سريعة قائلة بثقة مفرطة
- شقيقتي ليست هينة، ثم سيأتي من سيردعها.

تتأفف بين الفينة والأخرى
وتلقي نظرة سريعة نحو ساعة يدها وتتذمر لماذا لم يأتي بعد!
هل لم تستطيع شادية ان تحسبه الى فخها؟!
هزت رأسها نافية، شقيقتها تؤمن بأنها قادرة علي جلبه، لماذا تأخر إذا؟!
اتسعت عيناها بجحوظ مخيف اذا فكر ان يتصل بوالدها
اللعنة
لا لا، سيقتلها والدها، الا يكفي مقدار سخريته لها في المكتب وممارسته الخشنة علي الموظفين، بحياتها لم تري رجلا يقسو علي ابنته في العمل؟!

انه حتى يمنع أن تناديه بأسمه ويزجرها بعينه ويطردها من غرفة مكتبه الفسيحة لتنحشر هي في علبة سردين ضيقة!
تأففت للمرة الألف نزقة، ان كان والدها يحاول ان يكسر بقامتها وأن يخبرها انها ليست أهلا للعمل بجواره فهو يحلم؟!
ستقتل وسيم حرفيًا، ان اخبره، لقد اكدت علي شقيقتها ان لا يحاول حتى الاتصال بوالده وأن يأتي علي وجه السرعة
مررت يدها علي خصلات شعرها وركلت حصوة عرقلت طريقها لتسمع صوت سامر الماكر.

- استسلمي يا جميلة
رفعت جيهان رأسها محدقة في تلك الكتلة العضلية الإيطالية، ولكنته في الحروف الانجليزية مميزة، أي أحمق يستطيع معرفة انه ليس انجليزي..
ضيقت عيناها وهي تراه يأخذ السباق علي محمل الجد بل اختار سيارة وارتدي خوذة لتقول بنفي
- بعينيك يا صاحب العينين الملونتين
انفجر سامر ضاحكا مستقبطا أنظار من حولهم وهو يميل مقتربا منها هامسًا بنبرة مثيرة.

- يا حلوة ستصابين بالإحباط، انا اوفر دموعك كي لا تسقط هدرا
هل يغويها؟
ضاقت عينا جيهان بعبوس طفيف، لتزفر بيأس
والله كانت ستسقط صريعة في هواه لو انها لم تعشق الأحمق جارها صاحب العينين الباردتين..
شدت بقامتها وهي تضع كلتا يديها خلف ظهرها لتسأله بصوت مغوي
- هل تتحداني سام؟
رفع سامر حاجبه بإعجاب لذلك التحدي اللذيذ بينهما، رغم علمه من شقيقه أن الفتاة تخص رجلا غيره، وانها اصبحت خط أحمر بالنسبة له.

لكن إذا ارادت هي العبث، لما لا ينساق خلفها؟!
بالنهاية أفضل من لا شئ
قطع خطوة فاصلة بينهما، خطوة ليسرق عبير عطرها المغوي ليقول بنبرة مثيرة
- جيجي انا بالفعل اتحداكِ
شقت ابتسامة واسعة ثغرها لتهمس بنبرة مشاكسة
- إذا لنقوم بتحدي الرجال الحقيقيين وليست تلك اللعبة
انفرجت شفتاه بابتسامة ماكرة، وهو لا يصدق أن تلك المرأة ما زالت كالحصن المنيع بالنسبة له.

حسنا علي الاقل لتعترف باعجابها كرجل وسيم له، حتى وان كانت مرتبطة بإسم رجل آخر.!
سألها بعبث
- وما هو؟
كتمت ابتسامتها الماكرة لتشيح بيدها قائلة
- ليس هنا، هنا مكان الأطفال، سنتقابل بالغد
رفع حاجبيه بذهول، هل خدعته المصرية؟
هل جرته لأحدي المصايد وهو كالأحمق انقاد خلفها، ضيق عيناه بعبوس وهو يسألها
- لماذا أتينا هنا؟

رفعت رأسها حينما استمعت الى محرك سيارة تحفظها عن ظهر القلب، وسيارة بيضاء تقتحم الجمع مخلفة خلفها أغبرة بيضاء
لترسم ابتسامة بلهاء علي شفتيها وهي تغمز بعبث لسامر
- لأجل أسدي
رفع سامر عينيه بيأس وعينيه مصوبة تجاه رجل يقسم انه يكاد يدك الأرض من وطء خطواته القوية ليقول
- لا تخبريني انني لعبة بين مسألة عاشقين
نظرت تجاهه بيأس مغمغة
- اسفه سام
هز رأسه بيأس شديد، هل جاء هنا ليصبح وسادة تنفيس أم ماذا؟

هم بالرد عليها إلا أن عينيه اتسعت بذهول حينما جاء ثور ناطح يمسك بعضد جيهان ليهدر في وجهها بعنف
- انتي اتجننتي
جسده الثائر، ووجه الأحمر المنفعل، ويده التي تقسو علي عضدها لتعض علي طرف شفتها السفلى بألم، كل هذا توقعته
بل ورغبته
ذلك القرب، والخوف الساكن بحدقتي عينيه، جعلها ترفرف اهدابها ببراءة تضع كفها بخداع شديد يجعل من يشاهدها يرى أنها تحاول التملص من قبضته
لكن هي لا.

هي وضعتها علي مضخته الثائرة بعنف، مستشعرة الذبذبات في جسده بانتشاء لتهمس اسمه باغواء متعمد
- وسيم
وهو لم يكن في كامل وعيه، كل ما فعله انه امسك بيدها الموضوعة علي قلبه ليسحقها بعنف أسفل يده وهو يصرخ في وجهها بانفعال
- جرا لمخك ايه انتي عشان تروحي للموت بأيدك
نظراتها المستكينة السالمة، وجسدها الذي لم يؤتي برد فعل واحد علي رفضها لما يفعله
جعله يعبس ليسمعها تهمس ببرود
- كلمت بابا ولا لسة.

وتسخر منه؟ انتبه علي جمع الغفير من حولهم، ليدفع بجسدها بحدة عنه وهي تتراجع عنه عدة خطوات ليقترب بشرر ناري تجاه رجل غريب عنه ليسأل بغلظة
- ومين ده اللي معاه
نظر اليه سامر بجمود وملامح مقتضبة، لتضع جيهان نفسها حائلا بين الرجلين وهي تقول بابتسامة رائقة
- سام، اقصد سامر، يبقي اخو خطيب شادية.

هل تهدئه بابتسامتها، بل اشتعل غضبه وهو يسمع الاسم المختصر من شفتي جيهان، نظر للرجل بجنون وهو يسمعه يبتسم تجاه جيهان قائلا
- نعم هذا شيء صحيح
اشتعلت عينيه بحدة وهو يحذره من التمادي، جذب ساعدها بخشونة وجعلها اقرب له ولجسده مانعا صاحب عيني القطة هذا من ابداء اعجابه بها
- وده بيفهم عربي ازاي
اشارت جيهان له بالابتعاد ليفهم سامر اشارتها، لكن رغبته باستفزاز هذا الاشقر اعجبته.

قابل نظرات وسيم بتحدي وثبات شديد كأنه يخبره هيا انا امامك، تجرأ وتقدم خطوة تجاهي
زمجر وسيم بوحشية وعروقه تنبض بجنون ليضم قبضة يده يهم بإسقاطها في وجه هذا المتحذلق، ليسمع همس جيهان البارد
- مشكلة لغة ملناش دعوة بيها، المهم انا ورايا سباق
رفع عينيه تجاه سامر وهو يعده ان الامر لم ينتهي عند هذا الحد، وسارع باللحاق خلف جيهان المجنونة ليقول بصراخ
- تعالي هنا.

استدارت اليه وهي تستند بجسدها علي بدن السيارة ليقول وسيم بتحذير
- قسما بالله لو رجلك اتحطت في العربية هكسر رجلك
تجهمت ملامحها بحنق لترفع حاجبها بمكر قائلة
- قد حلفانك ده؟
طحن ضروسه بغيظ وهو يجيبها بثقة وعينيه الجحيمتين سقطت علي عينيها
-قده
وهي برعونتها قبلت التحدي لتتوجه تجاه السيارة تهم بركوبها، الا انها في اخر لحظة دارت بها الدنيا رأسا علي عقب
-ابقي وريني هتكسر رجلي ازاي يا أسدي.

شهقت بانفعال حينما وجدته يحملها، كما لو رج بدائي يحمل امرأته؟!
جسدها اقشعر وتدفقت مشاعر الوهن والضعف يغزو جسدها، لتعيش في غمامة بمفردها
انفجرت تصرخ في وجهه وهي تحرك جسدها بعنف
- وسييييم
ضربته بكل قوتها علي ظهره الصلب، لكنها تأوهت بوجع لاناملها التي تشعر انها تكسرت، لتقول بانفعال
- نزلني يا حيوااااان
صاح وسيم بعنف وهو يتوجه بها اتجاه سيارته وعينيه تقتل من يتجرأ خطوة واحدة تجاههم أو محاولة تقديم المساعدة.

- اتكتمي خالص
تلوت بجسدها بعنف ليقبض بقوة علي خصرها لتشهق جيهان بألم صارخة
- نزلني يا وسيم
غمغم بحدة وهو يحاول ان يحافظ علي اتزان جسده كي لا يسقط علي تلك السمكة التي تتلوي تحت قبضته
- لأ
سكنت جيهان وهي تنظر بعينيها بتدقيق، لكن الدوار أصابها مما جعل الرؤية تضطرب لتقول بيأس
- خلاص يا وحش، عرفنا ان فلوس الجيم مش بتروح هدر نزلني
تنفس وسيم الصعداء حينما وصل بها إلى سيارته ليضعها أرضا وهو يتمتم بنبرة حانقة.

- ابدا، هنرجع البيت
اتسعت عينا جيهان بدهشة، لم تظن انه سيأخذ به الجرأة حملها كما لو أنها بضاعة!
انفجرت تهدد في وجهه
- والله هصوت والم عليك الناس كلها
ابتسم وسيم ببرود شديد، وكأنها لم تزخر وقت لفضح نفسها والسماح لجعل اسمها يلوك علي ألسنة الناس، قال بنبرة باردة
- صوتي من هنا للصبح محدش هيعبرك.

ضيقت جيهان عيناها ببرود، وللحظة شتمت عدم ظهور شادية في الصورة، ليس وقت المغازلات مع خطيبها الآن، هي في خطر مع رجل القطب الجنوبي!
- انت كدا بتخطفني يا وسيم
وضع وسيم يديه في جيب بنطاله محاصرا جسدها كي لا تفر بالهروب منه ليقول
- انتي لو جيتي بالذوق يا انسه يا محترمة مكنتش جرجرتك بالطريقة دي
ارتعشت شفتيها وهي تنظر اليه بوله لتخبره
- اعمل ايه، اصلى بموت في الطريقة الصعبة.

ارتجف جسده اثر نظرتها الهائمة به، ليجلي حلقه بخشونة وهو يبعد تأثير تلك الفأرة من عليه ليزجرها قائلا
- لمي لسانك
ضحكت برقة وهي تقترب منه تتلاعب بحاجبيها متسائلة اياه بنبرة خطرة
- هو انت مش بتفقد سيطرتك يا وسيم
الى هنا ويكفي!
ضم قبضة يده بقسوة كي لا يضعها علي جسدها ويجذبها اليه، اختلجت عضلة فكه وهو يشعر بالخطر يحوم من حوله
ليبتسم بارتعاش وهو يخبرها
-عشان معتصم يطير رقبتي
تقدمت لحد أضعف قلبه
واهلك جسده.

وهاجت عواطفه حينما رأى عينيها تعطيه الإشارة الخضراء لاستجابة ما يهفو اليه قلبه!
قالت بهمس خافت شديد وهي تسقط حرفيا في ذراعيه تحيطه من عنقه
- صدقني هنحطه قدام الأمر الواقع عشان يستر علينا
رفع رأسه محوقلا ليفلت قبضة يده ويرفعها نازعا ذراعيها من حول عنقه، الا أنها كانت اعند منه
قال بخشونة وهو يرفع يده الأخرى لينزع ذراعيها بقسوة وهو يهمس بتحذير
- جيهاان.

لوت جيهان شفتيها بسخرية، ما زال حصنا منيعا بعد ما يحدث، زفرت بيأس وهي تدير وجهها للجهة الاخري لتسمعه يقول بغضب
- لسه حكايتي مخلصتش مع اللي اسمه زاهر
صاحت بفظاظة شديدة
-سامر، علي فكرا الحاجة الوحيدة اللي تخليني ممكن احبه انه مش اشقر زيك
اجفلت حينما اقترب منها بشرر وما يسكنه في داخله لم يكن خير ابدا، يبدو انه يرغب في تمزيق وجهها أو دق عنقها، سمعته يهمس بخطر
- متلعبيش في عداد عمرك.

ألقت اخر بطاقاتها لتنفجر في وجهه بحدة
- بدون لف ودوران انا معجبة بيه، اخطبهولي
نطقتها علي يأس وفقدان امل منها، إلا أنها لم تلحظ عينيه اللتين التمعتا بخطر
ليقترب منها ممسكا بعنقها ويقترب منها هامسا بخشونة
- راجل بس يقرب منك وشوفي اللي هعمله فيه وفيكي.

تصلب جسد جيهان وهي تشعر بأنامله تضغط علي عنقها بقوة مما سبب ضعف استقبال الاوكسجين لرئتيها، فغرت شفتيها وهي تلهث بجنون لتشهق بذعر حقيقي حينما دفع جسدها بقوة لترتطم ببدن السيارة وجسده يلتصق بجسدها باثارة
جعل كلا جسديهما يهتزا بعنف، وكأن صاعقة حلت عليهما
رفعت عينيها بسكون وضراعة في سابقة جديدة ليميل وسيم بفقدان سيطرة بالقرب منها
يرغب بتحطيم وجهها وجسدها واخراس شفتيها!

دنا أكثر وليونة جسدها لم يساعده علي الاستفاقة، أو صده وردعه
خطوة واحدة وسيدنس براءتها وعذرية شفتيها
إلا أن صراخ هادر صدر من خلفهما جعل جيهان تستيقظ وعيناها ترتفع بجحوظ نحو المنادي
- جيهاااااااان
لقد سقطت الفريسة داخل المصيدة بنجاح وسقط معها الصياد!

تجلس فرح علي فراشها الذي احتوي جنونها واضطراباتها وذعرها وكوابيسها بظهر متصلب، وعينين حائرتين
تفكر في مصيبتها بل معضلتها الأكبر، تنظر إلى عبوات الاختبار التي أجرتها فوق الثلاث مرات وكلها اعطتها نتيجة واحدة
وكان ردها هو الهواء الشديد، زمت شفتيها بحنق وبعض من الغيرة تتسلل لقلبها
بينما هي تبكي وتصرخ يمضي الاخر حياته بذراعين مفتوحتان
الحقير، انقبضت ملامح وجهها لينتفض جسدها وهي تستقيم من مجلسها.

لقد حبست لنفسها هنا لمدة شهر، والنتيجة لا شئ
والطبيب أحمق، غبي، لا يستطيع تأديه عمله
سحبت ثيابها ووضعته داخل حقيبتها، وستتصل بوقاص لينهي كافة الإجراءات داخل تلك المشفي
العزيمة دب في جسدها
والإصرار علي متابعة حياتها جاءها رغبة داخل نفسها
ان لم تجد من يسعدها
ستبحث عن مصدر سعادتها بنفسها..!
عقلها بدون وعي أعادها حينما كانت أمس جالسة بشرود علي مقعد الطبيب وعينيه تتفرسانها بهدوء ليقول بنبرة عملية.

-اتأخرتي عن ميعادك كتير
أكثر ما تكرهه هي نبرته العملية، رفعت عيناها تجاه السقف الأبيض لتعيد النظر اليه قائلة بسخرية مبطنة
- مش كتير اووي
حتى انها تلاحظ انها اخذت من سخريته، انقبض قلبها تجاه الذكرى ليتجهم وجهها وهي تسمعه يسألها
-حاسة بأيه
زفرت بحرقة شديدة وهي تمسد صدرها عدة مرات محاولة إزاحة تلك الغصة من حلقها لتقول
- بخنقة وتعب
هز الطبيب رأسه بهدوء شديد جعل عينا فرح تضيق بصرها بضيق إليه وهي تسمعه يسألها.

-ايه كانت اكتر حاجة بتفرحك؟
رمشت بأهدابها عدة مرات و عجز لسانها عن الرد
ماذا تحب؟
ضرب سؤالها في مقتل
ومنذ متى كانت فرح ملك لنفسها؟ لقد كانت منساقة خلف كل شخص تستجدي اهتمامه
انكمش جسدها برهبة، لتجحظ عيناها وهي تجد الاجابة واضحة كالشمس
لا شئ
ابتلعت غصة مريرة وهي تجيبه
-هتصدقني لو قولتلك طول عمري كنت بسعي افرح غيري، مدتش لنفسي وقت احب فيه نفسي.

سنح لها الطبيب فرصة لكي تتمالك نفسها، وهو يراها تدفن وجهها بكلتا كفيها..
اجهشت فرح في البكاء الا ان دافع داخلي يمنعها أن تبكي، لن تبكي امام ذلك البارد ولو كانت نهايتها، ارتفعت عينيها الحمراوين وهي تجيبه
-بس مش عارفة احب نفسي، كرهني في نفسي اووي، كرهت ضعفي وخذلاني وكله
اومأ بهزة من رأسه وهو يسألها بهدوء
-ودراستك يا فرح
وهذا اهم شئ نسته من خضم معاركها التي جرت فيها أذيال الخيبة، لتصيح بحدة.

-دراستي، تفتكر انا في ايه ولا ايه دلوقتي
أجابها الطبيب بمنطقية شديدة
-طول ما انتي بتفكري فيه وتنتقمي منه عمرك ما هتتحسني
تلك المرة استقامت من مجلسها بحدة وهي تهدر في وجهه بانفعال
- مش عايزة حاجة منه، اغصبني اني اتقبل منه كل حاجة، كرهني في نفسي
رفع الطبيب حاجبه بتسلية شديدة وهو يغمغم
- وبعدين.

زفرت بيأس وهي تدير وجهها لتمرر عيناها علي انحاء مكتب غرفته الهادئة، تلك الموسيقى الهادئة المستفزة لأعصابها، ورائحة بخور كريهة لا تعلم من أين يأتي به
هل من المفترض ان كل هذا من المفترض أن يهدأ راحتها؟!
جزت علي أسنانها قائلة
- انت اللي تقولي اعمل ايه
القي الطبيب قلمه جانبا وهو يسدي لها نصيحة
- اخرجي للنور يا فرح، وجودك هنا في المستشفي ملوش داعي انتي بدمري نفسك هنا
تخرج وتقابله؟!

هزت رأسها نافية بذعر عدة مرات هي لا تأمت حالها إذا قابلته مرة اخرى
لا تأمن ماذا سيحدث لها و لجسدها أن استسلمت لطغيانه مرة اخرى..
والى اين ستذهب؟ عائلتها التي لم تلاحظ حتى الآن غيابها؟ تعود مرة أخرى تحت قبضتهم وتستسلم لكلام والدتها المسموم!
حارت وبقت بمفردها أمام العاصفة، كيف ستتصرف ومن لديها هي ليسندها
هي لا تملك سوى نفسها فقط، سألته بلهجة لاذعة المرارة
- اروح فين.

ابتسم الطبيب تلك المرة وهو يلتقط ورقة ما ويدون بها شئ ما، استقام من مجلسه وهو يقترب منها يمد يده لها بالورقة التي. التقطتها بعد حيرة من وقتها لتسمعه يقول
-ابدأي قصتك، كملي دراستك، هخليكي تحضري ندوات معينة بتحكي كل ست عن قصة كفاحها مع الحياة، عايزك تشوفي نماذج قدرت تتحدي أي صعوبات تواجهها
نظرت نحو ما دونه بشرود لترفع عيناها اليه بتيه شديد ليومأ لها برأسه، تذهب لندوات امرأة يمزح ذلك الرجل معها.

تحت نظراته المندهشة وجدها تمزق الورقة نصفين ثم مدت بالورقة التي اخذها وهو يسمعها تقول ببرود
- انت يائس بقي مني، مش عايز تعترف بخسارة فشلك لعلاجي
هز رأسه نافيا وهو يجييها بصراحة
- اطلاقا انتي مش مريضة يا فرح انتي اتخذلتي كتير ودي المشكلة انا مش هسيبك، هنحدد مع بعض جلسة كل شهر ونحكي ونشوف وصلنا لأيه، بس الأهم ترجعي لدراستك اللي وقفت
الجمتها الصدمة من صراحته
هي تشعر بالخذلان، ويظن ان السبب هين جدا.

هو لا يشعر مقدار ذرة ما تشعر هي به، وذكري ذلك اللعين لا تغادر في صحوها ونومها
ارتعشت شفتيها لتجيبه
- انا مش هاجي تاني
امال الطبيب رأسه ليجيبها بثقة
-هتيجي
رفعت حاجبها بسخرية لتتقدم تخطو خارج الغرفة تغادرها دون رجعة، الا انها تراجعت خطوة قبل ان تغلق الباب لتقول له بحنق
-غير ريحة البخور دي، دي ريحة ميتين مش بخور.

قابلتها ابتسامته وهي تغلق الباب في وجهه، زفرت بحدة وهي عازمة علي مغادرة ذلك المكان في أقرب فرصة، لا ليس أقرب فرصة بل في الغد.
عادت من ذكريات أمس وهي تنظر إلى حالة وجهها الشاحبة لتسحب احمر الشفاه من حقيبتها وقررت ان تطلي شفتيها وتضع نظارة قاتمة علي عينيها.

مررت يدها علي خصلات شعرها المعقودة لتزفر بيأس وهي تنزع رابطة شعرها ثم انحنت برأسها تحرك رأسها بجنون تضيف بعض الصخب والتمرد لخصلات شعرها، رفعت رأسها وهي تبتسم برضا تام للنتيجة التي حصلت عليها..
خرجت من الحمام لتتوجه نحو فراشها تلتقط حقيبتها ثم انحنت بجسدها اسفل الفراش لترتدي حذاء كعب مرتفع لتستعيد بعض من ثقتها الانثوية الضائعة
حسنا ربما هي ضائعة ومشتتة.

لكن يكفي ثيابها الانثوية التي ستمدها بثقة، ذلك الحيوان المقزز ستربيه، ستأخذ جميع ثيابها التي اشتراها والمجوهرات
لن تترك له قطعة ثياب حتى الداخلية منها
كله اصبح ملكها، وتلك ضريبته
جرت حقيبتها وهي تسير بين أورقة المركز بثقة وعينيها تنظر اتجاه واحد
بوابة الخروج!
استمعت إلى صوت الممرضة التي سألتها بخفوت وهي تنضم اليها داخل المصعد
- فيه حد مستنيكي برا
ابتسمت فرح بجنون وهي تميل تجاه الممرضة تخبرها بمكر
- فيه.

عبست الممرضة وهي تسألها بعبوس
- مين؟
لم تكلف نفسها عناء الرد عليها، ما ان وصل المصعد الطابق الارضي جرت حقيبتها وهي تخرج من بوابة المركز تستنشق الهواء الخارجي بانتعاش
ابتسامة ماكرة زينت ملامح وجهها حينما رأت سيارة سوداء ضخمة مصطفة أمام بوابة المركز
هزت رأسها بسخرية واسم واحد جال علي بالها لصاحب تلك السيارة
- نضال.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة