قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التسعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التسعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التسعون

- بدون لف ودوران بيسان جاوبيني...
لم تستطيع الرد
نكست رأسها لثواني محاولة التخلص من ذلك الضعف والهوان الذي يصاحبها في حضرته، وهذا تنبذه نهائيا
لن تكرر الأمر
كون هناك شبه بين الأخوين، واختلاف شخصياتهما، لن يجعلها تقع في نفس الخطأ مرة أخرى، رفعت رأسها والتوسل يقطر من شفتيها
- ارجوك خلي الموضوع يمشي، متطفش الراجل
اتسعت عيناها بذهول قبل أن تنفجر ملامح وجهه بغضب شديد ليهزها بعنف قائلا
- مابستاهلك.

رمشت اهدابها عدة مرات، وقد فاجئها رأيه الصريح لتهمس اسمه بتيه
- غسان
صاح بأصرار شديد وهو يقول بصراحة تامة
- اي شبك عم احكي عنجد، شايفك بس بننت شامية بتجنني، مو شايفك غير من برا متل ولد صغير عجبتو لعبة بدو ياها ليتباهى فيها
صمتها وهي تحدق نحو عينيه وكأنها تحاول الوصول الى ما بعد ذلك جعله يغلق كافة اختلاجات قلبه، ليراها تقول ببساطة شديدة
- يعني ده اعتراضك
سألها باستنكار تام
- معقول توافقي.

هزت رأسها بلا مبالاة لتقول ببرود
- عايز تنكر وتقولي انك متحلمش تفكر تتجوز واحدة حلوة وشقرا وعيونها ملونة، يعني دي امنية أي راجل يتجوز واحدة ملامحها مقبولة ما بالك بملامحي انا
نظر إلى جيدها العاري ثم الى ملامحها الأنثوية التي تصرخ بالجمال، هو رأى الجميلات وأكثرهن جمالا، بل واعد الكثيرات، وكانت مجرد صداقات خفيفة لا أكثر ولا أقل
مجرد مشاركة احاديث وهموم، ليميل نحو اذنها هامسا بخشونة ارجف بدنها.

-انا شب حليوة وعيوني ملونة لي لدور على وحدة شقرا ليكي بيسان انا لما بدي اختار بنت بدي اختار وحدة تخطف ألبي، عيوني ماتشوف غيرها، السكينة تغمرني مجرد ما انطق اسمها، تغمرني بحبها غمر تسكن روحي وألبي وكياني كون انا هي وهي انا
انفرج شفتي بيسان لتغمض جفنيها ولكنته الشامية التي نستها مع معيشتها في مصر جعلها تشعر بالخدر يمس أطرافها
ويشمل حواسها.

كل ما ترهف اليه فقط همسه، وانفاسه التي تضرب عنقها ليرسل المزيد من الهزات العنيفة لجسدها، انحبست أنفاسها وهي تشعر بانفاسه تزداد ثقلا لتشهق بذعر حينما شعرت بشئ خشن يحتك اسفل وجنتيها لتبتعد سريعا عنه وقلبها يضخ بعنف
ما الذي يفعله المجنون! اللعنة، ماذا حدث منذ قليل
هل يغويها؟! وعريسها يجلس في صالون شقتها، غمغمت بأنفاس لاهثة
- واضح انك هتدور كتير
لن ينكر ما حدث منذ قليل، كاد قاب قوسين أو أدني من تقبيلها.

هل يتخيل أحد عظم جرمته، يغويها في توقيت وجود عريسها المحتمل، وفي منزلها
لعن سرمد ومعرفته بذلك الماجن هو وشقيقه كلاهما والذي أثر عليه، إلا أن رؤيته إلى ملامح وجهها المتوردة وانفاسها المتهدجة أرضاه
ارضي رجولته بشدة
سليطة اللسان انثى بالنهاية
اجابها بغموض
- يمكن
تشعر ب هلامية ساقيها، لتحاول الاستناد على اقرب شيء صلب يدعم جسدها، إلا أنها شهقت على صوت أمها التي دخلت المطبخ
- بيسان.

ضاقت عينا الأم بريبة شديدة وهي ترى ملامح بيسان المختلفة تماما عن الغضب، وكأنها، وكأنها، وجهت بنظرها ناحية غسان الذي يضم يديه في جيب بنطاله على مسافة معقولة بينها، لتهمس بهدوء
- استعجلي حبيبتي وجيبي العصير
هزت بيسان رأسها موافقة عدة مرات وهي تمسك بصينية المشروبات لتوجهها للداخل داعية الله أن ينتهي اليوم على خير
- حاضر
هم غسان هو الآخر بالخروج، لكن سيخرج ويتحدث مع سرمد صديقه الا انه سمع صوت خالته الجاد.

- غسان اذا بدك ياها تزوجها، اما اذا ماخد الامر تسلاية فقسما عظما رح فرجيك ايام سودة فهمان ياابن عايشة
لن ينكر ان نبرة خالته المهددة فلحت معه، ابتسم غسان ببعض العبث والتسلية ليقول
- لك بنت هي حمارة لو بتفهم ما عملت حالها متل البضاعة والناس تجي تعاينها
ثم استأذن مغادرا لتهز فاطمة رأسها بيأس قائلة
- الله يهديكن
*****.

تحضيرات خطبة وجد تعمل على قدم وساق، الجميع في المنزل أصبح منشغل من بين استعدادات الوسيم الأشقر لخطبة جارته، ثم خطبة وجد وانعزال العمة التام
ومكوث الجد لأطول فترة ممكنة في مكتبه، ولؤي الذي يتمسك بمقاليد عمل العائلة بمفرده، جعل اسيا تهز رأسها بضجر شديد
فهو يقضي أطول فترة في العمل، ثم يعود قتيلا على فراش زواجهما، وحينما همت بمبادرة النوم بجواره لم يتحدث بحرف ولا شيء.

لا يحاول الاقتراب منها، رغم ثيابها الجريئة الحريصة على جعله يتحسر كل يوم على عدم قربه منها
خطة فاشلة، وربما يظنها عديمة الكرامة، لكن ألم يخبرها ان كرامتها من كرامته
إذا أهدرت كرامتها أمامه، فهي من ضمن كرامته
لكنها تقسم
انه يتحسر دون قربها وامتناعه الغبي عنها، هي تطهو طعامها على شعلة منخفضة ليست متعجلة للأكل.

رن هاتفها ومنعها من مواصلة شرودها لتستقيم من رقدتها وهي ترد على اتصال مارية الذي بدا مفاجئا لها، وما سمعته منها جعل الدماء يجف في عروقها لتهمس بصوت خافت
-امتي الكلام ده حصل
تحولت ملامحها للحدة لتسب ببذاءة بلغتها الأصلية قبل أن تسألها بحدة وهي تجري نحو خزانة الثياب تخرج ثيابها
-وليه مقولتيش يا مارية.

شهقت بذهول واستنكار وهي تستمع الى بكاء شقيقتها، والعجز يمسكها بشدة من أطرافها، لم يمنع أن تسب نضال مرارا وتكرارا، الحقير يستمر في تنغيص حياتها حتى بعد أن تخطته
كيف يمنع عنها أن تكون الحضانة لها لفترة من الوقت، انفجرت تصيح بغضب هادر
- انتي اتجننتي، يعني ايه مانع عنك.

أغلقت المكالمة معها مع محاولة منها بالتصرف، لتسارع بالتوجه الى الحمام الا ان تراجعت عدة خطوات ما ان رأت الهركليز خاصتها ينظر اليها بتفحص وتروي شديدين
ليسألها بخشونة
- فيه ايه
انفجرت تضحك بسخرية شديدة وهي ترمقه بحدة وغضب لتقول
- هو فيه خير بعد ما تتعرف واحدة على واحد ويقرف عيشتها
هز لؤي رأسه لينفرج عن شفتيه ابتسامة باردة وهو يغمغم
- كل يوم بتفاجئ انك بتعرفي تتكلمي مصري أحسن مني ومن غيري.

لم تسمح له بالمجادلة معها، سرعان ما توجهت داخل الحمام تبدل ثيابها وهي تسرع من مشوارها، لتسحب حقيبتها وهي تقول بتعجل تام
- مضطرة امشي
سألها بغلظة شديدة وهو يسحب ذراعها آمرا إياها بالتوقف
- رايحة فين
رفعت رأسها وهي تجيبه بحدة
- لبنتي
اتسعت عينا لؤي بتفاجئ قبل أن يدرك معنى كلمتها، تبعها ملاحقا وهي تركض وتهبط السلالم ليري وجد وهي تقترب منها متسائلة بقلق
- آسيا، رايحة فين.

زمت اسيا شفتيها بألم وامسكت رباطة جأشها كي لا تنهار باكية على الأرض لتقول بجفاء
- شمس تعبانة
هزت وجد رأسها بتفهم تام شديد قبل أن تؤازرها وهي تترك جميع مخططات حفلتها جانبا لتقول بنبرة غير قابلة للنقاش
- انا جاية معاكي
عض لؤي على شفتيه كابحا غضبه وهو يراها تستسلم بوداعة شديدة بين ذراعي وجد، التي تحاول مساندتها بعبارات لم يستطيع سماعها، ليصيح بحدة وهو يرى وجد أخذت ما هو حق له
- انتو رايحين فسحة.

التفت وجد بصرامة شديدة وهي تقول بنبرة متهكمة
- البت تعبانة، ايه مش الزيارة واجب
لوهلة شعر لؤي أن من تقف أمامه ليست وجد
هل تلك الصغيرة الناعمة، التي يخشى عليها جميع أفراد عائلته، لم يخفي دهشته من عيني آسيا ليغمغم لؤي بغيظ
- طبعا واجب
لكن قراره لم يكن عليهما التحرك بمفردهما
بل سيكون معهما
وهذا الأمر رغم استنكار اسيا له، لكنها استشعرت غيرة لؤي التي يجاهد في وئدها.
..

الطريق للمشفى كان مرهقا لأعصاب لؤي، واسيا تشتعل غضبا للفتك بذلك الحيوان، ثم تكاد تموت قلقا على شمس، رغم محاولة اطمئنان مارية لها كونها تتلقي العلاج لكنها لن تطمئن حتى تراها بعينيها، ووجد تقف كحارس سلام تمنع اقتراب عود الكبريت من البنزين.

ترجلت آسيا سريعا ولحقتها وجد وهي تركض داخل المشفى، تسأل موظفة الاستقبال عن غرفة الصغيرة تبعها الركض بين أروقة المشفى وملامحها يرتسم عليه امارات الذعر، تخشى فقدانها هي الأخرى كما فقدت والدها ووالدتها
لن تتحمل مسألة فقدان عزيز آخر عليها.
تهاونت قدميها وهي تنظر الى النافذة الزجاجية تتأمل الصغيرة، كم كبرت الصغيرة، الدموع تتخذ طريقها نحو وجنتيها لترفع اناملها تلمس الزجاج وكأنها تلمسها هي بروحها.

سكون جسدها، وشحوب وجهها المخيف جعل قلبها يأن إلى الحالة التي وصلتها الصغيرة
شعرت بيد تربت على ظهرها لتنظر اتجاه وجد التي تطلب منها الاطمئنان، ثم وجهتها نحو الطبيب المعالج، رغم كلام الطبيب العملي واطمئنانهم عن صحتها
لكن الغضب يفور داخلها
لمحته وهو يتجه اتجاه غرفة الصغيرة، لتهم بالانقضاض عليه، مما جعل وجد تكبل غضبها وثورتها قائلة بنبرة جادة
-امسكي اعصابك
تهدجت انفاس اسيا وعينيها تتوعد ذلك الحقير.

لن تجعله يهنأ أبدا
ستجعل النوم يطير من عينيه
رفعت رأسها وهي تنظر نحو وجد التي تطالب منها التعقل لكن ما أن يجتمع اسم شمس مع ذلك القذر، فجميع تعقلها يغادر في مهب الريح لتجز على أسنانها صائحة
- لو عليا اقتله
تقدمت عدة خطوات لتفجر كل غضبها إلا أن وجد لحقتها قائلة
- تقتلى مين بس، بطلي جنان.

لم ترضخ اسيا لمطلب وجد، بل تقدمت اتجاهه وهي تراه يحدق من نافذة غرفة الصغيرة، وما أن استدار حتى اختفت جميع تعابير وجهه الجامدة وحل محلها السخرية، لمعة عينا ذلك الحقير زاد من مقدار إحراق هذا الاحمق
ليقترب هو فاصلا بعض المسافات بينهما قائلا بنبرة ساخرة
- الله، غريبة يا آسيا عزام ولا نقول المالكي
اقتربت تصرخ منه الا ان يد وجد منعها من أن تخدش وجهه
- عملت في البت ايه
هز نضال رأسه بيأس، وهو يغمغم بجفاء شديد.

- عملت ايه يا آسيا، البت تعبت زي اي طفل يعني مش حاجة غريبة
انفجرت آسيا ضاحكة، هذا دليل عدم اهتمام الحقير بالفتاة، تري كيف ترك طفلة دون العناية والسؤال عنها
الم يلاحظ غيابها
ألم لم يكن في البيت أصلا؟!
والتفكير في هذا الاحتمال جعل اسيا تهدر في وجهه
- والبيه كان غايب عن البيت وسايب بنته عادي، المرة دي جالها سخونية حابب المرة الجاية تموت بين ايدك ولا ايه.

هز نضال رأسه دون أن يبادر حتى بالرد عليها، بل عينيه سقطت على ملامح فتاة صغيرة السن، ملامحها ناعمة تناقض شراسة التي امامه، ليلتفت اليها قائلا ببرود
-فضيتي اللي جواكي خلاص، تقدري تمشي بقي
زمجرت اسيا بوحشية قبل أن تهم بالتهجم عليه تسبه بحدة
- يا حيوان يا ابن
صاحت وجد بحدة تلجم غضب آسيا التي سيلقيها للتهلكة
- اسيااا.

تهدجت انفاس آسيا وهي ترمق ملامح نضال المتسلية على حسابها، مما جعلها تهدر في وجهه قائلة بوعيد
- مش هيكفيني موتك يا حيواااان
اعتاد على سماع تلك الكلمات من شقيقتها، وحتما كره وجود تلك المرأتين في حياته
يعلم أنه لن يتخلص منهما
ولن يستطيع التخلص منهما، هما كالشوك في خاصرته
هم بالتحرك إلا أنه توقف حينما سمع انفجار آسيا
- مش عارف تربي بنتك ابقي خليها للي عارفة تربيها.

لمعت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يستدير على عقبيه ليقترب منها قائلا
- لا لا يا اسيا انتي عارفة انك اخر واحدة تقدري تربي طفل، انا وانتي يا آسيا اكتر اتنين مينفعش يكونوا عيلة، عارفة ليه
عاد نضال يوجه بصره ناحية المرأة التي بجانبها، مما جعل المرأة تتجهم ملامحها للبرود التام أعجبه، ليلتفت ناحية آسيا التي هسهست بحدة
- انا وانت عمرنا ما نتجمع في جملة واحدة.

هز نضال رأسه وهو يتناسى غضب المرأة ليقول لها بابتسامة باردة ونبرة ذات مغزى
- انا وانتي جوانا طاقة حقد صدقيني تقتل أي حد عزيز علينا بمزاجنا أو غصب عننا
وعينيه لم تخطئ الهدف اتجاه وجد التي تتابع الحرب بينهما بتوجس وبعض التخوف، ليسترسل بحديثه
- حاسبي بقي منها، نيران الحقد بتطول القريب قبل الغريب
همس ناعم بأسمه جعله يتراجع عما ينتويه
- نضال
التفت اتجاه رهف ليهز رأسه بتفهم وهو يودع كلتاهما قائلا.

- مستني انتقامك العظيم يا مدام آسيا
سبته آسيا بأقذر الشتائم التي تعلمها لتهم بالتهجم عليه الا ان وجد منعتها قائلة
- آسيا
تمتمت وجد بهدوء شديد وتمالك أعصابه لم تعد آسيا تمتلكه
- اهدي هو بيستفزك بس مش اكتر
إلا أن الإصرار في عيني آسيا هلعها، لتهمس وجد بتوسل
- آسيا ارجوكِ، كفاية
لم تعد آسيا تملك سوى السباب والشتائم تقذفها في جه ذلك الحقير
- القذر، مش هسيبه.

هزت وجد رأسها بيأس وهي تسير بها الى مكان بعيد عن هذا الرجل، والذي للعجب لمحت الإرهاق البادي على قسمات وجهه
ربما الرجل فعلا يشعر بالذنب تجاه ابنته، رغم روايات آسيا عن ما عكس ما رأته
بغض النظر عن كلامه وسخافة حديثه، لكن الرجل يتألم..!
وقف لؤي بعيدا بعد ان وجد أنه في المشهد الأخير من المسرحية الهزلية، كلام الرجل يزيد الوسوسة في صدره
ما الذي جعل الرجل متأكدا مما تحاكيه آسيا خلفه؟!

ارتباك اسيا لم يخفي عليه، رغم لسانها الا انها لم تنفي التهمة من كلامه
ماذا تحيك آسيا من خلفه؟!
****
في قصر السويسري،
انفجرت جيهان ضاحكة لرسائل وسيم التي لا ينفك ويتركها ساعة واحدة بمفردها، أرسلت له قلب احمر كبير ينبض، لتشهق بذهول لإرساله لها قبلة ثم عناق.

هزت جيهان رأسها بيأس شديد وهي ترسل له علامة سكين، تحذره من التمادي، إلا أنه تابع في إرسال ملصق عروس ثم عريس، لتتورد وجنتي جيهان بالحمرة وهي تغلق محادثتهم حاليا..
والدها الان يكاد ينفجر من الغيظ بسبب حضور عائلة سرمد، ووضعه امام الأمر الواقع، تذكر تملل والدها ومحاولته للتملص، لكن الرجل بالنهاية جلب عائلته ووضع ابيها امام الامر الواقع.

انسلت من بين الجميع، يكفيها توتر شادية منذ الصباح، اغلقت باب غرفتها ثم جلست على مقعدها وهي تسحب نفس عميق وتزفره على مهل
شعت ابتسامة واثقة على شفتيها وهي تتجرأ وان تفتح بث مباشر على صفحتها الخاصة بعد أن استرجعتها لتباشر في الحديث متغاضية عن أي تعليقات.

-طبعا كتير هيستغرب طالعة لايف دلوقتي بعد اللي حصل، بس كان لازم اطلع حقيقي وادي شوية كلام مهمين قبل ما احول جميع الكومنتات بتاعتي لأكونت شخصي، جيجي اللي بتلف حوالين العالم انتهت، جيجي اللي بتركب أي حاجة وبتتحدي خوفها انتهت.

لاحظت تصاعد أعداد المشاهدة لأعداد مهولة في بداية البث المباشر لكنها لم تكترث للتعليقات، لكن لها رسالة هامة فقط لبعض الفتيات المراهقات اللاتي تتابعنها بشغف، استرسلت قائلة بهدوء شديد
- في ظل كل واحد بيسعد ذاته وبيحققها، انا عملت اللي نفسي فيه، سافرت بلاد كتير في سنين قليلة محتاج ايه تاني، عايزة احسن بس بدفا العيلة اللي خلتهم آخر اهتماماتي.

انفرج عن شفتي جيهان ابتسامة دافئة وهي تشرد اتجاه والدها حينما اخبرته بقرارها عن كونها ستكون بجانبه في المؤسسة
تتذكر صدمة والدها، ثم سخريته عما ستفعله، لكنها ستبهره، فدراستها لأدارة الأعمال التي أجبرت عليها ك شادية، ورغم انها تعلم دراستها شئ والتطبيق العملي مختلف
لكن الأمر سينجح مع إصرارها وعزيمتها.

غمغمت بصوت هادئ وهي تلاحظ وسيم الذي انضم للبث المباشر مرسلا العديد من القلوب لها مما جلب لشفتيها ابتسامة توجهها له.

- مش عيب الواحد يسعى ويحقق كيانه بس مش على حساب أقرب الناس اللي بيحبونا، بالفضيحة اللي حصلت طبعا مش عايزة احكي كم من الناس اللي اتقلبت ضدس، كأنكم استنيتوا لحظة وقوعي وحقيقي كرهت العالم ده، وكرهت الكدب والنفاق، اه الفلوس حلوة ومغرية والشهرة كل واحد بيتمناها بس هل هتقدروا تتعاملوا كل يوم ناس تخوض في سمعتكم ما هي دي ضريبة الشهرة للأسف.

تركت سؤالها معلقا دون انتظار ردهم، فليكتبون ما يودون كتابته، تعلم حتى برغم فضيحتها إلا أن القضية وآخر تطوراتها تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي بدعم من وسيم الذي لم يقرر تركها تتخبط بمفردها، فكما هناك العديد من الأشخاص يخوضون في سمعتها، هناك قلة ممن ينفون تلك الشائعات، هزت رأسها وهي تقول بجدية.

- مش عايزة اخد من وقتكم كتير وحقيقي مش مهتمة بأي كومنت سلبي، جاية بس انصح البنات الصغيرة اللي حابة تبقى سوبر ستار كبيرة اووي، الطريق اللي هتدخليه ملهوش رجوع ولكل نجاح ليه ضريبة، اعتقد كل واحدة فيكم تفكر كويس قبل ما تدخل الطريق ده
همت بالاسترسال في الحديث إلا أن طرق باب غرفتها يصحبه نداء شادية شتتها
- جيجي
ارتسمت ابتسامة مودعة للجميع قائلة
- مضطرة انهي اللايف، اشوفكم على خير.

انهت البث المباشر ثم سارعت بالتوجه فاتحة باب غرفتها لتري الارتباك يطغي ملامح شادية، ضاقت عينا جيهان وهي تسمع همس شادية المذعور
- جيجي
امسكتها جيهان من ساعدها قائلة
- خايفة؟
اغمضت شادية جفنيها وهي تتذكر تبعات خطواتها حينما تركت قلبها يتحدث بدلا من عقلها
ليزجر قلبها وهو يعاتبها عن من اختارته من عقلها، ألم تختار لؤي والرجل كذب عليها وخدعها
ليأتي العقل ويصمت القلب، من اختارته من عقلها كان له ماضي كماضيها.

وهي قررت عدم الخوض والتحدث عن الماضي، وكل ذلك بإرادتها لما تندم
غمغمت برعب حقيقي، وهي تشعر ان قلبها دخل لتلك المعضلة
- انا مرعوبة، جيهان انا، انا مش مصدقة اللي بيحصلي، خايفة اصحي على كابوس
ابتسمت جيهان بطمأنينة وهي تلكزها قائلة
- بطلي تشاؤم مش بتحبيه وبيحبك ومجنون بيكي
صمتت شادية وهي تهز رأسها باعتراض قائلة
- الحب مش كفاية يا جيجي، انا محكتلهوش كل حاجة، ميعرفش حياتي قبله كانت ازاي.

انفجرت جيهان ضاحكة بسخرية لتدفعها باتجاه المطبخ قائلة
- يعني هو كان مقضيها في جوامع، استهدي بالله كده يا بنتي وفوقي
تسربت دمعة خائنة من عينيها، لتغمغم باعتراض
- بس من حقه يا جيجي
طالعتها جيهان بنفاذ صبر، لتقول ببرود
- وهو من حقه يحكيلك حياته في الماضي كانت ازاي
تعلم ان سألته عن ماضيه فستهرب منه
الرجل سيفتخر بفتوحاته وانجازاته أمامها سيكون صريح معها ولن يكذب، لتعيد التفكير في حالها هي.

بقدر انها لم تمر سوي بعلاقة واحدة فاشلة الا انها سببت لها التعاسة الشديدة وحطم كل ما تبقى لها من محاولة للنهوض مرة أخرى، غمغمت بيأس
- جيهان انتي مش مستوعبة، يمكن دي الحاجة الوحيدة اللي يخليه يفكر مية مرة قبل ما يقرر يتجوزني
زفرت جيهان رأسها بيأس، لا تصدق تراجع شقيقتها والرجل في صالون منزلهم، اقتربت منها تسألها بشك
- بعد اللي عمله ده لسه شاكة فيه.

عضت شادية باطن خدها وهي تتذكر حفلة عيد ميلادها الكارثي بجميع المقاييس، لقد جرها حرفيا وهي تختبر نوبة غضبه واغوائه
نوبة غضبه كانت عبارة عن إغواء، تلون وجنتيها وهي تهمس بحرج
- من حقي اقلق، سرمد شخص مش طبيعي بالمرة ده كان بيغير على ماهر
شهقت جيهان بذهول اتبعه صريخ مستنكر لتسارع بكتمه بكف يدها، الا انها سرعان ما انفجرت ضاحكة وهي تتذكر اختفاء تلك الشقية
تري هذا هو السبب.

ماذا فعل ذلك الشقي معها حتى تتورد حرجا وخجلا لتقترب منها قائلة بخبث
- ماهرو يوم حفلة عيد الميلاد، يعني كنتوا قاعدين في حتة مدارية
اتسعت عينا شادية بجحوظ ليلجم لسان شادية الصمت وهي لا تصدق وقاحة شقيقتها للحد يجعلها تسخر منها ومكر يخالط حديثها لتزجرها قائلة بحدة
- بطلي ضحك وقلة ادب
حاولت جيهان أن تتوقف عن الضحك، لكن تذكر ان الاحمق غار من شقيقها جعلها تسأل بتعجب.

- للدرجة دي معندوش نظر، ده لو ركز هيلاقي انك نسخة منه
تحول وجنتي شادية للحمرة وهي تتابع سرد تفاصيل أحداث ما بعد غيرته
- قولتله كدا بس هو كان هيفرقع مني، وانا قعدت فترة اوهمه انه هو حبيبي تلكأت شادية قليلا وهي تري اتساع عينا جيهان للجحوظ . يعني اللي مستنياه
شهقت جيهان باستنكار قبل أن يتبعها تصفيق حار وهي تقترب من شقيقتها الداهية
اللعنة هل كل تلك الأحداث حدثت دون أن تعلم أي شئ منها سوي الان.

اقتربت منها تقول باعجاب واضح لعقل شقيقتها الداهية
- ده انت جبارة، وعرف امتي انه اخوكي
هزت شادية رأسها بيأس قائلة
-مش كتير ملحقتش للأسف
هزت جيهان رأسها بتفهم، ستترك فترة جلسات المصارحة جانبا و ستركز على الرجل الذي يجلس في صالون منزلهم، لتقول جيهان
- كدا كدا بابا مش طايقه، بس اعتقد محتاجين جلسة زي دلوقتي وفترة الخطوبة اتعملت عشان تتعرفوا على بعض بجدية
صمتت شادية وهي تفرك كلتا يديها بتوتر قائلة باعتراف.

- انا، انا خايفة
همت جيهان بالرد الا ان صوت ذكوري أجش قاطعها
- ممكن نقول لمعتصم باشا وهو على عينه يرفض على طول يا عروسة
اتسعت عينا شادية بدهشة قبل أن تركض باتجاه محتضنة إياه قائلة بعدم تصديق
- انت جيت
ابتسم ماهر بدفء، فرغم جميع مشاكل المتعلقة بطليق زوجته، إلا أنه لن يهتم بمشاكل زوجته ناسيا فتياته اللتان يحتاجونه في الأوقات القادمة من حياتهم ليقول
- مقدرش اسيبك في يوم زى ده.

تشبثت شادية بعنق شقيقها وشفتيها ترتسم ابتسامة ناعمة لتقول
- ماهر بجد انا سعيدة انك جيت
انتبه إلى جيهان ليرسل لها قبلة سريعة في الهواء استقبلتها وتردها بقبلة عابثة جعل ماهر يهز رأسه بيأس، لن تتغير المجنونة، أولى كل اهتمامه تجاه شادية وقد استمع عبر الصدفة الى حديث الفتاتين بعد أن أرسله والده للبحث عنهما لتأخرهما ليقول بنبرة متسلية
- بقي الحمار ده بيغير مني.

دافعت عنه باستماتة شديدة وهي ترغب الآن أن تدفن في الرمال، لا تصدق ان شقيقها سمع عبر الصدفة لما فعلته بغباء منها
- مكنش يعرف انك اخويا
هز ماهر رأسه وهو يوافق على رأي والده
- واضح انه طلع أعمى
جذبها ماهر للاتجاه ناحية الصالون وقد ساعدها على حمل كوب من الماء كي تشربه قبل دخولها، ليوجه ماهر بعينيه اتجاه جيهان التي تتلاعب باظافرها
- العروسة التانية مش هتنزل ولا ايه.

ارتشفت شادية بعض قطرات الماء وهي تتمسك بالكوب بقوة، لترد جيهان بلا مبالاة منها
- عروسة ايه، لأ انا مش موافقة على الجواز دي، ايه هو سلق بيض
ابتسم باقتضاب قائلا
- عندك ابوكي روحي كلميه
زفرت جيهان بسخط شديد وهي تتوجه معهما نحو الصالون، ارهفت اذني الفتاتين لصوت والد سرمد قائلا
- لقد جئنا هنا ويسعدنا أن نتلقى القبول لعرض زواج ابني سرمد من ابنتكم شادية.

تبعها ابتسامة والدة سرمد وهي تربت على يد سرمد قائلة بابتسامة رزينة
- متل ماحكا زوجي استاذ معتصم، عنجد نحن النا الشرف انو نطلب ايد بنتكن شادية لابننا سرمد
لم يخفي على معتصم الوجوم، ليرمق بنظرة خاطفة سرمد ثم الى شقيقه الذي يشبه ليقول بنبرة ذات مغزى
- بس الجواز مسئولية ولا ايه؟ يعني مش حاجة تعجبنا نلعب بيها لفترة وبعد ما نزهق نرميها.

لم يعجبه كون زوج المستقبل اجنبي، لا يحب التحدث مع شخص سيضطر لتغير لغته واعوجاج لسانه ليرفع رأسه بدهشة حينما قال سرمد بلهجة شامية متكسرة بعض الشئ
- سيد معتصم بيشرفني اليوم اطلب ايد بنتك شادية وانا بعرف انو الزواج مسؤولية وانا قدها باذن الله واي طلبات منك انا جاااهز
مال معتصم رأسه وهو يرى ابتسامة سرمد الواثقة، يخبره أنه يعلم العربية رغم عدم اتقانه بالتحدث ليهمس بسخرية
- ما طلعت بتتكلم عربي اهو.

انزلق الكوب من يدي شادية ليتهشم الكوب بعد تقابله على الأرضية المصقولة أمام مدخل الصالون وهي تتراجع عدة خطوات بصدمة وقد ارتفع ابصار الجميع اتجاهها لتهمس شادية باستنكار
- بتتكلم عربي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة