قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 6

رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل السادس

-لماذا تعاملنا جدتك هكذا ...هذا ما قالته أروى لريم وهى تقوم بكنس أرضية الغرفة
-نظفى واصمتى ...يجب أن ننتهى بسرعة قبل ان تأتى لكى لا تقتلنا قالتها ريم وهى تقوم بتلميع زجاج الشرفة الكبيرة الموجودة بالغرفة
-ياللهول لقد تعبت ...انا لا أفعل هذا فى منزل والدى ...هل جدتك تعلمنا الأدب يا ريم قالتها نور وهى تتافف وتقوم بتلميع خشب غرفة الجلوس ذات الطراز القديم
-ارجوكن تحملن. ...انها آخر غرفة سنقوم بتنظيفها. ...لهذا تحملن
-فقالت نور ...هل سياتى الوزير ونحن لا نعلم ...لقد قمنا بتنظيف المنزل بأكمله ...وفوق كل هذا ايقظتنا فى السادسة صباحا
وبعد عدة ساعات من التنظيف

القى الثلاثة بجسدهن على أرضية الردهة الموجودة بين الغرف فى الدور الأول من المنزل فقد كن متسخات للغاية ولم يردن ان يتسخ اى مكان فى المنزل بعد عملهن الشاق والمتعب فى تنظيف المنزل غرفة غرفة ...وركن ركن بها ...فمنذ ان أتى كلا من أروى ونور ...وجدن ان الحاجة زينب قد قامت بتجميع جميع السجاد الموجود بالمنزل وقمن بغسله وانتهين فى وقت متأخر للغاية ونمن من التعب بعد حديثهم القصير ليلة أمس ...ولكن رغم كل هذا لم يشفعن هذا للحاجة زينب حيث قامت بايقاظهم فى السادسة صباحا بعد ان نمن عدد قليل للغاية من الساعات ...فقومن بالبدء فى تنظيف الدور الثانى أولا من المنزل...الدور الثانى يتكون من أربعة غرف للنوم وغرفة للصلاة موجود بها مكتبة صغيرة يوجد بها عدد من الكتب الدينية وردهة تحتوى على عدد من الكنبات الصغيرة المصنوعة من الاربيسك ...قمن بتنظيف كل غرفة من كنس ومسح للأرضية والزجاج وخشب غرف النوم وبعد ذلك قمن بفرش الآسرة الموجودة بالغرف بشراشف جديدة وأيضا قمن بوضع سجاد جديد بكل غرفة
-يا الله انها جبارة ...رغم انه موجود بديل ثانى للسجاد وأيضا جديد إلا انها جعلتنا نقوم بغسل القديم البارحة ...قالتها نور وهى تساعد أروى فى فرد السجادة وريم تقوم بوضع الملات على السرير ...
بعد تنظيفهن للدور الثانى توجهن إلى الدور الأول من المنزل الذى يتكون من...غرفة كبيرة باتساع ثلاث غرف تحتوى على صالون كبير من خشب الاربيسك أيضا ودولاب كبير من الزجاج يحتوى على مقتنيات جدة ريم الأثرية كما تسميها فهو يحتوى على عدد من الفضيات الغالية للغاية ذات طابع قديم وبعض من التحف القديمة أيضا نصف هذه الأشياء الموجودة بالدولاب قد ورثتها جدتها من والدتها وجدتها ...وهذا بالذات لم يقومن بتنظيفه بل قامت الحاجة زينب بتنظيفه بنفسها بمساعدة ريم ...ويوجد بالدور الأول غرفة صالون أصغر من الغرفة الأولى وغرفة أخرى كبيرة يوجد بها سفرة كبيرة يتناولوابها الطعام عندما تجتمع الحاجة زينب بجميع اخوتها ...ومطبخ كبير ... وحمام كبير ...وردهة بين الغرف التى يستلقين عليها الآن
-اه ...يا قدماى لم أعد أشعر بها قالتها أروى المستلقية بجسدها على أرضية الردهة وهى تتاوه من الألم المبرح فى عظامها
-اه ...ياراسى لقد تعبت أريد أن أنام ...قالتها ريم المستلقية أيضا وهى ممسكة برأسها الذى يكاد ينفجر من الصداع
-اه...ياظهرى ...أريد أبى ...لينقذنى من تلك المرأة ...قالتها نور التى تشعر بألم فى جميع جسدها ...ثم تابعت وقالت بغضب ...لدى سوال هل العريس وأهله سيقومون بدخول جميع الغرف لينظرن إليها لكى يعلموا إذا كان المنزل نظيف ام لا ...ثم قالت معترضة ...لماذا نقوم بتنظيف المنزل بأكمله لقد تعبت
-فقالت أروى...أقسم لو كن خدم عندها ما كانت ستعاملنا هكذا
فردت عليها نور...هل تعرفين ما هى المشكلة أيضا ...انها جعلتنا نقوم بغسل السجاد رغم انه يوجد بديل حقا هذه المرأة جبارة وقاسية
فقالت ريم ...لا المشكلة ليست فى هذا ...المشكلة اننى قمت بهذا التنظيف بأكمله الأسبوع الفات ...وكأن المنزل قد اتسخ فى سبعة ايام هذا الاتساخ
-هيا تحركن بسرعة ...وتوجهن إلى المطبخ قالتها الحاجة زينب الواقفة فوق رؤوس الثلاثة
-ماذا ...هاتفن بها الثلاثة معترضات
-فقالت الحاجة زينب ...هيا تحركن وقمن بغسل وجوه كن وايديكم. ...لكى تقومن باعداد الطعام ...هيا بسرعة ولا أريد اى اعتراض ثم قالت بصوت عالى غاضب ...هيا بسرعة ...
-فتحركن الثلاثة بسرعة خوفا من غضبها متوجهات إلى المطبخ
فضحكت الحاجة زينب بخفوت وقالت ...حقا فتيات مدلالات
الحاجة زينب كانت الابنة الوحيدة بين اخوتها الخمسة لعائلة الحسينى ...تزوجت من ابن عمها ثم أتى بها إلى القاهرة عاشت معه وأنجبت منه ثلاثة اولاد اثنان يعيشان بالخارج بسبب أعمالهم وكذلك والد ريم الذى لحق بهم بعد ذلك منذ ان انفصل عن زوجته ...الحاجة زينب منذ ان كانت شابة وكانت امراة فى غاية الجمال بعينيها الزرقاء وشعرها الأحمر النارى الغجرى ويزين وجهها بعض من النمش الموجود على الأنف والخدود فقد كانت ريم نسخة مصغرة من جدتها باختلاف ان ريم كانت أطول بقليل منها وانحف وكذلك لم ترث منها ذلك النمش

...وقد ورث كذلك هذا الجمال فيروز والدة سيف
...
فى المطبخ
جلست كلا من ريم ونور على الطاولة ذات الستة كراسى يقمن بتقطيع الخضروات وتجهيز الطعام...فى حين تقف أروى على الموقود تراقب نضج الطعام
فقالت نور لاروى ...هاتفك يرن يا أروى
فقالت ريم ...لماذا هاتفك يرن كثيرا هكذا اليوم
فقالت أروى بارتباك ...ريم انتى تعرفين والدتى تطمان كثيرا على إذا كنت فى مكان ما
فتوجهت أروى حيث هاتفها والتقطته ووضعته على اذنها
-مالك ...ألن تكف انا لا أستطيع أن أفعل اى شئ بسببك وإذا راتتى الحاجة زينب هكذا لن أنتهى معها ...وقد قلت لك بأنه سياتى فى الثامنة وعندما يذهب سأخبرك بكل شئ ...قالت أروى كل هذا فى نفس واحد مما جعلها تتنفس بصعوبة وبعدذلك أغلقت الهاتف قبل ان تستمع لرد مالك وتوجهت إلى المطبخ
فى السابعة تماما كن قد انتهين من إعداد الطعام نهائيا ولم يبقى غير إعداد بعض من المشروبات الباردة ووضع اللمسات الأخيرة على عدد من أطباق الحلويات وقد تتطوعت أروى بإكمال هذا لكن بعد ان أخذت حماماباردا يعيد لها النشاط ...ومن ثم لحقن بها ريم ونور واخذتا أيضا حماما باردا ...
فى السابعة والنصف جاء الحاج سليمان لمقابلة الخاطب وأهله للتعرف عليهم ...جاء العريس ومعه والديه وأخته وزوجها واخاه أيضا ...استقبلهم الحاج سليمان وأخته الحاجة زينب وجلسوا فى غرفة الصالون الكبيرة ...وبعد ذلك استأذنت منهم الحاجة زينب للذهاب لمناداة ريم
فى غرفة ريم
-لماذا أشعر بهدوءك الغير معتاد قالتها أروى وهى تنظر إليها بتفحص
-فقالت ريم باستسلام كاذب ...ماذا أفعل يجب ان اساير الحاجة زينب وإذا لم يعجبنا العريس فسارفض
فدخلت الحاجة زينب تطلب منهن الخروج ...ولكن قبل خروجهم قامت الحاجة زينب بوضع سلسال من الذهب وتدلى منه مشاء الله وخرزة زرقاء
فقالت ريم ...لماذا ارتديها ما الداعى جدتى انا محجبة
فقالت جدتها ...عليكى أن تظهريها من فوق الحجاب لا أعلم لماذا لا أشعر بالراحة من تلك المرأة والدة الفتى ...ثم قالت وهى تضع يديها على صدرها ...لا أعلم لم أرتاح إليها عندما رأيتها ...ثم قالت موجهة كلامها إلى أروى ...أروى اجلسى بجوارى إذا أشرت لكى مرة ...تقومى وتحضرى الطعام على السفرة ...وإذا نظرت لكى فقط ضعى بعض المشروبات الباردة والحلويات
فقالت أروى ...حسنا
ثم وجهت كلامها إلى ريم اياكى ان تتحركى من جوارى ...وإذا لم يعجبنا العريس لا تقلقى سارفضه
فخرجت متبعنها الفتيات الثلاث
فقالت ريم بهمس لنور واروى وهى تتكلم بغضب ...قالت سترفضه إذا لم يعجبها ...على اساس هى من ستتزوج ...لا أعرف ماذا أفعل مع تلك المرأة
فقالت لها أروى بنفس الهمس ...لا داعى لأن تفعلى اى شئ يا ريم ...فيبدو أن جدتك لا يعجبها العريس فضحكت وضحكت معها نور ...فنظرت إليهم بغضب فصمتن. ...دخلت الحاجة زينب أولا وقبل دخول الثلاثة فتيات رن هاتف أروى فطلبت منهن الدخول أولا فوقفت أروى بعيدا عن الغرفة واجابت على الهاتف فاتاها الصوت
-هل أتى ذلك الشئ
-فاجابته أروى ...نعم منذ دقائق
فقال بصوتاغاضب ...كيف هو شكله
-فقالت ...لا أعلم فأنا لم أره بعد
فقال محاولا تهدئة نفسه ...اخبرينى بكل شئ ما ان يذهب
-فقالت ...حسنا يا مالك هل من أوامر أخرى وقبل أن تسمع إجابته وجدته قد انهى المكالمة فانضمت بعد ذلك إليهم فى جلستهم

بعد ساعة رحل العريس هو وعائلته جلست جدة ريم والحاج سليمان والفتيات الثلاثة يتحدثوا عن العريس وعائلته ...ابدت الحاجة زينب عدم ارتياحها لذلك الفتى ولا الى والدته فقد وجدتها امراة عيناها تنبد بها رصاصة فقد ظلت تنظر إلى ريم ولم تقل حتى عندما راتها ماشاء الله بل ظلت تنظر اليها وتمصمص بشفتاهاوقد ازعج هذا الحاجة زينب وقد لاحظت أيضا ان ذلك الفتى ضعيف الشخصية وأن والدته هى من تتحكم فى كل شى وقد استطاعت تبين ذلك من حديثه وتركه لكل الأمور لوالدته وهو لا يبدأ اى رأى ...فنظرت إلى أروى وفعلت أروى كما اتفقت معها وتحركت وجلبت لهم المشروبات وبعض الحلويات التى قاموا بتناولها ورحلوا منتظرين الرد...وقد واقف الحاج سليمان على كل ما قالته أخته فهو قد شعر أيضا بضعف شخصية الفتى ...وريم لا تحتاج إلى شخص ضعيف الشخصية مثله ...كما انه لاحظ عينى أخ العريس التى لم ينزلها من على أروى وهذا ازعجه كثيرا ...فهو فى غنى عن اى عائق يقف أمامه الآن يكفيه سيف ورأسه اليابس ...فوافق على كل ما قالته الحاجة زينب وقال بأنه سيتصل بهم غدا ويعتذر ... بعد حديثهم القصير هذا ...جلسوا جميعهم على طاولة السفرة الكبيرة بعد ان وضعن الفتيات الثلاث الطعام الذى اعددناه من أجل العريس فالحاجة زينب لم يعجبها العريس لذلك هى لم تطلب بوضع الطعام لهم واكتفت بوضع بعض المشروبات والحلويات ...فضحك الجميع لما حدث اليوم

وهم يتناولون الطعام ...وبعد ذلك غادرت نور واروى ...وقام الحاج سليمان بتوصيل كل واحدة الى منزلها
...
دلفت أروى إلى غرفتها ...وقبل ان تقوم بتغير ملابسها سمعت دقات على الباب وماهر يستأذن للدخول ...فقال ماهر وهو يدخل ...هل يمكننى التحدث معكى قليلا
فقالت بابتسامة ...نعم بالطبع
فجلس الاثنان على طرفى السرير وصمت ماهر عدة لحظات ثم قال ...أروى هل انتى موافقة بمحض ارادتك على هذا الزواج ...كل ما يهمنى هو انتى حبيبتى ...لا أريدك أن تندمى ...سيف ليس سى ولكن ...الجميع يعمل بعداوته مع والده ...وأنا خائف عليكى ...ثم صمت منتظر منها الكلام ...فنظرت أروى بارتباك حيث موضع يديها التى تستقر على حجرها فهى لا تريد ان يشعر أحد بمشاعرها تجاه سيف لا تريد ان يعلم أحد بحبها له حتى لو كان هذا الشخص هو اخاها المقرب إليها ...فقالت وهى تنظر إليه ...نعم انا موافقة
فابتسم لها وهو يتحرك مبتعدا عن السرير مبتسما...حسنا ...الحاج سليمان وسيف سياتيان غدا لتحديد كل شى
فقالت بدهشة ...ماذا بهذه السرعة
فرد عليها ماهر ...لماذا الست مستعدة
فقالت بارتباك ...لا ولكن ...لقد قلت ردى البارحة فقط
فقال ماهر ...اظن ان هذا الاجتماع سيساعدك أكثر على اتخاذ قرارك ...وقام بتقبيلها على جبهتها وتركها وذهب ...
ظلت شاردة تفكر فى كلام أخيها ...هل حقا ستندم على موافقتها على هذا الزواج ...ابتعدت عن السرير ضامة جسدها بكلتا يديها خائفة مما سيحدث هل تسعد لأنها أخيرا سيتحقق حلمها ام تحزن لأنها حتى الآن لا تعلم ما هى مشاعر سيف نحوها ...غدا ستعلم نعم غدا ستعلم كل شى ...هل هو مجبرعلى الزواج لكنها تعلم جيدا ان سيف ليس من الأشخاص الذين يجبروا على شئ ...أخذت حماماوارتدت ملابس الصلاة ثم بعد ذلك جلست على سجادتها تستخير ربها ...شعرت بالراحة لكن هناك خوف يتغلغل فى أعماق قلبها فارجعته انه ربما بسبب انها غدا ستراه... وسيراها أول مرة
...
أما عند ريم نامت على سريرها سعيدة بأن جدتها دائما ما تكون معها وأنها رفضت زواجها من هذا الشخص ضعيف الشخصية ...تعلم ان جدتها لن تكف عن البحث عن عريس لها حتى تجد الشخص المناسب لها ...لكنها تشعر بالخوف نعم الخوف من المستقبل
...
أما نور فقد نامت قريرة العين تشعر بسعادة بالغة فالشخص الذى طالما أحبته قال لها أخيرا بعد طول انتظار بأنه يحبها ...وكم ستكون سعيدة عندما يخبرها بانه يريد أن يتزوجها ...لكن متى سيخبرها بذلك ربما غدا ...نعم بالتأكيد سيخبرها غدا لا نها لم تذهب إلى الشركة منذ يومان بالتأكيد هو ينتظرها لكى يخبرها بأمر الزواج ...
...
أما مالك فقد شعر بالراحة فأول عائق للتقرب من ريم قد ذهب ...لذا عليه ان يستعد جيدا لأى شئ ...وأن يفكر كيف يتقرب منها فهى ليست سهلة ...وهو لن يتركها ...
*********** ************ ************ *************** ************** ****** ********** ************

ها هى ولليوم الرابع تستلم نفس باقة الزهور وملحق بها تلك البطاقة بنفس الكلام ...ظلت تفكر من يمكن أن يكون هل يمكن أن يكون سيف ...لكن سيف ليس من هذا النوع من الأشخاص الذين يتوددون بالزهور ...فهو إذا أراد شى ياتى إليها ...كما أيضا ان هذه الكلامات ليست غريبة عليها انها تعرفها جيدا ...لقد سمعتها من شخصا ما لكن ذاكرتها تخونها ولا تستطيع التذكر ...
أمسكت دينا بهاتفها وضغطت على بعض الأرقام
...فاتها الصوت
-مرحبا دينا كيف حالك
فردت بقلق واضح فى صوتها ...مرحبا ماجد انا بخير ...فتابعت بارتباك ...كيف حال سيف لم أره منذ مدة ...هل هو بخير ...هل هو معك بالشركة الآن
فقال ماجد ...سيف فى اليابان ...دينا ما ساقوله هذا لك ساقوله بصفتك أختى وصديقة لى ...انسى سيف ...لأن جده لن يسمح بتقربكما ...كما ان جده قد خطب له وهو سيتزوج قريبا
فقالت بألم ...ماذا ...لا يمكن
فقال ...دينا ..انسى سيف هذا أفضل لك
وأغلق الهاتف وتركها بعد أن قام بتحطيمها إلى مئة قطعة...وهى تقول ببكاءوغضب انساه ...وظلت تحرك يديها بدون هدف ...لماذا الجميع يقول لى انساه كيف انساه وهو كان لى كل شى كيف ...فليخبرنى أحد كيف
...
دخلت من باب الشركة مرتدية بنطال قماش باللون الأزرق وقميص بلون السماء وبالطبع واضعة حول عيناها نظارتها الطبيبة وجامعة شعرها على شكل ذيل حصان ...إذا قمنا بمقارنتها بين شكلها الآن وشكلها يوم الحفل فسنجد اختلاف كبير يوم الحفل كانت كالفراشة الزرقاء ...أما الآن فهى عبارة عن أشباه امراة فبعد أن نامت قريرة العين ليلة أمس استيقظت بعد ساعتان بعد ان تذكرت انها لم تنهى أوراق القضية ويجب عليها انهاءها بسرعة ...فجلست على مكتبها منكبة على الأوراق حتى استطاعت انهاءها قبل ان تذهب إلى الشركة ...ركبت المصعد فرأت عدد من الفتيات يتهامسن عن المدير الجديد للشركة ...فقالت إحداهن ...ياللهول هل رأيته انه وسيم للغاية
فردت عليها الأخرى ...انه يشبه السيد مراد كثيرا ...لكن يبدو انه صارم للغاية ...فهو لا يوافق على اى شى بسرعة
فقالت الثالثة ...يقولون ان هناك اجتماع اليوم ...سيجتمع فيه كافة المحامين ...حقا انا خائفة فهو يبدو فى غاية الشدة والصرامة
ظلت نور تستمع إليهم تلعن حظها على غيابها يومان ...فهى قد تعودت بسرعة على السيد مراد ...أما هذا فهى لا تعلم هل ستستطيع التعامل معه ام لا ...ياالله لما هذا الحظ السى ...خرجت من المصعد وقبل ان تتجه إلى غرفة مكتبها سمعت أحد ما يناديها. ...فالتفت بجسدها فرات مازن ومعه فتاة ما ...
فقالت الفتاة وهى تقترب من نور ...نور كيف حالك ...لم اركى منذ زمن
-فقالت نور بعد ان انتبهت للفتاة ومن تكون فقالت بسرور. ...هايدى ...هل تعملين هنا انتى أيضا
فردت عليها هايدى بغرور. ...نعم بالطبع فأنا اعمل هنا قبل ان تأتى انتى
فقال مازن وهو يشعر بتوتر الأجواء ...حقا هذا شئ جميل ان نجتمع مع بعضنا هكذا ونعمل معا ...حقا انا سعيد من أجل هذا
فقالت نور بعد ان شعرت بتعمد هايدى للتقرب من مازن ومحاولتها لوضع يديها بين يديه فشعرت نور بغيرة تنتشر بين ضلعيها. ...نعم بالطبع ...عن اذنكم يحب ان اذهب ...وقبل ان تذهب قالت ...مازن ارجو أن تأتى إلى المكتب لكى نتناقش فى القضية ...وتركتهم وذهبت
...
...
دخل الى مقر شركته وجميع العيون تلتفت عليه فمنهم بإعجاب وكثيرا منهم بخوف ...فهو منذ اليوم الأول الذى استلم فيه أمور هذه الشركة وهو يديرها بيد من حديد وتوجيه صارم للجميع ...فهو يريد أن ينهى ما طلبه منه والده بسرعة لكى يعود إلى لندن حيث شركته ...ركب المصعد وترجل منه وقبل ان يتوجه حيث مكتبه ...رأى مشهد جعله يصدم ...لقد رأى ذلك الحقير وتلك الأفعى ...لكن من تكون تلك الفتاة الأخرى ...فسمع اسمها من فم تلك الفتاة وصعق ...هل هى ذلك الملاك المخدوع ...
فقال حازم فى نفسه بأعين سوداء ...يبدو إننى ساتسلى كثيرا ببقاءى هنا ...وسأكون أكثر من سعيد عندما أرى ردة فعلك عندما تعلمين أن حبيبك وصديقتك يخدعونك ...وانتى مجرد بلهاء
وتوجه بسرعة إلى مكتبه
اجتمع بكل من فى الشركة وأخبرهم بسياسته التى سيتبعها طوال فترة بقائه هنا ...وأن على الجميع ان يعمل بجهد وتفانى فهو لن يقبل بأقل من هذا ...وبعد ذلك تناقشوا بعضا من القضاياة وعيناه لم يستطع ان يبعدها عنها لا يعلم هل يذهب ويخبرها ام يظل صامت ويبقى مشاهدا فقط
*******************************************************************************

جلست تحتسى القهوة بعد يوم طويل من العمل ...فمنذ ان سافر حازم وهى تعودإلى منزلها متأخرة ...لكن اليوم لم تكن هناك قضاياه كثيرة كالعادة ...فحمدت الله على هذا وقررت الذهاب للمقهى المعتاد لها ...لعلها تحصل على بعض الراحة والسكون ...فكانت تجلس واضعة قدم على الأخرى وهى ترتشف القهوة من الفنجان ...وتراقب بعيناها الخضراء الأطفال الذين يلعبون فى حديقة المقهى الصغيرة ...فكانت عيناها من دون ان تشعر مركزة على طفل ذو ثلاثة أعوام يرتدى شورتا قصيرا وتى شيرت أصفر عيناه بلون السماء وبشرته بيضاء وشعره اشقر طويل ...كان يلعب الكرة مع من بمثل سنه ...فظلت تضحك على حركاته العشوائية فى ركل الكرة التى بمثل حجمه الصغير ...ظلت تراقب باستمتاع حركاته ووجهه الذى يظهر عليه الغضب والامتعاض عندما لا يستطيع ركل الكرة بقدمه التى تتحرك فى الهواء ...كل هذا وهى لم تشعر بتلك العينان الصقرية التى تراقبها بتمتع وابتسامة عريضة ماكرة تزين وجهه ...وماكادت تعتدل فى جلستها حتى تفاجأت بمن يجلس أمامها ويراقبها ...فشهقت بقوة واتسعت حدقتا عيناها ...وهى تراه جالسا أمامها على الكرسى وضاما كلتا يديه على الطاولة ويبتسم لها بمكر وعيناه لم ترفع من عليها
فقال وليد ومازالت الابتسامة على وجهه...كيف حالك
فقالت بعد ان تمالكت نفسها ...انت ما الذى أتى بك إلى هنا ...وكيف عرفت إننى هنا
فقال ...لماذا هل انزعجتى من رؤيتى
فقالت بحدة ...لا لماذا انزعج. ..ولكن ليس من اللائق ان تجلس هكذا من دون استئذان. ..لذلك ارجو منك أن تتحرك وتجلس على اى طاولة أخرى
فقال وليد وهو يبتعد عن الطاولة ويستند بظهره على الكرسى...لماذا ...انا أريد ان أجلس معك
فقالت ...إذا لن تتحرك
فقال...لا لن أفعل
فقالت ايملى بعصبية ...إذا انا من ساغادر وتركته وذهبت ...فاشتعل غضبه أكثر وكاد ان يلحق بها ...إلا انه وجدها قد اختفت من أمامه بسرعة ...فوقف أمام سيارته يضرب بقدميه إطار السيارة وهو يسب ويلعن
...


حضر الحاج سليمان وحده ...فتفاجا الجميع من عدم حضور سيف معه...لكنه أخبرهم بذهابه إلى اليابان من أجل بعض الأعمال ...جلس وتحدث معهم ...وبعد ذلك اقترح ان يكون الزواج بعد أسبوعان فهم ليسوا بحاجة لمعرفة سيف فهو منهم ...وأنه أيضا سيقوم بترتيب كل شى يخوص الزواج على أكمل وجه ...اعترضوا فى البداية لكنه استطاع إقناعهم ...وهم قد وافقوا فكل ماكان يهم الحاج رشاد وزوجته هو سيف وتقربه منهم ...وأخبرهم أيضا الحاج سليمان ان سيف سياتى فى خلال ثلاثة ايام
ذهب إلى منزله وتحدث مع حفيده
فقال الحاج سليمان بدون مقدمات...الزفاف بعد أسبوعان
فقال سيف بصوتا غاضب ...ماذا أسبوعان نحن لم نتفق على ذلك
فقال جده بحدة ...اى اتفاق هذا ...انا من أدير كل شى الآن لقد حصلت على ماتريده ...لذلك أنهى عملك بسرعة وتعالى وأغلق الحاج سليمان الهاتف من دون ان يضيف شيئا
...

فى اليابان /طوكيو
وصل سيف إلى العاصمة طوكيو ...وتابع بعض الأعمال ...وبعد ذلك قرر الذهاب إلى الفندق الذى قضى فيه ليلته السابقة ...غاضبا من حديثه من ذلك العجوز الذى يدير كل شى وفق ما يريده هو ...حقا ذلك العجوز سيجعلنى اجن قالها سيف وهو يمرر يديه بغضب على شعره البنى

أخذ حماما باردا وخرج من الحمام واضعا منشفةعلى رأسه وأخرى حول خصره فظهر عضلاته وجسده الممشوق. ... فسمع صوت دقات على باب الغرفة فتوجه نحو الباب وفتحه ...وتسمر فى مكانه مما راءه...كانت تقف أمامه مرتدية فستان باللون الأصفر الكناري قصيرو عارى يظهر نصف صدرها بدون أكمام ...فظل ينظر إليها بتمعن فى جسدها
فقال بنصف عين عندما وصل إلى عيناها الخضراء المغرية بتسأل ...ماالذى أتى بك إلى هنا. ...وكيف عرفتى اننى هنا
فاقتربت منه واضعة يديها حول رقبته حتى تلامس جسدهما العارى وقالت بهمس فى أذنيه ...قلبى هو من اخبرنى. ...فقربت وجهها من وجهه وقالت ...لقد اشتقت إليك ...فقالت باغراء شديد ...ألم تشتاق إلى ومن ثم اقتربت بشفتاها من شفتاه وقبلته استجاب معها قليلا وظل يداه تتحرك حول ظهرها حتى أدخلها إلى الغرفة وسقطا سويا على السرير ...فابعدها عنه بسرعة قبل ان يتعمق أكثر ويقع هو فى المحظور ...لكنها سحبته إليها مرة اخرى تحاول أن تقرب شفتاه منها
فقال هو بغضب...ابتعدى عنى يا علا
فهتفت هى بدلال ...لماذا ابتعد ...ماذا بك يا سيف هل أصبحت تكرهنى. ...لكنى أحبك وانت تعلم ذلك ...وقربت شفتاها منه مرة اخرى ولكنه ابعدها عنه بقوة حتى كادت أن تسقط لولا انها ماسكت نفسها
فقال وهو يدير بجسده عنها ويقف أمام النافذة الكبيرة ناظرا إلى الشارع الذى أمامه ...ما تفعلينه خطأ ...وأنا لا أحبك ...لذلك انسينى ولاتقتربى منى
فقالت بعينى قطة غاضبة وقد ظهرت مخالبها. ...لماذا أفعل ...وقالت بصوت عالى ...لماذا انساك اخبرنى ...انا لم اطلب منك شيئا لماذا اخبرنى
فقال وهو يستدير إليها ...لأننى ساتزوج

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة