قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 4

رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل الرابع

-سيف! ...هذا ما قالته فريدة بتعجب الجالسة مع والدتها فى حديقة منزل اخاها محمود
-نعم سيف ...هل هناك مشكلة يا فريدة قالتها السيدة فيريال الجالسة أمام ابنتها
-لا ...لا يوجد مشكلة لكن...ثم تابعت بارتباك...لكن سيف ..لم يكن يريد الارتباط بنا يوما ...كما انه مقاطع لوالده ...هل سيوافق
-لا شأن لكى بسيف ...المهم هو انتى وابنتك الآن ...مارايك ثم نظرت إلى ابنتها بانتباه

-تحركت فريدة من مقعدها وهى تقول ...أمى انا لن أجد من هو أفضل لابنتى من سيف ...لكنى خائفة. .فكما تعلمين أروى هى ابنتى الوحيدة لقد حملت بها بعد شقاء من انجابى لماهر...انها عمرى خائفة من أن يكون سيف ...ثم قالت بارتباك ...لن أقول بأنه لا يحبها لكن خائفة من الا يكون يريدها على الأقل فأنا لا أريد لابنتى ان تظلم ...فانتى كما قولتى بأن الحاج سليمان هو من تحدث معك ...
فقاطعتها الحاجة فيريال وقالت...فريدة لا شأن لكى بكل هذا ...المهم الآن ما رأيك ...وأن كنتى خائفة على ابنتك ...لا تقلقى اخاكى لم يكن يوما سيئا مع زوجته ولا أعتقد إلا أن يكون سيف أفضل من والده...فريدة هل سيف يرفض ...

-أمى ... لا لا انا لا اقصد هذا ...لكن ماذا ان رفضت أروى ...لقد رفضت الكثير قبل هذا
-انا سأتحدث معها ...لا تقلقى .. فريدة ما هو قرارك
-سأتحدث مع عادل وبعد ذلك سأخبرك
-حسنا...وأنا سأتحدث مع أروى
-حسنا ...وجلست فريدة على الكرسى أمام والدتها
-صباح الخير ...قالتها بثينة وهى تقترب من جدتها فيريال وعمتها فريدة وتحمل ابنتها بين يديها فاقتربت أكثر من جدتها ومالت عليهاو قبلتها بعد أن أعطت الطفلة لعمتها
-اشتقت اليكى كثيرا ..حبيبتى كيف حالك قالتها بثينة وهى تضم جدتها بأعين باكية ...كم تتمنى أن تبقى بين أحضانها دائما ..والا تترك هذا الأمان بين يديها
-اه ...يا بثينة ...ثلاثة أشهر لم أرك ...ألم تكونى تريدى رويتى قالتها الجدة
-آسفة ...آسفة حقا ...منذ أن أنجبت ميا وهى تمرض لم أكن أستطيع حتى الخروج من الغرفة. ..فكما تعلمين لقد ولدت مريضة قالتها لجدتها وهى مازالت محتضناها ...اه يا بثينة حقا تستحقي جائزة الأوسكار على كذبك هذا ...فمنذ ان تزوجتى بحسام وقد أصبح الكذب رفيقك حتى لا يشعر أحد بما تعانيه ...قالتها بثينة فى نفسها
-لا بأس ...لابأس حبيبتى ...كيف حالك وكيف حال الطفلة ... أعطيني أيها لكى أحملها
-بخير ... وأخذت بثينة الطفلة من عمتها واعطتها لجدتها ...ثم جلست بجوار عمتها
-كيف حالك يا بثينة
-بخير عمتى ...كيف حال أروى ...هل هى هنا
-لا ليست هنا ...انها عند صديقتها نور ...ذهبت إليها ليلة أمس وستاتى الآن ...كيف حالك مع حسام ...هل هو جيد معك
-فقالت بثينة بارتباك...نعم...نعم جيد
واندمجت الاثنتان بالحديث والجدة جلست تحمل الطفلة تهدهدها. ...
-صباح الخير على الجميع ...ما هذا بثينة سليم السيوفى هنا ...لا لا هذا غير معقول هذا ما قالته أروى بعد ان اقتربت من بثينة وقبلت كلا منهما الأخرى
-أين كنتى أيتها الشقية قالتها الجدة بحدة لاروى
-لقد كنت عند صديقتى
-حسنا...عندما ترحل والدتك لا ترحلى معها ...واجلسى هنا لانى أريدك ...فنظرت فريدة إلى والدتها وكأنها تخبرها انه ليس الآن
-فقالت ...حسنا كما تامرين جدتى ...ثم نظرت إلى بثينة وقالت ...ما رأيك ان تتركى ميا معهم ...وتذهبى معى للداخل
-حسنا ...هيا بنا قالتها أروى
ودلفتا الاثنتان إلى الداخل

 

دلفتا الاثنتان إلى أحد الغرف الموجودة بالمنزل وجلستا ...فنظرت أروى إلى بثينة باشفاق فرغم انها تخفى آثار الضرب بمستحضرات التجميل على وجهها إلا انها لاحظتها ...فهى تعلم جيدا بما تعانيه ابنة خالها ...تعلم بضرب حسام لها دائما...ومتأكدة بأنه هو السبب فى عدم حضورها إلى هنا منذ ثلاثة اشهر ...بثينة تعانى من هذا الزواج ...هى الوحيدة التى تعلم بما تعانيه صديقتها وابنة خالها ...حسام شخص انانى لم يحب يوما غير نفسه ...كانت تعلم جيدا بشخصيته منذ اليوم الاول الذى دخل فيه الى هذا المنزل فى فترة خطوبتهم ...كم هى نادمة الان لعدم اخبار بثينة بهذا الحسام ...لكنها لم تكن بهذا القرب منها الان ...لو كانت أخبرتها لما ارتبطت به ...ولما اتت تلك الطفلة التى تربط بينهما
-بثينة ...هتفت بها اروى واقتربت منها ووضعت يديها على الكدمات التى توجد على وجهها وقالت ...هل هو سبب ذلك
-فاجهشت بثينة فى البكاء وكأنها تنتظر ان تجد أحد لتبكى أمامه وقالت...لقد تعبت يااروى لم أعد اتحمل البقاء معه ...ثم تابعت بشهقات أعلى ...انه يعاملنى معاملة سيئة ويقوم بضربى لأنه يعلم إننى لن أتكلم من أجل ميا ...ماذا أفعل يااروى ...انا من أجل ابنتى فقط اتحمل...لو أستطيع أخذها ...ساسافر بها إلى مكان بعيد او اذهب لكى أبحث عن والدتى ...
-ماذا والدتك ...وهل تعرفين حتى شكلها او حتى مكانها قالتها أروى وهى تضم بثينة إليها
-سأبحث عنها سآخذ ابنتى وأذهب هى من بقيت لدى ...ماذا افعل ؟من أخبر لكى يساعدنى ؟
-اخبرى والدك وهو سيساعدك
-والدى قالتها بثينة بتهكم...والدى لم يتزوج غير فيروز ولم ينجب غير سيف ...وأنا مجرد خطا ...انا ابنة لامرأة عاه. ...
فوضعت أروى يداها على فمها تمنعها عن إكمال كلمتها -اياكى ان تنطقيها يا بثينة ...اياكى ...
-ماذا أفعل ...حسام لا يكف عن نعت والدتى بالعاهرة ويقول بأننى مثلها وابنتى مثلى ...ثم بدأت فى البكاء مرة أخرى وقالت ...هل انا سيئة يا أروى ...هل انا سيئة ...ثم تعالت بكاءها الذى يزداد مع تشنجها وقالت ...انا مثل والدتى هل انا سيئة ...لقد أحببته واعتقدت بأنه سيكون لى الأمان والسكن ..اعتقدت بأنه سيعوضنى عن ما فقدته من حنان والدتى وبعد والدى عنى ...لكن وجدته يعاملنى معاملة سيئة ويقوم بضربى واذلالى...وياليت كان هذا فقط بل علمت أيضا بأنه على علاقات مع نساء كثر ...لماذا إذا تزوجنى طالما هو لايحبنى...ثم قالت بألم ...اه يا الله
فنظرت أروى إلى وجه بثينة ووضعت يديها بين وجهها وادارته أمامها وقالت
-انتى أفضل امراة فى هذا العالم ...انتى ام حنون وشخص لم أجد مثله فى هذا العالم ..أقسم لك ...حاولى يا بثينة ربما تكونين سببا فى تغير حسام ...لن أقول لكى تحملى او أرضى بما يفعله بك ...لكن فالنحاول أولا تغيره وأن لم نستطتع...سأفعل المستحيل لكى ابعده عنكى واجعلكما تنفصلان
فتحركت بثينة وهى تمسح بيديها أثار الدموع على وجنتيها الممتلئة...وقالت ...سأحاول ...انا آسفة يا أروى لأنى اشغلك بامورى...لكنك الوحيدة التى أعرفها وأستطيع التحدث معها ...فضربتها اروى على ذراعها وقالت
-ايتها الحمقاء ...هل هناك أخت تشكر أختها وقامت بدغدغت بثينة وبدأت الاثنتان بالضحك ...كانت تحاول اروى ان تخرج بثينة ولو قليلا من حزنها والامها
-كان السبب فى قرب اروى من بثينة هو اخاها ماهر ...بعد مجيئه من لندن وزواج بثينة من حسام بفترة ليست بطويلة... شعرت بتغير بثينة المفاجئ فهى لم تعد تلك الفتاة المرحة الثرثارة ...فبعد زواجها مباشرة لاحظت انها أصبحت قليلة الكلام والتعامل مع من حولها...ولكنها لم تهتم بالأمر لأنها لم تكن صديقة مقربة لبثينة او لم تأتى فرصة لتقرب الاثنتان فكانت بثينة دائمة البقاء مع جدتها فيريال والتى من قامت بتربيتها منذ ان اتتى من الخارج مع والدها لذلك لم تهتم بالتغير الذى طرأ عليها ...ولكن الغريب أيضا ان اخاها ماهر قد شعر بهذا التغير مثلها ...فاقترح عليها ماهر ان تحاول أن تكون قريبة من بثينة فهى وحيدة ...وطلب منها ان تحاول التحدث معها ومعرفة ماذا بها ...فاقتربت فعلا منها ببط حتى اصبحتا صديقتان وربما أكثر من الأخوة ...
-وقالت فى نفسها بتنهيدة عشق بعد خروج بثينة من الغرفة ...يكفى انكى أخت الغالى ...واسير قلبى ...يكفى انكى أخت سيف يا بثينة ...

 


كان يجلس على كرسى الصالون الموجود فى غرفة الجلوس الكبيرة التى يوجد بها صالون كبير مكون من عدد من الكراسى واريكة كبيرة وواحدة أخرى مثلها لكن أصغر
كان يحمل الطفلة على قدميه يتأمل ملامحها الملاءكية التى تشبه والدتها كثيرا بعيناها البنية وبشرتها البيضاء ووجنتاها الممتلاءتين مثل والدتها يبتسم لها بحب وعشق ...ودقات قلبه تعلو خفقاتها وهو يفكر انه كان سيكون والد تلك الطفلة ...لولا سفره من أجل الدراسة ...
لم يكن يشعر بعشقه لها إلا عندما سافر وجد نفسه يفكر بها من دون أن يشعر ...لقد كان يفكر باليوم الذى سيفرد بها خصلات شعرها على وسادته هو دون غيره ...لقد كان يحلم باليوم الذى ستكون فيه بين يديه وحينها سيخبرها بعشقه لها ...لكن عندما عاد وجدها لشخص غيره حينها شعر بأنه قد قتل بسكين باردة وفقد كل حواس الشعور لديه لم يستطع أن يفكر بامرأة غيرها ...ها هى الآن ملك لشخص غيره وياليت هذا الشخص يستحقها ...فهو يعلم جيدا انه شخص قذر وله علاقات كثيرة مع النساء ...كم تمنى ان يذهب اليه ويزهق روحه بين يديه ...لكن ما يمنعه انه يعلم انها تحبه ...تبا مجرد التفكير بهذا يقتله ..تبا تحب غيره وتنام على سرير شخص اخر غيره ...تبا حقا كم هذا الشعور قاتل ...اموت مائة مرة وأنا أفكر بأنها بين يديه ويمتلكها...
نزلت درجات السلم الداخلية وجدته يحمل صغيرتها بين يديه ويبتسم لها ويهدهدها ويلعب معها أيضا ...كم هو شخص رائع...وكانت ستكون أكثر من سعيدة لو كان لها أخ مثله ...كانت ستلجا إليه دون تفكير ليساعدها...حقا كم اروى محظوظة بشخص مثله قالت بثينة فى نفسها ذلك فاقتربت منهم
-مرحبا ...هل اتعبتك ميا ...حقا آسفة ما كان يجب أن أتركها وأجلس مع اروى قالتها بثينة بابتسامة صغيرة
نظر إليها يتأمل ملامحها كم يعشق تلك المرأة ...شعر بقلبه يكاد يخرج من مكانه من مجرد النظر إليها... ماذا إذا سيحدث لو كانت بين يديه ...قال فى نفسه ذلك فهز رأسه بسرعة يحاول نفض تلك الأفكار التى تدور برأسه فقال بسرعة يحاول أن يبدو هادئا بسبب مشاعره المضطربة
-لا..ابدا ..انها رائعة مثل وكاد ان يقول مثل والدتها ولكنه بتر عبارته بسرعة وأكمل ...انا احب الأطفال ...وميا كانت هادئة للغاية وأعتقد بأننا سنصبح أصدقاء ...قالها مبتسما
-فأخذت الطفلة من بين يديه فتلامست اصابعهما وشعر ببشرتها الناعمة الذى جعلته اكثر ارتباكافى الوقت الذى لم تشعر هى بذلك التلامس. ...فحملتها وقالت
-شكرا لك يا ماهر ...أنت حقا مثل أخى ...وأنت حقا شخص حنون ...شكرا لك
تبا أخى ...تقول أخى ...هل حبه لها تحول لعلاقة أخوة ما ان أصبحت زوجة لشخص آخر ...تبا يكاد يسقط مقتولا الآن ...وسيكون بسببها هى
فقال بنبرة حاول أن تكون باردة تخلو من المشاعر
-نعم بالطبع ...انتى مثل اروى ..وإذا احتجتى لأى شئ انا موجود ...
-شكرا لك ...سآخذ ميا واذهب. ...وامسكت بيد ابنتها وقالت وهى تنظر اليها
-قولى لعمو ...إلى اللقاء
فأشار هو الآخر بيديه لوداعها ورحلت هى وابنتها...بعد أن ايقظت مشاعره التى حاول أن يخفيها منذ زمن
نظرت اروى لاخيها باشفاق على حال هذان الاثنان ...اخاها وصديقتها ...تعلم ان اخاها لا يقل عنها عذابا فهى تعلم بحبه لبثينة ...كما هى تحب سيف ...يبدو انه كتب عليها وعلى أخيها ...حب وعشق أبناء سليم السيوفى ...

دخل إلى المشفى بخطى بطيئة وابتسامة صغيرة تزين وجهه ...وجميع الأنظار إليه فهكذا هو فمجرد دخوله إلى مكان ما تلتفت وتتوجه جميع الأنظار إليه ..لقد كانت له جاذبية مفرطة...لا يستطيع أحد مقاومتها وخاصة الجنس الناعم (الأنثى )فهكذا هى تحب الرجل..الرجل الجذاب...الذى يستطيع أن يلفت النظر إليه بسهولة ... فأول شئ يجذب المرأة إلى الرجل هو جاذبيته وبعد ذلك نستطيع أن نقول شخصيته وكيانه الخاص ... أخذت ممرضات المشفى وكذلك الطبيبات يتكلمن بهمس عن عيونه الخضراء وبشرته البرونزية وطوله الفاره ...-انظرى انظرى الى ذلك الرجل الرائع قالتها احدى الممرضات لزميلتها
-ياالله كم هو وسيم قالتها الممرضة الأخرى بهيام بعد أن نظرت إليه ...ظل يستمع لهماستهن ونظراتهن إليه وهو يبتسم ابتسامة صغيرة ...وهويظهر عدم اهتمام بهن ...فكل ما يهمه هى فقط دون غيرها حوريته الفاتنة ...لقد أسرته بعيناها منذ ان راءها تلك العينان التى جعلته تاءها بهم ...لم يرى ولن يرى امراة بمثل جمالها ...ولا حتى بلسانها فظهرت شبه ابتسامة على وجهه وهو يتذكر انه قد نال من ذلك اللسان السليط. ... هل أخطأ بمجياه فهو يعلم جيدا ان ماهر ليس فى المشفى بل هو عنده بالمنزل ...باى حجة سيتحدث معها الآن ...ظل يبحث عنها بعيناه إلى ان وجدها تقف شاردة وتنظر إلى الأوراق التى بين يديها بعينيها الزرقاء ...وقف يتاملها باعين قد وقعت بالعشق...يعلم أن الوصل او الاقتراب منها صعب حتى انه اصعب من ركوبه للامواج الهاءجة ...لكن من أجلها سيواجه كل صعب ...اقترب منها أكثر وعلى وجهه ابتسامة صغيرة جعلته أكثر وسامة وقال...مرحبا ...كيف حالك
-رفعت عيناها إليه فى الوقت الذى قامت فيه أيضا برفع أحد حاجبيها باستفهام...وتنظر إليه بتعجب وهى تقول لنفسها من هذا الذى يتحدث معها
- فشعر مالك بها وقال ...إلا تتذكرينى ...انا مالك قريب ماهر
نظرت لملامحه أكثر وهى تتذكر ذلك الوجه وتلك العينان الخضراء التى كانت تلتهمها واليدين القويتين التى حاصرتها بتملك فى الوقت الذى كادت فيه ان تقع ...فظهر التجهم على وجهها وهى تتذكر لمسه لها ...وقالت...نعم أتذكر ...هل تريد شئ
-نعم فصمت قليلا وقال ...هل ماهر موجود ...فقال لنفسه هل هذه طريقة لبدء الكلام معها ...هل أصبحت بليدا فى التحدث مع النساء ...وأيضا كاذب فأنت تعلم ان ماهر ليس هنا ...يبدو أن تلك الفتاة ستجعلك تفعل أشياء لم تفعلها من قبل
-فردت عليه ...لا ماهر ليس موجود وتركته وذهبت بكل برود
لو قام أحد بإلقاء دلو من المياه المثلجة عليه ..كان سيكون أفضل من تركها له هكذا وكل من بالمشفى ينظر إليه ...تبا لتلك الفتاة ...أقسم أن اجعلك تندمين ...وأقسم أيضا ان أكسر أنفك هذا ...ويومها لن أكون مالك محمود السيوفى ان لم تكونى بين يدى هاتين فى أقرب وقت ممكن ...وخرج من المشفى بخطى سريعة مخالفةتماما لخطواته عند دخوله ...وهو يقسم بانها لن تكون لغيره ...

 

ذهبت إلى العمل بتكاسل وحزن مرسوم على وجهها ...فهو لم ياتى إليها منذ أكثر من أسبوع لا تعلم عنه شئ منذ ان تركها فى تلك الليلة الوحيدة التى قضاها عندها ...تريد أن تتصل لتطمان عليه ولكنها خائفة...هل أصبحت عاشقة مجنونة به وهل هو يحبها ام انها مجرد صديقة له ...هل حقا كلا منهما كان يحتاج إلى احد ما بقربه لهذا أصبحا قريبين من بعضهما ...هل ما بينهما حقا مجرد احتياج كما قال لها جده فى ذلك اليوم الذى أتى إليها به ...
فلاش باك ...قبل أكثر من ثلاثة أشهر
فتحت الباب بعد أن سمعت دقات عليه ...تفاجأت عندما رأته أمامها ...انه سليمان الحسينى بذاته أمامها ...ظلت تفكر عن سبب مجياه إليها ...فقطع أفكارها وقال لها ...غيرى ملابسك ...سأنتظرك فى مقهى (...)لا تتاخرى وتركها وذهب
ففعلت مثلما أمر ...ودخلت إلى المقهى باقدام متثاقلة خائفة مما سيقوله لها ...رأته جالس على أحد الطاولات وخلفه أربع من الحراس الشخصيين...وعندما راءها أشار لرجاله بالابتعاد ...فجلست على كرسى الطاولة بأعين ترتجف خوفا لقد كان هذا الرجل ذو هيبة فظيعة ...
فبدء هو الكلام بكل ثقة وقال
-دينا هل تحبين سيف...!
تفاجأت من كلامه يسألها عن حبها لحفيده هكذا ...حتى انها لم تستطع النطق شعرت بأن لسانها قد عجز عن الكلام ...
فتابع هو وقال ...لماذا اصبحتى صامتة ... ساجيب انا بدلا عنك ...لا انتى ولا سيف تحبان بعضكما
-ماذا يقول بأنها لا تحبه ...كيف يقول هذا ...فتابع وكأنه قراء أفكارها وقال ...نعم يا ابنتى كلا منكما لا يحب الآخر ...وأقسم لكى لو كنت شعرت بأنه يحبك او حتى يريدك ...ما كنت ساقف بينكما ابدا ...لكن ما بينكما حقا هو مجرد احتياج ...هو لأنه وجد بك الصديقة التى تقف بجواره ...وهو كذلك بالنسبة لكى الصديق الذى وقف بجوارك فى الوقت الذى لم تجدى فيه أحد ...لن أقول لكى انسيه. ..لأننى أعلم جيدا انكى ستنسيه ...لكن ابتعدى عنه ...لكى لا تتاذى. ...ابتعدى عنه وحاولي ان تجدى الشخص الذى يستحقك. ...واتمنى حقا لكى حياة سعيدة يا دينا
وتركها وذهب بهدوء يتبعه رجاله الأقوياء
-ماذا ...يقول حياة سعيدة بدون سيف وبعيدة عنه ...أن فعلت ستموت نعم ستموت ...كيف يقول هذا وهو لا يعلم شئ ...تعلم جيدا ان سيف لا يحبها ..لكنها ستحاول حتى تحصل على حبه ...تبا كم هذا قاسى
باك...
رجعت للحاضر بعد ان استرجعت ما قاله لها جده ...اى حياة هذه التى تكون بعيدة عنه ...
اخرجتها من أفكارها دخول فتاة فى منتصف العمر تعمل عندها بمحل الملابس إلى مكتبها ...ف دينا تملك محل يعرض به الملابس التى تقوم بتصميمها وصناعتها...فدخلت الفتاة وهى تحمل باقة من الورود البيضاء ...وضعتها الفتاة على الطاولة الصغيرة الموجودة فى منتصف المكتب ...وقالت الفتاة ...هذه الباقة قد وصلت صباحا لكى انستى. ...وتركتها وذهبت ...فابتعدت دينا عن مكتبها واقتربت من الباقة ...كم تعشق هذه الورود ...بحثت بيديها عن اى شئ يدل عن من أرسلها فوجدت ...بطاقة صغيرة ...والتى محتواها
(صباح الورد ...على أجمل وردة بيضاء رايتها فى حياتى ...)كانت هذه هى الكلامات التى تزين البطاقة ولايوجد توقيع يدل على صاحبها ...فظلت تفكر من يمكن أن يكون صاحب هذه الباقة

 

دخلت إلى ذلك المنزل الكبير الذى قد ملءه جو من الاحتفال ...وهى تتباطا ذراع والدها ...بعد صراع بينهما من أجل حضورها ذلك الحفل ورفضها الشديد لكى لاتذهب...فهى لم تحب يوما هذه الاحتفالات رغم طبيعتها الاجتماعية ...فوافقت بعد إصراره على انها يجب أن تذهب معه ...كانت ترتدى فستان كحلى بحملات عريضة قماشه من فوق من الدانتيل حتى الخصر ...ومن الخصر إلى أسفل من الشيفون الواسع ... وزينت عيناها الرمادية كحل بالون الأزرق ووضعت بعض من ملمع للشفاه فقط فقد كانت شفتاها بلون الكرز ...وأطلقت خصلات شعرها الذهبية حرة على كتفيها ...وكانت هناك قلادة صغيرة تزين عنقها المرمرى على شكل قلب صغير كان والدها قد وضعها حول عنقها منذ اليوم الأول الذى ولدت فيه ...توجه والدها مباشرة إلى صديقه لكى يلقى عليه التحية ويبارك له وصول ابنه الوحيد وعودته إلى بيته سالما ...تعانق الصديقان بحب ...حتى أن نور شعرت بصداقتهم المتينة التى تربط والدها ياسين المنشاوى وصديقه مراد السيوفى الذى تعمل فى شركته ...فرحب بها مراد بسرور بالغ واستاذن والدها لكى يأخذها من أجل أن يقوم بتعريفها لشخصا ما ...فوقف بها مراد أمام امراة فى غاية الجمال فعرفت انها زوجته فقد لمحت صورتها على مكتبه ذات مرة ... عيناها سوداوان ولكن رغم ذلك لها بريق لامع يخطف الأبصار ...وبشرة بيضاء مخالفة تماما للون بشرة السيد مراد السمراء ... جسدها متناسق لا يظهر عليها الكبر مثل زوجها ...
فقال السيد مراد بابتسامة لزوجته ...نورا ...أعرفك وأشار إلى نور...نور ابنة ياسين المنشاوى
فلمعت عينا المرأة بحب غامر وقالت ... يا الله كم هى جميلة ...هل ياسين قد أنجب فتاة بهذا الجمال ...حقا لديه حق فى ان يبعدها عن أعين الناس ...فاقتربت نورا منها أكثر وهى تضع يداها على وجه نور...انا حقا سعيدة إننى قد رأيتك ...انتى حقا تشبهيها
-فقالت نور...شكرا لكى سيدتى على هذا الإطراء
-فنهرتها نورا بشدة وقالت ...سانزعج ان قولتى سيدتى مرة أخرى ...قولى نورا فقط ..عزيزتى ...
ياللهول رغم أنها أول مرة ترى هذه المرأة إلا انها شعرت بحنانها الرائع وطيبتها. ...وشعرت نور بشعور غريب تجاه تلك المرأة الحنون ...
قضت نور حقا وقت ممتع مع تلك السيدة نورا ومع صديقاتها لقد كانت امراة مرحة مختلفة عن زوجها فى كل شى ...فشعرت نور بقليل من الإرهاق كانت تريد أن تطلب من والدها ان يذهبا. ...ولكنها رأته مندمج مع أصدقاءه القدامة الذى كان دائما يتحدث عنهم ...وقد تعرفت نور عليهم جميعا فقد حضر السيد سليم السيوفى والذى عرفت انه والد سيف ولاحظت اتكاءه على تلك العصا ... وعلى اخاه السيد محمود السيوفى وهو والد مالك رغم أنها لم ترى مالك غير قليل من المرات إلا انها لاحظت انه يشبه والده كثيرا ...وأيضا تعرفت على السيد عادل والد ماهر واروى ...لقد كانت صداقة هؤلاء الخمسة رائعة ...رغم أن والدها قد تحدث عن صداقتهم كثيرا ...إلا انها رأتها أمامها الآن وهم مجتمعون مع بعضهم يتضاحكون ويتبادلون أطراف الحديث ...
شعرت نور بالإرهاق والتعب ...وألم شديد فى قدميها فقد كانت ترتدى حذاء من الكعب العالى رغم أنها لا تحتاجه فطولها مناسب وأيضا لا تحبه ...لكن كما يقولون الموضة فالكعب العالى من علامات الاناقة عند المرأة ...حتى وإن كانت فارعة الطول ...فرأت الحديقة الموجودة فى المنزل وتوجهت إليها لعلها تريح قدميها ...فخلعت حذاءها ولمست قدماها العشب البارد فشعرت براحة غامرة ...

 

ارتدا بذلته وكما العادة سوداء ...رسمية أنيقة كأنها صنعت له ...على الرغم من انه لم يحب الحفلات وقليلا جدا ما كان يحضر أحد الحفلات التى كانت تقام بمناسبة ما فى لندن ...إلا انه كان مجبر على هذه الحفلة ...فوالده سعيد بعودته ...لذلك أصر على إقامة حفلة كبيرة لكى يجمع بها جميع أصدقاءه ومعارفه وحتى موظفى الشركة ...فتحامل على نفسه وارتدا ملابسه ...ونزل درجات السلم الداخلية للمنزل مرحبا به الجميع ...اندمج مع كل من فى الحفل بسرعة ...وراء أصدقاء والده المقربين منه للغاية الذين رحبوا به كثيرا ...وأخذ يتبادل أطراف الحديث مع الجميع بكلمات قليلة فهو بطبيعته شخص قليل الكلام للغاية ...فكما يقولون خير الكلام ما قل ودل ...وهو من هولاء الأشخاص ...توجه إلى الحديقة بعد أن سمع رنين هاتفه ...وقد كان المتصل صديقه وليد من لندن
-حازم ..كيف حالك ...متى ستاتى قالها وليد
-فرد عليه حازم بحدة ...لقد أتيت ليلة أمس ولم ابدء بعد العمل فى الشركة وأنت تقولى لى متى ستاتى ...حقا انت ...
فضحك وليد ضحكة عالية وقال...حسنا ...حسنا لن اسأل...ولكن كيف حالك من أمس لليوم
فضحك حازم هو الآخر ضحكة خفيفة وقال ...بخير ...وليد هل أنت متفرغ الآن
فرد وليد عليه وقال ...لماذا
فقال حازم ...لأننى أرى أنك شخص فارغ...لذلك أبحث عن غيرى لكى تتسلى معه اليوم وأغلق حازم الهاتف بعد ان قال كلماته...وأخرج تنهيدة ورفع نظره ...فرى مشهدا جعله يقف بتبلم...لقد كانت أمامه لوحة حية من الجمال ...رغم انه لم يرى غير ظهر تلك المرأة فقط ...
فردت نور زراعيها فى الهواء تستقبل نسماتهاالخفيفة بأعين مغمضة وثغر مبتسم ...بفستانها الكحلى الواسع الذى يتطاير حولها مع حركات الهواء التى كانت تشتد ..وهى تداعب خصلات شعرها التى تتخللها الكثير من الخصلات الذهبية ...فراءها وهى تدور حول نفسها وهى مغمضة العين وابتسامة جميلة تزين وجهها ...رغم انه لم يستطع اكتشاف ملامح وجهها بالكامل ...لقد كانت بشكلها هذا اجمل لوحة راءها ...لامراة فى حياته ...وخلفها القمر ... شعر حازم بدقات قلبه الغير منتظمة ما أن راءها ...ياللهول هل يوجد امراة بهذا الجمال... اندمج معها وهى تدور لدرجة انه لم يشعر بالشخص الذى يقترب منها
-نور...قالها مازن ماان راءها
فوقفت نور بابتسامة رائعة ما ان رأت أسر قلبها مازن. ...يكاد قلبها يترك مكانه بسبب دورانها وايضا بسبب رويتها له
-فقالت بابتسامة ...متى أتيت انا لم أرك
-فقال ...الآن ...ماان رأيتك حتى أتيت اليكى. ...ما هذا الذى كنتى تفعلينه
-فردت بابتسامة...لا تعلم كم أكون سعيدة وأنا أفعل هذا أشعر كاننى المس السماء
-فاقترب منها وقال بابتسامة مماثلة ...حقا كم انتى مجنونة ...واقترب منها ووضع يديه حول خصرها وقال ...أحبك أيتها المجنونة ...
كل هذا وحازم يشاهد ما يحدث ...سعد لأنه عرف اسمها نور كم هو اسم جميل ...لكن عندما رأى ذلك ال مازن يضع يداه على خصرها حتى تغيرت تعابير وجهه الى العبوس والسواد ...كم تمنى لو يذهب ويقطعه اربا باسنانه...كيف يضع هذا الوغد يده عليها ...ما هذا يا حازم...ماذا بك ...لماذا يهمك الأمر أنت لم ترها غير الآن ...لقد رأيت الكثير من النساء ولم تستطع واحدة منهن ان تحرك حتى شعرة من رأسك ...لماذا تفكر فى تلك الفتاة ولماذا أنت غاضب هكذا ...ربما يكون هذا الرجل زوجها او حتى خطيبها او حبيبها ...ماشانك انت ولماذا انزعجت من قربه منها هكذا ...لا لا انها ليست كاى امراة رايتها سابقا انها مختلفة...نعم يوجد بها شئ مختلف و ..وغريب أيضا ...ما هذا لماذا قلبى يدق بهذه الطريقة ...لا ...لا يمكن أن يكون ...

 

دلفت إلى غرفتها بسرعة وارتمت بجسدها بأكمله على السرير ...لا تكاد تصدق ما قالته جدتها لها ...هل حلمها سيصبح حقيقة ...هل اخيرا ستكون معه وبين يديه ...هل حقا ستكون زوجته ...لا تعلم ما هو شعورها حقا هل هى سعيدة ام خائفة ...لا تعلم ...ولكن كل ماكان يدور فى رأسها فى ذلك الوقت هو كلامات جدتها وهى تخبرها ان سيف يريدها وسيتقدم لخطبتها ...لم تستطع النطق لم تستطع ان تقول اى شى ...ماذا تقول وقلبها لا تشعر به بسبب دقاته ...فاعطتها جدتها عدة ايام لتفكر فى الأمر وبعد ذلك تستطيع أن تقول رأيها ...فصمتت ووافقت على ما قالته جدتها ...رغم انها كانت تتمنى أن تقول انها موافقة ...لكنها لم تكن تريد أن يعلم أحد بشعورها حتى تتأكد من شعورسيف اولا ...فلا تنكر انها شعرت بالكثير من الدهشة ...كيف يتقدم إليها وهو لم يرها يوما ولم يلمحها حتى ...هل ...هل يمكن ان يكون قد راءها ذلك اليوم ...لا ...لا يمكن هو لم يكن فى وعيه لكى يتأكد من ملامحها ...حتى وإن راءها فى ذلك اليوم ...كيف سيعرف من تكون ...يا الله حتى وهو سيكون بقربى اتعذب...ماذا ستفعلى يااروى حتى وهو سيصبح قريب منكى تصبحين تائهة. ...هل أرفض وحينها سينتهي كل شى ويضيع أملك فى ان تكونى قريبة منه ...ام تقبلى وانتى لا تعلمين إذا كان يحبك ام لا ...ياالله ماذا أفعل ؟

 

فى لندن
وقف أمام الشركة الكبيرة التى يمتلكها صديقه ...ينظر إلى ساعته وجدها الثانية عشر بعد منتصف الليل ...ياللهول لماذا تأخرت هكذا ...يعلم انها أصبحت هى من تدير هذه الشركة منذ ان سافر صديقه (حازم) ولكنه يعلم أيضا انها جديرة بهذه المهمة رغم صعوبتها ...ظهرت ابتسامة ماكرة على وجهه وهو يتذكر بحثه عنها منذ فترة ومعرفته عنها كل شى ...الاسم .ايملى يوسف بهاء الدين ...من أب مصرى وأم لبنانية ...تزوج والدها من والدتها هنا فى لندن بعد أن تعرف عليها واحبها وهى أتت بعد عشرة أعوام لم يستطيعوا بها الانجاب ...إذا فهى وحيدة والديها ...والدها جراح كبير اما والدتها فهى دكتورة فى جامعة لندن ...ايملى كما يقولون فتاة بمئة رجل ...يعلم انها قد قامت بصده كثيرا ومنعته من الاقتراب منها ...لكنه رغم كل هذا لن يتوقف من التقرب منها ...لا توجد فتاة تقف فى وجه وليد ...و تقول له لا ...ستنضم إلى غيرها من الفتيات بلا شك وحينها ستترجاه لكى تكون بين احضانه ...فلا توجد امراة تقف فى وجهه ... راءها تخرج من باب الشركة وعلى وجهها التعب والإرهاق ...فتوجهت حيث سيارته بسرعة ...فلاحظ العبوس والتافف الذى ظهر على وجهها ما ان صعدت السيارة وترجلت منها بسرعة ...فعلم أن أول خططه قد نجحت مع انها خطة قديمة الطراز من أجل إيقاع فتاة ...فاقترب من سيارتها بخطوات مدروسة وعلى وجهه الابتسامة الماكرة التى لا تفارقه ...
وقال لها...مرحبا ..انسة ايملى ...هل هناك مشكلة
قالت بتافف. ...تبا ...هل هذا وقتك الآن ...
فردد مرة أخرى ...انسة هل هناك مشكلة
فقالت بغضب وصوت عالى ...نعم هناك مصيبة ..السيارة لا تعمل يبدو أن بها مشكلة
فقال...هل يمكننى رؤيتها
فافسحت له الطريق واقترب من السيارة وأخذ يبحث عن سبب العطل ...على اساس انه لا يعلم ...رغم انه هو السبب فى هذه المشكلة ...فخرج من السيارة وقال باسف خادع. ...آسف ...يبدو انها تحتاج للذهاب بها إلى ورشة تصليح ...يمكنك أن تعطينى مفتاح السيارة فأنا لدى ورشة كبيرة لتصليح السيارات
فقالت بحزن ...المشكلة ليست فى السيارة الآن ..المشكلة إننى أريد أن اذهب إلى المنزل فقد تأخر الوقت كثيرا
فقال بحججه المقنعة ...يمكننى أن اوصلك ان كنتى لا تمانعين. ..فنظر بنصف عين اليها وتابع فكما تعلمين لن تجدى بسهولة سيارة أجرة هنا ...وأيضا لكى تتصلى بخدمة التوصيل السيارات ستنتظرين كثيرا لأن المكان يبعد كثيرا عن أقرب شركة للسيارات هنا ...
ظلت تفكر فى كلامه فوجدت أن كلامه مقنع ...ووالدها رغم انه مستقر فى لندن قبل أن تولد هى بكثير إلا أنه مازال متمسك بعاداته وتحفظه الشديد وهو لن يغفر لها ابدا تأخرها هذا ..لذا لم تجد بد إلا بالموافقة ...فتوجهت إلى سيارته وتوجهت إلى الباب الخلفى للسيارة وفتحته وجلست على المقعد فرفع وليدأحد حاجبيه بتعجب محاولا كتم غضبه ..وهو يقول فى نفسه ...ما هذه هل تعتقد بأننى سائقها الخاص ...تبا لتلك الفتاة ...ظلا صامتين فى السيارة ...فهو لم يستطع أن يفتح معها اى موضوع للكلام وعندماكان يتحدث معها كانت ترد عليه باقتضاب ...إلى ان وصل إلى منزلها فترجلت من السيارة بدون كلمة ودلفت إلى منزلها ...فاصطك على أسنانه من الغضب وهو يقول ...حتى لم تقل شكرا ...تبا لتلك الفتاة ...

 

ظل يومان بعيدا عن أعين جده حتى انه لم يذهب إلى الشركة منذ ان تحدث معه عن الزواج...وزواج من ..من ؟من أحد أفراد عائلة السيوفى الذى أقسم بأنه لن يجعل بينه وبينهم اى صلة ...رغم انه يعلم أن جده سليمان على علاقة دائمة بجده الآخر رشاد ...لماذا هى بالذات من اختارها جده دون الجميع ...ولماذا يتحدث معه عن موضوع الزواج هذا الآن ...قطع شروده دقات بسيطة على باب الغرفة التى قضى بها اليومان...فهو بعد ان خرج من قصر جده اتصل بصديقه ماجد الذى اخذه الى شقة قديمة كان يعيش بها مع والديه قبل وفاتهما. ... دخل ماجد الى الغرفة بهدوء وقال ...اظن اننى قد تركتك بما يكفى لكى تهداء تماما ...وحان الوقت لكى نتحدث انا وانت ...
فالتف إليه سيف بجسده وقال بنفاذصبر ...هات ما لديك بسرعة يا ماجد
فظهر ابتسامة على وجه ماجد بسبب قلة صبر صديقه وقال...سيف ..ما المشكلة ان توافق على طلب جدك بالزواج ...فنظر إليه سيف بغضب فاكمل ماجد وقال...سيف بدون غضب فالنتحدث بالعقل ...أولا أنت لا توجد فى حياتك اى امراة ...ام أنك تحب دينا يا سيف
فنظر إليه سيف بأعين تشتعل غضبا وقال...هل جننت احب حبيبة صديقى الذى أاتمننى عليهاقبل سفره ...حقا لقد جننت ...وأيضا دينا انا لم أفكر بها أكثر من انها صديقة ...
فقال ماجد ...حسنا طالما انت لا تفكر بدينا ...ولا يوجد فى حياتك فتاة ...إذا لماذا ترفض الموضوع ...فنظر إليه سيف مرة أخرى بحدة فتابع ماجد ...سيف أنت ستتزوج الفتاة وهى من ستاتى إليك وتعيش معك وليس العكس ...إذا لن يكون هنالك اختلاط بينك وبين والدك ...جرب ربما تكون فتاة جيدة ...وأيضا إذا رفضت انت لن تكسب شئ من عداوتك لجدك ...اظن انه هذه المرة مصر على قراره وليس من مصلحتنا هذا ...فلتحاول ان تكسب من هذا الزواج ...وضع الشروط التى تريدها وان لم ترتاح لها تستطيع تركها او ان اردت تزوج مرة اخرى فهذا حقك ...ظل سيف يستمع إلى ماجد ويجد ان كل ما قاله صحيح ...فهو لن يكسب شئ من عداوته لجده بل سيخسر ويخسر كثيرا أيضا ...وحتى ان رفض سيفعل جده المستحيل لكى يجعله ياتى إليه راكعا مستسلما وفى النهاية سيوافق ...فظهر ابتسامة على وجهه وقال حسنا ساوافق لكن ...

 

ترجل من سيارته ...مغلقا بابها بقوة حتى
دخل إلى المكتب بهدوء تام مخالف تماما لما يختال فى صدره وهو يشعر بأنه قد وقع فى براثن جده ...ذلك العجوز الذى يجعله دائما يوافق على كل ما يطلبه او بالأحرى يأمر به فهكذا هو دائما سليمات الحسينى رجل قوى وذو هيبة حتى هو نفسه رغم قوته ورغم انه قد ورث الكثير منه ...فهو من علمه إلا يخضع لأحد وهاهو يخضع الآن له ...دخل وعلامات الغضب او يمكن أن نقول الاستسلام ...او يمكن الهدوء الذى يسبق العاصفة ...لا أحد يستطيع ان يصف التعابير التى ترتسم على وجه سيف فى تلك اللحظة ...وقف أمام جده بشموخ كاسد لا يمكن لأحد أن يهزمه وقال بهدوء تام ...انا موافق على ذلك الزواج
فابتسم سليمان ابتسامة خفيفة رغم انه لم يتوقع ذلك الهدوء او ذلك الاستسلام السريع لما طلبه من حفيده فهو يعرفه أكثر مما هو يعرف نفسه وقال ...جيد ..هذا ما توقعته منك
فقال سيف وهو يضع يداه فى جيبى بنطاله بكل عنجهية ممكنة ...لكن لدى شروط

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة