قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الخامس عشر

عندما يعشق الرجل الجزء الثاني

رواية عندما يعشق الرجل الجزء الثاني الفصل الخامس عشر

 

عليك أن تعود لتباشر أعمالك .. لأنني سأخذ اجازة طويلة فأنا لست...

عقد حازم ما بين حاجبيه بتعجب من محتوى الرسالة التي وصلت إليه عندما كان في المكتب ماذا بها اميلى.. حأول الاتصال بها بعد تلك الرسالة لكنها لم تجب على أي من اتصالاته .. فازداد قلقه عليها أكثر وأكثر سار خارجا من مكتبه بعد أن أنهى جميع أعماله ..وطول اليوم لم يغب عن عقله وجه نور وابتسامتها له .. انه متشوق ليقضى مزيد من الوقت معها .. يريد أن يبقيا بمفردهما أكبر وقت ممكن

هدأت خطواته لثواني وهو يتجه ناحية المصعد .. ما ان وجد مازن واقفا هناك .. لكنه سرعان ما سار بخطوات ثابتة ومتزنة وصلبة .. رغم شعوره بالغضب والكره ما ان رآه إلا انه حأول أن يمسك رباطة جأشه و ينسى كل شيء .. فمازن كان مجرل. ماضي في حياة نور .. أما هو الآن فأصبح حاضرها ومستقبلها..

نظراته القوية اصطدمت مع نظرات الآخر .. الذي لم يبعد .عيناه عن حازم ..

ولج إلى داخل المصعد ما ان فتحت أبوابه .. و حازم ينظر أمامه بسمو ح ..

تنحنح مازن في مكانه وتحرك بسرعة للضفط على زر المصعد .. بينما حازم يقف وهو يضع يده في جيبه ونظراته تزدال. سوادا يحأول أن يهدئ من نفسه لهذه الدقائق

سيد حازم .. أنا لم أكن أقصد ما قولته انا آسف ..نور

بتر مازن عبارته وهو يجد حازم يمسك بياقة قميصه ويتراجع بجسده حتى اصطدم جسده بجدار المصعد .. الذي اهتزت أبوابه و جدرانه

إياك .. ثم إياك ان تنطق اسمها من بين شفتيك .. لقد حذرتك سابقا لكن ان تكرر الأمر مرة أخرى .. حينها لن أستطيع ضبط نفسى ومنعها من كسر عظامك أ

هتف بغضب وهو يصر على أسنانه .. وعيناه تومض شرا

امال مازن رأسه قليلا .. وهو يقول بندم بنبرة منخفضة

أعلم أنني قد ظلمتها .. لذلك أتمنى لو أستطيع أن اقول لها أن تسامحني.. نور.. كانت أنقى من ان أتحدث عنها بهذا الكلام...

ما ان نطق باسمها حتى وجد رأسه تصطدم بالجدار من ضربة حازم فأخرج مازن آهة متألمة من بين شفتاه .. ووضع يده على رأسه بسرعة بينما مال جسده للاسفل قليلا ما ان تركه حازم .. الذي دار في المصعد وكأنه أسد حبيس وعيناه الداكنتان اشتعلتا من الغضب بينما قبضتا يده اشتدت .. وجسده وقف متربصا لأى كلمة قد ينطقها ذلك ال مازن مرر حازم يد٠ه على وجهه وهو يحأول تهدئة أعصابه فهو لم يكن يوما ممن توفلت اعصابهم بتلك السرعة .. لقد كان باردا لأقصى درجة .. لكن ما ان استمع اسمها من بين شفتي ذلك المعتوه حتى اثهتعلت الدماء في عروقه..

فتح باب المصعد .. وما كاد حازم ان يخطو خطوة للأمام والخروج حتى قال بنبرة تحذيرية مهددة و هدوء حأول الحفاظ عليه رغم أنفاسه التي تخرج مضطربة من غضبه

أ هذه المرة ضربة في الرأس لكن المرة القادمة .. ستكون بها موتك وهذا سيكون آخر تحنير .. أن كنت حقا تريد أن تظهر لي اسفك .. لا نزيني وجهك باي مكان انا به .. ٠١

نظر إليه بنصف عين ثم أردف بينما ارتفع حاجبه

السيدة نور .. أنت لم ترها يوما .. أنت حتى لا تعرفها .. هل فهمت ...

فأومأ الآخر رأسه بقنوط .. لم ينتظر حازم ان يسمع إجابته وخرج من المصعد .. فتحنيره لأمثاله كافي ليجعله يبتعد عنها .. ولا يفكر حتى بالاقتراب

جلس باسترخاء على أحد الارائك الموجودة في غرفة الصالون في منزلهم .. ما ان وصل إلى المنزل حتى وجد والدته بانتظاره جلس ينتظر سماع صوتها لتخبره عن هذا الأمر الضروري الذي جعلها تنتظره لهذا الوقت .. بينما هي رأسها منخفض وتحرك اصابع يدها بارتباك .. وكأنها تحاول أن تجمع جملة مناسبة .. جلس بصبر .. فهو لا يريد إرباك والدته .. حتى وإن كان متعجلا للصعول. إلى نور .. أجلت والدته حنجرتها وقالت بهدوء

اما سأتحدث به الآن معك .. هو شيء يخص نور

صمتت وهو تنظر إلى وجه ولدها و سكونه أمامها و تعابير غريبة تزين

وجهه اردفت بنبرة ناعمة وحنان ٠١ حازم .. المرأة عدم تتزوج .. تتمنى أن يكون زوجها هو سندها.. والدها .. حائط متين تستطيع الاستناد عليه ليمدها بالقوة .. رجل ترى به أبا لأولادها .. وليس مجرد شخص تزوجته لأن هذا نداء الطبيعة .. أنت الآن لست مجرد زوج بالنسبة لنور .. نور حساسة للغاية .. وتحتاجك بجوارها في أوقات كثيرة « شعر بالرهبة وربما بالقلق من نبرة والدته الغريبة عليه .. بالإضافة إلى مقدمتها الطويلة .. وكأنها تحاول ان تهيئ له شيئا ما لن تستطيع قوله

مباشرة اعتدل في جلسته ونظر إليها بتركيز غير راغب بالكلام الآن نهائيا فهو يحتاج إلى الاستعاع إلى باقي حديثها..

أخذت والدته نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء متابعة بالتأكيد انت رأيت ياسين والد نور سابقا ضيق عيناه .. فتابعت والدته بسرعة

نور والدتها ما زالت على قيد الحياة .. انها تعتقد أن والدتها ميتة .. لا أعلم ما الذي قاله ياسين لها

اردفت وهى تمسك بيديه بين يديها الباردتين بحنان أريدك أن تساعدها في رؤية والدتها .. لا أعلم ماذا ستكون ردة فعلها لكن كل ما أعلمه انك ستقف بجوارها .. ١ا 

بالطبع لن أتخلى عنها يوما .. وسأساعدها ما استطعت

اجاب بهدوء..

ثم اقترب من الكرسي الذي تجلس عليه والدته و ركع نحوها و قال وهو

يمرر يده على وجنتيها

« لكن هل يمكن ان يتأجل هذا الأمر قليلا فقط.. احتاج إلى أن اقترب أكثر من نور .. وأيضا يجب ان أسافر لمباشرة أعمالي وألا سيضيع كل ما حأولت بناءه لسنين .. «

ستسافر

سألته بأعين حزينة نعم يجب ان اذهب .. عملي هناك ولن أستطيع أن أبقى هنا دائما.. و سناتي انا ونور إليك دائما .. ٠ا اجاب بنبرة حانية

اا١ءتقدت انك ستبقى معي دائما .. سنثركني يا حازم .. نور لم تعد مجرد

زوجة لا بنى بل أصبحت أكثر من ابنتي .. ٠١

قالت بصوت متهدج حزين ونبرة ضعيفة ومعيناها على وشك البكاء

قبل مقدمة رأسها ثم جبهتها

أن أردتني ان أتى كل أسبوع سآتي قاطعته بحشرجة

ا١ لا .. لا .. لن أرغب يوما بتعبك..

تابعت بنبرة مفتخرة وسعادة تحاول ان تخفى به حزنها وهى تمرر يديها على وجهها تحاول حبس دموعها

لن أقف يوما أمام مستقبلك .. لقد قولتها لك سابقا .. افعل ما هو مهما

لكا « بلعت ريقها واردفت

والدة نور تعيش في لندن .. لذلك يمكنك رؤيتها .. سأتصل بها وأخبرها بأنك ستسامعدها لتقرب به ابنتها منها .. متى ستسافر ٠ا 

داكه .اخلال أسبوعان أو ثلاث ٠١

اجابها بهدوء .. رغم شعوره بحزن والدته الذي تحاول أن تداريه ولج إلى داخل غرفته بعد أن استمر محادثته مع والدته لوقتا طويل وهى تشرح كل شيء وسبب اعتقاد نور ان والدتها ليست موجودة « يا الله شيء لا يصدقه عقل .. والد نور وأصدقائه و منهم والده .. هم السبب في بعد نور عن والدتها لم يستوعب عقله ما قالته والدته لها

نور حرمت من والدتها .. والآن هو يجب عليه ان يهيئ لزوجته كل

شيء .. فليعينه الله على هذه المسئولية «

تنهد بصوتا عالي لم تنتبه له تلك الجالسة على السرير كما لم تنتبه لدخوله الغرفة .. وهى تنظر باهتمام إلى شيئا ما تحمله بين يديها وابتسامة بلهاء

على وجهها..

هز رأسه بهدوء.. وهو يحدق بذلك الشيء الذي بين يديها واكتشف انه مجرد كتاب

خلع سترة بذلته والقاها على طرف السرير بقوة لكنها لم تنتبه له وظلت محدقة بما بين يديها .. لوى فمه بامتعاض بسيط .. ثم دنا من الحمام .. مغضلا أخذ حماما سريعا ثم العودة إليها ورؤية ما بين يديها بعد دقائق خرج من الحمام ومنشغة صغيرة على رأسه يحركها لتجفيف شعره الغزير .. ويرتدى بيجامة من الحرير باللون الأسود رفع إحدى حاجبيه بمشاغبة وابتسامة خغيفة ظهرت على وجهه وهو ما زال يرى تركيزها وابتسامتها البلهاء لما تراه أو تقرأه وهى نصف ج١ق.

انزلق بجوارها على السرير مسلما رأسه ليده.. وهو ينظر اليها بهيام

ظل يحدق بها لثواني لعلها تنظر إليه لكنها لم تفعل .. فتنحنح في مكانه . وسعل بقوة .. ولكنها ما زالت تنظر إلى ما بين يديها باهتمام .. فاحتقن وجهه .. لكنه سرعان ما أبتسم ابتسامة بلهاء وهو يقول بخفوت ونبرة مشاكسة وهو يضم شفتيه .. نور.. يا نور.. لقد أتيت ...

.. أعلم ..

ردت بخفوت ولم تبعد عيناها عن ذلك الشيء اللعين الذي سيجعله يفقد أعصابه ويقوم بتمزيقه ليس بيديه لا بأسنانه وربما يقوم بأكله أيضا لكنه لم يرد ان يفقد أعصابه وتنهد بقوة قائلا بابتسامة .. هل تقرئين نكات .. شاركيني لكى أضحك معك أيضا وأبتسم ..

.. لا ..

ردت بسرعة وهى تقوم بغلق ما في يدها وتضمه إلى صدرها فرفع أحد حاجبيه وقال يردد كلمتها

(ا لا..

لكنه أردف بتصميم و فضول أريد أن أراه

ضحكت بقوة وهى تتحرك مبتعدة عن السرير وهى تقول بنبرة ناعمة

بينما هو يتحرك خلفها « لا أستطيع انها هدية .. وأيضا وعدت بالا إريك إياه ا٠ عضت نور على لسانها بسبب نثك الذلة ما ان رأت ملامح وجهه التي تعبر عن غضبه اا حقا اا هتف من بين اسنانه .. وتابع « س.هن؟ « سأل من حماتي أ اجابت بهدوء

أمي .. إذا لا مشكلة في رؤيتها .. ألم نصبح انا و أنق واحدا

قالها والفضول مسيطر عليه

« نعم..

قالت وهى تحرك رأسها ثم اردفت

« لكن ربما تنزعج .. إن رأيتها « لا لن انزعج قالها وهو يحأول رسم ابتسامة على وجهه « هتاكد « سألته لعم

فتبعت كلامه بأن قربت إليه ذلك الشيء الذي يشبه الكتاب ونأولته إياه

أمسك به بيد ثم باليد الاخرى أمسك بيديها وسحبها إليه حتى أصبحت تقف بالقرب منه .. ثم دنا بها نحو السرير وهو ما زال ممسكا بيديها

حسنا لنرى .. ما هو الشيء الذي جعلك تبتسمين هكذا

قالها وهو يبدأ في فتح ذلك الشيء المربع

اتسعت عيناه ..فعبس وجهه ..ثم امتعض .. ثم صرخ بحنجرته بصوتا

ابتعدت عن باب غرفتها وهى تضع يديها على فمها تمنع ضحكتها من الخروج .. ما ان استمعت لصراخ ابنها باسمها .. فيبدو أن نور لم تحفظ الهدية التي اعطتها إياها رغم انها أخبرتها أن تبعدها عن أنظار حازم تماما .. لكن ها هي زوجة ابنها تنل وتكشف بهذه السرعة أخغض مراد نظارته عن عيناه قليلا وهو يراقب تحركات زوجته المجنونة .. وابتسامتها البلهاء .. أبتسم بتلقائية وقال بخفوت

ما المصيبة التي فعلتيها يا نورا مع حازم يجعله يصرخ باسمك هكذا

مجردا .. « رسمت البراءة على محياها بحركة سريعة و نمت شفتيها ببراءة وهى تقول بصوت خافت الم أفعل شيء ..

سألها مفيظا وفعلا نجح في ذلك وجعلها ترفع يديها وتضعهما على خصرها ..نعم « اجابت مؤكدة

فابتسم لفعلتها.. وانزلقت بجواره وهى تحاول عدم الالتفات إليه ١١ نورا .. ابنك سيقيم عليلى هجوما مسلحا غدا .. لذا على الأقل لا تفقدي حليفاهثلىاا

قالها بمشاغبة رغم نبرته التي حأول جعلها هادئة

ضحكت من مشاغبته ونبرته والتفتت إليه وهى تقول بنبرة ناعمة وسكون

ةهلة حسنا .. ما الذي تريده

ضحك وقال بهمس

أ أريد أن تخبريني بما فعلتيه حتى أستطيع الوقوف بجوارك غدا ١ا زمدى شفتيها بتفكير ثم قالدى بهمس

أ...

وبدأت في قص ما فعلته .. بينما الجالس بجوارها لم يكف عن الضحك طوت ذراعيها أمام صدرها.. وهى تراه قد قام بفرد جسده براحة على السرير بينما هي لا ترى غير ظهره.. بعد انزعاجه مما حدث بينما الآخر يحأول التنبه لحركاتها .. وهو يقسم ان ما حدث اليوم لن يمر بسهولة لا لها ولا لوالدته

أغمحش عيناه بسرعة ما ان استمع لهمسها المنزعج وهى تتابع بحزن فهي لا تريده ان ينام و هو منزعج أو متضايق منها لو تعلم ان الأمر سيسبب له الإزعاج والعبوس. . لكانت اخفته قبل وصوله .. لكن هي الغبية .. لأنها لم تستمع إلى نصيحة نورا بألا يرى ما أعطته إياها

حازم .. أقسم لم أكن أعلم ان الأمر سيزعجك همست قرب أذنيه .. بينما هو يغلق عيناه بقوة سأفعل أي شيء تريده لمصالحتك فتح عيناه بسرعة ما ان استمع لجملتها وهب نصف جالسا مما جعلها تجفل من حركته السريعة وقال بنبرة متكبرة

انا ما زلت منزعجا من الأمر .. لكن ما دمتي تريدين الصلح إذا انا موافق .. لكن بشرط ا١ اا وانا موافقة ٠ا هتفت بسرعة وسعادة

هكذا قبل ان تعرفي ما أريده تمتم بخبث وعيناه تومض مكرا

 

إجابته ببراءة

حسنا .. سأخبرك .. بثمن مصالحتي.

ثم تابع وهو يقربها من احضانه قائلا برضا

ا. لكن الآن تعالى ونامي في أحضاني. . فاليوم انا أرغب في النوم بشدة ١ا تمتم وهو يغمض عيناه يحيط خصرها بذراع بينما الاخرى وضع عليه رأسها لتكون وسادة لها وقربها منه أكثر أغمضت عيناها بسعادة .. جاهلة عما سيجهزه لها بداية من الغد وما سيفعله بها .. لكن رغم هذا .. فهو لا يهم .. المهم الآن انه لم يعد منزعجا منها بسبب تصرفها الاهوج

 

أبتسم مالك بمرارة وهو يضع يديه في جيب بنطاله ويستند بجسده على إطار باب المطبخ .. وهو يراقب زوجته وهى تتحرك في أنحاء المطبخ كالنحلة.. رفعت شعرها في عقدة محكمة لكنها أبت ان تسكن فوق رأسها وهربت بعض من خصلاتها على كلا جانبي وجهها وخلف رأسها .. ترتدى بنطالا قصيرا و بلوزة بنصف أكمام باهتة 

زوجته تحاول بشتى الطرق ان تسعده .. أن نثبت انها تحبه .. لكنه رغم ذلك يشعر بابتعادها هناك شيء ناقص في علاقتهما و رغم أنها أصبحت تردد كلمة احبك له بدون كلل أو ملل .. إلا انه يشعر بشيء ناقص .. رغم أنها زوجته ملكه .. وبين يديه إلا أن هناك سور منيع تفصله به عنها .. لم يستطع أو ربما لم يقدر بعد إلى الوصول لمكنوناتها .. لدواخلها .. لريم التي لا يعرفها .. تعطيه دقائق من المتعة والإثارة ثم تتركه مبتعدة .. تخبره بخفوت ان يصبح على خير .. ثم بعد ذلك تعطيه ظهرها .. وهذا ما الم قلبه .. جعله يشعر باختناق ومرارة تجعل جوفه مر كالعلقم .. مهما تنأول من حلوى لا يستطيع ان يخفى بها تلك المرارة

عادت منذ عدة ايام لمتابعة عملها في المشفى .. تؤدى كل شئ بمهارة وكأنها آلة مدربة .. فى الصباح تكون امرأة جميلة ومتانقة.. وفى المساء بعد عودتها من العمل .. ربة منزل ماهرة و بجدارة.. لا تبخل فى عمل أي شيء قد تطلبه والدته أو حتى جديه اللذان حضرا منذ انجاب اروى وفى الليل زوجة محبة وعطوفة وتعطى بسخاء من دون ان تظهر حتى تعبها الذي يراه بعينيه كل ليلة تكون فيه بين احضانه

يتمنى أن تخبره بما يؤلمها بما يشغل رأسها .. انها بعيدة عنه رغم قربهما .. لقد تعب من الانتظار

تشدق فم مالك بسخرية محدثا نفسه

٠ا أليس هذا ما يتمناه أي رجل .. امرأة لا تظهر تعبها .. امرأة قوية تؤدى كل مهامها بجدارة من دون ان تشكو أو تتعب .. جبل صلب لا

يهتز تعبا

صمتها كالسهم القاتل .. يتغلغل في ثنايا روحه يمنعه الكلام هو الآخر

لقد أخبرها انه يحبها ماذا يفعل أكثر من هذا .. لكى تركض إليه وتخبره بما يحزنها.. أو حتى بما يسعدها .. أوقاتا كثيرة تمنى لو كانت امرأة ثرثارة تتحدث في أي شيء وكل شيء .. المهم انها ستتحدث لكنها لم

تفعل ..

حتى تلك الملابس توقع انها ربما تريها له لكنها لم تفعل ولم تظهر انها قد اشترت أي شيء .. أوقات فكر انها ربما تكون حاملا .. لكن الأسبوع الفائت تأكد انها ليست كذلك

أخذ نفسا عميقا ثم زفره ببطء .. خلع سترة بذلته ثم ربطة عنقه .. و وضعهما على أحد كراسي طأولة

المطبخ .. نظرت له وهى تبتسم له نصف ابتسامة ما ان شعرت اخيرا

بوجولءه ..

دنا منها وهى تقلب ما يوجد بالمقلاة أمامها

« ما الذي تعدينه ؟» سألها وهو يفك بعض أزرار قميصه العلوية وكذلك معصميه « صلصة للمعكرونة «

قالت بهدوء .. وهو يلاحظ محأولتهالتخفى تعبها

لماذا لم تجعلي شخصا آخر .. يطهو بدلا منك 

ظهر الانزعاج والغضب على وجهه لكنها أجابت بسرعة وبابتسامة الوقت تأخر ..بالإضافة أنني أردت أن أعدها بنفسي

طوى معصميه ثم اقترب منها وأمسك بالظعقة من يدها وأخبرها بهدوء

اذهبى وخني حماما سريعا ..وبدلى ملابسك .. وأنا سأكمل هذه المهمة .. أ

لم تجرؤ على مجادلته فهي غير قادرة على العناد أو المجادلة معه وبدأت تتحرك مبتعدة .. وهو يتتبع حركاتها بحزن وضع بعضن من المعكرونة في الطبق أمامها .. ما ان جلست على كرسي الطأولة ووضع كذلك بعضا منها في طبقه ثم جلعن قبالتها ينظر

اليها بتفحص .. وهو يلاحظ أن المياه قد انعشتها قليلا و أزالت عنها بعض آثار التعب

أبتسم ما ان رأى نظراتها المحدقة به بتساؤل وقال وهو يحرك رأسه

« حسنا .. ئنتذوق تلك المعكرونة المشتركة .. « ثم تابع كلامه وأمسك بالشوكة بجوار طبقه ما ان رآها بدأت بالفعل في تنأول ما أمامها

مممممم .. أصدر صوت يعبر عن استمتاعه.

ثم تابع بتفاخر « رائع.. نفسك رائع يا مالك « ضحكت من نبرته رغم شحوب وجهها .. وقالت وهى ترفع أحد حاجبيها وهى تقول بسخرية وعلى ثغرها ابتسامة ا٠حعا..س1متيداكسيدمالكا٠

أصدرت منه ضحكة مجلجلة من ردها وتابع تنأول طعامه .. بشهية حأول تعديلها رغم ضيقه..

صعدا إلى غرفتهما ما ان تنأولا الطعام .. وجلست بجواره على السرير بعد أن بدلت ملابسها بقميص طويل ذو حمالات رفيعة .. و نأولته كوب من العصير ..

صمت مطبق سرى بين أرجاء الغرفة وكلا منهما جالسا شاردا ينظر في

جزءمافيالغرفة٠.

حتى قطع مالك هذا الصمت قائلا بنبرة هادئة اءكيف حال سليم الصفير ؟»

ابتسمت ما ان تنكرت ذلك الصفير الذي لم تعد تستطيع ان تكمل باقي يومها إلا عندما تراه .. وتجلس معه وتقبله الكثير من القبلات

وقالت بتلقائية وسعادة بخير .. رغم انه ولد مبكرا إلا أن صحته ممتازة قاطعها بنبرة منخفضة تحمل شجن 

٠ا إلا تتمنين أن نرزق بطفل مثله .. ١ا بلعت ريقها و قالت بعد صمت استمر لثواني بصوت حأولت جعله طبيعيا مع ابتسامة فاترة على وجهها ١١ نعم بالطبع .. فلندعو الله ان يرزقنا الذرية الصالحة ثم اردفت بعد أن شعرت بالتوتر بينهما .. والحرارة التي اجتاحت جسدها..

« تصبح على خير .. هل ستحتاج إلى أي شيءأ

أحتاج لثواني ليستوعب ردة فعلها وهز رأسه .. وعبس وجهه ما ان رآها

تعطيه ظهرها قبض يده إلى جانبه و رغبة شديدة تجتاحه للمسها تحرك مبتعدا عن السرير .. وخرج كالعادة إلى الشرفة الكبيرة .. ينفث من دخان سيجارته عندما ينتهى الحديث بينهما بهذه الصورة

ضربة قبضة يده على سور الشرفة ... وهو يلعن بخفوت .. لماذا يجب على أي محادثة بينهما ان تنتهى هكذا .. لقد أراد أن يتبادلان الحديث أكثر تخبره عما نثمناه و تريده يقف بعيدا عنها وهو لا يعلم أن كلماته قد أصابتها في الصميم .. لو يعلم انها خائفة.. لو يعلم انها تتمنى أكثر من أي شيء آخر في ضم طفلا لهما .. لو يعلم انها تتعذب في كل مرة تجد أن الأمر قد فشل .. وهى تجرب وتجرب كالمهوسة

شعرت بأهدابها ثقيلة وخيط رفيع من الدموع انساب من عيناها بلل وسادتها وضعتا أصابعها على فمها تكتم شهقاتها من الخروج

حتى هو العاشق الولهان سيأتي يوم ويخبرها انه يريل. طفل٠. وهى لا تعلم ان كانت سترزق بطفل تمنته طويلا هناك شيء ما بداخلها يخبرها ان سعادتها لن تستمر وما تمنته لن يتحقق ..هل هو هاجس الخوف مرة أخرى هو الذي سيصعب عليها

حياتها .. ام انه اليقين انها لن تعيش في سعادة .. ولن تجد يوما من يحتويها..

...

سحبت منديلا من العلبة التي أمامها ثم القته بإهمال في سلة القمامة التي بجوار السرير بعد أن زفرت فيه بقوة وعيناها تنساب منها الدموع من دون توقف ..

لا تعلم هل هي التي أصبحت حساسة زيادة عن اللزوم إ..ام حقا الفيلم الذي تشاهده الآن هو ما سبب لها تلك الموجة من البكاء إ .. وخصوصا عندما رأت خيانة البطل لزوجته مع امرأة أخرى منحته بضع دقائق مميزين .. نسى خلالهم زوجته التي ساندته ووقفت بجواره .. المرأة التي كانت سببا في كل ما وصل إليه .. وهو أتى وبكل وقاحة يخبرها انه لا يستطيع العيش من دونها ولا من دون الاخرى .. ويجب الا تتركه، سيجعلها سعيدة.. لكنه لا يعلم انها لا تريد تلك الحياة وتلك السعادة التي ستجعل منها مجرل. امرأة ثانية وليست الأولى والوحيدة في حياة زوجها..

زفرت اروى مرة أخرى بقوة في منديلها بينما تمسك بأخر تمسح به دموعها التي بدأت تنساب حزنا وقهرا..

وهى نتساءل في نفسها لماذا دائما قلب الرجل يستطيع ان يحمل اثنان وثلاثة وربما أكثر لو أراد ذلك من النساء ؟!.. بينما المرأة تظل عمرها تبحث عن شخص واحد تعطيه عمرها وحياتها وقلبها وكل ما تملك لتسمع منه كلمة جميلة أو حتى عندما تشعر انه يهتم بها !.. لماذا الرجال ليسوا أوفياء للمرأة ؟!.. بينما هي تعيش عمرها وفية و مخلصة له مزق لهاثها رئتيها .. و تألم قلبها من كثرة البكاء فخرجت منها من دون

ان تقصد شهقة قوية جعلتها تنتبه للنائم بجوارها بسلام والنى بدأ يتململ قليلا في مكانه ما ان شعر بحركة جسدها و شهقاتها مدت يدها واحكمت الفطاء حول رضيعها

سليم سيف السيوفي .. أصغر فرد في عائلة السيوفي

الحفيد الذي فرح به الجميع .. وانهالوا عليه بالهدايا .. فرحا وسرورا بقدومه

وكل منهم يضع أملا بأن هذا الطفل هو الذي سيكون سببا في قرب سيف منهم .. وخصوصا عندما رأت سعادة الكل و دهشة البعض من تسمية الطفل .. سليم .. تيمنا بخالها وحبا له .. و هي أكدت قرارها ما ان قامت بإعطاء الإذن لخالها لتسجيل الطفل طالما والده ليس موجودا مالت برأسها نحوه وهى تطبع قبلة دافئة على شفتيه الصفيرة .. لو لم يكن موجودا لدخلت في حالة من الاكتئاب والشعور بالوحدة .. من أجله ومن أجل من حولها أخفت حزنها والمها رغم أن الكل قد شعر بما حأولت أن تخفيه

يوم يليه آخر وهو لم يأتي ولا تسمع عنه شيء.. هل نساها؟! .. فكما يقولون البعيد عن العين بعيد عن القلب .. وهى منذ البداية كانت بعيدة عن قلبه..

شعرت بجفاف حلقها نظرت إلى الكومود بجوارها فوجدت زجاجة المياه فارغة .. تحركت بهدوء وحذر مبتعدة عن السرير .. لتذهب لتحضر بعض الماء لترطيب حلقها ثم بعد ذلك تعود٠ لطفلها خرجت من الغرفة وتركت بابها مفتوحا ملأت كوب ماء بارد وبدأت تشربه ببطء وهى تتجه ناحية السلم للصعود عليه

لكنها تجمدت مكانها ما ان استمعت إلى اسمه يتردد في الغرفة التي بالقرب من المطبخ

لم تستطع منع نفسه من عدم استراق السمع ومعرفة سبب نطق اسم سيف الآن في منزلهم .. وهم طوال فترة غيابه كانوا حريصين على عدم التحدث عن اي شيء يخصه حفاظا على مشاعرها

لماذا لم تبقى معه يا ماهر؟! .. ما دمت تقول أن سيف مريض

انبته والدته بحزن ما ان علمت منه بمرض سيف 

ا٠رفحش .. وأصر على أن اذهب واتركه لوحده .. لقد ضغط على نفسه الفترة الفائتة .. فلم يتحمل جسده كل هذا الإرهاق .. وانتهى به الأمر ملقى بتعب على السرير ..»

اجابها ماهر بهدوء

تنهدت فريدة بصوت عالي وهى تهتف بتعب ا لا أعلم لماذا يعذب نفسه هكذا ؟ .. وفوق كل هذا طلبه منى بعدم أخبار اروى بعودته .. لا أعلم ما غرضه من هذا إ!..لو كانت تعلم بحضوره لكنت أخبرتها أن تنهب وتهتم به .. ثم اردفت بنبرة حزينة وهى تضرب بكفيها -- لا اعلم ما الذي أصاب أبناء سليم ؟! .. واحدة ترقد في المشفى نصف مستيقظة بسبب ما أصاب ابنتها .. والآخر يحفر اظافره في الصخر لكى يصل إلى ما يريده لدرجة جعلته يسقط من التعب ..

لم ينتبه ماهر للنصف الثاني من كلام والدته بل صمت ووقف متصلبا منها

بثينة؟! « هتف وهو يجلس بالقرب من والدته محأولا السيطرة على انفعاله، هزت والدته رأسها بأسى وقالت بحزن واعين دامعة فليعنها الله على ما هي به .. طفلتها غرقت في البحر منذ ايام .. وما ان اخرجوها كانت المياه قد وصلت لرئتي الطفلة .. مما جعل تنفسها صعبا .. وها هي ترقد في المشفى منذ ايام .. وبثينة حالتها تزداد سوءأ حزنا على طفلتها.. ٠ا

شعر ماهر بالجمود في مكانه وهو يستمع إلى كلمات والدته .. وتحرك مسرعا نحو الباب وكل ما يفكر به ما حدث لحب مراهقته وشبابه

« إلى اين انت ناهب؟!.. «

هتفت والدته بقلق وهى تجده يركض مندفعا خارج الغرفة « اعرف طبيب ممتاز .. سأتصل به وأذهب إلى بثينة «

رد ماهر ..

هذه المرة لم تستطع اروى البكاء أو الصراخ .. هذه المرة شعرت بأنها تختنق بسبب الثقل الذي احتل صدرها .. فحتى صوتها لم تكن قادرة على إخراجه لكى تعبر به عن مدى ألمها ..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة