قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشت معاه حكايات للكاتبة غادة الكاميليا الفصل الأول

رواية عشت معاه حكايات للكاتبة غادة الكاميليا

رواية عشت معاه حكايات للكاتبة غادة الكاميليا الفصل الأول

الخميس 28 أكتوبر 2017 استيقظ كعادته الساعة السادسة صباحا ..
فتح الشرفة ليستمتع بنسمات الصباح ..
جهز قهوته مضبوط كما يحبها و اصطحبها معه الى الشرفة ليضعها على منضدة صغيرة بجوار المذياع الذى اعتاد ان يسمعه منذ ان كان في الثانوية العامة .. جلس على كرسيه الهزاز و بينما يحاول ضبط محطته اليومية المفضلة صادف اغنيه ام كلثوم (ودارت الايام ) على مقطع
وهل الفجر بعد الهجر
بلونه الوردي بيصبح ونور الصبح صحى الفرح
وقال للحب قوم نفرح

هذا المقطع تحديدا كان له موقف  معه جعله يعود بذاكرته خمس  سنوات حينما كان طالب في كلية الهندسة الفرقة الرابعة و انقضى العام الدراسي وجاءت حفله تكريم للأوائل الطلبة من كافة المراحل في نهاية العام الدراسي  تحفيزا من الجامعة للطلاب ليكملوا دراستهم وما بقى لهم في الجامعة باجتهاد وكان المركز الاول في الدفعة الرابعة من نصيب خالد .. اقامت الجامعة حفل تكريم للطلبة المتفوقين وحضر الحفل معه والده احب شركة مقاولات يدعى رؤوف عبد الغنى ووالدته السيدة حياة ربة منزل .. واخواته البنات هدى طالبة في الفرقة الاولى كلية دراسات اسلامية  .

وهند في صفها الثاني الثانوي .. كانوا جميعا فرحين وفخورين به .. فهم مثال للأسرة الصغيرة السعيدة ميسورة الحال .. كانوا جميعا ملتفين حولهم ولما لا فخالد طالب مثالي خلقا وعلما فهو دائما الاول على دفعته ولكنه لم يكن منتبها لما يدور حوله ولا لكلام اهله او اصدقاءه لقد كان زائغ البصر يمينا وشمالا كانه يبحث عن شيء او شخصا ما الى ان ظهرت حلا ابنه الجيران وصديقه اخته هدى وزميله دراستها ايضا والتي وعدها ان يتقدم الى خطبتها ما ان ينهى دراسته الجامعية كانت قصة حبهم عفيفة و بريئة . لم يكن يقابلها او يحدثها على الهاتف بالساعات حتى انه طلب من والده ان يخبر والدها بنيته ان يخطبها ورحب والد حلا الحاج عبد السلام صاحب تجارة الاخشاب وصناعة الموبيليا كثيرا بعد ان قطع وعدا مع خالد ان لا يتقابلا او يتحدثا في الهاتف الى ان تتم خطبتهم فهو يعلم اخلاق خالد جيدا بالإضافة الى علاقة عمل تربطه برؤوف .. واحترم خالد كثيرا هذا الوعد فقط كلما كان يريد الاطمئنان عليها كان يذهب الى جامعتهم باتفاق مسبق مع هدى يتقابلوا ثلاثتهم على كافيتريا الجامعة يطمئن عليها ويراها لدقائق ويذهب .. حلا كانت تحب هدى كثيرا وتجمعهما صفات كثيرة حتى ان لهم حلم واحد يتمنون تحقيقه وهو ان يفتتحوا مركز تعليمي صغير للأطفال في سن الروضة ليعلموهم اللغة العربية النطق الصحيح والكتابة السليمة بالإضافة الى تحفيظهم القران الكريم بالتجويد .. فهما محبات للغة العربية جدا ولديهن شغف كبير بها .. حان وقت الاعلان عن اسماء الاوائل عم الصمت في القاعة . وصاح احد الطلاب سنبدأ بأوائل الدفعة الرابعة والطالب الذى حصل على المركز الاول كالمعتاد مهندس خالد رؤوف عبد الغنى قسم هندسة قوى والآلات كهربية .. لمعت عينيه حينما رأى السعادة على عائلته والفرح على جميع اصدقائه الذين صفقوا له .. توجهه الى المنصة ليقول كلمه بسيطة كالعادة دائما في حفلات التخرج سلم خالد على الأساتذة ورئيس الجامعة واخذ شهادته ورفعها عاليا امام الطلبة وامام اهله ايضا الذين سعدوا به وشاركوه فرحه نجاحه . وبلغت سعادته اقصى درجاتها حينما رأى السعادة ظاهرة على وجهه حلا .. امسك الميكرفون وبدا يتحدث..

خالد: مش عارف أوصف لكم مدى سعادتي دلوقت وأنا شايف الفخر في عين أهلي وكل الناس الى بحبهم و يحبوني
فازدادت ابتسامه حلا وعلمت انه يقصدها واستكمل خالد حديثه باختصار شديد
خالد: وعشان مضيعش الوقت على باقي زمايلى المركز ده انا وصلت له بسبب أهلي الى ساعدونى ووفرولى كل شئ هما سبب نجاحى وانا بهديهم كل نجاح بوصل له و هوصل  له بإذن الله شكرا على تعبكم معايا واوعدكم افضل دايما عند حسن ظنكم وشكرا
انهى خالد كلمته وصفق له جميع الحضور فقد كانت كلمته بسيطة ولكنها مؤثرة  وتوجه الى اساتذته مرة اخرى وحياهم توجهه بعد هذا الى اسرته واحتضن والداه .. واخواته البنات  . اما حلا فحضنها بعينيه واشار الى قلبه وابتسم لها ففهمت حلا ماذا قال لها خالد فبادلته الاشارة هي ايضا الى قلبها وابتسمت له .. فى هذه الاثناء كان الجميع فرحا ومشغول بنجاحه الا انه كانت هناك عين تتربص بهما متوعده خالد وحلا كان يقول فى نفسه
المتربص: مش هتكونوا لبعض طول ما انا عايش مش هيحصل الا على جثتى .

وتقابلت عينه مع عين خالد الذى اشار له انا اراقبك كما تراقبنى  وابتسم خالد له بسخرية .. تعاقبت عليهم ايام ليست بكثيرة وجاء اليوم الذى غير حياتهم الى الابد ..
رؤوف متحدثا عبر الهاتف بصوت مرتفع وبعصبيه شديدة
رؤوف: ايه بتقول ايه يا رفيق ازاى ده حصل ومين الى عمل كده وفين الأمن الى كان بايت فى الشركة ازاى خشب بتاع مناقصة دافع فيها دم قلبى يتحرق وفى نفس اليوم الى كسبتها فيه من عدوي اللدود خليل شرف الى معندوش ريحة الشرف. طيب طمنى الخشب ده احنا دخلناه التأمين ..
اتته الاجابة من الطرف الاخر
رفيق: للأسف يا حج محصلش احنا لسه كسبانين المناقصة النهاردة
وكانت اجابة رفيق كافية لجعل رؤوف يشعر بدوار جعله يسقط ارضا واصطدمت راسه بمنضدة زجاجية فى مكتبه  وسقط مغشيا عليه .. سمعت زوجته حياة اثار وقعه قادمه من مكتب زوجها فتوجهت اليه وكانت الصدمة تنتظرها زوجها فى الارض مغشيا عليه وفاقد الوعى راسه ينزف نتيجه اصطدام راسه بالمنضدة وبجواره هاتفه المحمول مازال الخط فيه مفتوحا وشخص ما ينادي عليه
يا حج يا حج رد عليا فداك اى حاجة المهم صحتك يا حج رؤوف
اخذت حياة الهاتف وتحدثت الى المتصل: الو انت مين وايه الى الفدا الحج ايه الى حصل اتكلم

قام رفيق بالرد عليها:  ايوه ياست حياة انا رفيق كنت بكلم الحج عشان ابلغه ان خشب المناقصة بتاعت النهاردة اتحرق فى المخزن وخد معاه جزء من الشركة بس فجأة الحج سكت وسمعت صوت بيتخبط ايه الى حصل ياست حياة  .
ما ان سمعت حياة ما قاله رفيق شعرت وكانها تجمدت ولم تستطيع القيام باى شئ سوى ان نادت على ولدها: يا خالد يا خالد
فتح خالد غرفته وخرج مسرعا الى امه وجدها فى مكتب ابيه محتضنه راس زوجها وفى يدها الهاتف مخضبا بالدماء فرع خالد من هول ما راى اخد الهاتف من امه ليطلب الاسعاف ولكن وجد ان الخط ما زال مفتوح ورقم رفيق ظاهر على الشاشة
خالد محدثا رفيق: الو ايوه ياعم رفيق معلش مضطر اقفل معاك والدى وقع ودماغه بينزف هكلم الإسعاف
رفيق: يا خبر ابيض يا استاذ خالد اقفل ياابنى وانا هحصلكم على المستشفى الى فى اول الشارع .. ماشى ياعم رفيق مع السلامة ..
طلب خالد الاسعاف وخاطب امه: قومى يا امى البسى متعمليش فى نفسك كده ان شاء الله هيبقى كويس . بعد جرس قصير الو اسعاف المنيرة ايه الحالة الى عندك .. رد خالد ايوه لو سمحت تعالى دلوقت فى الشارع الى ورا المستشفى بيت الحج رؤوف والدى وقع راسه اتخبطت وبتنزف .. طيب ثوانى وهنكون عندك .
اغلق خالد الهاتف وفى ثوان معدودة كانت الاسعاف قد وصلت امام المنزل صعد اثنان مسعفين الى الشقة وفتح لهم خالد الباب واشار على مكتب ابيه قائلا والدى فقد وعيه واثناء سقوطه ارضا اصطدمت راسه بالمنضدة .. انحنى احد المسعفين يتفحص نبضه وقال لخالد: نزف كتير والفتحة الى دماغه عميقة مش هنقدر نعمله حاجة هنا شيلوا معانا عشان ننزله ونروح على المستشفى نعمل الازم..

وبالفعل قاموا برفعه على المحفه الخاصه بنقل المريض الى عربة الاسعاف  وانزلوه بهدوء فى هذه الاثناء وصلت هدى وهند الى المنزل ما ان رؤوا سيارة الاسعاف وابيهم على السرير مخضبا بدمائه فى داخل العربة ركضوا الى خالد وسالؤه ماذا حدث اجابهم: مفيش وقت اطلعوا فوق واقفلوا على نفسكم كويس لحد مانيجى انا وماما وانا هكلمكم .. حاضر متقلقش قالتها هدى  واخذت هند فى حضنها قائلى: ان شاء الله خير متعيطيش .. صعدت هند الى المنزل قبل هدى وما ان دلفت هدى الى المنزل وهمت بغلق الباب سمعت صراخ هند فى الداخل فاغلقت الباب بقوة وركضت لترى اختها ووجدتها فى مكتبه ابيها تبكي بكاء هستيري مشيرة الى المنضدة والسجادة وتقول: شوفى ياهدي دم اد ايه بابا شكله وقع اتخبط جامد يا حبيبى يابابا عاوزه اروحله اشوفه .. احتضنتها هدى قائلة: هيبقى كويس ان شاء الله ولازم لما يرجع بالسلامة يلاقينا كويسين جدا يلا روحى على اوضتك غيرى على ماانضف المكان هنا ونكلم خالد وماما نطمن ايه حصل .. انصاعت هند لاختها الكبرى وتوجهت لغرفتها وهى تقول:  يارب اشفى بابا.

اما هدى القوية لم تستطع ان تحبس دموعها اكثر من هذا فعندما كانت تنضف المكتب والسجادة تساقطت عبراتها نعم لقد استطاعت ان تدب الامان قليلا فى صدر اختها الصغرى ولكن هيا لم تستطع ان تطمئن نفسها ابدا فكمية الدماء التى نزفها ابوها كبيرة جدا وغزيرة تخرج من السجادة بصعوبة كبيرة ومن الواضح ان اصطدام ابيها بالمنضدة لم يكن سهلا ابدا اخذت هدى تنظف بكل قوتها وهى تمتم  (اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلفنى خيرا منها ) .. السجادة استغرقت منها ساعه كاملة لتنضفها  .. ما ان انهت تنظيفها توجهه الى النافذة وفتحتها لتجدد هواء الغرفة وقامت برش معطر جو برائحة التوت لتخفى رائحة الدماء من الغرفة وخرجت متوجهه الى دورة المياه واخذت حمام دافئ وبدلت ثيابها وادت صلاتها و تسائلت: هند راحت فين كل دى دى قالت هتغير هدومها معقول كل ده بتغير ده انا نضفت المكتب والسجادة واخدت دش وهى مش باين لها صوت هروح اشوفها فى اوضتها . توجهت الى غرفه هند وقامت بطرق الباب ولكن لم تاتيها اجابة ففتحت الباب بهدوء لتجدها قد نامت على طرف فراشها ومصحفها مفتوح على سورة يس بجوارها ودموعها مازالت على وجنتيها لم تستطع ان توقظها لتدخل الى فراشها قليلا لكى لا تقع ولكنها تاكدت انها نامت من التعب والصراخ ولكنها اخذت المصفح واغلقته ووضعته جوارها واسدلت عليها الغطاء وخرجت .. ظلت جالسة تستغفر وتدعو لابيها بالشفاء الى ان اتاها صوت هاتفها يدق فاخرجته مسرعه كى لا تستيقظ هند وكان المتصل خالد فاجابته مسرعه: الو ايوه يا خالد طمنى ايه حصل بابا جراله ايه ووقع ازاى ده نزف كتير اوى يا خالد ..

خالد: بصوت حزين بابا حصله شلل نصفى يا هدي الصفقة بتاعت الخشب الى حط فيها كل فلوسه اتحرقت بفعل فاعل وكالعادة مجهول ..
هدي: اللهم اجرنا فى مصيبتنا انت بتقول ايه .. ازاى .. يا حبيبى يابابا عاوزة اجى اشوفه يا خالد ارجوك ..
خالد: مش هينفع يا هدي انا وماما جايين دلوقت من فضلك حضرى اى حاجة للغدا امك مكلتش من الصبح واحنا خلاص فاضل دقايق على المغرب لو كانت صايمة كان زمنها فطرت وبابا هيبات فى العناية النهاردة فوجودنا معاه مفيهوش فايدة . اعملى الى قلتلك عليه بس يلا سلام ..
على الفور توجهت هدى الى المطبخ وجدت الارز مبعثر على الارض من الواضح ان حياة كانت تعد لهم الغداء حينما سمعت اصطدام زوجها .. قامت بجمع الارض وتنظيف ارض المطبخ واخذت ارز جديد ونضيف وقامت بغسله ووضعته اناء طهو على النار .. و اخرجت بعضا من اللحم وقامت بطبخه ايضا وقامت بسلق خضروات طازجة .. وصنعت عصير فراولة وحفظته فى البراد ليظل باردا ولذيذ .. كادت ان تخرج من المطبخ ولكنها اصطدمت بهند ففزعت عندما راتها ..
هدى: حرام عليكى يابنتى ايه مش تكحى ولا حاجة انا اتخضيت وبعدين ايه الشعر المنكوش ده وايه البيجامة المتلخبطة دى بنطلون مختلف عن الجاكيت .
هند: انتى ليكى نفس تهزرى وبابا تعبان وكمان واقفة تطبخى وتعملى عصير يا قلبك الجامد.

هدي: ايه رايك بقى ياست اللمضة انتى ان خالد لسه قافل من شوية وطمنى على بابا جدا هو هيبات فى العناية النهاردة وبكرة او بعده ممكن نزوره فهيجيب ماما وجايين على البيت ويا عينى مأكلتش حاجة من الصبح ينفع نسيبها كده من غير أكل وتتعب هيا كمان زى بابا!
هند: لا خلاص بعد الشر عنهم هما الاتنين انا بحبهم اوى ومش هزعلهم ابدا وهذاكر اكتر من الاول وانجح .
هدي: ان شاء الله يا حبيبتى يلا روحى صلى الى فاتك وانتى نايمة وسرحى شعرك المنكوش ده وغيرى بيجامتك دى
هند: حاضر بس توعدينى لو فتحوا الزيارة لبابا تاخدينى اشوفه بلاش شغل الاخوات الكبار ده تروحوا من ورايا عشان لسه صغيرة وبتخافوا عليا من المستشفيات لا انا خلاص كبرت كلها كام شهر وابقى ثانوية عامة وكام شهر كمان وابقى الجامعة زى زيكم بالظبط.. انا بقولك اهو.
هدى: لمضة هتفضلى لمضة طول عمرك طب يلا روحى واسمعى الكلام .
طرقات على الباب تذهب هدى  لترى من الطارق تجد خالد وحياة والدتها فى الخارج تفتح لهم الباب
هدى: ايه يا خالد انت مش معاك مفتاح نسيته ولا ايه .

خالد: بصلها و قال لها بزمتك انا كنت فاضى عشان اشوف مفتاح ولا غيره ذكية ماشاء الله .
كانت ستجيب اخوها ولكن قطع اجابتها صوت حياة
حياة: ياولاد حرام عليكوا انا قلقانه على ابوكوا اوى وانتوا ايه مبتبطلوش خناق وقعدت على كرسى فى الصالة .
قعد قدامها خالد وهدي وقالوها فى صوت واحد لا مش هنبطل .
خرجت هند وبصوت عالي الله الله قاعدين حوالين مامتى وبتتكلموا وانا ايه مليش وجود مليش مكان . انتوا اسرة ظالمة اوى ..  ضحكت حياة وصفق لها خالد وهدي الله يااستاذة هايلة ممتازة ادخلى على المشهد الى بعده ..
ركضت هند نحوهم وجلست في المنتصف واستندت على حياة قائلة: عجبك كده يا مامتى عيالك دول عشان هما كبار يعملوا فيا كده ماانا بكرة هكبر برده .
ظهرت الدموع فى عين حياة وانهمرت على خدها فصمتت هند وخاطبت امها قائلة: خلاص ياامى انا اسفة متعيطيش
ابتسمت حياة لطفلتها فهي لم تبكى بسبب حديثهم ولكن قلبها منفطر على زوجها وما حدث له وماسيحدث له نتيجة هذه الصدمة القوية ولكنها لم تستطيع ان تصارح اولادها بهذا .. فوضعتها يدها على وجنتي ابنتها قائلة: لا ياهند انتى بنتى الصغيرة وبحبك زى اخواتك بالظبط انا بس قلقانه على ابوكم اوى
وضمت اولادها الثلاث الى حضنها: بحبكوا اوى ياولاد انتوا فرحتى فى الدنيا انا وابوكوا اوعى فى يوم تتخلوا عن بعض وانت ياخالد اوعى لما تتجوز مراتك تقسييك على اخواتك اوعدنى ياابنى ..

خالد: اوعدك ياامى مش هسيب اخواتى طول ماانا عايش وهحطهم فى عنيا .
حياة: الله يريح قلبك ياابنى ويرزقك خير الدنيا والآخرة .
هند وهدي فى صوت واحد: واحنا يا ماما ملناش دعوات ! وبصوا لبعض وضحكوا .
حياة: انتوا عنيا الاتنين من غيركم حياتى وحشة ربنا يسعدكم ويحفظكم .
هدي: يلا بقى يا امى تعالى على اوضتك عشان تغيري وتاكلى لقمة انا طبخت لك مخصوص يارب يعجبك بس .
ضمت حياة يد ابنتها الى يدها فى حنو كبير:: انتى كل حاجة بتعمليها بتعجبنى يا حبيبتى ربنا يسعدك ويفرح قلبك
هند مشاغبة كالعادة: تعالى ياماما انا هروح معاكى نغير سوا على هدي ما تحضر الاكل وخدى بالك هتاكلى يعنى هتاكلى مفيش مفر .. ضحكت حياة: طيب يلا بينا يالمضة .

اجتمعت العائلة للمرة الاولى بدون رؤوف وهذا اضفى عليهم حزنا وضيقا ولكن خالد حاول كسر هذا الحزن وهذا الحالة قليلا فهب واقفا: يا جماعة مينفعش كده لازم ناكل ونهتم بالبيت وبنفسنا عشان لما بابا يرجع يلاقى كل شيء زي ما هو ..
انصاعوا جميعهم لحديث خالد وبؤوا بتناول طعامهم وحاول كل منهم ان يطمئن الاخر ان كل شئ سيكون على ما يرام وان ابوهم سيكون بخير ..
ما ان انهوا طعامهم استأذنهم خالد ليراجع بعضا من مواده الدراسية فالمسؤولية الان اصبحت على عاتقه يجب عليه الاهتمام بدراسته لينهى ما تبقى له فى الجامعة  واصبح عليه الان ان يتحمل عبئ عمل والده وايضا ان يكتشف من وراء ماحدث لصفقة الاخشاب .. يجب عليه ان يحقق حلم والده وان يكون كما تمنى ان يراه .. دعت له حياة بالتوفيق و السعادة

اما هند وهدي  ظلوا يتحدثون مع امهم حياة الى ان غفت على الكرسي فأيقظوها لتدخل غرفتها واسدلوا الغطاء عليها وخرجوا وتركوها تستريح فاليوم كان شاق عليها جدا .. وذهبن الى غرفتهن ليسترحن قليلا وما ان لامست اجسادهن الفراش غطوا فى نوم عميق ... انهى خالد مذاكرته ونظر الى ساعته ليجدها اصبحت الثانية صباحا فتعجب كيف لم ينتبهه الى الوقت هكذا . خرج من غرفته متوجهها الى غرفه اخواته ليطمئن عليهن فتح الباب قليلا وجدهن مستغرقات فى نومهم اغلق باب الغرفة . وتوجهه الى دورة المياه ليتوضا ويصلى ركعتان قبل نومه ولكن استوقف صوت صادر من غرفة والدته فاسترق السمع لعلها تكون مريضة فاليوم كان عصيب عليها ولكن وجدها تمتم كلمات لم يفهمها من خلف الباب فطرق الباب على امه ولم ياتيه رد ففتحه قليلا ليجدها مفترشة الارض على سجادة صلاتها مرتدية اسدالا اسود اللون وبه نقوش بيضاء قد اهداه اليها فى عيد الام وجدها  تنظر الى السماء وتدعو ربها قائلة يارب مشفش وحش فى جوزى وعيالى يارب . يارب خرجنا من المحنة دى يارب .يارب اكرم خالد ابنى يارب وحافظ لى على بناتى . يارب اشفى رؤوف وعافيه ده جوزى وابو عيالى وكل دنيتى . فنظر لها فى حزن يكاد قلبه ينفطر على امه المسكينه ولكنه تركها تشكى ما بها من الم الى ربها وذهب ليتوضا   صلى ركتان وانتظر ان يصلى الفجر فذهب الى مكتب ابيه وجلس فيه وفتح نافذته ... واثناء ما كان يستمتع بالهدوء ويستمع لصوت الشيخ النقشبندى فى الراديو مبتهلا بتواشيح الفجر راى ظلا فى الصالة فقال فى نفسه: اكيد دى هدى صحيت عشان تصلى الفجر .. كاد ان ينادى عليها لتجلس معه ولكن جائته رسالة على هاتفه فتحتها فاذا برقم غريب لم يشغل اهتمامه فى البداية ان الرقم غير مسجل على هاتفه ولكن لفت انتباهه مضمون الرسالة وكان كالاتى ( دى كانت قرصت ودن يا شاطر الى جاية هتبقي قطع ودن بلاش تقف قدامى اكتر من كده وبلاش تدخل معايا فى تحدى والا هتندم تصبح على خير ده لو شفت خير من هنا ورايح ) .. جن جنون خالد والقى بهاتفه بعيدا وضرب المكتب بقبضته وصاح ااااه يا سمير مش هسيبك مهما حصل هقتلك انت وابوك جزاء الى عملتوه في ابويا ..

دخلت هدى لتجده فى حالة هياج تام اقتربت منه خالد فيه ايه مالك شكلك متغير ليه كده ايه حصل  .. اشار الى هاتفه وجلس على كرسي المكتب واعطاها ظهره .. اخذت الهاتف من الارض ونظرت اليه بتمعن: ايه ده يا خالد معقول لسه فى حد بالشر ده مين ده وعاوز مننا ايه وليه بيعمل معانا كده جاوبنى يا خالد ارجوك .. التفت اليها خالد قائلا: ده احقر واحد ممكن تقابليه فى حياتك هحكيلك كل حاجة عنه بس مش دلوقت . هدي: طيب اهدى بالله عليك احنا مش ناقصين كوارث هتعمل ايه فى مصاريف المستشفى وشغل بابا وهتتعامل معاه ازاى  وماما المسكينة ودراستك .. خالد: مش عارف يا هدى مش عارف اى حاجة بس كده شكلها لازم اسيب دراستى واتفرغ ليكم ولبابا .. نزلت جملته كالصاعقه على اذنها هدى: انت بتقول ايه يا خالد انت مجنون حرام عليك مهما كنا بنمر بظروف صعبه اوعى تنطق الجملة دى تانى انت عاوز تدمر بابا خالص وتقضي عليه انت عارف ان احنا امله فى الحياة وهو بيعلمنا ويهتم بينا عشان يعوض الى هو معرفش يوصله اوعى تقول كده تانى يا خالد ارجوك وشيل من دماغك اى فكرة انتقام ممكن تكون الحادثه فعلا قضاء وقدر  وبعدين انت ليه محسسنى انك شاكك فى حد معين وليه مش عاوز تحكيلى عن صاحب الرسالة دى .. خالد: هو لسه مجرد شك بس اكيد مع الايام هتاكد المهم خدى بالك من مذاكرتك ومن هند ودروسها مش عاوزين ابوكى لما يرجع يلاقى اى شئ متغير انتى عارفة المرض بيكسر نفس البنى ادمه اد ايه .

هدي: اكيد من غير ماتقول انا عاملة حساب حاجة زى دى متقلقش اسيبك واقوم انام ساعتين قبل الكلية تصبح على خير.
خالد: وانتى من اهله يا حبيبتى.
كان خالد يسترجع ما حدث من سنين كانه حدث البارحة وفجاة احس بيديها تطوق رقبته وتطبعا قبله على وجنته برقه . فالتفت لها ونظر اليها مبتسما وامسك يدها واجلسها في حضنه كالمعتاد .
حلا: صباح الخير يا حبيبى شكلك صاحى من بدرى حضرت القهوة وكمان بتسمع الأغنية بتاعتنا .
خبأ راسه فى حضنها حيث انه المكان الوحيد الذى يشعر فيه بالامان والراحة بعد حضن امه .
خالد: تعرفى يا حلا الأغنية دى كل مابسمعها بفتكر الى حصل زمان لما سيبتك تضيعى منى لما وقفت عاجز فى الداومة الى عملتها بنفسي فاكرة يا حلا!...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة