قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شيطان العشق الفصل الثاني والعشرون (خطة)

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري

الفصل الثاني والعشرون (خطة)

فى اليوم التالي

طوني: ايه يا لينا فيه جديد؟

هتف بها طوني عبر الهاتف ليأتيه الرد بعد تنهيدة عميقة

لينا: زي ما كنا متوقعين مصدقش نص الحقيقة اللي قولناله عليها ... انا مش فاهمة ليه اندريه مش عايز يعرف حد عن اللي حصل

طوني: هو مش عايز قلق و لا عايز حد من الكبار يحس ان البوليس وصلولنا

تحركت حافية الاقدام بفستانها البيتي القصير فى ارجاء منزلها البسيط و الذي يغلب عليه الطابع الحديث لتستقر اخيراً فوق السطح الرخامي لمطبخها تتناول بعضاً من الشيكولا السائلة بإستمتاع لتردف بتفكير

لينا: ممممم ممكن برضو ... طب و الحل مع آسر شكله مش مقتنع باللي اتقاله و مصمم يعرف الحقيقة ده غير ان عداوته مع طائف ممكن تخليه يتهور

تنهد طوني بضيق قائلاً

طوني: و طائف مش عايز يهدي اللعب شوية معاه و مصمم على التجاهل

لينا بمرح: طائف ده دماغ لوحده محدش يقدر يقوله تلت التلاتة كام

طوني: يا ستي براحته بس ميودناش انا و انتي فى داهية مقابل ده

آيات بغضب: ماهو انا همشي يعنى همشي ؟

تصلب جسده للحظات مولياً اياها ظهره ليلتفت نحوها ببطئ و ينظر الى طعامها امامها والذي لم تمسه بعد ليهتف ببرود و بإبتسامة مستفزة

طائف: كلي

ابعدت الطعام عنها قليلاً لتُكتف يداها امام صدرها تنظر نحوه بعناد

آيات: طالما انت مش هامك المصيبة اللي احنا فيها فلازم حد فينا يصحصح شوية والا هروح انا فى الرجلين

تقدم نحوها بملامح غامضة ليهتف بهدوء مستفز

طائف: و مصيية ايه بقي اللي احنا فيها؟

نظرت نحوه بذهول لا تصدق انه يسألها مثل هذا السؤال

آيات: مصيبة ايه ؟ شحنة امبارح اللي اتمسكت دي مش خايف البوليس يطب علينا هنا و يقبضو عليك

تحرك طائف نحو احد المقاعد الموضوعة بالغرفة ليجلس عليها بأريحية هاتفاً بثقة

طائف: اولاً محدش يعرف اننا موجودين هنا ... دخولك هنا كان فى منتهى السرية يعنى حتى متذكرش فى سجلات المستشفى ... اما بقى موضوع الشحنة فمحدش هيفتح بقه و يجيب سيرتي فى حاجة ... اتطمني ... و كملي اكلك

صمتت للحظات قبل ان تهتف فجأة قائلة

آيات: انت شغال مع البوليس؟

نظر لها بعيون جاحظة و قد تجمد جسده اثر سؤالها الغير متوقع قبل ان يتمالك نفسه و ينخرط بعدها بموجة ضحك لتكمل هي بحنق

آيات: ما هو ده التفسير الوحيد المنطقي ... ثقتك الزيادة دي و اتفاقنا بتاع تركيا ... كل ده ملهوش تفسير غير انك شغال معاهم

ثم عادت بأفكارها الى ما حدث بتركيا

فلاش باك فى تركيا بآخر ليلة لهم قبل العمودة الى مصر

بعد انتهاءها من الافطار والذي قد اعتذرت وقته الى طائف و بادلها برده السخيف و اعتذاره الصوري ... توجهت الى غرفة مكتبه امتثالاً لامره لتدلف الى الداخل بعد سماحه لها بالدخول فتجده يجلس خلف مكتبه مشيراً لها بالجلوس ... لتجلس هي على مضض

آيات بحنق: افندم

حدق بها للحظات قبل ان يمسح وجهه بيداه ليردف مصطنعاً الهدوء

طائف بجمود: علا بلغتني انها حكتلك عن تفاصيل كتير تخصنى انا و علا و آسر و اظنك عرفتي حقيقة وضعها هنا و ... وضعك

نظرت له بهدوء و لم تجيب لتحثه على اكمال ما يريد قوله

طائف: بس انتي ظروفك غير ظروف علا ... ثم تحرك من مقعده ليدور حول المكتب و يجلس امامها قائلاً

طائف: علا اتسرعت بعد ما عرفت الحقيقة و اخدت قرار و مكنش فيه رجوع لكن انتي ... انتي عرفتي الحقيقة و بس

آيات بغيظ: صدقنى لو كان بأيدي اني اخد خطوة و اخلص من شركم كلكم كنت عملت كده

تجاهل حديثها ليكمل

طائف: كونك مأخدتيش اي خطوة ده اداني فرصة اني افكر فى حل لوضعك ... قدامك تلات اختيارات. ... الاول انك تستسلمي للامر الواقع و انفذ المطلوب مني بقتلك ... نظرت نحوه برعب و ذعر ليكمل هو ببرود ... او تختاري انك تفضلي هنا طول حياتك لغاية ما يحصل اي جديد زيك زي علا ... وجدت تلك الفترة اقل رعباً و اكثر اماناً بالنسبة لها لكن ما هو الاختيار الثالث ... او انك توافقي على الخطة اللي فكرت فيها و اللى بيها تقدري ترجعى لحياتك الطبيعية تاني بس بعد شوية تغييرات بسيطة ... ها ايه رأيك ؟

آيات بتساؤل: خطة ؟

طائف بمكر: افهم من كده انك اخترتي الاختيار التالت

آيات: افهم الاول ايه الخطة دي

تنهد طائف بتملل قبل ان يومأ لها

طائف: الخطة تشمل اننا نضمن رضا الكبار عليكي

عقدت حاجبيها بدهشة

آيات: و ده يحصل ازاى بقى ان شاء الله دول عايزين يقتلوني

طائف بمكر: بس لو قولنا انك ليكي فضل عليهم فده يخليهم يتمنو رضاكي

نظرت نحوه بدهشة ليكمل مفسراً

طائف: ياريت تسمعيني من غير ما تقاطعيني ... اولاً لازم نمثل اننا بنحب بعض ... همت بالاعتراض لكن اوقفها بإشارة من يده ... مفيش اي حل غير كده

آيات بعدم رضا: مش فاهمة

طائف: البوليس بقاله فترة مركز جداً مع تحركاتنا سواء انا او غيري من اعضاء مافيا روسيا و اللي ليهم ايادي فى مصر ... و الكبار عارفين بده فكل اللي هنقولو انهم قدرو يوصلو ليا و بيحاولو يوقعوني ... و انتي ضمن خطتهم ... نظرت نحوه بدهشة ... هما تحرو عنك كويس جداً بس لحسن حظنا مقدروش يوصلو لمعلومة اننا فى علاقة و بكده مكنش عندهم اي مانع انهم يضموكي لصفهم

اكملت آيات بتفكير: وانا بلغتك بكل ده و اصبحت انت اللي بتتحكم فى اللي بيوصلهم عنك

اومأ نحوها بهدوء لتهب واقفة قائلة

آيات بإعتراض: ده فيلم عربي و مكشوف كمان ... انت مفكر انهم هيصدقو التخريف ده و لو افترضنا انهم صدقو .. ممكن بسهولة جداً يكشفو ان اساساً مفيش حد حاول يجندني لصالحه و حكاية البوليس دي كلها كدب فى كدب ... انت اتجننت بتتبلا على البوليس كمان

طائف: مش شغلك ... انا هتصرف و هغطي على الموضوع ... انتي مش متخيلة قلقهم من تحركات البوليس الاخيرة اد ايه ... ده هيخليهم ميفكروش بإتزان و هيشوفوكي كنز ... وحتى لو كانو شاكين فى الحكاية فمستحيل يخاطرو انهم يقتلوكي و فيه احتمال ان البوليس عينه هتبقى عليكي

نظرت له آيات بقلق و حيرة ليهتف بها قائلاً

طائف: الاختيار ليكي بس عايزك تفهمي ان مفيش مخلوق هيعرف بالتفاصيل دي حتى علا و ... وآسر

نهاية الفلاش باك

استيقظت من افكارها تلك على شيء بارد لامس شفتاها لتتسع عيناها من الصدمة فإذا به يجلس مباشرة امامها يمسك بملعقة الطعام موجهاً اياها ناحية فمها لتتراجع فوراً الى الخلف

آيات بتوتر: انت ... انت بتعمل ايه ؟

طائف ببراءة مصطنعة: بأكلك ... عمال انادي عليكي و انتي ولا هنا ... اللي واخد عقلك

آيات بتلقائية: سلامة عقلك

ترك ملعقة الطعام لينظر لها بدهشة

طائف: افندم؟

آيات: آآآ اصل بصراحة انت آآ...

طائف: قولي ... عايزة تقولي ايه ؟

آيات بتوتر: بصراحة بقى انت متغير من امبارح وانا بدأت اقلق

ابتسم نصف ابتسامة لينظر لها متسائلاً

طائف: متغير ازاى بقى ؟

آيات: يعني چنتل كده و هادي و كيوت

نظر لها بإستنكار هاتفاً بحدة و خشونة

طائف: كيوت ؟

وهب واقفاً مبتعداً عن الفراش يهتف بها بجمود

طائف: طب خلصي بقى اكلك خلينا نخلص

آيات بدهشة: نخلص ؟

طائف: مش قارفة دماغى من ساعة ما فوقتي عايزة اروح عايزة اروح مبحبش المستشفيات ... اهو عشان انا چنتل و هادي و كيوت هروحك البيت

ثم تركها وحيدة متجهاً للخارج فى حين همست هي لنفسها قائلة

آيات بدهشة: ده اتجنن ده ولا ايه

اما بالخارج فكان يستند بظهره على باب غرفتها يهتف بحنق

طائف: على اخر الزمن طائف العمري يتقاله كيوت ... ثم ابتسم بسخرية ... شكلها هتطلع عليك القديم و الجديد يا طائف

بإحدى مراكز الشرطة

...: انت هتستهبل منك لبه يا روح امك ... يعني ايه مش عارفين الشحنة تبع مين ؟

صرخ بها المقدم حازم نشأت للرجال المقبوض عليهم اثناء مداهمة الميناء بالليلة الماضية و الامساك بشحنة اسلحة كانت ستدخل البلاد من خلالهم

ظلو جميعاً على صمتهم ليهتف بهم مرة اخرى

حازم: ورق مفيش ... عُمال كلهم اتصفو ... ايييييه ملكُمش كبير لا و مش كده و بس كمان بتضربو نار علينا ده ايه الجبروت ده فاكرينها سايبة.. ده انتو ليلتكم سودة معايا

هتف احد الرجال بضعف وخوف مصطنع

احد الرجال بخبث: انا هقول كل حاجة ياباشا بس ارحمني

نظر باقى الرجال ناحيته بترهيب و تحذير ليهتف بهم

حازم: اييه ما تضربوه احسن ... ولا فاكرين كل الناس اغبية زيكم بتفدي ناس مش هتفكر فيهم للحظة ... ثم اتجه بأنظاره نحو الرجل ليردف بهدوء ... ها بقى قولي تبع مين الشحنة دي

الرجل بخبث: هقول يا باشا ... الشحنة تبقى تبع طائف بيه

حازم بحيرة: طائف بيه مين ؟

الرجل بلهفة: طائف بيه يا باشا ... طائف بيه العمري

اتسعت حدقتا حازم بدهشة ليتسمر مكانه محاولاً استيعاب خطورة ما تفوه به هذا الرجل

آيات بخجل يغلبه ضيق مصطنع: ممكن تنزلني بقى

هتفت آيات معترضة على حمل طائف لها والذي فاجأها بفعلته تلك فور استعدادها للرحيل ليضع يديه الاثنتان احداها تحت فخذيها و الاخري خلف ظهرها رافعاً اياها نحوه فى حين لفت هى يدها بتلقائية حول عنقه خوفاً من السقوط ارضاً

حاولت الاعتراض مراراً و تكراراً لكن تجاهلها تماماً و سار بها حتى اصبحا الان خارج المستشفى فى انتظار السائس لاحضار السيارة من موقف السيارات التابع للمشفى

سمعت زمجرته لتجده بعدها يهتف بضيق

طائف: اهدي بقى... لو نزلتك و استنيت .. على مشيتك دي مكناش طلعنا من المستشفى الا بكرة

آيات بصراخ: بتتريق حضرتك ما هو كله بسببك

هم بالصراخ عليها لكن قاطعه وصول سيارته ليسلمه السائس المفاتيح ويتجه هو نحوها حاملاً آيات ثم يضعها بحذر فى الكرسي الامامي و يتجه هو بعد ذلك نحو مقعد السائق و يبدأ بالقيادة

ظلت تراقبه بعيون متقدة حتى لفت انتباهها صوت رنين هاتف ما يشبه رنين هاتفها انتبهت لما تسمعه حتى سمعته يتأفف بضيق لتعقد حاجبيها بدهشة

آيات: ده ... ده صوت موبايلي

التفت نحوها بنظره يحدث بها لثوان ثم عاد بكامل انتباهه للطريق متجاهلاً اياها

توقف الرنين ليعود مرة اخرى ليضع احدي يداه بداخل سترته مخرجاً هاتفها لتنظر نحوه بغيظ

آيات: ايه اللي جاب موبايلي معاك ... هات

مدت يدها لتخطفه منه فى حين نظر هو سريعاً لهوية المتصل ليجده آسر اكفهرت ملامحه و شد على كفه الممسكة بالهاتف ثم ما لبث ان ألقاه من نافذة السيارة

وجدها لتصرخ به بشدة

آيات: انت ... انت اتجننت ؟ انت ازاى تعمل كده ... وقف العربية قولت وقف العربية

طائف بصراخ اجفلها: اخرسي خالص دلوقتي مش عايز صداع

ربط لسانها و التزمت الصمت و قد شعرت بعودة طائف القديم

آيات بهمس: انا قولت انك مستحيل تتغير ... هتفضل جلف زي ما انت

حدجها بنظرة مخيفة ليجعلها تبتلع كلماتها و تزم شفتيها بقوة لتوضح له نيتها للصمت

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة